هل كان شعب إسرائيل يعيش في رفاهية في ارض مصر قبل الخروج ام في تعب؟ خروج 16: 3



Holy_bible_1

30/12/2018



الشبهة



يخبرنا الإسرائيليين انهم كانوا في اضطهاد عظيك في مصر ويستشهدوا الخروج 1/14 ومرروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل. كل عملهم الذي عملوه بواسطتهم عنفا.

ولكن نجده يقول انهم في رفاهية ويأكلون للشبع في الخروج 16/3 وقال لهما بنو إسرائيل: «ليتنا متنا بيد الرب في أرض مصر، إذ كنا جالسين عند قدور اللحم نأكل خبزا للشبع. فإنكما أخرجتمانا إلى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع.

وهذا تناقض وهذا يعني انهم كانوا يعيشون عيشة كريمة في مصر. ولم يكونوا يعيشون في اضطهاد كما يزعموا.



الرد



من اين اتى المشككين ان العددين يناقضون بعضهم؟

أولا الكتاب لم يقل ان طول فترة بقاء العبرانيين في مصر كان عبودية بل كان هناك فترة من الرخاء والشبع والرفاهية قبل ان يقوم هذا الفرعون الجديد الذي اضهدهم بعنف.

ثانيا ما يقولونه في البرية هو اعتراض ويبحثوا عن حجج للاعتراض.

ثالثا ما يقولونه من اعتراض هو شهوة للحم قبل ان يعطيهم الرب السلوى فهم في البداية اعطاهم الرب المن وبعد فترة تمردوا وقالوا الذي اقتبسه المفكر فأعطاهم الرب طيور السلوى ليأكلوها. أي اشتهاؤهم للحم كان قبل اعطاؤهم السلوى.

رابعا قدور اللحم هي لم تكن عطية من المصريين بل لأنهم رعاة يمتلكون الماشية التي يربونها في ارض الرعي في جاسان ويذبحون منها ويأكلون فالقدور هو من انتاجهم. اما في البرية فلا يستطيعوا ان يجعلوا بهائمهم تنتج بما يكفي فلا يوجد لحوم متوفرة لأكلها.

خامسا ما الدليل في هذا على عدم وجود اضطهاد؟ فحتى هذا هو لم يكن يعنى حياة رخاء في مصر ولكن فقط اشتهاء صنف كانوا قادرين على انتاجه واكله في مصر والان لا يستطيعوا.

وتكلمت عن امر مشابه في ملف

هل كانت حالة شعب اسرائيل في البرية مريحه ام متعبة؟ خروج 16: 2 عدد 11: 4 – 6 تثنية 2: 7

وندرس معا باختصار

نبدأ أولا من

سفر التكوين

47 :27 و سكن اسرائيل في ارض مصر في ارض جاسان و تملكوا فيها و اثمروا و كثروا جدا



50 :2 و امر يوسف عبيده الاطباء ان يحنطوا اباه فحنط الاطباء اسرائيل

50 :3 و كمل له اربعون يوما لانه هكذا تكمل ايام المحنطين و بكى عليه المصريون سبعين يوما

ثم جنازة ابين يعقوب المهيبة

وقوله لاخوته

50 :21 فالان لا تخافوا انا اعولكم و اولادكم فعزاهم و طيب قلوبهم

50 :22 و سكن يوسف في مصر هو و بيت ابيه و عاش يوسف مئة و عشر سنين



50 :26 ثم مات يوسف و هو ابن مئة و عشر سنين فحنطوه و وضع في تابوت في مصر

ففي هذه الفترة شعب إسرائيل كان تملك ارض جيدة للرعي وكان يعيش في رخاء ويستمتعون بطعام الجيد بما فيه قدور اللحم وهذا لم ينكره أحد لان الكتاب المقدس أعلنه بوضوح. وهذه الفترة هي التي كان يشتهيها اليهود ان يرجعوا اليها

ولكن الحال لم يبقى كما هو عليه بل تبدل للنقيض تماما

سفر الخروج 1

1 :8 ثم قام ملك جديد على مصر لم يكن يعرف يوسف

1 :9 فقال لشعبه هوذا بنو اسرائيل شعب اكثر و اعظم منا

1 :10 هلم نحتال لهم لئلا ينموا فيكون اذا حدثت حرب انهم ينضمون الى اعدائنا و يحاربوننا و يصعدون من الارض

1 :11 فجعلوا عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم باثقالهم فبنوا لفرعون مدينتي مخازن فيثوم و رعمسيس

1 :12 و لكن بحسبما اذلوهم هكذا نموا و امتدوا فاختشوا من بني اسرائيل

1 :13 فاستعبد المصريون بني اسرائيل بعنف

1 :14 و مرروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين و اللبن و في كل عمل في الحقل كل عملهم الذي عملوه بواسطتهم عنفا

بل وصل لدرجة قتل أطفال العبرانيين وهذا من أصعب أنواع الاضطهاد التي تعرضوا اليها

1 :22 ثم امر فرعون جميع شعبه قائلا كل ابن يولد تطرحونه في النهر لكن كل بنت تستحيونها

وهذه الفترة هي فترة الاتعاب والعبودية المرة التي يتكلم عنها الكتاب. فقدور اللحم التي يشتهوها هي فترة قبل الفرعون الجديد أي قبل الاضطهاد فهم كانوا يشتاقوا للرجوع لما قبل اضطهاد فرعون

لهذا انكار وجود أي اضطهاد بحجة ان هناك كان فترة راحة هو غير مدقق او غير امين



امر اخر هو انهم يتمردوا وما يقولونه هو حجج للتمرد بسبب انهم وجدوا امامهم برية قاحلة ليس فيها مصادر طعام. فما يقولوه في الاصحاح 16 المستشهد به

16 :1 ثم ارتحلوا من ايليم و اتى كل جماعة بني اسرائيل الى برية سين التي بين ايليم و سيناء في اليوم الخامس عشر من الشهر الثاني بعد خروجهم من ارض مصر

16 :2 فتذمر كل جماعة بني اسرائيل على موسى و هرون في البرية

16 :3 و قال لهما بنو اسرائيل ليتنا متنا بيد الرب في ارض مصر اذ كنا جالسين عند قدور اللحم ناكل خبزا للشبع فانكما اخرجتمانا الى هذا القفر لكي تميتا كل هذا الجمهور بالجوع

هذا الموقف بعد عبور البحر الأحمر مباشرة الذي كان في الاصحاح 14 وترنيمة مريم اخت موسى وهارون في اصحاح 15 وهذا في ايليم اول محطة وصلوا اليها بعد العبور

واعتراضهم كان متسرع لان الرب كان يعد ان يعطيهم المن من السماء وأيضا السلوى الطيور ليأكلوا

16 :4 فقال الرب لموسى ها انا امطر لكم خبزا من السماء فيخرج الشعب و يلتقطون حاجة اليوم بيومها لكي امتحنهم ايسلكون في ناموسي ام لا

وأيضا بعد المن وعدهم بالطيور أي سيأكلون لحم الذي يشتهونه

16 :8 و قال موسى ذلك بان الرب يعطيكم في المساء لحما لتاكلوا و في الصباح خبزا لتشبعوا لاستماع الرب تذمركم الذي تتذمرون عليه و اما نحن فماذا ليس علينا تذمركم بل على الرب

مع ملاحظة شيء مهم هو انهم رأوا بأعينهم هلاك فرعون وجيشه وفرعون هو مصدر الشر ولهذا بهلاك فرعون وفي اعتراضهم هو قد يكون تلميح انهم يريدوا ان يعودوا لمصر بعد موت مصدر تسخيرهم بل وانكسرت شوكته وهو موت جيشه.

سفر الخروج 14

14 :28 فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل ورائهم في البحر لم يبق منهم و لا واحد

14 :29 واما بنو اسرائيل فمشوا على اليابسة في وسط البحر والماء سور لهم عن يمينهم وعن يسارهم

14 :30 فخلص الرب في ذلك اليوم اسرائيل من يد المصريين و نظر اسرائيل المصريين امواتا على شاطئ البحر

14 :31 و راى اسرائيل الفعل العظيم الذي صنعه الرب بالمصريين فخاف الشعب الرب و امنوا بالرب و بعبده موسى

فشخص في مكان فرد من شعب إسرائيل له مكان في مصر تعود عليه ويعفر مصادر اكله وشربه وها مصدر الشر الذي كان ينغص عليه حياته هلك امام عينه وهو خارج الى برية قاحلة لا يوجد فيه اكل ولا شرب فهو سيعترض ليرجع بعد هلاك فرعون. وهذا لا ينفي الاضطهاد بل يؤكده



الامر الاخر كما قلت انهم رعاة وماشيتهم بارك فيها الرب فكانت تتناسل بكثرة في ارض مصر ولهذا هم كانوا يشبعون من اللحوم. فاللحوم لم تكن عطية مصر لهم بل هو من عمل أيديهم وانتاجهم.

فكما قال

سفر التكوين 47

47 :27 وسكن اسرائيل في ارض مصر في ارض جاسان وتملكوا فيها واثمروا وكثروا جدا

اما في البرية فلا يستطيعوا ان يجعلوا بهائمهم تنتج بما يكفي فلا يوجد لحوم متوفرة لأكلها. وأكرر هذا لا ينفي الاضطهاد أصلا هو لم يكن يعنى حياة رخاء في مصر ولكن فقط اشتهاء صنف كانوا قادرين على انتاجه واكله في مصر والان لا يستطيعوا.



وحتى لو افترضنا جدلا ان قدور اللحم هو عطية من المصريين رغم أنى قدمت مصدرها فهو أيضا ليس حب من الفرعون لهم ليعيشوا في رفاهية الفراعنة كانوا يطعموا العبيد لكي يعملوا أكثر وهذا ليس رفاهية بل هو أسلوب استعباد لأقصى فائدة ممكنة ليستمروا يبنوا لفرعون كما قالت الاعداد

فلهذا حجة المشككين واعتراضهم على الكتاب المقدس ليس لها أصل بل هو عدم تدقيق او عدم امانة منهم



والمجد لله دائما