هل أخطأ مرقس البشير في التكلم عن غسل الايدي من السوق لأنه للنساء وليس الرجال مرقس 7

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

في مرقس (7: 3-5) حيث يشير النص إلى وجوب غسل اليهود والفريسيين أيديهم قبل الأكل وبعد عودتهم من السوق.
ويتبين من النص 
اليوناني أن المقصود ليس كل الفريسيين رجال ونساء، ولكن الكلام كان فقط عن الرجال. وهذا يدل على أن كاتب هذا الإنجيل لا يعرف تقاليد اليهود، وأنه لم يكن يذهب إلى السوق إلا النساء فقط. فهي قد كانت من واجبات المرأة.

 

الرد

 

المشكك يدلس ويألف اشياء لا أصل لها فاستغراب المشكك ان الرجال يذهبون الى السوق هو تدليس بما تحمله الكلمة من معاني. ففي هذا الزمان كان الرجال يذهبون الى الحقل ويجنون بعض انتاج الارض منة حنطة وغيره ثم يذهبون الى السوق ليبيعونه وايضا في نفس الوقت هم كانوا يشترون احتياجات بيوتهم في نفس المكان. 

سفر حزقيال 27: 17

 

يَهُوذَا وَأَرْضُ إِسْرَائِيلَ هُمْ تُجَّارُكِ. تَاجَرُوا فِي سُوقِكِ بِحِنْطَةِ مِنِّيتَ وَحَلاَوَى وَعَسَل وَزَيْتٍ وَبَلَسَانٍ.

وايضا اصحاب المنتجات سواء المعندية او غيره يذهبون بها الى السوق 

سفر حزقيال 27: 19

 

وَدَانُ وَيَاوَانُ قَدَّمُوا غَزْلاً فِي أَسْوَاقِكِ. حَدِيدٌ مَشْغُولٌ وَسَلِيخَةٌ وَقَصَبُ الذَّرِيرَةِ كَانَتْ فِي سُوقِكِ.

ايضا اصحاب المنتجات الحيوانية ياخذونها ويبيعونها في الاسواق 

وايضا الذين يعملون كفعلة لمن يؤجرهم هم يذهبون ويجلسون في السوق

إنجيل متى 20: 3

 

ثُمَّ خَرَجَ نَحْوَ السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ وَرَأَى آخَرِينَ قِيَامًا فِي السُّوقِ بَطَّالِينَ،

وايضا اصحاب المخبوزات يذهبون بانتاجهم للسوق ليبيعونه 

 سفر إرميا 37: 21

 

فَأَمَرَ الْمَلِكُ صِدْقِيَّا أَنْ يَضَعُوا إِرْمِيَا فِي دَارِ السِّجْنِ، وَأَنْ يُعْطَى رَغِيفَ خُبْزٍ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ سُوقِ الْخَبَّازِينَ، حَتَّى يَنْفُدَ كُلُّ الْخُبْزِ مِنَ الْمَدِينَةِ. فَأَقَامَ إِرْمِيَا فِي دَارِ السِّجْنِ.

وبالطبع الصيارفة 

إنجيل متى 21: 12

 

وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ

والتجار من كل مكان ياتون ببضائعهم للاسواق

سفر حزقيال 27: 16

 

أَرَامُ تَاجِرَتُكِ بِكَثْرَةِ صَنَائِعِكِ، تَاجَرُوا فِي أَسْوَاقِكِ بِالْبَهْرَمَانِ وَالأُرْجُوانِ وَالْمُطَرَّزِ وَالْبُوصِ وَالْمَرْجَانِ وَالْيَاقُوتِ.

بل كان معروف ان السوق مكانه عند مدخل باب المدينة هو ليس فقط للبيع والشراء بل للاخبار ولاجتماع الفلاسفة والقضاة وغيره 

سفر الأمثال 1: 21

 

تَدْعُو فِي رُؤُوسِ الأَسْوَاقِ، فِي مَدَاخِلِ الأَبْوَابِ. فِي الْمَدِينَةِ تُبْدِي كَلاَمَهَا

والرجال المهمين كانوا يجلسون في السوق قرب باب المدينة 

إنجيل متى 23: 7

 

وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ، وَأَنْ يَدْعُوَهُمُ النَّاسُ: سَيِّدِي سَيِّدِي!

 

إنجيل لوقا 11: 43

 

وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّونَ! لأَنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَجْلِسَ الأَوَّلَ فِي الْمَجَامِعِ، وَالتَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ.

فلهذا السوق هو يعتبر واحد من اهم الاماكن في المدينة ويكون داخل السور مباشرة بجوار البوابة التي تعتبر ملتقى الجميع للبيع والشراء وغيره.

فالنساء عليهم أكثر أن تعتني بشؤون البيت والاطفال اما الرجال فكان عليهم أكثر مهام الفلاحة والبيع والشراء 

فمن اين اتى المشكك المدلس بان تقاليد اليهود هو ان السوق للنساء فقط؟ من اين اتى بهذا التخريف؟

 

ما يقوله مرقس البشير 

انجيل مرقس 7

7 :3 لان الفريسيين و كل اليهود ان لم يغسلوا ايديهم باعتناء لا ياكلون متمسكين بتقليد الشيوخ 

7 :4 و من السوق ان لم يغتسلوا لا ياكلون و اشياء اخرى كثيرة تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس و اباريق و انية نحاس و اسرة 

7 :5 ثم ساله الفريسيون و الكتبة لماذا لا يسلك تلاميذك حسب تقليد الشيوخ بل ياكلون خبزا بايد غير مغسولة 

ولقد تعود اليهود على غسل كل ما تمتد إليه أيديهم كما يشرح معلمنا مرقس حتى لا يكون ما يمسكون به دنسًا في نظرهم أن الشيء يتدنس مثلًا لو لمسه أممي وثني فاليهودي لانه يخاف ان يكون لمس هذه البضاعة او الفاكهة اممي قبله فانه يغسل سدسه بمجرد لمس بضاعة مثل هذه وهذا امر لم يوصي به الرب في العهد القديم. 

ومرقس لأنه يكتب للرومان الذين لا يعلمون شيئًا عن عادات اليهود اضطر لشرح عادات اليهود (3:7-4). ولكن متى إذ يكتب لليهود لم يضطر لهذا. وغسل الأيادي والأباريق هي عادة من التقليد وليس من الناموس وقد وضعها الفريسيون زيادة على أوامر الناموس. وهذا التقليد تمسك به اليهود جدًا حتى أن الرابى أكيبا إذ سُجِنَ ولم يكن له أن يحصل إلاَ على قليل من الماء لا يكفى غسل يديه فضل الموت جوعًا وعطشًا من أن يأكل دون أن يغسل يديه. ويسمون الأيدي غير المغسولة أيدي دنسة (مر2:7). لم تكن بهدف صحي، وإنما إجراءات طقسية حرفية، فعندما يغسل اليهودي يديه للتطهير يأتي بماء في آناء حجري طاهر طقسيًا، ثم يرفع الشخص يديه إلى أعلى ويصب عليها كمية من الماء، ثم يعود فيخفضهما إلى أسفل ويصب كمية أخرى من الماء من على المعصمين لتنزل إلى الأصابع فيطهّر طقسيًا. وكان اليهودي يعتقد أنه ما لم يفعل ذلك وبدقة يمتلكه روح نجس اسمه شيبتا، ثم يُصاب بالفقر والهلاك. ومن شدة تمسك اليهود بهذا الطقس قيل أنه حينما رفض أحد المعلمين ممارسته دُفن عند موته في مقابر الهراطقة،

بلا شك نقد الفريسيين لتلاميذ السيد المسيح بخصوص عدم غسلهم الأيادي قبل الأكل كان مجرد مثل يقدمونه، إذ كان الفريسيون في ريائهم لا يطيقون التلاميذ المتحررين من هذا الرياء. الإنسان الحرفي لا يطيق الفكر الروحي بل يقاومه، محولًا حياته إلى مناقشات غبية وعقيمة فلم ينتقد السيد المسيح الغسل في ذاته، لكنه انتقد الانشغال به على حساب الغسل الداخلي، والاهتمام بتقاليد حرفية على حساب الوصية في أعماقها،

 

والمجد لله دائما