لو كان العري خطأ وخطية فلماذا ترك الرب ادم وحواء عرايا؟ تك 3: 7

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يقول تكوين 3 عدد 10 "فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبات" وان كان العري خطأ وخطية مثلما حدث مع نوح وغيره فلماذا ترك الله ادم وحواء عريانين؟ 

 

الرد

 

في البداية كون الانسان خلقه الله مغطى بجلد ولكن يوصف انه عاري هذا لا يوجد به أي خطأ او خطية في حد ذاته ولكن الخطأ هو الخطية وهو النظر بشهوة الى الانسان العاري وبناء عليه أصبح الانسان العاري يعرف ان العري يسبب نظرة شريرة فأصبح أي انسان عاري يعرف انه غير لائق في انه يتسبب في ان ينظر له نظرة غير لائقة 

يوجد كلمتين في العبري عن عري 

الكلمة الأولى التي أتت في هذا العدد وهو العري الشعور والخزي الذي بسبب الخطية وهي كلمة عيروم 

H5903

ערם    עירם

êyrôm  êrôm

ay-rome', ay-rome'

From H6191nudity: - naked (-ness).

 

H5903

 

ֵעיֹרם

ēyrōmֵעֹרם

ērōm: An adjective indicating that something is naked. It is equivalent to being without clothing (Gen_3:7Gen_3:10-11). It indicates a state of penury or scarcity (Deu_28:48Eze_16:39Eze_23:29). It has the sense of being in a state of innocence (Eze_16:7); of infancy (Eze_16:22) when used figuratively of Israel.

 

واستخدمت 10 مرات فقط وتعنى معرفة العري وهي أتت من كلمة عرام التي تعني معرفة مكر 

H6191

ערם

âram

aw-ram'

A primitive root; properly to be (or makebare; but used only in the derived sense (through the idea perhaps of smoothness) bo be cunning (usually in a bad sense): -  X very, beware, take crafty [counsel], be prudent, deal subtilly.

 

اما الثانية القريبة منها ومن نفس المصدر ولكنها هي العري الجسدي الذي يوصف به الطفل عند الولادة الذي لا يوجد به أي خجل وهو عاروم 

H6174

 

ָערוֹם

ārôm: An adjective meaning naked. It can allude to physical nakedness (Gen_2:251Sa_19:24Isa_20:2-4). It can also be used figuratively to relate to one who has no possessions (Job_1:21Ecc_5:15 [14]). Moreover, Sheol is described as being naked before God, a statement of its openness and vulnerability to God and His power (Job_26:6).

 

فاستخدام الكلمة نفسه يعطي مدلول انهما كانا عريانين ببرائة وبساطة ولكن بعد هذا ادركوا انهما عريانين بمعرفة مخجلة

يقول العدد

سفر التكوين 3

3 :7 فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مازر 

3 :7 فانفتحت اعينهما و علما انهما عريانان فخاطا اوراق تين و صنعا لانفسهما مازر 

3 :8 و سمعا صوت الرب الاله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار فاختبا ادم و امراته من وجه الرب الاله في وسط شجر الجنة 

3 :9 فنادى الرب الاله ادم و قال له اين انت 

3 :10 فقال سمعت صوتك في الجنة فخشيت لاني عريان فاختبات 

3 :11 فقال من اعلمك انك عريان هل اكلت من الشجرة التي اوصيتك ان لا تاكل منها 

العدد المهم هو الذي يوضح انه انفتحت عينهما بالخطية وعلما انهما عريانين

3 :7 فانفتحت اعينهما وعلما انهما عريانان فخاطا اوراق تين وصنعا لانفسهما مازر 

 

العدد لا يتكلم عن عيونهما الجسدية ولكن يتكلم عن البصيرة أي عيونهم العقلية. فادم وجواء كانوا يعرفون الكثير ولكن كل معرفتهما كانت خيرة. أي نوع المعرفة والادراك الذي يعطي راحة وفائدة وللبنيان ولكن بسبب الخطية والاكل من شجرة معرفة الخير والشر ومخالفة وصية الله بدؤا يعرفوا الشر ويشتهونه ويدركوا الأشياء المؤلمة بل وأيضا اهين نظرهما وبدأ منظور الأشياء يتغير 

وعلما انهما عريانان = هما كانا يعلمان بمعرفتهما الجيدة انهما مكسيان بطبقة جلدية مثل حيوانات كثيرة ولكن جلدهما ظاهر أي عراة في اجسامهما ولكنهما لم يشعران بان هذا غير لائق على الاطلاق أو غير مناسب لان اعينهما كانت بسيطة نقية فلا يوجد نظرة غير لائقة لاي شيء ولا تفكير مؤذي او خجل من التعرض لنظرات غير لائقة. ولكن بالخطية بدأت مشاعر الشهوة الشريرة والنظر لأشياء ليس لقيمتها كأعضاء نقية بل اثارة. فدخل كل واحد منهما في معرفة جديدة، هي خبرة الشر الذي امتزج بحياته وأفسد جسده تمامًا، هو تعرف على جسده الذي صار عنيفًا في الشر بلا ضابط. هما صارا عريانين للنظرة الشريرة

وأيضا تعروا من السلطان والنعمة الروحية والمجد التي كانت تعطيهم الشعور بالحشمة والاحترام وصارا في عوز للكرامة بل للحكم المنطقي فهما حاولا الاختباء من الله الذي يري كل شيء بعد أن كان آدم مثال للحكمة والسلطان.

للتوضيح اضرب امثلة 

مثال الطفل الذي لا يوجد به إشكالية للنظر لطفل اخر عاري فعينه بسيطة لم يعرف الشر بعد وأيضا نظرته للطفل الاخر غير مهينة فلا يشعر الطفل الاخر باي خجل. ولكن متى كبروا قليلا يبدا تدخل في نظرتهم معرفة الشر التي ورثوها فتصبح النظرة مهينة 

 

مثال أخر وهو بقية الحيوانات العارية المغطاة بجلد فقط بدون ريش او فروة لا يوجد بها إشكالية ولا تشعر بخجل ولا غيره ورغم انها تتناسل الا ان العري الجلدي لا يسبب إشكالية لأنه لا يوجد بها نظرة شريرة والسبب عدم وجود نظرة الشهوة النجسة رغم وجود غريزة التناسل. 

 

أيضا للتوضيح الرجل وزوجته لانهما جسدا واحد لا يوجد إشكالية بينهما ان يكونا عريانين لان زواجهما مقدس ومضجعهما مقدس. فالإشكالية في النظرة هو الشريرة لما لا يحق للإنسان 

إنجيل متى 5: 28

 

وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.

وأيضا الإشكالية في الانسان الذي يتعرى ليعثر اخر

إنجيل متى 18: 7

 

وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ!

 

ولهذا فالله خلق الانسان مثل كثير من الحيوانات بجلد غير مغطى ولكنه يختلف عن الحيوانات في معرفته النقية معرفة الخير، ولكن للأسف بالخطية هذا تدنس وأصبحت عينه غير نقية 

انجيل متى 6

22 سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا،
23 وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!

فأصبح من غير اللائق ان الانسان يتعرى لانه بهذا يعثر الاخرين الذين عينهم ملوثة بالخطية وأيضا من غير اللائق للإنسان ان ينظر لعري الاخرين بشهوة 

ولهذا عندما سكر نوح وتعرى أخطأ ابنه حام وحفيده كنعان بانهما نظرا بشر وسخرية وأحسن سام ويافث بان نظرهما كان نيرا 

ولهذا طلب من الانسان ان يرتدي لباس الحشمة 

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 9

 

وَكَذلِكَ أَنَّ النِّسَاءَ يُزَيِّنَّ ذَوَاتِهِنَّ بِلِبَاسِ الْحِشْمَةِ، مَعَ وَرَعٍ وَتَعَقُّل، لاَ بِضَفَائِرَ أَوْ ذَهَبٍ أَوْ لآلِئَ أَوْ مَلاَبِسَ كَثِيرَةِ الثَّمَنِ،

فلو الانسان الان عينه فعلا بسيطة نقية لا يوجد إشكالية في العري ولكن لان الخطية دخلت للإنسان لهذا يجب ان لا يتعرى انسان لكيلا يعثر وأيضا الاخر لا يجب ان ينظر بشر لو حدث موقف لاحد بسبب ضعف او غيره

 

اكتفي بهذا القدر 

 

والمجد لله دائما