هل معلمنا بطرس الرسول كان يظن ان نهاية العالم في زمانه؟ 1بط 4: 7



Holy_bible_1

19/3/2016



الشبهة



بطرس الرسول يؤكد أن نهاية العالم اقتربت أي في زمانه وهذا نجده في 1بط 4/ 7 وانما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات"

فهو يقول عن نهاية كل شيء قد اقتربت وهذا واضح ولا يحتمل التأويل انه عن النهاية فهل يصف شيء اقترب ويمر أكثر من 2000 سنة ولا يحدث؟ أليست هذه نبوات كاذبة؟



الرد



في البداية من قال ان هذه الاعداد هي نبوات عن تحديد زمن نهاية العالم؟

من اين اتى المشككين بهذا؟ الحقيقة الكتاب المقدس يعلن بوضوح شديد ان لا يمكن لاحد ان يحدد زمن النهاية وهذا كلام الرب يسوع المسيح نفسه

سفر أعمال الرسل 1: 7

فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ،

بل الرب في سلطانه ان يغير الأزمنة كما قال في دانيال 2: 21

وبخاصة الساعة النهائية أعلن بوضوح لا يعلمها أحد

إنجيل متى 24: 36

«وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ، وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ.

فلهذا كل قديس لا يعرف متى يأتي الرب ولكنه يتمنى ان يرى الرب سريعا سواء بمجيء الرب او ان يمضي ويسلم وديعته ويذهب للرب.

ولكن من قال أصلا ان كلام معلمنا بطرس الرسول هو نبوة يحدد فيها نهاية العالم؟ الحقيقة سياق الكلام له معنى مختلف

امر اخر مهم وهو شرحته في ملف

هل بولس الرسول كان يؤمن ان الخلاص اقترب جدا والنهاية في زمنه؟ رومية 13: 11-12

ووضحت فيها

1 بالنسبة لهم الوصول للخلاص ونهاية الليل وبداية النهار هو وقت موتهم بالجسد. بمعنى هل معلمنا بطرس الرسول النهاية هي لو جاء المسيح 2500 م ام يوم استشهاده سنة 67 م؟ هو يوم استشهاده لأنه انتهى كل شيء بالنسبة له وبدأ النهار في فردوس النعيم. اما كل ما يحدث بعد سنة 67 م حتى مجيء المسيح مثلا 2300 م هو لا يمثل له أي اتعاب ولا ظلام ولا ليل ولا جهاد للخلاص.

فكل انسان مسيحي نهاية كل شيء له سياتي في مدى جيل واحد وهو حياته ومتى مات انتهى المشوار وانتهت الاتعاب انتهى كل شيء.

2 أيضا اريد توضيح شيء اخر هام وهو ان كل يوم يعبر على المؤمن يكون زمن نهاية كل شيء اقترب يوم والراحة اقتربت يوم

فمعلمنا بطرس الرسول الذي امن من قبل سنة 33 م كان متبقي له 34 سنة قبل نهاية كل شيء

ولكن زمن كتابة رسالة بطرس الاولى في سنة 63 كان متبقي له 4 سنين فقط قبل نهاية كل شيء

فنهاية كل شيء وقت كتابة رسالته الاولى أقرب بالفعل عن وقت ايمانه وهذا ينطبق على كل شخص مسيحي.

أيضا حتى لو طبقناها على مجيء المسيح الأخير جدلا فلو افترضنا مثلا سنة 2100 مثلا فيكون كل يوم يعبر نقترب أكثر من نهاية كل شيء ويكون المتبقي أقصر من زمن الايمان الأول في الكنيسة الأولى.

وارجو ملاحظة ان هذا ينطبق على أغلب الاعداد التي يتكلم عنها الكتاب انه اقترب الخلاص

ولكن هنا يتكلم أيضا عن امر اخر وندرس سياق الكلام

رسالة بطرس الرسول الأولى 4

4 الأمر الذي فيه يستغربون أنكم لستم تركضون معهم إلى فيض هذه الخلاعة عينها ، مجدفين

معلمنا بطرس الرسول يتكلم عن الخطاة والاشرار الذين يحبون فيض الخلاعة الذين يستغربون ويندهشون فكم تكون دهشة الخاطىء أو الوثنى، إذ يرى زميله بعدما آمن وتاب لا يشترك معه ولا يدرى أن الله وهبه خليقة جديدة. يجدفون = بأن ينسبوا إلى المؤمنين الكبت والحرمان والجهل، دون أن يدركوا مقدار السعادة التى هم فيها.

فالكلام هنا عن الخطاة وهم يصفهم انهم رغم انهم احياء بالجسد ولكنهم في نظر الله هم اموات فيقول عنهم

5 الذين سوف يعطون حسابا للذي هو على استعداد أن يدين الأحياء والأموات

الله سيدين الاحياء والاموات ولكن يوم الدينونة رغم انه بعد انتهاء الحياة الارضية ولكن بالنسبة للشرير هو يوم موته عندما يعرف مصيره الابدي فالكلام عن يوم موت كل شخص ونهاية كل شيء بالنسبة له لأنه بعد موته لا يوجد فرصة لتغيير دينونته.

فهو يتكلم عن الأحياء: -هم الأحياء بالروح والأموات: -هم موتى الخطية، موتى بالروح

وهؤلاء الاموات بالخطايا هم الذين نبشرهم لكي يتوبوا ويرجعوا فيحيوا

6 فإنه لأجل هذا بشر الموتى أيضا، لكي يدانوا حسب الناس بالجسد، ولكن ليحيوا حسب الله بالروح

فنحن نبشرهم لكي يحيوا

وتعبير اموات الخطايا هذا استخدم الكتاب المقدس كثيرا

انجيل لوقا 15: 24

لان ابني هذا كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد. فابتدأوا يفرحون.

تفهم الآية بأن الموتى هم من استشهدوا على اسم المسيح إذ دانهم العالم وحكم عليهم بالموت جسديا واعتبرهم أشرار، ولكنهم الآن أحياء عند الله في مجد. هم تألموا في عذاباتهم ولكنهم بهذا صاروا شركاء المسيح في الألم والمجد. فهم كل اضطهاد ونهاية الاتعاب وكل شيء انتهى باستشهادهم وأيضا نهاية الذين اضطهدوهم اقتربت ونهاية كل شيء بموتهم

4 :7 وانما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات

رغم ان معناها واضح عن نهاية كل انسان بما فيهم الأشرار وبخاصة اشرار اورشليم من اليهود الذين اضطهدوا قديسين الرب في زمن معلمنا بطرس الرسول وهذا يناسبه وصفهم بأنهم اموات وسيدانون حسب الجسد أي دينونة اورشليم ويناسب هذا عدد 17 وهذا المناسب لسياق الكلام

ولكن قيل فيها ثلاث اراء وليس عندي أي إشكالية في أي منهم رغم انى مع الثالث رغم ان الثاني والثالث نفس المعنى

فكما قال تفسير ابونا انطونيوس فكري

آية 7:- وانما نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات.

إنما نهاية كل شيء قد اقتربت = هذه تفهم بثلاث طرق:-

1.  نهاية الأيام وقرب المجيء الثاني.

2.  كانت نهاية أورشليم قد اقتربت، وكان انحلالها يبدو للعين العادية فكم وكم لمن هو مرتشد بالروح القدس. لقد كانت كنيسة العهد القديم في طريقها للنهاية لتبدأ كنيسة العهد الجديد. وهذا ما تؤكده (آية 17).

3.  نهاية كل شيء في حياة كل فرد هي موته وانتقاله من هذا العالم.

والحقيقة الثاني والثالث هو نفس النقطة فدينونة الأشرار هو وقت وفاتهم وهو وقت دينونة اشرار اورشليم الذي اضطهدوا القديسين في الكنيسة الأولى من زمن الرسل. وهذا هو بالفعل المناسب لما يقوله لاحقا في

4 :17 لأنه الوقت لابتداء القضاء من بيت الله فان كان اولا منا فما هي نهاية الذين لا يطيعون انجيل الله

فالكلام في سياقه واضح عن دينونة الأشرار في اورشليم والتي بالفعل اقتربت جدا فهذا بعد سبع سنين فقط من زمن كتابته للرسالة وتحقق توقعه ان اقترب جدا نهاية كل شيء لاشرار اورشليم ودينونتهم وخراب بيت الله.

وأيضا هذا قاله مفسرين كثيرين مثل

جيل

But the end of all things is at hand,.... With respect to particular persons, the end of life, and which is the end of all things in this world to a man, is near at hand; which is but as an hand's breadth, passes away like a tale that is told, and is but as a vapour which appears for a while, and then vanishes away. Or this may be said with regard to the Jews, the end of their church and civil state was near at hand, of their sacrifices, temple, city, and nation;

كلارك

But the end of all things is at hand - I think that here also St. Peter keeps the history of the deluge before his eyes, finding a parallel to the state of the Jews in his own time in that of the antediluvians in the days of Noah. In Gen_6:13, God said unto Noah, The end of all flesh is come before me. This was spoken at a time when God had decreed the destruction of the world by a flood. Peter says, The end of all things is at hand; and this he spoke when God had determined to destroy the Jewish people and their polity by one of the most signal judgments that ever fell upon any nation or people.

In a very few years after St. Peter wrote this epistle, even taking it at the lowest computation, viz., a.d. 60 or 61, Jerusalem was destroyed by the Romans. To this destruction, which was literally then at hand, the apostle alludes when he says, The end of all things is at hand; the end of the temple, the end of the Levitical priesthood, the end of the whole Jewish economy, was then at hand.

وغيرهم الكثير



ولكن معلمنا بطرس الرسول يعرف جيدا ان النهاية ليست بقريبة بارشاد الروح القدس لهذا قال بوضوح شديد في رسالته الثانية ما يوضح هذا

رسالة بطرس الرسول الثانية 3

3 :2 لتذكروا الاقوال التي قالها سابقا الانبياء القديسون و وصيتنا نحن الرسل وصية الرب و المخلص

3 :3 عالمين هذا اولا انه سياتي في اخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم

3 :4 و قائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الاباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة

3 :5 لان هذا يخفى عليهم بارادتهم ان السماوات كانت منذ القديم و الارض بكلمة الله قائمة من الماء و بالماء

3 :6 اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ فاض عليه الماء فهلك

3 :7 و اما السماوات و الارض الكائنة الان فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها محفوظة للنار الى يوم الدين و هلاك الناس الفجار

3 :8 و لكن لا يخف عليكم هذا الشيء الواحد ايها الاحباء ان يوما واحدا عند الرب كالف سنة و الف سنة كيوم واحد

3 :9 لا يتباطا الرب عن وعده كما يحسب قوم التباطؤ لكنه يتانى علينا و هو لا يشاء ان يهلك اناس بل ان يقبل الجميع الى التوبة

3 :10 و لكن سياتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج و تنحل العناصر محترقة و تحترق الارض و المصنوعات التي فيها

امر أخير

الرسل بالفكر اليهودي الذي يقسم النهار أربع ساعات مثل المفهوم اليهودي فهو هنا يقسم عمر البشرية مثل هذه الساعات الأربع كأربع مراحل. فالمقصود من الساعة الأخيرة هي المرحلة الأخيرة من صراع الشيطان مع اولاد الله وخليقته

فالأولي كانت مع بداية الخليقة حتى الطوفان من تقريبا 6000 الى 4500 سنة مضت

والثانية كانت مرحلة الإباء والناموس من 4500 الى 3000 سنة مضت

والثالثة مرحلة الملوك والانبياء من 3000 الى 2000 سنة مضت

والرابعة والأخيرة هي بعد الفداء حتى النهاية من 2000 سنة وننتظر النهاية وكل هذه تسمى الزمان الأخير او الهزيع الرابع والأخير

مثلما قال معلمنا بولس

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 2


كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 1


وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ،

ويسمى أيضا الزمان الأخير

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 5


أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ.

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 20


مَعْرُوفًا سَابِقًا قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ،

رسالة يهوذا 1: 18


فَإِنَّهُمْ قَالُوا لَكُمْ: «إِنَّهُ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ سَيَكُونُ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ فُجُورِهِمْ».

فيطلق على زمن من مجيء المسيح الى النهاية هو الأزمنة الأخيرة او الأيام الأخيرة او الساعة الأخيرة وهي تتناقص باستمرار.

ولكن معلمنا بطرس يتكلم عن اقتراب خراب اورشليم وعقاب الأشرار ونهاية كل شيء لهم



والمجد لله دائما