شرح مبسط متدرج للثالوث من الايمان المسيحي والكتاب المقدس



Holy_bible_1

13/7/2019



سأحاول ان اتدرج من تبسيط الى تعبيرات لاهوتية اعلى. فمن يشعر ان الموضوع وصل بالنسبة له تعبيرات معقدة يكتفي بالجزء المبسط الكتابي فقط.

في البداية الهنا الاله الحقيقي خالق الكل الغير محدود هو فوق أي قياس

سفر إشعياء 40: 13

مَنْ قَاسَ رُوحَ الرَّبِّ، وَمَنْ مُشِيرُهُ يُعَلِّمُهُ؟

ولا يستطيع أحد محدود ان يدرك الغير محدود.

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 11

هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ.

فالله الغير محدود لا تستطيع ان تحتويه حتى في عقلك. فاذا كان عقلنا البشري لا يستوعب كل شيء من العلوم البشرية المحدودة فكيف يستوعب الله الغير محدود.

ولكن الهنا المتواضع المحب بسط لنا الامر بطريقة نستطيع ان نفهمها بطبيعتنا المحدودة مثل أي اب يبسط لابنه الصغير امر حتى لو كان اعلى من مستوى الابن. ولم يقل على الاطلاق السؤال عنه بدعة ففي كتابه المقدس قدم شرح مبسط لطبيعته.

فوضح لنا الكتاب ان نؤمن باله واحد وتسمى وحدانية (وليس توحيد)

سفر التثنية 6: 4

«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ.

فهو إله واحد غير محدود ازلي أبدى غير متجزئ موجود لكماله في كل مكان

فالله واحد وهو موجود عاقل حي

والثالوث واضح في الكتاب المقدس بعهديه بأعداد كثيرة جدا قدمت بعض منها في

الثالوث في العهد الجديد

الثالوث في العهد القديم

فيكفي وضوحه في

إنجيل متى 28: 19

فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.

فنحن نؤمن باسم واحد إله واحد وهو الاب والابن والروح القدس في ذات وجوهر واحد

رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 7

فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ.

فاله واحد وهو الاب والابن والروح قدس ثالوث في إله واحد. وهؤلاء الثلاث اقانيم هم ليسوا ثلاث الهة بل إله واحد. لأنه هو جوهر أي كيان واحد

إنجيل يوحنا 10: 

30 أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ».

اليوناني أكثر دقة فيقول 

εγωG1473 I   καιG2532 AND   οG3588 THE   πατηρG3962 FATHER   ενG1520 ONE   εσμενG2070 [G5748] EXIST.  

ايغو كاي او باتير اين اسمين  I  AND  THE FATHER ONE EXIST.  

فنلاحظ في اليوناني كلمة أخرى بعد كلمة واحد وهي كلمة اسمين 

كلمة اسمين التي تعني كيان ووجود 

فهو حرفيا في اليوناني " انا والاب كيان واحد " فكلمة " اسمين " في اليوناني هو فعل كينونة فهو يتكلم عن كينونته والاب واحد وليس اثنين او اتحاد او توحيد بين ثلاث أشياء فهو كيان واحد  

فهو يتكلم عن الوحدانية فلهذا هو كيان واحد وليس توحيد

One not union

ثلاث اعداد تؤكد ان الثالوث هو وحدانية في كل شيء حتى في العمل لان الاب عامل بالابن في الروح القدس.

الاب

انجيل متي 10

19 فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ،
20
لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ
.

الروح القدس

إنجيل مرقس 13: 11

فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ.

الابن

انجيل لوقا 21
14
فَضَعُوا فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا،
15
لأَنِّي أَنَا أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا
.

وأيضا ما يؤكد ان ثالوث في اله واحد

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 12
4
فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ.
5
وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ
.
6
وَأَنْوَاعُ أَعْمَال مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ
.

وحتى في الخلق إله واحد خالق فالأب خالق بالابن في الروح القدس وهذا بوضوح كتابيا في

سفر التكوين 1

1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.
2
وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ
.
3
وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ.

وهذه الاعداد الثلاث تحتوي على الثالوث بوضوح فعندنا وجود ايلوهيم وروح ايلوهيم وكلمة ايلوهيم

وعدد مهم لان المتكلم هو الله الواحد ولكنه يؤكد انه به ثلاث اقانيم كتابيا

سفر إشعياء 48: 16

تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هذَا: لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ» وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ.

هو وجود واحد إله واحد وهو فيه الوجود والكلمة المولود المرسل والروح المنبثق

فهو إله واحد واسم لأله واحد وهو وجود وابن وروح

نتدرج شوية لأعلى

اما عن كلمة اقنوم فنفضلها لأنها الكلمة الارامي التي نطق بها الرب فهي في الكتاب لفظا وقدمتها تفصيلا في ملف

الرد على اين قال المسيح انا هو الاقنوم الثاني

وقدمت امثلة لأعداد كثيرة منها ما قالها الرب يسوع بالأرامي وبها كلمة اقنوم فهي لفظ كتابي

وعلى سبيل المثال فقط استخدمت في عدد واحد اقنوم على الاب وأيضا على الابن

إنجيل يوحنا 5: 26

لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ،

John 5:26 - ܐܰܝܟ݁ܰܢܳܐ ܓ݁ܶܝܪ ܕ݁ܠܰܐܒ݂ܳܐ ܐܺܝܬ݂ ܚܰܝܶܐ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܗܳܟ݂ܰܢܳܐ ܝܰܗ݈ܒ݂ ܐܳܦ݂ ܠܰܒ݂ܪܳܐ ܕ݁ܢܶܗܘܽܘܢ ܚܰܝܶܐ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܀

John 5:26 - اَيكَنَا جِير دلَابَا اِيت خَيِا بَقنُومِه هَاكَنَا يَهب اَڥ لَبرَا دنِهوُون خَيِا بَقنُومِه .

تسجيل من 24 - 32

هذا العدد يقول لفظا ان الاب اقنوم وان الابن أيضا اقنوم كما ان الاب له حياة في اقنومه كذلك اعطي الان ان تكون له حياة في اقنومه. فلهذا نستخدم كلمة اقنوم لأنها كتابية نطق بها الرب يسوع.

ولشرح ذات الله أقدر ان اقول لا يقدر أحد ان يعرف الله كل المعرفة لأننا مقيدين بنطاق المحدود لأننا في قيد المادة فلن نستطيع ان ندرك إدراك كامل للغير محدود لان المادة لا تحده وحتى اللغة البشرية غير كافيه للتعبير عن الله الغير محدود وهي عاجزه عن ان تصفه لأنها لغة محدودة لا تكفي ان تعطي مدلولات تشرح اللامحدود ولكن الرب بتواضعه بسط لنا الامر في الكتاب المقدس بطريقة نستطيع ان نفهمها بطبيعتنا المحدودة. فالحقائق اللاهوتية هي فوق مستوى العقل ولكن ليست ضد العقل. بمعنى دراسة علوم كلية الطب هي فوق عقل طفل الابتدائ ولكن ليست ضد العقل ولكن يمكن تبسيط شيء منها له على قدر الإمكان ليستوعب ما يقدر ان يستوعبه. وهكذا طبيعة الله الغير محدود اعلى من عقولنا المحدودة ولكن ليست ضد العقل ولكن تبسط بأمثلة فتفهم بأمثلة مع فرق التشبيه وفرق الحقائق العلمية عن الحقائق الايمانية

وهذا ما قاله معلمنا بولس

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 12

فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ.

فأستطيع ان أصف الله بعقلي المحدود بانه إله واحد وحيد وحدانية في ثالوث

فهو إله واحد ازلي غير متجزئ موجود لكماله في كل مكان

فالله واحد موجود واحد عاقل واحد حي

فنؤمن بان الله الواحد هو له ثلاث خواص ذاتيه او اقانيم قائم عليها الذات الالهية الوجود والعقل الناطق والحياة وتعبير قائم عليه الذات هذا كتابي اتى في

عبرانيين 1

1 :3 الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي

كلمة جوهره υποστασεως هيبوستيزيس او ὑπόστασις كما يخبرنا القواميس على سبيل المثال سترونج

G5287

ὑπόστασις

hupostasis

hoop-os'-tas-is

From a compound of G5259 and G2476; a setting under (support), that is, (figuratively) concretely essence, or abstractly assurance (objectively or subjectively): - confidence, confident, person, substance.

Total KJV occurrences: 5

مكونة من مقطعين ὑπό (هيبو) وتعنى تحت، و (ستاسيس) او ἵστημι (هيستيمي) وتعنى قائم أو واقف او كيان قائم مستمر. وتعني يجلس أسفل او دعامة ومجازيا جوهر ثابت او دعامة مجردة وموضوعية تعني ثقة ثبات شخص جوهر

وبهذا فإن كلمة (هيبوستاسيس) تعنى تحت القائم ولفظيا ولاهوتياً معناها ما يقوم فيه وعليه الجوهر أو طبيعة.

وأيضا قاموس ثيور يقول نفس الكلام

G5287

ὑπόστασις

hupostasis

Thayer Definition:

1) a setting or placing under

1a) thing put under, substructure, foundation

2) that which has foundation, is firm

2a) that which has actual existence

2a1) a substance, real being

2b) the substantial quality, nature, of a person or thing

2c) the steadfastness of mind, firmness, courage, resolution

2c1) confidence, firm trust, assurance

Part of Speech: noun feminine A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from a compound of G5259 and G2476

الجالس او الموضوع أسفل وهو الشيء يوضع أسفل كبناية تحتية أي أساس

وهو الشيء الذي له أساس وهو ثابت وهو له وجود فعلي وجوهر له وجود حقيقي وكيان....

أي الثلاث اقانيم أساس يقوم عليه الجوهر الواحد فشرح الثالوث الذي نقوله إله واحد في ثالوث وجوهر واحد قائم على ثلاث اقانيم هو موجود لفظيا في الكتاب المقدس وليس تأليف حديث.

بل حتى هذا العدد في عبرانيين هو أيضا في الارامي به كلمة اقنوم

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 3

الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،

Hebrews 1:3 - ܕ݁ܗܽܘܝܽܘ ܨܶܡܚܳܐ ܕ݁ܫܽܘܒ݂ܚܶܗ ܘܨܰܠܡܳܐ ܕ݁ܺܐܝܬ݂ܽܘܬ݂ܶܗ ܘܰܐܚܺܝܕ݂ ܟ݁ܽܠ ܒ݁ܚܰܝܠܳܐ ܕ݁ܡܶܠܬ݂ܶܗ ܘܗܽܘ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܥܒ݂ܰܕ݂ ܕ݁ܽܘܟ݁ܳܝܳܐ ܕ݁ܰܚܛܳܗܰܝܢ ܘܺܝܬ݂ܶܒ݂ ܥܰܠ ܝܰܡܺܝܢܳܐ ܕ݁ܪܰܒ݁ܽܘܬ݂ܳܐ ܒ݁ܰܡܪܰܘܡܶܐ ܀ (

Hebrews 1:3 - دهُويُو صِمخَا دشُوبخِه وصَلمَا دِايتُوتِه وَاخِيد كُل بخَيلَا دمِلتِه وهُو بَقنُومِه عبَد دُوكَايَا دَخطَاهَين وِيتِب عَل يَمِينَا درَبُوتَا بَمرَومِا .

وهذا العدد يقول

الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع باقنومه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي.

فهذا العدد يوضح ان اقنوم الابن هو بهاء مجد ورسم جوهر الله وهو اقنوم من ثلاث اقانيم يقوم عليها الجوهر الإلهي الواحد

فنؤمن باله واحد في ثلاث اقانيم في جوهر واحد

نتدرج شوية وتعقيد أكثر. ولكن من لا يريد يكتفي بهذا.

فعرفنا أن الاقنوم هو أساس يقوم عليه الذات الإلهي فالاوسيا او الجوهر يقوم على ثلاث اقانيم أي ثلاث خواص ذاتية مثل الأساس مع فرق التشبيه. وكل خاصية هي ليس نفسه الاخر ولكن خواص أي اقانيم لذات إلهي واحد وحيد وبدون أي خاصية من الثلاث اقانيم يكون إله ناقص وهذا خطأ

فالاقانيم

الوجود وهو الاب لان بدون وجود يصبح في فكرنا الله غير موجود وهذا خطأ

والعقل هو الكلمة والابن وبدون العقل يكون الله غير عاقل وهذا خطأ

والحياة هو الروح القدس وبدون الروح القدس لا يكون إله حي وهذا ايضا خطأ

وايمانا بالله الواحد في الثالوث لا يعني اننا نؤمن بثلاث الهة لأنه إله واحد ذات واحد جوهر واحد كائن واحد بخواصه الذاتية الثالوث

الوجود واصل الوجود هو الاب هذا لقبه وهو ليس إله مستقل بدون عقل وروح ولا يتم توحيده مع اخر وليس جزء بل هو الله

والعقل هو الابن هو مولود باستمرار من الوجود اي الاب فهو الابن الوحيد وهو ليس إله مستقل بدون وجود وروح ولا يتم توحيده مع اخر وليس جزء بل هو الله

والحياة وهو الروح القدس منبثق من الوجود اي الاب وهو ليس إله مستقل بدون وجود وعقل ولا يتم توحيده مع اخر وليس جزء بل هو الله

فالأب لا يصلح أصلا ان يكون إله مستقل لأنه سيكون غير عاقل وغير حي والابن لا يصلح ان يكون إله مستقل لانه سيكون غير موجود وغير حي والروح القدس لا يصلح ان يكون إله مستقل لانه سيكون غير موجود وغير عاقل وكل هذا بالطبع لا يصلح فهو إله واحد جوهر واحد في ثلاث اقانيم لا يتجزء وغير مركب.

فهو إله واحد في ثالوث يقوم على الثالوث الجوهر الإلهي الواحد وليس توحيد وليس تجميع وليس أجزاء ولكن واحد.

فالهنا في المسيحيّة واحد، وإن كان اللاهوت الواحد الجوهر الواحد قائم على ثلاثة أقانيم: الآب والابن والروح القدس، أي جوهر واحد وثلاثة أقانيم، غير أن الجوهر غير مقسوم وليس تجميع. فليس لكلٍ من الأقانيم جزء خاص منه، بل لكل أقنوم كمال الجوهر الواحد. فالله لا يتجزأ وغير مركب او توحيد من اجزاء

والابن له كل ما للاب وللروح القدس والأب له كل ما للابن والروح القدس والروح القدس له كل ما للاب والابن. ولكن الابن ليس الاب ولا الروح القدس والاب ليس الابن ولا الروح القدس والروح القدس ليس الاب ولا الابن لأنه ليس نفس الخاصية والا أصبح اقنوم واحد. ولكن ثلاث اقانيم أي خواص ذاتية لذات إلهي واحد وحدانية واحد. فان كان خاصية الوجود هو نفسه خاصية العقل هو نفسه خاصية الحياة لما كانوا ثلاث خواص ولكن خاصية واحدة وهذا خطأ فهو إله واحد ذات واحد له ثلاث خواص ذاتية مميزة اقانيم

فالأب هو الله من حيث الجوهر وهو الأصل من حيث الاقنوم

والابن هو الله من حيث الجوهر وهو المولود من حيث الاقنوم

والروح القدس هو الله من حيث الجوهر وهو المنبثق من حيث الاقنوم

والأب والابن والروح القدس إله واحد جوهر واحد ولكن الاب غير الابن غير الروح القدس فهم ثلاث خواص ذاتية في جوهر واحد

فالاقنوم هو ليس جزء من الجوهر بل ملء الجوهر أي ملء اللاهوت كما في كولوسي 2: 9 فلهذا الاقنوم هو الجوهر ولكن الجوهر ليس اقنوم واحد فقط بل ثلاث اقانيم فأستطيع ان اقول ان الهيبوستيزيس (اقنوم) مرادف اوسيا (جوهر) ولكن ان تكلمت علي الجوهر فالجوهر (اوسيا) لا يساوي اقنوم لان الجوهر قائم على ثلاث اقانيم وليس اقنوم الواحد ولهذا لا أستطيع ان اقول ان الجوهر مرادف للاقنوم

إذا الاقنوم مرادف للجوهر ولكن الجوهر غير مرادف لاقنوم

ففي الثالوث نؤمن بجوهر إلهي واحد وليس بأقنوم واحد بل إله واحد وحدانية بثلاثة أقانيم نفس الجوهر الإلهي الواحد.

وكل ما قدمته حتى الان لا يصف حقيقة الله بالكامل لأنه اعلي من ان ندركه ولهذا قال المسيح

إنجيل يوحنا 3: 12

إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟

ولكن فقط نفهم ما بسطه لنا الكتاب.

ولكن لماذا الكتاب شرح لنا ان الله واحد في ثالوث؟ ما كان يكتفي بانه إله واحد؟ لا هذا مهم جدا لان الثالوث أهميته في فهم عمل الله للتقرب من الله. ولهذا من لا يفهم الثالوث أيضا لا يفهم الخلاص بالصلب والفداء ولا يفهم عمل الله في حياتنا والأب العامل بالابن في الروح القدس. بل الثالوث يوضح كيف ان صفات الله فعالة قبل الخلق. فالثالوث هو يشهد ان الله موجود عاقل حي وأيضا بكل صفاته فعالة منذ الازل حتى قبل الخليقة. فهو محب لو بدون الثالوث كيف كان محب منذ الازل؟ كان يحب من؟ نفسه؟ يسمع من؟ نفسه؟ يكلم من؟ نفسه؟ لكن الثالوث في وحدانية يؤكد فعالية كل صفاه الله حتى قبل الخليقة. فالثالوث لان الله كل صفاته فعالة منذ الازل. ومكتفي بذاته وغير مجبر على خليقة.

ولهذا لندرك هذه الأمور أعلن لنا الثالوث وبسط لنا. ولهذا من لا يعرف الله لا يفهم الثالوث. فالروح القدس هو الذي أرشد كتاب الوحي وارشد الاباء في هذه الشروحات لان

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 10

فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ.

من قبل الروح القدس هو من يقدر ان يفهم بعض الأشياء عن الله بحسب قدرة تحمله وما يعلنه له الروح القدس اما من رفض روح الله فلا يفهم شيء عن الله

وبالطبع من امن بالرب يسوع المسيح ربا ومخلصا ويريد ان يعرف الابن يعلن له

إنجيل متى 11: 27

كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ.

ومن رفض الابن لا يفهم هذه الإعلانات.

ولكن كل هذا فقط ندرك بعض الادراك ونعرف بعض المعرفة اما كل المعرفة فستكون في ملكوت السماوات لان الله غير محدود ولإدراك الله الغير محدود سنحتاج زمن لا محدود لمعرفة الغير محدود وهو الأبدية كما قال الكتاب (العدد الذي يسيء فهمه المشككون)

إنجيل يوحنا 17: 3

وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.

فمعرفة الله هو أجمل واحلي وأعظم متعه وهي التي سنقضي فيها الأبدية الغير محدودة

هذه فقط مقدمة مختصرة



والمجد لله دائما