هل الرب يسوع المسيح هو من اختراع راباي يهودي اليعازر بن هوركانوس



Holy_bible_1



الشبهة



ذهب بعض الباحثين إلى اتهامه في اختراع شخصية يسوع وأن البشارات ليست سوى صنعة يديه ونتاج عبقريته التي قدمها للإنسانية مستعينين بكلام ” يوسيفوس – يوسف بن متتياهو ” كمصدر مستقل وحيد ذكر شخصية يسوع , وفعل هذا بشكل مختصر ومكثف قائلا : كان يسوع رجل ذكي ( حاخام ) , وفورا يورد جملة ملفتة لنظر الباحثين ( إن كان يمكن أن ندعوه رجلا ) , وكأنهم يلتقطون تلميحا من كتابات يوسيفوس هذه أن الرجل لم يكن موجودا حقيقة وليس رجل حقيقي , ولكنه اختراع عبقري من بنات أفكار الراباي الاعظم على الإطلاق ليس فقط في عصره لكن على مدى العصور ,



الرد



قدم سابقا رد على شبهة مشابهة وهي

الرد على مقال يدعي ان الرب يسوع المسيح شخصية خرافية

وفي هذا المقال قدمت ادلة كثيرة على ان الرب يسوع المسيح شخصية حقيقية تاريخية مثل

النبوات والمخطوطات

مصادر خارجية غير مسيحية

المؤرخين

اليهود

الغنوسية

الاثار

واقوال الاباء باختصار من القرن الاول

بالاضافة الى كل هذا الملف التفصيلي الاخر وهو

هل كلام يوسيفوس وشهادته عن صلب المسيح محرف

وفي هذا الملف ساعرض بعض التفصيلات وبخاصة من قبل زمن الراباي اليعازر بن هوركانوس



ولكن قبل هذا لو كانت هذه الشبهة صحيحة أصلا اريد إجابة على سؤالين.

1 متى اخترع هذا الراباي شخصية يسوع؟

2 لماذا وما الفائدة التي يحققها؟

3 ما الأدلة على هذا الادعاء؟



النقطة الأولى

لو كان هذا الرابي اخترع شخصية يسوع فمتى قام بهذا؟

أولا لا يستطيع احد من مقدمي هذا الادعاء الذي اسميه بالكاذب ان يقول متى اخترع هذا الراباي شخصية يسوع

ثانيا تاريخ ميلاد هذا الراباي مختلف عليه ولكن على اغلب الظن 45 الى 70 م اما تاريخ وفاته هو 120 م

وهو ليكون تتلمذ على يد راباي يوحنا بن زكاي الذي كان مشارك في مجمع جامنيا سنة 90 م ومات بعد بدايته بقليل وهو تقريبا من 30 الى 90 م فيكون اليعازر من 55 او ما يقترب لهذا أقرب للصحة.

والراباوات يبدؤون خدمتهم بعد الثلاثين اي بعد 85 م وهذا الراباي ليكون بدأ يأخذ مكانته العلمية في هذا المجتمع فنحن نتكلم بعد 90 م وبعد مجمع جامنيا الذي بدأ من 90 م ولم يكن هذا الراباي ليس الاساسي فيه ولكن بدأ يأخذ شهرته بعد هذا.

فليكون اخترع شخصية يسوع وصدقوه هو قرب 100 ميلادية.

هل هذا امر معقول ان يكون اخترع شخصية مثل يسوع المسيح في نهاية القرن الاول بداية الثاني ونحن عندنا ادلة على يسوع التاريخي من النصف الاول من القرن الاول الميلادي؟

فكيف يكون اخترعه في هذا الوقت ونحن عندنا شهادة ثالوس المؤرخ الذي توفى 52 م وشهادة ديوناسيوس الاريوباغي فهل الراباي اليعازر اخترع شخصية يسوع قبل ان يولد هذا الراباي؟

وماذا عن البردية 46 وغيرها من المخطوطات التي قبل نهاية القرن الاول الميلادي هل ايضا نسخت رغم ان الراباي الذي ألف الاصل لم يبدأ خدمته بعد؟

وماذا عن مخطوطات قمران التي بها اجزاء من الانجيل هل ايضا هو ألف ودفنها عند الاسينيين وهو طفل صغير؟

وحتى لو قبلنا كل هذا الهراء فماذا عن لوحة الناصرة التي تتكلم عن خبر قيامة المسيح من سنة 41 م هل ايضا تتكلم عن خبر رغم ان الذي اخترع هذا الخبر لم يولد بعد؟

وماذا سيقولون عن صك الحكم لبيلاطس والموجود في مكتبة الفاتيكان هل ايضا هذا الراباي الفه قبل ان يولد واقنع روما بان تنسبه لاحد قادتها؟

وماذا عن اللوح المقدس الذي عليه اسم يسوع من 70 م

وماذا عن اثار العائلة المقدسة في مصر من اول القرن الاول الميلادي هل هذا الراباي اخترعها قبل ان يولد بخمسين سنة؟

وماذا عن صليب المسيح وعنوان الصليب والقبر والمقدس والكفن المقدس و و و و .....

ففي ختام النقطة الاولى وهي كافية تماما للقضاء على هذا الادعاء ان يوجد عندنا ادلة كثيرة عن يسوع المسيح تاريخيا قبل ان يظهر هذا الراباي بل قبل ان يولد ايضا.



ثانيا لماذا؟

لماذا يقوم هذا الراباي باختراع شخصية مثل يسوع انه المسيح رغم ان هذا الراباي مثله مثل غيره من الراباوات يهابون المسايا السماوي وينتظروه؟

هل ليخدع اليهود

كيف معلم يهودي مهم كهذا يعرف العهد القديم جيدا يخترع شخصية يسوع وانه المسيح ويضل كثير من اليهود رغم انه من المعلمين المحافظين المتمسكين بالكتاب والشريعة؟

ولو للشهرة لماذا لم يدعي انه المسيح؟

ولو كان قام بهذا على سبيل الدعابة او غيره لما انتشرت المسيحية قبل نهاية القرن الاول الميلادي لماذا لم يعلن عن هذا ليقضي على المسيحية؟

كلما نفكر في اسئلة نجد انه ادعاء سخيف ليس له اي اصل ولا يوجد اي مصلحة لهذا الراباي ان يقوم بهذا



ثالثا ما الادلة على هذا؟

باختصار شديد لا يوجد دليل واحد على هذا.

فلا يوجد دليل تاريخي ولا دليل اثري ولا مخطوطة ولا اي قول له ولا للراباوات اليهود

بل حتى لا يوجد عندنا مخطوطة لهذا الراباي ولكن عنعنات ثم مخطوطات بعده بعدة قرون عن بعض اقواله اي بعد ما كتب العهد الجديد بقرون.

ادعى البعض ان بعض تعبيرات هذا الراباي تشبه تعبيرات الاناجيل وتعاليمه.

وهذا شيء ليس بغريب فالتعاليم اليهودية اغلبها من العهد القديم والرب يسوع المسيح وتلاميذه هم يهود يعرفوا الناموس مثل الراباوات اليهود والرب يسوع المسيح اعلن رسميا انه ما جاء لينقض الناموس

إنجيل متى 5: 17


«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ.

فاتفاق بعض تعاليمه مع تعاليم الراباوات اليهود هذا شيء ليس فقط متوقع بل واجب.

فمثلا

مثلا ترى الراباي العازار في ماسيخيت سنهدريم מסכת סנהדרין يقول ويعلم : إن رجعوا إسرائيل للرب , يخلصون , إن لا , فلا يخلصون . في نفس هذا التوجه كان له خلاف مع الراباي يهوشع ايضا الذي فرق بين فكرة الخلاص وبين التوبة . عند يسوع , موضوع العودة والتوبة يقف في مركز الإيمان ” انجيل لوقا 3 كلا اقول لكم.بل ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. ”

ونفس الامر عن التوبة قبل الموت

هذا ليس فكره ولا فكرة راباي اخر وليس فكر المسيحية فقط بل نفس فكر كل انبياء العهد القديم ان التوبة طريق للخلاص

فيوجد أكثر من 100 عدد في العهد القديم عن التوبة وكثير منها يوضح انها اساس للخلاص

فهذا ادعاء غير مقبول



ثانيا

عند الراباي العازار ايضا مثل يسوع , هناك فصل تام بين الروح والمادة , ” الذين من السماء من السماء خلقوا , ومواليد الارض من الارض هم ” مقتبس من كلام الراباي العازار – ماسيخيت يوما מסכת יומא , في انجيل يوحنا نرى نفس التوجه ” المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح. ”

ايضا نفس الفكر موجود في العهد القديم وبكثرة وبوضوح

سفر المزامير 16: 9


لِذلِكَ فَرِحَ قَلْبِي، وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضًا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا.



سفر المزامير 51: 10


قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِيمًا جَدِّدْ فِي دَاخِلِي.



سفر حزقيال 11: 19


وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَجْعَلُ فِي دَاخِلِكُمْ رُوحًا جَدِيدًا، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِهِمْ وَأُعْطِيهِمْ قَلْبَ لَحْمٍ،



سفر حزقيال 36: 26


وَأُعْطِيكُمْ قَلْبًا جَدِيدًا، وَأَجْعَلُ رُوحًا جَدِيدَةً فِي دَاخِلِكُمْ، وَأَنْزِعُ قَلْبَ الْحَجَرِ مِنْ لَحْمِكُمْ وَأُعْطِيكُمْ قَلْبَ لَحْمٍ.


سفر إشعياء 31: 3


وَأَمَّا الْمِصْرِيُّونَ فَهُمْ أُنَاسٌ لاَ آلِهَةٌ، وَخَيْلُهُمْ جَسَدٌ لاَ رُوحٌ. وَالرَّبُّ يَمُدُّ يَدَهُ فَيَعْثُرُ الْمُعِينُ، وَيَسْقُطُ الْمُعَانُ وَيَفْنَيَانِ كِلاَهُمَا مَعًا.

فهو لم يخترع شيء جديد لم يقول شيء جديد قاله العهد الجديد فقط بل هذا واضح في العهد القديم



ثالثا

حتى في أمور الطلاق نرى نفس التوجه , رفض تام للطلاق ” لا يطلق رجل زوجته الا اذا وجد بها خطية زنى ” يقول الراباي العازار , ويسوع يعلم نفس التعليم في انجيل متى ” واما انا فاقول لكم ان من طلق امرأته الا لعلّة الزنى يجعلها تزني ” .

هذا ايضا امر لم يخترعه العهد الجديد بل قاله بوضوح موسى النبي في

سفر التثنية 24: 1


«إِذَا أَخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَتَزَوَّجَ بِهَا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ لأَنَّهُ وَجَدَ فِيهَا عَيْبَ شَيْءٍ، وَكَتَبَ لَهَا كِتَابَ طَلاَق وَدَفَعَهُ إِلَى يَدِهَا وَأَطْلَقَهَا مِنْ بَيْتِهِ،

ووضحت في ملف

هل شريعة المسيح بعدم الطلاق نسخة شريعة الطلاق في التثنية؟ تثنية 24: 1 متي 5 متي 19

وكما وضحت ان تعبير عيب شيء هو في العبري عيروت اي امر جنسي غير لائق اي زنا

وايضا كما وضحت ان مدرسة شمعي اليهودية من قبل المسيح رأت أنَّه ليس من حق الرجل أن يطلِّق زوجته إلاَّ لعيب قوي فيها مثل ارتكاب خطيَّة الزنا

فايضا راباي اليعازر لم يخترع شيء جديد بل هذا ما تقوله مدرسة يهودية قوية من قبل الميلاد بل ما نكتشفه من اقوال الراباي بنيامين لاو (مواليد 1961) , ان راباي اليعازر هو من مدرسة شمعي من المحافظين فما يقوله هو ما تعلمه في هذه المدرسة



رابعا

حتى في أمور اقل جوهرية , الاقوال للراباي العازار تتفق بشكل مذهل مع تعاليم يسوع حتى من حيث الصياغة , ” كل من لديه طعام في سلته ويقول ما آكل غدا , هو ليس إلا قليل الايمان ” , مقتبس عن كلام الراباي العازار وبشكل مشابه تماما نرى يسوع يعلم بنفس التوجه مرة أخرى ” فلا تهتموا للغد.لان الغد يهتم بما لنفسه.يكفي اليوم شره ” .

هذا غير صحيح والرب يسوع لم يقل لنا لا نتسائل لكي نتدبر هو قال لا نهتم اي لا يصبح اكل الغد سبب خوف وقلق

وهذا شرحته بالتفصيل في ملف

هل لا نهتم بالغد ونصرف ما معنا ام ندبر ونشتغل بهدوء ؟ متي 6: 31 و لوقا 12: 22-31 و 2 تسالونيكي 3: 12 وعبرانيين 13: 5

المسيحي لا يهتم بالغد ولا يقلق بل يسق ان الرب يسدد احتياجاته ولكن ايضا الانسان المسيحي حسب وصايا الكتاب لا يبذر ولا يهمل بل يتصرف بحكمة و يكون امين في كل تصرفاته واعماله وحتي في ما يملك

فما قاله الراباي غير صحيح ولا يتفق مع كلام العهد الجديد



فادعاء التشابه ليس بدليل بل لو نظرنا له بحيادية ولان المسيح قبل اليعازر فلو كان احد تاثر او نقل فيكون الراباي اليعازر نقل من الرب يسوع المسيح والمسيحية



ولكن ما اختم به وهو حتى لو افترضنا جدلا الماضي لم يكن يكفي فالتالي يقضي على الشبهة من جذورها وهي

يوحنا بن زكاي وهو اهم دليل هنا لأنه معلم الراباي اليعازر بن هوركانوس

وهو تلميذ هليل مواليد 30 م ومات سنه 90 م بعد بداية مجمع جامنيا اليهودي المعادي للمسيحية

قال في كتابه سيرة يسوع الناصري:

"إن الملك وحاخامات اليهود قد حكموا على يسوع بالموت لأنه جدف حين ادعى أنه ابن الله… وأنه الله". ثم قال بعد ذلك: "ولما كان المسيح في طريقه إلى الموت كان اليهود يصرخون أمامه: فلتُهلِك كل أعدائك يا رب" أنهم وقتئذ علقوا يسوع على شجرة خارج أورشاليم حسب آمر الملك و رؤساء اليهود و أن كل إسرائيل نظروا هذا .

فمعلم الراباي اليعازر اقر بوجود يسوع تاريخيا فكيف يدعي احدهم ان تلميذه اخترع شخصية يسوع فيما بعد؟



اما عن شهادة يوسيفوس السابق لاليعازر فقد شرحتها تفصيلا سابقا في ملف

هل كلام يوسيفوس وشهادته عن صلب المسيح محرف



وكما قلت في البداية من يريد ادلة اكثر وتفصيل سيجد في ملف

الرد على مقال يدعي ان الرب يسوع المسيح شخصية خرافية

اكتفي بهذا القدر



والمجد لله دائما