الحسد في الكتاب المقدس



Holy_bible_1

4 October 2021



تكرر السؤال عن الحسد وضربة العين وغيرها من الأمور السحرية. فهل هذا امر كتابي؟

من يقرأ الكتاب المقدس يجد انه بوضوح يشرح معنى الحسد هو غيرة شريرة ضد المحبة. ولكن يخالف تماما الفكر البيئي عن الحسد. فلا يوجد شيء اسمه ضربة العين بمعنى ان شخص يحسد اخر فيضربه عين فالمحسود يضر ولا يوجد شيء اسمه يقوم بعمل سحري ضده ليضره فيتضرر. هذا غير صحيح بالمرة وليس كتابي. فالمحسود لا يضر ولكن الذي يضر من الحسد هو الحاسد نفسه الذي يعيش في حزن واكتئاب وتعاسة بسبب غيرته الشريرة. ولكن الشخص المحسود الذي يحسد على نجاحه لا يتأثر بهذا والا كان كل شخص ينجح عرضة للحسد وأن يضرب بالشر او يضربوه عين وهذا غير صحيح. ولكن يضر المحسود فقط لو الشيطان اوعز للحاسد بان يحاول ان يقوم بفعل يضر الذي يغير منه (المحسود) والمثال الشهير اخوة يوسف الذين عندما حسدوه بسبب محبة ابيه له واحلامه يوسف لم يتأثر بل هم الذين عاشوا في اكتئاب ولكن عندما اوعز الشيطان لهم ان يتخلصوا منه هنا تضرر يوسف ليس بسبب الحسد او ضربة عين بطريقة مباشرة ولكن بسبب اخوته قاموا بفعل مضر له ولكن كما نعرف الله حوله للخير.

فالحسد في الكتاب المقدس كما قدمت يضر الحاسد وليس المحسود وهو يصنف في الكتاب المقدس خطية لأنه ضد المحبة

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 4

الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ،

رسالة بولس الرسول إلى تيطس 3: 3

لأَنَّنَا كُنَّا نَحْنُ أَيْضًا قَبْلًا أَغْبِيَاءَ، غَيْرَ طَائِعِينَ، ضَالِّينَ، مُسْتَعْبَدِينَ لِشَهَوَاتٍ وَلَذَّاتٍ مُخْتَلِفَةٍ، عَائِشِينَ فِي الْخُبْثِ وَالْحَسَدِ، مَمْقُوتِينَ، مُبْغِضِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا.

ووضح الكتاب ان الحسد ينشأ لان الانسان لا يقدر ان ينال ما ناله قريبه

رسالة يعقوب 4: 2

تَشْتَهُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ. تَقْتُلُونَ وَتَحْسِدُونَ وَلَسْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَنَالُوا. تُخَاصِمُونَ وَتُحَارِبُونَ وَلَسْتُمْ تَمْتَلِكُونَ، لأَنَّكُمْ لاَ تَطْلُبُونَ.

فبدل من ان يسعى ويطلب ان ينال مثله يحسد اخوه فهو كره وليس محبة

ومن لا يتوب عن خطية الحسد هو لا يدخل الملكوت

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 21

حَسَدٌ، قَتْلٌ، سُكْرٌ، بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.

ومن يغوي الإنسان ان يحسد أخيه هو ابليس اول من بحسده دخلت الخطية والموت

سفر الحكمة 2: 24

لكِنْ بِحَسَدِ إِبْلِيسَ دَخَلَ الْمَوْتُ إِلَى الْعَالَمِ،

ولهذا دائما الكتاب يذكر ان الخطاة هم من يحسدوا مثل الفلسطينيون لغناء أسحاق

سفر التكوين 26: 14

فَكَانَ لَهُ مَوَاشٍ مِنَ الْغَنَمِ وَمَوَاشٍ مِنَ الْبَقَرِ وَعَبِيدٌ كَثِيرُونَ. فَحَسَدَهُ الْفِلِسْطِينِيُّونَ.

وبحسدهم لم يتأثر إسحاق ولكن بسبب حسدهم طمروا ابار أسحاق فهنا فعل بدا يضره ولكن الرب حمى إسحاق وعوضه ببئر رحوبوت وكان معه

أيضا حسد اخوة يوسف الأشرار على حب ابيه له واحلامه

سفر التكوين 37: 11

فَحَسَدَهُ إِخْوَتُهُ، وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ الأَمْرَ.

ونعرف بسبب حسدهم الشرير ما فعلوا في يوسف ولكن الرب حول كل هذا للخير

أيضا داثان وجماعة ابيرام حسدوا موسى وهارون

سفر المزامير 106: 16

وَحَسَدُوا مُوسَى فِي الْمَحَلَّةِ، وَهارُونَ قُدُّوسَ الرَّبِّ.

ولكن لم يستطيعوا ان يفعلوا شيء ضد موسى بل عاقبهم الرب والأرض فتحت فاها وابتلعتهم

وبالطبع نعرف ان رؤساء الكهنة أسلموا الرب يسوع حسدا

إنجيل متى 27: 18

لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَدًا.

إنجيل مرقس 15: 10

لأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ كَانُوا قَدْ أَسْلَمُوهُ حَسَدًا.

ولكن الرب قبل هذا ليحوله لخلاصنا

وغيرها من الأمثلة

فلهذا الكتاب دائما يوصينا بعدم الحسد

سفر المزامير 37: 1

لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ،

سفر الأمثال 3: 31

لاَ تَحْسِدِ الظَّالِمَ وَلاَ تَخْتَرْ شَيْئًا مِنْ طُرُقِهِ،

سفر الأمثال 24: 1

لاَ تَحْسِدْ أَهْلَ الشَّرِّ، وَلاَ تَشْتَهِ أَنْ تَكُونَ مَعَهُمْ،

سفر الأمثال 24: 19

لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ وَلاَ تَحْسِدِ الأَثَمَةَ،

رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 13: 13

لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ.

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 26

لاَ نَكُنْ مُعْجِبِينَ نُغَاضِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَنَحْسِدُ بَعْضُنَا بَعْضًا.

رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 1

فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ،

ووضح الكتاب ان الحسد ينبع أيضا من المباحثات الغبية

رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 6: 4

فَقَدْ تَصَلَّفَ، وَهُوَ لاَ يَفْهَمُ شَيْئًا، بَلْ هُوَ مُتَعَلِّلٌ بِمُبَاحَثَاتٍ وَمُمَاحَكَاتِ الْكَلاَمِ، الَّتِي مِنْهَا يَحْصُلُ الْحَسَدُ وَالْخِصَامُ وَالافْتِرَاءُ وَالظُّنُونُ الرَّدِيَّةُ،

وأيضا أكد الكتاب ان الحسد يضر الحاسد

سفر الأمثال 14: 30

حَيَاةُ الْجَسَدِ هُدُوءُ الْقَلْبِ، وَنَخْرُ الْعِظَامِ الْحَسَدُ.

فحتى جرت احاث ووجدت ان الانسان الذي يعيش في حسد وحقد هو يؤثر سلبا على مستوى الخلية وأحيانا يسبب هذا الجيوب الانتحارية في الخلايا ان تدمر بعض الخلايا (نخر)

وتوضيح أخير ان يوجد فرق بين الحسد وبين الغيرة وبخاصة هناك نوعان من الغيرة وهذا شرحته في ملف

من اين يقتبس يعقوب جملة الروح الذي يحل فينا يشتاق الي الحسد وماذا يقصد؟ يعقوب 4: 5

فيوجد حسد وغيرة شريرة G5355 φθόνος phthonos

ولكن يوجد غيرة حسنة G2205 ζῆλος zēlos

الأولى حسد شرير وغيرة شريرة اما الثانية غيرة أي تحميس واثارة ودفع وهي اتت 17 مره بعضهم بمعني جيد مثل غيرة بيتك اكلتني (يوحنا 2: 17) وغيره لله ( رومية 10: 2 ) وغيره كثيره لاجلكم ( كو 4: 13 ) وحسنة هي الغيرة في الحسنى (غلاطية 4: 18). فالحسد الشعور السلبي وضد المحبة ودافع سلبي للكره اما الغيرة الحسنى فهي دافع إيجابي لأسعى لأكون بالمثل

فلا يوجد شيء اسمه ضربة عين ولا عين حاسدة ولكن الحسد هو من اغواء الشيطان لشخص خاطئ ضد اخوه البار بسبب عدم محبته لأخيه فيحسد أخيه والحسد هذا يضر الحاسد ولكنه لا يضر ولا يؤثر على المحسود الا لو قرر الحاسد بغواية الشيطان ان يفعل شيء شرير ويتمادى في شره ضد أخيه البار ولكن الرب يحول هذا للخير وفي النهاية لو لم يتوب الحاسد فهو لن يدخل الملكوت.



والمجد لله دائما