ما هو مصير الغير مؤمن الصالح؟ رومية 1 و2 و8 يو 3 مر 16



Holy_bible_1

30 Nov 2019



الإجابة باختصار شديد في البداية هي "لا أعرف" ولا اعتقد انه أي أحد يعرف او يستطيع ان يحكم الا الرب وحده فقط وهذه الإجابة التي قدمتها مرارا وتكرارا في أنواع أسئلة الدينونة

وعرضت ما يشبه هذا في ملف

الى اين يذهب الأطفال الغير معمدين

فما أقدمه في هذا الملف هو أشارك ببعض الأفكار الكتابية وفقط لأوضح رأي لماذا لا اجيب بنعم ولا لا وأيضا لأبين أنى أتمنى من ان الناس تتوقف من التفكير في موقف الاخرين من الدينونة ويركزوا على موقفهم هم فهم المسؤولين عن أنفسهم امام الله ولكنهم ليسوا مسؤولين عن موقف الاخرين فهذا في يد الرب فقط. وبالطبع التبشير للاخرين.

فباختصار لماذا لا أستطيع ان أقول سيدخلون الملكوت ام لا لأني لست ديانا. الدينونة من حق الرب يسوع المسيح فقط

إنجيل يوحنا 5: 22

لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ،

هو الذي يعلم كل شيء وهو يعلم موقف الانسان صغير كان ام كبير.

فالرب هو خالق الكل وهو اب الكل وهو احن كيان على الانسان ولا ينسى أحد

سفر إشعياء 49: 15

«هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هؤُلاَءِ يَنْسَيْنَ، وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ.

فالبشر عمل يدي الرب فلهذا لا احتاج ان اقلق على مصير أي شخص الابدي صغير كان ام كبير لأني متأكد من عدل ورحمة ومحبة الرب.

وبخاصة ان الرب خالق الكل ويحب الكل وخلقهم بمحبته

سفر الأمثال 8: 31

فَرِحَةً فِي مَسْكُونَةِ أَرْضِهِ، وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ.

ويريد خلاص الكل فهو احرص واحد على خلاص كل انسان

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 4

الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.

وايضا الرب هو الوحيد الذي يعرف روح الانسان وهل كان لهذا الانسان فرصة ليعرف الرب ام لم لا وهل كان بار في الظاهر فقط ام في الحقيقة لانه فاحق القلوب

سفر إرميا 17: 10

أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ.

فلهذا اجابتي لا اعلم لان الرب هو الديان واثق فيه ولا يحق لي ان أصدر حكم دينونة فهذا للرب فقط.

أعلم انه يوجد أفكار كثيرة ويوجد الرأي والرأي الاخر. ولكن أرى انه من يصدر حكم ويقول انهم سيدخلون الملكوت او سيدخلون الجحيم (والبعض قال مكان ثالث في المنتصف) او غيرها من الأفكار مقبولة او غريبة هم يضعوا نفسهم في مرتبة الديان

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 3

فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي، لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ، بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ، كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَارًا مِنَ الإِيمَانِ.

فلهذا لا اقبل من يصدر قرار نهائي ويعتبرها قاعدة وحكم ودينونة.

هؤلاء لكي يظهروا أهمية التمسك بالعقيدة وعندهم حق الى حد ما ولكن هذا لا يعطيهم الحق في اصدار حكم دينونة.

وهؤلاء لكي يظهروا رحمة ربنا فقط ففي عصر الهجوم البشع من الملحدين على عدالة الله مثل حروب العهد القديم وغيرها فلهذا يحاولوا يجملوه ويظهروه بصورة الاله الرحيم فقط بدون عدل ولا يعاقب كما لو كان إله جديد (كيوت) مع ملاحظة ان هؤلاء للأسف يكونوا في بداية الطريق لبدعة ان كل الطرق تقود للملكوت وليس الرب يسوع المسيح فقط أي اللاهوت اللبرالي الحديث.

فاين حقارتي من كل هؤلاء؟ لست من أي فريق فالدينونة للرب فقط.

ما قاله الكتاب بجانب ان الدينونة للرب

الكتاب واضح انه يجب لأي أحد لكي ينال الخلاص ان يؤمن بالرب يسوع المسيح ربا ومخلصا وفاديا ويعتمد فبالفعل المعمودية اساسية للخلاص لأنه موت وقيامة مع المسيح

إنجيل يوحنا 3: 5

أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.

إنجيل مرقس 16: 16

مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.

ولكن يحدث اختلاف عليه بادعاءات ان كان انسان لم تصله البشارة ولم يسمع عن الحق او سمع عن الحق بطريقة غير كاملة او بطريقة فيها عثرة او لم يفهم او مقدرته العقلية محدودة. وغيرها الكثير من الفرضيات. في هذا تفتح نقاشات وصولات وجولات وتضرب امثلة أمم العهد القديم او سكان القبائل المعزولة او من نشأ في اسرة إسلامية لم يعرف الرب وغيرها من مئات الأمثلة التي تكرر يوميا من سائلين او معترضين.

فالإجابة مع ان الايمان بالرب يسوع والمعمودية على اسمه أساسي وليس بأحد غيره الخلاص

سفر أعمال الرسل 4: 12

وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».

ولكن الدينونة في يد الرب وهو الذي يعرف. وكل شخص الرب يتعامل معه على المستوى الفردي. فنحن لا نعرف كيف أعلن الرب عن نفسه لهذا الشخص

معلمنا بولس الرسول في رسالة رومية ناقش هذا الفكر بطريقة رائعة فدائما نستشهد برومية 2 ولكن لا نستشهد برومية 1 أيضا فلهذا نقرأ الاثنين باختصار

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 1

وفيه يتكلم عن استحقاق من يرفض الرب للدينونة فيقول

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 1

1: 17 لان فيه معلن بر الله بإيمان لإيمان كما هو مكتوب اما البار فبالأيمان يحيا

معلمنا بولس الرسول يتكلم عن الانجيل الذي بشر به أمّا الأبرار الذين يؤمنون بالله فسيحيون وهنا يقصد ان كل انسان بار له ايمان بالرب سيحيا بالرب فهي تصلح عهد قديم وعهد جديد فبالفعل البشر هم ابناء المعصية ولكن البعض يختار حياة البر ويحيا حياة البر فمتي فعل بناموس ضميره ما يرضي الله هذا يبرره. اما الذي يحب الشر ويكمل فيه فيقول

1: 18 لان غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس واثمهم الذين يحجزون الحق بالاثم

بمعني ان الذي يحب الفجور هذا يغضب الله عكس الذي يرضي الله في العدد السابق. هذا الغضب ظهر ضد كل من لا يسلك في صلاح ووقار من نحو الله. وضد من خالف الناموس الطبيعي الأخلاقي ولكل من تنكر للحق وضل وراء العبادة الوثنية وحياتها وممارساتها الفاجرة. وعن هذا الشخص يشرح معلمنا بولس ويوضح شرورهم انهم بخطاياهم حجزوا الحق بالإثم لأنهم بعبادتهم للأوثان الباطلة وعدم تعبدهم لله الحق عطل ظهور الحقيقة بل أخفى الحق عن اخرين ايضا بسبب عثرتهم، وهذه عكس "ليري الناس أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات".

لأنهم كسروا الناموس الطبيعي الذي في قلوبهم فيقول

1: 19 اذ معرفة الله ظاهرة فيهم لان الله اظهرها لهم

وهنا العدد يوضح ان الله وضع لكل شخص مع اختلاف فكره ومفهومه وبيئته في ان يعرف الله.

ويكمل الكلام عن الخطاة وليس عن الابرار فهذا العدد والتالي هو عن الذين أنكروا معرفة الله الظاهرة لأن المعرفة الحقيقية عن الله يستطيع العقل البشري أن يتوصل لها بسهولة لمن له ضمير. فالله أعد عقول البشر ليهتدوا إليه، الله غرس بذرة الإيمان في كل إنسان. والله أعطي أيضاً لكل إنسان ضمير يعرف به الحق (رو14:2،15). فمجرد التأمل في خلقة الإنسان أو العالم أو الكون يثبت ضرورة وجود هذا الإله ويدفع الانسان ان يبحث عنه. وكثيرون من البشر في الماضي بما فيهم الفلاسفة شعروا بهذا وقالوا إن الإوثان خرافة وانه لابد أن يكون هناك إله وراء هذه الطبيعة ينبغي أن نعبده. وهذا الشعور بوجود إله ندركه من خلال أعماله هو ما يميز الإنسان عن الحيوان. ولاحظ قبول الأطفال لله ومحبتهم له وتصديقهم للحقائق الإلهية. إذاً إن كان الله قد أعطي لليهود ناموس موسي، فهو أيضا أعلن عن نفسه للوثنيين خلال الطبيعة المنظورة (مز1:19) فالله لا يبقي نفسه بلا شاهد.

1: 20 لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى انهم بلا عذر

وهنا يشرع امثلة كيف الرب يستعلن نفسه لكل شخص، فاموره غير المنظورة اي الغير منظور تظهره اعماله فهي تنتج اشياء عينية لا يكون لها الوجود منظور الا بأعماله الغير منظوره فالله أظهر قوته في خليقته التي صنعها من أجل محبته لنا وكل التصميمات التي خلقها تشهد على وجوده. لكن تظل طبيعته الإلهية غير منظورة للإنسان، ولا يمكن بعيوننا الجسدية أن ندرك كماله، ولكن يمكن ان ندركه من خلال أعماله: قدرته السرمدية اي أزلية أبدية، أي بلا بداية ولا نهاية، والمعني ان الله لم يخلقه أحد، هو واجب الوجود، هو القوة وراء كل المخلوقات والمصنوعات وتشهد له بوضوح حتى أنهم بلا عذر كل هذه عن غير المؤمنين. وهم بلا عذر لأنه إذا كان يمكن إدراك الله بعقولنا فلا عذر لهم ولا لأي إنسان يُنكر وجود الله. ونلاحظ أن بولس الرسول كرر هذه القول بالنسبة لليهود في الإصحاح الثاني، فلا عذر للوثنيين ولا عذر لليهود. لا عذر للوثنيين الذين عبدوا المخلوق وتركوا الخالق الذي تشهد عليه اعماله، ولا عذر لليهود الذين أخطأوا في حق الله بالناموس. وكم وكم نحن بلا عذر نحن المسيحيين ونحن هياكل للروح القدس لو حدنا.

1: 21 لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه او يشكروه كاله بل حمقوا في افكارهم وأظلم قلبهم الغبي

هنا يظهر انهم حتى لو يدعوا انهم لم يؤمنوا لأنهم لم يروه ولكن الحقيقة هم عرفوه من اعماله ولكن أنكروا ما أدركوه ولم يمجدوه على روعة خليقته وتصميمه بل حمقوا في أفكارهم واخترعوا ادعاءات تبرر لهم لماذا لا يؤمنوا به. وهذا يشهد على سواد قلبهم حتى لو في الظاهر يبدوا صالحين

1: 22 وبينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء

حتى لو يدعوا انهم يتمسكوا بما يروا مثل الوثنيين او بالعلم المادي المنظور فقط والادلة المحسوسة مثل الملحدين ويتكلموا كحكماء لماذا هم مثقفين هو في الحقيقة جهلاء لان ابسط قاعدة كل مصنوع له صانع خارج عن نطاقه. فهم مهما تفلسفوا، لأنهم كسروا ابسط قاعدة فهم جهلاء.

1: 23 وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الانسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات

1: 24 لذلك أسلمهم الله ايضا في شهوات قلوبهم الى النجاسة لاهانة اجسادهم بين ذواتهم

قد يبدوا في الظاهر صالحين ولكن بين ذواتهم هم اشرار والرب يرى ظلام قلوبهم التي لا نراها

1: 25 الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك الى الابد امين

ففهمنا ان هذا عن الاشرار الذين اختاروا الشر حتى لو لم يكن عندهم ناموس ولكنهم بلا عزر لأنهم رفضوا الخالق بكل الادعاءات

ففهمنا ان الله يستطيع ان يصل لكل شخص حتى من وثنيين العهد القديم وهم بلا عذر.

لكن في المقابل يعطينا صورة عكسية عن الامم الذين بلا ناموس ولكن اختاروا البر هذا يتكلم عنهم في

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 2

2: 11 لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ.

2: 12 لان كل من أخطأ بدون الناموس فبدون الناموس يهلك وكل من أخطأ في الناموس فبالناموس يدان

ويقصد بمن أخطأ بدون ناموس اي الامم الذين لم يكن عندهم ناموس موسي لان الله وهب كل إنسان نور الطبيعة أي الضمير وبه يميز الإنسان الطبيعي بين الخير والشر. لذلك وجدنا وسط الوثنيين مبادئ فيها فكرة عن العدل والشفقة والطهارة ومنع القتل والسرقة والكذب. والضمير سيشهد ضد كل واحد حتى لو حاولنا أن نسكته. فيوجد نور كافي للذين ليس عندهم ناموس وأضيف لليهود نور الناموس، وأضيف لنا كمسيحيين فوق كل هذا نور الإنجيل. فالله لا يترك نفسه بلا شاهد. وكلما ازدادت الإمكانيات ازدادت المسئولية وازدادت المحاسبة،

بدون الناموس يهلك= فالخطية قاتلة، وسبباً كافياً للموت حتى بدون الناموس. فالسرطان كمرض كان يميت قبل أن يكتشفه الأطباء ويشخصونه. وسدوم وعمورة هلكوا دون أن يكون هناك ناموس مكتوب.

يدان أي مع وجود ناموس تصبح الخطية تعدّي علي حق الله وبالتالي تزداد عقوبة المتعدي فهو

[1] يموت بسبب الخطية

[2] يحاسب على تعديه.

لذلك قال السيد المسيح يكون لسدوم وعمورة حالة أكثر احتمالاً يوم الدين من هؤلاء الذين رفضوا دعوة المسيح (مت15:10).

2: 13 لان ليس الذين يسمعون الناموس هم ابرار عند الله بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون

هذا عن اليهود هناك من يحفظ الناموس ويعظ به ولكن لا يعمل به فدينونته ستكون أشد، مثل هذا قد يتبرر عند الناس بسبب معرفته ولكن ليس لدي الله. لكن من سيتبرر هو من يعمل بحسب الناموس. حتى لو بالطبيعة

2: 14 لانه الامم الذين ليس عندهم الناموس متى فعلوا بالطبيعة ما هو في الناموس فهؤلاء اذ ليس لهم الناموس هم ناموس لانفسهم

وهنا الامم الذين لم يعرفوا الناموس او لم يعرفوا المسيح لأنهم لم يدركوه او لم تصلهم رسالته ولم يسمعوا عنه شيء

وناموس الطبيعة هو الضمير الذي خلقه الله في الانسان هذا لو اتبع ضميره الصالح يتبرر وهكذا من يفعل ما في الناموس بدون ناموس يحيا بعمله الصالح (كرنيليوس) (أع34:10،35). فالناموس الطبيعي يقودهم للرب ومبادئه حتى لو لم يكن عندهم ناموس. وهكذا رأينا في آبائنا البطاركة إبراهيم وإسحق ويعقوب ويوسف وأيوب أنهم بدون ناموس مكتوب، كان الناموس مكتوباً على قلوبهم وقادهم ليعرفوا الرب في عالم شرير حولهم، كان هذا عمل الضمير. وهذا معني هم ناموس لأنفسهم= أي على الرغم من أن ليس لهم ناموس مكتوب فهم لهم ناموس الضمير. وبهذا الناموس عمل الأمم الذين ليس لهم ناموس، عملوا أعمالاً صالحة مقودين بناموسهم الفطري، هذا يقودهم للبحث عن الله والقيام بأعمال ترضي الله

2: 15 الذين يظهرون عمل الناموس مكتوبا في قلوبهم شاهدا ايضا ضميرهم وافكارهم فيما بينها مشتكية او محتجة

فيجب ان تكون اعمالهم وافكارهم ونقاشاتهم مرضيه عند الله. كل أممي له ما يدينه من قبل الله أي ضميره. إذاً دينونة الله العادلة ستكون على الكل أمماً ويهود. محتجة= مدافعة بالحجة والبرهان. مشتكية= ضمائرهم تحتج داخلهم ان أخطأوا فهل سمعوا للضمير ام سمعوا للشهوة. هنا الضمير بدل الناموس المكتوب. ويوم الدينونة سيقف ضمير كل إنسان شاهداً ضده حينما يدينه الله. فلقد سبق ضميره وإحتج عليه، ولذلك سيتقبل حكم الله عليه. ولنلاحظ أن الناموس عمله أنه ينير بصائر الناس ليميزوا بين الحق والباطل، لكن هذا العمل مكتوب في ضمائر الجميع ويظهره الأمميون بتصرفاتهم الأخلاقية وباحتجاج ضمائرهم داخلهم.

2: 16 في اليوم الذي فيه يدين الله سرائر الناس حسب انجيلي بيسوع المسيح

يدين الله سرائر لان الناس تدين ما يُعمَل في العلن، أما الله فيدين السرائر أي الأعمال الخفية والقلب والأفكار والأسرار. والذين يحافظون على الناموس سوف يحكم الله ببرهم في اليوم الذي يدين فيه الأعمال العلنية بل والخفية للبشر،

بحسب الإنجيل الذي كرز به بولس، والذي فيه كرز بيسوع المسيح كديان لكل العالم والقاضي الأعلى للشعوب، وهو يدين بالحق إنجيلي.

والذين بدون ناموس الرب يحاكمهم حسب ضميرهم هل ارضوه ام خالفوه

فالبعض قد يتحجج بهذا ويقول إذا رومية 2 واضح ان الابرار من الغير مسيحيين سيخلصون.

الحقيقة ليس بهذه البساطة والسبب انه كما في رومية 1 ان الرب أعلن عن نفسه لهم بطرق مختلفة فهل قبلوه ام رفضوه؟

وحجة انهم لم يبشروا، الرب يعلن انه تعريف نفسه لكل شخص لا يقف على تصرفات المبشرين

لان الرب لم يترك نفسه بلا شاهد لهم.

سفر أعمال الرسل 14: 17

مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْرًا: يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً، وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا».

ويقول أيضا

إنجيل يوحنا 18: 37

فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي».

فكل من هو من الحق سيسمع صوت الرب بطريقة ما أي الذي قلبه مرضي سيسمع صوت الله بطريق او اخر

وهنا يقول الرب انه لا يحده تقصير المبشرين فمثلا

سفر العدد 11: 23

فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَلْ تَقْصُرُ يَدُ الرَّبِّ؟ الآنَ تَرَى أَيُوافِيكَ كَلاَمِي أَمْ لاَ».

سفر إشعياء 59: 1

هَا إِنَّ يَدَ الرَّبِّ لَمْ تَقْصُرْ عَنْ أَنْ تُخَلِّصَ، وَلَمْ تَثْقَلْ أُذُنُهُ عَنْ أَنْ تَسْمَعَ.

سفر التكوين 18: 14

هَلْ يَسْتَحِيلُ عَلَى الرَّبِّ شَيْءٌ؟ فِي الْمِيعَادِ أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ ابْنٌ».

أي ان الرب سيعرف كيف يصل له ويعرفه عن ذاته

إنجيل متى 19: 26

فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «هذَا عِنْدَ النَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلكِنْ عِنْدَ اللهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ».

فلا نستطيع ان نتحجج انهم لم يسمعوا فلا تعرف كيف وصل الرب إليهم ولكنه لم يترك نفسه بلا شاهد

بل أيضا في نفس رسالة رومية يكمل معلمنا بولس الرسول شارحا

رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 2
27
وَلكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ، لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ.
28
وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ.
29
لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.
30
وَالَّذِينَ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ، فَهؤُلاَءِ دَعَاهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ دَعَاهُمْ، فَهؤُلاَءِ بَرَّرَهُمْ أَيْضًا. وَالَّذِينَ بَرَّرَهُمْ، فَهؤُلاَءِ مَجَّدَهُمْ أَيْضًا.

أي ان هؤلاء الذين يعرف الرب بعلمه المسبق انهم سيقبلوه سيدعيهم ويعرف كيف يدعيهم ليعينهم ويبررهم ويمجدهم.

فحتى لو امة لا تعرف الرب تماما الرب يوضح انه يكون هناك من يعرفه ويتقيه والرب يقبله

سفر أعمال الرسل 10: 35

بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ، الَّذِي يَتَّقِيهِ وَيَصْنَعُ الْبِرَّ مَقْبُولٌ عِنْدَهُ.

فلهذا لا يستطيع ان يتحجج أحد انه لم يسمع او سمع واعثر فلهذا رفض فالرب يعرف كيف يصل له وكيف يدينه على استجابته

فموضوع ان انسان الذي لا يؤمن هو لا نعرف كيف وصل له الرب ولكنه رغم هذا لا يؤمن بالرب يسوع المسيح ربا ومخلصا وفاديا فهو لا يستطيع ان يدخل الملكوت لأنه ليس ابن ورفض التبني فلم يقبل ان يكون ابن بل هو غريب عن صاحب الملكوت الذي أعلن عن نفسه

الله مثل الاب الذي يحب أبناؤه جدا وعنده قصر ضخم جدا او مجمع ولكن لا يجبر أبناؤه ان يعيشوا معه الا باختيارهم فلو قبل ابن ان يبادل محبة ابوه ويعيش في مجمعه سيعطيه أفضل ما يملك اما لو هذا الانسان رفض ان يكون ابن ورفض الاب السماوي تماما وأصر ان يعيش بعيد عن ابيه بل وتبرأ من ابيه واختار اخر، فالأب لن يجبره حتى لو في المقابل عاش في مكان متعب فسيحزن من أجله ولكن لن يجبره. والانسان عليه أيضا ان يتحمل نتيجة اختياره التي اختاره بحريته بعد ان أعلن الرب عن نفسه لهذا الشخص.

فالله الذي خلق الانسان لأجل انه أحب الانسان مثله مثل أي اب وأيضا يريد ان يخطب الانسان لنفسه مثل أي عريس، لكنه لا يجبرنا. فكيف يتخيل انسان ان من حقه بعد ان يرفض الله خالقه وخالق كل شيء أي يختار ان يستمر مباع عبدا تحت الخطية ويصبح ابن للشيطان بسبب الخطية. هل له ان يدخل ملكوت الله لأنه فعل بعض أشياء صالحة؟

فالإنسان الذي رفض الرب بإرادته ورفض الرب يعني الانتماء للشيطان فهل يتهم هذا الانسان الرب بالقسوة لأنه يذهب مع الشيطان الذي اختاره للمكان الذي سيكون فيه ابيه الشيطان؟

بل حتى بالمقياس الأرضي لو انسان طوال حياته بار وصالح جدا ولكن أخطأ خطيئة واحدة سرق او زور او قتل او غيرها بسبب ظروف هو يعاقب على هذه الجريمة ويحبس ولا تشفع له ملء حياته البارة. فمن رفض الرب حتى لو كان بار هذا لا يكفيه ان يصبح ابن الرب

وأيضا اشكالية وصف الجحيم

في البداية الكتاب المقدس لم يمعن في وصف الجحيم لأنه لا يريد الانسان يختار الرب بسبب الخوف من الجحيم بل حبا في الرب. ولكن فهم بعض أشياء ورموز عن الجحيم من سياق الكلام

الجحيم مكان حقيقي وليس رمزي فالجحيم هو مكان حقيقي فيوجد مكان بطريقة ما اسمه الجحيم ولكن صعب علينا ادراكه لأنه ليس بمفهوم مادي كنار تحتاج لحطب واشعة لها طاقة حرارية مرتفعة ولكن هو له مستوى يختلف عن هذا لهذا رمز له ببحيرة نار كرمز

هذا الجحيم الله لم يعده للإنسان ولكن للشيطان

إنجيل متى 25: 41


«ثُمَّ يَقُولُ أَيْضًا لِلَّذِينَ عَنِ الْيَسَارِ: اذْهَبُوا عَنِّي يَا مَلاَعِينُ إِلَى النَّارِ الأَبَدِيَّةِ الْمُعَدَّةِ لإِبْلِيسَ وَمَلاَئِكَتِهِ،

فالله يريد الكل يخلصوا

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 4


الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ.

ولكن الله لن يجبر أحد على ان يقبل الخلاص غصب عنه. فالذي يرفض الله بحريته الكاملة لن يدخل ملكوت السماوات والمكان الوحيد الاخر هو المتاح هو الجحيم مسكن الشياطين.

ولكن نحن نتخيل ان النار مثل الأرضية لهيب متساوي ولكن هذا غير دقيق فهي ليس بمفهومنا البشري.

ولكن في هذا الجحيم يوجد أماكن مختلفة ودرجات أكثر احتمال من أخرى

إنجيل متى 10: 15


اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ.

إنجيل متى 11: 22


وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكُمَا.

فلا نفهم كيف سيكون هناك حالة أكثر احتمال ولكن فقط نفهم انه سيكون من رفض الرب وفعل شرور قلية مكانة أكثر احتمالا أي اقل الم بكثير من الذي فعل شرور كثيرة. فحتى لو لم نفهمه ولكن نفهم ان كل واحد بعدل سينال حسب مقدار شره. البعض اقل من اخرين والبعض حالة أفضل من الأشرار جدا. فالذي رفض الرب وكان صالح سيكون له حالة أكثر احتمال.

فالتدرج هو في الجحيم وأيضا في الملكوت بطريقة عادلة جدا

ولن اطيل في هذه النقطة لأني شرحتها بشيء من التفصيل في ملف

الرد على هل إله الرحمة يلقي في جهنم والنار كل من لا يؤمن بابنه

وأيضا

لماذا من رفض الرب سيذهب الي الجحيم والرد على الاله السادي

فأكرر لا أستطيع ان أصدر حكم دينونة ولكن الكتاب قال

سفر أعمال الرسل 4: 12

وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».

وأيضا

إنجيل يوحنا 3: 5

أَجَابَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنَ الْمَاءِ وَالرُّوحِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ.

إنجيل يوحنا 14: 6

قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.

واعداد كثيرة تؤكد ان الخلاص هو بالرب يسوع المسيح فقط وأكرر فقط ولا يوجد طريق اخر

فقط يجب علينا ان نبشرهم على قدر استطاعتنا ليختاروا ونترك التفكير في الدينونة لان الذي سيدينه ويعرف موقفه واختياره القلبي هو الرب فقط فسيدينه بعدل ورحمة

فهذا ما أقول منذ سنوات إجابة على هذا السؤال المتكرر لا اعرف فالدينونة في يد الرب الحنون.

ولكن بعض الإشكالية او مخاطر لمن يصروا ان يصدروا قرار دينونة بعدم دخول الملكوت او دخوله هذا بالإضافة انه غير لائق هو أيضا له مخاطرة اوضحها

أولا من يصر ان يقول انهم لن يدخلوا الملكوت. هل نتوقع الرب الذي خلق كل البشر ويحبهم جدا ولم يبشروا ليرفضوا فهم لم يختاروا الرفض بطريقة ما، كيف نجعل أنفسنا ديانين قساة ونقول لن يدخلوا الملكوت. بل كيف نجعل الرب قاسي ولا يعرف الشفقة؟

ثانيا لمن يتركوا الباب متسع ويصدروا دينونة انهم يذهبون للملكوت ليس فقط هذا تكبر وان الشخص اقام نفسه ديانا بغض النظر عما في روح الانسان الذي لا يعلمها الا الرب فقط" بل كما قلت هذا خطير جدا لان هؤلاء للأسف يكونوا في بداية الطريق لبدعة ان كل الطرق تقود للملكوت وليس الرب يسوع المسيح فقط أي اللاهوت اللبرالي الحديث الذي ينكر أهمية فداء المسيح

فلا بد ان نصر ونؤكد على ضرورة الايمان بالرب يسوع المسيح والمعمودية وننبه على الكل لكيلا يهمل أحد

ولو سمعوا من هؤلاء الذين اقاموا أنفسهم ديانين ان البار الغير مسيحي سيدخل الملكوت فما أهمية الايمان بالرب يسوع وفداؤه والمعمودية؟ وبهذا يحرموهم الميلاد الروحي ومن حلول الروح القدس عليهم وعمله فيهم والخلاص. فعندما نقول من لم يولد من الماء والروح نقوله تأكيد أهمية الايمان بالفداء ولاكن لا نحكم على أحد

فهنا اخذ وقفة واسأل لماذا يتكرر سؤال عن مصير الصالح الغير مؤمن

هل لأجل المعرفة؟ اترك هذا للرب وابحث عن خلاصك

هل لأجل خوفك على شخص غير مؤمن وهو صالح؟ بشره ليعرف الرب

هل لأجل ان تدين الايمان المسيحي وتظهره شرير؟ انت لا تعرف قلوب الناس ولا رحمة ومحبة الرب والرب سيدينك على عثراتك

فلهذا اكرر للمرة الثالثة دعوا حكم الدينونة للديان العادل الرب يسوع المسيح له كل المجد فقط نتكلم عن محبته وعدله. ونبشر الكل وكل انسان مسؤول عن خلاصه الشخصي فقط وسيقدم حساب عن نفسه.



والمجد لله دائما