هل يوجد تناقض في موقف فرعون وقت الخروج؟ خروج 12 وخروج 14

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

الغريب في قصة الخروج أن فرعون نفسه هو الذي أمرهم بالخروج من مصر، وألح عليه المصريون في طردهم، ثم فوجئ فرعون بعدها أنهم خرجوا: (31فَدَعَا مُوسَى وَهَارُونَ لَيْلاً وَقَالَ: «قُومُوا اخْرُجُوا مِنْ بَيْنِ شَعْبِي أَنْتُمَا وَبَنُو إِسْرَائِيلَ جَمِيعاً وَاذْهَبُوا اعْبُدُوا الرَّبَّ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ. 32خُذُوا غَنَمَكُمْ أَيْضاً وَبَقَرَكُمْ كَمَا تَكَلَّمْتُمْ وَاذْهَبُوا. وَبَارِكُونِي أَيْضاً». 33وَأَلَحَّ الْمِصْرِيُّونَ عَلَى الشَّعْبِ لِيُطْلِقُوهُمْ عَاجِلاً مِنَ الأَرْضِ لأَنَّهُمْ قَالُوا: «جَمِيعُنَا أَمْوَاتٌ».) الخروج 12: 31-33

(5فَلَمَّا أُخْبِرَ مَلِكُ مِصْرَ أَنَّ الشَّعْبَ قَدْ هَرَبَ تَغَيَّرَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ وَعَبِيدِهِ عَلَى الشَّعْبِ. فَقَالُوا: «مَاذَا فَعَلْنَا حَتَّى أَطْلَقْنَا إِسْرَائِيلَ مِنْ خِدْمَتِنَا؟» 6فَشَدَّ مَرْكَبَتَهُ وَأَخَذَ قَوْمَهُ مَعَهُ.) الخروج 14: 5-6

 

الرد

 

بالفعل فرعون طرد الشعب ثم عاد وتغير قلبه وندم على طرده لهم واراد استرجاعهم وبخاصه انه كان يتخيل ان الشعب بهذا العدد الرهيب الذي يتعدى 2 مليون شخص بالإضافة الى بهائمهم لن يستطيع ان يخرج من مصر ويصل الى نهاية سيناء وتخيل انهم سيسيرون مسيرة ثلاث أيام فقط ثم يعودوا ولكن عندما عرف ان الشعب فعلا هرب من ارض مصر ووصل الى نهاية سيناء قرر يخرج بجيشه لكي يرجعهم الى خدمته واستعبادهم مرة أخرى. 

ولكن يبدوا أن المشكك لم يفهم هذا او فهم ويدلس ويدعى ان الكتاب بعد ان قال ان فرعون طردهم فوجئ انهم هربوا. ولهذا اشرح الموضوع بشيء من التفصيل 

 

في البداية ارجو الرجوع الى ملف 

هل الله يامر موسي بان يخدع فرعون في طلب ان يذهب الشعب مسيرة ثلاث ايام فقط ؟ خروج 3: 18

لكي نفهم ماذا كان في فكر فرعون عن مكان ذهاب الشعب 

بالفعل فرعون طرد الشعب 

سفر الخروج 12

12 :30 فقام فرعون ليلا هو و كل عبيده و جميع المصريين و كان صراخ عظيم في مصر لانه لم يكن بيت ليس فيه ميت 

12 :31 فدعا موسى و هرون ليلا و قال قوموا اخرجوا من بين شعبي انتما و بنو اسرائيل جميعا و اذهبوا اعبدوا الرب كما تكلمتم 

12 :32 خذوا غنمكم ايضا وبقركم كما تكلمتم واذهبوا و باركوني ايضا 

ماذا الذي يقصده فرعون؟

موسى أخبر فرعون في اثناء محاولاته ان يخرج الشعب ان يذهبوا مسيرة ثلاث أيام 

سفر الخروج 3: 18

 

«فَإِذَا سَمِعُوا لِقَوْلِكَ، تَدْخُلُ أَنْتَ وَشُيُوخُ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى مَلِكِ مِصْرَ وَتَقُولُونَ لَهُ: الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ الْتَقَانَا، فَالآنَ نَمْضِي سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا

الرب طلب من موسي والشيوخ ان يقولوا لفرعون ان يذهبوا مسيرة ثلاث ايام ليذبحوا الي الههم

مسيرة ثلاث ايام ذهاب في البرية  

ومسيرة ثلاث ايام هي تساوي تقريبا 90 كم لان الانسان البالغ يستطيع ان يمشي بمعدل 100,000 خطوه في اليوم وهي توازي 30 كم في النهار فيكون مسيرة ثلاث ايام تساوي تقريبا 90 كم  وهي المسافه من جاسان الي ما بعد مدينة السويس بقليل  ( خط مستقيم ) ولكن لو كان مسيرة ثلاث ايام نهارا وليلا بسرعة 5 كم في الساعه فتكون 360 كم وهي المسافه من جاثان الي صهيون ولكن فرعون يدرك الأول وهو بعد السويس أي الى سيناء 

 

ورغم ان الرب يعلم كل شيئ وهو قال لموسي 

19 وَلكِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ مَلِكَ مِصْرَ لاَ يَدَعُكُمْ تَمْضُونَ وَلاَ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ، 

فالرب يعلم ان هذا الاتفاق لن يتم ولكن فرعون فهم منه من وقتها انهم سيعبرون الى سيناء وسيبقون في سيناء 

سفر الخروج 5: 3

 

فَقَالاَ: «إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ قَدِ الْتَقَانَا، فَنَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا، لِئَلاَّ يُصِيبَنَا بِالْوَبَإِ أَوْ بِالسَّيْفِ».

 

سفر الخروج 8: 27

 

نَذْهَبُ سَفَرَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْبَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهِنَا كَمَا يَقُولُ لَنَا».

ولكن موسى وضح انه أيضا بعد الذبح يريد ان يطلقوا احرار

سفر الخروج 9: 1

 

ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي

 

سفر الخروج 9: 13

 

ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «بَكِّرْ فِي الصَّبَاحِ وَقِفْ أَمَامَ فِرْعَوْنَ وَقُلْ لَهُ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي

 

سفر الخروج 10: 3

 

فَدَخَلَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَالاَ لَهُ: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْعِبْرَانِيِّينَ: إِلَى مَتَى تَأْبَى أَنْ تَخْضَعَ لِي؟ أَطْلِقْ شَعْبِي لِيَعْبُدُونِي

اذا فكلام الرب واضح ان يذهب ويقول لفرعون ان يطلق الشعب ليعبد الرب وهذا هو المطلوب ولكن اولا يسمح بذهابهم مسيرة ثلاث ايام ليذبحوا وبعدها يعرف فرعون انه من الممكن ان يطلق الشعب فيوافق علي الطلبه الاساسيه التي كررها موسي كثيرا وهي ان يطلق الشعب ليعبد الرب بحرية

ولكن فرعون واضح انه فهم انه لو ذهبوا سيذهبون مسيرة ثلاث أيام اى الى سيناء وسيبقون فيها. وبناء عليه طردهم من جاسان الى سيناء 

ومن هنا نفهم تعبير 

سفر الخروج 14

14 :5 فلما اخبر ملك مصر ان الشعب قد هرب تغير قلب فرعون و عبيده على الشعب فقالوا ماذا فعلنا حتى اطلقنا اسرائيل من خدمتنا

 

عندما وصل الشعب الى خليج العقبة ادرك فرعون انهم كادوا ان يهربوا تماما من مصر كعادته غير فكره أي تغير قلبه وقرر ان يسترجع الشعب ليكملوا في خدمته واستعباده لهم 

وبخاصة انه سمع التالي 

سفر الخروج

13: 17 و كان لما اطلق فرعون الشعب ان الله لم يهدهم في طريق ارض الفلسطينيين مع انها قريبة لان الله قال لئلا يندم الشعب اذا راوا حربا و يرجعوا الى مصر 

13: 18 فادار الله الشعب في طريق برية بحر سوف و صعد بنو اسرائيل متجهزين من ارض مصر

وبخاصة ان هناك شيء مهم حدث جعل فرعون يستسهل ارجاع الشعب الى خدمته وهو عماليق الذي وقف لشعب إسرائيل ليمنعه 

سفر التثنية 25

17 «اُذْكُرْ مَا فَعَلَهُ بِكَ عَمَالِيقُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ.
18 كَيْفَ لاَقَاكَ فِي الطَّرِيقِ وَقَطَعَ مِنْ مُؤَخَّرِكَ كُلَّ الْمُسْتَضْعِفِينَ وَرَاءَكَ، وَأَنْتَ كَلِيلٌ وَمُتْعَبٌ، وَلَمْ يَخَفِ اللهَ.

19 فَمَتَى أَرَاحَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ حَوْلَكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا، تَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لاَ تَنْسَ.

وايضا 

سفر صموئيل الأول 15: 2

 

هكَذَا يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنِّي قَدِ افْتَقَدْتُ مَا عَمِلَ عَمَالِيقُ بِإِسْرَائِيلَ حِينَ وَقَفَ لَهُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ صُعُودِهِ مِنْ مِصْرَ.

وعلم فرعون انهم بسبب خوفهم من عماليق رجعوا الى منطقة في سيناء وانقفل عليهم القفر وهي فم الحيروث 

سفر الخروج 14

14: 2 كلم بني اسرائيل ان يرجعوا و ينزلوا امام فم الحيروث بين مجدل و البحر امام بعل صفون مقابله تنزلون عند البحر 

14: 3 فيقول فرعون عن بني اسرائيل هم مرتبكون في الارض قد استغلق عليهم القفر 

وأيضا فرعون ادرك انهم لا يريدوا ان يرجعوا مصر رغم خوفهم من عماليق فهو ادرك اكثر ان قرارهم بالهروب من مصر هو نهائي 

وكان الرب يعلم رد فعل فرعون انهم ارتبكوا وفي حالة مستضعفة ومنهكين وأيضا خائفين من عماليق 

ولكن الرب سيستغل هذا في عقاب فرعون الذي تملكه الشر الى اقصى درجة 

14 :4 و اشدد قلب فرعون حتى يسعى وراءهم فاتمجد بفرعون و بجميع جيشه و يعرف المصريون اني انا الرب ففعلوا هكذا

شدد الرب قلب فرعون بأن تركه لشهوات قلبه وقساوة قلبه. الله تركه لحريته. وربما لو رأى الشعب أنهم محاطين بالبحر أمامهم وفرعون ورائهم والجبال تحيطهم ولا مفر بل هم هالكين بالتأكيد لظنوا أن الله قد أخطأ وقادهم في طريق خاطئة ولكن الله لا يخطئ فكل شيء بترتيب حتى يتمجد الله أمام شعبه بهلاك مقاوميه.

 

ولهذا قيل تعبير ان الشعب هرب

سفر الخروج 14

14 :5 فلما اخبر ملك مصر ان الشعب قد هرب تغير قلب فرعون و عبيده على الشعب فقالوا ماذا فعلنا حتى اطلقنا اسرائيل من خدمتنا

أولا كما قلت هو ادرك ان الموضوع تعدى الثلاث أيام وأيضا تعدى الذبح في سيناء وان الشعب خرج ابعد مما تخيل وواضح انهم لا يريدوا ان يرجعوا مصر بل اتخذوا قرارهم بترك مصر نهائيا قرر يسترجعهم. 

أيضا ما يرد على المشكك ويؤكد له انه لا يوجد اى تناقض فبالفعل فرعون هو الذي طرد الشعب ثم رجع وتغير قلبه ان العدد يقول بوضوح (ماذا فعلنا حتى اطلقنا اسرائيل من خدمتنا) ففرعون يقول بانه هو الذي اطلق الشعب ولكنه ندم على هذا ويريد ان يسترجعهم لخدمته ثانية. 

 

ففي النهاية اتسائل اين التناقض المزعوم الذي ادعاه المشكك؟

الامر واضح ان فرعون طردهم وظن انهم سيذهبون مسيرة ثلاث أيام فقط وظن انهم بهذا العدد لن يذهبوا ابعد من منتصف سيناء ولكن لما عرف انها اقتربوا على الهرب والخروج من ارض مصر نهائيا ندم على طرده لهم واراد استرجاعهم 

 

المجد لله دائما