الرد على شبهة ان المسيح طلب من تلاميذه ان يسرقوا جحش واتان متى 21 ومرقس 11 ولوقا 19 ويوحنا 12

 

Holy_bible_1

 

الشبهة 

 

يدعي البعض أن المسيح عندما أرسل تلاميذه ليحضروا له جحش واتان هو بهذا يطلب منهم ان يسرقوهم له. وكيف الاله يرتكب هذه الجريمة الغير أخلاقية!

 

الرد

 

الحقيقة من يقول هذا هو يتجاهل ما قالته الاعداد بوضوح وبالطبع يجهل المفهوم اليهودي في هذا الوقت. وهذا ما سأحاول شرحه باختصار 

ما يقوله الأربع بشائر 

انجيل متي 21

2 قَائِلاً لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا.

الرب يسوع المسيح لم يقل لهم اسرقوا او اسلبوا او أخطفوهم واجروا أو غيره بل يقول اذهبوا الى القرية التي امامكما فهو لا يتكلم عن اورشليم بل يتكلم عن قرية امام اورشليم مثل نوب (بنت اورشليم قرية للكهنة) في الطريق من بيت عنيا او بيت فاجي الى اورشليم. 

بل المسيح العالم بكل شيء يعطيهم علامة مميزة جدا وانه مع اول خطوة يدخلوها للقرية مباشرة سيجدان اتان مربوطة وجحش معها (فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِفيوضح انه يعرف الموقف جيدا بعلمه المسبق قبل ان يحدث. ولهذا هو يرشد تلاميذه لتفاصيل الموقف. 
3 وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا».

والرب يعرف أن الذين قيدوا الاتان وابنها سوف يسألون عما يفعله التلاميذ ولهذا يقول ان واحد سيسالهم ماذا يفعلوا ويعدهم بالإجابة التي يقولاها وهي ان الرب محتاج اليهما فسيقبل وسيرسلهم. وسأشرح هذا بيئيا لاحقا. مع ملاحظة ان تعبير للوقت يعني مباشرة أي ان هذا الانسان الذي سيكلمهما اول ما سيعرف انه للرب يسوع لن يجادل او يقول شيء اخر بل مباشرة سيعطيهما لهما. وما قال المسيح هو الذي تحقق بالفعل وبدقة. 

ثم يكمل متى البشير ان ما حدث هذا هو تحقيق للنبوة
4 فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ:

5 «قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ».

6 فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ،

7 وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا.

فمتى البشير يوضح انه امر سبق وتنبأ عنه العهد القديم بحدوثه وان الرب سيأمر بهذا وهذا استعارة قانونية لأتان وجحش ولا يوجد لا سلب ولا سرقة ولا اختلاس ولا غيره

ونفس الامر يقوله مرقس البشير 

أنجيل مرقس 11

2 وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ.

مرقس البشير يطابق متى البشير فيما عدا انه يركز على الجحش لأنه الذي جلس عليه المسيح ولا يذكر الاتان امه الاحتياطية المصاحبة له ولكن هو لا ينفي وجود الاتان. 

3 وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَفْعَلاَنِ هذَا؟ فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُ إِلَى هُنَا».
4 فَمَضَيَا وَوَجَدَا الْجَحْشَ مَرْبُوطًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا عَلَى الطَّرِيقِ، فَحَلاَّهُ.
5 فَقَالَ لَهُمَا قَوْمٌ مِنَ الْقِيَامِ هُنَاكَ: «مَاذَا تَفْعَلاَنِ، تَحُلاَّنِ الْجَحْشَ؟»
6 فَقَالاَ لَهُمْ كَمَا أَوْصَى يَسُوعُ. فَتَرَكُوهُمَا.
7 فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ، وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ.

ونجد نفس الكلام يقوله مرقس البشير ولكن فقط يركز على الجحش وليس الاثنين معا 

انجيل لوقا نفس الامر 

أنجيل لوقا 19

30 قَائِلاً: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشًا مَرْبُوطًا لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُّلاَهُ وَأْتِيَا بِهِ.

انجيل لوقا يقول نفس الامر ولكن يضيف معلومة جديدة ان هذا الجحش لم يجلس عليه أحد من قبل أي غير مروض بعد. وهذا اعلان لمكانة المسيح 
31 وَإِنْ سَأَلَكُمَا أَحَدٌ: لِمَاذَا تَحُّلاَنِهِ؟ فَقُولاَ لَهُ هكَذَا: إِنَّ الرَّبَّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ».

32 فَمَضَى الْمُرْسَلاَنِ وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا.

33 وَفِيمَا هُمَا يَحُّلاَنِ الْجَحْشَ قَالَ لَهُمَا أَصْحَابُهُ: «لِمَاذَا تَحُّلاَنِ الْجَحْشَ؟»

هنا يوضح لوقا البشير ان الذي سال التلميذان هو من أصحاب الاتان والجحش
34 فَقَالاَ: «الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِ».

35 وَأَتَيَا بِهِ إِلَى يَسُوعَ، وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَى الْجَحْشِ، وَأَرْكَبَا يَسُوعَ.

وباختصار شديد في انجيل يوحنا لا يكرر فيقول

أنجيل يوحنا 12

14 وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ:
15 «لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِسًا عَلَى جَحْشٍ أَتَانٍ».

16 وهذه الامور لم يفهمها تلاميذه اولا ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا ان هذه كانت مكتوبة عنه وانهم صنعوا هذه له 

ويتكلم عن الحدث باختصار وانه تحقيق لنبوة رغم ان التلاميذ لم يكونوا يعرفوا ان هذا تحقيق للنبوة في هذا الوقت وهذا تأكيد لصدق الحدث والنبوة. 

وضح انجيل متي الذي كتبه لليهود فذكر أتاناً مربوطة وجحشاً معها= أمّا باقي الإنجيليين (مرقس ولوقا ويوحنا) فقد ذكروا الجحش فقط وقالوا لم يجلس عليه أحد قط. 

ومتى وحده لأنه كتب لليهود أشار للأتان والجحش، أمّا باقي الإنجيليين فلأنهم كتبوا للأمم أشاروا فقط للجحش. فالإنجيليين الثلاثة يشيروا لبدء دخول الإيمان للأمم. لان الأتان المربوطة تشير لليهود الذين كانوا مؤدبين بالناموس مرتبطين به، خضعوا لله منذ زمان. لكنهم في تمردهم وعصيانهم مثل الاتان الذي إنحط في سلوكه ومعرفته الروحية، يحمل أحمالاً ثقيلة من نتائج خطاياه الثقيلة، والحمار حيوان دنس بحسب الشريعة. وهو من أكثر حيوانات الحمل غباءً، هكذا كان البشر قبل المسيح. أمّا الجحش فيمثل الأمم الشعب الجديد الذي لم يكن قد استخدم للقيد من قبل، ولم يروَّض لا بالناموس ولا عَرِف الله، عاشوا متمردين في وثنيتهم، لم يستخدمه الله قبل ذلك ولذلك فهم بلا مران سابق وبلا خبرات روحية.

والقاعدة تقول ان ذكر شيء واحد لا يعني عدم وجود شيء اخر معه فلو قلت ان الملك جاء هذا لا يلغي ان مع الملك اخر ولكن التركيز على الملك. 

فذكر المبشرين الثلاثة للجحش فقط لا يلغي ان هناك اتان معه ومن هنا يتضح الرد ان يوجد اتان وجحش في رحلة دخول السيد المسيح الي اورشليم ولا يوجد هناك خطا في ان مرقس ولوقا ويوحنا اشارا فقط للجحش وان متي أشار اليهما معا لان متي كما وضحت يكلم اليهود بتحقيق النبوات. 

 

أصل الى النقطة الثانية المهمة.

كيف يسمح شخص بان غرباء يحلوا جحش واتان من املاكه؟ 

التفسير الأقرب هو أن صاحب الحمار والجحش هو غالبا من تلاميذ المسيح فهو قصة تشابه تماما ما حدث في قصة اعداد العلية التي أرسل فيها اثنين من تلاميذه لشخص محدد حامل جرة ماء وعرفنا انه مرقس أحد رسل المسيح السبعين. 

انجيل مرقس 14

13 فَأَرْسَلَ اثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمَا: «اذْهَبَا إِلَى الْمَدِينَةِ، فَيُلاَقِيَكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّةَ مَاءٍ. اِتْبَعَاهُ.
14 وَحَيْثُمَا يَدْخُلْ فَقُولاَ لِرَبِّ الْبَيْتِ: إِنَّ الْمُعَلِّمَ يَقُولُ: أَيْنَ الْمَنْزِلُ حَيْثُ آكُلُ الْفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي؟
15 فَهُوَ يُرِيكُمَا عِلِّيَّةً كَبِيرَةً مَفْرُوشَةً مُعَدَّةً. هُنَاكَ أَعِدَّا لَنَا».
16 فَخَرَجَ تِلْمِيذَاهُ وَأَتَيَا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا. فَأَعَدَّا الْفِصْحَ.

فهنا يتكلم عن شخص محدد عندما يقولا له الرب محتاج اليه فهو يعرف الرب وتلميذ له ويفرح ان الرب يحتاج لشيء منه فلا يطلب لا مقابل مادي كتأجير للأتان والجحش ويقبل. 

وهذا شرحه كثير من المفسرين 

دكتور لايت فوت شرح امر تقليدي يهودي وهو كيف بالاتفاق هذا ليس سرقة

  Saying unto them,  Go into the village over against you,  and straightway ye shall find an ass tied,  and a colt with her:  loose them;  and bring them unto me. 

     [An ass and her foal.]  In the Talmudists we have the like phrase,  an ass and a little colt.  In that treatise Mezia,  they speak concerning a hired ass,  and the terms that the hired is obliged to.  Among other things there,  the Babylon Gemara hath these words,  Whosoever transgresses against the will of the owner is called a robber.  For instance,  if any one hires an ass for a journey on the plains,  and turns up to the mountains,  etc.  Hence this of our Saviour appears to be a miracle,  not a robbery;  that without any agreement or terms this ass should be led away;  and that the owner and those that stood by should be satisfied with these bare words,  "The Lord hath need of him."  

مع ملاحظة أن في هذا الزمان كان أسلوب تأجير الحمير هو مثل أسلوب تأجير سيارة ولكن الفرق ان الحمير في هذا الزمان كانت مدربة ان تعود الى بيتها لو لم يعيدها المستأجر. 

 

ولكن يوجد تقليد اخر صعب على البعض تخيله هذه الأيام لان الماضي كان مختلف وهو ان في هذا الزمان في الماضي كانت هذه الحمير متوفرة وبكثرة لأنها كان كم كبير منها برية ليست مملوكة لاحد وترعي بكثرة حول المدن. وهي اقوى قليلا واكبر قليلا من الحمار البلدي الذي نعرفه. 

وكان أحيانا لتدريب بعضها فيما بعد يربط ويربط الاتان لتدريب الجحش لان الجحش يتبع امه. مع ملحوظة لو لم يكن مروض هذا لا يؤجر لأنه غير مدرب أصلا ويكون عنيف. فيما بعد يدرب ويستخدم للتأجير وممكن بدون تأجير يستخدم للمتعبين والرحلات، فقرية نوبة هذه هي قرية للكهنة فكان بعض الخدام يصطادون هذه الحمير البرية ويقيدونها ويدربونها ويأتي المعلمين من الكهنة يستخدمونها مجانا فكانوا متعودين في هذا الوقت انه يطلب أحد المعلمين استخدامهم ويطلقهم بعد هذا. وبهذا يكون المسيح مثله مثل أي معلم يهودي لم يفعل شيء غريب في هذا الزمان بل كان خدمة تقدم للمعلمين والكهنة. 

مع ملاحظة أن المسيح استخدم حجش بري غير مدرب فلم يركبه أحد من قبل وهذا يوضح سلطان المسيح على الحيوانات فهو لم يحتاج لحيوان مدرب ولهذا قال لوقا البشير تعبير (لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ.

بل أيضا حسب ما يقول بعض القصص اليهودية القديمة ان المسيا سيستخدم جحش سيكون جحش بري من قطيع حمير برية يتم تقيدها وتقديمها لمن يريد استخدامها ويطلقها مرة أخرى 

Apologet. c. 16. ad nationes, l. 1. c. 11.

 

وعندما تقيد اتان برية ومعها جحش، الجحش يستمر بجوار امه 

وهذا ما يكون قد قصده تعبير المسيح " لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ " أي انه غير مدرب فهو بري فهو لا يؤجر ومن كثرته وتوافره في المنطقة يقيدوه للكهنة في هذه المدينة وحله لا يعتبر سرقة أصلا. 

فحتى لو لم يكن الشخص يعرف المسيح وليس من تلاميذه هذا لا يعتبر سرقة أصلا لمن يعرف الفكر البيئي. 

ولكن عرفنا ان المسيح يعرف صاحب الاتان والجحش وقبل ان يرسلهما للمسيح بدون نقاش. 

فلهذا شبهة السرقة هي لا أصل لها. 

اكتفي بهذا القدر 

 

المجد لله دائما