هل يصلح ان يدعي نقدي غير مؤمن بانه مثل توما؟ يوحنا 20



Holy_bible_1

6/6/2019



الشبهة



يتحجج الكثير من المعترضين من غير المؤمنين انهم مثل توما الرسول عندما رفض ان يؤمن بقيامة المسيح ان لم يرى بنفسه عندما قال يو 20: 25 إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ.

فيقولوا انهم ان لم يروا باعينهم ويلمسوا بايديهم مثل توما من حقهم الا يؤمنوا بل وبعضهم يصل في التعدي ان يقول ان الله لو كان موجود فلماذا ظهر لتوما رغم انه شك في قيامة المسيح ولم يظهر لهم مثل توما.



الرد



باختصار في البداية هؤلاء لا يقدروا ان يقارنوا نفسهم بتوما الرسول لأنهم ليسوا مثل توما الرسول ولم يتبعوا أسلوب توما الرسول وأيضا الرب فاحص القلوب يعرف نية وما في داخل كل انسان

ولكن قبل هذا أصلا الموقف هل فعلا توما شك في قيامة الرب؟

أولا الاعداد عن رؤية الرب في العلية للتلاميذ وليس عن خبر القيامة

انجيل يوحنا 20

20 :24 اما توما احد الاثني عشر الذي يقال له التوام فلم يكن معهم حين جاء يسوع

20 :25 فقال له التلاميذ الاخرون قد راينا الرب فقال لهم ان لم ابصر في يديه اثر المسامير و اضع اصبعي في اثر المسامير و اضع يدي في جنبه لا اؤمن

فالكلام نصا ليس عن قيامة الرب ولكن عن ظهور الرب للتلاميذ دون توما في العلية فتوما لم يقل الكتاب انه لم يؤمن بقيامة المسيح بمجرد اخباره ولكن ما كان يريده انه مثلما ظهر المسيح للتلاميذ ورؤوه بعد قيامته يريد ان يراه هو أيضا ولم يكن ملحد ورافض ومقاوم ومشكك

فوقت كلام المريمات بعد قيامة المسيح الاحد صباحا كان موجود ووقت مجيء تلميذي عمواس كان الاحدى عشر تلميذ (بعد انتحار يهوذا) موجودين وتوما منهم والاحدى عشر وتوما منهم يقولوا ان الرب قام وظهر لسمعان أي توما شهد على ايمانه بقيامة المسيح بالإيمان وكل هذا قبل موقف عدم وجود توما مع الاحدى عشر وقت ظهور المسيح مساء في العلية

انجيل لوقا 24

24 :33 فقاما في تلك الساعة و رجعا الى اورشليم و وجدا الاحد عشر مجتمعين هم و الذين معهم

24 :34 و هم يقولون ان الرب قام بالحقيقة و ظهر لسمعان

24 :35 و اما هما فكانا يخبران بما حدث في الطريق و كيف عرفاه عند كسر الخبز

ولكن بعد هذا يأتي الكلام في انجيل يوحنا 20 لان ظهور المسيح في العلية كان بعد رجوع تلميذي عمواس

لا يؤمن بماذا؟ لا يؤمن بقيامة المسيح؟ بالطبع لا توما امن بقيامة المسيح قبل ان يرى ولكن لم يؤمن ان المسيح ظهر لبقية التلاميذ وكما يقول جيل المفسر

but though they had all seen him alive, he will not trust to their testimony



ثانيا أصلا هذا الموقف قبل حلول الروح القدس على التلاميذ الذي حل عليهم يوم الخمسين بعد صعود الرب فتوما هنا لم يكن امتلاء من الروح القدس الذي لم يكن حل بعد. وهو مثله مثل بقية التلاميذ كان في حالة خوف من اليهود.



ثالثا كيف يشبه هؤلاء أنفسهم بتوما الرسول

فتوما ترك كل شيء واتبع الرب يسوع من البداية

إنجيل لوقا 18: 28

فَقَالَ بُطْرُسُ: «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ».

وتوما كان يخشى الذهاب لليهودية لكيلا يقبضوا على المسيح وتلاميذه ويقتلوا

إنجيل يوحنا 11: 16

فَقَالَ تُومَا الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتَّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ: «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ!».

ورغم هذا خاطر بحياته وذهب مع الرب في معجزة إقامة لعازار

بل توما قبل ان يذهب مسيرة أسبوع من اليهودية للجليل على امل ان يرى الرب واثبت بهذا اشتياقه لرؤية الرب.

وحتى لو كان توما أخطأ جدلا في هذه النقطة ولكن توما الرسول لم يكن ناقذا ولا معاندا ولا مقاوما لأي من كلام الرب ولم يكن اخذ قرار الرفض للرفض والعناد اما الذين يظهر لهم الرب فيرفضوا ويقولوا خيال او سحر او هولوجرام او غيره ويتحججوا بالأسلوب النقدي فلا يقدروا ان يقولوا زينا زي توما فالرب الفاحص القلوب والكلى يعرف جيدا هل الشخص بتواضع يريد ان يرى الرب عن اشتياق ام عن انكار وتكبر وعناد

وشرحت سابقا في ملف

رد مختصر على لماذا لا يظهر الله لكل الناس

فهناك شروط وضعها الرب في الكتاب هي تنطبق على توما الرسول من نقاوة القلب والقداسة والاقتراب الى الرب أولا والصلاة بتواضع طلب رؤية الرب وليس ليجرب الرب بتحدي ويختبره او يظن بكبرياؤه انه يقول للرب ماذا يجب ان يفعل وكيف يظهر. ونطبقها على توما الرسول

الرب الذي يعرف ما في داخل كل انسان يعرف من يستحق أن يظهر له ومن لا يظهر له

فالله ليس بالامر الهين ان يظهر لاحد فهو كما وصفه الكتاب

سفر التثنية 4: 24

لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ، إِلهٌ غَيُورٌ.

فمن هو الانسان الذي لا يحترق بظهور الرب له

هذا يستلزم عدد شروط

اولهم وهو الأساسي وقاله الرب يسوع المسيح في الموعظة على الجبل

إنجيل متى 5: 8

طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ.

فالإنسان الذي قلبه نقي وبالفعل يريد ان يرى الله وليس معاند او قلبه شرير فهذا بالفعل سيرى الله. لان لو قلب الانسان غير نقي وشرير لان يرى الرب حتى لو ظهر له بل سيكون هذا مضر له. فتوما الرسول مثله مثل بقية التلاميذ والرسل نقي القلب بل بذل حياته للرب كما شرحت في ملف

هل توما الرسول استشهد على ايمانه بالرب يسوع؟

والذي وضحت اتعابه وعذاباته واستشهاده في الهند على اسم الرب. كل هذا يوضح نقاوة قلبه

ثانيا يعيش في سلام وثالثا تكون حياته مقدسة

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 12: 14

اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ، وَالْقَدَاسَةَ الَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ الرَّبَّ،

وبوضوح بدون القداسة لن يرى أحد الرب. وهذا ينطبق على توما الرسول

رابعا يسعى ان يقترب من الرب

رسالة يعقوب 4: 8

اِقْتَرِبُوا إِلَى اللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ. نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ أَيُّهَا الْخُطَاةُ، وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ يَا ذَوِي الرَّأْيَيْنِ.

وهو في جهاده ان يقترب للرب يجب ان يكون نقي القلب ونقي اليدين أي الأفعال وليس ذو رأيين أي لا يكون متذبذب. وبالفعل توما نقى قلبه وكما ذكرت ترك كل شيء واتبع الرب.

خامسا يحب الرب

إنجيل يوحنا 14: 21

اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا فَهُوَ الَّذِي يُحِبُّنِي، وَالَّذِي يُحِبُّنِي يُحِبُّهُ أَبِي، وَأَنَا أُحِبُّهُ، وَأُظْهِرُ لَهُ ذَاتِي».

فالذي يريد ان يعاين الرب هو يحفظ كلام الرب وهذا بالطبع فعله توما أيضا يريد ان يرى الرب عن حب وليس تشكك او عداء ومعنى المحبة القلبية والتي أيضا تترجم في اعمال المحبة ومحبة أبناء الرب لان الذي يحب الرب يحب أبناؤه لها تفاصيل وشروح كثيرة وبالطبع واضح ان طلبة توما ان يرى هي من محبته للرب الذي سار معه ثلاث سنوات ونصف وليس عن تكبر

سادسا يقترب الى الرب بالصلاة

سفر أيوب 33: 26

يُصَلِّي إِلَى اللهِ فَيَرْضَى عَنْهُ، وَيُعَايِنُ وَجْهَهُ بِهُتَافٍ فَيَرُدُّ عَلَى الإِنْسَانِ بِرَّهُ.

وتوما كان مع التلاميذ الذين يصلوا في العلية باستمرار قبل خبر قيامة الرب وبعده

سابعا لا يكون طلبه ان يرى الرب هو ان يجرب الرب وثامنا لا يكفر بالرب

سفر الحكمة 1

:2 فَإِنَّمَا يَجِدُهُ الَّذِينَ لاَ يُجَرِّبُونَهُ، وَيَتَجَلَّى لِلَّذِينَ لاَ يَكْفُرُونَ بِهِ.

وتوما الرسول لم يكفر بالرب بل اشتياق ان يراه

بل توما كان يؤمن بالناموس والانبياء وانطباق هذا على الرب يسوع بل امن بكل كلام الرب

إنجيل لوقا 16: 31

فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ».

ارجوا ان تعودوا لهذا الملف وتسمعوه ومن فعلا من الغير مؤمنين بنقاوة قلب يريد ان يعاين الرب ولو كان صادق في هذا عليه فقط ان يتبع هذه الوصايا الكتابية وسيرى الرب بالطريقة التي يراها الرب مناسبة له

اما المعاندين والمرتدين لا تسر بهم نفس الرب ولن يروه

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10: 38

أَمَّا الْبَارُّ فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا، وَإِنِ ارْتَدَّ لاَ تُسَرَّ بِهِ نَفْسِي».

وشاتمين الطريق والذين هدفهم اعثار الاصاغر والتربح هؤلاء لهم امر اخر وهو

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 10: 31

مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!

فمقارنة هؤلاء المشككين والمقاومين الطريق والمعثرين للاصاغر نفسهم بتوما هي خطأ تماما فهؤلاء يا ليتهم كانوا مثل توما ولو نسبة قليلة في القداسة ونقاوة القلب والاتضاع واطاعة الرب والاشتياق لرؤياه.

بل توما أيضا كان يؤمن بالرب يهوه كيهودي وامن ان الرب يسوع هو المسيح وترك كل شيء لاجله ولكن فقط يريد ان يراه بعد قيامته مثل بقية التلاميذ.

فهل هؤلاء يؤمنوا بالإله الحقيقي وتركوا كل شيء لأجله ونقوا قلوبهم؟

فمن جادا بالفعل يبحث عن الله هذا ترك له الرب ادلة واثار كثيرة تقوده للإيمان بالرب وبعد الايمان يبدأ يتدرج في القداسة ونقاوة القلب حتى يصل لرؤية الرب

فالرب روح ولكنه ترك اثار كثيرة جدا مادية وغير مادية تشهد له فكما قال

سفر المزامير 19: 1

اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ.

سفر المزامير 8: 3

إِذَا أَرَى سَمَاوَاتِكَ عَمَلَ أَصَابِعِكَ، الْقَمَرَ وَالنُّجُومَ الَّتِي كَوَّنْتَهَا،

واكد هذا أيضا في

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1: 20

لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ.

وكل هذا كان يؤمن به توما الرسول.

أيضا في داخل الانسان الضمير الذي يشهد للذين لا يكتمون ضميرهم

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 2: 15

الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوبًا فِي قُلُوبِهِمْ، شَاهِدًا أَيْضًا ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ فِيمَا بَيْنَهَا مُشْتَكِيَةً أَوْ مُحْتَجَّةً،

وبالطبع طوب الكتاب من يؤمن دون ان يرى

انجيل يوحنا 20

20 :29 قال له يسوع لانك رايتني يا توما امنت طوبى للذين امنوا و لم يروا

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 4: 18

وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ.

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 7

لأَنَّنَا بِالإِيمَانِ نَسْلُكُ لاَ بِالْعِيَانِ.

رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 11: 1

وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى.

رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 8

الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ. ذلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لاَ تَرَوْنَهُ الآنَ لكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ،

وتوما كان يؤمن بالله قبل اتباعه للرب يسوع وايمانه دون ان يرى

ومن يرى كل هذا ويرى كل الخليقة التي تشهد على الرب الخالق ويرفض هو أحمق حسب حكم الكتاب

سفر الحكمة 13

: 1  إِنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ لَمْ يَعْرِفُوا اللهَ هُمْ حَمْقَى مِنْ طَبْعِهِمْ، لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَعْلَمُوا الْكَائِنَ مِنَ الْخَيْرَاتِ الْمَنْظُورَةِ، وَلَمْ يَتَأَمَّلُوا الْمَصْنُوعَاتِ حَتَّى يَعْرِفُوا صَانِعَهَا.

ولأنه خاطئ يعتبر عبادة الله شيء رجس

سفر يشوع بن سيراخ 1

: 32  أَمَّا عِنْدَ الْخَاطِئِ فَعِبَادَةُ اللهِ رِجْسٌ.

بال الشهادات عن عمل الرب في كل مكان لكن هؤلاء يصروا على رفضها ومقاومتها واعثار الاصاغر بشبهاتهم وتشكيكهم

فهو اختاروا الرفض كقول الرب

إنجيل يوحنا 3: 19

وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً.

ولكن انت بلا عزر أيها الانسان

ومن له اذنان للسمع فليسمع



والمجد لله دائما