الرد على من الذي سال المسيح متى يكون هذا ومتى هي علامات مجيئك هل التلاميذ كلهم ام اربعة فقط متى 24: 3 و مرقس 13: 3 ولوقا 21: 7

 

Holy_bible_1

 

السؤال 

 

في متى 24: 3 نجد أن الذين سالوا المسيح عن علامات الزمان الاخير هم النلاميذ كلهم ولكن في مرقس 13: 3 نجد أن الذين سالوه هم اربعة فقط " بطرس و يعقوب و يوحنا و اندراوس" وهذا تناقض

 

الرد

 

الرد باختصار ان الذين اجتمعوا مع المسيح هم التلاميذ على انفراد ولكن الذي قال اجزاء السؤال هم بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس فلا يوجد اي تناقض

ولتاكيد ذلك ندرس الاعداد باختصار لان الشبهة لا تحتاج الي تفصيل 

انجيل متى 24

24: 3 و فيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم اليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا و ما هي علامة مجيئك و انقضاء الدهر

اذا الموقف حدث على جبل الزيتون وكان بينه وبين تلاميذه على انفراد

ونلاحظ ان الذي سال هم تلاميذه ولكن نفكر قليلا ونتخيل الموقف فهل التلاميذ كلهم معا نطقوا في وقت واحد وفي نفس واحد تعبير " قل لنا متى يكون هذا و ما هي علامة مجيئك و انقضاء الدهر" بالطبع لا فاكيد تلميذ بدا وطلب منه الشرح وثاني اضاف متى يكون هذا والثالث تسائل ما هي علامة مجيئك والرابع تسائل عن انقضاء الدهر وبقية التلاميذ كانوا متشوقين لسماع الاجابة

وهذا ما شرحه 

انجيل مرقس 13

13: 3 و فيما هو جالس على جبل الزيتون تجاه الهيكل ساله بطرس و يعقوب و يوحنا و اندراوس على انفراد 

13: 4 قل لنا متى يكون هذا و ما هي العلامة عندما يتم جميع هذا 

نلاحظ شيء هام جدا في هذا العدد انه لم يقل انه كان مع بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس فقط ولكنه قال هم الذين نطقوا بمحتوا واجواء السؤال اي ان التلاميذ اجتمعوا على انفراد بيسوع وبداء الاربعة باجزاء السؤال كما قلت سابقا تلميذ بدا وطلب منه الشرح وثاني اضاف متى يكون هذا والثالث تسائل ما هي علامة مجيئك والرابع تسائل عن انقضاء الدهر وبقية التلاميذ كانوا متشوقين لسماع الاجابة

فانجيل مرقس فقط يشرح بتحديد من تكلم للتوضيح اكثر ولهذا دائما اقول ان الاناجيل تكمل بعضها بطريقة رائعة 

انجيل لوقا البشير يؤكد نفس الامر ولكنه يتكلم باختصار شديد في هذا الجزء

انجيل لوقا 21

21: 7 فسالوه قائلين يا معلم متى يكون هذا و ما هي العلامة عندما يصير هذا

ولهذا لا يوجد اي تضارب او تناقض بل يتفقوا معا ويكملوا بعضهم.

مثلما ذكرت كثيرا الاربع اناجيل يقدموا الاسلوب الروائي بطريقة تكاملية من مشاهد او زوايا مختلفة. والمثل الذي ذكرته سابقا. تخيل كاميرات تصور لاعب يحرز هدف. فيكون اعادة الهدف ليكون اكثر متعة هو عرضه من زوايا مختلفة. فالكامرا التي من خلف اللاعب تظهره وهو منطلق مبتعدا عنها ليحرز الهدف اما الكاميرا التي امام اللعب فتظهره وهو منطلق مقترب اليها في طريقه الي المرمى ليحرز الهدف والكميرا الثالثة من الجانب الايمن تظهر اللاعب منطلقا من اليمين الي اليسار لكي يحرز الهدف والرابعة التي من الجانب الايسرتظهر اللاعب منطلقا من اليسار الي اليمين ليحرز الهدف. ولا يقول احد ان هذا تناقض بل هو تكميل من زوايا مختلفة لتزيد متعة رؤية الهدف ونتعايشه.

فهذكا الاربع اناجيل تصور المشاهد لحياة والام الرب يسوع من زوايا مختلفة لكي نتعايشها ونفهم معانيها الروحية باكثر عمق.

 

المعنى الروحي 

الطريقة التكميلية التي كتبها الثلاثة المبشرين في هذا الموقف توضح لنا الشغف الشديد للتلاميذ لمعرفة العلامات ولكنهم لا يدركون الفاصل بين التوقيتين فقد أخطأ التلاميذ إذ ظنوا أن خراب الهيكل هو علامة على نهاية العالم. ولم يفهموا أنه لابد ويخرب علامة على انتهاء العهد اليهودي وأنه يبطل لتبدأ الكنيسة. وكان لابد لقيام الكنيسة أن يقوم المسيح، ولكي يقوم المسيح لابد وأن يموت أي يُهدم هيكله الجسدي (يو18:2-21). ولقد عبر التلاميذ بسؤالهم عما يدور في أذهان كل البشر عن اشتياقهم لمعرفة المستقبل. ولكن السيد لم يحدد أزمنة مكتفيًا بتقديم العلامات حتى لا يخدعهم المسحاء الكذبة. وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر= التلاميذ كانوا مقتنعين أن يسوع هو المسيا، وكانوا متوقعين مجده المستقبل في نهاية العالم ليُدْخِل العصر المسياني الأبدي.

تصف النبوات عادة حادثًا قريبًا وترمز بهذا الوصف إلى أحداث بعيدة وهكذا جاءت نبوات المسيح هنا لتصف خراب أورشليم على يد تيطس وفي نفس الوقت تشير لأحداث بعيدة أي نهاية العالم. والرب تنبأ عن كلاهما فامتزجت النبوتان. خصوصًا أن سؤال التلاميذ كان خطأ فهم سألوا عن علامات خراب الهيكل ونهاية العالم وكان اعتقادهم الخاطئ أن الحدثين هم حدث واحد ولذلك جاءت نبوات المسيح هنا بطريقة مدهشة لكلا الحدثين فهي متفقة مع خراب أورشليم القريب ومع أحداث نهاية العالم في المستقبل البعيد. لذلك علينا أن نفهم كيف نطبق النبوة في كل حدث.

 

والمجد لله دائما