هل يوسف خدع المصريين بان يبيعوا كل شيء لفرعون؟ تكوين 47



Holy_bible_1

17 January 2020



الشبهة



هل يوسف خدع المصريين بان يبيعوا كل شيء لفرعون؟ ففي تكوين 47 23 فَقَالَ يُوسُفُ لِلشَّعْبِ: «إِنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُكُمُ الْيَوْمَ وَأَرْضَكُمْ لِفِرْعَوْنَ. هُوَذَا لَكُمْ بِذَارٌ فَتَزْرَعُونَ الأَرْضَ. 24 وَيَكُونُ عِنْدَ الْغَلَّةِ أَنَّكُمْ تُعْطُونَ خُمْسًا لِفِرْعَوْنَ، وَالأَرْبَعَةُ الأَجْزَاءُ تَكُونُ لَكُمْ بِذَارًا لِلْحَقْلِ، وَطَعَامًا لَكُمْ وَلِمَنْ فِي بِيُوتِكُمْ، وَطَعَامًا لأَوْلاَدِكُمْ».



الرد



باختصار شديد في البداية يوسف لم يأخذ أي شيء لمصلحته الشخصية وأيضا لم يخدع المصريين في أي شيء. بل أنقذهم من المجاعة وعوض فرعون عما دفع لتخزين الغلال والضريبة هي نسبة عادلة وأيضا قبل يوسف كل الأرض هي ملك لفرعون

أولا ما هو موقف مصر بالنسبة لفرعون

فرعون في الماضي كان يعتبر مالك كل ارض مصر فهو لقبه

Pharaoh: Lord of the Two Lands

http://www.ancientegypt.co.uk/pharaoh/home.html

فهو يعتبر مالك لكل ارض مصر باقليميها الوجه البحري والقبلي من وقت توحيد القطرين وأيضا هو الكاهن الاعظم لكل معبد في مصر وهو الاله على الأرض في مصر

The most powerful person in ancient Egypt was the pharaoh. The pharaoh was the political and religious leader of the Egyptian people, holding the titles: 'Lord of the Two Lands' and 'High Priest of Every Temple'.

As 'Lord of the Two Lands' the pharaoh was the ruler of Upper and Lower Egypt. He owned all of the land, made laws, collected taxes, and defended Egypt against foreigners.

As 'High Priest of Every Temple', the pharaoh represented the gods on Earth. He performed rituals and built temples to honour the gods.

http://www.ancientegypt.co.uk/pharaoh/home.html

فلهذا قبل وبعد يوسف الامر لم يتغير

ففرعون هو مالك الأراضي وما عليها

He owned all of the land in Egypt,

"Pharaoh". Ancient Egypt.co.uk. The British Museum. 1999. Retrieved 20 December 2017.

https://en.wikipedia.org/wiki/Pharaoh

بل عندما ينتصر في حرب تعتبر الأرض والشعب وكل المواشي ملك لفرعون ويقدمون له هدايا

If the pharaoh won the battle, the conquered people had to recognise the Egyptian pharaoh as their ruler and offer him the finest and most valuable goods from their land.

فبناء على هذا نفهم موقف يوسف

بالطبع القصة من بعد حلم فرعون

سفر التكوين 41

41 :34 يفعل فرعون فيوكل نظارا على الارض و ياخذ خمس غلة ارض مصر في سبع سني الشبع

41 :35 فيجمعون جميع طعام هذه السنين الجيدة القادمة و يخزنون قمحا تحت يد فرعون طعاما في المدن و يحفظونه

41 :36 فيكون الطعام ذخيرة للارض لسبع سني الجوع التي تكون في ارض مصر فلا تنقرض الارض بالجوع



41 :47 و اثمرت الارض في سبع سني الشبع بحزم

41 :48 فجمع كل طعام السبع سنين التي كانت في ارض مصر و جعل طعاما في المدن طعام حقل المدينة الذي حواليها جعله فيها

41 :49 و خزن يوسف قمحا كرمل البحر كثيرا جدا حتى ترك العدد اذ لم يكن له عدد

أولا قبل هذا كان من حق فرعون فرض ضرائب وبها جمع هذه المحاصيل الضخمة من الشعب. ومقدار الضريبة كان الخمس وهذا يوضح انها كانت كافية لتخزين هذه الغلال الضخمة في سبع سنين. ولكن فرعون تكلف بان يبنى مخازن كثيرة ليجمع فيها هذه الغلال ويعين موظفين كثيرين للعمل على هذا وأيضا جمعها وتوزيعها ففرعون تكلف الكثير جدا. وقبلها كان هو مالك كل الأراضي وما عليها ومن حقه اخذ الخمس

موقف المجاعة

سفر التكوين 47

47 :13 و لم يكن خبز في كل الارض لان الجوع كان شديدا جدا فخورت ارض مصر و ارض كنعان من اجل الجوع

47 :14 فجمع يوسف كل الفضة الموجودة في ارض مصر و في ارض كنعان بالقمح الذي اشتروا و جاء يوسف بالفضة الى بيت فرعون

بالطبع مصر ربحت من كنعان ولكن هم والمصريين كانوا بدون ما فعله يوسف سيموتون من الجوع هم وموشيهم فهم اشتروا بالفضة الطعام. هو فعل ذلك لكي يعوض فرعون عن كل التكلفة العظيمة التي تكلفها لتوفير الغلال من مباني وعمالة وغيره. مع ملاحظة انه أصلا يبيع لهم بسعر مثل أي تاجر فهو لم يخدعهم في شيء.

47 :15 فلما فرغت الفضة من ارض مصر و من ارض كنعان اتى جميع المصريين الى يوسف قائلين اعطنا خبزا فلماذا نموت قدامك لان ليس فضة ايضا

47 :16 فقال يوسف هاتوا مواشيكم فاعطيكم بمواشيكم ان لم يكن فضة ايضا

47 :17 فجاءوا بمواشيهم الى يوسف فاعطاهم يوسف خبزا بالخيل و بمواشي الغنم و البقر و بالحمير فقاتهم بالخبز تلك السنة بدل جميع مواشيهم

المواشي هي سابقا تعتبر ملك لفرعون وهم يرعوها والان فرعون أيضا امتلك المواشي وجعلهم يكملوا رعايتها والتربح من انتاجها لان بدون غلال فرعون كانت ماتت هذه المواشي

بل أسلوب التقسيم كان مناسب فمن له الكثير وافراد اسرته كثيرة اخذ الكثير ومن له قليل وافراد قليلين اخذ قليل. فكل اخذ ما يكفي

47 :18 و لما تمت تلك السنة اتوا اليه في السنة الثانية و قالوا له لا نخفي عن سيدي انه اذ قد فرغت الفضة و مواشي البهائم عند سيدي لم يبق قدام سيدي الا اجسادنا و ارضنا

47 :19 لماذا نموت امام عينيك نحن و ارضنا جميعا اشترنا و ارضنا بالخبز فنصير نحن و ارضنا عبيدا لفرعون و اعط بذارا لنحيا و لا نموت و لا تصير ارضنا قفرا

المصريين هم الذين طلبوا انه يعطيهم غلال مقابل الأرض التي بسبب المجاعة لا تنتج شيء وأصبحت قفرا

47 :20 فاشترى يوسف كل ارض مصر لفرعون اذ باع المصريون كل واحد حقله لان الجوع اشتد عليهم فصارت الارض لفرعون

47 :21 و اما الشعب فنقلهم الى المدن من اقصى حد مصر الى اقصاه

نقلهم هو مؤقتا حتى انتهاء المجاعة لكي يطعمهم

47 :22 الا ان ارض الكهنة لم يشترها اذ كانت للكهنة فريضة من قبل فرعون فاكلوا فريضتهم التي اعطاهم فرعون لذلك لم يبيعوا ارضهم

47 :23 فقال يوسف للشعب اني قد اشتريتكم اليوم و ارضكم لفرعون هوذا لكم بذار فتزرعون الارض

47 :24 و يكون عند الغلة انكم تعطون خمسا لفرعون و الاربعة الاجزاء تكون لكم بذارا للحقل و طعاما لكم و لمن في بيوتكم و طعاما لاولادكم

47 :25 فقالوا احييتنا ليتنا نجد نعمة في عيني سيدي فنكون عبيدا لفرعون

47 :26 فجعلها يوسف فرضا على ارض مصر الى هذا اليوم لفرعون الخمس الا ان ارض الكهنة وحدهم لم تصر لفرعون

يوسف هنا عاد واعطاهم ما كان لهم قبل المجاعة بل واعطاهم بذور بدون ثمن ليزرعوا الأرض ثانية وعادوا يستخدموا أراضيهم وعادوا يعطوا خمس الإنتاج لفرعون كما كان قبل المجاعة.

فالحقيقة يوسف لم يخدع أحد بل أنقذ شعب مصر والعالم القديم من الهلاك بالمجاعة.

بل الشعب اعتبر ما فعله يوسف انه احياهم ولم يعتبروه خدعهم.

فالشبهة في الحقيقة ليس لها أصل لمن يعرف الفكر في هذا الزمان ومن يقرأ سياق الكلام



والمجد لله دائما