الجزء الثالث عشر من حروب العهد القديم والحرب الخامسة والسادسة لموسى مع سيحون وعوج

 

Holy_bible_1

 

الحرب الخامسة لموسى

هي في نفس الاصحاح للحرب السابقة مع عراد وهي أيضا لم يعتدي فيها شعب إسرائيل ولكن الاموريين بقيادة سيحون هم الذين بدوءا بالحرب أيضا 

فشعب إسرائيل كان في 

سفر العدد 21

20 وَمِنْ بَامُوتَ إِلَى الْجِوَاءِ الَّتِي فِي صَحْرَاءِ مُوآبَ عِنْدَ رَأْسِ الْفِسْجَةِ الَّتِي تُشْرِفُ عَلَى وَجْهِ الْبَرِّيَّةِ.

وهي تبدأ من ان شعب إسرائيل أتوا من جبل هور الى باموت بعد ضربة الحيات المحرقة التي مات فيها قوم كثير من إسرائيل 

والمكان هو 

http://bibleatlas.org/region/pisgah.jpg

وموسى يريد ان يصل بشعب إسرائيل لمكان يصلح ان يعبر منه نهر الأردن ولا يريد أن يهجم على أحد في هذه المنطقة 

والطريق لكي يصل الي نهر الأردن يمر بمملكة سيحون الذي استولى عليها من مؤاب فهي ليست ارض سيحون أصلا بل مؤاب. 

والرب وعد إبراهيم بالأرض التي غرب الأردن ولهذا موسى لا يريد أي عداء مع ممالك شرق الأردن وبخاصة أصلا ارض مؤاب ومؤاب وعمون الذين ليسوا من الشعوب السبعة التي ذكرها الرب انها ستطرد من ارض ليست ملكها أصلا 

سفر التثنية 7

متى اتى بك الرب الهك إلى الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها وطرد شعوبا كثيرة من امامك الحثيين والجرجاشيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين و الحويين واليبوسيين سبع شعوب اكثر واعظم منك

وقال لهم الرب

سفر التثنية 2: 9

 

«فَقَالَ لِي الرَّبُّ: لاَ تُعَادِ مُوآبَ وَلاَ تُثِرْ عَلَيْهِمْ حَرْبًا، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِهِمْ مِيرَاثًا، لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُ «عَارَ» مِيرَاثًا.

ورغم انها مملوكة الان للاموريين وليس مؤاب ولكن أيضا موسى لا يريد عداء معهم 

21 وَأَرْسَلَ إِسْرَائِيلُ رُسُلاً إِلَى سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ قَائِلاً:
22 «دَعْنِي أَمُرَّ فِي أَرْضِكَ. لاَ نَمِيلُ إِلَى حَقْل وَلاَ إِلَى كَرْمٍ وَلاَ نَشْرَبُ مَاءَ بِئْرٍ. فِي طَرِيقِ الْمَلِكِ نَمْشِي حَتَّى نَتَجَاوَزَ تُخُومَكَ».

أي موسى بدأ بالسلام أولا. بل الزم نفسه بأشياء كثيرة أنه لا يعبر في حقل بل في طريق فقط بل الزم نفسه بانه لن يشرب حتى من أي بئر عام فهو واثق ان الرب يعطيه احتياجه
23 فَلَمْ يَسْمَحْ سِيحُونُ لإِسْرَائِيلَ بِالْمُرُورِ فِي تُخُومِهِ، بَلْ جَمَعَ سِيحُونُ جَمِيعَ قَوْمِهِ وَخَرَجَ لِلِقَاءِ إِسْرَائِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، فَأَتَى إِلَى يَاهَصَ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ.

سيحون ملك الاموريين رفض بدل من انه كان يجب أن يكسب صداقة إسرائيل وبخاصة انه مستولى على هذه الأرض من مؤاب وليست ارضه. وأيضا كان يجب أن يعتبر ما حدث مع ملك عراد الكنعاني وكيف انه عندما عادى إسرائيل خسر. 

بل وكان يجب ان يتعظ من كل إنذارات الرب التي شرحتها سابقا 

سفر الخروج 15

14 يَسْمَعُ الشُّعُوبُ فَيَرْتَعِدُونَ. تَأْخُذُ الرَّعْدَةُ سُكَّانَ فِلِسْطِينَ.

وليس الضربات العشرة فقط ولا شق البحر بل لم يتعظ من إنذارات الطبيعة التي شرحتها سابقا 

وأيضا كان يستطيع ان يكتفي بالرفض. ولو رفض كان إسرائيل سيحترم رفضه ولن يكلموه بالشر 

وهذا ما فعله إسرائيل سابقا مع ادوم الذي رفض وقفل حدوده في الاصحاح السابق

سفر العدد 20

20 :14 و ارسل موسى رسلا من قادش الى ملك ادوم هكذا يقول اخوك اسرائيل قد عرفت كل المشقة التي اصابتنا 

20 :15 ان ابائنا انحدروا الى مصر و اقمنا في مصر اياما كثيرة و اساء المصريون الينا و الى ابائنا 

20 :16 فصرخنا الى الرب فسمع صوتنا و ارسل ملاكا و اخرجنا من مصر و ها نحن في قادش مدينة في طرف تخومك 

20 :17 دعنا نمر في ارضك لا نمر في حقل و لا في كرم و لا نشرب ماء بئر في طريق الملك نمشي لا نميل يمينا و لا يسارا حتى نتجاوز تخومك 

20 :18 فقال له ادوم لا تمر بي لئلا اخرج للقائك بالسيف 

20 :19 فقال له بنو اسرائيل في السكة نصعد و اذا شربنا انا و مواشي من مائك ادفع ثمنه لا شيء امر برجلي فقط 

20 :20 فقال لا تمر وخرج ادوم للقائه بشعب غفير وبيد شديدة 

20 :21 وابى ادوم ان يسمح لاسرائيل بالمرور في تخومه فتحول اسرائيل عنه 

20 :22 فارتحل بنو اسرائيل الجماعة كلها من قادش واتوا الى جبل هور 

فأدوم رفض وخرج بجيشه ليمنعه ولكنه لم يحارب إسرائيل ولم يسبوا منهم أحد هم فقط رفضوا وخرجوا بجيش ليحموا حدودهم.

وإسرائيل لم يحاربهم بل احترم رفضهم ودار بأرضهم. 

فكان من الممكن لسيحون ملك الاموريين أن يفعل هذا الامر ويرفض فقط بدل أن يصر أن يحارب إسرائيل.

سيحون لم يقف بأرضه مستعد لو دخل إسرائيل حاربه بل هو خرج بجيشه وذهب للمكان الذي فيه إسرائيل بعيد عن ارض سيحون ليحاربه. 

موقف إسرائيل انه أرسل رسالة سلام فوجد جيش اتى ليحاربه مقابل عرض السلام فإسرائيل كان لا بد ان يدافع عن نفسه وعن أبناؤه. 
24 فَضَرَبَهُ إِسْرَائِيلُ بِحَدِّ السَّيْفِ وَمَلَكَ أَرْضَهُ مِنْ أَرْنُونَ إِلَى يَبُّوقَ إِلَى بَنِي عَمُّونَ. لأَنَّ تُخُمَ بَنِي عَمُّونَ كَانَ قَوِيًّا.

وهنا الرب ساعد إسرائيل المعتدى عليهم بأنهم اعطاهم النصرة في الحرب 

فأيضا هنا الرب مدافع عن المظلومين.

أيضا هم لم يدخلوا ارض بنوا عمون لان الرب وضح انه كان قد أعطى أرض بنى عمون ميراثاً للعمونيين فلا يجب أن يأخذها منهم إسرائيل فهي عطية الله لهم، 

سفر التثنية 2: 19

 

فَمَتَى قَرُبْتَ إِلَى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ، لاَ تُعَادِهِمْ وَلاَ تَهْجِمُوا عَلَيْهِمْ، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثًا، لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثًا.

ويضاف لهذا أنهم كانوا أقوياء = لأَنَّ تُخُمَ بَنِي عَمُّونَ كَانَ قَوِيًّا. لكن قطعا لو كان الله يريد أن يعطيهم أرض العمونيين فسينصرهم الله عليهم مهما كانوا أقوياء.

25 فَأَخَذَ إِسْرَائِيلُ كُلَّ هذِهِ الْمُدُنِ، وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي جَمِيعِ مُدُنِ الأَمُورِيِّينَ فِي حَشْبُونَ وَفِي كُلِّ قُرَاهَا.

ولكن الاصحاح يكمل ويوضح أن للقصة بعد اخر وأن هذه الأرض هي أصلا ليست ملك سيحون والاموريين بل هم معتدين أصلا على مؤاب أصحاب الأرض كما شرحت. فيقول 
26 لأَنَّ حَشْبُونَ كَانَتْ مَدِينَةَ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ، وَكَانَ قَدْ حَارَبَ مَلِكَ مُوآبَ الأَوَّلَ وَأَخَذَ كُلَّ أَرْضِهِ مِنْ يَدِهِ حَتَّى أَرْنُونَ.
27 لِذلِكَ يَقُولُ أَصْحَابُ الأَمْثَالِ: «اِيتُوا إِلَى حَشْبُونَ فَتُبْنَى، وَتُصْلَحَ مَدِينَةُ سِيحُونَ.
28 لأَنَّ نَارًا خَرَجَتْ مِنْ حَشْبُونَ، لَهِيبًا مِنْ قَرْيَةِ سِيحُونَ. أَكَلَتْ عَارَ مُوآبَ. أَهْلَ مُرْتَفَعَاتِ أَرْنُونَ.

بعد أن امتلك سيحون مدينة حشبون أرسل نارًا على بقية مدن موآب مثل عار موآب أي عار التي لموآب. وأهلكت أهل مرتفعات أرنون.
29 وَيْلٌ لَكَ يَا مُوآبُ. هَلَكْتِ يَا أُمَّةَ كَمُوشَ. قَدْ صَيَّرَ بَنِيهِ هَارِبِينَ وَبَنَاتِهِ فِي السَّبْيِ لِمَلِكِ الأَمُورِيِّينَ سِيحُونَ.

أي ما أشد عذابك حينما هزمك سيحون وهلكت يا أمة   كموش = لم يستطع إلهك أن ينقذك وكموش إله الموآبيين وكانوا يقدمون له أطفالهم. قد صير بنيه هاربين = هذا الإله المزيف صير تابعيه أي بنيه هاربين ولم يقدر على حمايتهم.
30 لكِنْ قَدْ رَمَيْنَاهُمْ. هَلَكَتْ حَشْبُونُ إِلَى دِيبُونَ. وَأَخْرَبْنَا إِلَى نُوفَحَ الَّتِي إِلَى مِيدَبَا».
31 فَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي أَرْضِ الأَمُورِيِّينَ.

فإسرائيل اخذوا ارض هي ليست من حق الاموريين أصلا 

ولكن موسى أكمل طرد الاموريين من هذه الأرض فيقول
32 وَأَرْسَلَ مُوسَى لِيَتَجَسَّسَ يَعْزِيرَ، فَأَخَذُوا قُرَاهَا وَطَرَدُوا الأَمُورِيِّينَ الَّذِينَ هُنَاكَ.

ونلاحظ ان العدد يوضح ان لأنها حرب دفاع فموسى لم يحرمهم بل هو طردهم فيرجعوا الي المناطق التي هاجروا منها أصلا. لان الأرض هذه من وقت ما كانت شبه خاوية وعد الرب بها الى إبراهيم واسحاق ويعقوب ونسله. 

فلهذا حتى الان شعب إسرائيل هو يدافع فقط ضد من يخرجوا عليه حتى من يبدأ معهم بالسلام ويرفضوا ويحاربوه ويسبوا البعض من الضعفاء. والله هو مدافع حتى الان فهو إله مدافع عن الضعفاء وليس المستكبرين ويحامى عن المظلوم. 

وأكرر سؤالي حتى الان اين هي الدموية حتى الان التي تنسب للرب يهوه؟

بل هو إله حنون وعادل. حنون على الضعفاء ويجازي بعدل المعتدين.

 

الحرب السادسة 

 

هي أيضا في نفس الاصحاح وهي أيضا لم يعتد فيها شعب إسرائيل بل دفاعا عن نفسهم ضد عوج ملك باشان 

سفر العدد 21

33 ثُمَّ تَحَوَّلُوا وَصَعِدُوا فِي طَرِيقِ بَاشَانَ. فَخَرَجَ عُوجُ مَلِكُ بَاشَانَ لِلِقَائِهِمْ هُوَ وَجَمِيعُ قَوْمِهِ إِلَى الْحَرْبِ فِي إِذْرَعِي.

موسى لا يزال يقود شعب إسرائيل بحثا عن طريق ليصلوا الى نهر الأردن فتقدم للشمال فخرج عليه عوج ملك باشان هو وكل قومه محاربي في اذرعي 

http://bibleatlas.org/region/edrei.jpg

رغم ان موسى لم يبدأ بالحرب عليه ولم يدخل ارضه. وكان من الممكن لعوج يبدأ بالسلام. وموسى والشعب لم يدخلوا ارضهم ولم يكلموهم أصلا بل فقط يريدوا ان يدوروا حول الأرض ليصلوا لنهر الأردن. 

فعندما بدوءا بالاعتداء على شعب إسرائيل تدخل الرب للدفاع
34 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «لاَ تَخَفْ مِنْهُ لأَنِّي قَدْ دَفَعْتُهُ إِلَى يَدِكَ مَعَ جَمِيعِ قَوْمِهِ وَأَرْضِهِ، فَتَفْعَلُ بِهِ كَمَا فَعَلْتَ بِسِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ السَّاكِنِ فِي حَشْبُونَ».
35 فَضَرَبُوهُ وَبَنِيهِ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ لَهُ شَارِدٌ، وَمَلَكُوا أَرْضَهُ.

باشان تعني عار وهي تمثل الطرق المعوجة وملكها عوج = إعوجاج. وعوج هذا كان ضخمًا جدًا وقويًا جدًا (رمز للشيطان القوى) ولكن ما هي هذه القوة أمام قوة الله (تث 11:3) وعوج وسيحون كلاهما اموريين وهو من سلالة الرفائيين، وامتد ملكه من وادي أرنون إلى جبل حرمون، وكانت قاعدتاه عشتروت وأذرعي. وكان عوج جبار القامة شديد البأس. وكان له سرير من حديد ضخم الحجم، وقد حفظه أهل ربة عمون (عمان) في متحفهم. 

سفر التثنية 3: 11

 

إِنَّ عُوجَ مَلِكَ بَاشَانَ وَحْدَهُ بَقِيَ مِنْ بَقِيَّةِ الرَّفَائِيِّينَ. هُوَذَا سَرِيرُهُ سَرِيرٌ مِنْ حَدِيدٍ. أَلَيْسَ هُوَ فِي رَبَّةِ بَنِي عَمُّونَ؟ طُولُهُ تِسْعُ أَذْرُعٍ، وَعَرْضُهُ أَرْبَعُ أَذْرُعٍ بِذِرَاعِ رَجُل.

 

ومعنى العدد ضربوه أي كسروا الجيش وطردوا جميع القوم ولم يبقى شار في الأرض يقيم شاردا في الأرض بل طردوهم كلهم وملكوا الأرض بعد طردهم منها. 

وأيضا في هذه الحرب هم لم يبدؤا بل هم في موقف المدافع. 

فلهذا حتى الان شعب إسرائيل هو يدافع فقط ضد من يخرجوا عليه حتى من يبدأ معهم بالسلام ويرفضوا ويحاربوه ويسبوا البعض من الضعفاء. والله هو مدافع حتى الان فهو إله مدافع عن الضعفاء وليس المستكبرين ويحامى عن المظلوم. 

وأكرر سؤالي حتى الان اين هي الدموية حتى الان التي تنسب للرب يهوه؟

بل هو إله حنون وعادل. حنون على الضعفاء ويجازي بعدل المعتدين.

 

والمجد لله دائما