لماذا لم تذكرة معجزة ليعازر الا في انجيل يوحنا. يو 11



Holy_bible_1

6/6/2019



السؤال



لماذا لم تذكر معجزه اقامه لعازر الا بإنجيل يوحنا فقط رغم انها معجزه ضخمه



الرد



في البداية وباختصار لم يدعي أي أحد من كتاب الاناجيل انه سجل كل شيء عن حياة المسيح ومعجزاته بل يوحنا الحبيب بوضوح انه صنع آيات كثيرة الكتب لا تسع ان تحتويها.

انجيل يوحنا

20 :30 و ايات اخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب

20 :31 و اما هذه فقد كتبت لتؤمنوا ان يسوع هو المسيح ابن الله و لكي تكون لكم اذا امنتم حياة باسمه

21 :24 هذا هو التلميذ الذي يشهد بهذا و كتب هذا و نعلم ان شهادته حق

21 :25 و اشياء اخر كثيرة صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة امين

ومقابل هذه المعجزة معجزات أخرى أيضا قوية ولم يسجلها الا مبشر واحد فلا يوجد إشكالية ولكن المفسرين وضعوا عدة أسباب لهذا فاعرضهم باختصار

أولا الوحي الإلهي متكامل فلا يجب ان ننظر الى من الذي ذكر ماذا فالكتاب واحد والحقيقة المشككين الذين فقط يألفون شبهات لا أصل لها لو حادث ذكره انجيل واحد يقولون لماذا أهمله الثلاثة رغم انه لا يوجد اهمال بل تكميل ولو حادث ذكره انجيلين يقولوا لماذا اغفله انجيلين اخرين ولو ذكر حادث ثلاثة اناجيل يقولوا لماذا أهمله انجيل ولو حادث ذكره أربع اناجيل يقولوا لماذا التكرار. فهذه المعجزة أيضا لو ذكرها مبشرين لكانوا قالوا لماذا معجزة مهمة أهملها اثنين من الاناجيل ولو ثلاثة لقالوا لماذا أهملها الرابع ولو أربعة لقالوا لماذا التكرار

الأناجيل لا تحكي لنا قصة كسرد تاريخي. بل الإنجيليين ليسوا مؤرخين، بل هم يقدمون فكرة معينة عن السيد المسيح فالاناجيل تكمل بعضها بعض وليست نسخ طبق الاصل وكل الاحداث مهمة ولكن لو حادث يحتاج عرضه من زاوية واحدة يكتفي الروح القدس بعرضها في انجيل واحد ولو يحتاج بعرضها من زاويتين او أكثر يعرضها انجيلين او أكثر بطريقة تكميلية 

لان الاناجيل كل منهم يقدم المسيح بطريقة هامة لزاوية معينة 

فإنجيل متى الذي يمثل المسيح الانسان ابن الانسان هو كتب لليهود ليوضح لهم ان يسوع هو المسيا المنتظر بحسب النبوات. هو ابن داود الملك، أتى ليؤسس مملكته وليخلص الناس. هو صار من نسل داود ليتمم الخلاص للناسويعرض سواء احداث من معجزات وامثال ووعظات ونبوات توضح هذا الجانب

وانجيل مرقس الذي يمثل المسيح القوي وهو كتب للرومان الذين يعشقون القوة، فنجده يبدأ إنجيله بكلمة بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله= كلمة إنجيل هي بشارة مفرحة. والملك الذي يبشر به هو ابن الله وليس ملكًا عاديًا. وكما يحدث مع ملوك الرومان، فحين يذهب ملك روماني إلى مكان ما يكون له رسول يمهد الطريق أمامه ليعلن مجيء هذا الملك فيستعد الناس للقائه. هكذا المسيح الملك كان له رسول ليوضح لهم قوة المسيح وانتصاره ويعرض سواء احداث من معجزات وامثال ووعظات ونبوات توضح هذا الجانب

وانجيل لوقا الذي يمثل المسيح الحمل المذبوح الشفيع وهو كتب لليونان ليوضح لهم الكهنوت والخلاص الحقيقي والعطاء والبذل ويعرض سواء احداث من معجزات وامثال ووعظات ونبوات توضح هذا الجانب

وانجيل يوحنا الذي يمثل الجانب اللاهوتي بعمق للمسيح ويكتب عن ابن الله للخليقة كلها فبينما تتكلم بقية الأناجيل الثلاثة عن ناسوته وميلاده مع توضيح انه المسيح ابن الله، يتكلم يوحنا عن لاهوته ومع أن بقية الأناجيل (متى/ مرقس/ لوقا) لم يخفوا هذه الحقيقة بل أعلنوها، لكن كانت حقيقة لاهوته هي هدف يوحنا الأساسي. فالمسيح ابن الله كما خلق الخليقة الأولى أتى ليجدد الخليقةويعرض سواء احداث من معجزات وامثال ووعظات ونبوات توضح هذا الجانب

المهم في معجزة لعازر هي بالطبع تعلن لاهوت المسيح وسلطانه بوضوح ولهذا لا نتعجب ان يوحنا البشير هو الذي ذكرها

ولكن أيضا المبشرين سجل كل واحد منهم بعض المعجزات إقامة الموتى، فمثلاً لم يسجل معجزة إقامة ابن أرملة نايين إلا لوقا (7: 12-17). ومعجزة إقامة إبنة يايرس سجلها كل من مرقس 5 ولوقا 8

اما عن تفسير المفسرين لماذا لم تكتب الا في انجيل يوحنا فقالوا انه حفاظا على لعازر واختيه من اضطهاد اليهود لهم الذي كان قوي في هذا الأيام ولكن انجيل يوحنا كتب بعد ان كان مات لعازر وبدليل انهم كانوا بالفعل يريدوا قتل لعازر بعد سماعهم عن هذه المعجزة

انجيل يوحنا 12

12 :9 فعلم جمع كثير من اليهود انه هناك فجاءوا ليس لاجل يسوع فقط بل لينظروا ايضا لعازر الذي اقامه من الاموات

12 :10 فتشاور رؤساء الكهنة ليقتلوا لعازر ايضا

12 :11 لان كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون و يؤمنون بيسوع

بل وقرروا الإسراع في قتل الرب يسوع بسبب هذه المعجزة

انجيل يوحنا 11

11 :44 فخرج الميت و يداه و رجلاه مربوطات باقمطة و وجهه ملفوف بمنديل فقال لهم يسوع حلوه و دعوه يذهب

11 :45 فكثيرون من اليهود الذين جاءوا الى مريم و نظروا ما فعل يسوع امنوا به

11 :46 و اما قوم منهم فمضوا الى الفريسيين و قالوا لهم عما فعل يسوع

11 :47 فجمع رؤساء الكهنة و الفريسيون مجمعا و قالوا ماذا نصنع فان هذا الانسان يعمل ايات كثيرة

11 :48 ان تركناه هكذا يؤمن الجميع به فياتي الرومانيون و ياخذون موضعنا و امتنا

11 :49 فقال لهم واحد منهم و هو قيافا كان رئيسا للكهنة في تلك السنة انتم لستم تعرفون شيئا

11 :50 و لا تفكرون انه خير لنا ان يموت انسان واحد عن الشعب و لا تهلك الامة كلها

11 :51 و لم يقل هذا من نفسه بل اذ كان رئيسا للكهنة في تلك السنة تنبا ان يسوع مزمع ان يموت عن الامة

11 :52 و ليس عن الامة فقط بل ليجمع ابناء الله المتفرقين الى واحد

11 :53 فمن ذلك اليوم تشاوروا ليقتلوه

ولعازر حسب التقليد نجى من هذه المؤامرة واستمر يبشر بالمسيح وويذكر إبيفانيوس في إحدى كتاباته أن لعازر كان ابن ثلاثين سنة عندما أقيم من الموت، وأنه عاش ثلاثين سنة أخرى بعد ذلك.

وأقدم مراجع قالت ذلك

دائرة المعارف

ولعل البشيرين الأوائل لم يدونوا قصة إقامة لعازر حفاظاً على أسرته من التعرض للخطر، ولكن يوحنا، الذي كتب إنجيله في أواخر القرن الأول، وجد أن هذا الخطر لم يعد موجوداً، فسجل في إنجيله في هذه الحادثة الرائعة، وهو نفسه يقول: وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام التلاميذ لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله. ولكي تكون لكم – إذا آمنتم – حياة باسمه" (يو 20: 30، 21: 25).

ابونا تادرس يعقوب

ويعلل البعض عدم عرض هذه المعجزة في الأناجيل الثلاثة الأخرى بأن لعازر كان لا يزال حيًا حين كتابتها، وخشوا لئلا يسبب له ذلك متاعب كثيرة، أما القديس يوحنا فسجل إنجيله بعد رحيل لعازر قدم المعجزة ليكشف لنا عن شخص السيد المسيح أنه القيامة واهب الحياة، وغالب الموت.

كلارك

The conjecture of Grotius has a good deal of weight. He thinks that the other three evangelists wrote their histories during the life of Lazarus; and that they did not mention him for fear of exciting the malice of the Jews against him. And indeed we find, from Joh_12:10, that they sought to put Lazarus to death also, that our Lord might not have one monument of his power and goodness remaining in the land. Probably both Lazarus and his sisters were dead before St. John wrote.

بارنز

A certain man was sick - The resurrection of Lazarus has been recorded only by John. Various reasons have been conjectured why the other evangelists did not mention so signal a miracle. The most probable is, that at the time they wrote Lazarus was still living. The miracle was well known, and yet to have recorded it might have exposed Lazarus to opposition and persecution from the Jews. See Joh_12:10-11. Besides, John wrote for Christians who were out of Palestine. The other gospels were written chiefly for those who were in Judea. There was the more need, therefore, that he should enter minutely into the account of the miracle, while the others did not deem it necessary or proper to record an event so well known.

وعلى قدر ضعفي اتفق تماما مع هذا السبب ولكن اضيف أيضا نقطتين اخريتين وهما

2 ان وحي الروح القدس للمبشرين الثلاثة الذين بدوءا يركزوا على أسبوع الالام فهذه المعجزة غالبا يوم السبت السابق لاحد الشعانين فالمبشرين بدؤا بالفعل يركزوا على احداث أسبوع الالام فهي قبل احداث الصلب المزدحمة لهذا لم يركز عليها المبشرين

3 امر مهم وهو ان لعازر كان معروف ويبشر ويشهد عما صنعه الرب يسوع معه فلم يكونوا محتاجين ان يتكلموا عنه بذات

وهذه النقطتان تكمل النقطة الأساسية الأولى وليس ضدها ولكن المهم انها كتبت في الكتاب لتوضح زاوية أخرى من سلطان الرب يسوع ولاهوته



والمجد لله دائما