الجزء الأول من مقدمة سلسلة الرد على حروب العهد القديم

 

Holy_bible_1

 

دائما يعترض المشككين على حروب العهد القديم والقسوة في العهد القديم ويقولوا فيه ما فيه ويدعوا أن إله العهد القديم إله قاسي ودموي وغيره مما نسمعه من تهم خطأ وتجديف. 

ورغم ان الهنا إله سلام في العهد القديم والجديد وقدمت على هذا ملفات كثيرة 

وأيضا من الخطأ التعميم فيجب أن تدرس كل حرب على حدي لنعرف من المخطئ وما سببها وهل الله امر بشيء لا إنساني ام الاله الخالق جازى بعدل ام هو خطأ بشري والرب لم يأمر بشيء؟ 

فالإله حنون ورحيم في العهد القديم والجديد وأيضا عادل ومدافع عن الضعفاء ويعاقب المعتدين وأصحاب العثرات في العهد القديم والجديد.

الفرق بين العهد القديم والجديد هو ان الاسفار التاريخية في العهد القديم تغطي زمن قرب 2000 سنة لتاريخ حقيقي كما حدث بما فيه من حروب دفاع كثيرة جدا ولهذا العهد القديم ذكر حروب هذه الفترة. ولكن الاسفار التاريخية في العهد الجديد تغطي ثلاث سنوات خدمة المسيح فقط ثم اعمال الرسل ولكنه ليس عن دول بل فقط عن تاريخ تبشير. فلهذا العهد الجديد لم يذكر تاريخ حروب 

في البداية الحروب شيء غير محبب على مدار التاريخ. والحروب تحدث. ولكن يوجد حروب كثيرة دفاعا عن النفس والوطن. ولا أحد يتهم بان هذا شيء دموى ان يدافع شعب عن نفسه وعن ارضه.

ولو نظرنا لتاريخ أي دولة سواء دافعت عن نفسها او حتى هاجمت سنجد كل الدول قامت بحروب كثيرة فانظر فارس واليونان والرومان بل حتى الدول الحديثة مثل بريطانيا وفرنسا. بل حتى أمريكا في اقل من مئة سنة قامت بالحرب العالمية الاولي والثانية التي فيها هيروشيما حرب فيتنام حرب كورية الحرب الباردة حرب الخليج الفارسي حرب العراق الأولى والثانية وأفغانستان بالإضافة الي عدد لا يحصي من المناوشات كل هذا في قرن فقط. مع ملاحظة ان اغلب حروب أمريكا لم تكن بسبب ان أحدهم اعتدي على ارضها (باستثناء الحرب العالمية) ولكن فقط فرض سيطرتها فيما تظنه انه من حقها كدولة عظمى فمثلا في حرب العراق بسبب تدخل العراق في الكويت لا العراق ولا الكويت اعتدوا على أمريكا. وأيضا حرب فتنام فيها فتنام لم تعتدي على أراضي أمريكا. 

بل مصر العزيزة أيضا التي لا يتجرأ أحد يصفها بالدموية التي دافعت عن نفسها كثيرا ورغم هذا قامت بحروب كثيرة. ففي اخر قرن فقط قامت بالاشتراك في الحرب العالمية الأولى والثانية وحرب القرم وحرب المكسيك وحرب الحبشة وحرب 48 وحرب اليمن وحرب العدوان الثلاثي وبالطبع حرب 67 وحرب 73 وحرب العراق 

مع ملاحظة ان حروب مصر منها دفاع ومنها حرب لأجل اخرين مثل حرب اليمن وحرب المكسيك وحرب 48 والعراق لم يكونوا بسبب ان أي أحد اعتدى على مصر لا اليمن ولا المكسيك ولا العراق اعتدوا على مصر، بل مصر قامة بالحروب هذه الدموية فقط مساندة لأصدقائها من الدول. كل هذه الحروب سفك فيها دم كثير جدا

لا يوجد دولة حسب معرفتي لم تقوم بحروب في تاريخها حتى على الأقل دفاعا عن ارضها وسفك فيها دم كثير ولا اعرف دولة ستقف موقف سلبي لو تم الاعتداء على ارضها. وهذه لا توصف بالدموية بل دفاع وشيء وطني نبيل وواجب وشرف. هل لو اعتدت إسرائيل او ليبيا او السودان او قطر او داعش على ارض مصر الن تدافع مصر عن ارضها وشعبها بحرب؟ ام ستكون مطالبة بان لا تفعل شيء لكيلا توصف بانها دموية؟

هل لو دولة اعتدت على حدود مصر وإقامة مصر حرب دفاعا عن حدودها وسفك فيها دم كثير هل ستوصف مصر بالدموية؟ لا اعتقد. بل هل ما تقوم به مصر من تطهير لارض سيناء من العصابات الإرهابية ويسفك فيه دم كثير حاليا هل أحدهم يتجرأ ويصف مصر بالدموية لانها تطهر ارضها من الإرهابيين؟ بالطبع لا رغم انها حرب تطهير ارض وتوصف بالابادة لانها إبادة الإرهاب والارهابيين. 

فالحرب هو جزء من الواقع بالتالي هو جزء من التاريخ. والتاريخ جزء من العهد القديم. فبالتالي ذكر العهد القديم الحروب التي اغلبها تقريبا دفاع عن حدودهم لأنها تدخل ضمن تاريخ بني إسرائيل هي ليست دموية ولكن دفاع بشرف، ولكن المهم موقف الله من هذه الحروب هل كان معتدى ام مدافع. 

أيضا هناك فرق بين حروب امر بها الرب وحروب قام بها اشخاص وساعدهم الرب بسبب ضعفهم لأنهم مظلومين. 

أيضا نلاحظ شيء مهم وهو ان هذه الحروب توصف بالحروب النبيلة الشريفة التي توصف بأنها تطبق حتى ما يشبه قوانين الحرب الحديثة. فلم يكن فيها خيانة ولا تامر ولا اغواء ولكن هجوم مباشر في النهار وانتصار مباشر. 

ففي حروب هذا الزمن كانت دائما تعتمد على خيانات وأسلوب تجويع وتخويف وإرهاب يصل الى اكل لحوم بشر في العلن للإرهاب وغيره من اهوال. وكان المنتصر لا يرحم المنهزم حتى بالقتل السريع ولكن المنتصر في الحروب القديمة من الشعوب الأخرى كان يستمتع بتعذيب اسراه بأشكال صعبة جدا مثل تقطيع أعضاء جزء جزء وهو حي او سلخ أجزاء جلدهم وهم احياء او تعليقهم أحيانا واشعال النار فيهم بحيث تأخذ زمن طويل وإضاءة بهم المدينة ليلا وغيرها من التي يقشعر لها الابدان ولهذا في هذا الزمان في حرب دفاع عن الأرض من يقاتل مباشرة المهاجمين ويطلق الباقي ليهربوا هو بهذا المقياس رحيم جدا. 

فمن يفكر في حروب العهد القديم بطريقة حيادية يجد انها ليست قسوة.

 

انتقل لنقطة أخرى هامة وهي الإعلان عن عقوبات الله. 

فالله أعلن في الكتاب المقدس بعض الإعلانات وليس أعلن عن كل شيء فأعلن انه عاقب الخطاة بالطوفان وأيضا عاقب بعض الخطاة بحريق النار مثل سدوم وعمورة وأيضا عاقب بعضهم بانه جعل الأرض تأكل سكانها وأيضا عاقبهم بكوارث طبيعية وعاقبهم بوحوش الأرض والحشرات وأيضا عاقبهم بحروب 

وهنا أتساءل هل توقف عقاب الله باستخدام الطبيعة او غيرها بعد مجيؤه وصلبه وقيامته؟ بمعني اخر هل انتهي العدل الالهي تماما؟ بالطبع لا ويوجد عقاب مستمر والله عادل ويعاقب المعتدين ويساند الضعفاء. 

 الم تدمر براكين مناطق كان بها شعوب شريرة؟ 

الم يدمر الله اورشليم باستخدام جيش تيطوس 70 م بسبب شرورهم الكثيرة وسفكهم دم البار وقالوا دمه علينا وعلى اولادنا؟

الم يعاقب الرب الأباطرة العشرة الرومانيين بطريقه واضحة تشهد انه يعاقب من يعثر اولاده؟

الم يعاقب الرب الهراطقة مثل اريوس الذي انسكبت احشاؤه؟ 

ولكن في العهد الجديد الرب أكمل الناموس وهذا يجب ان نفهم معناه جيدا 

 بمعني ان الرب يعاقب الخاطئ بعد ان يعطيه فرصه وزمان للتوبة 

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 2: 21

 

وَأَعْطَيْتُهَا زَمَانًا لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ.

 

وهو بصلبه دفع ثمن الخطية كلها ويقدم الفداء مجاني للكل ولكن هذا الفداء مشروط بشرط واحد وهو شرط قبول فداء المسيح اما من يرفض فداء المسيح فهو يدان ويصبح مرفوض من امام الله بعد ان يستهلك زمان وتوبته. ولكن ليس بشرط ان يعاقبه الرب علانية فقد يعاقبه في الخفاء حتى بفقد السلام الداخلي ويعيش داخليا معذبا حتى لو بدى ناجح. ولكن هذا الانسان لو زاد في شروره وأصبح عثرة يؤذي الكثيرين هذا يدان ويعاقب من الرب لاعثاره الاخرين وغالبا في العلن مثل هيرودس 

سفر اعمال الرسل 12

21 فَفِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ لَبِسَ هِيرُودُسُ الْحُلَّةَ الْمُلُوكِيَّةَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْمُلْكِ وَجَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ.
22 فَصَرَخَ الشَّعْبُ: «هذَا صَوْتُ إِلهٍ لاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ!»
23 فَفِي الْحَالِ ضَرَبَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ الْمَجْدَ للهِ، فَصَارَ يَأْكُلُهُ الدُّودُ وَمَاتَ.

وعليم الساحر 

سفر اعمال الرسل 13

8 فَقَاوَمَهُمَا عَلِيمٌ السَّاحِرُ، لأَنْ هكَذَا يُتَرْجَمُ اسْمُهُ، طَالِبًا أَنْ يُفْسِدَ الْوَالِيَ عَنِ الإِيمَانِ.
9 وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا، فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ
10 وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَاعَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟
11 فَالآنَ هُوَذَا يَدُ الرَّبِّ عَلَيْكَ، فَتَكُونُ أَعْمَى لاَ تُبْصِرُ الشَّمْسَ إِلَى حِينٍ». فَفِي الْحَالِ سَقَطَ عَلَيْهِ ضَبَابٌ وَظُلْمَةٌ، فَجَعَلَ يَدُورُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَقُودُهُ بِيَدِهِ.

وهذا كان في العهد القديم وايضا لا يزال في العهد الجديد. لان الرب لا يقبل العثرة لا في العهد القديم ولا الجديد. فيقول في العهد القديم

سفر اللاويين 19: 14

 

لاَ تَشْتِمِ الأَصَمَّ، وَقُدَّامَ الأَعْمَى لاَ تَجْعَلْ مَعْثَرَةً، بَلِ اخْشَ إِلهَكَ. أَنَا الرَّبُّ.

 وايضا العهد الجديد

إنجيل متى 18: 7

 

وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ!

إذا فعقاب الذي يسبب عثرة هذا في العهد القديم والعهد الجديد والفرق الوحيد انه في العهد القديم كانت العثرات اكثرها جماعيه لذلك العقاب كان غالبا جماعي اما في العهد الجديد فالعثرات اكثرها فرديه لذلك العقاب أكثر فردي 

والدليل   

سفر الحكمة 14: 11

 

لذلك ستفتقد اصنام الامم ايضا لانها صارت في خلق الله رجسا ومعثرة لنفوس الناس وفخا لاقدام الجهال

 ويطالب الرب من هذه الشعوب

سفر إشعياء 57: 14

 

وَيَقُولُ: «أَعِدُّوا، أَعِدُّوا. هَيِّئُوا الطَّرِيقَارْفَعُوا الْمَعْثَرَةَ مِنْ طَرِيقِ شَعْبِي».

فهؤلاء الامم بأصنامهم ينشرون معثرة للشعوب المحيطة ولكن في هذه الايام الاشخاص الذين لا يؤمنون بوجود الله (اثيثت) لا يعثروا المؤمنين كجماعة ولكن فردي ولهذا العقاب الجماعي قليل جدا في العهد الجديد.

ولماذا يصبر الله في العهد القديم او الجديد على الشعوب الغير مؤمنه؟ لأنها لا تعثر اولاده 

اما الشعوب الشريرة التي تعثر في العهد القديم والجديد تعاقب بعد اكتمال زمن خطيتها وايضا الافراد. فاريوس تركه الرب أكثر من 40 سنة لكي يتوب قبل عقابه علانية. 

لان بالعثرة هو لا يؤذي نفسه فقط بل يؤذي اخر فمن حق الراعي الصالح ان يحمي الضعيف 

بمعني ان الرب يرحم الخاطئ ويطيل رحمته ولكن لو بدا هذا الخاطئ سواء كان فرد او شعب بان يعثر اخر سواء كان فرد او شعب فرحمة الرب ايضا تستلزم ان يحمي الضعيف فيعاقب الشرير فهو عدل للشرير في عقابه على خطاياه ورحمه في نفس الوقت للضعيف لانه اعثر بسبب الشرير  

مثل توضيحي 

تخيل معي ام او اب. هذه الام مع أبنائها في بيتهم هي في غاية الحنان وهذه الام وهذا الاب هذا لو مرض أحد ابنائها مثلا بفشل كلوي ستقدم أغلى ما تملك ليشفي حتى لو تبرعت بكلاها حتى لو هذا ممكن يؤدي بحياتها في سبيل ان يعيش ابنها. ولكن هجم على البيت إرهابيين يريدوا ان يفعلوا الشر بأبنائها او يقتلوهم ماذا سيكون رد فعل هذه الام؟ هي ستدافع بكل قوتها عن أبنائها ولو تمتلك سلاح ستقتل هؤلاء الإرهابيين، ولا اعتقد أحد سيدينها ولا سيقول عنها أحد انها ام دموية او اب دموي. فلماذا الكيل بمكيالين. الهنا اب حنون جدا واحن من الام على رضيعها 

سفر إشعياء 49: 15

 

«هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ.

ولهذا مات عنهم على عود الصليب. ولكن لو أحدهم سواء فرد او شعب يريد يعثر أولاده ويؤذيهم سيدافع عنهم وبقوة عهد قديم وجديد. وهذا عدل وأيضا رحمه لابناؤه وليس دموية

وهذا الفكر الذي فعله الرب مع الشعوب الشريرة التي تنشر الخطية في العهد القديم فحماية للشعوب الأخرى التي لم تتمكن منها الخطية ورحما لهم لابد ان يبيد الرب الشعب الشرير الذي يحاول نشر الخطية فهو عدل ورحمه في نفس الوقت 

وايضا في العهد الجديد يحدث هذا ولكن بنسبه اقل على المستوي الجماعي وبنسبه أكثر على المستوي الفردي 

واضرب امثلة على ذلك 

نوح واسرته بهلاك الطوفان للشعوب هو رحمه لاسرة نوح وحماية لهم وايضا عدل وعقاب للشعوب بعد اكتمال زمن خطيتها التي استهلكت فيه فرص توبتها 

وفي حادثة سدوم وعموره هو رحمه لبقية الشعوب التي حاول شعب سدوم نشر الخطية إليهم وايضا عدل وعقاب لسدوم بعد اكتمال زمان خطيتها 

وعقاب الشعوب السبعة هو ايضا رحمه لشعب اسرائيل وحماية من العثرات وغيره من الشعوب الأخرى التي لم تصل إليهم خطايا الشعوب السبعة وايضا عدل وعقاب من الرب لهذه الشعوب السبعة بعد اكتمال زمن خطيتهم وعدم توبتهم بعد كل إنذارات الرب 

وعقاب بعض الأباطرة الرومانيين العشرة هو رحمه لمن كانوا يريدوا ان يفنوهم من المسيحيين وايضا عدل بعد اكتمال زمن خطيتهم  

وعقاب اريوس في العهد الجديد هو رحمه لمن كان يحاول اريوس ان يجبرهم على قبول فكره الهرطوقي بقوة الامبراطور وايضا عدل لما فعل اريوس بعد اكتمال زمن خطيته  

إذا اسلوب الرب لم يتغير لا عهد قديم ولا عهد جديد 

عقاب الرب يكون لمن يعثروا الاخرين وينشروا فكر الخطية في العهد القديم والجديد  

ولهذا على المؤمنين في العهد الجديد أيضا الا يتساهلوا في الخطية بل يخافوا من عقاب الرب 

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 11: 20

 

حَسَنًا! مِنْ أَجْلِ عَدَمِ الإِيمَانِ قُطِعَتْ، وَأَنْتَ بِالإِيمَانِ ثَبَتَّ. لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ!

 

رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 12

 

إِذًا يَا أَحِبَّائِي، كَمَا أَطَعْتُمْ كُلَّ حِينٍ، لَيْسَ كَمَا فِي حُضُورِي فَقَطْ، بَلِ الآنَ بِالأَوْلَى جِدًّا فِي غِيَابِي، تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ،


رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 17

 

وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ،


رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 2

 

مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ.

فأيضا العهد الجديد به المخافة من عدل الله لو أهمل المؤمن 

إذا فهمنا ان رحمة الرب تعطي فرصه واثنين وثلاثة ويمر جيل شرير وبعده اخر شرير وثالث ثم في الجيل الرابع يأتي دور العدل الالهي في المعاقبة وأحيانا كثيره يترك بعض الامم زمان توبة يصل الي عشرة اجيال يستمر في ارسال مرشدين مثل ابراهيم وملكي صادق وغيره من الذين لم يذكر أسماؤهم لان الرب أكد وقال بوضوح 

سفر أعمال الرسل 14: 17

 

مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْرًا: يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً، وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا».

 

فهو اعطي هذه الشعوب خيرات كثيره وايضا أرسل لهم مرشدين وانبياء وانذروهم كثيرا ولكنهم قابلوا كل ذلك بشرور أكثر ونجاسة بل وأكثر من ذلك في اسلوب تحدي لله كانوا باستمرار يحاولا نشر الخطية لمن هم حولهم واعثارهم، فيأتي عدل الله ويوقع العقوبة 

وملحوظة مهمة الرب في العهد القديم لم يعاقب (الا في حلات نادره) الاشرار الذين يفعلون الشر فكريا او يرفضوا الايمان فقط او لا ياذوا أحد بمعني انهم ليسوا مصدر عثرة لاحد وايضا في العهد الجديد لا نجد عقاب لغير المؤمنين ولكنهم لا يعتدون على أبناؤه

بل شعوب كثيرة جدا استمر الرب يعطيهم خيراته في العهد القديم رغم انهم رفضوه وكانوا خطاه ولكن لم ينشروا الخطية ولم يعثروا أحد مثل الشعوب الاسيوية والافريقية وغيرها.

والرب يعاقب بوسائل مختلفة في العهد القديم والجديد ايضا مره طوفان مره حريق النار مره بشعب اسرائيل ومره بعقاب الطبيعة لبعض الشعوب الخاطئة. فالعقاب بعد اكتمال زمان الخطية هو عقاب سواء نفذ بالطبيعة او بالحرب. 

فالله العادل يعرف متى يعاقب ومقدار العقاب ووسيلة العقاب. بل أحيانا يسمح بكوارث طبيعية وبحروب عقاب على خطايا اقل من خطايا شعوب أخرى في نظرنا ولكن هذا ليس الحكم الابدي.

فالإنسان أو المجموعة الذين يموتوا في حرب او كارثة طبيعية هذا لا يعني ان مصيرهم الابدي هو العذاب وحتى لو كانوا اشرار فهلاكهم الأرضي لا يعنى انهم أشر الكل. 

انجيل لوقا 13

1 وَكَانَ حَاضِرًا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ الْجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ.
2 فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا؟
3 كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ.
4 أَوْ أُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟
5 كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ».

فالعقاب الأرضي ليس معناه هلاك أبدي فقد يقوم حرب أو زلزال او بركان يقتل قرية بمن فيها ولكن هذا لا يعني انهم هالكون ابديا بل قد يكون منهم ابرار كان هذا لتنقيتهم أكثر لكي يفوزوا بالخلاص 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 5

 

أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ، لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.

وقد يكون هذا له لكيلا يتنقى فقط بل لكي ينال اكليل 

رسالة يعقوب 1: 12

 

طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.

بل أيضا البعض من الأشرار الذين ماتوا معا في حرب او كارثة او الطوفان او حريق سدوم وعمورة يكون لهم بسبب هذا حالة أكثر احتمال في يوم الدين 

إنجيل متى 11: 22

 

وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكُمَا.

ملحوظة هامة جدا.

أنا لا أقول إن كل حرب أو زلزال او بركان أو أي كارثة أرضية يقتل البعض هو عقاب من الرب. ولكن بعضهم عقاب على خطايا وبعضهم لا. بل بعضهم لخير البعض بطريقة كثيرا ما لا ندركها. الامر في هذا هو الإعلان فالرب أعلن ان الطوفان وحريق سدوم وحروب كنعان وعماليق هي عقاب ولكن يوجد كوارث حدثت وتحدث وحروب حدثت وتحدث ولم يعلن الرب هل هي عقاب أم لا وليس لنا ان نخمن. 

فليس كل انسان أو مجموعة يسمح له الرب أن يموت في كارثة او حادثة او حرب يعني انه يهلك ابديا. ولا اعتقد أحد منا يقول إن الهنا إله دموي لان البعض يموتوا في حوادث فهذه طبيعة الحياة من وقت أن دخلها خطية الانسان. ولا أيضا اعتقد أحد يقول إن الهنا دموي لو أمريكا اقامت حرب حاليا وقتل فيها البعض. او مصر دافعت عن ارضها وابادت الإرهاب.

لذلك لا نقول أله العهد القديم دموي والعهد الجديد محبة هذا خطأ لأنه في العهد القديم أيضا محب وفي العهد الجديد أيضا يعاقب ولكن أحيانا كثيرة بدون اعلان عام.

ولو الله أعلن انه فعل شيء دفاعا عن شعب الصيني لأنه ظلم لكان قيل لماذا هو عنصري للصينيين رغم انه عدل وليس عنصرية. وقد يكون الله دافع عن شعوب كثيرة في العهد القديم اسيوية وافريقية وأوروبية ولكن لم يعلن لأنه ليس ضروري للخلاص. 

امر اخر مهم وهو الله في العهد القديم لا يعاقب لأنه عنصري لشعب إسرائيل كشعب إسرائيل فشعب إسرائيل لا يوجد له افتخار في ذاته بل الكتاب أعلن ان الله الراعي الصالح أحيانا يعاقب شعوب بسبب انها اذت شعوب أخرى 

سفر عاموس 1

3 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ دِمَشْقَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ دَاسُوا جِلْعَادَ بِنَوَارِجَ مِنْ حَدِيدٍ.
4 فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى بَيْتِ حَزَائِيلَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بَنْهَدَدَ.
5 وَأُكَسِّرُ مِغْلاَقَ دِمَشْقَ، وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ بُقْعَةِ آوَنَ، وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ بَيْتِ عَدْنٍ، وَيُسْبَى شَعْبُ أَرَامَ إِلَى قِيرَ، قَالَ الرَّبُّ».
6 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ غَزَّةَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ سَبَوْا سَبْيًا كَامِلاً لِكَىْ يُسَلِّمُوهُ إِلَى أَدُومَ.
7 فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى سُورِ غَزَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا.
8 وَأَقْطَعُ السَّاكِنَ مِنْ أَشْدُودَ، وَمَاسِكَ الْقَضِيبِ مِنْ أَشْقَلُونَ، وَأَرُدُّ يَدِي عَلَى عَقْرُونَ، فَتَهْلِكُ بَقِيَّةُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
9 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ صُورَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ سَلَّمُوا سَبْيًا كَامِلاً إِلَى أَدُومَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا عَهْدَ الإِخْوَةِ.
10 فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى سُورِ صُورَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا».
11 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ أَدُومَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ، لأَنَّهُ تَبعَ بِالسَّيْفِ أَخَاهُ، وَأَفْسَدَ مَرَاحِمَهُ، وَغضَبُهُ إِلَى الدَّهْرِ يَفْتَرِسُ، وَسَخَطُهُ يَحْفَظُهُ إِلَى الأَبَدِ.
12 فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى تَيْمَانَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ بُصْرَةَ».
13 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ بَنِي عَمُّونَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ شَقُّوا حَوَامِلَ جِلْعَادَ لِكَىْ يُوَسِّعُوا تُخُومَهُمْ.
14 فَأُضْرِمُ نَارًا عَلَى سُورِ رَبَّةَ فَتَأْكُلُ قُصُورَهَا. بِجَلَبَةٍ فِي يَوْمِ الْقِتَالِ، بِنَوْءٍ فِي يَوْمِ الزَّوْبَعَةِ.
15 وَيَمْضِي مَلِكُهُمْ إِلَى السَّبْيِ هُوَ وَرُؤَسَاؤُهُ جَمِيعًا، قَالَ الرَّبُّ».

سفر عاموس 2

1 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ مُوآبَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ أَحْرَقُوا عِظَامَ مَلِكِ أَدُومَ كِلْسًا.
2 فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى مُوآبَ فَتَأْكُلُ قُصُورَ قَرْيُوتَ، وَيَمُوتُ مُوآبُ بِضَجِيجٍ، بِجَلَبَةٍ، بِصَوْتِ الْبُوقِ.
3 وَأَقْطَعُ الْقَاضِيَ مِنْ وَسَطِهَا، وَأَقْتُلُ جَمِيعَ رُؤَسَائِهَا مَعَهُ، قَالَ الرَّبُّ».
4 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ يَهُوذَا الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ رَفَضُوا نَامُوسَ اللهِ وَلَمْ يَحْفَظُوا فَرَائِضَهُ، وَأَضَلَّتْهُمْ أَكَاذِيبُهُمُ الَّتِي سَارَ آبَاؤُهُمْ وَرَاءَهَا.
5 فَأُرْسِلُ نَارًا عَلَى يَهُوذَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ».
6 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مِنْ أَجْلِ ذُنُوبِ إِسْرَائِيلَ الثَّلاَثَةِ وَالأَرْبَعَةِ لاَ أَرْجعُ عَنْهُ، لأَنَّهُمْ بَاعُوا الْبَارَّ بِالْفِضَّةِ، وَالْبَائِسَ لأَجْلِ نَعْلَيْنِ.

هنا نرى أن الرب عاقب شعوب لأجل خطيتهم ضد شعوب أخرى وليس إسرائيل فقط فهو عادل وكراعي صالح الخروف الذي يتحول لذئب يؤذي أخيه يعاقب. 

مثال للتوضيح لعقاب الرب وهو الراعي الصالح 

لو انا مصمم لإنسان الي وصنعت الكثير جدا منهم وكنت فرح بما صنعت لدقة صنعهم ولكن لو اكتشفت ان نموذج منهم به عيب شيء ممكن يؤثر على الباقي من حقي لأني المصمم ان افكه اي اقضي عليه واصنع مكانه. ولكن لو حدث ان بعض هذه الانواع من الانسان الالي بد يدمر الباقيين لن اسمح له لأنه يخرب ما صنعت بنفسي. ولو بعضهم خرج عن اسلوب ادارتي ايضا سأحاول اصلاحه ولو لم يصلح ممكن افكه واصنع مكانه او استبدله باخر 

ايضا قد استخدم انسان الي في تفكيك بعضهم من التالفين ولكن لن اقبل ان انسان الي يقتل بقية الماكينات لأنه يريد ان يسيطر

فانا من حقي كمصمم وصانع لهم ان احافظ عليهم وأدمر انسان الي يريد أن يخربهم 

ولكن لو كلهم فسدوا وخرجوا عن اهدافي لن اصبر عليها كثيرا 

العجيب أن الرب هو احن علينا من مصمم الانسان الالي فهو اعطانا الحرية بل حتى حق رفضه ولكن هذا لا يسمح له ان يتمادى بإزاء الاخرين

 

والمجد لله دائما