معايير مصداقية الكتاب المقدس 4



Holy_bible_1

August 13, 2016



المحاضرة الرابعة

كما وضحت ان من لا يؤمنوا بالكتاب المقدس دائما يهاجموه ويرفضوا أي أحد ان يستشهد به في أي معلومة سواء تاريخية او غيرها ويدعوا السبب انه ليس بمرجعية يعتد به وليس له أي مصداقية وهذا أصبح توجه عام. فهل فعلا الكتاب المقدس ليس له أي مصداقية كمرجع يستشهد به؟

فبدأت في الأجزاء السابقة تقديم ما هي المعايير التي يجب أن تكون في ذهن أي شخص ليحكم بحيادية ان الكتاب الذي امامه مرجعية وله مصداقية (هذا لو كان حيادي). وقدمت المعايير الاكاديمية لمصداقية أي كتاب او مرجع مهم وهم ملخصهم 5 معايير اكاديمية.

ووضحت ان الكتاب المقدس الذي كثيرين يهاجموه بعدم حيادية رغم انه تنطبق عليه كل هذه المعايير. بل هو لا ينطبق فقط عليه المعايير الخمسة المتعارف عليهم الأكثر من كافية لجعل أي كتاب يعترف بمرجعيته بل نستطيع ان نطبق 12 معيار وبدأت في الأجزاء السابقة تقديم بعض المعايير

المعيار الأول وهو دقة محتواهAccuracy  ووضحت تقسيمات تحت هذا المعيار الاول

ودرسنا معيار دقة ومصداقيته تاريخيا وامثلة مما حاولوا تخطيؤه وثبت صحته فيهم كلهم

ودرسنا معيار دقة ومصداقيته جغرافيا وامثلة مما حاولوا تخطيؤه وثبت صحته أيضا بل مقارنة بكتابات أخرى مصدقة وهو تفوق عليهم بما لا يقارن.

ودرسنا معيار دقة ومصداقيته علميا في 20 نقطة رائعة وهذه كانت امثلة كعينات فقط من الكثير جدا أي منهم كافية لإثبات دقته ومصداقيته بما فيها شهادات علماء من رموز التاريخ تؤكد مصداقيته فيما يذكره من معلومات الهمت العلماء على مدار العصور البحث والاكتشاف بل بسببه بحث علماء عما يقوله واكتشفوا ان ما يقوله صحيح ولم تكن البشرية تعرف هذه المعلومة من قبل.

ودرسنا معيار الحداثة Currency وان اغلب كتاب اسفاره هم شهود عيان وكتبوها اثناء الاحداث ومقارنة بكتابات شهيرة معترف بها رغم انها لا تقارن بالكتاب المقدس

ودرسنا معيار مصداقية نقله وقدمت شهادات علماء نقديين على دقة انتقال الكتاب المقدس ولا يوجد كتاب اخر قديم عليه ادلة مثل الكتاب المقدس في سلامة انتقاله

وكل نقطة من هذه النقاط كافية لأثبات مصداقيته

نكمل

4 مصداقية سلطة الكتاب Authority

هل الكاتب له سلطة ان يكتب عن الامر الذي يتكلم عنه ام يتكلم عما لا يعرفه جيدا بدافع خوف او اجبار أو تمجيد لأحد؟

من ناحية عامة كل الكتاب المقدس أسلوبه يؤكد مصداقيته وسلطته فالكتاب يعرفون جيدا ما يتكلموا عنه فمن سلطة الكاتب انه لا يخاف من أحد فيذكر ضعفات الشخصيات المهمة واخطاؤهم بما فيها المشينة وهذا لن يكون موجود لو هو كتاب مؤلف وغير صادق او يخشى حكم أحد عليه فاغلب السير تميل الى تجميل سيرة الابطال على عكس الكتاب المقدس الذي وضح قواتهم واخطائهم بمنتهى المصداقية. مع ملاحظة أن الادب الحديث تعلم هذا من الكتاب المقدس.

أيضا كثرة الأشخاص الذين يتم التأكد منهم يؤكد صدقه كما ذكرت في النقاط السابقة وهذا يوضح ان لهم سلطة ان يتكلموا عما رؤوا فعلا بحرية ومصداقية وان هذا ليس تأليف واختراع قصص.

فمن يكتب احداث كما ما جاء في الكتاب عهد قديم او جديد ونأخذ مثال وهو حياة الرب يسوع المسيح وموته وقيامته في الاناجيل هل هو له احقية ان يقول ذلك وهل يكتبه بمصداقية أم يؤلف قصص؟

يوجد معايير ان كان صادق او يكذب أي يتآمر على تأليف ذلك في علم التحقيق الجنائي كما ذكرها كتاب Cold Case Christianity

1 المتآمر الذي يؤلف احداث ويدعي انها حدثت لن يضع شخصيات كثيرة متعددة الجوانب لان هذا صعب جدا اتقانه والاقناع به فلا يمكن ان تكون قصة المسيح واحداث حياته وتعليمه وصلبه وموته وخبر قيامته قصة مؤلفة ومثلها في باقي الكتاب المقدس لكثرة شخصياتها المثبتة تاريخيا. فكما في علم التحقيقات المؤامرة تتناسب عكسيا مع العدد اي كلما ازداد عدد الشخصيات في القصة المؤلفة كلما قلت حبكتها وسهل كشفها أي انها لا يمكن حبكها كلما ازداد العدد. ومع المسيحية في بدايتها هذا العدد الضخم من الشهود من بدايتها مستحيل ان يكون مؤامرة ففي اعمال الرس أكد انهم عدد ضخم مثل 120 في اعمال 1: 15 و500 في 1 كو 15: 6 وغيره. فهل مع اعداد ضخمة مثل التي رأت المسيح ليس فقط صلبه بل بعد قيامته وشهدوا وذكر أسماء كثيرين منهم كل هؤلاء متآمرين ورغم هذا لم تنكشف المؤامرة؟ هذا مخالف للمبادئ المؤامرة حسب علم التحقيقات الجنائي.

2 أيضا المؤامرة تتناسب عكسيا مع الزمن فكلما طال زمن التحقيق في المؤامرة قلة إمكانية اخفاء المؤامرة وسهل كشفها فالزمن يظهر الكذب لان الكذاب نساي ومع طول الزمن الذي يدعي انه شاهد عيان وهو كاذب هو يخالف التفاصيل التي قالها سابقا. بل وبخاصة لو تغيرت الظروف مع الزمن. ونجد هذا يشهد لصدق التلاميذ الذين استمروا زمن طويل بنفس شهاداتهم رغم تغير الظروف. فهل مع طول الزمان من الاضطهاد لكل تلاميذ ورسل المسيح واتباعهم بحد يصل للاستشهاد كل هؤلاء متآمرين ورغم هذا الاضطهاد الطويل زمنيا بما فيه من تحقيق معهم متصل ولم تنكشف المؤامرة؟ هذا مخالف للمبادئ المؤامرة حسب علم التحقيق الجنائي. فالدليل الاخر هو ان كل هؤلاء الشهود رغم الاضطهاد البشع لم يتراجع عن شهادته ولم يقول انها مؤامرة او تأليف او كذبة او غيره بل قبلوا الاستشهاد على شهادتهم مما يؤكد صدقهم.

3 أيضا لتنجح المؤامرة، المتآمرين لا بد ان يكون بينهم اتصال مباشر مستمر ولكن متى فقدوا الاتصال عادة تنهار المؤامرة بسهولة وبخاصة تحت ضغط لان وقتها لا يعرفوا ان كان أحدهم اعترف بالمؤامرة لينجوا ام لا ووقتها المتآمرين يسرعوا بالاعتراف بل ويرشدوا عن الاخرين املين ان هذا ينقذهم من العقوبة

ولكن كما قلت في النقطة السابقة ان كل هؤلاء الشهود من التلاميذ والرسل رغم أولا تشتتهم وانفصالهم عن بعض وبعدهم وحبسهم بانفراد وأيضا الاضطهاد والعذاب البشع لهم ولم يتراجع أي منهم عن شهادته ولم يقول انها مؤامرة او تأليف او كذبة او غيره بل قبلوا كلهم الاستشهاد على شهادتهم مما يؤكد صدقهم بطريقة قاطعة حسب أبحاث المحققين لان لو فيها أي نوع من الكذب لكانوا خافوا ان اخرين يعترفوا بها قبلهم فتمسكهم رغم انفصالهم يشهد ان كل نقطة في كلامهم صادقة بالكامل.

4 أيضا المأمورة تتناسب مع قوة علاقة المتآمرين الشخصية فالإخوة أصعب من الزملاء والذين يعملوا معا في نفس المهنة لزمن طويل أصعب من الذين يختلفوا في أسلوب حياتهم. ولكن في المسيحية نجد لا يوجد هذا ورغم ذلك لم تختلف شهاداتهم. فبعضهم كان أعداء منهم يهودي غيور مع عدوه الخائن جابي ضرائب مع الجليلي مع من يحتقره الاورشليمي مع من كان يطاردهم ويقتلهم مع غرباء لم يعرفوهم من قبل مثل يهودي الشتات ومختلفين في خلفياتهم وثقافاتهم ومهنهم ومكانتهم بل وقضوا زمان قليل مقارنة بالسنين والعقود الطويلة التي ابتعدوا فيها عن بعض وبهتت الأيام التي جمعتهم بل وتشتتوا من إيطاليا للهند وغيرها من المسكونة ورغم هذا لم يعترف منهم أحد بانها مؤامرة رغم عدم وجود علاقة شخصية. مما يؤكد صدقهم بطريقة قاطعة حسب أبحاث المحققين

5 أيضا المؤامرة تتناسب عكسيا مع الضغط أي كلما ازداد الضغط على المتامرين كلما قل احتمالية استمرار المؤامرة وازداد احتمالية فشلها. وأكرر ان كل هؤلاء الشهود رغم الاضطهاد البشع لم يتراجع عن شهادته ولم يقول انها مؤامرة او تأليف او كذبة او غيره بل قبلوا الاستشهاد على شهادتهم مما يؤكد صدقهم لأنهم تعرضوا لضغط رهيب وصل للقتل والاستشهاد ولم يتراجع منهم أحد. مع ملاحظة ان اغلب هؤلاء التلاميذ تعذبوا على يد الرومان أساتذة التعذيب الوحشي الغير أدمي في هذا الزمان الذي يجعل الصادق أصلا يعترف انه كذاب لينتهي تعذيبه. ورغم هؤلاء كل الشهود صمدوا للنفس الأخير رجال ونساء وصغار.

6 المؤامرة لا تؤلف لتجعل قائدها الديني يوضع في مواقف عار او ينهزم بالمقياس البشري أي يصلب لكي يقوم

7 بل ما هو أكثر من ذلك لو كانت كذبة لن يوعد افرادها بالأتعاب لو صدقوها

فلو المسيحية وقصة الصلب والقيامة مؤلفة لكنا المفروض نجد عكس الصورة الحالية أي كان يجب ان تكون شخصيات قليلة جدا لكي يسهل تأليف الكذبة ولكن عكس هذا في المسيحية التي بها شهود كثيرين جدا وكلما كثر الشهود ضعف جدا ادعاء التأليف

وأيضا لكنا وجدنا العكس أي يحاول المسيحيين ادعاء انه انتصر انتصارات مبهرة بالمقاييس البشرية ولكن أعداء الايمان يحاولوا اثبات انه انهزم سواء صلب او مات أي ميتة مهينة

ولكن ما نراه هو ان المسيحيين يؤمنوا بان المسيح صلب ومات ميتة مهينة وقام واعداء الايمان يحاولوا اثبات انه لم يصلب ولم يتعرض للخزي.

وأيضا لن يجعل الصف الأول له في نفس الامر ان يكون نهايتهم البشرية القتل وميتات مهينة كان تأكلهم الوحوش او يصلبوا مقلوبين او محروقين وغيرها. بل لا يدعوا انهم قاموا.

بل واحد من قادة المسيحية بولس الرسول تاريخه الأول بالمقياس البشري كان قتالا للمسيحيين وأصبح قائد لهم ثم قطع راسه أي انهزم وأيضا موسى قتل وهرب ومن نفيوا وقتلوا ونشروا

وكما قلت من ناحية عامة كل الكتاب المقدس أسلوبه يؤكد مصداقيته فيذكر ضعفات الشخصيات المهمة واخطاؤهم بما فيها المشينة وهذا لن يكون موجود لو هو كتاب مؤلف وغير صادق فاغلب السير تميل الى تجميل سيرة الابطال على عكس الكتاب المقدس الذي وضح قواتهم واخطائهم بمنتهى المصداقية

بل أيضا كتبت الاناجيل في الاناجيل لهم مواقف ضعف شديد مثل مرقس الذي هرب ومتى الذي تاريخه جابي ضرائب أي خائن لليهود ولوقا الذي غير مشهور لديهم وأيضا الرسائل بولس الذي كان شاول القاتل وبطرس الذي أنكر المسيح وهكذا. لو كانت مؤلفة لكان ينسب لكتبة الاناجيل لأشخاص ويجعلوهم مرموقين في سيرتهم (ملحوظة جانبية في كل هذه النقاط لو طبقت على الإسلام على سبيل المثال يتضح انه مؤلف)

ايضا في هذه التحقيقات يبحثوا في كلام كل شخص وهو ما يفضلوا بعضهم عدم التكلم عنه ولماذا وما يركزوا عليه وما يقر به كلهم وهذا يكشف الصدق من الكذب. ونجد هذا في الكتاب المقدس والاناجيل خاصة يشهد لمصداقيتهم.

أيضا حسب فكر هذا الزمان سواء يهوي او روماني يرفضوا شهادة المرأة ولكن اول شهود قيامة المسيح امرأة يهودية مريم المجدلية فمن يؤلف قصة القيامة في هذا الزمان بكل تأكيد لن يدعي ان اول شاهد امرأة بل كان ادعى شخصية مشهورة كقائد روماني أو يوحنا الذي يعرف رئيس الكهنة أو بيلاطس او رئيس الكهنة نفسه او غيره

فالمقاييس هذه يؤكدا صدق تاريخ المسيحية

فالتلاميذ عددهم ضخم ضد المتوقع، وبعد تشتتهم لم يكن بينهم اتصال مباشر ليعرفوا ان كان اعترف أحدهم، واستمروا زمن طويل يشهدوا، وتعرضوا لأقصى الضغط حتى الاستشهاد

وهذا حسب القانون الأمريكي الحالي يشهد بمصداقيتهم. وبخاصة القانون في صف الشهود حتى يثبت العكس

فالمحلفون عليهم مسؤولية ان يأخذوا نظرة غير متحيزة تجاه الشاهد ويفترضوا أفضل شيء عنه الا لو ثبت لديهم شيء مخالف. فيقول القانون

لو الأدلة توضح ان خصائص الشاهد من ناحية المصداقية لم يتم نقاشها بين الناس الذين يعرفونه يمكنك ان تستنتج من عدم مناقشة ذلك ان خصائص الشاهد من ناحية المصداقية انها جيدة

Section 115, Judicial Council of California Criminal Jury Instructions, 2006.

فعليهم افتراض صحة الشاهد حتى يثبت بدليل واضح كذبه.

(المتهم بريء حتى تثبت ادانته والشاهد صادق حتى يثبت كذبه)

ونجد أنه لم يتكلم أي أحد في زمن التلاميذ على أي شيء يمس مصداقية شهاداتهم وهذا أيضا حسب القانون يشهد لمصداقيتهم وهذا يظهر أن المشككين هذه الأيام ابعد ما يكون عن الحيادية

أيضا المحلفين عليهم إدراك لو كان الشاهد سيتربح شيء من شهادته يدفعه ان يكذب ونجد أيضا هذا في صالح التلاميذ الذين خسروا كل شيء من اجل الايمان

كل شخص له دافع ولا يوجد شخص محايد بالكلية ولكن هل ميله يكفي بان يجعله يكذب او يرتكب جريمة؟

الشخص يكذب أو يرتكب جريمة لو كان سيتربح ويظن ان كذبه او جريمته صعب ينكشف أي هو نسبة وتناسب ما بين الذي ما سيربحه الذي يجعله يكذب ويخاطر بخسارة انكشاف كذبه بما فيه من عار. فالذي لن يربح شيء على الاطلاق لن يكذب لو كان هناك فرصة ان كذبه ينكشف. ولكن الشخص الذي سيتربح بشدة قد يغامر ويكذب لأنه يرى ان المكسب يستحق المغامرة

فمثلا التلاميذ حتى لو لهم ميول او دوافع مختلفة لن يكذبوا وهم يعرفوا ان هناك كم كبير من اليهود ممكن يكشفوا كذبهم وفي المقابل التلاميذ الذين يعرفوا سهولة كشف كذبهم هل يوجد هناك دافع يصل من القوة ان يجعلهم كلهم يغامروا هذه المغامرة؟

لخص علم التحقيق الجنائي ثلاث دوافع رئيسية يندرج تحتهم اغلب الدوافع وهم المال (او الأملاك) والجنس والسلطة (الكتاب ذكر ثلاثة مشابهين وهم شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة)

فاولا شهوة المال او الطمع او الحصول على أملاك

والثاني الشهوة الجنسية سواء للحصول عليها او أحيانا غيرة او انتقام

والثالث الحصول على سلطة او مرتبة او أحيانا دافع انتقام من الذي حصل على سلطة أفضل

كل هذا قد يدفع الشخص لكي يكذب او يرتكب جريمة ولكن وجود دافع حتى لو كان قوي لا يعني بالضرورة الشخص ارتكب الكذب او الجريمة ولكن عدم وجود دافع يقلل جدا احتمالية ان الشخص او الشاهد كذب او ارتكب الجريمة. فلماذا يغامر بعقوبة بدون فائدة من الثلاثة الذين قدمتهم؟

فيقول القانون الأمريكي

وجود دافع قد يكون عامل يميل ان يظهر ان المتهم انه مذنب. عدم وجود دافع قد يكون عامل يميل أن يظهر أن المتهم بريء

Section 370, Judicial Council of California Criminal Jury Instructions, 2006.

فبتطبيق هذا على التلاميذ، لا يوجد أي دليل تاريخي إيجابي لا المسيحي ولا أعداء المسيحية قال ان التلاميذ قاموا بكل هذا وشهادتهم وايمانهم بالمسيح بدافع مكسب من الثلاثة الذين قدمتهم

فأولا التلاميذ لم يحصلوا على أي مكسب مالى ولم يكن بدافع شهوة مال بل نرى العكس انهم ضحوا بكل ما يملكوه في سبيل ايمانهم بل من بدايات ايمانهم كما قال لوقا 18: 28 ومع بداية التبشير لم يكن لديهم لا فضة ولا ذهب اعمال 3: 6 بل فلم يكتسبوا بل كانوا يخسروا كما في اعمال 20: 33 واستمروا يبشروا وحالتهم المادية تزداد سوء سواء من جوع وعطش واحتياج كما في 1 كو 4: 11 و2 كو 6: 9-10. ولم يذكر أي منهم ولا اعدائهم انهم أصبحوا اغنياء بل هم وضحوا ان حب المال هذا يمثل تهديد للحياة الأبدية مثل يعقوب 2: 5. بل أصلا التلاميذ والرسل لما كان يمكنهم ان يكذبوا ويدعوا انهم فقراء وهم يفعلوا هذا لأجل المال لأنهم يوجد كم ضخم حولهم قادر على اظهار كذبهم وهذا سيكون له نتيجة عكسية. بل الحقيقة التلاميذ والرسل لو كانوا يبحثوا عن المال وهذا كان هدفهم فأسهل طريقة هي كانت انكار المسيح ولكانوا حصلوا على أموال كثيرة وأصبحوا اغنياء

وثانيا لم يكن مدفوعين بدافع جنسي بل نجد العكس ان التلاميذ في الزمن الذي الجنس متاح وتعدد الزوجات عند الامميين مسموح نجدهم يوصوا بالزوجة الواحدة او البتولية 1 كو 9: 5 ومقاومة الشهوة وهم أنفسهم كانوا امثلة في هذا. وشهد تلاميذهم ان المتزوج منهم كان يترك زوجته في التبشير والاخرين استمروا بتوليين لاجل التبشير. مثلما قال اكليمندوس الاسكندري في الجزء الرابع من كتاب Ante-Nicene Fathers بل وضع التلاميذ والرسل شرط ان من يصبح شماس او أسقف يجب ان يكون بعل امراة واحدة في 1 تي 3: 2

وثالثا التلاميذ والرسل لم يكونوا مدفوعين باي دافع سلطة او انتقام او غيره بل من كان منهم له مكانة مثل يوحنا وبولس وغيره تنازل عن هذه المكانة بل تنازلوا حتى عن حق الحماية وتعرض للعذاب من اجل التبشير ووصلوا ان يحرقهم الرومان في زمن نيرون بدل أعمدة الاضائة. فحتى القيادة في المجتمع المسيحي والسلطة الرسولية لم تكن مكسب بل معناه اعتراف بتهمة الايمان بالمسيح التي كانت تهمة تسبب خطورة شديدة للعذاب واضطهاد للاستشهاد. فالنسان يكذب لكي يفوز او ينجوا وليس لكي يتهم ويقتل

فالتلاميذ لم يكن لهم أي مكسب بل خسائر واضحة فهذا يقطع بصدقهم وانهم كانوا مدفوعين بان يقولوا الحقيقة ويشهدوا بصدق ما رؤوه

فكما قلت الكل غير محايد وقد يستشهد البعض بهذا ويقول التلاميذ كانوا غير محايدين في صالح المسيح ولكن النقاط الماضية توضح ان ميلهم للمسيح كانسان فقط ومعلم صالح لا يكفي ان يجعلهم يخوضوا كل هذه الاتعاب. بل يوجد دليل اخر وهو ان التلاميذ أصلا لم يكونوا مسيحيين ولكن أصبحوا مسيحيين بعد شهادتهم لحياة والام وقيام المسيح فهم أصلا لم يكونوا غيورين على المسيحية بل كانوا غيورين على اليهودية وأصبحوا مسيحيين بما رؤوه وهذا يشهد ان التحيز لم يكن موجود من الأصل. بل حتى منظورهم للمسيح المنتظر كيهود أصلا يختلف بالكلية عن الرب يسوع المسيح لأنهم نشؤا على تعاليم الشيوخ اليهود الذين غرسوا فيهم ان المسيح سيكون محارب عظيم وسينقذهم من الرومان. بل أصلا حتى اخر حياة المسيح هم تركوه وهربوا لأنهم لم يكونوا يتوقعوا ان المسيح يصلب فهذا ينفي التعصب كدافع. وبالطبع لم يكونوا يصدقوا انه سيصلب ويقوم. فكل هذا يوضح ان شهاداتهم ليس بسبب خلفية نشؤا عليها ومتعصبين لها بل هي عكس خلفيتهم. فشهادتهم تعكس صدق رؤيا عينهم وبخاصة بعد رؤيتهم للمسيح بعد قيامته وليس تعصب سابق. فهم كانوا مساقين من قبل الأدلة التي رؤوها ولهذا هم لم يكونوا يكذبوا او يؤلفوا. فالذي يتهم التلاميذ بالكذب لانهم متعصبين فالواضح انه هو المتعصب فهم يكذبوا لكي ينجوا وليس لكي يقتلوا ولا يوجد شهادة قديمة تنكر قتلهم في سبيل ايمانهم.

لو انطبقت كل هذه الخصائص فالشاهد تعتبر شهادته صدق حسب القانون وهذا يشهد قانونيا بصدق التلاميذ بل وكتبة كل اسفار الكتاب المقدس

أيضا مبدأ مهم وهو هل الشاهد يوجد شيء يثبت صحة شهادته؟

أي مثلا لو وجدت دليل أثرى يثبت نقطة من كلام الكاتب التاريخي فهذا يؤيد مصداقيته وسلطته في كلامه وبناء عليه بقية ما قال حتى لو لا يوجد دليل مادي إيجابي حقيقي ينفي الباقي فالمفروض انه يتم اعتبار صدقها.

فلا يجب رفض شهادة كاتب لعدم توفر ادلة اثرية لان هذا دليل سلبي ويجب اعتبار قبول كلامه وبخاصة لو وجد دليل يثبت أحد النقاط التي قالها.

وشاهد العيان الصحيح يجب يتكلم بطريقة عن المكان الجغرافي لما يشهد عنه في الوقت الذي حدث فيه هذا

في الأربع اناجيل نجد انهم يشيروا بدقة الى المناطق الجغرافية على عكس الكتابات الابوكريفية وقدمته هذا في معايير مصداقية الكتاب المقدس دقته جغرافيا

حتى الأسماء فمثلا قدم العلماء مقارنة بين كتابات يهودية تاريخية من 300 ق م الى 200 م (وتغيرت في الفترة الزمنية بعد هذا) والاسماء اليهودية التي فيها ونسبها مع ما ذكره الاناجيل من أسماء فمثلا

اسمي سمعان ويوسف أتت في الكتابات اليهودية من هذا الزمان 16% ونجد انها في الاناجيل 18% مما يؤكد مصداقيتها وانهم شهود عيان من زمن الاحداث

في هذا الزمان نجد 41.5% من الرجال يحملوا 1 من تسع أسماء مشهورة يهودية ونجد في الاناجيل 40.3% أي نفس النسبة مما يشهد لمصداقيتهم

29% من النساء يحملوا اسم مريم في الاناجيل 39%

49.7 % من أسماء النساء يحملوا 1 من تسع أسماء مشهورة. الاناجيل 61.1%

رجل او امراة يحمل اسم متفرد هذا نادر في الكتابات اليهودية ونجد هذا أيضا في الاناجيل.

Bauckham, Jesus and the Eyewitnesses, 1113.

Tal Ilan, Lexicon of Jewish Names in Late Antiquity,

وهذا في التحقيق يثبت صدق شهاداتهم في كل النقاط

بل نجد ان نسب الأسماء الموجودة في الاناجيل تتفق مع أسماء يهود اليهودية وليس أسماء يهود الشتات في مصر

فهم في اليهودية حسب كثرة الاستخدام بالترتيب: سمعان يوسف اليعازر يهوذا يوحنان

اما في مصر بالترتيب: اليعازر ساباتايوس يوسف دوسيثيوس بابوس

Bauckham, Jesus and the Eyewitnesses, 1113.

ونجد نفس ترتيب الكثرة في الاناجيل.

ونفس الامر نجده ينطبق على باقي اسفار الكتاب المقدس. فكتاب الاسفار بما فيهم الاناجيل لهم سلطة ان يكتبوا هذا لأنهم فعلا شهود عيان ومسؤولين عن كتابة هذه الأمور.

ومن ناحية كل سفر فكتاب اسفار الكتاب المقدس لهم شهادات واضحة على سلطانهم للكتابة من الوحي وينطبق عليها معايير القانونية وهذه قدمتها تفصيلا في ملفات قانونية كل سفر ومن يريدها تفصيلا يجدها في

مقدمة النقد النصي والقانونية

وهذه لها هي الأخرى معايير كثيرة اذكرها باختصار شديد

سلطته النبوية Prophetic Authorship

شهادة الروح القدس بصدق كلامه Witness of the Spirit

فكر لاهوتي واحد One theology

نفس كلامه عن طبيعة الله Nature of God

قبول جماعة المؤمنين للسفر Acceptance

فكل هذا يشهد لكل اسفار الكتاب المقدس انها كتبت بواسطة من لهم الاحقية أن يكتبوا هذه الاسفار في هذا الزمن. وكما قلت قدمت كل سفر لماذا يقبل وكل سفر غير قانوني من التي كتبها الهراطقة لماذا رفض

بناء على

History تاريخيته التي في الاسفار الغير قانونية خطأ

No Claim لم يدعى انه سفر قانوني

Never Cited لم يقتبس منه الأباء الأوائل

Not on Early Lists لا يوجد في قوائم قانونية الاسفار الاولى

Rejected by Many Catholic Scholars مرفوض من الكنائس الأولى

Demonstrable Errors يوجد به الكثير من الاخطاء

No Evidence of Inspiration لا يوجد به دليل على انه مكتوب بالوحي الإلهي

وكل كتاب اسفار الكتاب المقدس بتعددهم مشهود لهم ويظهر احقيتهم وهذه الشهادات كلها متكررة

فأسفار العهد الجيد مثلها مثل اسفار العهد القديم الذين كتبوها كان مشهود لهم من الروح القدس واعلانه ومن جماعة المؤمنين انهم يكتبون بوحي الروح القدس ولم يختلف على قانونية سفر او غيره. والتشكيك في أي سفر هو مثل التشكيك في هل الاليازة لهوميرس وهل له الحق أن كان يكتبها او هل اعمال اخناتون لاخناتون او هل الاسكندر شخصية حقيقية أو كتاب الحروب او الحوليات ليوسيفوس وهل كان له الحق ان يكتبها ام لا. فعندما يدعي أحد شيء كهذا ضد هذه الكتب فهو كأنه يقول كل شيء في التاريخ البشرى لا يُمكننا أن نثق به

فللتوضيح لم يكن أحد في زمان السفر يتكلم هل هو قانوني ام لا وهل يخضع لشروط القانونية بل لا يسال ما هي شروط قانونية هذا السفر بل يقروا بدون جدل احقية الكاتب في ان يكتب هذا السفر.

بمعنى انه لما بدا يكتب موسى اسفار التوراة الخمسة لم يتكلم أحد عن لا معايير قانونيتهم ولا غيره بل موسى رجل الله الذي صنع الله معجزات كثيرة على يديه مثل الضربات العشرة وشق البحر وغيره. شعب إسرائيل يعرفوا جيدا انه طالما كتب وحي روح الله القدوس فهذا كتاب مقدس فهو مشهود له احقية الكتابة. واستلموه بدون نقاش ولا معايير ولا غيره، وبعد موسى جاء يشوع وأيضا كان مؤيد بالمعجزات وأيضا كتب سفر يشوع بإرشاد الروح القدس واضافه اليهود مباشرة الى الكتاب المقدس الذي تزايد عدد أسفاره. ثم بعد هذا يأتي صموئيل نبي الله المشهود من الروح القدس ومؤيد بالمعجزات وأيضا مشهود له من كل شعب إسرائيل وقاضي إسرائيل ومؤسس مدرسة الأنبياء ومشهود له فيضيف القضاة وراعوث وصموئيل وهكذا سفر تلو الاخر الذي استمر الى العهد الجديد ومجيء المسيح

والرب يسوع عين تلاميذه ورسله واعطاهم روحه القدوس وايدهم بالمعجزات وشهد له الروح القدس وشهدت لهم أعمالهم وهم أعمدة الكنيسة والمشهود لهم من كل الكنيسة وبدؤا يكتبوا اسفار العهد الجديد الذي لم يكن عليه أي خلاف مثل الأربع اناجيل لتلميذين متى ويوحنا ورسولين مرقس ولوقا ثم بولس الرسول المشهود له المؤسس كنائس كثيرة والمشهود له من الكل بإعلان الروح القدس والمعجزات وكتب 14 رسالة ثم يعقوب التلميذ ويهوذا التلميذ وبطرس التلميذ ويوحنا التلميذ

واستمر القرن الأول ولم يتكلم أحد عن هذا ولا عن قانونية أي سفر ولم يجادل أحد في استحقاقهم وكلهم 27 سفر قانونيين ولم يتكلم أو يجادل أحد لا عن قانونية ولا معايير ولا غيره بل شهوا لبعضهم بعضا واقتبسوا من العهد القديم وتلاميذهم اقتبسوا من اسفارهم فالأسفار أبناء جماعة المؤمنين ولدت بينهم من الذين لهم الاحقية ومشهود له

للشرح اضرب مثال الأبناء. فالأب لو أنجب عشر أبناء ابن تلو الاخر لا يقول له أحد ما هو معايير قانونية ابنك ولا هل هو قانوني ام لا ولا غيره وهل لك الاحقية فهذا امر لا خلاف عليه. وهكذا كانت كل اسفار الكتاب المقدس.

فتقنين الأسفار لم يتم في مجمع أو في جلسة، اجتمع فيها أساقفة المسيحية في الشرق والغرب، فقرروا ما هو قانوني وما هو غير قانوني ومن له احقية ومن ليس له أحقية. هذا لم يحدث، بل هو ادعاءات كاذبة. تقنين الأسفار كان إجراء مسلم به مع الزمن. فالمسيحيين استلموا الكتب الرسولية، بشكل تلقائي. وأول ما يجب ان نعرفه أمرين هامين:

لم يكن هناك كتب وُضعت في مقارنة مع كتب العهد الجديد، وتم الاختيار بينهم. فلم يأتي أسقف مدينة ما ووضع كتب العهد الجديد في مقارنة مع كتب أخرى، ثم إختار كتب العهد الجديد ورفض البقية. ولم يحدث ابدا في تاريخ المسيحية انهم احضروا 20 انجيل أو خمسين سفر عهد جديد ولا غيره واختاروا 4 أربع اناجيل و27 سفر فقط. هذا لم يحدث لا في نيقية ولا غيره. واطالب المدلسين الذين يكررون هذا بتقديم ادلة تاريخية حقيقية عليه

كمثال، لم يأتي أحد بإنجيل يوحنا وإنجيل بطرس وطبق عليهم معايير ما فنجح إنجيل يوحنا فى هذا الاختبار وسقط إنجيل بطرس! هذا لم يحدث، فالكتب القانونية كانت معروفة والكتب الغير قانونية كانت معروفة من خلال التقليد الرسولي للكنيسة المسيحية والاجماع والشهود في زمن الكتابة.

نقطة هامة وهي

بناء على علم التحقيق الجنائي بعد ان يروا ان الشاهد له سلطة أحقية ان يشهد أي فعلا هو شاهد وليس مدعي ويتوصلوا انهم عندهم لهذا الحدث عندهم أكثر من شاهد في القضية له الحق ان يشهد وانطبق عليهم كل الصفات السابقة فيعتبروا شهود صادقين ولكن بعض التفصيلات اختلفت في شهاداتهم فماذا الحل؟

في الحقيقة القانون يوضح جيدا انه لو كانوا شهود صادقين بناء على المعايير السابقة فيجب بل لابد ان تختلف بعض التفصيلات ولا يمكن انطباقها بل كلما ازداد الشهود لابد ان تزداد الخلافات ولكن الخلافات لا تعتبر تنحية لصدق شهاداتهم بل هي في العلم الجنائي هي تشهد لصدقهم. فيوصي المحلفين ان لا يرفضوا شهادة شاهد لو جزء منها اختلف مع شاهد اخر فالاختلاف ليس تناقض. فيقول القانون

لا ترفض بطريقة اوتوماتيكية شهادة لأنها فقط تختلف او تناقض. يجب ان تعتبر الفرق هل هو مهم ام لا. البشر بمصداقية ينسوا أشياء او يخطؤوا فيما يتذكروه وأيضا شخصين يشهدوا نفس الحدث ورغم هذا يروه ويسمعوه بطريقة مختلفة.

Section 105, Judicial Council of California Criminal Jury Instructions, 2006.

بل العكس هو الصحيح فيرتاب المحققين أكثر لو تطابقت الشهادات تماما عن ان يكون بينها اختلافات ظاهرية قد يظن البعض انها تصل للتناقض. فهم لا يعتبروا الخلاف تناقض بل يحاولوا أولا تجميع قطع المشهد من هذه الخلافات فيجدوا انها ليست اختلافات بل تفاصيل مكملة.

فاختلاف طريقة رؤية وسماع نفس الحدث لعدة شهود هو اختلاف خبراتهم السابقة في حياتهم والمواقف وأسلوب نظرهم ونظرتهم للحياة والعالم هذا يجعلهم يفتكروا الموقف أو يتكون في ذاكرتهم بطريقة مختلفة بسبب ما شد انتباههم في الموقف وعلاقته في عقلهم الباطن لا اراديا بهذه الخبرات السابقة.

فشخص يعمل في مجال ما او يقرأ في شيء محدد او حدث معه احداث درامية عبر حياته حفرت في عقله الباطن بطريقة معينة او كونته عنده خبرة أو حساسية معينة أو غيره سيختلف شهادته لنفس الموقف بناء على كل هذا. فهو لا يكذب بل حتى لا يوصف انه غير دقيق بل هو صادق ودقيق ولكن لا يستطيع ان يفصل ذاكرته ان تتفاعل مع كل هذه الخبرة الموجودة في اللاوعي.

بل عندما يجدوا الشهود متوافقين تماما يعرفوا انهم اتفقوا على هذه الشهادة ليس في المضمون بل حتى التفصيلات الفرعية ويرتاب المحققين فيها.

أيضا توافق الشهادة بالكامل هو يزيل تفاصيل هامة تم ازالتها للتوفيق وهذا خسارة. فما يبدوا في الظاهر هو اختلافات هو يصنف عند المحققين تفاصيل تكمل وتظهر خبايا الموقف وليس تناقض. فلو شاهدين راجعوا شهادتهم معا هم عن قصد أي اتفاق او تامر او عن دون قصد كل منهم يتنازل عن بعض التفاصيل ليوفقا شهاداتهم. بل يفضل المحققين ان يحصلوا على ثلاث شهادات أو أكثر غير متوافقة عن ان يحصلوا على شهادات متوافقة كما لو كانت شهادة واحدة لأنهم بهذا يعرفوا انهم خسروا تفاصيل هامة كانت ستظهر ابعاد في الموقف التي تظهر بهذه الاختلافات. فحتى علم التحقيق الجنائي يقر ان الاختلافات هي مهمة وتكميل وليست تناقض.

ولهذا المحققين عندما تزداد خبرتهم يسهل لديهم تفسير ما كان ظاهرا انه اختلاف عندما يبدؤا يعرفوا أكثر عن طبيعة الشهود وشخصيتهم ووجهة نظرهم. بل لو في جريمة سرقة بتهديد السلاح قد يشهد شاهدين احدهم ان السارق معه سلاح والثاني يشهد انه لم يكن معه سلاح هذا قد يصنفه البعض تناقض صارخ ولكن المحققين يسهل لديهم كشف هذا من سؤال كل شاهد موقعه من الجريمة فعندما يدركوا ان الشاهد الذي قال كان معه سلاح هو واقف من الجانب والذي قال أنه لم يكن يحمل سلاح هو كان يراه من ظهره فيعرفوا ان السارق كان يحمل بالفعل سلاح وكان يحاول اخفاؤه الا للكاشير الذي امامه فلهذا من نظر من الجانب تمكن ان يرى السلاح والذي كان يقف في الخلف لم يراه وهذا الاختلاف هو يوضح تفاصيل ويشرح انه كان يخفيه في البداية وانه اظهره وقت محدود فهو كان يتجنب احداث زعر بين المحيطين وانه اسرع بإخفائه بعد تحقيق هدفه فهو لم يهدد احد اخر بالسلاح. فهذه ابعاد وتفصيلات تظهر من الاختلافات التي قد يظن من ينظر اليها بطريقة سطحية انه تناقض فهو ليس تناقض والشهود في هذه الحالة صادقين.

فهذا الاختلاف يفيدهم أكثر من ان يتفق الشاهدين في حمل السلاح فلا يعرفوا ان كان يهدد الكثيرين واثار الرعب ام لا.

ولكن الشاهد الذي يأتي في النهاية ويكون سمع شهادات الشهود السابقة هو عادة يختصر جدا التفاصيل ولكن يركز على النقاط التي لم تذكر في الشهادات السابقة.

فلهذا علم التحقيقات الجنائي يستلزم في الشهادات الصادقة والذي يكون له احقية الشهادة

1 شهادة الشهود لابد ان تظهر منظورهم

فشاهد العيان سيشرح الحدث الذي راه حسب مشاعره ومنظوره وخلفيته فليس كل شاهد عيان هو في نفس الموضع ليرى نفس تسلسل الاحداث ونفس التفصيلات. ولكن يجب ان يتم تجميع الشهادات المختلفة لتشمل التفصيلات مثل قطع الصورة

2 شهادة شاهد العيان يجب ان تكون شخصية

فكل شاهد عيان يجب ان يشرح الحدث بلغته وتعبيراته الشخصية وانفعالاته ولهذا المفردات اللغوية والتفصيلات يجب ان تختلف بناء على تذوق كل شخص واهتماماته وخبراته السابقة أي مع مراعات الخبرات الشخصية المختلفة.

3 شهادات الشهود قد تحتوي على مناطق اتفاق في المضمون

فبعض العناصر في الشهادة قد تكون متطابقة وبخاصة عندما يصفوا حدث كان درامي مؤثر للغاية او كان هام جدا لتسلسل الاحداث ولكن تختلف في التفصيلات الفرعية.

4 الشهادة الأخيرة قد تملا فراغات موجود في الشهادات السابقة

فشهادة الأخير الذي كان يعرف شهادات السابقة عادة ستكون عن تفصيلات لم يذكرها السابقين وسيلخص أشياء ركز عليها السابقين

وهذا يوضح مثلا في الاناجيل الثلاث اناجيل شهود مستقلين ولكن يوحنا يعرف شهاداتهم لان هذا ينطبق بدقة عليهم.

وعندما نطبق هذه القواعد من التحقيق الجنائي فنجد ما يدعيه البعض تناقضات سواء في الاناجيل او مثل ما بين صموئيل وملوك واخبار الأيام وهكذا هي ليست تناقضات بل تكميل وتفاصيل لان الروح القدس لا يلغي شخصية كل كاتب.

فالرب لو يريد ان يبلغنا تفاصيل حياة الرب يسوع المسيح باستخدام الأسلوب البشري الحقيقي فالأربع اناجيل بالفعل نجحوا في هذا. وأيضا بقية اسفار الكتاب المقدس التي في كلهم كتابها هو شهود عيان صادقين لهم احقية الشهادة لانه مشهود لهم وكتبوا التفصيلات بدقة حسب تفاعلهم وارشاد الروح القدس لهم مع عدم لغي شخصيتهم.

فبالإضافة الى معيار الدقة الذي قدمته في الجزئيين 1 و2 ومعيار الحداثة والكتابة زمن الاحداث في جزء 3. أيضا من معيار كيفية التحقق من صدق الشهود واحقيتهم بالشهادة يشهد على مرجعية ومصداقية الكتاب المقدس.

ففي كل معيار نجد الكتاب المقدس يتفوق بطريقة لا تقارن على أي كتاب اخر في المعايير الاكاديمية لمصداقية الكتاب ورغم هذا يقبلوا باقي الكتابات بمصداقية وفي المقابل لعدم حيادتيهم لا يقبلوا مرجعية ومصداقية الكتاب المقدس المثبتة بطريقة قاطعة بالأدلة أكثر من باقي الكتب.

فالأمر ليس بحث عن دليل يثبت مرجعتيه ومصداقيته بل هذا يثبت انهم مهما اكتشف من ادلة على دقته هم اختاروا رفضه للرفض لكرههم له بعدم حيادية ولن يقبلوا مهما اكتشف من ادلة ولكن المعايير الاكاديمية تشهد على مصداقيته بوضوح.

وكل نقطة من هذه النقاط من الدقة المختلفة المجالات كلها ملاحظة ومختبرة وتصمد في مواجهة النقد الأعلى وتشهد على الرب الذي لم يترك نفسه بلا شاهد

ونكمل معا بعض المعايير الاكاديمية في الأجزاء القادمة بمعونة الرب



والمجد لله دائما