هل نبوة إشعياء 2 4 عن السلام العالمي تنفي ان يسوع هو المسيح؟

الجزء الأول من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح الذي ينتظروه لان بعض النبوات لم تنطبق عليه مثل إشعياء 2: 1-4



Holy_bible_1



سأعرض شبهة من عدة أجزاء يقولها راباي يهودي ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح

فيقولوا

الشبهة الأولى موضوع اليوم

يقولوا لأنه المسيح لم يأتي في زمن سلام عالمي ومعرفة الرب في كل مكان ويستشهدوا بأعداد مثل إشعياء 2: 1-4 فيقولوا إذا يسوع الناصري ليس هو المسيح لأنها لم تنطبق عليه



الرد



الحقيقة إشعياء 2 لا يقول هذا بطريق حرفية بل لو ادعى هذا هؤلاء اليهود فهم ينكروا بقية النبوات التي تتكلم عن أواخر الأيام واتعاب يعقوب في أواخر الأيام الواضحة

وندرس النبوة معا

سفر إشعياء 2

الاصحاح السابق كان عتاب ليهوذا وانتهى باحتراق أعمالهم الشريرة. وهنا يبدا يتكلم عن زمن المسيح المخلص وما سيقدمه من سلام للمؤمنين به

ملحوظة للأمانة اوضح ان مفسرين الكنيسة الغير تقليدية يقولوا انها عن الملك الالفي ولكن لأنهم يؤمنوا ان كل إشعياء 2 عن الملك الالفي ولكن ضعفي ينتمي للفكر التقليدي التسليمي والذي يرى ان هذا انطبق في مجيء الرب يسوع المسيح الأول وما أعطاه من سلام

2 :1 الامور التي رآها إشعياء بن اموص من جهة يهوذا واورشليم

وهنا يتكلم عن نبوة عن يهوذا ولكن في مضمونها سيتكلم عن شعب المسيح بوضوح. فما يحزن قلب إشعياء عن يهوذا واورشليم القديمة سيرى تعويضها في يهوذا الجديد وهو شعب المسيح واورشليم الجديدة الكنيسة

وهو كما قال معلمنا بولس الرسول

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2:

28 لأَنَّ الْيَهُودِيَّ فِي الظَّاهِرِ لَيْسَ هُوَ يَهُودِيًّا، وَلاَ الْخِتَانُ الَّذِي فِي الظَّاهِرِ فِي اللَّحْمِ خِتَانًا،
29 بَلِ الْيَهُودِيُّ فِي الْخَفَاءِ هُوَ الْيَهُودِيُّ، وَخِتَانُ الْقَلْبِ بِالرُّوحِ لاَ بِالْكِتَابِ هُوَ الْخِتَانُ، الَّذِي مَدْحُهُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ بَلْ مِنَ اللهِ.

فيهوذا الحقيقي الذي يمجد الرب على فداؤه أي المؤمنين

ولهذا سيتكلم عن جبل الرب أي المسيح وشعبة أي امته الكنيسة التي يؤسسها المسيح كما في نبوة دانيال الحجر الذي قطع بدون يد وأصبح جبل

فيقول إشعياء

2 :2 ويكون في اخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في راس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه كل الامم

في اخر الأيام هو تعبير استخدمه العهد القديم كثيرا عن نبوات زمن المسيح وتوضيح انها ليست نبوة قريبة او ستحدث في نفس الجيل. واستخدم تعبير اخر الأيام لأنه يتكلم عن زمن انتهاء دور اليهود وبداية دور الكنيسة أي أيام الإنجيل واكتمال نبوات العهد القديم في المسيح وكنيسته وتستمر الكنيسة ثابتة حتى الضيقة قبل مجيء المسيح الثاني

ولو اعترض اليهود الحاليين على هذا التعبير ويدعوا انه عن المسيح الملك الأرضي وزمن السلام العالمي الأرضي، فعليهم ان يفسروا النبوات الاحدى عشر التي بها هذا التعبير ولا تنطبق الكثير منها على زمن السلام الأرضي العالمي الذي يتوقعوه مع المسيا

وبداية من هذا وهو اول مرة يستخدم هذا التعبير في تكوين 49 عن الاسباط الاثني عشر والتي بوضوح لا تتكلم عن سلام ارضي على الاطلاق

1 وَدَعَا يَعْقُوبُ بَنِيهِ وَقَالَ: «اجْتَمِعُوا لأُنْبِئَكُمْ بِمَا يُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ.

5 شِمْعُونُ وَلاَوِي أَخَوَانِ، آلاَتُ ظُلْمٍ سُيُوفُهُمَا.

14 يَسَّاكَرُ، حِمَارٌ جَسِيمٌ رَابِضٌ بَيْنَ الْحَظَائِرِ.
15 فَرَأَى الْمَحَلَّ أَنَّهُ حَسَنٌ، وَالأَرْضَ أَنَّهَا نَزِهَةٌ، فَأَحْنَى كَتِفَهُ لِلْحِمْلِ وَصَارَ لِلْجِزْيَةِ عَبْدًا.

17 يَكُونُ دَانُ حَيَّةً عَلَى الطَّرِيقِ، أُفْعُوانًا عَلَى السَّبِيلِ، يَلْسَعُ عَقِبَيِ الْفَرَسِ فَيَسْقُطُ رَاكِبُهُ إِلَى الْوَرَاءِ.

19 جَادُ، يَزْحَمُهُ جَيْشٌ، وَلكِنَّهُ يَزْحَمُ مُؤَخَّرَهُ.

22 يُوسُفُ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ.
23 فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ.

27 بَنْيَامِينُ ذِئْبٌ يَفْتَرِسُ. فِي الصَّبَاحِ يَأْكُلُ غَنِيمَةً، وَعِنْدَ الْمَسَاءِ يُقَسِّمُ نَهْبًا».

هل هذا يعني سلام ارضي عالمي شامل؟ النبوة هنا تتكلم بوضوح عن أواخر الأيام نفس تعبير إشعياء 2 فهل يجرؤ اليهود ان يقولوا انه في سلام عالمي وكل الاسباط مضطهدة كالوصف السابق؟

وأيضا عندما يقول

سفر التثنية 4: 30

عِنْدَمَا ضُيِّقَ عَلَيْكَ وَأَصَابَتْكَ كُلُّ هذِهِ الأُمُورِ فِي آخِرِ الأَيَّامِ، تَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِكَ وَتَسْمَعُ لِقَوْلِهِ،

هل هذه تعني ان المسيح يأتي في وقت سلام عالمي ولشعب إسرائيل؟ هنا يقول أواخر الأيام أيام ضيق وليس سلام. بل النبوة الشهيرة

سفر ارميا 30

7 آهِ! لأَنَّ ذلِكَ الْيَوْمَ عَظِيمٌ وَلَيْسَ مِثْلُهُ. وَهُوَ وَقْتُ ضِيق عَلَى يَعْقُوبَ، وَلكِنَّهُ سَيُخَلَّصُ مِنْهُ.

نكمل كلام إشعياء فهو يقول (جبل بيت الرب) وهذا التعبير استخدمه دانيال النبي في وصف نبوته عن المسيح الجبل الذي قطع بغير يد وسحق مملكة الشيطان في دانيال 2: 35 وكنيسة الرب التي تنتشر في كل العالم وهو صخرتنا (1 كو 10: 4) والمسيح أسس كنيسته على جبال فهو هزم الشيطان علي جبل وقدم تعاليمه علي جبل وصلب على جبل، وتجلي علي جبل وصعد علي جبل. لأن الجبال تدل على الثبات والعلو، وهو صخرتنا الثابتة. فيه نحتمي وهو العالي السماوي وهكذا الكنيسة فهي ثابتة وسماوية. وبيت الرب هو جسد المسيح أي كنيسته التي سيؤسسها في آخر الأيام أي أيام مجيئه وفدائه. فيكون جبل بيت الرب هو المسيح بجسده وكنيسته التي تثبت امام كل الاضطهادات كجبل.

ثابت في راس الجبال وبالطبع تعبير جبل ثابت في راس الجبال لا يأخذ حرفيا ولكن بالرمز فالجبل يشير لمملكة قوية فهو يقصد به ان المسيح هو راس الكنيسة والمؤمنين فيها تشبهوا بمسيحهم فصاروا جبلا وتستمر ثابتة بين كل الجبال أي الممالك مهما اضطهدتها هذه الممالك.

وتجري اليه شعوب وهذا حدث بالفعل بعد صلبه وموته وقيامته وصعوده اتي شعوب وامم والسنه من كل الممالك بداية من يوم الخمسين وبعده في كنيسته التي أصبح فيها كل الامم لفظيا كما نرى الان.

فهذا واضح انه ينطبق على كنيسة الرب ولكن هل يصلح ان ينطبق حرفيا على اليهود؟ فيا اما يقولوا رمزيا ان الجبل شعب ومملكة وهذا حدث لكنيسة المسيح او الجبل لفظا جبل وهذا لا يحدث.

يكمل إشعياء

2 :3 وتسير شعوب كثيرة ويقولون هلم نصعد الى جبل الرب الى بيت إله يعقوب فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبله لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن اورشليم كلمة الرب

اين هنا في العدد يقول سلام عالمي؟ اين يقول ان كل الممالك تكون في سلام؟

الكلام عن شعوب من الأمم تأتي اليه أي من كل الشعوب يأتي اليه عابرين مؤمنين وليس الأمم تكون في سلام عالمي معا.

فالشبهة وكلام هؤلاء الربوات لا أصل له. العدد عن ايمان كثير من الامميين بالرب يسوع المسيح. وندرس العدد باختصار

تسير شعوب كثيرة= هنا نري زيادة عدد المؤمنين بكثرة والكل يحاول أن يحيا في السماويات فبينما اليهود حاليا 29 مليون في أماكن قليلة المسيحيين اثنين ونصف مليار مسيحي في كل الشعوب كما قالت النبوة بدقة.

وهذا لا يصلح على اليهود العنصريين الذين كانوا يرفضوا أي غرباء يقتربوا من المكان المقدس. ولكن انطبق بوضوح في كنيسة الرب

فتعبير هلم نصعد جبل الرب وهو يتكلم عن عمل نعمة الروح القدس وهذا روحيا وحرفيا فالنعمة تأخذ المؤمنين وتصعد بهم للسماويات. هنا المؤمنين يزدادون عدداً، ومن كل الشعوب، والكل يحاول الصعود للسماويات بالمسيح وهو سلم يعقوب. وأيضا فعلا حرفيا من كل الشعوب تاتي لزيارة بيت الرب مكان صلب المسيح. ولكن لا يصلح على أواخر الأيام بالطريقة التي يدعيها هذا الراباي لأنه لن يصعد 7 مليار شخص على جبل الهيكل فهو لا يسع ولا حتى 1\10000 من هذا وهذا أيضا مرفوض لليهود ان يأتي الامم

وتعبير بيت إله يعقوب وهو ان يعقوب هو الكنيسة التي شابهت يعقوب في إيمانه. وأيضا لا يصلح على شعب اليهود حاليا لان الاسباط انتهى تميز نسبهم لكل سبط من أيام ما تفرقوا في سنة 70 م

من صهيون تخرج الشريعة اي ان شريعة المحبة تخرج من اورشليم فمن صهيون كان يجب أن يخرج الإنجيل لكي تتضح العلاقة بين العهد الجديد والعهد القديم، وأنه لا تعارض بينهما. ولكن لا تصلح عن الشريعة اليهودية التي يرفضوا ان يقدموها للأمميين. فهي عن شريعة المسيح وفي أورشليم عاش المسيح وصلب وقام وصعد للسماوات وتلاميذه بدأوا خدمتهم أولاً من أورشليم.

ومن اورشليم كلمة الرب وكما قلت سابقا كلمة الرب اللوغوس هو المسيح الكائن منذ البدء وفدى كنيسته وانتشرت كلمته من اورشليم بيت الرب

يكمل ونصل للعدد المهم الذي اقتطعه الراباي من سياقه

2 :4 فيقضي بين الامم وينصف لشعوب كثيرين فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب فيما بعد

أيضا اكرر اين هنا في العدد يقول سلام عالمي؟ اين يقول ان كل الممالك تكون في سلام؟

الكلام عن الشعوب التي أتت له من الأمم أي المؤمنين به في الأمم الذين يلجؤون اليه.

أولا كلمة يقضي

H8199

שָׁפַט

shâphaṭ

shaw-fat'

A primitive root; to judge, that is, pronounce sentence (for or against); by implication to vindicate or punish; by extension to govern; passively to litigate (literally or figuratively): -    + avenge, X that condemn, contend, defend, execute (judgment), (be a) judge (-ment), X needs, plead, reason, rule.

Total KJV occurrences: 203

جذر بمعني يقضي أي نطق بحكم مع او ضد ولكن بتطبيقات ان يبرئ او يعاقب ويحكم وبشكل سلبي يقضي حرفيا او مجازيا وينتقم ويدين ويحامي وينفذ عقوبة وقاضي ويدافع ويسود ....

واتت بهذه المعاني

والحقيقة كل المعاني تنطبق على الرب يسوع فالرب يسوع جاء كقاضي عادل فهو الديان وأيضا انتقم من الشيطان ودان الخطية وأنقذ الانسان من العقوبة ويسود

وبخاصة ان العدد يقول يقضي وينصف.

ثانيا الكلام عن الجبل كنيسة المسيح والمؤمنين فالأمم التي عاشت على العداوة والحروب سابقًا بعد أن آمنوا بالمسيح صاروا يسلكون بالسلام والمحبة، ويتحول بولس مضطهد المسيحية إلي بولس أعظم كارز بالمسيحية. وبالفعل المسيحية لم ترفع سلاح بل حولت الأسلحة الات سلام.

وينصف شعوب كثيرين = هذه الأمم كانت بعيدة عن الله فظلمها الشيطان وجاء المسيح لينصفها ويخلصها من يده. فيطبعون سيوفهم سككًا = السكة هي جزء حديدي تحرث به الأرض هنا نري وصف للسلام الذي يتمتع به المؤمنين وهم عوضًا عن الحرب سيحرثون أرضهم ويعيشون في سلام وفي عمل بناء. وروحيًا فعوضًا عن أن يهتم المؤمن بالحروب والخصومات مع أعدائه سيهتم بأن يحرث نفسه ليتوب وينقي أرضه، لكي تصير صالحة وتثمر فيها كلمة الله ويصبح بهذا سماويًا.

المناجل = أدوات زرع وحصاد، وهكذا كان بولس يزرع ويروي والله ينمي، هو كان يكرز ويحصد في حقل الله. بل أن هذا حدث حرفيًا فالحروب قلت جدًا أيام مع انتشار كنيسة المسيح وكانوا مصدر سلام في العالم رغم كل الاضطهادات وحدث سلام بين السماء والأرض، وأخذوا يعتنون بالمرضي والأسري، أما في الماضي فكانت الحروب مذابح ولا يوجد مصدر سلام

وحتى على المستوى الفردي كل انسان مسيحي حقيقي يكون مصدر سلام ويرفض الحرب بل السلام

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 21

لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ.

رسالة يوحنا الرسول الثالثة 1: 11

أَيُّهَا الْحَبِيبُ، لاَ تَتَمَثَّلْ بِالشَّرِّ بَلْ بِالْخَيْرِ، لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ الْخَيْرَ هُوَ مِنَ اللهِ، وَمَنْ يَصْنَعُ الشَّرَّ، فَلَمْ يُبْصِرِ اللهَ.

ولا يصلح على زمن السلام العالمي الأرضي المزعوم لأنه يوجد نبوات واضحة عن ضيقة يعقوب في أواخر الأيام. والطبيعة البشرية الشريرة مستحيل تكون في سلام بدون معرفة المسيح الذي يغير القلوب.

فالنبوة بوضوح تنطبق على المسيح وتحققت بمجئؤه وفعلا سارت له شعوب كثيرة وخرجت شريعته شريعة السلام والمحبة للعالم وتحقق بالكامل هذا الكلام فهو عن زمن المسيح.

لو قلة من اليهود لم يفهموا النبوة جيدا بمستواها الروحي ولم يقروا عندما رؤها تتحقق امام اعينهم بهذا المعنى الحقيقي فهو خطأ منهم وليس عيب في النبوة الواضحة وانطبقت بالفعل على المسيح وكنيسته. ولو يصروا فكيف سيوفقون بين نبوات ضيقة يعقوب في أواخر الأيام وهذه النبوة؟



والمجد لله دائما