الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى هل المعمدان خالف الله ولم يخضع للسلطان

مت 14مر 6لو 13رو 13

هل المعمدان خالف الله ولم يخضع للسلطان؟ لوقا 13 رومية 13 مرقس 6 متى 14



Holy_bible_1

5/10/2019



الشبهة



يقول بولس في رومية 13\1 لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله 2 حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة. وبناء عليه يوحنا المعمدان الذي عندهم نبي هو سينال دينونة لأنه لم يخضع للسلطان بل كان يقاوم هيرودس.



الرد



الحقيقة ما يقال في الشبهة هو نابع عن قلة تدقيق في معاني الكلمات فمعلمنا بولس الرسول لا يقول لنا ان نصمت تماما ولا نعترض على الحاكم لو كان ظالم او مخطئ ولكن هو يتكلم عن المقاومة وهناك فرق كبير بين المقاومة وما يحدث فيها من عنف يصل لقتل وبين حرية التعبير عن الرأي والتنبيه ما بين الصح والخطأ والمطالبة بالحق بل التوبيخ أيضا ولكن بأسلوب لائق وبدون مقاومة عنيفة.

ولهذا ندرس لغويا ما يقوله معلمنا بولس الرسول لنفهم الامر بأكثر تدقيق

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12

ختم معلمنا بولس الرسول الاصحاح السابق بوصية عدم الاعتداء

12: 17 لا تجازوا احدا عن شر بشر معتنين بأمور حسنة قدام جميع الناس

هنا معلمنا بولس الرسول لا يمنع ان نقول للخاطئ انه خاطئ ولكن يرفض ان نرد على الشرير بشر مثله. هذا فكر كتابي واضح وكرره الوحي الكتابي كثيرا

إنجيل متى 5: 39


وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 15


انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ.

رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 9


غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ أَوْ عَنْ شَتِيمَةٍ بِشَتِيمَةٍ، بَلْ بِالْعَكْسِ مُبَارِكِينَ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ لِكَيْ تَرِثُوا بَرَكَةً.

فعندما يفعل أحد لنا شر ونجازيه خيرا عوضا عن شره نسبب مجد لأبينا السماوي ونشهد اننا اولاد الله ولكن هلا يمنعنا ان أقول له انت مخطئ والرب يسامحك او حتى نسأله لماذا تخطئ.

فالرب يسوع نفسه قال لمن لطمه لماذا تضربني

إنجيل يوحنا 18: 23

أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟»

وأيضا الرب يسوع قال كثيرا للمخطئين الويل لكم

إنجيل متى 23: 13

«لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ.

والم يوبخ معلمنا بولس الرسول عليم الساحر

سفر أعمال الرسل 13

8 فَقَاوَمَهُمَا عَلِيمٌ السَّاحِرُ، لأَنْ هكَذَا يُتَرْجَمُ اسْمُهُ، طَالِبًا أَنْ يُفْسِدَ الْوَالِيَ عَنِ الإِيمَانِ.
9
وَأَمَّا شَاوُلُ، الَّذِي هُوَ بُولُسُ أَيْضًا، فَامْتَلأَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَشَخَصَ إِلَيْهِ
10
وَقَالَ: «أَيُّهَا الْمُمْتَلِئُ كُلَّ غِشٍّ وَكُلَّ خُبْثٍ! يَا ابْنَ إِبْلِيسَ! يَا عَدُوَّ كُلِّ بِرّ! أَلاَ تَزَالُ تُفْسِدُ سُبُلَ اللهِ الْمُسْتَقِيمَةَ؟

وغيرهم الكثير. فالكلام عن عدم الرد على الشر بالشر سواء شخص بسيط او مسؤول ولكن هذا لا يمنع ان نوبخه انه اخطأ بدون فعل شر بل بطريقة سلمية

12: 18 ان كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس

حاول بقدر مالك من طاقة أن تسالم جميع الناس. ولكن إذا رفض الناس كما حدث مع أرمياء فكان إنسان خصام، فهذا أمر لا حيلة لنا فيه فلنبعد عنه ولكن لا نجازه على شروره بشر. وهناك أناس يستحيل معهم السلام كالهراطقة مثلاً فهؤلاء نجتنبهم ونوضح خطأ فكرهم ولكن لا نرد على شرهم بنفس الشر.

سفر المزامير 34: 14


حِدْ عَنِ الشَّرِّ، وَاصْنَعِ الْخَيْرَ. اطْلُبِ السَّلاَمَةَ، وَاسْعَ وَرَاءَهَا.

فالمهم عندما نعلن لشخص انه اخطأ لا يكون بأسلوب شرير ولا انتقام

12: 19 لا تنتقموا لانفسكم ايها الاحباء بل اعطوا مكانا للغضب لانه مكتوب لي النقمة انا اجازي يقول الرب

وتعبير لا تنتقموا هي من الناموس

سفر اللاويين 19: 18


لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ.

المسيحي لا ينتقم لنفسه، ولكن من حقه ان يظهر للمخطئ خطأه ولكن لا نتعامل معه بمثل شره بل نعامله بخير رغم شروره التي اظهرناها.

12: 20 فان جاع عدوك فاطعمه و ان عطش فاسقه لانك ان فعلت هذا تجمع جمر نار على راسه

تعبير ان جاع عدوك فأطعمه وان عطش فاسقه انه تعبير رحمة ولا تقل إن الله قد انتقم لي بل ساعده في محنته وهكذا طلب منا السيد المسيح

إنجيل متى 5: 44


وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،

12: 21 لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير

بالصبر والاحتمال والإحسان للمسيء.

وهذا اكده الكتاب المقدس كثيرا

سفر الخروج 23: 4


إِذَا صَادَفْتَ ثَوْرَ عَدُوِّكَ أَوْ حِمَارَهُ شَارِدًا، تَرُدُّهُ إِلَيْهِ.

سفر الأمثال 24: 17


لاَ تَفْرَحْ بِسُقُوطِ عَدُوِّكَ، وَلاَ يَبْتَهِجْ قَلْبُكَ إِذَا عَثَرَ،

فهنا يتكلم عن عدم مقاومة الشر وعدم الانتقام. ولكن هل هذا يمنع ان أوضح لعدوي انه أخطأ؟ فكيف يعرف أنى ابادله خير عوضا عن شره ان كان لا يعرف انه يفعل تجاهي شر؟ هل عدم مقاومة الشر بالشر يمنعني ان أوضح للشرير انه أخطأ او أطالب بحقي ولكن بدون انتقام؟

فسياق الكلام الذي يقوله معلمنا بولس الرسول هو عدم فعل الشر ولكن اظهار الشر هو صح المهم لا ننتقم ولا نفعل شرور.

ثم يكمل في هذا الاصحاح بنفس الفكر

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13

13 :1 لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان الا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله

كلمة تخضع هوبوتاسيسثو تعني طاعة وكلمة سلاطين اكسوسيا هي عن المكانة نفسها والرتبة نفسها وليس كفرد محدد وسلاطين فائقة أي سلطات فوق أي سلطة عليا سواء مرتبة او قانون. ويوضح ان السبب ان كل شيء يتم هو بسماح من الله

والخلفية البيئية هي ان اليهود كانوا مشاغبين جدا في روما فهم تمسكوا بحرفيّة الوصيّة الموسويّة: "إنك تجعل عليك ملكًا الذي يختاره الرب إلهك، من وسط إخوتك تجعل عليك ملكًا، لا يحل لك أن تجعل رجلًا أجنبيًا ليس هو أخاك" (تث 17: 15). لقد أساء اليهود فهم هذه العبارة فكانوا يقاومون السلطات أينما وجدوا بأشكال مختلفة بما يصل فيها الى الاغتيالات، وكانوا مثيري شغب في روما حتى اضطر الإمبراطور كلوديوس قيصر إلى طردهم من روما (أع 18: 2) حوالي عام 49م. فمعلمنا بولس الرسول يوضح اننا كمسيحيين لا نفعل مثل اليهود بل نخضع للقانون في المكان الذي قبلنا ان نعيش فيه ونكون مواطنين صالحين ولكن بالطبع لن نطيع الحكومة لو حاولت ان تجعلنا نخطئ فكما قال بطرس الرسول

سفر أعمال الرسل 5: 29

فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَالرُّسُلُ وَقَالُوا: «يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ.

فالملك الشرير لن نطيعه في الشر ولكن نوضح خطؤه بدون ان نفعل شغب او خطية او اعمال عنف او نبادل شر بشر.

مع ملاحظة سفر الامثال وضح او خص أكثر ان المقصود به الذين يجرون عدلا

سفر الأمثال 8: 15

بِي تَمْلِكُ الْمُلُوكُ، وَتَقْضِي الْعُظَمَاءُ عَدْلًا.

بل في نفس كلام معلمنا بولس الرسول في نفس الاصحاح في عدد 4 سنجد انه يشير الى الحكام الذين يخدمون الصلاح فقط. (13 :4 لانه خادم الله للصلاح)

فهو لا يقول نطيع الحاكم الصالح في صلاحه والشرير في شره. هذا مفهوم خطأ تماما بل يتكلم عن القانون والترتيب وأيضا الحكام الصالحين اما الأشرار من حقنا ان نوضح خطأهم ولكن لا نتعامل معهم بشر او مقاومة عنيفة.

فكما شرح القديس يوحنا ذهبي الفم هذه العبارة موضحًا إننا نلتزم بالخضوع للرؤساء والحكام، لأن هذا التدبير هو من الله، لا بمعنى كل ملك أو مسئول أقيم من عند الله، وإنما التدبير ذاته هو من الله، إذ يقول: (ماذا تقول؟ هل كل حاكم اختاره الله؟ نجيب: لست أقول هذا، فإنني لا أتحدث عن أفراد وإنما عن المركز نفسه، إذ يجب أن يوجد حكام ومحكومين، حتى لا تسير كل الأمور في ارتباك، فيصير الناس كالأمواج يتخبطون من هنا وهناك، هذا ما أقول عنه إنه حكمة الله. لذلك لم يقل: "لأنه ليس حاكم إلا من الله" وإنما يقول: "ليس سلطان إلا من الله". وذلك كما يقول الحكيم: "زواج الرجل بامرأة من عند الرب" (أم 19: 14 الترجمة السبعينية)، بمعنى أن الله أوجد الزواج لكن هذا لا يعني أنه هو الذي يأتي بكل رجل يتزوج بامرأة. فإننا نرى كثيرين يتزوّجون للشرّ تحت شريعة الزواج، هذا لا ننسبه لله.)

فاتفق تماما مع تفسير القديس يوحنا ذهبي الفم.

أي نحن لا ندعي ان كل مدير او رئيس هو من الله فبعضهم صالحين وبعضهم اشرار ولكن وجود ترتيب ومرتبة رئاسة ومرتبة مرؤوسين هذا بسماح من الله والقانون بسماح من الله.

وهذا أيضا قاله مفسرين كثيرين ومثال فقط جيل

resisteth the ordinance of God, the will and appointment of God, whose pleasure it is that there should be such an office, and that men should be subject to it. This is not to be understood, as if magistrates were above the laws, and had a lawless power to do as they will without opposition; for they are under the law, and liable to the penalty of it, in case of disobedience, as others; and when they make their own will a law, or exercise a lawless tyrannical power, in defiance of the laws of God, and of the land, to the endangering of the lives, liberties, and properties of subjects, they may be resisted, as Saul was by the people of Israel, when he would have took away the life of Jonathan for the breach of an arbitrary law of his own, and that too without the knowledge of it, 1Sa_14:45; but the apostle is speaking of resisting magistrates in the right discharge of their office, and in the exercise of legal power and authority:

واصلا الكلام هنا ليس طاعة عمياء حتى في الخطأ فهذا امر مفرغ منه ان نطيع الله وليس انسان ولكن نخضع للترتيب والقوانين ونظهر السلام وحتى في حالة اعتراض على شيء خطا لا يكون بشغب او شر بل باحترام لان المقاومة بشغب هو خطية عليها دينونة.

13 :2 حتى ان من يقاوم السلطان يقاوم ترتيب الله والمقاومون سياخذون لانفسهم دينونة

اكرر كلمة السلطان هنا لا يقصد به شخصية سلطان او امبراطور (فهو نيرون في زمن بولس الرسول) او كل شخص حاكم ولكن يتكلم عن المرتبة نفسها.

واتي الى الكلمة المهمة جدا هنا وهي كلمة يقاوم

في العربي استخدم نفس الكلمة ولكن اليوناني استخدم كلمتين مختلفتين

يقاوم السلطان كلمة يقاوم هي انتي تاسومينوس αντιτασσομενος من انتي تاسوميا

قاموس ثيور

G498

ἀντιτάσσομαι

antitassomai

Thayer Definition:

1) to range in battle against

2) to oppose one’s self, resist

Part of Speech: verb

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from G473 and the middle voice of G5021

يقيم حرب ضد....

قاموس كلمات الكتاب

G498

ἀντιτάσσω

antitássō; fut. antitáxō, from antí (G473), against, and tássō (G5021), to arrange. To set an army in array against, to arrange in battle order.

ضد أي يرتب ضد أي يعد جيش ضد او يعد معركة

فكلمة يقاوم السلطان أي يحاربه وهذا يحدث فيه شغب وعنف وممكن قتل هذا هو المرفوض.

اما الكلمة الثانية يقاوم ترتيب الله فهي انثيستيمي

قاموس ثيور

G436

ἀνθίστημι

anthistēmi

Thayer Definition:

1) to set one’s self against, to withstand, resist, oppose

2) to set against

Part of Speech: verb

A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from G473 and G2476

يقيم نفسه ضد يقف يقاوم يخالف

والتي استخدمت كثيرا بمعنى المقاومة الكلامية. أي من يقاوم الله بالكلام هو خطأ

فالكلمة مقاومة السلطان ليس خلاف في الرأي او اعتراض كلامي بل حرب تصل للقتل وسفك الدم

فاستخدمت بمعنى حرب وابادة

رسالة يعقوب 4: 6

وَلكِنَّهُ يُعْطِي نِعْمَةً أَعْظَمَ. لِذلِكَ يَقُولُ: «يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً».

رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 5

كَذلِكَ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، اخْضَعُوا لِلشُّيُوخِ، وَكُونُوا جَمِيعًا خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ، وَتَسَرْبَلُوا بِالتَّوَاضُعِ، لأَنَّ: «اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً».

يقاوم المستكبرين أي يحاربهم ولا تعني يتظاهر مظاهرة سلمية ضدهم. فالكلمة تعني حرب وقتال وسفك دم مثل اليهود الغيوريين. فهنا معلمنا بولس الرسول لا يمنع ان نعبر عن رأينا باسلوب سلمي ولهذا لا يجب ان يساء فهمها وتستخدم في منع التعبير عن الرأي لان هذا مفهوم خطأ. فمعلمنا بولس الرسول لا يرفض ان نقول على الخطأ انه خطأ حتى لو صدر من رئيس.

فهنا لا يمنع على الاطلاق بان نقول للحاكم المخطئ او الظالم انه مخطئ بل امر بان نوبخه ولكن بدون عنف او حرب او خطية.

وأيضا يجب ان نفهم الخلفية البيئية

أولا كان هذا وقت قلاقل في روما فقتل كلوديوس بالسم وتم اغتيال كلايجولا ونيرون مجنون في تصرفاته وانتشرت اعمال الشغب ضده والمؤامرات ففي روما في هذا الزمان لم يكن هناك شيء اسمه مظاهرة كما نعرفها الان بطريقة سلمية أي اخذ تصريح بمظاهرة وتقام بطريقة سلمية ليس فيها أي شغب او تخريب. هذا لم يكن له وجود في هذا الزمان فهذا لا يتكلم عنه معلمنا بولس الرسول بل يتكلم عن المقاومة هي اعمال عنف وشغب وحرق وقتل واغتيال وهذا ما يرفضه معلمنا بولس الرسول ان نشارك فيه.

فيجب ان ندرك الفروق البيئية جيدا.

ففهمنا ان معلمنا بولس الرسول بوضوح لا يرفض ان نقول للحاكم انه مخطئ وظالم بل هو فعل هذا ولكن يقول لا نحاربه ونقوم بأعمال شغب وقتل. فبقية كلامه (والمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة) لا يقصد ان من يقول عن الحاكم المخطئ انه خطأ هذا سيدان بل يقول من سيقوم بأعمال شغب وقتل حتى لأجل أمور سياسية هو يقاوم وصايا الله وهذا سيدان امام الله لأنه ممنوع على المسيحي ان يقوم بأعمال شريرة مهما كانت الظروف.

فهذا ليس منع التعبير عن الرأي للشيء الخطأ بان نقول انه خطأ ولكن منع ان نخطئ.

13 :3 فان الحكام ليسوا خوفا للاعمال الصالحة بل للشريرة افتريد ان لا تخاف السلطان افعل الصلاح فيكون لك مدح منه

من يعمل أعمالًا صالحة لا يخاف من الحاكم حتى لو كان شرير. ومن يعمل الشر يخاف منه. فنحن في أي دولة ندفع الضرائب ونعمل بأمانة ونلتزم بالقوانين المفروضة بعدل على الكل ونرفض الشغب والتخريب وأكرر هذا لا يمنعنا من ان نعبر عن رأينا

13 :4 لانه خادم الله للصلاح و لكن ان فعلت الشر فخف لانه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر

الحاكم هو خادم الله للصلاح أي الكلام عن الحكام الصالحين، الله وضع السيف (العقاب) في يده لقمع كل شر وذلك حتى لا تعم الفوضى.

وتعبير ان فعلت الشر يوضح ان المقصود ليس تعبير سلمي عن الخطأ ولكن المقاومة هي اعمال شريرة كما وضح وهذا التعبير يؤكد أكثر ما قالت

13 :5 لذلك يلزم ان يخضع له ليس بسبب الغضب فقط بل ايضا بسبب الضمير

أي الضمير سيمنعك ان تفعل شر مثل اغتيالات او تخريب لان أبناء الله لا يفعلوا هذه الخطايا.

فاعتقد فهمنا ما يقوله معلمنا بولس الرسول

فهو يرفض الشغب والقتل ولكن لا يرفض ان نقول للحاكم المخطئ انه خطأ

بل هو نفسه امر تلميذه تيموثاوس وأيضا تيطس ان يوبخ حتى الحكام ولكن بوداعة

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 25

مُؤَدِّبًا بِالْوَدَاعَةِ الْمُقَاوِمِينَ، عَسَى أَنْ يُعْطِيَهُمُ اللهُ تَوْبَةً لِمَعْرِفَةِ الْحَقِّ،

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 4: 2

اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ.

رسالة بولس الرسول إلى تيطس 1: 9

مُلاَزِمًا لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ، لِكَيْ يَكُونَ قَادِرًا أَنْ يَعِظَ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ وَيُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ.

رسالة بولس الرسول إلى تيطس 2: 15

تَكَلَّمْ بِهذِهِ، وَعِظْ، وَوَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَانٍ. لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ.

ولهذا ما يقوله معلمنا بولس الرسول لا يناقض ما فعله يوحنا المعمدان

انجيل متى 14

مت 14 :3 فان هيرودس كان قد امسك يوحنا واوثقه وطرحه في سجن من اجل هيروديا امرأة فيلبس اخيه

مت 14 :4 لان يوحنا كان يقول له لا يحل ان تكون لك

إنجيل لوقا 3: 19

أَمَّا هِيرُودُسُ رَئِيسُ الرُّبْعِ فَإِذْ تَوَبَّخَ مِنْهُ لِسَبَبِ هِيرُودِيَّا امْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، وَلِسَبَبِ جَمِيعِ الشُّرُورِ الَّتِي كَانَ هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا،

وهذا ليس خطأ بل صحيح فيجب ان نوبخ المخطئ حتى لو كان حاكم فنحن لسنا جبناء رغم ان هيرودس هو رئيس على يوحنا المعمدان المواطن في مملكته فهذا ليس خطأ وهو نفس ما قاله معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس وأيضا تيطس وهو فعله. ولكن يوحنا المعمدان لم يقاوم هيرودس بثورة او بشغب او قتل ولم يحرض على تخريب او غيره ولكن كان يقول بكل حرية وكل شجاعة وبدون خوف لهيرودس الحاكم الشرير الخاطئ لا يحل لك ولكن بأسلوب سلمي مثلما

وما فعله يوحنا المعمدان فعله اليليا مع اخاب وفعله بولس الرسول أيضا فهو في محاكمته قاوم قرارهم ورفض الجلد وأيضا رفع دعواه الى قيصر وهذا مطالبة بحق

سفر أعمال الرسل 22: 25

فَلَمَّا مَدُّوهُ لِلسِّيَاطِ، قَالَ بُولُسُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ الْوَاقِفِ: «أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَانًا رُومَانِيًّا غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟»

سفر أعمال الرسل 25: 11

لأَنِّي إِنْ كُنْتُ آثِمًا، أَوْ صَنَعْتُ شَيْئًا يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ، فَلَسْتُ أَسْتَعْفِي مِنَ الْمَوْتِ. وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا يَشْتَكِي عَلَيَّ بِهِ هؤُلاَءِ، فَلَيْسَ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُسَلِّمَنِي لَهُمْ. إِلَى قَيْصَرَ أَنَا رَافِعٌ دَعْوَايَ!».

بل معلمنا بولس الرسول بطريقة غير مباشرة وبخ فيلكس حتى جعله يرتعب

سفر أعمال الرسل 24: 25

وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَأَجَابَ: «أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ».

وأيضا ما قام به موسى النبي ضد فرعون هو لم يخضع له بطاعة عمياء ولكن قاوم فرعون بوضوح ولكن ليس بحرب

سفر الخروج

7 :16 و تقول له الرب اله العبرانيين ارسلني اليك قائلا اطلق شعبي ليعبدوني في البرية و هوذا حتى الان لم تسمع

9 :17 انت معاند بعد لشعبي حتى لا تطلقه

....

هذا توبيخ واضح

أيضا صموئيل النبي وبخ شاول الملك بوضوح

الفتية الثلاثة وبخوا نبوخذنصر

سفر دانيال 3

3: 16 فاجاب شدرخ وميشخ وعبد نغو وقالوا للملك يا نبوخذنصر لا يلزمنا ان نجيبك عن هذا الامر

3: 17 هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع ان ينجينا من اتون النار المتقدة وان ينقذنا من يدك ايها الملك

3: 18 والا فليكن معلوما لك ايها الملك اننا لا نعبد الهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته

ملاحظة هم كانوا يعملون بمنتهى الأمانة في قصر نبوخذنصر الوثني ويدفعوا ما عليهم ولم يهيجوا أي مقاومة ضده ولكن وبخوه على ما فعله بل قالوا له يا نبوخذنصر حتى بدون لقب ملك ووبخوه

وغيرها الكثير.

بل الرب يسوع طرد الباعة وقاوم كل سلطة الكتبة والفريسيين كلاميا ولكن لم يهيج شغب ضدهم.

فما قلته بوضوح ما فعله يوحنا المعمدان لا يخالف ما قاله معلمنا بولس الرسول وبقية وصايا الكتاب فنحن لا نثور مثل الغيوريين بشغب واغتيالات وسفك دماء ولكن نعبر بحرية وبدون خوف عن رأينا بطريقة سلمية حتى بما فيها توبيخ الحكام لو أخطؤا ولكن باحترام بدون خطأ.



والمجد لله دائما