لماذا لم يعترض المسيح على التوراة السامرية يو 4



Holy_bible_1

June 30, 2022



الشبهة



لماذا لم يعترض المسيح على التوراة السامرية المحرفة عن توراة موسى؟



الرد



باختصار شديد التوراة السامرية لم تكن مشهورة ولا تؤثر على اليهود ولكن بالفعل الرب يسوع المسيح له كل المجد اعترض على التوراة السامرية

فاولا التوراة السامرية هي غالبا مرت بمراحل وهي شرحتها في ملف

تاريخ ومخطوطات التوراة السامرية

فاولا عدد السامريين هو قليل جدا عبر الأجيال مقارنة باليهود

ثانيا نسخ السامرية القديمة ليس لها وجود لنعرف مقدار الاختلاف في زمن الرب يسوع المسيح

الكتاب المقدس عند السامريين، المحفوظ فى مجمع نابلس، هو نسخة من التوراة (أسفار موسى الخمسة) تعرف " بدرج أبيشا" إذ ينسبونه إلى " أبيشا " أحد أحفاد موسى، ويدعوا إنه كتبه فى السنة الثالثة عشرة بعد غزو كنعان، ولكن لا أساس لهذا الزعم. وهي مكتوبة بصورة معدلة من الخط العبري القديم أو الخط الكنعاني الشبيه بالكتابة على حجر موآب، والنقش في سلوام، وألواح لخيش، وعلى الأخص ببعض مخطوطات قمران. وبسبب بعض الكوارث أصاب التلف الجزء الأكبر من المخطوطة، ولم يبق من المخطوطة القديمة سوى الأصحاحات الثلاثة الأخيرة من سفر العدد مع كل سفر التثنية. وأقدم النسخ الموجودة من التوراة السامرية عليها ملحوظة بمبيعها فى 1150م، ولكن الأرجح أن المخطوطة نفسها أقدم من ذلك ببضعه قرون "هي كما حدد علماء المخطوطات من القرن العاشر الميلادي وتحتوي على اجزاء قليلة من سفر الخروج فقط". وتوجد مخطوطة مكتوبة فى 1204م وهى تعتبر اقدم مخطوطة شبه مكتملة ويتخذ منها بعض الترجمات ويمز لها بالحرف اليف العبري ، واكمل النقص الذي فيها من مخطوطات بعدها في القرن التاسع عشر فاضيف اليها من تكوين 1: 1 الي 12: 4 و النهاية من تثنية 14: 21 الي 34: 12

بينما توجد مخطوطة أخرى ترجع إلى 1211/1212م محفوظة فى مجموعة مكتبة إيلندز فى مانشستر، برقم Sam Ms No2

وأخرى ترجع إلى 1232م فى المكتبة العامة بنيويورك.

واحدة في كامبردج برقم Add714 وايضا اضيف اليهما تكوين 1: 1 الي 11 وتثنية 30: 12 الي 34: 12

واحدة في مكتبة الفاتيكان Or1 وينقصها الكثير

وايضا النص السامري المنقح لابي سعيد الموجودة في المكتبة الوطنية بباريس ويرجع تاريخها الي 1514 م فيما عدا تثنية 26: 15 الي 34: 12 هي اضيفت بعدها

إذا المخطوطات المتوفرة لدينا هي أحدث من زمن الرب يسوع المسح له كل المجد بكثير فلا نعرف مقدار الاختلاف وكم خلاف كان موجود وقتها لان حاليا بها 6000 خلاف.

ثالثا هي كانت غير منتشرة فحتى اباء الكنيسة الأوائل قلة قليلة جدا منه قد يكون لهم بها علم مثل أوريجانوس ويوسابيوس القيصري وجيروم، ولكنها لم تعرف عند علماء الغرب إلا بعد أن اكتشف " بيترو ديلافال" (Pietro della Vale) مخطوطة فى دمشق فى 1616م، وقد أحدثت ضجة ضخمة بين علماء الكتاب ولولا هذا لما كانت اشتهرت وبقت فقط يعرفها المتخصصين، ونشرت نصوصها فى نسخة الكتاب المقدس متعددة اللغات التى نشرت فى باريس فى 1632م، وكذلك فى النسخة متعددة اللغات التي نشرت فى لندن فى 1657م

والنص فى التوراة السامرية، يمثل نصاً منقحاً للتوراة العبرية، فهو أحياناً يختلف عن العبرية أو عن السبعينية، وأحياناً يختلف عن الاثنتين. ويوجد نحو 6.000 اختلاف بين النسخة السامرية والنسخة العبرية الماسورية، وأغلبها أخطاء فى النسخ ولا تمس حقيقة جوهرية. فحتى الاختلافات هي ليست مؤثرة ولكن قلة منهم ترجع إلى تغييرات مقصودة لتأييد بعض عقائدهم مثل تغيير عيبال إلى جرزيم (تث 27: 4) وغيرها من فكر السامريين الخطأ.

رابعا من قال ان الرب يسوع المسيح لم يعترض على النسخة السامرية من التوراة؟

فلم يذكر كل ما قاله الرب يسوع المسيح بالتفصيل بل فقط ما هو كافي

رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 16

"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،"

ولكن يوجد إشارة شبه واضحة ان الرب يسوع المسيح اعترض على التوراة السامرة في لقاؤه مع المرأة السامرية عندما جاءت المرأة السامرية إلى البئر العتيق طلباً للماء، فطلب منها يسوع أن تعطيه ليشرب، ولأنها كانت تعلم أن " اليهود لا يعاملون السامريين"

إنجيل يوحنا 4

9 فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ.

فهي اندهشت وهذا يوضح ان التعاملات بينهم شبه منقطة فهذا يوضح ان اليهود غير متاثريين بالتغيرات التي قام بها السامريون في نسختهم. وعندما واجهها الرب يسوع بأحد أسرارها، حولت الحديث إلى النواحي الدينية والخلافات الموجودة في السامرية قائلة:

انجيل يوحنا 4

19 قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ، أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!

20 آبَاؤُنَا سَجَدُوا فِي هذَا الْجَبَلِ، وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّ فِي أُورُشَلِيمَ الْمَوْضِعَ الَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُسْجَدَ فِيهِ».

فهي تسال أي هو الصحيح جرزيم كما قالت السامرية ام اورشليم كما قالت الماسورية؟

21 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، صَدِّقِينِي أَنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ، لاَ فِي هذَا الْجَبَلِ، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ.

فأكد لها الرب يسوع أن العبادة الحقيقية ليست فى هذا الجبل ولا فى أورشليم، لأنه هو المسيا قد جاء.

ولكنه أيضا اكد ان الفكر اليهودي وما تقوله التوراة الحقيقية اليهودية هو الصحيح فقال

22 أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ. لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ.

قال لما وليس لمن. أي القصد العقائد والشرائع والنواميس. فالمسيح لا يتكلم عن شخص الله بل عن أصول العبادة. حتى لا تفهم السامرية أن أورشليم تتساوى مع جرزيم، قال المسيح هذا حتى تفهم أن عبادة اليهود هي الحق والهيكل في اورشليم حسب التوراة الماسوريتك هو الصحيح وان جرزيم حسب السامرية خطأ، والسامريين ولو أنهم يعبدون الله إلاّ أن الله عندهم غير معروف فهم لا يؤمنون بالأنبياء الذين أعلنوا الله، أمّا اليهود فكانوا يعرفون الله معرفة صحيحة. والمسيح هنا لا يدافع عن اليهود بل عن الحق المعلن لليهود. فالله استأمنهم على أسرار الخلاص. وهو يدافع عن مصدر الخلاص الآتي الذي هو نفسه، ويشفق على السامريين إذ أن عبادتهم تذهب سدى بسبب عدم معرفتهم وغياب الحقيقة. والحقيقة أن المسيح (الخلاص) سيتجسد ويأتي من اليهود، وهذه الحقيقة أعلنها الأنبياء الذين لا يؤمنوا بهم في توارتهم السامرية. وقال أما نحن فنسجد لما نعلم أي المعرفة التي أعطاها الله لموسى وللأنبياء الموجودة في التوراة اليهودية لان السامرية حذفت اسفار الأنبياء. بل قال الخلاص هو عند اليهود فهنا عدم المجاملة في العقائد. فالمسيح لم يقل "الكل واحد" بل هناك حق وهناك خطأ. وهم انحرفوا عن أصول العبادة أي عن العقائد السليمة ونسختهم انحرفت عن كلام الرب الحقيقي....

فهذا في رأيي اعتراض واضح من الرب يسوع المسيح على فكر السامريين الموجود في نسختهم السامرية

واكتفي بهذا القدر



والمجد لله دائما