لماذا القداسات صباحا ان كان تأسيس الافخارستيا في عشاء الفصح؟



Holy_bible_1

20/3/2019



السؤال



سؤال عن تث:١٦ عدد ٦ عن ميعاد ذبح الفصح انه نحو غروب الشمس وهذا ما صنعه الرب يسوع يوم خميس العهد ليلا فلماذا إذا تقام القداسات في الصباح وليس في المساء؟



الرد



الحقيقة القداسات لا تقام صباحا فقط بل في أي وقت حسب الترتيب والمناسبة.

فمثلا في الصيام الكبير القداسات تكون بعد الظهيرة والتناول يكون وقت غروب الشمس ويقترب الى وقت ما بين العشائين الذي كان يذبح فيه خروف الفصح والوقت الذي أسس فيه الرب يسوع المسيح الافخارستيا

سفر اللاويين 23: 5

فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ.

ولكن أوقات أخرى تكون في صباح الاحد وقت تناول التلاميذ بعد القيامة

والذي تم هو الترتيب لان

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 14: 40

وَلْيَكُنْ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ.

فالترتيب الأول حسب الافخارستيا كان بعد العشاء

انجيل متى 26

26 وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي».
27
وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ،
28
لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا.

مع ملاحظة شيء مهم جدا وان هذا الطعام او العشاء هو ليس عشاء عادي بل هو عشاء الفصح الذي هو كان للتناول والذي حوله الرب لسر الافخارستيا والذي المسيح نفسه اصبح فصحنا

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 7


إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ. لأَنَّ فِصْحَنَا أَيْضًا الْمَسِيحَ قَدْ ذُبحَ لأَجْلِنَا.

فالتناول الذي نأخذ فيه جسد الرب ودمه هو عشاء الفصح الذي كان يأكله اليهود لان جسد ودم المسيح أصبح هو الفصح الحقيقي.

ولكن لأجل الاكل من الفصح قبل كسر الخبز فهو الترتيب الأول الذي طبق

سفر أعمال الرسل 2: 42


وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ.

تعليم الرسل أي القراءات

والشركة وهي الاغابي التي سببت مشكلة سآتي اليها

كسر الخبز أي التناول

الصلوات بقية القداس

ولكن الرب يسوع وضح امر مهم وهو ان بعد صعوده سيختلف لأنهم سيبؤا يصوموا

إنجيل متى 9: 15


فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ.

فهذا ما حدث التلاميذ تناولوا مع الرب في عشاء الفصح الأول بعد العشاء ولكن في عشاء الفصح الثاني الرب يسوع فصحنا لم يأكل بل صام أكثر من 9 ساعات من الجلد الى تسليم الروح

وتم تغيير هذا بسبب بعض الأخطاء في كورنثوس على يد معلمنا بولس الرسول

موضوع كنيسة كورنثوس نجده في

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11
18
لأَنِّي أَوَّلاً حِينَ تَجْتَمِعُونَ فِي الْكَنِيسَةِ، أَسْمَعُ أَنَّ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٍ، وَأُصَدِّقُ بَعْضَ التَّصْدِيقِ.
19
لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ بِدَعٌ أَيْضًا، لِيَكُونَ الْمُزَكَّوْنَ ظَاهِرِينَ بَيْنَكُمْ.
20
فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا لَيْسَ هُوَ لأَكْلِ عَشَاءِ الرَّبِّ.
21
لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ، فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ.
22
أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟ أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ؟ مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ؟ أَأَمْدَحُكُمْ عَلَى هذَا؟ لَسْتُ أَمْدَحُكُمْ!

النظام الأول الذي فيه القراءات ثم الاغابي الذي هو مفترض علامة محبة بين الاخوة ثم التناول الافخارستيا ثم الصلوات سببت بعض المشاكل لان تحول الاغابي الى تظاهر فكان كل فرد يأتي بحسب استطاعته بقدر من الطعام. لكن الأغنياء كانوا يأتون بالكثير والفخم ليأكلوه هم. ويتركوا الفقراء جائعين فأختفي بهذا معنى الشركة والوحدة في الرب يسوع، وَسبَّبَ هذا خجلًا للفقراء وإهانة لجسد الرب يسوع وَسبَّبَ انقسامات وشقاقات بينهم.

وهنا يوضح أهمية التناول انه جسد الرب ودمه الحقيقي فيقول
23
لأَنَّنِي تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا
24
وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي».
25
كَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَمَا تَعَشَّوْا، قَائِلاً: «هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي».
26
فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ.

فيقول إن كان المسيح قد َقدَّمْ لأجلكم جسده المكسور، فكيف يا أغنياء تحرمون الفقراء من طعامكم الجيد وتأكلونه أنتم وينفرد كل واحد بعشائه المادي الزائل. ويقصد الرسول أن ما يقدم على مائدة الإفخارستيا هو جسد المسيح ودمه فعلًا، فهل يتفق ما تفعلونه مع جلال سر الإفخارستيا الذي تسلمته من الرب.

معلمنا بولس الرسول يكمل
27 إِذًا أَيُّ مَنْ أَكَلَ هذَا الْخُبْزَ، أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ، بِدُونِ اسْتِحْقَاق، يَكُونُ مُجْرِمًا فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ.

ويحذر من الخطور الشديدة لما يقومون به لان كون أن سر الإفخارستيا يشمل جسد ودم المسيح فهذا واضح أن من يتناول منه بغير استحقاق يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه.
28
وَلكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ.
29
لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاق يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ.
30
مِنْ أَجْلِ هذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ.
31
لأَنَّنَا لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا،
32
وَلكِنْ إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ لِكَيْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ.
33
إِذًا يَا إِخْوَتِي، حِينَ تَجْتَمِعُونَ لِلأَكْلِ، انْتَظِرُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.

وهنا معلمنا بولس الرسول بإرشاد الروح القدس يضع مبدأ جديد وهو عدم البدا بالأكل بل الانتظار أي الصيام للمحبة فلا يبدؤا بالاكل من هذا الوقت حتى يجتمعوا معا ويصلوا بروح واحدة ويشتركوا أولا في جسد الرب ودمه وأيضا حتى لا يشعر الغائب بصغر نفس إذ لم يهتم به أحد، وتبدأ الشقاقات من هنا
34
إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجُوعُ فَلْيَأْكُلْ فِي الْبَيْتِ، كَيْ لاَ تَجْتَمِعُوا لِلدَّيْنُونَةِ. وَأَمَّا الأُمُورُ الْبَاقِيَةُ فَعِنْدَمَا أَجِيءُ أُرَتِّبُهَا.

لان هذا الاغابي ليس للتفاحر وليس هدفه الشبع بل هدفه الشركة والبركة ولهذا من يجوع ياكل في بيته ولكن متى قرر ان يأتي الكنيسة فلا يأكل حتى ينتهوا من القراءات وكسر الخبز أي جسد الرب ودمه والصلاوات ثم يتناولوا

واحتفظت الكنيسة الارثوزكسية في روسيا كما ذكر ابونا انطونيوس فكري بتقليد انه توضع مائدة كبيرة عند باب الكنيسة وكل واحد يدخل للكنيسة يضع على هذه المائدة لفافة مغلفة بورق لا يظهر ما بداخلها ويتركها ويدخل للكنيسة، ثم بعد نهاية القداس والتناول يخرج المصلون وإذا بمائدة عليها من كل الأصناف، دون أن يعرف أحد من الذي أتى بشيء، ومن لم يأتي بشيء، والكل يأكل في محبة من مائدة الأغابي هذه بعد صلوات شكر يتلوها الكهنة على هذه المائدة.

والكنيسة حوله اغابي الى اما شركة في طعام تقدمه الكنيسة للكل او قربان البركة بعد القداس الذي يتساوى فيه الكل

فمعلمنا بولس غير التنظيم وحول العشاء بدل من قبل التناول الى بعده ومن يجوع يأكل في المنزل فتغييره الى بعد التناول ليس خطا ويكون قبل التناول فترة انقطاع

ونلاحظ معلمنا بولس يكمل بشيء مهم فعندما أجئ أرتبها = إذًا هناك أمور هامة رتبها لهم ولم يذكرها في الإنجيل، ومن هنا نرى أهمية التقليد، فالكتاب المقدس لا يتضمن كل ما يختص بالترتيب ونظام العبادة وكيفية تطبيق الاسرار والطقوس.

ونلاحظ بعد هذا انه يقول

سفر اعمال الرسل 20

7 وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ إِذْ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِيَكْسِرُوا خُبْزًا، خَاطَبَهُمْ بُولُسُ وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمْضِيَ فِي الْغَدِ، وَأَطَالَ الْكَلاَمَ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ

وهذا غالبا من وقت متقدم في اليوم.

وبخاصة ان ذبيحة جسد المسيح ممتدة

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 5: 6

وَرَأَيْتُ فَإِذَا فِي وَسَطِ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ الأَرْبَعَةِ وَفِي وَسَطِ الشُّيُوخِ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ، لَهُ سَبْعَةُ قُرُونٍ وَسَبْعُ أَعْيُنٍ، هِيَ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ الْمُرْسَلَةُ إِلَى كُلِّ الأَرْضِ.

فهو ليس وقت محدد فقط ولكن حسب الترتيب

واكتفي بهذا الوقت



والمجد لله دائما