هل بولس الرسول كان يؤمن ان الخلاص اقترب جدا والنهاية في زمنه؟ رومية 13: 11-12



Holy_bible_1

18/3/2016



الشبهة



بولس الرسول يؤكد أن مجيء المسيح الثاني لابد ان يكون في وقت قصير جدا في وقت أقصر من زمن ايمانه وهذا نجده في رومية 13/ 11 هذا وأنكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان أقرب مما كان حين امنا 12 قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس اسلحة النور"

فهو يقول عن مجيء المسيح الثاني بعد قليل جدا وتقارب النهار. فهل من زمن ايمانه يساوي أكثر من 2000 سنة؟



الرد



أحزن على هؤلاء الذين يهاجموا بدون فهم بل يظهروا كم انهم اقل بكثير من الأسلوب الفلسفي الرائع لمعلمنا بولس الرسول

فمعلمنا بولس الرسول ومن معه هو بالنسبة لهم الوصول للخلاص ونهاية الليل وبداية النهار هو وقت موتهم بالجسد. بمعنى هل معلمنا بولس الرسول النهاية هي لو جاء المسيح 2500 م ام يوم استشهاده سنة 67 م؟ هو يوم استشهاده لأنه انتهى الليل وارض الاحزان وبدأ النهار في فردوس النعيم. اما كل ما يحدث بعد سنة 67 م حتى مجيء المسيح مثلا 2300 م هو لا يمثل له أي اتعاب ولا ظلام ولا ليل ولا جهاد للخلاص.

فكل انسان مسيحي خلاصه سياتي في مدى جيل واحد وهو حياته ومتى مات انتهى المشوار وانتهت الاتعاب.

أيضا اريد توضيح شيء اخر هام وهو ما يقصده بتعبير أقرب وهو ان كل يوم يعبر على المؤمن يكون زمن الاتعاب قصر يوم والراحة اقتربت يوم

فمعلمنا بولس الرسول الذي امن سنة 35 م كان متبقي له 32 سنة غربة واتعاب

ولكن زمن كتابة رسالة رومية في سنة 57 كان متبقي له 10 سنين فقط غربة واتعاب

فخلاصه وقت كتابة رسالة رومية أقرب بالفعل عن وقت ايمانه وهذا ينطبق على كل شخص مسيحي.

أيضا حتى لو طبقناها على مجيء المسيح الأخير جدلا فلو افترضنا مثلا سنة 2100 مثلا فيكون كل يوم يعبر نقترب أكثر ويكون المتبقي أقصر من زمن الايمان الأول في الكنيسة الأولى.

وارجو ملاحظة ان هذا ينطبق على أغلب الاعداد التي يتكلم عنها الكتاب انه اقترب الخلاص

وندرس باختصار سياق الكلام

رسالة بولس الرسول الى أهل رومية 13

13 :10 المحبة لا تصنع شرا للقريب فالمحبة هي تكميل الناموس

معلمنا بولس الرسول الذي يتكلم عن ان تكميل وصايا الناموس من خلال المحبة. فالمحبة نستعيد بها طيبة القلب التي أرادها الله لنا من البداية بل المحبة تنقلنا من الموت للحياة بالإيمان العامل بالمحبة ويجب على كل شخص ان يتمسك بالمحبة التي بدأ بها حتى ينتهي ويسلم وديعته ويعزيهم رغم مضايقة الاخرين الا انهم يبادلوهم بالمحبة ولا يشعروا بأنهم ينالوا عداء في مقابل محبتهم وهم احتملوا كثير فيعزيهم بأن كل شخص الباقي للراحة اقل مما كان وقت ايمانه فيقول المقطع التالي

13 :11 هذا وأنكم عارفون الوقت انها الان ساعة لنستيقظ من النوم فان خلاصنا الان أقرب مما كان حين امنا

وهنا يتكلم عن خلاص كل شخص ممن يتمسك بالمحبة. فالوقت للاستيقاظ هو دائما اليوم وليس غدا مثلما قال الابن الضال

إنجيل لوقا 15: 18

أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ،

فيجب ان نعيش حياة اليقظة ومن غلبه مشاغل العالم وبرد روحيا ويشببه بالنوم يجب ان يقوم الان والسبب ان خلاصنا أقرب مما كان حين امنا كل يوم يمر علينا نقترب من يوم خلاصنا النهائي عندما يسلم كل شخص وديعته. فهو ينطبق بمستوى شخصي واضح على كل انسان في عمره من وقت ايمانه حتى وقت انتقاله. وبالطبع الاكتمال النهائي لكل هذا هو في مجيء المسيح الثاني والأخير. ولكن بالنسبة للمستوى الشخصي هو يكتمل وقت وفاة الانسان فكل يوم يمضي علينا يكون المتبقي لحياتنا اقل من قبله ولأننا في فترة امتحان يجب ان نستعد أكثر وننشط روحيا أكثر لان المتبقي اقل مما كان وقتما امنا.

فهو بمستواها الشخصي يتكلم عن الخلاص الشخصي لكل شخص وبالفعل ما يقوله دقيق كما شرحت لان المتبقي من الان حتى انتقاله اقل مما كان من وقت معموديته حتى انتقاله فيجب ان يستغل الباقي جيدا

وأيضا بمستواه العام أيضا لمجيء المسيح الثاني كل يوم يعبر يكون الوقت المتبقي لمجيء المسيح اقل

فلهذا لم يفهم المشككون الأسلوب الرائع لمعلمنا بولس الرسول وظنوا ان يقول ان الباقي على مجيء المسيح اقل من زمن ايمانه وبالطبع هذا سوء فهم منهم لأنهم لا يرتقوا لأسلوبه الرائع

ولؤاكد ان هذا هو المفهوم الصحيح الذي قدمته فأضع امثلة من مفسرين كثيرين قالوا نفس الامر

يقول جيل

but the consummate enjoyment of it in heaven, the salvation of their souls at death, and both of soul and body at the resurrection; consisting in a freedom from every evil, and in a full possession of all that is good and glorious:



كلارك

And that, knowing the time - Dr. Taylor has given a judicious paraphrase of this and the following verses: “And all the duties of a virtuous and holy life we should the more carefully and zealously perform, considering the nature and shortness of the present season of life; which will convince us that it is now high time to rouse and shake off sleep, and apply with vigilance and vigor to the duties of our Christian life; for that eternal salvation, which is the object of our Christian faith and hope, and the great motive of our religion, is every day nearer to us than when we first entered into the profession of Christianity.”



ابونا تادرس يعقوب

يشعر الرسول أن كل يوم ينقضي إنما يدخل به إلى الأبدية مقتربًا من نهاية حياته الزمنيّة لينعم بشهوة قلبه. كأنه يترقب خروجه من العالم يومًا وراء يوم، وساعة بعد ساعة



ابونا انطونيوس فكري

لنكن أمناء ومحبين للكل ولله أولًا لأن أيامنا على الأرض مقصرة، كل يوم تقل عن اليوم الذي قبله. هذه الآية تشبه قولي لإبني "يا ابني شد حيلك فاضل كام يوم على الامتحان". وقوله لنستيقظ إشارة لحياة القيامة والنصرة على الخطية (فالخطية تُشَبَّه بالنوم والموت، فالخطية غفلة عن خلاص النفس ولو إستمرت يموت الإنسان). ومن يستيقظ ويبدأ جهاده بالصلاة والعبادة تتحول الساعات الزمنية لحساب الأبدية، لأنه سيحيا الحياة الأبدية من الآن. وأيضًا ينتقل من الموت إلى الحياة، من موت الخطية لحياة فيها المسيح يحيا فيه، وبهذا يخرج من ليل العالم إلى نهار الأبدية.

وغيرهم الكثيرين

وما يقوله معلمنا بولس الرسول ان الخلاص أقرب من وقت الايمان وان يجب ان نوفر الوقت هو نفس المعنى الذي قاله

سفر الجامعة 9

9 :10 كل ما تجده يدك لتفعله فافعله بقوتك لأنه ليس من عمل ولا اختراع ولا معرفة ولا حكمة في الهاوية التي انت ذاهب اليها

وأيضا نفس ما قاله الرب يسوع المسيح في

انجيل مرقس 13

13 :35 اسهروا اذا لانكم لا تعلمون متى ياتي رب البيت امساء ام نصف الليل ام صياح الديك ام صباحا

13 :36 لئلا ياتي بغتة فيجدكم نياما

13 :37 و ما اقوله لكم اقوله للجميع اسهروا

فالكلام على كل شخص ان يسهر لانه لا يعرف متى سيسلم وديعته وينطبق على كل شخص في جيل التلاميذ وأيضا في كل جيل بعدهم ولهذا من روعة العدد أقول لكم أقوله للجميع

وهنا يكمل بنفس المعنى قائلا

13 :12 قد تناهى الليل و تقارب النهار فلنخلع اعمال الظلمة و نلبس اسلحة النور

أيضا بمعنى شخصي ان كل شخص يعبر عليه زمن بعد ايمانه هو يتناقص الوقت المتبقي من الليل في ارض الاتعاب ويتقارب النهار في قرب مجيء المسيح

وأيضا بمعنى علم كلما يعبر وقت من وقت صعود المسيح وانتظار مجيؤوه الثاني فالوقت المتبقي حتى مجيؤوه اقل من الوقت الذي كان ما بين صعوده ومجيؤوه

اعمال الظلمة وهي أي خطية واسلحة النور هو حياة القداسة

وهذا يؤكده أيضا جيل فيقول ان هذا عن حياة الانسان الشخصية الحاضرة بل يقول ان ما يقوله معلمنا بولس الرسول هنا هو تعبير يهودي ان هذا العالم هو مثل ليلة

Not of Jewish darkness, which was gone, and was succeeded by the Gospel day; nor of former ignorance in Gentilism and unregeneracy, for that was past, and the true light shined; much less of security in the latter day, which was not yet come on; rather of persecution and distress for Christ's sake; but it is best of all to understand it of the present time of life; so it is called by the Jews (g), העולם הזה דומה ללילה, "this world is like to the night":

وأيضا يقول عن تقارب النهار هو ليس عن يوم الانجيل ولا على يوم النعمة ولا يوم المجد الاتي (الحياة الأبدية) ولكن هو افضل عن كل شخص معين اقترب يوم مجده فبعد فترة ظلام واتعاب ستنتهي وياتي يوم مجده حيث لا ظلام ولا خوف بل استمرار نور وفرح وراحة غير مقاطعة مع الاب والابن والروح القدس

the day is at hand; not the Gospel day, for that was already come; nor the day of grace, and spiritual light and comfort to their souls, for that also had taken place; nor the latter day glory, which then was at a distance; rather the approaching day of deliverance from present persecutions; but it is much better to understand it of the everlasting day of glory, which to particular persons was then, and now is at hand; a little while, and the night of darkness, affliction, and disconsolation will be over, and the day of glory will succeed, when there will be no more night, no more darkness, no more doubts, fears, and unbelief; but one continued series of light, joy, and comfort, and an uninterrupted communion with Father, Son, and Spirit;

فاعتقد فهمنا ما يتكلم عنه معلمنا بولس الرسول ويكمل مشجعا كل شخص ان الباقي اقل من وقتما امن

13 :13 لنسلك بلياقة كما في النهار لا بالبطر و السكر لا بالمضاجع و العهر لا بالخصام و الحسد

13 :14 بل البسوا الرب يسوع المسيح و لا تصنعوا تدبيرا للجسد لاجل الشهوات

فاعتقد اتضح المعنى وعرفنا ان ما قاله المشككين هو سوء فهم لأنهم لا يرتقوا لفهم أسلوب معلمنا بولس الرسول الفلسفي الرائع

ولكن عن مفهومه عن وقت مجيئ المسيح فهو يعرف ان امامه زمان وليس في جيل بولس الرسول وهو شرحه تفصيلا في

رسالة بولس الرسول الثانية الي أهل تسالونيكي 2

1 ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاجْتِمَاعِنَا إِلَيْهِ،
2
أَنْ لاَ تَتَزَعْزَعُوا سَرِيعًا عَنْ ذِهْنِكُمْ، وَلاَ تَرْتَاعُوا، لاَ بِرُوحٍ وَلاَ بِكَلِمَةٍ وَلاَ بِرِسَالَةٍ كَأَنَّهَا مِنَّا: أَيْ أَنَّ يَوْمَ الْمَسِيحِ قَدْ حَضَرَ.
3
لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلاً، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ،
4
الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ.
5
أَمَا تَذْكُرُونَ أَنِّي وَأَنَا بَعْدُ عِنْدَكُمْ، كُنْتُ أَقُولُ لَكُمْ هذَا؟

فلهذا الكلام عن كل انسان اما مجيء المسيح فتسبقه احداث كثيرة جدا تستغرق ازمنة عديدة وقرون كثيرة كما ذكر البشيرين متى 24 ومرقس 13 ولوقا 21 وأيضا بولس الرسول في الاعداد السابقة وأيضا سفر الرؤيا كله.

فهو سوء فهم من المشككين



والمجد لله دائما