تأمل في المر والميعة والسليخة مزمور 45



Holy_bible_1

3/8/2018



في يوم الجمعة العظيمة او الحزينة في الكنيسة القبطية في الساعة الثانية عشر نقول المزمور الشهير جعلوني في جب سفلي

مز ٨٧ : ٤، مز ٢٢ : ٣

جعلوني في جب سفلي في مواضع مظلمة وظلال الموت، وإن سلكت في وسط ظلال الموت فلا أخشى من الشر لأنك معي: الليلويا

وتكلمت في تأمل عن هذا المزمور في

جعلوني في جب سفلي

ولكن بقية المزمور يأخذ من مزمور 45 (44 سبعينية)

مز ٤٤ : ٩، ١١

كرسيك يا الله إلي دهر الدهور، قضيب الإستقامة هو قضيب ملكك،

المر والميعة والسليخة من ثيابك: الليلويا.

وهنا فقط اريد ان أقدم تأمل بسيط في الذي يقوله داود النبي بروح النبوة عن المسيح

المزمور في أصله العبري يقول

45 :8 كل ثيابك مر وعود وسليخة

ملاحظة انه يكلم الرب في تعبير كرسيك يا الله الى دهر الدهور

أجزاء كثيرة من هذا المزمور هو عند كثير من اليهود عن المسيح وهذا في ترجوم

Targum to the Hagiographa.

Your beauty, O King Messiah, surpasses that of ordinary men.

Huckel, T. (1998). The Rabbinic Messiah (Ps 45:2). Philadelphia: Hananeel House.

فهم اضافوا كلمة المسيا قبل الملك فهو للمسيا الملك الذي هو أبرع جمالا من بني البشر

وهو أحد المزامير الملوكية عن عرس ملوكي لا لا يمكن تطبيقه على أي زواج بشري، إنما ينطبق على العرس الروحي بين السيد المسيح الملك وكنيسته.

والمزمور يقول كل ثيابك مر وعود وسليخة أي ثيابه كلها او الذي يلف به جسده سيكون مليء بالمر والعود والسليخة

ولو كان داود يريد ان يتكلم عن مسحة مقدسة لكان قال على راسك ولكنه قال كل ثيابك أي يكون مغلف بهذه (مثل الكفن). فهنا المزمور يتكلم عن يهوه ويتكلم عن المسيح الملك لان المسيح هو يهوه الظاهر في الجسد. ويتكلم عن مواد يغلف بها جسده.

فاعتقد واضح انه نبوة عن تكفين المسيح. ولكن هناك امر اخر مهم وهو الثلاث مواد المذكورين منهم اثنين المر والسليخة هم مكونات المسحة المقدسة

وهذا نجده في تركيب المسحة المقدسة في

سفر الخروج 30

30 :22 و كلم الرب موسى قائلا

30 :23 و انت تاخذ لك افخر الاطياب مرا قاطرا خمس مئة شاقل و قرفة عطرة نصف ذلك مئتين و خمسين و قصب الذريرة مئتين و خمسين

30 :24 و سليخة خمس مئة بشاقل القدس و من زيت الزيتون هينا

30 :25 و تصنعه دهنا مقدسا للمسحة عطر عطارة صنعة العطار دهنا مقدسا للمسحة يكون

30 :26 و تمسح به خيمة الاجتماع و تابوت الشهادة

30 :27 و المائدة و كل انيتها و المنارة و انيتها و مذبح البخور

30 :28 و مذبح المحرقة و كل انيته و المرحضة و قاعدتها

30 :29 و تقدسها فتكون قدس اقداس كل ما مسها يكون مقدسا

وهو لتقديس خيمة الاجتماع وهي مسكن الرب على الأرض مثل ثيابه

والعود او الميعة هي من مكونات البخور المقدس

30 :34 و قال الرب لموسى خذ لك اعطارا ميعة و اظفارا و قنة عطرة و لبانا نقيا تكون اجزاء متساوية

30 :35 فتصنعها بخورا عطرا صنعة العطار مملحا نقيا مقدسا

30 :36 و تسحق منه ناعما و تجعل منه قدام الشهادة في خيمة الاجتماع حيث اجتمع بك قدس اقداس يكون عندكم

30 :37 و البخور الذي تصنعه على مقاديره لا تصنعوا لانفسكم يكون عندك مقدسا للرب

30 :38 كل من صنع مثله ليشمه يقطع من شعبه

وأيضا البخور المقدس لحضور الله هو في خيمة الاجتماع

المر ֹמר القاطر Myrrh

هو مادة صمغية تسيل من جذع الشجرة الخاصة بها

وهو أحد الهدايا التي قدمها المجوس عند ميلاد السيد المسيح. وأيضا كفن به وقت دفنه. وهو حين يقطر من تلقاء ذاته يشير للمسيح لقبوله الآلام بإرادته حتى الموت وحين يقطر بجرح الشجرة يشير لدم المسيح الذي كان يقطر بواسطة البشر. وفي الحالتين يخرج رائحة طيبة. وطعم المر اللاذع يشير لآلام المسيح الرهيبة وكونها حقيقية (عب3:12) ولكن رائحته زكية (إشارة للطاعة). بل كون وجوده في عالم كله مضاد لله فهذا في حد ذاته مرارة له.

عود ַאָהל اهال aloes

هو لحاء خشب رائحته طيبة من مميزات منطقة يعقوب كما في عدد 24: 6. تشير لألام المسيح فهي مرة (الميعة) وهي عطري يستخرج من شجرة تنمو في جميع الأراضي المقدسة. تسيل من الأشجار مثلما سال دم المسيح

السليخة ְקִציָעה cassia: تُعتبر السليخة من أنواع القرفة ايض ويُستخرج زيتها بتقطير أوراق نبات (Cinnamomum aromaticum) لقد قال داود الأنطاكى أن عطر السليخة يؤخذ من أشجار القنة وله طعم لاذع وينبت فى سوريا وبسلخها عن النبات تموت النبات

وكل منها لها رموز للرب يسوع المسيح وفداؤه وكل هذا يخلط بزيت الزيتون

وزيت الزيتون لأن شجر الزيتون فيه أشياء تشير للأبدية. شجرة الزيتون هي الشجرة الوحيدة التي لا يقع ورقها أبدًا طول السنة. لا تجف أبدًا تظل طول السنة خضراء. كل الشجر يأتي عليه وقت ويجف ويقع ورقه لكن زيت الزيتون يستخرج من شجر الزيتون الذي لا يجف ورقه ولا يقع أبدًا طول السنة تظل الشجرة خضراء. ولذلك فإن شجر الزيتون يشير للحياة الأبدية، وغصن الزيتون يشير إلى عطية السلام ويشير أيضًا إلى حياة النصرة. يقولون في موكب النصرة في الأبدية أن كل واحد سيكون ماسكًا سعف النخل وأغصان الزيتون.

وهي نفس مقادير الميرون حتى الان مع بعض المواد الاخرى

وهذا زيت المسحة المقدس هو الذي استخدم في مسح خيمة الاجتماع ومكوناتها

فخيمة الاجتماع التي هي مسكن الله على الأرض والحال بها لاهوت الله في داخلها تعتبر مثل ثياب الله هي التي تقدس بهذه الأشياء. وهو بالإضافة الى معناه الرمزي وإعلان عن لاهوت المسيح الله الظاهر في الجسد ولكن حرفيا هذا ما تم لف جسد المسيح به في القبر والحنوط التي كانت مئة منا

انجيل يوحنا 19

38 ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ.
39 وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا.

مع ملاحظة ان هذه المسحة لا توضع على ملابس انسان

30 :32 على جسد انسان لا يسكب و على مقاديره لا تصنعوا مثله مقدس هو و يكون مقدسا عندكم

30 :33 كل من ركب مثله و من جعل منه على اجنبي يقطع من شعبه

لأنها مخصصة للرب فقط

وبهذا انطبقت النبوة بطريقة رائعة

ففي المزمور يقول ان ثياب المسيح الذي هو الملك وهو الله الظاهر في الخيمة الأرضية سيوضع فيها المر والميعة والسليخة

إذا اللاهوت حال في جسد المسيح وهذا نبوة واضحة عن تجسد حضور الله الشكينة. ولكن أيضا بالفعل كان هذا في مكونات اطياب جسد المسيح الذي استخدم لصنع الميرون لأول مرة ولا يزال هو الخميرة التي يضاف عليها مكونات الميرون كل مرة مع صلوات القديسين فهو أيضا نبوة عن موت المسيح وإعلان لاهوته والامه لأجلنا وفداؤه ورغم كل هذه الالام هو قام بها بسرور لاجل احباؤه كما يقول

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 2

نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي مِنْ أَجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ، احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ.

وما فعله المسيح تأسيسا للميرون للنال المسحة المقدسة ونصبح بالامه ملوك وكهنة

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 6

وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ أَبِيهِ، لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ.

فتذكر ان ما مسحت به بعد المعمودية هو المسحة المقدسة من روح الله القدوس الذي حل عليك وجعلك ملك وكاهن للعلي وهو بالفعل به من الحنوط الذي وضع على جسد الرب واختلط بدمه وهذا الذي اعطاك الصبغة واعد لك طريق الفداء الابدي.



والمجد لله دائما