هل كون الله لا يتغير ينفي التجسد؟ ملاخي 3: 6 ويعقوب 1: 17



Holy_bible_1



الشبهة



الله لا يمكن ان يتجسد قبل المدعو الجديد لم يكن هناك صفة أسمها صفة التجسد فكيف ((تغيّر)) الأله من صفة عدم التجسد الى صفة التجسد فى العهد المدعو جديد ؟؟
والرب يقول : ملاخي 3: 6لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ
ويقول : يعقوب 1 177كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ



الرد



الحقيقة المبدأ الذي بني عليه المشكك شبهته هو خطأ أصلا. ولو هذا هو مقياس الله عنده هو نفسه يكون مفهوم الله بالنسبة له خطأ. بمعني لو هو يعتبر التجسد هو تغير او زيادة او نقصان فهو يقيس الله بمقاييس بها الله في فكره معرض للتغير والزيادة والنقصان.

فمبداه عن الله خطأ ليطرح سؤال مثل هذا.

فهو لو يعتبر ان التجسد تغير الله وهذا كفر في فكره ليسال المسيحيين عنه فهو اصلا يعتبر الله في فكره مكونات واضافة التجسد على مكوناته هو تغير

لهذا تركيبة سؤاله والشاهدين الذين وضعهما في سؤاله هو يكشف فكره الخطأ عن الله المتغير الذي في فكره معرض للتغير والذي له مقاييس ومعايير وهذا لأنه لو يؤمن ان الله غير محدود لا يتغير ولا يزيد ولا ينقص لما فكر بهذه الطريقة اصلا.

الفكر المسيحي عن الله هو غير محدود والغير محدود ولا يتأثر بالعالم المادي والتجسد لا يغير صفات الله ولا يزيده ولا ينقصه.

والمادة والزمن والوجود وكل الأجساد اصلا في الله وخلقها فيه. لان لو الله خلق الكون خارجه اذا هو لا يملاء الكل اذا الله محدود لان يوجد مكان خلق فيه الكون لا يوجد فيه الله. ويكون المكان الذي خلق الله فيه الكون ازلي مع الله. فالله خلق الكون في داخل الله لانه لا يوجد شيء اخر خارج الله.

فالله يملا الكل أي كل المادة من أجساد وغيره وتغير المادة والأجساد التي خلقها لا تغير الله فالله ليس محدود بالزمن وبالماده وبالوجود وهو فوق كل هذا. بمعني ان الماده خلقها الله وهي محتواه فيه ولكن هو غير محتوي فيها فقط هو في الماده واعلي من المادة لانه مالئ الكل وفوق الكل ولهذا تغير المادة التي خلقها فيه لا تجعله يتغير. ولهذا تجسده في الجسد والجسد مادة فظهوره في المادة واتحاده بالجسد فالمادة لا تحده اصلا ولا تغير من طبيعته لانه اصلا يملاء المادة وفوق المادة ايضا.

والاشكالية في سؤال المشككين ايضا انهم يعتقدون انه بايماننا بتجسد الله اننا نعتقد ان الله تم تحديده في نطاق الجسد فقط وبناء عليه يبنون عليه اسئلتهم الخطأ الكثيرة مثل من كان يحكم الكون وقت موت المسيح وكيف الله يصبح محدود ومثل اسئلة المشكك هنا عن التغير والزيادة والنقصان. ولكن هذا ليس الايمان المسيحي اصلا فنحن مع ايماننا بتجسد الله فنحن لا نؤمن على الاطلاق ان الله تم تحديده في نطاق الجسد فقط ولا يتغير بتغير حالة الجسد. فهو قبل واثناء التجسد وبعد التجسد ظل غير محدود والمادة هي الموجوده فيه ولكن لا تحده لهذا تجسده لا يغير من طبيعته الغير محدودة فلا يغيرها ولا يضيف عليها ولا ينقص منها

فامثلة قليلة علي ان الله غير محدود رغم انه يملاء المادة ولكنه ايضا فوق الماده المحدوده

2اخبار الايام 6: 18

لانه هل يسكن الله حقا مع الانسان على الارض.هوذا السموات وسماء السموات لا تسعك فكم بالاقل هذا البيت الذي بنيت.

فهو يملاء السماوات والأرض واي تغير يتم فيهم لا يغير فيه شيء

اشعياء 66: 1

هكذا قال الرب. السموات كرسيي والارض موطئ قدمي.اين البيت الذي تبنون لي واين مكان راحتي.

أي شيء يبنى او يهد في المادة التي هو خلقها فيه ويملاءها هي لا تغير فيه شيء

اعمال 7: 49

السماء كرسي لي والارض موطئ لقدميّ.اي بيت تبنون لي يقول الرب واي هو مكان راحتي.



تثنية 10: 14

هوذا للرب الهك السموات وسماء السموات والارض وكل ما فيها.



2اخبار الايام 2 :6

ومن يستطيع ان يبني له بيتا لان السموات وسماء السموات لا تسعه ومن انا حتى ابني له بيتا الا للايقاد امامه.



مز 139: 7 اين اذهب من روحك ومن وجهك اين اهرب.

مز 139 :8 ان صعدت الى السموات فانت هناك.وان فرشت في الهاوية فها انت.

مز 139: 9 ان اخذت جناحي الصبح وسكنت في اقاصي البحر

مز 139: 10 فهناك ايضا تهديني يدك وتمسكني يمينك.

مز 139: 11 فقلت انما الظلمة تغشاني.فالليل يضيء حولي.

مز 139: 12 الظلمة ايضا لا تظلم لديك والليل مثل النهار يضيء.كالظلمة هكذا النور

مز 139: 13 لانك انت اقتنيت كليتيّ.نسجتني في بطن امي.

مز 139: 14 احمدك من اجل اني قد امتزت عجبا.عجيبة هي اعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا.

مز 139: 15 لم تختف عنك عظامي حينما صنعت في الخفاء ورقمت في اعماق الارض.

مز 139: 16 رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كتبت يوم تصورت اذ لم يكن واحد منها.

فلهذا أي تغير في الأرض او في السماء او حتى في الهاوية لا تغير في الله شيء لانه لا يتغير

ارميا 23:24

اذا اختبأ انسان في اماكن مستترة أفما اراه انا يقول الرب.أما املأ انا السموات والارض يقول الرب.

نفس الامر رغم انه يملاء السماوات والأرض الا ان أي تغيير فيهم لا يغيره

1كورنثوس 1:21

لانه اذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله ان يخلّص المؤمنين بجهالة الكرازة.

فالعالم في الله واي تغير في مادة العالم لا يغير الله في شيء

إنجيل يوحنا 1: 10


كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ.

كان في العالم والعالم كان فيه وتجسده في العالم لا يحده واي تغير في جسده

وايضا المسيح يؤكد بنفسه انه حتى وقت تجسده هو غير محدود

إنجيل يوحنا 3: 13


وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ.

فالمسيح حتى في أيام جسده هو يملأ السماوات والأرض واي تغير في السماوات والأرض وحتى أي تغير في جسده المادي لا يغير اللاهوت في شيء

يوحنا 1: 18

الله لم يره احد قط.الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر

فهو بتجسده خبر ولكن جسده لا يغير في لاهوته شيء

الرسالة إلى أهل كولوسي 1: 16

فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ.

الرسالة إلى أهل كولوسي 1: 17

الَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ

وهنا يؤكد ان اصلا كل شيء في الكون من أصغر جزيء في الذرة لاكبر مجرة هو قائم فيه وبدونه لا يستمر وهو يملاؤه وهو بكونه هكذا تغير اي شيء في اي زرة في الكون حتى في جسده هذا لا يغير شيء في لاهوته

الرسالة إلى أهل أفسس 1: 23

الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.



تثنية 30: 12

ليست هي في السماء حتى تقول من يصعد لاجلنا الى السماء وياخذها لنا ويسمعنا اياها لنعمل بها.



امثال 30: 4

من صعد الى السموات ونزل.من جمع الريح في حفنتيه.من صرّ المياه في ثوب.من ثبت جميع اطراف الارض.ما اسمه وما اسم ابنه ان عرفت.



متى 28: 20

وعلموهم ان يحفظوا جميع ما اوصيتكم به.وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.آمين



اعمال 20: 28

احترزوا اذا لانفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه.



افسس 4: 10

الذي نزل هو الذي صعد ايضا فوق جميع السموات لكي يملأ الكل.

فكل هذا يؤكد ان الطبيعة الناسوتية للمسيح لم تحد لاهوت المسيح ( ليس كما يتخيل المشككين الذين لا يفهمون الفكر المسيحي ) واي تغير في الطبيعة الناسوتيه لا تغير اللاهوت واتحاده بالطبيعة الناسوتية لا يغير أي شيء في اللاهوت ولا يزيد أي شيء على اللاهوت ولا ينقص أي شيء من اللاهوت

والمسيح اكد انه واحد مع الاب وانه في الاب والاب فيه

إنجيل يوحنا 10: 30


أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».



إنجيل يوحنا 10: 38


وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَعْمَلُ، فَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا أَنَّ الآبَ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ».



إنجيل يوحنا 14: 10


أَلَسْتَ تُؤْمِنُ أَنِّي أَنَا فِي الآبِ وَالآبَ فِيَّ؟ الْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الأَعْمَالَ.



رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 8: 6


لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ.



رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1:

2 كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،
3
الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،



فان كان في الاب فالاب غير محدود فالمسيح غير محدود , وان كان الاب فيه فالاب غير محدود فلكي يكون فيه فالمسيح غير محدود ليكون الاب الغير محدود فيه. وهو والاب واحد والاب غير محدود فالابن غير محدود

ولهذا كما قلت في البداية التجسد لا يغير شيء في اللاهوت ولا يضيف شيئ علي الله ولا ينقص شيئ من الله لان الله في المادة وفوق المادة فتجسده لا يضيف له شيئ لم يكن هو يملؤه ولا ينقصه من شيئ هو فوقه

ففي ظهوره لابراهيم واكله معه لم يغير شيء في الله ولم يزيد هذا الله شيئ ولم ينقص منه شيئ . وظهوره ليعقوب وصراعه معه ايضا لم يغيره ولم يزيده ولم ينقصه شيئ وايضا لم يحده . وفي ظهوره في العليقة وكلامه مع موسي هذا لم يزيده شيئ ولم ينقصه شيئ ولم يحده ايضا. وغيرها من ظهورات الله في العهد القديم مثل لمنوح وجدعون وغيرهم. ومثل هذا التجسده لم يغير شيء في اللاهوت ولم يزيد شيء ولم ينقص شيء من اللاهوت.

فلهذا العددين

الاول

سفر ملاخي 3: 6

لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ فَأَنْتُمْ يَا بَنِي يَعْقُوبَ لَمْ تَفْنُوا.

رغم ان العدد يتكلم اصلا عن عدم تغيير وعوده وليس تغير اصلا. فهنا يتكلم عن وعده بعدم السماح بافناء بني يعقوب فحتى لو اخطؤا يعاقبهم ولكن افناء لا يفنيهم

دليل ذلك أن شعب إسرائيل لم يفنى حتى الآن

ولكن حتى لو تماشينا جدلا مع معنى عدم الله بشكل عام فايضا هذا لا يوجد به اي اشكالية فاي تغير في المادة لا تغير اللاهوت

والثاني

رسالة يعقوب 1: 17

كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ.

ايضا العدد يتكلم عن عدم تغير عطايا الله. الله لا يتغير بمعنى أن إرادته نحونا دائمًا مقدسة.

ولكن حتى لو تماشينا جدلا مع معنى عدم الله بشكل عام فايضا هذا لا يوجد به اي اشكالية فاي تغير في المادة لا تغير اللاهوت

ففي الاثنين يتكلم عن اللاهوت الذي لا يتغير ولم يتغير بالتجسد ولم يتغير بعد الصعود

واقوال الاباء

فيقول البابا الكسندروس السكندري

كيف يمكن أن يكون قابلًا للتغير والتحول ذاك الذي يقول: "أنا في الآب، والآب فيَّ" (يو 14: 10)، و"أنا والآب واحد" (يو 10: 30)، وبالنبي: "أنا الرب لا أتغير" (مل 3: 6)...؟ عندما صار إنسانًا لم يتغير، وإنما كما يقول الرسول: "يسوع المسيح هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عب 13: 8)

ويقول البابا اثناسيوس

يقول المخلص نفسه: "هوذا ها أنا، لا أتغير" (مل 3: 6)، بينما يكتب بولس: "يسوع المسيح هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب 13: 8) ولكن في الجسد اختتن، وحمل، وأكل وشرب، واضطرب وعُلق على خشبة وتألم، وكان فيه كلمة الله الذي لا يقبل الألم غير المادي[121].

إن كان (الأريوسيون) يفترون هكذا بنسبتهم التغير للكلمة، فليتعلموا مدى الخطورة الكائنة في فكرهم، لأن "الشجرة تُعرف من ثمرها" (مت 12: 23). ولهذا أيضًا: "فإن من قد رأى الابن فقد رأى الآب" (يو 14: 9). ولهذا أيضًا فإن معرفة الابن هي أيضًا معرفة الآب. ولذلك فإن صورة الله غير المتغيرة ينبغي أن تكون ثابتة غير متغيرة، لأن "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عب 12: 8). وداود يقول مترنمًا به: "أنت يا رب منذ البدء أسست الأرض، والسماوات هي عمل يديك. هي تتلاشى وأنت ستبقى، وكلها كثوبٍ ستبلى وكرداءٍ تطويها فتتغير، ولكن أنت أنت وسنوك لن تنتهي" (مز 102: 26-28، عب 12: 10-12). والرب نفسه يقول عن نفسه بواسطة النبي: "انظروا إليٌَ، فترون أنيِ أنا هو" (تث 32: 39)، وأيضًا: "لا أتغير" (مل 3: 6). وربما يقول أحد أن المقصود هنا هو الآب. ولكنه من المناسب أن يُطلق هذا على الابن أيضًا. خاصة لأنه حينما يصير إنسانًا، فإنه يُظهر شخصيته كما هي، ويظهر عدم تغيره، وذلك بالنسبة لأولئك الذين يتصورون أنه بما أنه اتخذ جسدًا، فإنه قد تغير وصار آخر... طبيعة كل المخلوقات وكل الكائنات هي متغيرة ومتحولة، وباستبعاده الابن عنها فعنه يبين (الكتاب) بقوله: "أنت أنت وسنوك لن تنتهي" (عب 1: 12). إنه (الابن) لا يتبدل ولا يتغير. وهذا بحقٍ أمر طبيعي. لأن الأشياء المخلوقة بما أنها نشأت من العدم، ولكونها لم تكن كائنة قبل أن تُخلق، لذلك فإن لها طبيعة متغيرة حيث أنها عمومًا قد خُلقت من العدم. أما الابن فإنه كائن من الآب وهو من ذات جوهر الآب، لذلك ليس من العدل أن يقول أحد أنه من جوهر غير المتغير يُولد كلمة متغير، وحكمة قابلة للتحول[122].

كان لهرون خلفاء، وعمومًا فإن رجال الكهنوت بحسب الشريعة يحلون محل سابقيهم بمرور الوقت أو بسبب الموت. أما الرب فله "كهنوت ثابت لا يزول" (انظر عب 7: 24). لقد صار رئيس كهنة أمينًا باقيًا إلى الأبد، وقد صار أمينًا حسب الوعد لكي يستجيب لأولئك الذين يقتربون إليه ولا يخدعهم. وهذا ما يمكن أن تتعلمه "يتألمون بحسب مشيئة الله، فليستودعوا أنفسهم كما لخالقٍ أمينٍ" (1 بط 4: 19)، لأنه هو أمين وغير متغير، بل هو ثابت إلى الأبد، وهو يهب تلك الأشياء التي وعد بها



والمجد لله دائما