الجزء الثاني من مقارنة بين مراسم الزواج اليهودي وبين ما قاله المسيح عن علاقته بكنيسته وإعلان لاهوته وأمثاله





د. غالي.

18 يونية 2016













مقدمة:

في الجزء الأول "مقارنة بين مراسم الزواج اليهودي وبين ما قاله المسيح عن علاقته بكنيسته ورد بعض الشبهات مثل معرفة الساعة" تم توضيح نقاطة هامة عن خلفيات يهودية لما يقوله الرب يسوع المسيح له كل المجد في تعبيراته عن أنه العريس وكيف أن ما كان يقوله الرب يسوع المسيح عن كنيسته يفهم أكثر بكثير بل يرد على كثير من الشبهات عندما نفهم خلفيته المثالية Typology في الزيجة اليهودية القديمة.

وتم شرح بأعداد كتابية ما يقوله الرب يسوع المسيح بكنيسته مثل كل من: الإختيار ويسمى شيدوخين من قبل الأب وعلاقة هذا باختيار الآب للكنيسة. وتم شرح كتب الكتاب وتسمى كتوباه وعلاقة هذا بالعهد الجديد. وتم شرح كسر الخبز والخمر في عشاء الإرتباط لختم الخطوبة وتسمى كيدوشين للعهد الجديد وعلاقة هذا بالتناول. وتم شرح المعمودية وتسمى المكفاه لتعلن أنها تتخلص من حياتها القديمة لتستعد أن تبدأ حياة جديدة مع عريسها وعلاقة هذا بالمعمودية. وتم شرح الثمن أو المهر يسمى موهار ليظهر لعروسه حبه لها وعلاقة هذا بدم المسيح. وتم الإشارة لهدايا العريس للعروسة وتسمى ماتان وهي هدايا الخطبة وعلاقة هذا بعطايا المسيح. والآب يعطي العروس هدية تسمى شيلوهيم ليساعدها أن تستعد لحياتها الجديدة مع العريس ابنه وهو انها أصبح لها نصيب في الميراث وعلاقة هذا بإرسالية الروح القدس. وتم شرح لماذا منذ هذا الوقت الأب يستجيب لما تطلبه العروس لو طلبت باسم العريس ابنه وعلاقة هذا كل ما طلبناه باسم المسيح في الصلاة يستجاب. وتم شرح الوعد بالعودة واختطاف العروس وعلاقة هذا بالمجيء الثاني. وتم شرح معنى إعداد منزل في بيت الأب وعلاقة هذا بإعداد مكان في الملكوت. وتم شرح لماذا يرفض العريس أن يقول لعروسه عن اليوم والساعة التي يأتي ليختطفها وعلاقة هذا بإجابة المسيح ان اليوم والساعة لا يعرفها أحد إلا الآب. وتم شرح باختصار العذارى صديقات العروس واعداد زيت الإضائة وأيضا أصدقاء العريس والأبواق وعلاقة هذا بمثل العشر عذارى. وكل هذا وضح مدى روعة الخلفية المثالية والرموز النبوية في كتابنا المقدس الذي مستحيل أن يكون كتب بالصفة وتنطبق هذه الرموز النبوية بدقة. وهذا لتوضيح ان دراسة الأعداد لغويا وبيئيا يزيد عمق فهم كلمات الرب في الكتاب المقدس وتصبح أوضح جدا وأروع وبهذا يمكن بناء معاني روحية صحيحة.

الموضوع.

تكملة على هذا الأمر ولتوضيح أهمية الخلفيات البيئية للتعبيرات التي كان يقولها الرب يسوع المسيح له كل المجد نكمل معًا بعض النقاط الأخرى.

أولا أعلان لاهوته أنه العريس:

في هذا الجزء يتم توضيح أم أخر مهم وهو معنى لقب العريس (العام)، وأيضأ توضيحات لأمثلة اخرى مما كان يقولها الرب يسوع المسيح.

بالطبع أي شخص يهودي يخطب أو يتزوج هو عريس ولكن في الفكر اليهودي القديم أن لقب العريس بطريقة عامة أو لقب مطلق هو لقب للرب يهوه نفسه. هذا موجود في أعداد كتابية عديدة في العهد القديم فهمها اليهود جيدًا وعرفوا ان أحد القاب يهوه هو العريس. مثل " 4 لاَ يُقَالُ بَعْدُ لَكِ: «مَهْجُورَةٌ»، وَلاَ يُقَالُ بَعْدُ لأَرْضِكِ: «مُوحَشَةٌ»، بَلْ تُدْعَيْنَ: «حَفْصِيبَةَ»، وَأَرْضُكِ تُدْعَى: «بَعُولَةَ». لأَنَّ الرَّبَّ يُسَرُّ بِكِ، وَأَرْضُكِ تَصِيرُ ذَاتِ بَعْلٍ. 5 لأَنَّهُ كَمَا يَتَزَوَّجُ الشَّابُّ عَذْرَاءَ، يَتَزَوَّجُكِ بَنُوكِ. وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ." (سفر أشعياء 62: 4-5 فان دايك). بدل من أن أمة اليهود وأورشليم كانت موحشة أي بدون زوج أصبحت ذات بعل والعريس هنا هو الرب يهوه نفسه وأعتبرها هي حفصيبة أي مسرتي بها، أي مثلما يسر العريس بعروسه. ويأكد هذا في تعبير " وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ". الزواج يجعل الزوج والزوجة جسد واحد، كالقانون الذي وضعه الرب منذ ان حواء هي عضو أخذ من آدم وأصبحت من أعضاء جسده "فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ»." (سفر التكوين 2: 23). وهذا يستخدمه يهوه لإظهار إرتباطه بشعبه. والعريس يعني اتحاد وارتباط وأن يصيرا جسدًا واحدًا وهذا يطابق ما قاله العهد الجديد، كما قال معلمنا بولس الرسول "لأننا أعضاء جسمه، من لحمه ومن عظامه" (رسالة بولس الروسول إلى أهل أفسس 5: 30). فما يقوله معلمنا بولس الرسول هو مبني على هذه الخلفية اليهودية أن الرب يسوع المسيح يهوه الظاهر في الجسد هو العريس وبارتباطنا به نصبح أعضاء في جسده. وأيضا يقول إشعياء "لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ، وَوَلِيُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى." (سفر إشعياء 54: 5). "وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، يَقُولُ الرَّبُّ، أَنَّكِ تَدْعِينَنِي: رَجُلِي، وَلاَ تَدْعِينَنِي بَعْدُ بَعْلِي." (سفر هوشع 2: 16). فيهوه هو العريس العام.

بل حتى عندما غضب يهوه منهم بسبب خطاياهم وخياناتهم وابتعد عنهم، كان يشبه هذا بالطلاق "هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «أَيْنَ كِتَابُ طَلاَقِ أُمِّكُمُ الَّتِي طَلَّقْتُهَا، أَوْ مَنْ هُوَ مِنْ غُرَمَائِي الَّذِي بِعْتُهُ إِيَّاكُمْ؟ هُوَذَا مِنْ أَجْلِ آثَامِكُمْ قَدْ بُعْتُمْ، وَمِنْ أَجْلِ ذُنُوبِكُمْ طُلِّقَتْ أُمُّكُمْ." (سفر إشعياء 50: 1)، وأيضًا "فَرَأَيْتُ أَنَّهُ لأَجْلِ كُلِّ الأَسْبَابِ إِذْ زَنَتِ الْعَاصِيَةُ إِسْرَائِيلُ فَطَلَّقْتُهَا وَأَعْطَيْتُهَا كِتَابَ طَلاَقِهَا، لَمْ تَخَفِ الْخَائِنَةُ يَهُوذَا أُخْتُهَا، بَلْ مَضَتْ وَزَنَتْ هِيَ أَيْضًا." (سفر إرميا 3: 8).

ومن هذا أدرك اليهود جيدأ أن العريس هو يهوه وهذا واحد من ألقابه المميزة. وقال هذا الربوات اليهود بوضوح في التلمود (Kiddushin 2a-b) ان العريس هو يهوه. ومع ملاحظة مهمة جدًا وهي أنهم أيضًا قالوا إن المقصود بفرح العريس يهوه هو في أيام المسيح (المسيا). وهذا في Midrash on Psalms, Book Four, Psalm 90,17. . ونصه التالي

Make us glad according to the days of the Messiah.” And how long is the “day” of the Messiah?… R. Abba said: Seven thousand years, reckoning by the days of a bride-groom in the marriage chamber, as is said For as a young man espouseth a virgin so shall thy sons espouse thee; and as the bridegroom rejoiceth over the bride, so shall thy God rejoice over thee (Isa. 62:5). And how many are the days of the bridegroom? Seven days, for Laban said to Jacob: Fulfill the week of this one (Gen. 29:27).

ترجمته: فرحنا كالأيام التي فيها المسيح. وكم طول يوم المسيح؟ . . . قال رابي أبا: سبعة آلاف سنة، محسوبة بأيام العريس في حجْل الزواج، كما قيل: كما يتزوج الشاب عذراء كذلك يتزوجك بنوك، وكما يفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك" (إش 62: 5). وكم عدد أيام العريس؟ سبعة أيام، لأن لابان قال ليعقوب: "أكمل أسبوع هذه" (تك 29: 27).

فلقب العريس العام هو لقب يهوه وهو لقب المسيح العريس الذي سبعة ألاف سنة أيام عرسه. فلقب ايلوهيم الله هو الخالق وهذا يعبر عن لقب الأبوة ويهوه العريس (ولهذا مناسب له لقب الإبن). ومن هنا نبدأ ندرك نقطة هامة وهي أن العريس بصيغة مطلقة هو يهوه ولها علاقة في الفكر اليهودي بأيام المسيح. وكالعادة نجد أن الرب يسوع المسيح له كل المجد في كلامه واعلانه عن ذاته أعلن بوضوح أنه العريس. وهذا أعلنه لتلاميذ يوحنا والكتبة والفريسيين بوضوح عندما سألوه لماذا لا يصوم تلاميذه."14 حِينَئِذٍ أَتَى إِلَيْهِ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟» 15 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَنُوحُوا مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ." (إنجيل متى 9: 14-15) فهنا يشير عن نفسه بانه العريس العام الذي معهم. وأيضًا "18 وَكَانَ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟»19 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. 20 وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ." (إنجيل مرقس 2: 18-20). وأيضًا "33 وَقَالُوا لَهُ: «لِمَاذَا يَصُومُ تَلاَمِيذُ يُوحَنَّا كَثِيرًا وَيُقَدِّمُونَ طِلْبَاتٍ، وَكَذلِكَ تَلاَمِيذُ الْفَرِّيسِيِّينَ أَيْضًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ؟» 34 فَقَالَ لَهُمْ: «أَتَقْدِرُونَ أَنْ تَجْعَلُوا بَنِي الْعُرْسِ يَصُومُونَ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ 35 وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ»." (إنجيل لوقا 5: 33-35).

في متى البشير يقول أن من جاء هم تلاميذ يوحنا ويذكرهم أولأ قبل الفريسيين. وما يذكر أولا غالبًا هو المقصود فالكتبة والفريسيين غالبا التركيز على الكتبة وهكذا. فمتى البشير في هذا الجزء يركز على تلاميذ يوحنا المعمدان الذين كانوا يمارسون التقشف الشديد. والسؤال في متى البشير لِمَاذَا نَصُومُ نَحْنُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ كَثِيرًا، وَأَمَّا تَلاَمِيذُكَ فَلاَ يَصُومُونَ؟ لأنهم حتى هذا الوقت يقارون بينه وبين معلمهم السابق يوحنا المعمدان. فاجاب هل ينوحوا ما دام العريس معهم؟ ومتى رفع العريس حينئذ يصومون. بالطبع رفع العريس أي يتكلم بالنبوة عن رفعه أي صلب الرب يسوع المسيح. فهو عرف نفسه بأنه العريس وهم يهود ويعرفوا جيدًا ان العريس هو يهوه. والصيام اليهودي في العهد القديم نوح وحزن وكأبة وتذلل وارتداء مسح ووضع رماد. ولكن الصوم المسيحي أصبح رغم أن به جهاد ولكن بفرح وليس نوح لأنه في الصليب حول الحزن لفرح "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَالْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، وَلكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ." (إنجيل يوحنا 16: 20) وبالطبع تنقية قلب. النقطة المعنية هنا أن الرب يسوع يوضح أنه ليس مثل المعلمين اليهود ولا يوحنا المعمدان بل هو العريس نفسه العريس العام. فالمسيح أعطى لنفسه لقب العريس ولها معنى يهودي مهم كما تم توضيحه أنه أحد ألقاب يهوه. والعرس كما وضحت يعني اتحاد. ومن يوحد بطريقة عامة هو الرب. وفعلا الرب يسوع المسيح هو جاء للاتحاد وبتعميم أنه العريس العام فهو الرب. فالمسيح في هذا المثل يفرق بين نفسه وأي معلم يهودي أخر أنه العريس نفسه العريس الحقيقي العام يهوه الظاهر في الجسد.

في إنجيل مرقس الرسول نجد أن اليهود يسالوه نفس السؤال وهذا يوضح أنهم كانوا معًا ولكن كل بشير يركز على الشخصيات المعنية. في الإجابة أيضًا أعلن أنه العريس. ولم يذكر نقطة النوح لأن مرقس البشير يكلم الرومان والصوم عندهم هو عدم الأكل فقط وليس كالمعنى اليهودي الحزن والنوح والمسح والرماد.

في إنجيل لوقا المتكلمين هم اليهود وأضاف يصومون كثيرًا ويقدمون طلبات أي الصوم والصلاة. وأيضا الصلاة والصوم في توقيتات منظمة. فأجاب بأن تلاميذه بني العرس أي أهل العريس وطبعا هؤلاء لا يصومون. وأيضًا لوقا يكلم اليونانيين ونفس الأمر ليس عندهم نوح فلم يذكر نوح.

والبعض قد يتساءل ما علاقة العرس بمنع الصوم؟ فيوجد قاعدة في اليهودية وهي أحد الأشياء التي يسمح بكسر الصيام وهي في العرس، وهي مدة الفرح والعرس. أيضا حينما وجدت مسحة زيت مقدس بطل الحزن فلا يوجد صوم. وفي الأفراح اليهودية كان أحد طقوسها المسحة بالزيت. فاليهود يعرفوا ما يعنيه طالما هو يعلن انه العريس فأنه لا يوجد صيام ولا حزن في وجود العريس. بل في مخطوطات قمران مكتوب "من يفرح العريس هو كمن قدم ذبيحة شكر". وايضًا يقولوا من يفرح العريس كمن رمم واحدة من خرائب أورشليم. فالرب يسوع المسيح أتخذ فرصة كلامهم عن الصيام وأنهم يعرفون أن في الأفراح لا يوجد صيام ليوضح لهم لماذا لم يجعل تلاميذه يصوموا لأنه العريس وأيضا ليعلن عن لاهوته بطريقه يفهموها بفكرهم البيئي. فهم يكلمهم من الخلفية اليهودية عن العرس اليهودي أن في الأفراح اليهودية لا يوجد صوم ولا نوح ولا حزن وانه هو يهوده العريس العام. ولكن مع ملاحظة أن في وقت الرب يسوع المسيح هم يعرفون أنه ليس عريس أرضي فهو لم يخطب فتاة. ولهذا عندما يقول لهم أنه العريس وأن المؤمنين به هم بني العرس هذا بالفكر اليهودي إعلان واضح عن لاهوته لأنه المعني به في الفكر اليهودي عن يهوه العريس في أيام المسيح وهنا هو يعلن أنه المسيح وأنه العريس يهوه نفسه.

ثانيًا ترتيب العرس اليهودي:

العرس اليهودي يتم على مرحلتين بينهما فاصل زمني، المرحلة الاولى هي مرحلة الكتوبة أو الخطوبة وهي التي تم شرحها في الجزء الأول. فتم شرح الإختيار ويسمى شيدوخين من قبل الأب وعلاقة هذا باختيار الآب للكنيسة عندما قال "أَبِي الَّذِي أَعْطَانِي إِيَّاهَا هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْكُلِّ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْطَفَ مِنْ يَدِ أَبِي." (إنجيل يوحنا 10: 29). وتم شرح كتب الكتاب وتسمى كتوباه وعلاقة هذا بالعهد الجديد. وتم شرح كسر الخبز والخمر في عشاء الإرتباط لختم الخطوبة وتسمى كيدوشين للعهد الجديد وعلاقة هذا بالتناول. وتم شرح المعمودية وتسمى المكفاه لتعلن أنها تتخلص من حياتها القديمة لتستعد أن تبدأ حياة جديدة مع عريسها وعلاقة هذا بالمعمودية. وتم شرح الثمن أو المهر يسمى موهار ليظهر لعروسه حبه لها وعلاقة هذا بدم المسيح. وتم الإشارة لهدايا العريس للعروسة وتسمى ماتان وهي هدايا الخطبة وعلاقة هذا بعطايا المسيح. والآب يعطي العروس هدية تسمى شيلوهيم ليساعدها أن تستعد لحياتها الجديدة مع العريس ابنه وهو انها أصبح لها نصيب في الميراث وعلاقة هذا بإرسالية الروح القدس.

بعض الإضافات: أن المرحلة الأولى عادة تفضل أن تتم في يوم ثلاثاء في أثناء أعياد الربيع، مثلما نحن كمسيحيين نفضل يوم الأحد والمسلمين يوم الجمعة اليهود يوم الثلاثاء. فيوم الثلاثاء لأنه يوم البركة المضاعف لأن في سفر التكوين في أيام الخليقة التي عند اليهود بدأت بأول يوم هو يوم الأحد قال الرب حسن ويوم الإثنين اليوم الثاني (شني) لم يقل الرب حسن ولكن في اليوم الثلاثاء الثالث (شليشي) قال الرب حسن مرتين فيعتبروها اليهود يوم بركة مضاعفة ولهذا يفضل اليهود يوم الثلاثاء للأفراح (ولكنه ليس بشرط أساسي فقط تفضيل) ليكون الزواج مباركًا. ولهذا قاعات الأفراح اليهودية عادة محجوزة يوم الثلاثاء مسبقًا وتكون مناسبة من سبق وخطط وأعد مسبقا وهذا هو المفضل. ويستمر الفرح اليهودي أسبوع ولكنه هو جزء من أسبوع، وجزء من أسبوع يلقب بأسبوع. فيبدأ الإعداد للفرح وإستقبال المدعووين من يوم الأحد والإثنين ولكن الاحتفال الرسمي يبدأ من يوم الثلاثاء، من الثلاثاء للجمعة قبل بداية ليلة السبت. ويتم في يوم الثلاثاء الخطوبة ثم يوم الأربعاء إحتفال ثم يوم الخميس الكتوباه لأن في هذا الزمان كان المجمع ينعقد في اليوم الخامس من الأسبوع للتوثيق. وهو توقيت عشاء الخطوبة الأول واشتراكهما في اثناء عشاء الخطوبة في كسر الخبز وكأس الخمر مع العروس والعائلة والأصدقاء علامة للعهد الجديد والشركة والاتحاد. نلاحظ هذا ما تم مع الرب يسوع المسيح في أسبوع الألآم.

والكتوبه أو الكتابة وثيقة تستخدم لغرض التأكد من أنه سيتم توفير العروس وذكر وعود العريس وحقوق العروس. ولهذا الرب يسوع المسيح له كل المجد في خميس العهد وعد بما سيفعله لعروسه وأهم ما فيها أعداد الحياة الأبدية "فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا،" (إنجيل يوحنا 14: 2). ويستمر هذا وعشاء العرس حتى يوم الجمعة ويعطيها الهدية وينتهي قبل بداية ليلة السبت الشاباد اليهودي. وهذا يشبه ما فعله الرب يسوع المسيح مع كنيسته، فهو بدأ الخطوبة يوم الأحد الشعانين وأعلن أنه المسيح الرئيس كما في دانيال 9 ثم طهر الهيكل وشفى كثيرين وبدأت شريعة العزل ومراسم الإحتفال حتى في الهيكل مع شعبه ثم استمر هذا حتى توثيق العهد في يوم خميس العهد مع تلاميذه واشترك مع عروسه خبز وخمر وهو جسده ودمه في التناول ويوم الجمعة قدم دمه عنها أغلى هدية للفداء. فالهدية التي تعتبر ثمن مثل الهدايا الثمينة التي قدمها خادم ابراهيم لأجل رفقة. فعندما يقول الكتاب المقدس قد اشتريتم بثمن "لأَنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ. فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أَجْسَادِكُمْ وَفِي أَرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيِ للهِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 6: 20)، "قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ، فَلاَ تَصِيرُوا عَبِيدًا لِلنَّاسِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 23)، هذا الثمن هو الفداء كما نعرف جيدًا ولكن هو بهذا ليس فقط أصبحنا ملكه لأنه ذبح واشترانا بل أصبحنا مخطوبين له نمثل جسده مثل حواء لأدم "لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 30)، "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 12: 27). وما نفعله لأننا جسده يمجده أو يحزنه.

مع ملاحظة كانت هذه العهود في عهد الزواج ملزمة قانونيًا عند اليهود بحيث لا يمكن لأحد تغييرها، ولكن في بعض الحالات يمكن تجديدها والتجديد الثاني لا يبطل الأول. "31 «هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا. 32 لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ. 33 بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا." (سفر إرميا 31: 31-33).

إضافة على هذا أنه من شروط الزواج اليهودي الموافقة مثلما سأل العبد ابراهيم في تك 24 لو لم تريد الفتاة (رفقة) أن تأتي معه ولهذا دعوا رفقة ليسألوها ووافقت. فلابد ان يكون هناك موافقة من العروس بوضوح. ومثلما خطب الله شعب اسرائيل لنفسه في خروج 24 فأجاب جميع الشعب بصوت واحد وقالوا: كل الكلام الذي قال الرب أننا سنفعله. ولهذا شرط ان أي إنسان يقبل المسيح هو باختياره.

أيضًا من معاني كأس الخمر في عشاء الخطوبة أنها بهذا تشترك معه (كما لو كانت تشترك في دمه) وهذا العهد القديم أيضًا تم بدم بين الله وشعبه، يوافق الناس ويقبلون عرضه بالخطوبة. بدءا من خروج 20 حتى 23، نرى الشروط. ثم في الإصحاح 24 صدق الله من خلال موسى على العقد وقدمت المحرقة وقرأ العقد واتفق الطرفان. وموسى ، الذي يدير الحفل، يرش الاتفاق بالدم. الرب أعطانا دمه أنه للعهد الجديد بإختيارنا. مع ملاحظة أنه من وقت آدم وجدت الوصية "لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا." (سفر التكوين 2: 24). ولهذا هما أصبحا جسدأ واحدًا ودم واحد. فلهذا يقول الكتاب المقدس "وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ،" (سفر أعمال الرسل 17: 26). فلا يقول دمين آدم وحواء ولكن دم واحد لأنهما بإرتباطهما أصبحا دم واحد. مع ملاحظة أن اليهود من القديم عندهم أنواع من العهود بناء على الكتاب المقدس على سبيل المثال عهد دم وعهد ملح وعهد تبادل وعهد الشفاة وغيره. ولكن اقوى أنواع العهود هما عهد الدم وعهد الملح ويعتبروا ابديين وأيضا هما متبادلين. وعهد الدم كان عند بعض الأمم يجرحون أياديهم ويشرب كل واحد من دم الأخر معناها أصبح دم كل منهما في داخل الأخر وأصبحا دم واحد حقيقي. ولكن لأن اليهود لا يشربون الدم بالطبع حسب الوصية فهم يستبدلونه بدم نباتي أي دم العنب وهو الخمر أي النبيذ فهذا يعتبرونه عهد دم عندما يشربون معا من كأس في الاتفاق ويكون نفس الكأس ويعتبرا رغم انه خمر إلا أنه في نظرهم دم حقيقي وبهذا أنهما أصبحا نفس الدم. وعهد الملح الأبدي هم يعتبرونه موجود في الخبز ويمثل الجسد. فبكسر الخبز الذي فيه ملح في تعاهد يعتبر هذا عهد أبدي لا يكسر ويعتبروا أن في داخلهما ملح واحد أي جسد واحد. ولهذا كسر الخبز والشركة في ذات الخبز والشركة في ذات كأس النبيذ يعتبر عهد أبدي مشترك بين الجسد وبين الدم لكلاهما. وهذا أعتقد يكشف لماذا اختار الرب يسوع المسيح ان يرتبط بكنيسته بعهد الخبز والخمر الجسد والدم. فالتناول هو هذا العهد الذي يعرفه اليهود جيدًأ. ويوعد العريس العروس أنه سيعود ويشرب من كأس العهد معها في مجيئه للعرس. ولهذا الرب يسوع في عشاء الفصح وهو يقدم كأس الخمر ويخبر تلاميذه أن الكأس هي دمه الذي سفك من أجلنا وأنه كان الدم للتصديق على العهد الجديد لمغفرة الخطايا. ويشير الرب يسوع المسيح له كل المجد وهو العرس ، ويقول في ، "ولكني أقول لكم ، لن أشرب من ثمر الكرمة ، حتى ذلك اليوم الذي أشربه فيه جديدا معكم في ملكوت الآب". (إنجيل متى 26: 29)، ويتكلم بوعده الجماعي لعروسه بأنه سينتظر يوم عرسهما ليتمتع مرة أخرى بثمر الكرمة. ويطلب العريس من عروسه أنها كل مرة تشرب من الخمر تتذكر أنها في عهد معه. وفعل هذا الرب يسوع في عيد الفصح في عشاء الفصح وتسمى سيدر وهي وجبة المناولة ويخبر الرب يسوع المسيح عروسه أن تتذكره في كل مرة يتم فيها الشرب من الكأس أنها في عهد دم معه فهي رغم أنها كأس في ظاهرها خمر ولكن هي فيى المفهوم اليهودي دم العريس الحقيقي الذي يجعلهما جسدًا واحدًا وليس تمثيل. ولهذا يقول معلمنا بولس "كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِي نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِيَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِي نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 16). فلهذا تعبير لذكري ليس فقط لذكرى فكرية ورمز ولكن في لغته الأصلية هو تجميع شراكة حقيقية. فكاس الخمر الذي هو دم المسيح هو حقيقي وتعبير اصنعوا هذا لذكري هو كل مرة تشرب العروس من الخمر تدرك إنها في شركة حقيقية مستمرة وممتدة مع العريس وليس فقط ذكرى فكرية ورمز.

وهذا الإحتفال بالخطوبة يفضل أن يتم في أعياد الربيع (الفصح والفطير والباكورة والخمسين) والسبب أن هذا موسم بداية عهد بالفصح والربيع وبداية حياة جديدة وأفراح الباكورة وبداية الحصاد. وهذا أيضًا ما فعله الرب يسوع المسيح مع عروسه كنيسته في الربيع.

بمجرد توقيع الكتابة، كان المخطوبان متزوجان قانونيا، ويلقبا مخطوبين وهي تلقب بامرأته لأنها قانونيًا أمراته. على الرغم من أن كل منهما ظل يعيش مع والديه حتى حفل الزفاف. والآن بعد أن أصبح لديه عروس وقالت "نعم" لزوجها المستقبلي، ووافق الجميع على سعر الزفاف، وتم استلام الهدايا، ثم أصبح الاثنان مخطوبين بشكل قانوني واشتركا في الكاس والوجبة برابطة حقيقية عهد دم لا يكسر وأصبحت عظم من عظامه ولحم من لحمه ودم من دمه، ولا يمكن ان ينفصلا إلا بشهادة طلاق للفصل بين الاثنين؛ إلا أن هذا هو بالضبط ما سيكون عليه هذان الشخصان حتى الزفاف الرسمي. سيذهب العريس إلى منزل والده ليعد بيت العرس وستبقى هي في منزل والدها. وهي فاصل زمني على الزفاف. ويمكن أن يكون حفل الزفاف بعد عام أو عامين اعتمادا على المدة التي استغرقها العريس لإجراء جميع الاستعدادات لحفل الزفاف بإشراف والد العريس. وبالطبع، يجب أن يكون للزوجين مكان للسكن.

وفي هذا الفاصل الزمني وفي هذه الفترة كما أن العريس يعد المنزل أيضًأ تستعد العروس. وتقوم بمهام مثل معمودية العروس وتسمى المكفاه كان الميكفاه عبارة عن الغطس في جسم مائي مصمم مثل تجمع ماء أو ماء جاري. أي أنه يمكن أن يكون جسما مائيا مثل حوض متسع أو بحيرة أو نهر. في كلتا الحالتين يجب أن تكون مياه طبيعية. كان الغرض من الميكفاه رمزا للتوبة والولادة الجديدة، تاركة وراءها حياتها القديمة الإنسان القديم وارتداء الرجل الجديد أي عريسها، لتعلن أنها تتخلص من حياتها القديمة لتستعد أن تبدأ حياة جديدة مع عريسها. هذا هذا أيضا ما أشار إليه الرب يسوع المسيح ومفهوم المعمودية، حيث يتم غمر الشخص في الماء سواء جرن المعمودية أو نهر لإظهار أنه قد تاب عن حياته القديمة الإنسان العتيق ويموت عن هذه الحياة والآن سيتبع العريس الرب يسوع المسيح في حياة جديدة.

وتم شرح في الجزء الاول لماذا منذ هذا الوقت الأب يستجيب لما تطلبه العروس لو طلبت باسم العريس ابنه. وتم شرح الوعد بالعودة واختطاف العروس. وتم شرح معنى إعداد منزل في بيت الأب. وتم شرح لماذا يرفض العريس أن يقول لعروسه عن اليوم والساعة التي يأتي ليختطفها. وتم شرح باختصار العذارى صديقات العروس واعداد زيت الإضائة وأيضا أصدقاء العريس والأبواق.

وبعض الإضافات: أيضًا في اثناء فترة الانتظار يخبر العريس العروس أنه يعرف احتياجاتها وسيوفرها له بالكامل ولا تحتاج ان تقلق من شيء. فعريسنا السماوي الرب يسوع المسيح أيضا فعل هذا وأخبرنا أنه يعرف احتياجاتنا وأنه سيوفر كل شيء حتى يأتي مرة أخرى. ولهذا يقول ، "لهذا السبب ، أقول لك ، " فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ؟ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ؟ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟" (إنجيل متى 6: 25-34). أيضًا في هذه الفترة تهتم العروس بملابس العرس. فتستمر طوال هذه الفترة تتأكد أن الملابس معدة ولم تتسخ وتستمر تزيل أي بقع وتجاعيد لأنها لا تعرف اليوم والساعة التي قد تكون بعد شهور أو سنة أو أكثر. وان بدأ يتراكم عليها اتربة لا بد أن تنظفها. وهذا أيضًا ما أشار إليه الرب يسوع في حياة الإستعداد "لِذلِكَ كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ." (إنجيل متى 24: 44)، وهذا حياة التوبة المستمرة التي طالبنا الرب بها وأن تستمر ملابسنا بيضاء. وأيضًا يخبرنا معلمنا بطرس أننا نُبنى كبيت روحي لكهنوت مقدس، لتقديم ذبائح روحية مقبولة لدى الله. ويقول إننا "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ." (رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 9). فحتى حياة الاستعداد بنى معناها الرب يسوع المسيح على الخلفية البيئية اليهودية ومفهوم العرس. ورمز لثياب العروس بثياب الكهنوت (العام والخاص). تتزين العروس لزوجها، وكذلك ثياب الكهنوت هي ثياب المجد والقداسة. لا يمكننا أن نخدم على مذبح الرب بدون هذه الثياب النقية. ويقول الرب مثل عن هذا عن ملك دخل إلى العرس ونظر إلى ضيوفه ورأى رجلاً بدون ثياب العرس وقال له: " فَلَمَّا دَخَلَ الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ الْمُتَّكِئِينَ، رَأَى هُنَاكَ إِنْسَانًا لَمْ يَكُنْ لاَبِسًا لِبَاسَ الْعُرْسِ. فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ. حِينَئِذٍ قَالَ الْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: ارْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ، وَخُذُوهُ وَاطْرَحُوهُ فِي الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ أَنَّ كَثِيرِينَ يُدْعَوْنَ وَقَلِيلِينَ يُنْتَخَبُونَ" (إنجيل متى 22: 11-14). ونعرف جيدًا معنى هذا وحو حياة التوبة والاستعداد. ولكن أيضًا كرمز بني على خلفية العرس اليهودي.

المرحلة الثانية من العرس اليهودي التي عادة تتم في أعياد الخريف (الأبواق والكفارة والمظال) يأتي ذلك اليوم أخيرًا. لقد تم إعداد كل شيء والآن الأب يعلن ويطلب من ابنه أن يذهب ويحضر عروسه مثل لص في الليل. كان يأتي العريس عادة في منتصف الليل. وهذا أيضًا ما استخدمه الرب يسوع للإشارة "فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!" (إنجيل متى 25: 6). يبدأ الموكب بالهتاف، فكان أحدهم يذهب أمام العريس ويهتف: "مبارك للآتي!" هذا ما قصده الرب يسوع عندما قال: " "لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!»" (إنجيل متى 23: 39). ثم ينفخ في الشوفار (البوق) يكون الهتاف مثل أمر عسكري وسيُنفخ البوق لإعطاء الأوامر بالقيام من النوم، وهذا ما قاله معلمنا بولس الرسول "فِي لَحْظَةٍ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ، عِنْدَ الْبُوقِ الأَخِيرِ. فَإِنَّهُ سَيُبَوَّقُ، فَيُقَامُ الأَمْوَاتُ عَدِيمِي فَسَادٍ، وَنَحْنُ نَتَغَيَّرُ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 52)، "16 لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا. 17 ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 4: 16-17). كل هذا حتى مثال البوق الأخير مبني على الخلفية البيئية اليهودية للعرس اليهودي.

ثالثًا أمثلة أخرى تتعلق بخلفية اليهود عن العرس:

كمالة لمثل العشر عذارى:

أضافات على مثل العشر عذارى والعريس. تم شرح هذا المثل في الجزء الأول وأن فكرة المثل هي عن أهمية الوقت والإستعاداد. ولكن فقط بعض الإضافات البسيطة. من عادة العريس رغم أنه يخفي عن عروسه متى سيأتي ليختطفها للعرس إلا أنه يبدأ يعطيها علامات للتشويق. وهذا أيضًا يشبه تمامًا العلامات التي ذكرها رب المجد عن أواخر الأيام في متى 24 ومرقس 13 ولوقا 21 وأيضًا بالطبع سفر الرؤيا. ولكن العريس الذي يستمر في إعطاء إشارات تفهم منها العروس والعذارى صاحباتها أنه قارب يأتي حتى يصبح الامر متوقع أنه في نطاق أسبوعين. ويضيق هذا الأمر وتتضح علامات أكثر حتى يصبح أسبوع شبه متوقع فيه مجيؤه. فلهذا العذارى العشرة صاحباتها يبدأن في إعداد زيت يكفي أسبوعين أو على الأقل أكثر من ولهذا في مثل العذارى الحكيمات والجاهلات يوضح أن الجاهلات كان معهن زيتًا ولكنه لم يكفي حينما تأخر العريس الذي جاء في أخر الأسبوع أو بعدما اكتمل الأسبوع. وهذا يفهم منه معنى الأسبوع الأخير الذي قد يعرب البعض أن العريس الرب يسوع المسيح تأخر. ومن سيكون عنده زيت يكفي لعبور أسبوع الضيقة وأكثر فسيخلص ومن لن يكون عنده زيت يكفي لعبور الضيقة فهذا لن يصبر للمنتهى فلن يخلص "وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنَّ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ." (إنجيل مرقس 13: 13). فحتى اخر الزمان والانتظار ونصف الليل مبني على خلفية العرس اليهودي.

التقاليد اليهودية القديمة حفل العرس يتم في بيت العروس وليس العريس ثم ينتقل مباشرة لبيته. فرغم أنه يخطفها ولكن تتم في بيت العروسة ومثال واضح شمشون وطوبيا وغيرهم. فلهذا غالبا عن اختطاف الرب لنا هو الذي سيأتي ويبدأ الدينونة وبعد هذا بعد الحكم على الخراف والجداء ثم ننتقل للملكوت السماوي مسكن العريس. أيضا في التقاليد اليهودية العروسة يكون عندها عشرة بنات اشبينات احرار عذارى غير متزوجات ولا مخطوبات ولهذا المثال ذكر عشرة عذارى لأنه مبني على الخلفية اليهودية. والعروس تكون مختبئة والعشر عذارى هن يعرفن مكان اختبائها ويقومن بالزفة عند وصول العريس وبعدها قيادته للعروسة على مراحل، لان البيت اليهودي القديم هو بيت متسع لكبير العائلة (الأب أو الجد) به حظيرة وبيت الخدام وبيت العائلة وبه اجنحة وكل جزء محاط بسور وبوابة، وكل هذا محاط بسور كبير. فهن يستقبلن العريس من الباب الخارجي عند السور بالمصابيح المنيرة ويغلق الباب الاول ثم الى بيت العائلة ثم يغلق الباب الثاني وهكذا حتى غرفة العروس وهذا يشبه الملائكة القديسين الذين يتقدمون أمام العريس في مجيؤه الأخير. في هذا المثل مثل العرس اليهودي ولكن يوضح عدم خلاص الكل. فالحكيمات جمعن زيت يكفي والجاهلات لم يهتمن. قد يكون أن الحكيمات قاموا بالنصيحة وقد يكونوا حاولوا ان يتباطؤا ولكن الوقت لم يسعف الجاهلات. وبالطبع في هذا المثل العذارى هم المؤمنين وخدام الكنيسة وهذا يوم الدينونة. والمهم هو استمرار النور مضاء. والعريس الرب الديان يغلق ولا احد يفتح. وملاحظة مع الإحترام للكل ولكن هذا ينفي مفهوم في الاختطاف عند البعض الذي يقال انه هناك فرصة لمن لم يختطف فهنا لا يوجد فرصة أصلا بعد إختطاف العروس فكل شيء أكتمل والجاهلات ليس لديهن فرصة أخرى. أيضًا نلاحظ أنه لم يعطهم أحد زيتا ولم يتبرع أحد من المعازيم للذهاب لشراء زيت لأن الإيمان العامل لا ينتقل من شخص لأخر فلا تطهير ينتقل من واحد لأخر أي لا يوجد صكوك غفران ولا مطهر ولا غيره. وأيضًا نجد الترابط في سياق الكتاب فالمثل التالي للحكيمات والجاهلات هو نعما أيها العبد الصالح وهو يماثل العذارى الحكيمات.

مثل العشرة دراهم:

مثال أخر والبعض قد يرى أنه لا علاقة له بالعرس اليهودي والخلفية البيئية لليهود ولكن من يدقق فيه ويدرس الخلفيات اليهودية الهامة يكتشف شيء أخر وهو مثال الدرهم المفقود. "8 أَوْ أَيَّةُ امْرَأَةٍ لَهَا عَشْرَةُ دَرَاهِمَ، إِنْ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا وَاحِدًا، أَلاَ تُوقِدُ سِرَاجًا وَتَكْنُسُ الْبَيْتَ وَتُفَتِّشُ بِاجْتِهَادٍ حَتَّى تَجِدَهُ؟ 9 وَإِذَا وَجَدَتْهُ تَدْعُو الصَّدِيقَاتِ وَالْجَارَاتِ قَائِلَةً: افْرَحْنَ مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ الدِّرْهَمَ الَّذِي أَضَعْتُهُ. 10 هكَذَا، أَقُولُ لَكُمْ: يَكُونُ فَرَحٌ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اللهِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ." 0إنجيل لوقا 15: 8-10). مثال عن ان الرب يبحث عن الانسان حتى يجده. والسؤال لمن يدقق في الأعداد هو لماذا اهتمت هذه المرأة بالدرهم بهذه الطريقة؟ عشرة دراهم اضاعت درهم ما الإشكالية، وبخاصة أن القيمة الشرائية للدرهم قليلة في هذا الزمان وتماثل دولار ولا جنيه أي ليست قيمة فلماذا كل هذا المجهود وهذه المصاريف لتجده؟ فهي اوقدت السراج أي زيت مكلف في هذا الزمان لكي تبحث عن درهم؛ ثم بالإضافة لهذا تكنس وهذا ليس فقط مجهود بل ايضا لا يصلح لكل البيوت الكنس فالبيوت المتواضعة الطينية لا تكنس ولكن هذا بيت لطبقة اعلى قليا لأن أرضيته من مادة صالحة للكنس. فلم يقول عنها فقيرة ولكن امرأة لها صديقات تدعوهن فهي ليست فقيرة فلماذا تهتم بدرهم واحد؟ ايضا من ناحية المجهود كنس البيت فهذا متعب ويسبب تكلفة اكثر لاتساخ ملابسها سواء من الكنس أو من الرماد وغيره وهذا ايضا مكلف. والمثل يوضح انها لن تستسلم حتى تجد هذا الدرهم مهما كلفها الامر مال ومجهود. وعندما وجدته بذلت مال أكثر في دعوة الصديقات والجارات فلماذا يفرحن معها بدرهم؟ هل لو أضعت جنيه ووجدته سيعقل أن تقيم احتفال لأصدقائك ليفرحوا معك بالجنيه؟ لا يعقل ولكن حاشا أن نقول ان كلام الرب يسوع المسيح غير منطقي ولا يعقل. مع ملاحظة أنها لم تطلب مساعدتهم فكان بالحري ليس فقط ان تدعوهن عندما وجدته ليفرحن ويحتفلن معها بل كانت تطلب منهم ان يساعدوها في البحث عنه ولكن قامت بكل هذا المجهود لوحدها أي قد يفهم منه انها تريد اخفاء امر ضياع الدرهم. فواضح في المثل اهمية هذا الدرهم واهمية غير مادية. بعض الترجمات الإنجليزية وضعت في الهامش أنه قد يكون من الفضة ولكن هذا أيضًا ليس بغالي الثمن. فقيمة الدرهم هو اللغز. وهذا اللغز يفهم من الخلفية اليهودية للعرس اليهودي أيضًا وبدراسة الخلفية اليهودية ندرك ان كلام الرب يسوع المسيح بالطبع يعقل بل وحكيم جدًا.

ففي الخطوبة اليهودية كان العريس يقدم لعروسه الهدايا واحدة من أهم هذه الهدايا التي تتم بها الخطوبة هي عبارة عن عشرة دراهم عليهم حروف رموز للوصايا العشرة متصلين بسلسلة وترتديها على جبهتها

ومتى ارتدته فمنذ هذا الوقت تصبح مرتبطة برجل مثل دبلة الخطوبة. وهذا إعلان تمسكها به مثل تمسكها بالوصايا العشرة. ولابد أن تستمر هذه السلسلة ظاهر فلو وضعت غطاء شعر إي إيشارب تضعها فوق الإيشارب لأنه إعلان ارتباطها برجل. وتحافظ على هذه السلسلة بالعشر دراهم كما تحافظ الأن العروس على دبلة خطوبتها، لأن في هذا الوقت لم يكونوا يستخدمون دبل بعد أو لم تكن مثل التوقيت الحالي، بل هذه السلسلة هي إعلان الكتاب ولا يوجد أن الدبلة في الخطوبة في اليد اليمين ثم في الزيجة تنتقل لليد الشمال بل هذه السلسلة هي إرتباط يتساوى إن كانت مخطوبة أو متزوجة فهو أصبح رجلها. فمن هنا يبدأ يتضح الأمر لماذا حدد عشرة دراهم، لأنه يشير لأحد هدايا العرس في الفكر البيئية وهذا شيء يفهمه اليهود. فمن هذا نفهم أن الدرهم هو غالبًا واحد من العشرة دراهم الهامة كعنصر من عناصر خطوبتها فهو ليس في قيمته ولكن في أنه هدية من عريسها تمثل الوصايا العشرة وعلامة تمسكها بعريسها مثل تمسكها بالوصايا. ولهذا اخفت موضوع ضياعه لكيلا تتهم بالإهمال كما حاليا لو عروس إضاعة دبلة الخطوبة تخفي الامر ولكن تبذل كل المجهود لتجدها. بل عند اليهود هذا أقوى فهي بضياع الدرهم كما لو كان فرطت في أحد وصايا الرب وفرطت في عريسها ولم تهتم بشبكتها ولهذا قامت بكل هذا المجهود والتكلفة لتجده وعندما وجدته دعت صديقاتها أي صديقات العروس ولم تدعو خطيبها أو أسرتها ولهذا العريس غير مذكور هنا. وتعبير امرأة هي مخطوبة أو متزوجة. ولها صديقات غالبا العشر عذارى مثل المثال السابق. ملحوظة جانبية المخطوبة تبدوا للغرباء مثل المتزوجة بسلسلة الرأس أي أنها مرتبطة بزوج وهذا في موقف السيدة العذراء مريم في خطوبتها بيوسف. ولهذا لو أصبحت حامل لن يتسائل أحد لأن هذه السلسلة على الرأس فهي لرجل.

ومن هنا معنى المثل رغم ان الدرهم قيمته قليلة مثل أي انسان من بلايين البشر ولكن لو موضوع عليه اسم الرب فهو في عين الرب غالي جدا. فالرب يبذل مجهود بحثا عن هذا الضال مثل هذه العروس التي تبحث عن شيء فقط في شبكتها الغالية عليها. وأيضًا الإنسان يجب عليه أنه لو فرط في أحد الوصايا أن يجتهد جدا بحثا عن اقتنائها لكي لا يحزن العريس. فرغم انه درهم لكنه غالي جدا عند الرب ولهذا فرحة هذه العروس بشبكتها التي ضاعت ووجدتها يماثل فرح السماء بالخاطئ الذي يتوب.

مثل الباب:

وأخيرا وباختصار مثال الباب هو له رمزية في العرس اليهودي فبعد ان يعد العريس العروس سيحمل عروسه عبر الباب فوق العتبة إلى منزلهما الجديد. وهذا إعلانا عن بداية حياة جديدة بالعبور من هذا الباب. ولهذا قال الرب يسوع إنه هو الباب، ويجب على الجميع أن يمروا من خلاله. ولكن كما يُفتَح هذا الباب للأبرار، فإنه سيُغلَق في وجه أولئك الذين لم يجهزوا أنفسهم، أولئك الذين لم يجهزوا ثياب زفافهم ويبيضوها، ويزيلوا كل البقع والتجاعيد. أما العروس وهي الكنيسة فتدخل عشاء عرس الحمل "7 لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ! لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ، وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. 8 وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزًّا نَقِيًّا بَهِيًّا، لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ. 9 وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْخَرُوفِوَقَالَ: «هذِهِ هِيَ أَقْوَالُ اللهِ الصَّادِقَةُ». (سفر الرؤيا 19: 7-9).

الخاتمة:

وفي النهاية كل هذا يوضح أهمية معرفة الخلفية اليهودية لفهم أعمق للكتاب المقدس. وكل هذا يوضح أكثر مدى روعة الخلفية المثالية والرموز النبوية في كتابنا المقدس الذي مستحيل أن يكون كتب بالصفة وتنطبق هذه الرموز النبوية بدقة.



والمجد لله دائمًا