هل عبرانيين 10 يناقض لاويين 4 ان الذبائح تكفر عن الخطية؟



Holy_bible_1



الشبهة



يقول لاويين بوضوح في العديد من المواضع ان الذبائح تكفر عن الخطية وعلى سبيل المثال لاويين 4\20 وَيَفْعَلُ بِالثَّوْرِ كَمَا فَعَلَ بِثَوْرِ الْخَطِيَّةِ. كَذلِكَ يَفْعَلُ بِهِ. وَيُكَفِّرُ عَنْهُمُ الْكَاهِنُ، فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ.

ولكن بولس يناقض هذا ويقول ان الذبائح لا تكفر عن الخطية في عبرانيين 10\4 لانه لا يمكن ان دم ثيران وتيوس يرفع خطايا.

فكيف يقبلون تناقض كهذا



الرد



شرحت شبهة مشابهة في ملف

الذبائح العامة وانواعها وهل نسختها الشريعة المسيحية؟ لاويين 1 - 5

والفكرة باختصار انه لا يوجد تناقض فالكلمة في العبري تغطية ولم يقل إزالة

ولكن دم المسيح في عبرانيين 10 يزيل وليس يغطي فقط

وندرس معا باختصار

سفر اللاويين 4: 20


وَيَفْعَلُ بِالثَّوْرِ كَمَا فَعَلَ بِثَوْرِ الْخَطِيَّةِ. كَذلِكَ يَفْعَلُ بِهِ. وَيُكَفِّرُ عَنْهُمُ الْكَاهِنُ، فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ.

وتكررت تعبير يكفر 34 مرة في سفر اللاويين

كلمة يكفر وتترجم انجليزي atonement هي في العبري من كلمة كافار وتعني تغطية

H3722

כּפר

kâphar

kaw-far'

A primitive root; to cover (specifically with bitumen); figuratively to expiate or condone, to placate or cancel: - appease, make (an) atonement, cleanse, disannul, forgive, be merciful, pacify, pardon, to pitch, purge (away), put off, (make) reconcile (-liation).

جذر بدائي بمعنى يغطي (وبخاصة بالقار) ومجازيا للخروج او التغاضي، لاسترضاء او لغي: استرضاء تكفير تنظيف غطي يغفر يكون رحيم تهدئة عفو طلي تطهير جانبا تأجيل توفيق

فالكلمة لا تعني إزالة او محو الخطية بل تغطيتها والتغاضي عنها وتأجيلها ويسبب هذا مسامحة مؤقتا عنها.

فدم الحيوانات لا يمحو الخطية ولا يدفع ثمنها ولكن يؤجل دفع الثمن ويغطيها مؤقتا فيسبب صفح عن الانسان هذا هو التعبير اللفظي المستخدم.

اما ما يقوله معلمنا بولس الرسول

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10

10 :4 لانه لا يمكن ان دم ثيران و تيوس يرفع خطايا

كلمة يرفع وتترجم في الإنجليزي take away وهي من كلمة افيريو اليونانية التي تعني إزالة

G851

ἀφαιρέω

aphaireō

af-ahee-reh'-o

From G575 and G138; to remove (literally or figuratively): - cut (smite) off, take away.

من مقطعين أبو ويعني بعيدا واهيريوماي وتعني عن نفسه: وتعني يزيل لفظيا او مجازيا يقطع يبعد يأخذ بعيدا

فالكلمة هذه تعني إزالة دائمة وإمحاء واخذ الخطية بعيدا عن الانسان.

فبهذا يتضح ان الحقيقة لا يوجد أي تناقض بل تكميل. فالعهد القديم وضح لفظيا ان الذبائح الحيوانية هي تغطي الخطايا وتضعها جانبا مؤقتا ولكن لا تزيلها فهي كانت شيء مؤقت فقط واشارة ورمز للدم الحقيقي وهو دم المسيح ولهذا معلمنا بولس الرسول يشرح موضحا ان دم الحيوانات الذي يكفر مؤقتا لا يستطيع ان يزيل ويمحوا الخطية نهائيا ولكن الذي يفعل هذا هو الرب يسوع المسيح الذي كانت الذبائح فقط ترمز له

وندرس باختصار شديد سياق كلام معلمنا بولس

في الاصحاح السابق معلمنا بولس الرسول وضح ان الكفارة تتم بسفك الدم فهو يتفق تماما مع ما قاله لاويين

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10

9 :9 الذي هو رمز للوقت الحاضر الذي فيه تقدم قرابين و ذبائح لا يمكن من جهة الضمير ان تكمل الذي يخدم

9 :12 و ليس بدم تيوس و عجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة الى الاقداس فوجد فداء ابديا

9 :13 لانه ان كان دم ثيران و تيوس و رماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس الى طهارة الجسد

9 :14 فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح ازلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من اعمال ميتة لتخدموا الله الحي

9 :22 و كل شيء تقريبا يتطهر حسب الناموس بالدم و بدون سفك دم لا تحصل مغفرة

وهذا ما قاله لاويين 17: 10-11 ولكنه وضح ان الذبائح الحيوانية فقط تكفر أي تغطي وتعطي فقط طهارة الجسد مؤقتا لكن لا تمحو الخطية ولا تنقي الضمير

ومن هنا يشرح لماذا المسيح

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10

10 :1 لان الناموس اذ له ظل الخيرات العتيدة لا نفس صورة الاشياء لا يقدر ابدا بنفس الذبائح كل سنة التي يقدمونها على الدوام ان يكمل الذين يتقدمون

كان الناموس ليمهد فقط. ولكن ليس له نفس الخيرات التي أسماها قبلًا السماويات والناموس لا يستطيع أن يهب الكمال لمن يتقدم به، إذ لا يطهر الضمائر ولا يزيل شهوة الخطية

10 :2 و الا افما زالت تقدم من اجل ان الخادمين و هم مطهرون مرة لا يكون لهم ايضا ضمير خطايا

لو كانت للذبائح القوة لأن تكمل الناس فقد كان يجب أن يتوقف تكرار تقديم هذه الذبائح. إذ المفروض أن الشعب والكهنة قد حصلوا بواسطتها على التطهير والغفران، أى لا يكون لهم فيما بعد ضمائر ملوثة بالخطية لو أن هذه الذبائح الحيوانية كانت قد طهرتهم. هم كانوا يظنون أن التكرار سيأتى بالتطهير ولكن التطهير الحقيقى هو عمل داخلى يتم ليس بالأعمال الجسدية نهائياً بل من الله (أف5: 26، 27).

10 :3 لكن فيها كل سنة ذكر خطايا

شرح معلمنا بولس الرسول الرائع وهو رغم ان الذين يقدمون ذبائح عن أنفسهم في كل خطية الا انهم يأتون في يوم الكفارة ويتذكرون خطاياهم مرة ثانية وهذا يعني انها لم تمحى تماما لأنها لا تزال تذكر. ويشرح السبب

10 :4 لانه لا يمكن ان دم ثيران و تيوس يرفع خطايا

وهنا نصل للعدد المهم ففهمنا ان الذبائح الحيوانية هي كانت تكفر ولا تزيل ولا تنقي الضمير وهي مؤقتة لهذا تتكرر ولا ترفع الخطايا بل تغطيها. وتسبب مغفرة ولكن لا تسبب مسرة الرب فلو كانت الذبائح ترفع الخطايا من الضمير لما صرخ داود "لأنك لا تسر بالمحرقات" ولكن الذبيحة تستمد فاعليتها مما تحمله من طاعة لمشيئة الله التي أعلنت هذه الذبائح كرموز. فالذي يزيل الخطايا هو ما كانت ترمز له هذه الذبائح وهو دم المسيح.

10 :5 لذلك عند دخوله الى العالم يقول ذبيحة و قربانا لم ترد و لكن هيات لي جسدا

هنا يقتبس معلمنا بولس الرسول من مزمور 40: 6 النص السبعيني الذي يوضح ان الذبيحة الحيوانية تغطي فقط الخطية ولكن لا تمحوها ولا تسر ولا تنفذ إرادة الرب ولكن الرب نفذ مسردة في رفع الخطية ومحوها من خلال انه هيأ لنفسه جسد ليقدم دمه لمحو الخطية

10 :6 بمحرقات و ذبائح للخطية لم تسر

10 :7 ثم قلت هانذا اجيء في درج الكتاب مكتوب عني لافعل مشيئتك يا الله

لا زال معلمنا بولس الرسول يقتبس من المزمور

ويوضح ان مشيئة الاب كانت في محو الخطية ويوضح ان العهد القديم (درج الكتاب) تنبأ عن المسيح بوضوح (مكتوب عني) ان المسيح هو الذي سيفعل مشيءة الاب في محو الخطية. فحتى الذبائح الحيوانية هي كانت رمز يتنبأ عن مجيء المسيح الذي بدمه يمحوا الخطية.

ثم يكمل شارحا أكثر

10 :8 اذ يقول انفا انك ذبيحة و قربانا و محرقات و ذبائح للخطية لم ترد و لا سررت بها التي تقدم حسب الناموس

10 :9 ثم قال هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله ينزع الاول لكي يثبت الثاني

الله سمح بالذبائح في العهد القديم التي تغطي الخطية وتضعها جانبا مؤقتا ولا تمحوها لتهذيب الإنسان وتوجيه فكره وعقيدته، في أن حيوانًا بريئًا يموت نيابة عنه ليكون هو طاهرًا وليعرف أن الخطية عقوبتها الموت وان الكفارة الحقيقية لابد ان تكون بسفك دم. وأيضًا فهذه الذبائح تشير للمسيح الذي فيه حقيقة مسرة الله، وبه حقيقة خلاص البشر. وطالما جاء المسيح المرموز إليه يبطل الرمز.

10 :10 فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة

واضح أن مشيئة الله منذ البدء هي تقديم ابنه ذبيحة ليقدسنا. والابن قدم جسده طاعة لمشيئة الآب، ولذلك وبهذه المشيئة نتقدس. وهذا العدد نفس ما قاله معلمنا بولس في افسس 1: 5 و11

10 :11 و كل كاهن يقوم كل يوم يخدم و يقدم مرارا كثيرة تلك الذبائح عينها التي لا تستطيع البتة ان تنزع الخطية

يوضح مرة ثانية دليل ان الذبائح الحيوانية التي كانت تغطي أي تكفر عن الخطية لم تكن كافية لانها لا تمحوا الخطية بدليل

تكرار الذبائح.

موت الكهنة وقيام غيرهم.

الذبيحة الحيوانية عاجزة عن رفع خطية الخاطئ.

لذلك ظلت الخطية بسلطانها حاملة حكم الموت على الإنسان. فلما أراد أن يوضح طريقة الفداء، وأنه لا يمكن الخلاص إلا بدم المسيح، رتَّب الذبائح والفرائض الطقسية في التوراة، للإشارة إلى دم الفادي الكريم، وأوضح أن الطريقة الوحيدة لمغفرة الخطايا هي سفك الدم، وأن دم الحيوانات لا قيمة له في حد ذاته، إلا في أنه يرمز إلى دم المسيح.

والمطلوب كاهن أبدى وذبيحة واحدة تقدم مرة واحدة تمحو كل الخطايا ولها سلطان أن تسحق الخطية وتبيد الموت وتعطى حياة أبدية وتعطى ضميرًا نقيًا.

10 :12 و اما هذا فبعدما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس الى الابد عن يمين الله

هنا نجد الكاهن الذي أكمل خدمته مرة واحدة وللأبد بجلوسه عن يمين الآب. فهو ازلي ابدي

فما يقوله ليس فقط يتفق مع لاويين بل أيضا يتفق مع ما قاله المعمدان

إنجيل يوحنا 1: 29


وَفِي الْغَدِ نَظَرَ يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ: «هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!

وكرره يوحنا الحبيب

رسالة يوحنا الرسول الأولى 3: 5


وَتَعْلَمُونَ أَنَّ ذَاكَ أُظْهِرَ لِكَيْ يَرْفَعَ خَطَايَانَا، وَلَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ.

ولن نجد في العهد القديم ان الذبائح الحيوانية ترفع وتمحو وتزيل الخطايا ولا تطهر الضمير

فعرفنا بوضوح انه لا تناقض فهو وضح ان الذبائح الحيوانية التي كانت تكفر أي تغطي لم تكن تمحو وهذا يناسب تماما ما قاله اللاويين ويناسب تماما لزوم تكرارها كثيرا

وهي فقط ترمز للمسيح

يشترك في الذبيحه ثلاثه وهم

الذبيحه والكاهن الذي يقدمها والشخص الذي يقدم الذبيحه من خلال الكاهن 

والمسيح اكمل الثلاثه في جسده فهو الذبيحه وهو الكاهن الذي دخل قدس الاقداس بدمه وهو ايضا مقدم الذبيحه الذي قدم نفسه بسلطانه  

ايضا الذبيحه يشترك فيها الهيكل والمذبح وتابوت عهد الرب 

الهيكل الجديد الحقيقي الغير مدنس هو جسد المسيح والمذبح هو قلب المسيح وتابوت عهد الرب يرمز الي لاهوت المسيح فهو ايضا اكمل المصنوعه باليد بغير المصنوعه باليد 

 

ومن هذا رائنا معا ان الرب يسوع المسيح والفكر المسيحي وما يقوله معلمنا بولس الرسول لم يناقض شي بل في المسيح الذي اكمل كل شيئ نفرح بما هو بعد اتمام المحرقات بمعني 

ان لو انسان اتي بمحرقه للرضا يجب ان ينسحق قلبه مع المحرقه ولا يحتاج ان يقدم بعدها مباشره محرقه اخري وبعد تقديم المحرقه لم يشعر برضا الله عنه فهي باطله

ولو انسان اتي بذبيحة خطيه يجب ان يقدم قلبه ايضا في حياة توبه ولا يحتاج ان يقدم بعدها ذبيحة خطيه لنفس الخطيه التي تاب عنها وقدم عنها المحرقه السابقه وبعد تقديمها لو لم يستمر في حياة التوبه فباطله ذبيحته 

وانسان قدم ذبيحة شكر يجب ان يكون في قلبه شكر وسرور بالرب ولا يحتاج ان يقدم ذبيحة شكر بعدها مباشره لنفس الشكر وبعد تقديمها ان لم يكن فعلا يحي حياة الشكر والتسبيح والفرح في الرب فتقدمته باطله 

فالمسيح لم يلغي الذبائح بل اتمم الذبائح وفقط مطلوب منا تقديم قلوبنا ذبائح محرقات للرضا وذبائح للتوبه وذبائح للسلامه والشكر والاشتراك فيها بالتناول من جسد الرب ودمه



والمجد لله دائما