الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى لماذا غادرت السيدة العذراء الهيكل
لماذا غادرت السيدة العذراء الهيكل؟
د. غالي
24 يناير 2020
لماذا غادرت السيدة العذراء مريم الهيكل؟ الإجابة المعتادة ستكون لأنها بلغت. ولكن ما الإشكالية في هذا؟ فهناك بالغات واستمرين مكرسات للهيكل. فلمعرفة هذا ندرس بعض الأمور التاريخية باختصار.
الطوباوية مريم هي نزيرة فأودعت الهيكل حسب التقليد عن عمر ثلاث سنوات. وانضمت للمكرسات أي البتوليات التابعات للهيكل. ولكن اسم راهبات هو حديث اول تسمية كانت في زمن موسى باسم المتجندات " وصنع المرحضة من نحاس وقاعدتها من نحاس من مراءي المتجندات اللواتي تجندن عند باب خيمة الاجتماع " (سفر الخروج 38 :8). وكلمة متجندات مكرسات הצבאת هاتزوفوت من كلمة تاسبا الهيكل في قاموس سترونج H6633 تعني مخصص (مكرس) سواء للجندية او الخدمة. فهذا التعبير بالإضافة الى استخدامه العسكري أي المتجند أيضا استخدم لوصف رجال او نساء يخصصوا لخدمة خيمة الاجتماع " مِنِ ابْنِ ثَلاَثِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا إِلَى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً تَعُدُّهُمْ، كُلَّ الدَّاخِلِينَ لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَادًا، لِيَخْدِمُوا خِدْمَةً فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ." (سفر العدد 4: 23). أي مكرسين لخدمة خيمة الاجتماع مثلهن مثل الاويين "«هذَا مَا لِلاَّوِيِّينَ: مِنِ ابْنِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَصَاعِدًا يَأْتُونَ لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَادًا فِي خِدْمَةِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ." (سفر العدد 8: 24). وهؤلاء المتجندات او المكرسات كما قال ترجوم اونكيلوس وجوناثان تعليقا على خروج 38 انهن مكرسات للعبادة devotion تكرسوا للعبادة عند باب خيمة الاجتماع. وجعلن لهن مكان إقامة عند باب خيمة الاجتماع " women that assembled at the door of the tabernacle of the congregation:". أي هذه المكرسات اقاموا لهم مسكن عند باب خيمة الاجتماع وعاشوا حياة العبادة. هذا من المراجع اليهودية مثل الترجوم. وأيضا كما قال ابن عزرا انهن مكرسات ليسمعوا كلام الناموس والصلاة باستمرار وأيضا يقموا بخدمات للخيمة منها حياكة ملابس الكهنة واللاويين وأيضا غسيل الملابس من اثار الذبائح وبقع دم الحيوانات عليها وأيضا اعداد منسوجات الهيكل من اغطية وأيضا الحجاب مرتين في السنة وأيضا حراسة البوابة مثلما نجد هذا في دار رئيس الكهنة في " فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟» قَالَ ذَاكَ: «لَسْتُ أَنَا!»." (إنجيل يوحنا 18: 17). فهي كان نوع من التكريس للعذارى منها حماية باب خيمة الاجتماع ومراقبته والقيام ببقية الخدمات اثناء مراقبة الباب. وكما يقول هنري المفسر في تفسير هذا العدد " Had devoted themselves to the service of God at the door of the tabernacle," كرسن أنفسهن للعبادة وخدمة الله عند باب الخيمة. وأيضا كما يقول نت بايبل في التعليق على خروج 38: 8 انهن مكرسات وخادمات مثل العسكريات لخدمة خيمة الاجتماع مقسمات لفرق من مراقبة وخدمة كغسيل وتنظيف وتصليح وحياكة. وأيضًا تم الإشارة اليهن في 1 صم 2: 22. وأيضا في مزامير داود " 11 الرب يعطي كلمة المبشرات بها جند كثير 12 ملوك جيوش يهربون يهربون الملازمة البيت تقسم الغنائم " (سفر المزامير 68: 11-12). وهنا يتكلم عن المكرسات اللاواتي يلازمن الهيكل ولا يفارقونهم لأنهن مكرسات لخدمة الهيكل بل يقوموا بخدمات ليس فقط تنظيف وصناعة منسوجات بل أيضا يعملن كمبشرات في تكريسهن وكما ذكر مزمور 68 أيضا شرح اكليمندوس ان observabant المكرسات او المراقبات لباب خيمة الاجتماع هن أيضا يقومن بقراءات هيكلية والتبشير بها ويلقبن liturgical women النساء المبشرات كما ذكرت الاعداد الماضية. فكلمة المبشرات هنا بالمؤنث بوضوح مثلما قال اشعياء " عَلَى جَبَل عَال اصْعَدِي، يَا مُبَشِّرَةَ صِهْيَوْنَ. ارْفَعِي صَوْتَكِ بِقُوَّةٍ، يَا مُبَشِّرَةَ أُورُشَلِيمَ. ارْفَعِي لاَ تَخَافِي. قُولِي لِمُدُنِ يَهُوذَا: «هُوَذَا إِلهُكِ." (سفر إشعياء 40: 9). فهؤلاء النساء هم مكرسات للعبادة والخدمة وأيضا التبشير. فهؤلاء مثقفات ودرسن الشريعة اليهودية جيدا. فبالإضافة الى انها نبوة عن مريم العذراء أيضا تشير الى وجود هؤلاء المكرسات. أيضا شريعة النذير في سفر العدد 6 وانه ممكن يلازم باب خيمة الاجتماع هي لم تكن مخصصة للرجال فقط بل أولاد وبنات ينذروا للرب "2 «كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: إِذَا انْفَرَزَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ لِيَنْذُرَ نَذْرَ النَّذِيرِ، لِيَنْتَذِرَ لِلرَّبِّ،" (سفر العدد 6: 2). وأيضا مستمرين حتى زمن الطوباوية مريم العذراء وهذا نجده في المكابيين "19 وكانت النساء يزدحمن في الشوارع وهن متحزمات بالمسوح تحت ثديهن والعذارى ربات الخدور يتجارين بعضهن الى الابواب وبعضهن الى الاسوار واخريات يتطلعن من الكوى 20 وكلهن باسطات ايديهن الى السماء يتضرعن بالابتهال" (سفر المكابيين الثاني 3: 19-20).
هنا حسب تحليل بعض العلماء مثل Dr Taylor Marshall ان التعبير اليوناني في الجملة " αἱ δὲ κατάκλειστοι τῶν παρθένων” or “the shut up ones of the virgins " هنا الكلام عن العذاري في الهيكل ما بين أبواب الهيكل ومباني واسوار الهيكل يقمن فيها ولهن القدرة على ان يتكلمن مع رئيس الكهنة اونيا فالكلام ليس عن عذارى اورشليم ولكن عذارى مكرسات يقمن في احد الأبنية التابعة للهيكل ويستطيعوا ان يتكلموا مع رئيس الكهنة. ونجد ما يؤيد ذلك أيضا في الكتابات اليهودية فمثلما قلت في الترجوم ولكن أيضا في المشنة تؤكد على كثرة عددهن وقت مريم العذراء. فنجد ان المشنة تتكلم عن عذارى مكرسات للهيكل يقمن 82 منهن بحياكة الحجاب للهيكل مرتين سنويا (Mishna Shekalim 8, 5-6). فالمشنة تؤكد وجود راهبات مكرسات عذارى للمنسوجات مثل ملابس الكهنة واللاويين وأيضا الانسجة المطلوبة للهيكل وأيضا حجاب الهيكل العملاق الذي يستغرق شهور صنعه وغيرها من أمور الغسيل والتنظيف المطلوبة. وهو يسمى ربع العذارى. وهذا مذكور انه موجود في زمن هيرودس حسب يوسيفوس وغيره من الكتب اليهودية. (Jos. BJ 5.199; m. Sukkah 5:4.) أيضا مرة أخرى في التلمود البابلي نجد انه يتكلم عن هؤلاء المكرسات بالإضافة الى انهن ينسجن الحجاب بأنهن أيضا يقمن بإعداد خبز الوجوه وأيضا اعداد مواد البخور. (Babylonian Talmud Kethuboth 106a). بل يوجد في كتابات الراباوات اليهود عما حدث في سنة 70 م عند هجوم الرومان على اورشليم والهيكل وحرق المدينة والاستيلاء عل كل ما أرادوا فقمن هؤلاء الراهبات او العذارى المكرسات والقائمات على النسيج بإلقاء أنفسهن من الكوى الى لهيب النار وفضلن الموت عن ان يمسهن هؤلاء الجنود الامميين (Pesikta Rabbati 26, 6). وبالطبع بعد 70 ميلادية بهدم الهيكل وتدمره تماما انتهى امر بيت الراهبات المكرسات الملازمات للهيكل تماما ولم يعد له وجود. وتعبير القاء أنفسهن أي ان بيت العذارى المكرسات كان مرتفع وبالفعل يذكر التقليد ان بيت العذارى التابع للهيكل كان في الدور الثالث في أحد المباني الملحقة للهيكل.
Did Jewish Temple Virgins Exist and was Mary a Temple Virgin? by Dr Taylor Marshall
ويسميه هنري في تعليقه على حنة النبيه انه بيت العذارى العلماه alms-house.ويقول امريتش ان بيت العذارى الذي في الدور الثالث كان في البيت من الناحية الشمالية. (Emmerich’s Life of the Blessed Virgin Mary 3, 5).. ويذكر سفر رؤيا باروخ الابوكريفي ان هؤلاء العذارى المكرسات كن يقمن في مبنى تابع للهيكل ويعملن في نسيج الحجاب مثلما قال التقليد اليهودي السابق في المشنة والتلمود. ويقول انهن اخذوا الحجاب الذي كانوا ينسجونه وبه حرير وذهب من اوفير والقوه أيضا في النار ليذهب للرب بدل من ان يستولى عليه الأعداء. (2 Baruch 10:19). أيضا نجد إشارة لبيت المكرسات العذارى في كتابات يوسيفوس عندما يستخدم تعبير قاعة النساء في سن الازدهار في داخل سور الهيكل.
Wars of the Jews, Book 6, in narrating the Romans' destruction of the city
فرغم انه لا يشرح بالتفصيل ولكن تعبير قاعة النساء او الفتيات البالغات وهذا في التقليد اليهودي بعد سن 18 سنة وهذه القاعة في داخل سور الهيكل يوضح انه كان هناك مكان مخصص لإقامة العذارى في أحد المبنية جوار الهيكل.
ومثلما حدث مع صموئيل النبي ولأنه أصبح نذير للرب منذ صغره وله ان يقيم في خيمة الاجتماع "وَنَذَرَتْ نَذْرًا وَقَالَتْ: «يَا رَبَّ الْجُنُودِ، إِنْ نَظَرْتَ نَظَرًا إِلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ، وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ بَلْ أَعْطَيْتَ أَمَتَكَ زَرْعَ بَشَرٍ، فَإِنِّي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، وَلاَ يَعْلُو رَأْسَهُ مُوسَى»." (سفر صموئيل الأول 1: 11). هكذا من ينذر للرب حتى من الصغيرات وهذا لا يفرق فيه بين الأولاد والبنات فمثل صموئيل أيضا كانت الطوباوية مريم العذراء. وكانوا ممكن يودعوا للهيكل على سن ثلاث سنوات، حسب التقليد اليهودي عن صموئيل النبي ولهذا صعدت معه ثلاث ثيران لأن عمره ثلاث سنوات 1 صم 1: 24 وهذا أيضا مذكور في السنكسار يوم 3 كيهك أنها اودعت الهيكل لأنها نذيرة وهي ابنة ثلاث سنوات " ولما رزقت بها ربتها ثلاث سنوات ثم مضت بها إلى الهيكل مع العذارى، حيث أقامت اثنتي عشرة سنة " فأيضا مذكور في نفس الموضع في السنكسار أي 3 كيهك وفي أماكن أخرى كثيرة انها أقامت بعد هذا في الهيكل 12 سنة والذي نحتفل به حتى الان من بداية المسيحية. وهو الذي كان يناسب في التقويم 21 نوفمبر الذي تحتفل به الكنيسة الكاثوليكية حتى الان. ونفس المكتوب في السنكسار مكتوب بشيء من التفصيل في كتاب يعقوب الابوكريفي Gospel of James الذي يعود الى منتصف القرن الثاني الميلادي ورغم انه كتاب ابوكريفي منحول الا انه يقدم بعض المعلومات التاريخية حتى ولو بنسبة خطا ولكن ليس كلها خطأ. أي عاشت 12 سنة في الهيكل حتى وصلت سنة 15 سنة. فلماذا تركت الهيكل في سن 15 سنة؟
وسبب مغادرتها للهيكل يوجد رد يقول انها حتى بلغت فيجب ان تغادر الهيكل ولكن لماذا؟ فيوجد مكرسات بلغن ويكملن اقامتهن في الهيكل حسب الأدلة السابقة وبخاصة تعبير يوسيفوس. بل وكان يشرف على هذا الربع عذارى مسنين او أرامل كمثال حنة النبية كانت تقيم فيه "" وَكَانَتْ نَبِيَّةٌ، حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيلَ مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ، وَهِيَ مُتَقدِّمَةٌ فِي أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، قَدْ عَاشَتْ مَعَ زَوْجٍ سَبْعَ سِنِينَ بَعْدَ بُكُورِيَّتِهَا. 37 وَهِيَ أَرْمَلَةٌ نَحْوَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، لاَ تُفَارِقُ الْهَيْكَلَ، عَابِدَةً بِأَصْوَامٍ وَطَلِبَاتٍ لَيْلًا وَنَهَارًا. 38 فَهِيَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَقَفَتْ تُسَبِّحُ الرَّبَّ، وَتَكَلَّمَتْ عَنْهُ مَعَ جَمِيعِ الْمُنْتَظِرِينَ فِدَاءً فِي أُورُشَلِيمَ" (إنجيل لوقا 2: 36 ) وكما يشرح كبريان ان تعبير لا تبرح من الهيكل هو إقامة كاملة فهي تخدم وتصوم وتصلي ليل نهار. Cyprian Treatise IV On the Lord's Prayer. فبالبحث نجد بيت المكرسات يقيمون فيه ممكن بقية عمرهم وعندنا حنة النبية التي استمرت به الى قرب نهاية حياتها.
فالسبب الذي لأجله غادرت الهيكل نجده أيضا في التقليد اليهودي ونرى تدبير الرب من خلاله. ولنفهم هذا لسفر العدد وشريعة النذيرة. في الأول نعود الى سفر العدد 6 وشريعة النذير والتي توضح ان النذر ممكن أن يكون فترة. أيضا صموئيل النبي النذير منذ ميلاده مثل السيدة العذراء مريم هو تزوج وأنجب ولم يكن هناك أي إشكالية رغم انه منذ سن ثلاث سنوات ملازم للهيكل. وهو الذي أسس مدرسة الأنبياء في هذا على عكس ارميا الذي استمر نذير بتولي طوال عمره. وأيضا حنة النبية التي لازمت الهيكل بعد ان أصبحت ارملة وهي شابة بعد زواج سبع سنوات. فالعذراء المكرسة ممكن تستمر بقية عمرها وممكن تغادر وتتزوج مثلها مثل النذير صموئيل النبي. ولكن نتوقع بالطبع الطوباوية مريم العذراء كانت ستختار ان تقيم في الهيكل بقية حياتها.
ولكن السيدة العذراء مريم في نذرها سنلاحظ يحدث شيء يغير من موقفها وهذا أيضا مشروخ في العهد القديم ففي العدد 30 سنلاحظ انه سيقسم النذيرة الى ثلاث أنواع صغيرة في بيت ابيها او بيت زوجها او النوع الثالث مطلقة او ارملة.
سفر
العدد 30
3 وَأَمَّا
الْمَرْأَةُ فَإِذَا نَذَرَتْ نَذْرًا لِلرَّبِّ
وَالْتَزَمَتْ بِلاَزِمٍ فِي بَيْتِ
أَبِيهَا فِي صِبَاهَا،
4 وَسَمِعَ
أَبُوهَا نَذْرَهَا وَاللاَّزِمَ
الَّذِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ،
فَإِنْ سَكَتَ أَبُوهَا لَهَا، ثَبَتَتْ
كُلُّ نُذُورِهَا.
وَكُلُّ
لَوَازِمِهَا الَّتِي أَلْزَمَتْ
نَفْسَهَا بِهَا تَثْبُتُ.
5 وَإِنْ
نَهَاهَا أَبُوهَا يَوْمَ سَمْعِهِ،
فَكُلُّ نُذُورِهَا وَلَوَازِمِهَا
الَّتِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا لاَ
تَثْبُتُ، وَالرَّبُّ يَصْفَحُ عَنْهَا
لأَنَّ أَبَاهَا قَدْ نَهَاهَا.
6 وَإِنْ
كَانَتْ لِزَوْجٍ وَنُذُورُهَا عَلَيْهَا
أَوْ نُطْقُ شَفَتَيْهَا الَّذِي
أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ،
7 وَسَمِعَ
زَوْجُهَا، فَإِنْ سَكَتَ فِي يَوْمِ
سَمْعِهِ ثَبَتَتْ نُذُورُهَا.
وَلَوَازِمُهَا
الَّتِي أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهَا
تَثْبُتُ.
8 وَإِنْ
نَهَاهَا رَجُلُهَا فِي يَوْمِ سَمْعِهِ،
فَسَخَ نَذْرَهَا الَّذِي عَلَيْهَا
وَنُطْقَ شَفَتَيْهَا الَّذِي أَلْزَمَتْ
نَفْسَهَا بِهِ، وَالرَّبُّ يَصْفَحُ
عَنْهَا.
9 وَأَمَّا نَذْرُ أَرْمَلَةٍ
أَوْ مُطَلَّقَةٍ،
فَكُلُّ مَا أَلْزَمَتْ نَفْسَهَا بِهِ
يَثْبُتُ عَلَيْهَا.
16هذِهِ هِيَ الْفَرَائِضُ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى، بَيْنَ الزَّوْجِ وَزَوْجَتِهِ، وَبَيْنَ الأَبِ وَابْنَتِهِ فِي صِبَاهَا فِي بَيْتِ أَبِيهَا.
فالنذيرة اليهودية لا بد ان تكون تحت رعاية مسؤول هذا أيضا أكده اليهود فمثلا يقول راشي في تفسيره لسفر العدد 30 نقلا عن كتاب سفير اليهودي عن (بَيْتِ أَبِيهَا فِي صِبَاهَا) انها مسؤولة من ابيها في نذرها حتى لو كانت لا تقيم في بيته [Sifrei Mattoth 12]. وفي صباها أي ليست طفلة وليست في سن المسؤولية. او ان كانت لزوج كما يشرح راشي انه مخطوبة فهي في نذرها هو مسؤول عنها حتى لو كانت لم تبدأ تعيش في بيته بعد. او لو ارملة يشرح راشي ان ابيها ليس حي لأنه لو حي تعود اليه ويصبح مسؤول عن نذرها
فموقف الطوباوية مريم العذراء هي نذيرة اودعت لبيت المكرسات في الهيكل ولكن لا تزال بيت ابيها مسؤول عنها رغم انها لا تقيم فيه وهي استمرت فيه ولكن لم تصل لسن المسؤولية مات والديها. فمريم العذراء من أبحاث في هذا الامر والدها يواقيم مات وهي عمرها ست سنوات وامها حنة ماتت وهي عن عمر اقل من 15 سنة
Peters, Sr. Danielle. "The Holy Land: In the Footsteps of Mary of Nazareth". University of Dayton.
مريم العذراء سنجد انها أصبحت لا تنتمي لأي من هذه الثلاث فئات فهي ليست تحت رعاية أسرتها ولا تحت رعاية خطيبها أي زوجها ولا تعدت سنة 18 سنة أو أرملة. وهذا سبب مشكلة. ففي موقف الطوباوية العذراء الامر بناء على ما وجدته في المراجع اليهودية القديمة هو ان النذيرة او الفتاة اليهودية أي كل عذراء صغيرة يجب ان يكون أحد يرعاها حتى تقدر ان تعتمد على نفسها كما قال يوسيفوس flourishing age وهذا حسب ما يحدده التقليد اليهودي أكثر من 18 سنة
فلهذا كان يجب ان يراعيها شخص بعد وفاة والديها لأنها أصغر من السن الذي تعتمد على نفسها والذي هو في اليهودية 20 سنة او للتبني عمر 18 سنة فاليهودية من هو أصغر من 18 سنة حسب الحلاخة لابد ان يوجد من يرعاه.
"Adoption". www.jewishvirtuallibrary.org. Retrieved 2019-05-17.
وبخاصة انها نذيرة وسفر العدد 30 وضح ثلاث فئات اما اب او زوج او ارملة. وفي هذا الزمن لا يصلح ان يرعاها شخص بدون علاقة رسمية فلهذا يجب ان يتزوجها ليرعاها أي خطوبة رسمية رغم انها عذراء نذيرة بقية حياتها. والخطوبة هي في العبري كتوب وجمعها كتوبيم والتي نقل منها الإسلام كتب الكتاب فهي بالخطوبة امرأته حتى لو كانت لا تقيم في بيته بعد. وله الحق ان يأخذها لبيته في أي وقت يريد. فمرة ثانية لانها عذراء بدون مسؤول اقل من 18 سنة لابد ان تخطب. وحسب التلمود عن اليتيمة: المجتمع اليهودي يحمل مسؤولية ان يزوج اليتيمة لتوفير حياة اقتصادية ورعاية Ketubot 67b.ولهذا غالبا لان مريم التي فقدت والديها ولم تكن وصلت لسن 18 سنة فيجب ان يكون هناك من يرعاها وبعلاقة رسمية أي بكتاب خطوبة أي الزواج فلهذا بالقرعة حسب اختيار الرب اودعت ليوسف النجار ليرعاها ولكن بصورة رسمية حسب التقليد اليهودي وأيضا لأنها نذيرة وبقية القصة كما يخبرنا السنكسار.
وهنا نرى عمل الرب لأن مريم العذراء لو كان أسرتها استمروا احياء حتى أن تصل 18 سنة لاستمرت نزيرة الهيكل كأحد عذارى الهيكل وهذا ما نتوقع أنها تريده. ولما كانت ستخطب لأحد ولما كانت ستغادر الهيكل. ولما كان سيصلح تماما ان تتولى مسؤولية الحمل المقدس. ولكن الرب سمح بانتقال يواقيم وحنة لكي بهذا لابد ان تخطب لرجل وهذا الذي بالقرعة أصبح يوسف النجار ولتتم البشارة في توقيت قانونيا مناسب وهذا تدبير عمل الرب. فرغم أنه لو عشنا القصة لوجدنا ان مريم العذراء غالبا حزنت لنياحة والديها وما أحزنها أكثر انها مجبرة على مغادرة الهيكل الحياة التي تربت عليها وبخاصة انها فتاة تربت على تعليم الهيكل وثقافته. ولكن كالعادة الرب دبر كل هذا لبركة لها لم يستحقها أحد ان تصبح والدة الإله ام الرب " "فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟"" (إنجيل لوقا 1: 43) وان تصبح الطوباوية ام النور " لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ. فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي،" (إنجيل لوقا 1: 48). فلهذا يجب أن نتعلم من هذا الدرس. ثق في عمل الرب حتى لو فقدت شخص عزيز عليك بل بسبب فقدانه حياتك ستتلخبط، أو طردت من عملك الذي تعتمد عليه في أمور حياته، أو فقدت فرصة عمل أو دراسة وكنت تعتبرها أهم فرصة تغير حياتك، أو غيره من المواقف التي نعتقد انها كارثية. قف وانتظر خلاص الرب " لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ " (سفر الخروج 14: 13). فالرب قادر ان يحول كل شيء للخير " "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ."" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 28).
وأخيرا النبوة عن مريم العذراء الملكة التي اختارها ادوناي الرب في
سفر المزامير 45
9 بَنَاتُ مُلُوكٍ بَيْنَ حَظِيَّاتِكَ. جُعِلَتِ الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ بِذَهَبِ أُوفِيرٍ.
10 اِسْمَعِي يَا بِنْتُ وَانْظُرِي، وَأَمِيلِي أُذُنَكِ، وَانْسَيْ شَعْبَكِ وَبَيْتَ أَبِيكِ،
11 فَيَشْتَهِيَ الْمَلِكُ حُسْنَكِ، لأَنَّهُ هُوَ سَيِّدُكِ فَاسْجُدِي لَهُ.
12 وَبِنْتُ صُورٍ أَغْنَى الشُّعُوبِ تَتَرَضَّى وَجْهَكِ بِهَدِيَّةٍ.
13 كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِي خِدْرِهَا. مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا.
14 بِمَلاَبِسَ مُطَرَّزَةٍ تُحْضَرُ إِلَى الْمَلِكِ. في إِثْرِهَا عَذَارَى صَاحِبَاتُهَا. مُقَدَّمَاتٌ إِلَيْكَ.
15 يُحْضَرْنَ بِفَرَحٍ وَابْتِهَاجٍ. يَدْخُلْنَ إِلَى قَصْرِ الْمَلِكِ.
16 عِوَضًا عَنْ آبَائِكَ يَكُونُ بَنُوكَ، تُقِيمُهُمْ رُؤَسَاءَ فِي كُلِّ الأَرْضِ.
17 أَذْكُرُ اسْمَكَ فِي كُلِّ دَوْرٍ فَدَوْرٍ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ تَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ.
فاعتقد بوضوح تنبأ الكتاب عن هذا ولهذا في أعياد القديسة مريم كانت ترنم الكنيسة هذا المزمور منذ القرون الأولى. واتوقف عند هذا القدر وأتمنى ان لا أكون اخطأت في شيء.
والمجد لله دائما