هل المسيح أبرع جمال ام لا صورة له ولا جمال؟ مزامير 45 وإشعياء 53



Holy_bible_1

12 April 2021



الشبهة



في مزمور ٢:٤٥ الذي يقول المسيحيين انه عن المسيح "ابرع جمالا من بني البشر" اما في اشعياء ٢:٥٣ الذي أيضا يقول المسيحيين انه عن المسيح مذكور ان " لا صورة له ولا بهاء فنراه ولا مرأي فنشتهيه" اليس هذا تناقض؟



الرد



الرد باختصار شديد هو لا يوجد أي تناقض على الاطلاق فمزمور 45 أبرع جمال هو عن وصف الرب يسوع المسيح لأنه يحل فيه كل ملء اللاهوت وأيضا ليس صورته البشرية بل النعمة والحكمة التي فيه فهو اقنوم الحكمة. اما إشعياء 53 هو نبوة عن صلب المسيح ومنظره وسط الالام وهو مضروب ومجلود ومجروح وجلده متقطع وينزم من مواضع كثيرة وبعد ان سقط على الأرض وملابسه عليها دم واتربة

ودرسنا سابقا مزمور 45 في

هل كرسيك يا الله ليس نبوة عن لاهوت المسيح (drghaly.com)

هل المزمور 45 الذي يقول تقلد سيفك علي فخذك هو نبوة عن رسول الاسلام؟ 

فلهذا سيكون الملف باختصار

أولا سفر المزامير 45

يبدأ المزمور في اول عدد

45: 1 فاض قلبي بكلام صالح متكلم انا بانشائي للملك لساني قلم كاتب ماهر

النبي والملك داود (امام المغنيين) فاض قلبه بكلام صالح لينشد للملك

فداود سينشد عن ملك الملوك ورب الارباب وداود الملك الأرضي وضح ان الملك الذي يتكلم عنه هو الرب

سفر المزامير 24

7 اِرْفَعْنَ أَيَّتُهَا الأَرْتَاجُ رُؤُوسَكُنَّ، وَارْتَفِعْنَ أَيَّتُهَا الأَبْوَابُ الدَّهْرِيَّاتُ، فَيَدْخُلَ مَلِكُ الْمَجْدِ.
8
مَنْ هُوَ هذَا مَلِكُ الْمَجْدِ؟ الرَّبُّ الْقَدِيرُ الْجَبَّارُ، الرَّبُّ الْجَبَّارُ فِي الْقِتَالِ.

فالملك الذي ينشد عنه داود هو ملك المجد الرب القدير الجبار

صفه اخري وهو انه ابدي

45: 2 انت ابرع جمالا من بني البشر انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك الله الى الابد

فهو المبارك الي الابد

كما قال داود

سفر المزامير 72

72: 17 يكون اسمه الى الدهر قدام الشمس يمتد اسمه ويتباركون به كل امم الارض يطوبونه

فهذا الابدي المتكلم عنه المزمور هو الرب الله إله إسرائيل. ولهذا هو الاله المبارك الي الابد ولهذا المسيح الاله بلاهوته بالطبع بدون تفكير هو أبرع جمالا من بني البشر. فمن هو الذي يضاهي الله؟ 

وما يؤكد ذلك انه يصفه يصف الملك انه هو الرب الجبار

45: 3 تقلد سيفك على فخذك ايها الجبار جلالك وبهاءك

45: 4 وبجلالك اقتحم اركب من اجل الحق والدعة والبر فتريك يمينك مخاوف

فهذا يؤكد ان ما يتكلم عنه ليس جمال ارضي بشري طبيعي ولكن يتكلم عن جمال الرب يسوع المسيح لأنه الطبيعة البشرية الوحيدة المتحد باللاهوت. فهو الاله الازلي صار بشرًا ولكنه أَبْرَعُ جَمَالًا مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. فليس المقصود هو جمال الجسد بل لأنه متحد باللاهوت ولأنه كان بلا خطية لذلك أضاف انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ لم يقل إنه أبرع جمالًا من الملائكة فهو أخذ طبيعتنا وليس طبيعة الملائكة. ولنلاحظ أن الخطية في القلب تترك بصماتها على شكل الوجه، فالغضوب والحاسد والشهواني والخبيث. هؤلاء يظهر على وجوههم ما في قلوبهم، فتصير وجوههم بلا جمال امام الله. لِذلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الدهر = المسيح بحسب الناسوت كان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة (لو52:2) فهو كان يمارس هذا بكونه إنسانًا حقيقيًا وكان مقارنة باي بشر هو كان متقدم. ويقال أن الله باركه بمعنى أنه يصير بركة للكنيسة أي أن ما تناله الكنيسة من بركات إلهية يكون هذا خلال الرأس وباسمه فهو أعطانا حتى جسده مأكلا حقيقيا نحيا به. والنعمة التي انسكبت على شفتيه هي تعاليمه، وكلمات الغفران للخطاة، والحب والشفقة لمن يحتاج. والبركة التي سمعها يوم العماد "هذا هو ابني الحبيب." كانت لحساب كنيسته.

كل هذا ليس له علاقة بما يقوله إشعياء على وصف الرب يسوع المسيح وقت الصلب

سفر إشعياء 53

53: 1 من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب

بمعني المسيح سياتي لليهود ولكنهم لن يصدقوه حتى يتمم عمله وهو الصليب

واستعلنت ذراع الرب وكلمة الرب في العبري يهوه فهو يتكلم عن استعلان ذراع يهوه اي ظهوره واعلان محبته وعمله وقوته والسؤال فيه استنكار لموقف اليهود من المسيح فهو تجسد منهم وأتى لهم لكنهم لم يؤمنوا به فقد انتظروه ملكاً وقائداً

53: 2 نبت قدامه كفرخ و كعرق من ارض يابسة لا صورة له و لا جمال فننظر اليه و لا منظر فنشتهيه

هذا الاصحاح يتكلم عن المسيح رجل الالام الذي لم ياتي ليدين العالم بل ليخلص العالم ويتحمل عقوبه العالم

وفي هذا العدد يتكلم عن الام المسيح من وقت ميلاده انه سياتي ليس مولود في قصر او ابن قائد عسكري او ابن أحد الاغنياء بل جاء وديعا ومتواضعا في ميلاده لذلك الكثير من اليهود لم يعرفوه فيقول

نبت قدامه والعدد السابق يتكلم عن استعلان ذراع الرب اي ذراع يهوه فهنا انه نبت بالجسد كصوره جسديه لذراع يهوه اللاهوت

ارض يابسه وهو شعب اسرائيل الذي يبس فتره طويله قبل واثناء السبي وبعده

فهو يشبه نفسه بنبته صغيره بدات تنبت من جزر باقي في ارض يابسه اي حياه تدب في جزر شبه ميت لفتره طويله فهو جاء كفرخ (غصن) من أصل شجرة جافة. خرج كقضيب من جذع يسى الشجرة اليابسة (فأسرة داود انتهت أيام سبي بابل سنه 586 أيام صدقيا الملك أخر ملوك الأسرة) أو تفهم أن المسيح خرج من الطبيعة البشرية التي هي أرض يابسة. إذا التشبيه صحيح ودقيق في مصدر خروجه فقط وليس في اي صفه اخري

لا صورة له ولا جمال = الكلام عن موقف الصلب فكانت عيون اليهود مغلقة فلم يروا جماله الداخلى، جمال قداسته، وفي هذه كان أبرع جمالاً من بنى البشر كما قال المزمور فإختفى جماله من أمام عيونهم فلم يروا سوى وتواضعه وصليبه وجروحاته، فالرب يسوع المسيح في موقف الصلب الذي يتنبأ عنه أشعياء هنا في هذا الاصحاح الذي يتنبأ عن المتالم بالطبع الرب يسوع هو ضرب من قبل الجنود وبالطبع هذا اثر على منظره وملابسه ثم بعد هذا جلد والدم كان ينزف من ظهره ثم بعد هذا اكليل الشوك الذي جعل فروة راسه تنزف والدم اصبح يغطي ملابسه أي أغلب جلده بدا ينزف ثم بعد هذا سقط وهو يحمل الخشبة العرضية للصليب مما جعل صورته تصبأ لا جمال فيها بالمقياس الأرضي اكثر وبالطبع مع الدم والاتربة اصبح المنظر اصعب.

وهذا ما يقوله الاصحاح

53 :4 لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا

53 :5 وهو مجروح لاجل معاصينا مسحوق لأجل اثامنا تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا

فلا تناقض بين مزمور 45 وإشعياء 53 بل الحقيقة تكامل فالمزمور عن جماله الداخلي لانه متحد باللاهوت وبدون خطية وإشعياء عن منظره الخارجي وقت الصلب بالمقياس الأرضي

رغم اني انتهيت من الرد على الشبهة الا اني اضيف جزء صغير

الرب يسوع المسيح في مزمور 45 عن جماله الداخلي ولكن حتى من يأخذ الموضوع عن جمال وجه فاتماشى جدلا مع هذا انه قبل الصلب بالفعل كان جميل الصورة حسب وصف شهود خارجيين وقت الاحداث. فقدمت في ملف

ادلة صلب المسيح من خارج الكتاب المقدس

رسالة بيلاطس الي طيباريوس قيصر التي يبين فيها الاسباب التي دعي الي صلب يسوع

و كانت معروفة عند القدماء، و أشار إليها الفيلسوف يوستينوس عام 139 م و العلامة ترتليانوس عام 169 م واوريجانوس.

وهذه أكتشفها بعض العلماء الآلمان سنة 1390 م فى روما، و قد حُفظت هذه الرسالة فى الفاتيكان،

.... انسان بقوام معتدل ذو منظر جميل للغاية له هيبة مهيبة جدا حتي ان من نظر اليه التزم ان يحبه ويخافه وشعره بغاية الاستوئ متدرجا الي اذنيه ومن ثم الي كتفه بلون ترابي انما بالاكثر ذهولا الي جبينه غرة كعادة الناصريين ثم ان جبينه مسطوح وانما هو بهج ووجهه بغير تجعيد بمنخار معتدل ليس بفيه ادني عيب واما منظره فانه رؤوف ومسر وعيناه كأشعة الشمس ولا يمكن لانسان ان يحدق النظر في وجهه لطلعة ضيائه فيحنما يوبخ يرهب ومتي ارشد ابكي ويجتذب الناس الي محبته تراه فرحا جدا وقد قيل عنه انه ما نظر قط يضحك بل بالحري يبكي وذراعاه ويداه بغاية اللطافة والجمال ثم انه بالمفاوضة يأثر الكثيرين وانما مفاوضته نادرة وبوقت المفاوضة يكون بغاية الاحتشام فيخال بمنظره وشخصه انه هو الرجل الاجمل
ثم نظرا للعلوم فانه اذهل مدينة اورشليم باسرها لانه يفهم كافة العلوم بدون ان يدرس شيئا منها البته ويمشي شبه حافيا عريان الراس نظير المجانين فكثيرون اذ يرونه يستهزئون ولكن بحضرته وبالتكلم معه يرجف ويذهل وقيل انه لم يسمع قط عن مثل هذا الانسان في التخوم....
واكتفي بهذا القدر



والمجد لله دائما