الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى تاريخ ميلاد الرب يسوع كامل

مت 1لو 1لو 2لو 3






تاريخ ميلاد الرب يسوع المسيح



د. غالي

الإصدار الثالث: 8 أكتوبر 2024

الإصدار الثاني 25 ديسمبر 2017

الإصدار الأول 25 ابريل 2011









سنة ميلاد الرب يسوع المسيح له كل المجد

مقدمة:

في أي سنة تحديدًا ولد الرب يسوع المسيح له كل المجد؟ هذا سؤال هام ومتعلق بترتيب أحداث كثيرة في حياة الرب يسوع المسيح، بما فيها تاريخ الصلب. فعدم تحديد تاريخ ميلاد الرب يسوع المسيح بدقة ممكن يسبب إشكاليات في تواريخ أخرى هامة.

يُوجَد اختلاف بين المؤرخين في هذا الأمر؛ فالبعض يقول تاريخ، والبعض يقول تاريخ مختلف. سبب الإشكاليات هو عدة نقاط. أولها وهو احتمالية أن يكون هناك خطأ في بداية التقويم الميلادي. وفترة هذا الخطأ مختلف عليها. والأساسي فيها هو بسبب اختلاف في حسابات زمن موت هيرودس. واختلاف آخر في توقيت إحصاء حدث زمن الميلاد. وبعضهم يقول إن هذا الخطأ جعل التقويم يبدأ بعد ميلاد الرب يسوع المسيح الحقيقي بعدة سنوات والبعض يقول قبل ميلاده بعدة سنوات. فالبعض يقول إنه ولد سنة 4 ق.م، وبعضهم يقول سنة 5 ق.م، وبعضهم يقول سنة 6 ق.م، وبعضهم يقول سنة 6م.

سبب الخطأ لو كان حدث:

لم يبدأ التقويم الميلادي منذ أول ميلاد رب المجد؛ أي لم يطالب أحد عندما ولد الرب يسوع المسيح له كل المجد بأن يبدأوا التقويم الميلادي في هذه السنة؛ ولكن هو بدأ بعد هذا بستة قرون تقريبًا. واستخدموا وقتها التقويم اليولياني للدولة الرومانية ليحسبوا التقويم الميلادي.1





التقويم اليولياني باختصار:

التقويم اليولياني أو الذي كان سابقًا الروماني، بدأ من إنشاء روما سنة 750 ق.م إلى 754 ق.م تقريبًا.2 وكانت السنة الرومانية في البداية 304 أيام مقسمة إلى عشرة شهور،3 تبدأ بشهر مارس (على اسم أحد الآلهة الإغريقية) ثم إبريل (أي انفتاح الأرض Aperire بنمو المزروعات والفواكه) ثم مايو (على اسم الآلهة Maia) ثم يونيو (أي عائلة أو اتحاد) ثم كوينتليوس (أي الخامس) ثم سكستس (السادس) ثم سبتمبر (أي السابع) ثم أكتوبر (الثامن) ثم نوفمبر (التاسع) ثم ديسمبر (العاشر)، وكان كل شهر ثلاثون يومًا. ولكن فيما بعد تغير ليصبح إبريل ويونيه والسادس وسبتمبر ونوفمبر وديسمبر 30 يومًا. بينما مارس ومايو والخامس وأكتوبر 31 يومًا.4 ثم أضاف الملك نوما بومبليوس (ثاني ملك بعد روماس الذي أسس روما) شهري يناير (على اسم الإله Janus)، وفبراير Februa (أي احتفال، لوقوع احتفال عيد التطهير في منتصفه). وبذلك أصبح طول السنة الرومانية اثني عشر شهرًا. وجعلت السنة 360 يومًا وكل شهر ثلاثون يومًا. وفيما بعد هذا جُعِل أن السنة تتكون من (365 يومًا) في اثني عشر شهرًا، بأن جعل يناير 31 يومًا (تغير على عدة مراحل)، وفبراير 30 يومًا، ومارس 31 يومًا، وإبريل 30 يومًا، مايو 31 يومًا، ويونيو 30 يومًا، (كوينتليوس) ويوليو 30 يومًا، (سكستس) وأغسطس 30 يومًا، وسبتمبر 30 يومًا، وأكتوبر 31 يومًا، ونوفمبر 30 يومًا، وديسمبر 31 يومًا.5 مع ملاحظة أنه تغيرت السنة عدة مرات، ومنها مرات جُعل فيها الشهور 30 يومًا ومحاولة توفيقها مع التقويم المصري؛ ولكن عندما جاء يوليوس قيصر قام باستبدال اسم كونتليوس Quintilis باسم يوليو على اسمه وجعله 31 يومًا. وغير مقابله فبراير الذي كان 30 يومًا فجعله 29 يومًا لكيلا يتغير عدد أيام السنة، ومثله لما تولى أغسطس قيصر استبدل اسم الشهر الثامن Sextilis الذي يلي يوليو باسم أغسطس تخليدًا لذكراه وجعل عدد أيامه 31 يومًا، جاعلًا فبراير 28 يومًا في السنوات البسيطة، و29 يومًا في السنوات الكبيسة.

ملحوظة هامة: هذا يوضح أن التقويم الميلادي الذي هو 365 يومًا وربع أنه حديث؛ وحتى الميلاد لم يكتمل بعد.

قبل أن يقوم أغسطس بتغييره وفي القرن الأول قبل الميلاد كان قد لُوحظ أن الأعياد لا تقع في موقعها الفلكي، فكلف الإمبراطور يوليوس قيصر أحد أشهر علماء الفلك المصريين وهو سوسيجينيس Sosigene لتعديل التقويم؛6 ليصبح موازيًا للتقويم المصري في وقته. حتى تعود الأعياد الإغريقية الثابتة في مواقعها الفلكية، وذلك بإضافة ربع يوم إلى طول السنة الرومانية 365 يومًا وربع، وسمى هذا التقويم بالتقويم اليولياني وذلك بإضافة يوم كل رابع سنة (السنة الكبيسة) لتصبح 366 يومًا.

وهذا التقويم هو الذي استمر من يوليوس قيصر كما هو وأصبح التقويم الميلادي في القرن السادس الميلادي حتى عُدل بعد ذلك في أيام البابا غريغوريوس الروماني القرن السادس عشر الميلادي وتحديدًا سنة 1582م، بطرح 3 أيام كل 400 سنة وسمى بالتقويم الجريجوري أو الغريغوري، وهذا الذي صنع فرقًا بين 25 ديسمبر و29 كيهك بعد أن كانوا في نفس التاريخ وأصبح 29 كيهك 5 يناير ثم بعدها تدريجيًا 7 يناير.

المهم هو أن تحويله للتقويم الميلادي تم في القرن السادس الميلادي عندما نادى الراهب الإيطالي ديونيسيوس إكسيجوس Dionysius Exiguus سنة 525م بوجوب أن تكون السنة (وليس اليوم) التي ولد فيها الرب يسوع المسيح له كل المجد هي سنة واحد. والمسيح ولد أولها وكذلك بتغير اسم التقويم الروماني؛ ليسمى التقويم الميلادي Anno Domini (AD).7 باعتبار أن الرب يسوع المسيح له كل المجد ولد عام 754 لتأسيس مدينة روما بحسب نظرية هذا الراهب. وهكذا ففي عام 532 ميلادية (أي 1286 لتأسيس روما) بدأ تدريجيًا العالم المسيحي باستخدام التقويم الميلادي بجعل عام 1286؛ لتأسيس مدينة روما هي سنة 532 ميلادية.8

لكن حديثًا في أقل من قرنين فقط بدأت خلافات في نقطة أن الرب يسوع المسيح ولد في سنة 754 لتأسيس روما؛ فالبعض قال إنه ولد 750 لروما، فقالوا إنه هناك خطأ في التقويم أربع سنوات. ولكنهم لم يغيروا التقويم حفاظًا على استقراره إذ كان قد انتشر في العالم كله.

وهنا التساؤل، فهل هناك فعلًا هناك خطأ في التقويم الميلادي لأربع سنوات يجعل الرب يسوع المسيح ولد قبل الميلاد سنة 4 ق.م؟ وما هو مصدر هذا الرأي الذي بدأ منذ قرنين فقط؟

القصة بدأت كالعادة مع بداية مدارس النقد الغربية،9 والتي ظهرت فيها آراء كثيرة متضاربة عن تاريخ ميلاد الرب يسوع المسيح له كل المجد. هي التي بدأت بمناداة أن هناك خطأ في التقويم 4 سنوات، واستمرت الخلافات حتى الآن.

سبب خلافاتهم في سنة ميلاد رب المجد هو اختلافهم في أساليب تحديد هذه السنة. وخاصة بسبب تحديد ميعاد موت هيرودس الذي مرتبط به تاريخ ميلاد رب المجد. أو مفهومهم لما قاله الكتاب من أحداث الميلاد، وغيره من المقاييس. فيوجد أساليب مختلفة في تحديد ميعاد الميلاد ليس فقط تاريخ تأسيس روما. بعضهم يعتمد على أحداث الميلاد، وبعضهم يعتمد على أحداث الصلب وتواريخها، وبالرجوع للوصول لتاريخ الميلاد. في هذا البحث يتم تقديم ما تم التمكُن من الوصول إليه لمعرفة أي سنة هي أدق سنة والنقاط التي تشير إليها. الذين يعتمدون أكثر على أحداث الميلاد (وبخاصة من تفسير كلام يوسيفوس) يميلون أكثر إلى أن الرب يسوع المسيح ولد ما بين 4 ق.م إلى 6 ق.م.10 أما الذين يعتمدون على أحداث الصلب أكثر يجعلوه ما بين 2 ق.م إلى 5 ق.م. والبعض يجعله 6م بسبب تعداد الميلاد، وهذا ما يتم تقديمه مباشرة بعد الملاحظات التالية.





سنة الصفر

الملاحظة الأولى والهامة جدًا وهي: لا توجد سنة صفر.11 أي لا يوجد سنة ما بين 1 ق.م وما بين 1م. بمعنى المُفترض مع بداية ميلاد الرب يسوع المسيح، تكون السنة قبل ميلاده هي سنة 1 ق.م وتنتهي بميلاده. وعندما ولد هذه السنة التي بدأت وقت ميلاده هي سنة 1م. فلا يوجد سنة صفر ما بين الاثنين. أي لا يتم العد مثلما يتم في الحساب 3 2 1 0 -1 -2 -3، فالتقويم يختلف عن الحساب في هذه النقطة فهو 3 2 1 -1 -2 -3، فلا يتم الانتقال من 1 إلى -1 عبر صفر. لا يوجد سنة صفر. والصورة التالية للتوضيح.

شكل 1. رسم توضيحي لعدم وجود سنة صفر 0.

شكل 2. رسم توضيحي لعدم وجود سنة صفر 0. تصميم د. فايز سدراك (عميد كلية الدراسات الكتابية).

فسنة 1 ق.م تنتهي مع بداية سنة 1م، وعند حساب سنين يتم الانتقال فيها من قبل الميلاد إلى بعد الميلاد يطرح من الرقم الحسابي سنة لعدم وجود سنة الصفر في التقويم. أي من سنة 500 ق.م إلى سنة 500 بعد الميلاد هي ليست 1000 سنة، هذا حسابيًا، ولكن 999 سنة تقويميًا.12

وبهذا لو ولد الرب يسوع المسيح في أول سنة 1 ق.م (1286 رومانية = 532م فيكون 754 رومانية = 0م أي أول 1 ق.م) هذا ليس خطأ تقويم بالغ حسب تاريخ روما. ولكن عدم إدراك الكثيرين لعدم وجود سنة صفر. وعندما يكمل عمره عامًا تكون في بداية سنة 1 ميلادية.

لشرح هذا سيحتاج تقديم مثال: عند ميلاد طفل وليكن اسمه جون، فيُقال قبل أن يُولد جون بشهور حدث كذا، التعبير هذا معناه التكلّم عن أحداث سنة 1 قبل ميلاده التي ستكتمل وتنتهي متى ولد. وعندما يُقال بعد أن ولد جون بشهور حدث كذا فبهذا يُقال أحداث سنة 1 من عمره التي ستكتمل وتنتهي متى تم عامه الأول وعندها تبدأ السنة 2 من عمره وهو عمره سنة وبضعة ساعات.

بتطبيق هذا على الرب يسوع المسيح. وما يذكر هنا للتوضيح وليس الرقم الصحيح. اليوم الذي يسبق ميلاد الرب يسوع المسيح هو مشمول في سنة 1 ق.م حتى لو كان آخرها في 30 ديسمبر هو في سنة 1 ق.م. ويوم 1 يناير في السنة الأولى من ميلاد الرب يسوع المسيح هو مشمول في سنة 1م التي ستكمل متى أتم الرب يسوع المسيح سنة وتبدأ سنة 2م.

هذا لو كان التقويم دقيقًا، وبدأ من أول يوم ولد فيه الرب يسوع المسيح. ولكن لو هناك فرق بسيط أي لو المسيح ولد بأيام أو شهور قبل 1 يناير 1م هو يكون ولد في سنة 1 ق.م أي لأنه ولد 29 كيهك وهو يساوي 25 ديسمبر. ولو كان الذين قاموا بالتقويم في القرن السادس لم يلاحظوا هذا أي سنة الصفر في طرح 532 سنة فهو يكون ولد ليس فقط أول سنة 1 ق.م بل آخر سنة 2 ق.م.

فمرة أخرى لأنه لا توجد سنة صفر في الحسابات التقويمية فيتم الانتقال من 1 ق.م إلى 1م. وعندما يتم جمع أو إضافة سنين ق.م إلى حدث بعد الميلاد لا بد أن يتم ملاحظة حذف سنة صفر. بمعنى لو الرب يسوع المسيح بدأ خدمته 1 يناير 30م عن عمر 30 سنة بالضبط فيكون = 30 سنة بداية خدمته – 30 سنة عمره = سنة 0، ولكن لا يوجد سنة صفر فهو يناير سنة 1 ق.م وهي سنة كاملة. فهو لا يكون ولد 1 يناير سنة صفر لأنه لا توجد سنة صفر ولكن هو 1 يناير 1 ق.م، أي يكون ولد قبل هذا بمقدار 30 سنة هو يساوي 1 يناير ق.م. ولو المسيح بدأ خدمته 1 يناير 30م عن عمر ثلاثين سنة وبضعة أيام أي ولد 25 ديسمبر تكون هي 25 ديسمبر سنة 2 ق.م. أي آخر 2 ق.م لا يعتبر خطأ تاريخيًا إلى حدٍ ما في التقويم الروماني 754 لتأسيس روما، الذي استُخدم في التقويم الميلادي؛ بل هو فقط لعدم وجود سنة صفر. فما بين آخر 2 ق.م وما بين أول 1 ق.م وحتى آخر 1 ق.م هو الذي يُفهَم أنه أول سنة صفر التي ليس لها وجود بعد طرح 532 سنة. الرب يسوع المسيح بدأ يخدم عن عمر ثلاثين سنة، وهذا سيقدم لاحقًا بالأدلة الكتابية. هذا فرضًا (ويتم إثباته) لو فرضًا كان حدث في أول 30م أو قبلها بقليل. وهو خدم ثلاث سنوات وشهور (ويتم تقديم أدلة على هذا) يكون صلب في ربيع سنة 33م. فيحتاج من يحسب سنين النبوة أن يستوعب هذه النقطة لأنها أساسية.

عمر الرب يسوع المسيح له كل المجد

الملحوظة الثانية: الرب يسوع المسيح له كل المجد خدم ثلاث سنوات وشهور، من المعمودية للصلب. هذا شبه متفق عليه في التقليد وتم تقديم أمثلة في مراجع أقوال الآباء في الفصل الثاني. ولكن أيضًا لتأكيده بطريقة أكاديمية بالبحث في الكتاب المقدس للمراجعة والتأكد من صحة ما قاله الآباء والمفسرون، يتضح أن الرب يسوع المسيح عبر عليه ثلاثة أعياد فصح أثناء خدمته، وصلب في الرابع. أي لو بدأ خدمته عن عمر ثلاثين سنة ولو كان هذا في أول 30م، يكون قد صلب عن عمر ثلاثة وثلاثين عام وبضعة شهور في الفصح الرابع. وأعياد الفصح من الممكن التعرف عليها من إنجيل يوحنا كالتالي:

الفصح الأول في أول خدمته في منتصف نيسان (ما بين مارس وإبريل) أي بعد ثلاثة أو أربعة شهور من بداية خدمته هو سنة 30م. وهذا في "وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ" (إنجيل يوحنا 2: 13).

الثاني يفهم من التالي "بَعْدَ هذَا كَانَ عِيدٌ لِلْيَهُودِ، فَصَعِدَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ." (إنجيل يوحنا 5: 1). فمنه يمكن إثبات أن المسيح قضى فصحًا آخر، فالعيد هنا هو عيد الفصح من حساب مواعيد الزراعة وحسب الأحداث المذكورة ما بين الاثنين والموضحة أكثر في باقي الاناجيل، ويكون هذا بعد بداية خدمته بسنة وثلاثة شهور أي سنة 31م.

الثالث مذكور في "وَكَانَ الْفِصْحُ، عِيدُ الْيَهُودِ، قَرِيبًا" (إنجيل يوحنا 6: 4). أي بعد سنتين وثلاثة شهور أو أربعة من بداية خدمته، أي في ربيع سنة 32م.

الرابع في "وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيبًا. فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ الْكُوَرِ إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبْلَ الْفِصْحِ لِيُطَهِّرُوا أَنْفُسَهُمْ." (إنجيل يوحنا 11: 55). وهو الفصح الذي صلب فيه حسب شهادة "ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ" (إنجيل يوحنا 18: 28).

ملاحظة: عيد الفصح الثاني رغم انه غير مذكور لفظًا؛ لكنه مثبت بحسابات كثيرة من ترتيب الأحداث وخاصة حادثة قطف السنابل في الأناجيل (متى 12: 1 ومرقس 2: 23 ولوقا 6: 1)، والتي تقويمها من ترتيب الأحداث بين فصح (يوحنا 2: 13) و(يوحنا 6: 4) وما قدمه يوحنا الحبيب بين الفصحين الذين يمكن حسابهما بالشهور. وقدمها هارولد بشيء من التفصيل بما فيها شروحات آباء كثيرين مثل ميليتو ويوسابيوس.13 مع ملاحظة يوجد خلاف هل هو عيد الفصح أو عيد الأسابيع التالي للفصح،14 ولكن لا تزال نفس النتيجة وهو أن هناك عيد فصح ثاني في هذه الفترة الزمنية.

فزمن خدمة الرب يسوع المسيح التي عبر عليه خلالها ثلاثة أعياد فصح وصلب في الرابع أكدها باحثون كثيرون مثل ليسلي ماديسون،15 وصامويل أندروز،16 وكيلوم،17 وغيرهم الكثيرين. ولا يوجد مكان لأعياد فصح أخرى لم تذكر لأن ترتيب الأحداث لا تدع مجال لهذا. أي يكون بعد ثلاث سنوات وثلاثة أو أربعة شهور من بداية خدمته أي عمر ثلاث وثلاثون سنة وبضعة شهور. أي تقريبًا ربيع 33م.

فأي تاريخ للصلب يحذف منه من السنين ثلاث وثلاثون سنة وبضعة شهور تقريبًا يكون تاريخ الميلاد، وأيضًا العكس فأي تاريخ يحدد للميلاد يضاف عليه ثلاث وثلاثون سنة وبضعة شهور يكون تاريخ الصلب. ولا يجب أن يتناقض أحدهما مع الآخر. فلو ولد الرب يسوع المسيح في 25 ديسمبر وصلب في 14 نيسان وهو يقع بين شهر مارس وإبريل يكون بينهما ثلاث وثلاثون سنة وبضعة شهور، فلو بدأ خدمته 30م وصلب ربيع 33م يكون ولد آخر 2 ق.م قبل أول سنة 1 ق.م. هذا فقط للتوضيح. ولكن يتم تقديم أدلة على هذا في الأجزاء التالية.

















نقاط تحديد سنة ميلاد الرب يسوع المسيح

هناك إحدى عشر نقطة على تاريخ ميلاد رب المجد:

ولد الرب يسوع المسيح حيث كان هيرودس الكبير حيًا. وهذا ما ذكره متى البشير بوضوح في إنجيله في "وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ" (إنجيل متى 2: 1)، فيكون الرب يسوع المسيح ولد قبل موت هيرودس الكبير بفترة غير محددة ولكن لابد ان يكون تاريخ ميلاده قبل تاريخ موت هيرودس الكبير.

تحديد سنة موت هيرودس هو الذي بسببه بدأ في المدرسة النقدية الغربية ادعاء أن التقويم الميلادي خطأ. وهذا الادعاء ظهر من أقل من قرنين. ففي القرن التاسع عشر بدأ هذا الادعاء عن طريق أحد النقديين الألمان اسمه إيميل ستشورير (شوغر).18 وسببه انتشر ادعاء أن هيرودس مات 4 ق.م. فإذًا، المسيح لا بد أن يكون ولد قبل موت هيرودس في 4 ق.م، وبسبب هذا انتشر ادعاء أن المسيح ولد قبل التقويم الميلادي بعدة سنين. ومنها بدأ يُقال إن المسيح ولد 4 ق.م أو 6 ق.م وغيرها. فبعضهم الذي قال إن المسيح ولد قبل وفاة هيرودس بفترة قليلة إذا هو ولد 4 ق.م، وبعضهم بما فيهم ستشورير وغيره الذين قالوا إن حادث قتل أطفال بيت لحم من سنتين فما دون، أي حسب رأيهم أن المسيح كان قرب السنتين، فيكون هيرودس مات 4 ق.م فيكون المسيح ولد 6 ق.م. وآراء في المنتصف أي 5 ق.م. هذا هو بداية الادعاء وبسببه انتشر أن هناك خطأ أربع سنوات أو ست سنوات في تقويم ميلاد المسيح واستمر حتى الأن وبني عليه تفسيرات. فهل ما قاله ستشورير وانتشر وهو شبه السائد الآن، هل هو الصحيح؟ في هذا الجزء بعد الدراسة يتضح تدريجيًا أن هذه الادعاءات النقدية من هذا الوقت هي غير دقيقة غالبًا. ويتم التعرف على السبب.

الدليل الأول على زمن ميلاد المسيح، زمن موت هيرودس:

في بداية هذه النقطة يجب توضيح أن الفرق بين التاريخين 4 ق.م و6 ق.م هو بالطبع غير مذكور في الكتاب المقدس. فمتى البشير لم يقل إن عمر الرب يسوع المسيح كان سنتين وقت حادثة أطفال بيت لحم. ولكن يمكن أن يُفهم من متى البشير العكس، وهو أن وقت حادثة قتل أطفال بيت لحم كان الرب يسوع المسيح حديث الولادة، أو بعدها بفترة زمنية قصيرة جدًا؛ لأن الرب يسوع لم يزل في بيت لحم مكان ميلاده حديثًا. المكان المؤقت الذي ذهبوا إليه شبه مجبرين لأجل الإحصاء. فلن يقيموا فيه كثيرًا. فكون أنهم لم يزالوا في بيت لحم وهذا في "حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ،" (إنجيل متى 2: 7-9)، فهو لم يزل حديث الولادة. الأمر هو أن هيرودس لقسوته فقط أراد أن يكون متأكدًا أن المسيح سيقتل؛ فأمر بقتل من سنتين فما دون في بيت لحم فقط للتأكد، وليس لأن عمر الرب يسوع المسيح أصبح سنتين. لو كان عمر الطفل يسوع المسيح أصبح سنتين لكان هيرودس أمر بقتل كل من هم ثلاث سنين أو أربع سنين فما دون، فادعاء أولًا 6 ق.م لأنه ولد قبل موت هيرودس بسنتين لعمر أطفال بيت لحم هو غير دقيق.

والأن التركيز على 4 ق.م. ولكن من أين أتى ستشورير بأن هيرودس مات 4 ق.م؟ هذا عن طريق أربعة أسباب. وكلهم مشمولين في مجموعة الأدلة الأولى المرتبطة بزمن موت هيرودس.

السبب الأول الخسوف القمري: فالسبب في تفسير ستشورير لكلام يوسيفوس المؤرخ اليهودي، عندما قال إن هيرودس مات بفترة بعد خسوف قمري، وهذا قاله يوسيفوس بالفعل.19 فقال ستشورير إن هناك خسوفًا جزئيًا حدث في اليهودية في 13 مارس 4 ق.م، وافترض أن هذا هو الخسوف المتكلم عنه، ومنها بدأ كل قصة ادعاء خطأ التقويم الميلادي.

السبب الثاني بداية حكمه ودورات الاولمبياد: أيضًا تم تفسير كلام يوسيفوس عن أن هيرودس مات بعد سبعة وثلاثون سنة من إعلانه ملكًا من قبل روما، وهذا ذكره يوسيفوس في الأنتيك،20 وفي الحروب أيضًا.21 وهذا تم تحديده حديثًا بناء على دورات أولمبياد أنه سنة 40 ق.م؛ ولأنه حكم ستة وثلاثون سنة فيكون مات 4 ق.م.

والسبب الثالث زمن غزو أورشليم: هو تم تفسير كلام يوسيفوس في أن هيرودس بعد بداية حكمه بثلاث سنوات في الأولمبياد 185 غزى أورشليم وفتحها.22 وهذا تم تحديده حديثًا في سنة 37 ق.م، وحكمها أربعة وثلاثون سنة فيكون مات سنة 4 ق.م.

والرابع زمن حكم أبناؤه: وهو تم تحديده بناء على فرضية، وهي أن أبناء هيرودس تولوا الحكم سنة 4 ق.م، وبناء عليه يكون مات سنة 4 ق.م. أي تاريخ توليهم الحكم.

توضيح الأربع نقاط وإشكالياتهم:

الرد على السبب الأول: وهو أن هيرودس مات بعد الخسوف القمري، وهو الأساسي في الحسابات وبنى عليه النقاط الباقية. وهنا يتم الوصول لسبب كل الاختلافات وهو الخسوف؛ بالفعل حدث خسوف جزئي سنة 4 ق.م، وهذا حدث قبل عيد الفصح بمقدار 29 يومًا، ولكن هذا الخسوف الذي تم اختياره من قبل النقديين لم يكن دقيقًا؛ لأنهم تجاهلوا بقية تواريخ الخسوف المسجلة بوضوح. فهناك بحث في تواريخ الخسوف القمري وضح أن هذا الخسوف كان جزئيًا، ولكن هناك خسوف قمري كلي وليس جزئيًا حدث سنة 1 ق.م بمقدار تسعة وثمانون يومًا قبل الفصح أيضًا (تقريبًا 10 يناير 1 ق.م).23 وهذا أشار له العديد من العلماء، مثل كل من جاك فينيجان،24 وأيضًا أندرو ستينمان.25 وخسوف آخر كلي حدث 29 ديسمبر 1 ق.م.26 والاثنان يصلحان ويشيران لسنة 1 ق.م أو بعدها بقليل لأنه مات بعد هذا الكسوف بفترة.

مع ملاحظة أن العلماء وضحوا أن القدماء يسجلون الخسوف الكلي بصفته حدثًا؛ لأنه هو الأساسي الذي يختفي فيه القمر تمامًا كعلامة فلكية وليس الجزئي.27 فوصف يوسيفوس يتفق مع خسوف 1 ق.م؛ لأنه خسوف كلي وليس 4 ق.م؛ لأنه خسوف جزئي.

وخاصة أنه من كلامه يفهم أن هذا الخسوف كان قبل الفصح بعدة شهور وليس أيامًا، لما وصفه من رحلات تستغرق ما بين ستين إلى تسعين يومًا.28 ولا تصلح أن تكون أقل من شهر. فلا يصلح الخسوف الجزئي في 4 ق.م أصلًا لأنه قبل الفصح بمقدار تسعة وعشرون يومًا فقط. فهذا يؤكد أكثر خسوف 1 ق.م. إذًا، يتم التأكد أكثر بأن هيرودس مات بعد يناير سنة 1 ق.م بعدة شهور أو بعد آخرها أي أول 1م، فيكون الميلاد نحو بداية سنة 1 ق.م.

والأهم من هذا أن يوسيفوس استخدم هذا الخسوف ليس في تقويم موت هيرودس، بل في تحديد تاريخ إزالة هيرودس لماتياس من رئاسة الكهنوت. وهذا قاله في الأنتيك،29 وأكد هذا ستينمان.30 أي الخسوف الجزئي 4 ق.م هو خطأ. وهو الذي اعتمدوا عليه في أساس فرضيتهم. وبنوا عليه كل حساباتهم، ولكن الصحيح هو الخسوف الكلي في 1 ق.م. وبناءً عليه كان هيرودس حيًا حتى فصح 1 ق.م. ومات بفترة (شهور) بعد فصح مارس سنة 1 ق.م. أي غالبًا بعده بشهور سواء في نهاية 1 ق.م أو بعد بداية 1م.

فيكون الرب يسوع المسيح قد وُلِد قبل هذا بفترة وجيزة في أواخر سنة 2 ق.م أو أول سنة 1 ق.م، وهذا تاريخ صحيح. فبناءً على تاريخ وفاة هيرودس الصحيح، يكون ميلاد الرب يسوع المسيح في نطاق أول سنة 1 ق.م في أولها، أو قبل بدايتها أي وُلِد في أواخر 2 ق.م. فلا يوجد خطأ في التقويم بفارق أربع سنوات.

الرد على السبب الثاني وبداية حكمه من الإولمبياد: أما عن أولمبياد تاريخ حكمه ومنها تاريخ موت هيرودس، الذي حُدد أنه سنة 40 ق.م، بالطبع يوسيفوس لم يقل سنين ميلادية؛ لأن التقويم الميلادي لم يكن يعرفه هو أصلًا بل بعده بأكثر من أربعة قرون. فيوسيفوس يتكلم عن تحديد السنين من خلال الأولمبياد الرومانية التي تحدث كل أربع سنوات، ولها علاقة بتقويم روما. وهو كان يبدأ في منتصف السنة اليوليانية، ويعتبر رقم الأربع سنين هو رقم الأولمبياد أي كل أربع سنين تقيم برقم للأولمبياد؛ فيقولوا الأولمبياد العاشر والأولمبياد الخمسين وهكذا. أي رقم الأولمبياد يستخدم لتحديد أربع سنوات وليس سنة واحدة.

يوسيفوس بالفعل قال إن غزو أورشليم تم في الأولمبياد 185.31 وهذا بعد أن بدأ هيرودس حكمه بثلاث سنوات. وهو الذي حدده بعض المؤرخين من 1 يوليه 40 ق.م إلى 30 يونية 36 ق.م.32 يوسيفوس حدد أيضًا أن هيرودس بدأ حكمه في الأولمبياد 184.33 وهذا الأولمبياد هو من 1 يوليه 44 ق.م إلى 30 يونية 40 ق.م.

ولكن يوسيفوس بنفسه قال أيضًا إن هيرودس مسك الحكم في مجلس كالفينوس وهو الثاني له وبوليو وهو الأول Consulship of Calvinus and Pollio.34 وكانوا أيضًا يؤرخون الأمور بتواريخ المشيرين؛ ولكن كالفينوس Caius Domitius Calvinus وبوليوCaius Asinius Pollio الذي مسك هيرودس الحكم بعد توليهما المنصب بصفتهم مستشارين هما حسب ما حدد المؤرخون بدآ بعد 2 أكتوبر 40 ق.م.35 في الأولمبياد 185.36 من 1 يوليه 40 ق.م إلى 30 يونية 36 ق.م. أي بعد السابق في فترة الأربع سنوات التالية أي ليس في الأولمبياد 184 بل 185. وهنا القارئ بدأ يرى المشكلة في كلام يوسيفوس. فالأولمبياد 184 ينتهي بالكامل قبل أن يبدأ مجلس كالفينوس وبوليو أصلًا. فيوسيفوس قدم تاريخين مختلفين لتولي الحكم، فالاستشهاد بكلام يوسيفوس بناء على الأولمبياد من دون مراعاة باقي ما قاله يقود لنتيجة خطأ أصلًا؛ لأن يوسيفوس ذكر رقمين متضاربين. فلو أُخذ التاريخ الثاني، يكون هيرودس بدأ حكمه في الأولمبياد 185، بفترة بعد 40 ق.م وبعد منتصف الأولمبياد أي بعد 38 ق.م أو بعد ذلك. وحكم سبعة وثلاثون سنة هذا يقود إلى سنة 1 ق.م أو بعد ذلك. أي بدأ ليس 40 ق.م بل بعد 38 ق.م.

ما يؤكد أن الثاني هو الصحيح، أن القديس جيروم أكد أن هيرودس تولى الحكم بعد موت أنتيجونيوس الذي مات في السنة الثانية من الأولمبياد 185.37 وليس في الأولمبياد رقم 184. وهذا يوازي سنة 38 ق.م أو بعدها.38 وحسبت ترتيب الأحداث هو بعد منتصف الأولمبياد بفترة، مما يؤكد صحة ما قاله القديس جيروم. وهيرودس حكم سبعة وثلاثون سنة، هذا يؤكد أن تاريخ وفاته سنة 1 ق.م أو بعدها بقليل. إذًا، تحول حكم هيرودس من الأولمبياد 184 الذي فهم خطأ، إلى الأولمبياد 185. هذا يقضي على فرق الأربع سنوات المزعومين، وبناء عليه هيرودس مات 1 ق.م أو بعدها بقليل أول 1م.

الرد على السبب الثالث وغزو أورشليم: أما عن النقطة الثانية وموضوع هجوم وانتصار هيرودس على أورشليم. يوسيفوس يقول إن هيرودس فتح أورشليم في الأُولمبياد 185 بعد توليه الحكم بثلاث سنوات في فترة مجلس ماركوس أَغريبا وكانينيوس جاليوس.39 وهذا الذي حددوه بسنة 37 ق.م؛ مع ملاحظة هذا حددوه بناء على النقطة السابقة التي اتضحت إنها غير دقيقة. ولكن الحقيقة يوسيفوس أيضًا يقول إن هذه حدث بعد سبعة وعشرون سنة بعد سقوطها في يد الجنرال بومبي الروماني.40 وهذا التاريخ محدد بدقة أنه بعد سنة 63 ق.م.41 ودخوله أورشليم على مراحل حتى وصل الهيكل 62 ق.م،42 أي يكون سنة 35 ق.م وليس سنة 37 ق.م أصلًا، وحكمها أربعة وثلاثون سنة، هذا يقود لنفس التاريخ السابق. أيضًا يوسيفوس في نفس النقطة يقول إن هذا حدث بعد أن تولى الحشمونيون (المكابيين قبل هيرودس) ملك أورشليم لمدة 126 سنة. وبناء على حسابات سفر المكابيين وأيضًا يوسيفوس هذا يحدد بأنهم بَدَؤُوا بعد 162 ق.م وهذا يصل بنا إلى بعد 36 ق.م أي 35 ق.م. فأيضًا في هذا يوسيفوس يقدم ما يختلف عما قدموه. فهذا تم معرفته أن هجومه على أورشليم حدث في سنة 35 ق.م. وهيرودس حسب يوسيفوس أيضًا حكم سبعة وثلاثون سنة، منهم أربعة وثلاثون سنة على أورشليم،43 يكون مات سنة 1 ق.م أو بعدها بقليل.

الرد على السبب الرابع وموضوع أبناء هيرودس وزمن توليهم الحكم: هذا الدليل هو أصلًا يعتمد على فرضية أن هيرودس مات سنة 4 ق.م. أي أن هذا يعتبر دليلًا دائريًا. فبناء على اعتقادهم بموت هيرودس سنة 4 ق.م يكون أبناؤه حكموا سنة 4 ق.م. ثم يستشهدون بهذا إنه دليل على أن هيرودس مات سنة 4 ق.م. براين وندل وضح أن تاريخ حكم أبناء هيرودس هو مختلف عليه ما بين 4 ق.م و1 ق.م وهو فقط يتوقف على متى مات هيرودس الكبير؛44 فلهذا هذا لا يصلح بدليل لإثبات سنة 4 ق.م.

أيضًا تواريخ حكم أبناء هيرودس يوجد عليها خلافات كثيرة، وسببه أن كثيرًا من الحكام يولون أبنائهم قادة في أثناء حكمهم ويقَيّم الأبناء لاحقًا فترتهم من بداية توليهم القيادة وليس بعد موت الأب. هذا أمر شائع. فهي تواريخ متضاربة ولا يعتمد عليها؛ لأنها غير معروفة إن كان مسكوا مناصب قبل أم بعد موت هيرودس، ولهذا يعتمد على تاريخ الوفاة أكثر من بداية الحكم. ولكن يوجد أدلة أشار إليها أندرو ستينمان أن أبناء هيرودس الكبير مثل أن فليب تولى الحكم ما بين سنة 1 ق.م إلى سنة 1م، وليس سنة 4 ق.م وهذا بدليل عملات أثرية.45 فيكون هيرودس توفى سنة 1 ق.م وليس سنة 4 ق.م.

هل توجد طريقة أكثر تحديدًا ودقة لتاريخ وفاة هيرودس الكبير عن هذه الأربع نقاط؟ نعم، توجد وهي من خلال التقليد اليهودي. فقد سجل اليهود أن هيرودس مات سنة 3761 يهودية، وهذا مسجل جيدًا في التقليد اليهودي، وهو موجود في مراجع ومخطوطات يهودية.

فمحدد أنه مات بعد عيد المظال (15 تشري) بثلاثة شهور في سنة 3761 يهودية، وعيد المظال هو في أكتوبر.46 و15 تشري عيد المظال سنة 3761 يهودية، يقابل 2 أكتوبر 1 ق.م.47 فهو مات بعد هذا بثلاث شهور. أي هيرودس مات يناير 1م. ومسجل أيضًا أن أرخيلاوس ابن هيرودس تولى الحكم في سنة 3761 يهودية.48 وهذا أيضًا يؤكد نفس التاريخ.

وفي موضع آخر من نفس المخطوطة تحدد موت هيرودس بأنه 2 شيفات 3761 يهودية.49 وهي تقابل 16 يناير 1م.50 أي لو وفاة هيرودس كانت بعد شهر أكتوبر، أي في أواخر سنة 1 ق.م أو في أوائل يناير سنة 1م. وبأكثر تحديدًا 16 يناير 1م. بناءً على هذا، فإن الرب يسوع المسيح، له كل المجد، وُلِد قبل هذا التاريخ بسنة تقريبًا، أي ما بين نهاية سنة 2 ق.م وبداية سنة 1 ق.م. وبهذا التاريخ المحدد، يكون من المناسب أن يكون ميلاد الرب يسوع المسيح في 25 ديسمبر حسب التقليد، قبل 1 يناير 1 ق.م. فيكون تاريخ الميلاد 25 ديسمبر 2 ق.م أقرب للصحة.

وبهذا، اتضح أن كل الادعاءات بأن المسيح وُلِد في سنة 4 ق.م أو 6 ق.م بسبب موضوع موت هيرودس هي غير دقيقة، وقد بدأت فقط من مفهوم خاطئ لموضوع الخسوف القمري وقلة التدقيق في حسابات الأولمبياد المرتبطة بحكم هيرودس. هذه كانت المجموعة الأولى من الأدلة، وهي النقطة الأولى من إحدى عشر نقطة لتحديد تاريخ ميلاد رب المجد. وهي حددت تقريبًا أن ميلاد رب المجد قبل أو مع بداية سنة 1 ق.م. أي في نهاية 2 ق.م أقرب للصحة.

ثانيًا: الإحصاء الذي حدث وقت ميلاد الرب يسوع المسيح

بعد دراسة تاريخ موت هيرودس وتصحيح أخطاء المدرسة النقدية واتضح أنه مات في 16 يناير 1م. فتاريخ ميلاد الرب يسوع المسيح يكون مناسب جدًا قبل بداية 1 ق.م أي تاريخ 25 ديسمبر 2 ق.م مناسب لتاريخ وفاة هيرودس. وتاريخ 4 ق.م كان سوء فهم من قبل النقديين. أيضًا بسبب سوء فهم عن زمن إحصاء كيرينيوس؛ هذا سبب فرضية عكسية. فبسببه ظهر ادعاء أن الرب يسوع المسيح ولد في أو بعد سنة 6م (أي عكس السابق). أي بسبب تقييم متى تولى كيرينيوس الذي يُذكر في إنجيل لوقا البشير، "1 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ صَدَرَ أَمْرٌ مِنْ أُوغُسْطُسَ قَيْصَرَ بِأَنْ يُكْتَتَبَ كُلُّ الْمَسْكُونَةِ. 2 وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ. 3 فَذَهَبَ الْجَمِيعُ لِيُكْتَتَبُوا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ." (إنجيل لوقا 2: 1-3)؛ ملحوظة لفظ والي هو في اليوناني ηγεμονευοντος هيجيمونيونتوس من لفظ γεμονεύω هيجيمونيو وتعني قائد أو حاكم.51 فبعض النقديين قالوا إن كيرينيوس كان والي سورية سنة 6م. بسبب هذا، نادى البعض أن الرب يسوع المسيح ولد بعد تقويم الميلاد بفترة مقدارها سِتَّ سنين أو أكثر أي 6م، أو بعدها.

ولكن اتضح من الآثار أن إحصاء كيرينيوس تم عندما كان قائدًا رومانيًا وأحد مستشاري أغسطس قيصر قبل أن يصبح سيناتورًا وحاكمًا لسوريا. فقد حكمها أولًا كقائد عسكري قبل الميلاد (وَالِيَ)، تقريبًا من سنة 3 ق.م إلى 1 ق.م.52 هذه كانت المرة الأولى.53 ثم عاد وحكمها مرة ثانية وعين واليًا على سوريا من سنة 6م إلى 11م. وهو ولد سنة 51 ق.م، ومات سنة 21م.54 فهو حكمها مرتين.55 وفكرة مختصرة عنه، فهو من الأمراء، وأظهر براعة في الحرب، فكافأه أغسطس قيصر برفعه إلى رتبة مشير سنة 12 ق.م. ومنذ سنة 12 ق.م إلى 1 ق.م قاد حملة ضد الهومونادينيس.56 وبعد انتصاره أقام فترة في سوريا. وكان معروفًا أنه حكم كوالي بعد الميلاد، ولكن كان هناك شك في توليه هذا المنصب قبل الميلاد حتى تم إثبات ذلك من اكتشاف بعض اللوحات الأثرية. من بين هذه اللوحات، اللوحة اللاتينية التي وُجدت في تيفولي قرب روما، والتي أصلحها علماء آثار، مثل مومسن ورامساي وروس. وقد أظهرت الكتابة على هذه اللوحة أن كيرينيوس كان واليًا على سوريا في التاريخ المذكور قبل الميلاد.57 وصورتها:

شكل 3. لوحة كيرينيوس. (Bryan Windle, “Quirinius An Archaeological Biography,” Bible Archeology report, accessed October 10, 2021, https://biblearchaeologyreport.com/2019/12/19/quirinius-an-archaeological-biography/.)

وتُظهِر أنه حكم مرتين سورية. وهي معروضة حاليًا في متحف الفاتيكان.58 وهي تحت عنوان "جزء من نقش قبر لكيرينيوس" Fragment of the sepulchral inscription of Quirinius". وتقول” leg (atus) iterum . . ." أي حكم مرتين.59 فهذه اللوحة توضح أنه حكم في سورية مرتين. وهما الفترتان التي أحدهما قبل الميلاد والأخرى بعد الميلاد.

ولوحة أخرى وهي من جزئيين وصورتها:

شكل 4. اللوحة الثانية لكيرينيوس. (Bryan Windle, “Quirinius An Archaeological Biography,” Bible Archeology report, accessed October 10, 2021, https://biblearchaeologyreport.com/2019/12/19/quirinius-an-archaeological-biography/)

والأولى تذكره أنه بيرفيكت وحدد عمرها ما بين 11 ق.م إلى 1 ق.م، والثانية تحدد أنه بيرفيكت على ليجيون 12 الذي كان يحكم في سوريا في هذا الوقت (ما بين 6 ق.م إلى 1 ق.م). وبهذا تشهد أنه بالفعل كان في سورية في توقيت الاكتتاب الأول.60

ولوحة ثالثة باسم Aemilius Secundus وهي في متحف Venice، Museo archeologico nazionale. تذكر أيضًا أنه حكم مرتين وقام بالاكتتاب.61

وصورتها:

شكل 5. اللوحة الثالثة لكيرينيوس. (Bryan Windle, “Quirinius An Archaeological Biography,” Bible Archeology report, accessed October 10, 2021, https://biblearchaeologyreport.com/2019/12/19/quirinius-an-archaeological-biography/.)

فهو بالفعل جاء أثناء هيرودس الكبير إلى سوريا أثناء حملته العسكرية التي قام بها ضد هومونادينيس من 12 ق.م إلى 1 ق.م، وحربه استمرت منذ سنة 6 ق.م إلى سنة 3 ق.م وكان مكانها في غلاطية. وبعد انتهاء حملته وانتصاره، استمر كيرينيوس في قيادة سوريا حتى حوالي سنة 1 ق.م. وقام بالإحصاء بعد الحملة، أي في الفترة ما بين 3 ق.م و1 ق.م. وكانت رتبته في سوريا هي Duumvir. وفي نهاية هذه الولاية الأولى جرى الاكتتاب الذي يسميه لوقا البشير الأول في "وَهذَا الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ جَرَى إِذْ كَانَ كِيرِينِيُوسُ وَالِيَ سُورِيَّةَ." (إنجيل لوقا 2: 2). وهو من 3 ق.م إلى 1 ق.م. وتعبير الأول هذا يشير إلى أنه قام باكتتاب ثاني لاحقًا.

الاكتتاب الأول، الذي ألزم يوسف النجار ومريم العذراء بالحضور إلى بيت لحم، غالبًا حدث في أواخر فترته الأولى، لأنه في هذا الوقت تمت تعديلات على الإحصاء. بعدما طُلِب من الجميع التسجيل، اضطر إرضاء رؤساء اليهود، الذين طالبوا بتسجيل اليهود في مدينة سبطهم. فأخر أحصاء اليهود. هذا الأمر دفع يوسف النجار للاستعجال ولم يتمكن من الانتظار لولادة مريم العذراء في الناصرة، مما يُعزى مرة أخرى إلى فترة ما بين نهاية 2 ق.م و1 ق.م، وهو دليل يدعم هذا التاريخ.

وبعد هذا في فترة هيرودس أرخيلاوس جاء كيرينيوس وحكم اليهودية مرة أخرى وهي المثبتة إنها من 6م بأوامر من روما. ثم صار اكتتاب ثانٍ سنة 6م. وهذا ذكر أيضًا من قبل لوقا البشير في الأعمال ""بَعْدَ هذَا قَامَ يَهُوذَا الْجَلِيلِيُّ فِي أَيَّامِ الاكْتِتَابِ، وَأَزَاغَ وَرَاءَهُ شَعْبًا غَفِيرًا. فَذَاكَ أَيْضًا هَلَكَ، وَجَمِيعُ الَّذِينَ انْقَادُوا إِلَيْهِ تَشَتَّتُوا. (سفر أعمال الرسل 5: 37). وهذا يفسر تعبير "الاكْتِتَابُ الأَوَّلُ".

ولهذا، تاسيتوس، المؤرخ الروماني، ذكر في الحوليات تعبيرًا يشير إلى أنه حكم سوريا مرة ثانية.62 فرغم أنه لا يذكرها بوضوح ولكن هذه تعتبر إشارة للفترتين بالفعل، وهذا الاكتتاب الثاني ذكر أيضًا على يد يوسيفوس في كتاب الأنتيك الفصل 18.63 وبناء على ما قاله فالاكتتاب الثاني لم يشمل الجليل أصلًا ولكن اليهودية فقط فلا يصلح للميلاد لأن الرب اليسوع في الجليل لم يكن مشمل في الاكتتاب الثاني. وهي الفترة التي نزع فيها القضاء من اليهود على اليهودية ومنعهم من تنفيز العقوبات حسب شريعتهم وصرخ الشيوخ انه نزع القضاء ولم يظهر شيلون المسيح بعد بناء على نبوة تكوين 49: 10 ولم يكونوا يدركوا ان شيلون الرب يسوع المسيح قد ولد بالفعل. فلا يصلح الاكتتاب الثاني لأحداث الميلاد، بل فقط الاكتتاب الأول الذي شهدت عنه الأدلة من الآثار التي تم تقديم ملخصها. فالذي يعتمد على هذا الاكتتاب ليقول إن المسيح ولد 6م أو بعدها هو غير مصيب؛ لأن إحصاء كيرينيوس الأول يشير إلى أن ميلاد الرب يسوع المسيح كان فعلًا أواخر 2 ق.م إلى أوائل 1 ق.م. بل يوجد دليل آخر وهو أنه مسجل في كتابات رومانية أن الإحصاء بدأ سنة 752 من تاريخ روما وهو يقابل سنة 2 ق.م.64 فلهذا إحصاء كيرينيوس دليل على أن ميلاد الرب يسوع المسيح تم ما بين 3-1 ق.م. وبسبب ما تم به يكون أقرب إلى ما بين آخر سنة 2 ق.م و1 ق.م، فهو دليل آخر يضاف إلى أدلة أن الرب يسوع المسيح ولد ما بين نهاية سنة 2 ق.م إلى أول سنة 1 ق.م. ويناسب تاريخ 25 ديسمبر 2 ق.م.

ثالثًا: يوحنا المعمدان

تكلم يوسيفوس عن يوحنا المعمدان في كتاب الأنتيك.65 وأشار إلى حادثة قتل هيرودس أنتيباس ليوحنا المعمدان. وذكر مكان الحادثة وهي قلعة ماكيروس Macherus. وقصة إرادة هيرودس أن يتزوج من هيروديا. حادث زواج هيرودس من هيروديا أيضًا عليه خلاف في تحديد فترته ما بين 27م إلى 31م.66 ولكن في هذا الأمر، أقوى الأدلة كما ذكر هارولد هوهنير أن هذا حدث ما بين 30 إلى 31م.67 وأقربهم للصحة حسب ما قدمه جيفري بروميلي هو 31م.68 فلو يوحنا المعمدان استشهد سنة 31م. بناءً على هذا التاريخ، يبدو أن بداية خدمة الرب يسوع المسيح كانت بالفعل قبل هذا التاريخ بفترة وجيزة. ومن الواضح أن هذا الحدث وقع بعد شهور عديدة من بداية خدمته، عندما تم تعيين التلاميذ والرسل وبدأوا في نشر تعاليمه، فيكون قد بدأ خدمته قبل هذا أي تقريبًا 30م. وهو بدأ على عمر ثلاثون عامًا كما هو مكتوب "وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي،" (إنجيل لوقا 3: 23)، فيكون ولد آخر سنة 2 ق.م إلى أول سنة 1 ق لعدم وجود سنة الصفر كما تم تقديمه في الجزء السابق.

رابعًا: هيكل أورشليم

في إنجيل يوحنا يذكر أن الهيكل بني في ست وأربعين سنة "فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟»" (إنجيل يوحنا 2: 20). وهذا يذكرونه والرب يسوع المسيح في أول سنة من خدمته الأرضية حسب ترتيب الأحداث. وخاصة أن في هذا الإصحاح يأتي فيه ذكر أول عيد فصح مر على الرب يسوع المسيح في خدمته، كما تم تقديمه سابقًا. الهيكل المتكلم عنه وهو الهيكل الثاني الذي بني بعد السبي. ولكن هيرودس كان قد دمر الكثير منه في هجومه على أورشليم بعد أن بدأ حكمه بثلاث سنوات. وهو الذي استمر سبعة وثلاثين سنة كما تم تقديمه في النقطة الأولى منها أربعة وثلاثون سنة في أورشليم. وهيرودس إرضاءً لليهود بدأ يجدده وأدخل عليه تعديلات وتحسينات وتوسعات كثيرة جدًا. بل ما يذكره المؤرخون أنه استمر هذا الهيكل في التجديد حتى انهدم سنة 70م. وهذا ذكره دوين رولر،69 وأيضًا جون لونديكويست.70

يقول الباحثون مثل ديفيد فريدمان إنه بدأ توسعات الهيكل بعد زيارة أغسطس لسورية.71 وهذا تقريبًا 17 ق.م.72 أي تقريبًا كان هذا الحوار سنة 30م أول خدمة الرب يسوع. أيضًا يقول يوسيفوس إن هيرودس بدأ هذا في السنة الثمانية عشر من حكمه.73 وهو كما تم توضيحه سابقًا في الدليل الأول، أنه بدأ بعد 36 ق.م ووضح أنه 35 ق.م، أي بعد ثمانية عشر سنة يكون بدأ 17 ق.م أيضًا. فهذا يتفق مع ما حدده العلماء، فهذا الترميم بدأ 17سنة ق.م.

النقطة المعنية في هذا الأمر، أن 46 سنة من الترميم من 17 ق.م، هو 30م؛ لأنه قد تم توضيح أنه لا يوجد سنة صفر. أي بداية خدمة الرب يسوع المسيح 30م، والرب يسوع المسيح في الفترة الأولى من خدمته بعد ثلاثين سنة من عمره. أي أيضًا يكون ولد في 2 ق.م أو 1 ق.م، وفقط للتبسيط 46 سنة – 30 سنة عمر المسيح = 16 سنة ومن دون سنة الصفر هي 17 ق.م. ولو بدأ الرب يسوع المسيح خدمته نحو ثلاثين سنة وهذا سنة 30م قبل أول فصح مع بداية خدمته، 30 -30 = 0 أي 1 ق.م. أي يكون تاريخ ميلاده المجيد هو آخر 2 ق.م إلى أول 1 ق.م.

خامسًا: رئيس الكهنة وقت الصلب

هذه نقطة توضيحية وليست تحديدية. فالرب يسوع المسيح صُلب وقت قيافا رئيس الكهنة، وهذا مكتوب في "حِينَئِذٍ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ وَشُيُوخُ الشَّعْب إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ الَّذِي يُدْعَى قَيَافَا،" (إنجيل متى 26: 3) و"وَكَانَ حَنَّانُ قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقًا إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ." (إنجيل يوحنا 18: 24). وهو يوسف قيافا.74 وحسب التقليد اليهودي إن رؤساء الكهنة تم تغييرهم كثيرًا بين سنة 18م إلى 36م، وكان منهم قيافا من 27م إلى 36م قبل أن يطرده الرومان، وهذا ذكر في مراجع كثيرة مثل قاموس الكتاب،75 وبروس متزجر،76 وراند.77 فيكون الرب يسوع المسيح الذي صلب عن عمر ثلاث وثلاثون سنة وبضعة شهور، هذا ما بين سنة 27م إلى 36م. فيكون ولد ما بين 5 ق.م إلى 3م. ولكن صلب الرب يسوع المسيح لم يكن لا في بداية زمن قيافا، ولا في نهايته بناء على ما كتبه المؤرخون عن أحداث حياته.78 فهو منتصف فترة قيادته تقريبًا. أي تقريبًا من 30م إلى 34م. فلا يصلح تاريخ الميلاد لا 4 ق.م ولا 6م. وأكثر تاريخ مرجح بناء على هذه النقطة هو سنة 33م كما ذكرت موسوعة باكير.79 أي ولد من 2 ق.م إلى 1 ق.م؛ فهي نقطة غير فيصلية ولكن توضيحية.

سادسًا: هيرودس أنتيباس

تولى هيرودس أنتيباس ابن هيرودس الكبير الحكم أيضًا في نفس زمن تولي أخيه أرخيلاوس ولكن بعد فترة تنافس مع أخيه.80 وبناء على الحسابات السابقة في النقطة الأولى كان نفس التاريخ وهو 1 ق.م؛ لكن ليس هذا التأريخ فقط لأنه سيخضع للنقطة الأولى، بل هنا يتم الاعتماد على تاريخ تركه للحكم. يسجل التاريخ أن هيرودس أنتيباس والي الجليل ولد سنة 20 ق.م ونفي سنة 39م بعد صراع طويل مع كاليجولا.81 ولكنه قبل هذا خاض حربًا لمدة زمنية مع أريتاس الرابع والد زوجة هيرودس أنتيباس الأولى سنة 36م.82 وهذا حدث بعد صلب المسيح بسنتين أو ثلاث سنوات فقط من ترتيب الأحداث.83 أي أن الرب يسوع المسيح صلب تقريبًا 33م بناء على هذا، فيكون ميلاد الرب يسوع المسيح له كل المجد تقريبًا ما بين 2 ق.م إلى 1 ق.م.

سابعًا: بيلاطس البنطي

صلب الرب يسوع المسيح وقت حكم بيلاطس البنطي في الأربعة أناجيل (متى 27: 2 ومرقس 15: 1 ولوقا 23: 1 ويوحنا 18: 29). وبيلاطس ثبت فعلًا من الآثار أنه كان الحاكم الروماني لليهودية بلقب بيرفيكت في زمن خدمة وصلب الرب يسوع المسيح.84 وصورة لوحة تشهد على هذا.

شكل 6. لوحة بيلاطس البنطي. (John DeLancey, “The Pilate Inscription; the original stone,” Israel Museum, Jerusalem, Nov. 2012, https://biblicalisraeltours.com/2013/03/the-pilate-inscription/.)

وهو حسب موسوعة باكير نقلًا عن التاريخ الروماني حكم أيضًا ما بين 26م إلى 36م.85 وهو نفس المدى الزمني الذي يفهم مما ذكره يوسيفوس، 86وخاصة أنه تكلم في الأنتيك 18. 3. 3. عن أن بيلاطس هو الذي أمر بصلبه. وفي التعليق الهامشي لترجمة ويليام ويستوون لما يقوله يوسيفوس أن هذا في 3 إبريل 33م.87

حتى لو تم التغاضي عن هذا التعليق، فيتضح أيضًا أن الرب يسوع المسيح لم يصلب في أول حكم بيلاطس وأيضًا ليس في نهايته. لكنه صلب قبل أن تبدأ القلاقل التي قادت لعزله؛ لأن في نهاية حكمه في آخر سنتين من بيلاطس حدثت قلاقل كثيرة وخاصة من السامريين وهذه من أسباب عزله. فيكون الرب يسوع المسيح صلب قبل 36م بفترة ولكن ليس بكثير أي سنتين إلى ثلاث سنوات فيكون مناسبًا أن الرب يسوع المسيح صلب نحو 33م، أي ولد ما بين 2 ق.م إلى 1 ق.م.

لكن يوجد أحداث أكثر في تاريخ بيلاطس تحدد الأمر أكثر. بيلاطس كما يذكر الكتاب المقدس كان بينه وبين هيرودس عداوة "فَصَارَ بِيلاَطُسُ وَهِيرُودُسُ صَدِيقَيْنِ مَعَ بَعْضِهِمَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّهُمَا كَانَا مِنْ قَبْلُ فِي عَدَاوَةٍ بَيْنَهُمَا." (إنجيل لوقا 23: 12). وهذا من قبل الصلب لأنهما تصالحا في الصلب. سبب العداوة بين هيرودس وبيلاطس هي حادثة الدروع الذهبية كما سجلها فيلو الفيلسوف اليهودي الإسكندري.88 وهذه الحادثة محددة بسنة 31م أو بعدها.89 فهذا يضيف تأكيدًا أن صلب الرب يسوع المسيح بعد سنة 31م. أيضًا محاولة مصالحة بيلاطس مع هيرودس هي بسبب خوف بيلاطس الشديد من طيباريوس قيصر. والسبب أن الرجل الثاني الذي كان بعد طيباريوس قيصر وهو لوكيوس سيجانيس، حاول الانقلاب على طيباريوس. فقتله طيباريوس في أكتوبر 31م.90 وكان طيباريوس مرتابًا جدًا من كل أصدقاء لوكيوس. ولوكيوس هذا هو الذي عين بيلاطس وهو صديقه.91 ويؤيده في عداء بيلاطس لليهود.92 بل كما قال فيلو كان يريد إبادة اليهود تمامًا.93 وهذا سبب الخوف الشديد لبيلاطس من طيباريوس. وأيضًا طيباريوس عكس قرارات لكيوس ضد اليهود سنة 32م.94 ولهذا كان بيلاطس يريد إرضاء اليهود بأي ثمن بعد هذا، فصلب الرب يسوع رغم معرفته ببرائته "فَبِيلاَطُسُ إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ لِلْجَمْعِ مَا يُرْضِيهِمْ، أَطْلَقَ لَهُمْ بَارَابَاسَ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ، بَعْدَمَا جَلَدَهُ، لِيُصْلَبَ." (إنجيل مرقس 15: 15)، وأيضًا أراد أن يتصادق مع هيرودس.95 ولأن صلب الرب يسوع المسيح بعد خصومة بيلاطس وهيرودس ومحاولة مصالحة بيلاطس وكل هذا حدث بعد موت لوكيوس أي بعد نهاية سنة 31م، وبعد إلغاء قراراته 32م، فهذا تقريبًا يؤكد أن صلب الرب يسوع المسيح كان من بعد سنة 32م. أي ما بعدها بحوالي سنة.

وبإضافة هذا للنقطة السابقة في تاريخ بيلاطس يكون صلب الرب يسوع المسيح بين 32م و33م. والأقرب للصواب هو سنة 33م. وهذا عن عمر ثلاث وثلاثون سنة وبضعة شهور، أي ولد ما بين سنة 2 ق.م إلى 1 ق.م.

ثامنًا شاول الطرسوسي

نقطة هامة وهي تاريخ عبور شاول الطرسوسي إلى معلمنا بولس الرسول، فبولس الرسول الذي يخبر سفر أعمال الرسل في كل من الإصحاحات 9 و22 و26 عن قصة عبوره بعد قيامة الرب يسوع المسيح بفترة تقدر بسنتين لثلاث سنوات، وهذا بعد استشهاد إستفانوس أي بعد 34م تاريخ استشهاد إستفانوس.96 وأيضًا أشار إليها في رسائله، فهناك خلاف على نقطة بداية خدمته ولكن يحدد بعض الباحثين أن هذا ما بين 34م إلى 35م.97 فيكون الصلب 33م.

ولكن في المقابل هناك بعض التواريخ التي ممكن أن تساعد في التحديد أكثر. فمثلًا في رسالته إلى أهل غلاطية يقول "ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضًا إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا، آخِذًا مَعِي تِيطُسَ أَيْضًا" (غلاطية 2: 1). وهذا محدد أنه في مجمع أورشليم. ومجمع أورشليم هذا محدد تاريخه 50م،98 أو ما بين 49م و50م.99 فيكون بولس الرسول هنا بعد إيمانه بمقدار أربع عشرة سنة. أي يكون قبل الإيمان ما بين 35 و36م تقريبًا. فيكون صلب الرب يسوع المسيح قبل هذا بسنتين أو ثلاث سنوات لتنتشر الكلمة ويكون إستفانوس قد استشهد، والإيمان قد بدأ ينتشر في دمشق. فيكون صلب الرب يسوع المسيح في 33م، أي ولد آخر 2 ق.م إلى 1 ق.م.

أيضًا يذكر معلمنا بولس الرسول في سفر الأعمال: "وَلَمَّا كَانَ غَالِيُونُ يَتَوَلَّى أَخَائِيَةَ، قَامَ الْيَهُودُ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى بُولُسَ، وَأَتَوْا بِهِ إِلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ" (أعمال الرسل 18: 12). وغاليون حدد أنه حكم ما بين 51م إلى 52م، وهذا من أدلة كثيرة من الآثار.100 وهذا حُدد أكثر أنه ما بين يناير 51م إلى أغسطس 52م.101 وربط هذا بلقاء معلمنا بولس الرسول مع أكيلا وبريسكيلا اللذين طُرِدَا مثل بقية اليهود من روما قبل المحاكمة "فَوَجَدَ يَهُودِيًّا اسْمُهُ أَكِيلاَ، بُنْطِيَّ الْجِنْسِ، كَانَ قَدْ جَاءَ حَدِيثًا مِنْ إِيطَالِيَة، وَبِرِيسْكِلاَّ امْرَأَتَهُ، لأَنَّ كُلُودِيُوسَ كَانَ قَدْ أَمَرَ أَنْ يَمْضِيَ جَمِيعُ الْيَهُودِ مِنْ رُومِيَةَ، فَجَاءَ إِلَيْهِمَا." (سفر أعمال الرسل 18: 2)، وهذا ما بين 49 إلى 50م.102 ومعلمنا بولس الرسول عند لقائه بهما كان في كورنثوس التي قضى فيها ثمانية عشر شهرًا، أي سنة 52م، ويقدر هذا بناء على حساب رحلات وخدمة بولس الرسول أنه في السنة السابعة عشر من عبوره.103 أي أيضًا بهذا يتم الوصول لتاريخ 35 أو 36م، تاريخ عبور معلمنا بولس الرسول. وأيضًا يكون صلب الرب يسوع المسيح قبلها بسنتين أو ثلاث سنوات، أي تقريبًا 33م. فأيضًا يكون ميلاد رب المجد من 2 ق.م إلى 1 ق.م. ومثال الحسابات كهذه يوجد الكثير منها في التقليد مثل تاريخ استشهاد استفانوس كما تم توضيحه 34م، وهذا يحدد تقريبًا بعد الصلب بقرب السنة، فالصلب 33م والميلاد قبل 1 ق.م أو أخر 2 ق.م.

ومثل هذا الكثير، كمثال عمر يوحنا الحبيب ونقاط محددة في حياته هو غيره من التلاميذ يمكن حساب تاريخ الصلب وتشير إلى 33م، فهم أيضًا يشيروا لسنة 1 ق.م أو آخر 2 ق.م. ولكن لا داعي للإطالة في هذه النقطة.

تاسعًا: طيباريوس قيصر

في هذه النقطة الهامة يتم التطرق إلى حدث تاريخي مهم ومحدد، حيث ذُكِر في إنجيل لوقا البشير بوضوح "1 وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ عَشْرَةَ مِنْ سَلْطَنَةِ طِيبَارِيُوسَ قَيْصَرَ، إِذْ كَانَ بِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ وَالِيًا عَلَى الْيَهُودِيَّةِ، وَهِيرُودُسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الْجَلِيلِ، وَفِيلُبُّسُ أَخُوهُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى إِيطُورِيَّةَ وَكُورَةِ تَرَاخُونِيتِسَ، وَلِيسَانِيُوسُ رَئِيسَ رُبْعٍ عَلَى الأَبِلِيَّةِ، 2 فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا، كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا فِي الْبَرِّيَّةِ، 3 فَجَاءَ إِلَى جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنِّ يَكْرِزُ بِمَعْمُودِيَّةِ التَّوْبَةِ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا،" (إنجيل لوقا 3: 1-3). هذه الأعداد هي تحديد دقيق جدًا للفترة الزمنية المتكلم عنها. فهي تأريخ دقيق من معلمنا لوقا البشير مناسب لفكر هذا الزمان.

ويوحنا المعمدان بدأ خدمته عن عمر ثلاثين سنة، فترة بداية خدمة الكهنة. والرب يسوع المسيح تعمد بعد بداية خدمة يوحنا بفرق بسيط (ستة أشهر) للفرق بينه وبين يوحنا المعمدان ستة أشهر وهذا أيضًا مكتوب "وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضًا حُبْلَى بِابْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهذَا هُوَ الشَّهْرُ السَّادِسُ لِتِلْكَ الْمَدْعُوَّةِ عَاقِرًا،" (إنجيل لوقا 1: 36). والرب يسوع المسيح تعمد عن عُمر نَحْوُ ثلاثين سنة وهذا مكتوب "وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي" (إنجيل لوقا 3: 23).

تعبير نحو في اليوناني هوسي ωσει في القواميس مثل سترونج،104 وثيور،105 يعني لغويًا قرب ونحو أي شيء أقل أو أكثر بمقدار صغير، أي يمكن اعتبار عمر الرب يسوع المسيح أنه كان ثلاثين سنة ولكنه بتدقيق أقل أو أكثر من هذا بشيء لا يذكر (قد يكون أيامًا لاستخدام كلمة هوسي). بمعنى أنه لم يكن ثلاثين سنة باليوم بل أقل أو أكثر من ثلاثين سنة بأيام؛ أي بعد النقطة التي يحددها لوقا البشير بستة أشهر، يكون الرب يسوع قد بدأ خدمته بالمعمودية. وهذا على عمر ثلاثين سنة أي ولد قبل هذا بثلاثين سنة وأيام قليلة.

طيباريوس الإمبراطور كما تقول الكثير من المراجع التاريخية تقريبًا صدر قرار توليه 17 سبتمبر 14م كالموسوعة البريطانية،106 وفينيجان.107 وبدأ حكمه من 18 سبتمبر 14م كما ذكر كيلوم،108 وواسون.109 فيكون في السنة الخامسة عشر كما يقول إنجيل لوقا البشير، أي خلالها (ما بعد بدايتها وقبل نهايتها) فيكون بعد اكتمال أربع عشرة سنة من حكمه، أي بعد 18 سبتمبر 28 ميلادية وقبل 18 سبتمبر 29م. هذه هي السنة الخامسة عشر من حكمه بدقة.

ولكن هذا عن بداية خدمة يوحنا المعمدان، الذي هو أكبر من الرب يسوع المسيح بستة أشهر. وبدأ قبل خدمة الرب يسوع المسيح الأرضية. فيكون الرب يسوع المسيح قد تعمد بعد هذا بستة أشهر تقريبًا بين التاريخين، أي الرب يسوع المسيح يكون تعمد على عمر ثلاثين سنة، ما بعد 18 مارس 29م (18 سبتمبر 28 + 6 شهور) وقبل 18 مارس 30م (18 سبتمبر 29 + 6 شهور). فهو تعمد بعد 18 مارس سنة 29م إلى قبل مارس سنة 30م، وكان هذا بداية خدمته عن عمر ثلاثين سنة. فالرب يسوع المسيح ولد قبل هذا بنحو ثلاثين سنة، أي ما بين مارس 2 ق.م ومارس 1 ق.م. وهذا يتفق مع التقليد الكنسي المثبت أن الرب يسوع المسيح تعمد في شهر يناير وبدقة 6 يناير وهذا سيقدم لاحقًا. فالرب يسوع بدأ خدمته بالمعمودية 6 يناير 30م وهو نحو ثلاثين سنة؛ فهذا يتفق أن يكون تاريخ ميلاد رب المجد الرب يسوع المسيح هو نهاية ديسمبر 2 ق.م إلى أول يناير 1 ق.م. أي أنه ولد في نهاية ديسمبر 2 ق.م (25 ديسمبر 2 ق.م) قبل بداية يناير 1 ق.م وهذا تاريخ دقيق من أمور تاريخية في روما لا خلاف عليها تقريبًا، وهو أقوى من بقية التقديرات وبناء عليه لا يكون هناك خطأ أربع سنوات أو ست سنوات في وقت التقويم الميلادي.

وأمام هذا الدليل مع السابقين يصبح صعب للنقديين أن يمتلكوا أدلة أن هناك خطأ أربع أو ست سنوات في تاريخ الميلاد. ولكن أقربهم للصحة أن يكون هناك فرق من قبل الميلاد وقيمته سنة واحدة فقط. وهذا يكون اتضح وسببه لأنه لا توجد سنة صفر كما تم تقديمه.

فمعمودية الرب يسوع المسيح وهو نحو ثلاثين سنة أي بعد تاريخ الميلاد بمقدار ثلاثين سنة وهي محددة بعد ثلاثين سنة من ميلاده في نهاية 2 ق.م وبداية 1 ق.م فيكون نهاية 29م وبداية 30م. وبعد معموديته بثلاث سنين وبضعة أشهر خدمة فيكون صلب بدقة في ربيع 33م.

عاشرًا: الآباء

يوجد الكثير من أقوال الآباء القدامى بعضها تقديري وبعضها أكثر تحديدًا، وخاصة أن أثناء أيامهم أيضًا لم يكن هناك تقويم ميلادي، ولكن يمكن حسابات التواريخ، فمثلًا يوستينوس الشهيد "Justin Martyr" له مقولة في الدفاع الأول "The First Apology" في الفصل السادس والأربعين بعنوان الكلمة في العالم قبل المسيح، وهو يقول نصًا المسيح ولد من 150 سنة مضت، that Christ was born one hundred and fifty years ago” ".110

رسالة الدفاع الأولى حددها علماء بتاريخ 150م مثل مؤسسة التاريخ المسيحي،111 والموسوعة البريطانية.112 مع ملاحظة أنه عليها خلاف فالبعض قال من 155 إلى 157م ولكن رأي 150م غالبًا هو الأقوى بناء على الإشارة في الرسالة إلى فيلكس المصري كما ذكرت المراجع الماضية. وأيضًا كما قالوا إنه كتبها ردًا على استشهاد بوليكاربوس، وهذا يفسر كلامه الكثير عن الحرق بالنار؛ لأن بوليكاربوس استشهد بالحرق بالنار.113 وطالما تم تحديد هذه الرسالة بسنة 150م فميلاد الرب يسوع المسيح قبل هذا بمقدار 150 سنة. فبناء على هذه النقطة يكون المسيح ولد أول 1 ق.م (لعدم وجود سنة الصفر). ويصلح أن يكون أيامًا قبلها أي آخر 2 ق.م.

ولكن بعض الآباء حددوا نقاطًا أخرى. مثل، القديس إكليمندوس الإسكندري الذي قال: "ولد المسيح بعد غزو مصر بثمان وعشرين سنة".114 وتاريخ هذا الغزو يحدد تقريبًا سنة 30 ق.م كما في أبحاث جامعة سان جوسيه،115 وذكر نفس الأمر فينيجان.116 وبعد اخضاعها وهزيمة كل من أنطونيوس وكليوباترا وبهذا انتهى حكم البطالمة على مصر. وهذا يجعل التاريخ في سنة 2 ق.م، ويصلح أن يكون آخر سنة 2 ق.م. هذا التاريخ أيضًا ذكره يوسابيوس القيصري في تاريخ الكنيسة.117 فيكون أيضًا الرب يسوع المسيح ولد في آخر سنة 2 ق.م.

قال القديس إيرينيؤس إن الرب يسوع المسيح ولد في السنة الحادية والأربعون من ملك أغسطس قيصر.118 ونفس التاريخ قاله أيضًا ترتليانوس.119 ولكن يوسابيوس القيصري قال الثانية والأربعون، وأغسطس قيصر حكم رسميًا أربعون سنة فقط من 16 يناير 27 ق.م إلى 19 أغسطس 14م.120 ولكن أغسطس الذي ولد 23 سبتمبر 63 ق.م كان يحسب له الحكم عندما رقي إلى مشير وهذا تقريبًا 19 أغسطس 43 ق.م كما ذكر جاردهوزن،121 والموسوعة البريطانية.122 وهو بالاشتراك مع كوينتوس. هذا يجعل الميلاد تقريبًا ما بين سنة 2 ق.م إلى 1 ق.م. ويصلح مثل السابق أن يكون آخر سنة 2 ق.م.

أضاف ترتليانوس نقطتين عن تاريخ ميلاد رب المجد بالإضافة إلى أغسطس قيصر وهما بعد موت كليوباترا بمقدار ثمانية وعشرون سنة،123 حيث قُتلت أغسطس سنة 30 ق.م؛124 فهذا يجعل التاريخ تقريبًا 2 ق.م. وتاريخ آخر وهو خمسة عشر سنة قبل موت أغسطس قيصر،125 وأغسطس مات 19 أغسطس 14م كتحديد الموسوعة البريطانية،126 وفينيجان،127 وكوك.128 فهذا يجعل الرب يسوع المسيح ولد ما بعد 19 أغسطس 2 ق.م وقبل 19 أغسطس 1 ق.م؛ فهو يحدد أن الرب يسوع المسيح ولد ما بين نهاية 2 ق.م وبداية 1 ق.م بدقة.

أقوال الآباء كثيرة عن سنة ميلاد الرب يسوع المسيح، وهي وتتراوح ما بين 3 ق.م إلى 1 ق.م، وأكثرها ما بين آخر 2 ق.م إلى أول 1 ق.م.129 وكلها تتوافق تمامًا مع تاريخ 29 كيهك المقابل في هذا الزمان ليوم 25 ديسمبر 2 ق.م. وملخص باقي أقوال الآباء عن تاريخ ميلاد الرب يسوع المسيح بإضافة بعض معلوماته من الجدول الذي قدمه فينيجان بتصرف وتعديل بعد مراجعته مع أقوال الآباء في كتاباتهم.

جدول 4. 1. ملخص أقوال الآباء عن سنة ميلاد رب المجد.

اسم الأب

الزمن الذي حدده

1

يوستينوس الشهيد

1 ق.م.

2

إكليمندوس الإسكندري

2 ق.م.

3

إرينيؤس

2 ق.م.

4

ترتليانوس

2 ق.م. وآخر 2 ق.م. إلى أول 1 ق.م.

5

يوليوس الأفريقي

3 ق.م. إلى 1 ق.م.

6

هيبوليتوس

2 ق.م.

7

أوريجانوس

3 ق.م. إلى 2 ق.م.

8

يوسابيوس

3 ق.م. إلى 2 ق.م.

9

إبيفانيوس

3 ق.م. إلى 2 ق.م.

10

أوروسيوس

2 ق.م.

11

دبونيسيوس

1 ق.م.

المصدر: أقوال الآباء عن سنة الميلاد، جدول معدل، (Jack Finegan, Handbook of Biblical Chronology, Peabody: Hendrickson Publishers, 1998, 291.)

أي ما بين 3 ق.م إلى 1 ق.م. وأكثرهم دقة هو آخر 2 ق.م قبل بداية 1 ق.م، فتاريخ ميلاد الرب يسوع المسيح له كل المجد من الآباء هو شبه عليه إجماع ولكن بأساليب التقويم القديمة. وهذا يتفق مع ما ذكره الآباء، سواء الذين حدودها مع ميلاده أو معموديته أو صلبه ولكن في سياق كلامهم كما تم تقديمه في الفصل الثاني عن تاريخ ميلاده المجيد هو ولد في آخر 2 ق.م. وبناء عليه بدأ خدمته أول سنة 30م.

وبهذا يمكن تقديم ملخص عشر نقاط تاريخ ميلاد رب المجد التي قدمت حتى الآن في الجدول التالي:

جدول 3. 2. ملخص عشر نقاط سنة ميلاد رب المجد.

الحدث

نطاق السنين لميلاد المسيح

ميلاد المسيح بتدقيق

موت هيرودس

من 2 ق.م. إلى 1 ق.م.

آخر 2 ق.م. إلى أول 1 ق.م.

إحصاء كيرينيوس

3 ق.م. إلى 1 ق.م.

من 2 ق.م. إلى 1 ق.م.

استشهاد يوحنا المعمدان

من 2 ق.م. إلى 1 ق.م.

آخر 2 ق.م. إلى أول 1 ق.م.

هيكل أورشليم

من 2 ق.م. إلى 1 ق.م.

من 2 ق.م. إلى 1 ق.م.

قيافا

من 5 ق.م. إلى 3م

من 2 ق.م. إلى 1م.

هيرودس أنتيباس

من 2 ق.م. إلى 1م

من 2 ق.م. إلى 1 ق.م.

بيلاطس البنطي

من 2 ق.م. إلى 1م

من 2 ق.م. إلى 1 ق.م.

شاول

من 2 ق.م. إلى 1 ق.م.

آخر 2 ق.م. إلى أول 1 ق.م.

طيباريوس قيصر

من مارس 2 ق.م. إلى مارس 1 ق.م.

آخر 2 ق.م. إلى أول 1 ق.م. (ديسمبر 2 ق.م.)

الآباء

من 3 ق.م. إلى 1م

آخر 2 ق.م.

فلهذا تَأكَد هذا البحث من أن تاريخ ميلاد الرب يسوع المسيح آخر 2 ق.م وما بين آخر 2 ق.م إلى أول 1 ق.م. وللتوضيح قد تم في سن ثلاثين سنة في 25 ديسمبر 29م، وتعمد على نحو ثلاثين سنة أي بعد أن تعدى ثلاثين سنة ببضعة أيام، في 6 يناير 30م. فمن 25 ديسمبر 29م – عمر 30 سنة = -1 أي 25 ديسمبر 1 ق.م، ومن دون سنة الصفر، فهو 25 ديسمبر 2 ق.م.



النقطة الحادية عشر: توقيت الصلب

هي فقط نقطة توضيحية تؤكد إن ما تم تقديمه يتفق مع الحسابات الفلكية. دخل الرب يسوع المسيح أورشليم أحد الشعانين، وصلب يوم الجمعة والسبت يلوح، أي قبل ليلة السبت في الكتاب المقدس " وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ" (إنجيل متى 27: 62) مع " وَبَعْدَ السَّبْتِ، عِنْدَ فَجْرِ أَوَّلِ الأسبوع، جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ الأُخْرَى لِتَنْظُرَا الْقَبْرَ." (إنجيل متى 28: 1) و"وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، إِذْ كَانَ الاسْتِعْدَادُ، أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ، " (إنجيل مرقس 15: 42) و"وَكَانَ يَوْمُ الاسْتِعْدَادِ وَالسَّبْتُ يَلُوحُ." (إنجيل لوقا 23: 54) و"ثُمَّ إِذْ كَانَ اسْتِعْدَادٌ، فَلِكَيْ لاَ تَبْقَى الأَجْسَادُ عَلَى الصَّلِيبِ فِي السَّبْتِ؛ لأَنَّ يَوْمَ ذلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا، سَأَلَ الْيَهُودُ بِيلاَطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُهُمْ وَيُرْفَعُوا." (إنجيل يوحنا 19: 31). وهذا في عيد الفصح اليهودي في تَعْلَمُونَ أَنَّهُ بَعْدَ يَوْمَيْنِ يَكُونُ الْفِصْحُ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ لِيُصْلَبَ»." (إنجيل متى 26: 2) " وَكَانَ الْفِصْحُ وَأَيَّامُ الْفَطِيرِ بَعْدَ يَوْمَيْنِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ كَيْفَ يُمْسِكُونَهُ بِمَكْرٍ وَيَقْتُلُونَهُ، " (إنجيل مرقس 14: 1) " وَقَرُبَ عِيدُ الْفَطِيرِ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْفِصْحُ." (إنجيل لوقا 22: 1) " ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ." (إنجيل يوحنا 18: 28) " وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟»" (إنجيل يوحنا 18: 39) " وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!»" (إنجيل يوحنا 19: 14). ولمعرفة متى حدث هذا، يستلزم الرجوع للنتيجة اليهودية لعيد الفصح ما بين سنة 29 إلى 35م، ويتم دراسة ما قدمه علماء الفلك مثل سير إسحاق نيوتن ومن بعده حديثًا لتحديد مواعيد عيد الفصح؛ فصلب الرب يسوع المسيح تم يوم الجمعة ليلة السبت كما هو واضح من الأناجيل بدقة ولا خلاف عليه بين أغلب التقليديين.

وكما شرح الكتاب المقدس توقيت ذبح الفصح بين العشاءين " فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ." (سفر اللاويين 23: 5) "3 فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ تَعْمَلُونَهُ فِي وَقْتِهِ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِهِ وَكُلِّ أَحْكَامِهِ تَعْمَلُونَهُ. 4 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا الْفِصْحَ. 5 فَعَمِلُوا الْفِصْحَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى هكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ." (سفر العدد 9: 3-5). فإن ذبح خروف الفصح حسب الكتاب المقدس الواضح هو ما بين الساعة الثالثة عصرًا إلى الخامسة في نهاية نهار 14 نيسان وقبل بداية ليلة 15 نيسان. وهذا يذكره المفسرون مثل جيل.130 وغيره، فحساب 14 نيسان، ويوافق فلكيًا أي يوم في النتيجة الميلادية هو مهم للحسابات. حَسَبَ إسحاق نيوتن بدقة التواريخ العبرية ما بين 31م إلى 34م ووجد أن الفصح الوحيد من الشهور القمرية ليوم 14 نيسان يوم الجمعة يقع في 3 إبريل 33م.131 ونقل هذا عنه برات،132 وهمفري.133 وهذه التواريخ راجعها علماء فلك بعده وأضافوا عليها سنين سابقة ولاحقة، وأكدوا حساباته الدقيقة في تواريخ الفصح وخاصة 3 إبريل 33 يوم الجمعة.134 وحتى حديثًا من علماء الفلك أكدوا نفس الأمر مثل برات،135 وشيفر.136 ومن هذه المراجع وأيضًا بمراجعة مراجع فلكية كثيرة في شهر نيسان وميعاد الفصح اليهودي ما بين 27م إلى 36م، ويضيف عليهم هذا البحث سنة 26م بعد دراسته من مواقع الفلك والحسابات، وجُد التالي لتواريخ عيد الفصح:

Saturday, March 9, A.D. 26 السبت 9 مارس 26م.

Wednesday, April 9, A.D. 27 الأربعاء 9 إبريل 27م.

Tuesday, March 30, A.D. 28 الثلاثاء 30 مارس 28م.

Monday, April 18, A.D. 29 الإثنين 18 إبريل 29م.

Friday, April 7, A.D. 30 الجمعة 7 إبريل 30م.

Tuesday, March 27, A.D. 31 الثلاثاء 27 مارس 31م.

Monday, April 14, A.D. 32 الإثنين 14 إبريل 32م.

Friday, April 3, A.D. 33 الجمعة 3 إبريل 33م.

Wednesday, March 24, A.D. 34 الأربعاء 24 مارس 34م.

Tuesday, April 12, A.D. 35 الثلاثاء 12 إبريل 35م.

Saturday, March 31, A.D. 36 السبت 31 مارس 36م.

فيتضح أن هناك سنتين فقط من التسع سنوات مناسبتان، وأن السنتين المناسبتين ليكون الفصح 14 نيسان يأتي يوم الجمعة ليلة السبت هما سنة 30م أو سنة 33م؛ فإما المسيح صلب يوم 7 إبريل سنة 30م أو 3 إبريل سنة 33م. وعام 33م يتوافق تمامًا مع ما ذكر في كتاب السنكسار أن صلب الرب يسوع المسيح له كل المجد كان يوم 27 برمهات وهو يقابل 3 إبريل.137 وسنة 33م هي الوحيدة في هذه الفترة يأتي فيها الفصح 3 إبريل. وتم التوضيح من الأدلة السابقة وخاصة من تحديد الكتاب المقدس لزمن طيباريوس قيصر وغيره أن سنة 30م لا تصلح ميعاد الصلب؛ لأن هذا معناه أن المسيح يكون بدأ خدمته بأكثر من ثلاث سنوات قبل سنة 30م. أي سنة 27م أو نهاية سنة 26م. أي قبل أن تبدأ السنة الخامسة عشر لطيباريوس قيصر بقرب ثلاث سنوات وعن عمر أقل من ثلاثين سنة. فهذا خطأ ويخالف إنجيل لوقا بوضوح فلا يصلح، وأيضًا يكون ولد قبل الإحصاء وكل التواريخ التي حددها الآباء وغيره من الخلافات. فلا يصلح 30م تاريخ الصلب. فيكون فقط 33م تاريخ الصلب الصحيح. أي أن الرب يسوع المسيح بدأ خدمته تقريبًا أول سنة 30م. ويكون ولد في آخر ديسمبر سنة 2 ق.م أول يناير سنة 1 ق.م. وبتحديد أكثر ولد 25 ديسمبر سنة 2 ق.م. ويتم توضيح هذا في الجزء التالي.

معلومة إضافية، يتكرر في الثلاثة أناجيل أن هناك كانت ظلمة على الأرض غير معتادة "وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ." (إنجيل متى 27: 45)، "وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ، كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ." (إنجيل مرقس 15: 33)، "وَكَانَ نَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ، فَكَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ." (إنجيل لوقا 23: 44). أي كان هناك أحداث فلكية. وهذا تم إفراد بحث اخر له بعنوان "هل حدوث ظلمه على الارض في وقت صلب المسيح حقيقة تاريخية؟". الهام في هذا الأمر أنه في7 إبريل سنة 30م كان لا يوجد شيء فلكي مسجل، بينما في 3 إبريل سنة 33م يوم الجمعة كان هناك أحداث فلكية مثل كسوف قمري دام قرب ثلاث ساعات وتحول بعده القمر إلى قمر دموي كما ذكر علماء ناسا.138 وصورة توضيحية له في 3 إبريل 33م من ناسا أنه كان مرأيًا في اليهودية.

شكل 7. خسوف 33م. (Robert Candey, Alex Young and Tamara Kovalick, “Eclipses History,” NASA. https://eclipse.gsfc.nasa.gov/LEhistory/LEplot/LE0033Apr03P.pdf)

فيعود القمر الظهور جزئيًا بلون أحمر، وهذا القمر يرصدوه لأنه في الفصح. فيكون مولد الرب يسوع المسيح قبل هذا بمقدار ثلاث وثلاثون سنة وأربعة شهور فيكون ولد آخر ديسمبر 2 ق.م أول يناير 1 ق.م. وبتحديد أكثر ولد 25 ديسمبر 2 ق.م. أي ولد قبل 1 يناير 1م بسنة وهي سنة الصفر أي قبل بداية 1 ق.م. ولا يوجد خطأ مؤثر في التقويم الميلادي لا أربع سنوات ولا ست سنوات. ولكن سوء فهم لسنة صفر، وسوء فهم لكلام يوسيفوس أو سوء فهم لتاريخ الإحصاء.

فالرب يسوع المسيح له كل المجد ولد آخر سنة 2 ق.م. أي قبل 1 يناير 1 ق.م هو ما إثباته في هذا البحث أنه الصحيح. وبدأ خدمته نحو ثلاثين سنة أول يناير سنة 30م (6 يناير)، وعبر عليه ثلاثة أعياد فصح في ثلاث سنوات خدمته، وصلب في الرابع في 14 نيسان الجمعة 3 إبريل سنة 33م، وهذا التاريخ وبخاصة أنه بأسبوع قبل بداية 1 ق.م أي 29 كيهك المقابل في هذا الزمان ليوم 25 ديسمبر 2 ق.م. ويتم تأكيد اليوم أكثر بأدلة في الجزء القادم وتوضيح أنه ولد 29 كيهك هذا يوازي 25 ديسمبر سنة 2 ق.م. وهو الذي بسبب الفرق الفلكي أصبح 7 يناير بعد التعديل الغريغوري.











يوم ميلاد الرب يسوع المسيح له كل المجد

بعد أن تم تقديم بالأدلة في الجزء السابق أن الرب يسوع المسيح له كل المجد ولد آخر سنة 2 ق.م قبل أول سنة 1 ق.م. أي آخر ديسمبر 2 ق.م قبل أول يناير 1 ق.م. في هذا الجزء يتم تقديم أدلة إضافية للسابقة لتحديد أكثر أن يوم الميلاد تَأَكَد هذا البحث أنه بالفعل 25 ديسمبر 2 ق.م. الذي كان يوازي 29 كيهك وأصبح بعد التعديل الغريغوري 5 يناير ثم تدريجيا 7 يناير. إن ميلاد الرب يسوع المسيح بما يقابل يوم 25 ديسمبر مثبت في أقوال الآباء بطرق مختلفة. يتم تقديم فقط أهمها هنا، مثل:

عيد الظهور الإلهي: معمودية الرب يسوع التي مرتبطة بتاريخ الميلاد " حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأُرْدُنِّ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ." (إنجيل متى 3: 13). من تاريخ عيد الغطاس وهو عيد هام جدًا عند الآباء؛ لأنه عيد الظهور الإلهي "Epiphany" وكانوا يحتفلون به.139 بل كانوا يطلبون من الشعب أن لا يعملوا في هذا اليوم؛140 فلذلك كثير من الآباء ذكروا أنه 6 يناير. هذا تقريبًا لا يوجد أي اختلاف عليه من أول المسيحية بين الآباء.141 وعيد الميلاد في بعض أجزاء من الكنيسة الشرقية من البدايات كان يحتفل في نفس وقت عيد الغطاس (قبل أن يتغير عيد الغطاس لاحقًا بعد تغيير التقويم إلى 19 يناير).142 ولكن في الكنائس الغربية كانت تحتفل بعيد الميلاد 25 ديسمبر. الرب يسوع المسيح تعمد على عمر نحو ثلاثين سنة كما قدم سابقًا. فعيد الغطاس 6 يناير فيكون يوم عيد الميلاد قريب جدًا منه.

القديس إكليمندوس الإسكندري أشار إليه قبل 200م بأنه كان 15 طوبة. وهو كان يساوي 6 يناير. وقال إنه يوافق سنة 15 من طيباريوس قيصر.143 وهذا ذكره إبيفانيوس. وهذه تعتبر مقولة مهمة، فهذا نص كلامه: "لكن أتباع باسيليدس يحتفلون أيضًا بيوم معموديته، حيث يقضون الليلة السابقة في القراءات. ويقولون إنه كان يوم الخامس عشر من شهر طوبة من السنة الخامسة عشر لطيباريوس قيصر."144 وأيضًا إبيفانيوس أسقف سلاميس قال بوضوح أنه يتم من البداية الاحتفال بميلاد المسيح في نفس وقت عيد الظهور الإلهي 6 يناير، وغيرهم من الآباء. ولهذا حتى الآن تحتفل الكنيسة الأرمنية بميلاد الرب يسوع المسيح 6 يناير وقت عيد الغطاس. أيضًا هيبوليتس فيما بين سنة 202 إلى 211م، في شرحه لسفر دانيال ذكر أن ميلاد المسيح يوافق 25 ديسمبر،145 وعلماء مثل بيارسي وضحوا أن هذا تقليد عنده مثبت.146 هذا وجد في مخطوطة لكتابه اكتشفت 1885م.147 لهذا هي غير موجودة في موسوعة آباء ما قبل مجمع نيقية. مع ملاحظة أن القديس هيبوليتس شهد أن الرب يسوع المسيح ولد سنة 2 ق.م كما قُدم سابقًا. أي هو شهادة قوية على أن ميلاد الرب يسوع المسيح هو 25 ديسمبر 2 ق.م. بل حدد أنه يوم الأربعاء. ويفهم من " وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ،" (إنجيل لوقا 2: 8)، أنه ولد في الليل وقد يكون في منتصفه (وهذا العدد تم شرحه في القسم السادس). فلو كان ولد نحو منتصف الليل؛ أي في نهاية 24 ديسمبر وهي ليلة 25 ديسمبر الذي كان يقابل 29 كيهك. وبالفعل بالرجوع للتقاويم يتضح أن مساء 24 ديسمبر (ليلة 25 ديسمبر Christmas Eve) 2 ق.م هو نهاية يوم الأربعاء قرب منتصف ليلة الخميس.

عيد البشارة المقدسة: أيضًا ما يؤكد تاريخ عيد الميلاد هو عيد آخر وهو عيد البشارة المقدسة التي تمت قبله بتسعة أشهر. فالقديس إرينيؤس (130م إلى 202م) يقول عن معلمه القديس بوليكاربوس تلميذ القديس يوحنا الحبيب، إن الاحتفال بالبشارة وبداية الحمل المقدس وسر التجسد هو 25 مارس، وهو اليوم المعروف باسم Annunication.148 وله أسماء عديدة في كتابات الآباء وخاصة اللاتين مثل عيد التجسد وعيد بداية الحمل بالمسيح وغيرها، ومحدد من القدم أنه 25 مارس.149 فبناء على هذه النقطة، إذًا الاحتفال بميلاد المسيح يقع في 25 ديسمبر بعد تسعة شهور من تاريخ البشارة. أيضًا كبريانوس في سنة 243 ولكن في رسالة عليها خلاف (pseudo-Cyprianic) لكن يُستَشهد بها لقدمها التاريخي. أيضًا مذكور فيها أن بداية الحمل المقدس 25 مارس.150 وآباء كثيرون أكدوا على تاريخ الحمل المقدس أنه 25 مارس مثل كل من البابا أثناسيوس الرسولي والقديس غوريغوريوس أسقف نيصص والقديس أوغسطينوس في العديد من الكتابات وذكرت في الموسوعة الكاثوليكية،151 والأخبار الكاثوليكية،152 والمكتبة الكاثوليكية.153 وهناك إشارة إلى أن الكنيسة القبطية من أول عصورها تحدد ميلاده في 29 كيهك. لفت النظر إليها القديس يوحنا كاسيان.154 و29 كيهك يوازي في الماضي 25 ديسمبر. و29 كيهك الذي تحتفل به الكنيسة القبطية من البداية كتاريخ ميلاد رب المجد ومؤكد في التقليد مثل كتاب السنكسار يوم 29 كيهك.155 ويشار إلى أنه كان هناك إجماع عليه من أول الكنيسة.156 هناك وثيقة ترقى لعام 354 في روما تنصّ أن الكنيسة من البداية تحتفل بذكرى ميلاد المسيح في 25 ديسمبر (المقابل ليوم 29 كيهك).157 ويوجد مجامع ناقشت هذا التاريخ واتفقت عليه.158 وكما قال علماء تاريخ كثيرين إن عيد الميلاد 25 ديسمبر هذا ثابت بطريقة قاطعة قبل قسطنطين بكثير.159 المهم في هذه النقطة، كما تم تقديمه سابقًا أن كثير من الآباء تكلموا عن ميلاد الرب يسوع المسيح ما بين آخر 2 ق.م قبل أول 1 ق.م، ووضحوا أن تاريخ الميلاد هو 29 كيهك ما يقابل 25 ديسمبر فهو المناسب تماما ليوم 25 ديسمبر 2 ق.م، وأيضًا هو المناسب أنه بعد 30 سنة وبضعة أيام "نحو" يتعمد 6 يناير المثبت. وأيضًا ذكروا أن البشارة والحمل المقدس حدث يوم 25 مارس وقت الاعتدال الربيعي وهو عيد تحتفل به الكنيسة من البداية. ومن هذا التاريخ تسعة شهور يكون 25 ديسمبر تاريخ ميلاد الرب يسوع المسيح. إذًا تم تقديم أن الآباء ذكروا بوضوح على أن عيد بداية التجسد هو 25 مارس 2 ق.م، وعيد الميلاد 25 ديسمبر 2 ق.م بعده بتسعة شهور المقابل في هذا الزمان ليوم 29 كيهك، وعيد الغطاس بعده بثلاثين سنة وأيام كان 6 يناير 30م. فميلاد الرب يسوع المسيح له كل المجد هو 25 ديسمبر 2 ق.م. فبعد هذا بنحو ثلاثين سنة هو 6 يناير 30م بدأت خدمة الرب يسوع بالمعمودية. وخدم ثلاث سنوات وبضعة شهور وصلب في 14 نيسان 3 إبريل 33م. ويكون قد دخل أورشليم أحد الشعانين في 29 مارس 33م. وتاريخ صلب الرب يسوع المسيح يتفق مع هذا كما حسبه علماء كثيرون بطرق مختلفة سواء من أدلة تاريخية أو من أدلة فلكية كفوثرنجهام،160 ووادنجتون،161 وهمفري،162 وغيرهم الكثير.

إضافات:

موضوع حسابات فرقة أبيا تم شرحها وتوضيح انها تؤكد تاريخ 25 ديسمبر، في بحث "الرد على حسابات فرقة أبيا".

موضوع الشتاء والرعاة المتبدين وموضوع عيد الشمس تم شرحها وتوضيح أنها أيضا تتفق مع هذا التاريخ في بحث "الرد على ادعاء عيد الشمس الوثني وأيضا الرعاة".

باقي الاعتراضات موجودة في موقع www.drghaly.com.





والمجد لله دائما





1. Bonnie Blackburn and Leofranc Holford-Strevens, The Oxford Companion to the Year: an exploration of calendar customs and time-reckoning (Oxford: Oxford University Press, 1999), 778-779.

2. Charles W. Jones, Development of the Latin ecclesiastical calendar (Massachusetts: Cambridge, 1943), 28.

3. Macrobius Ambrosius Theodosius, Saturnalia, vol. I, Trans. Robert A. Kaster (Cambridge, MA: Harvard University Press; Bilingual edition, 2011), 108.

4. Macrobius Ambrosius Theodosius, Saturnalia, vol. I, Trans. Robert A. Kaster (Cambridge, MA: Harvard University Press; Bilingual edition, 2011), 95.

5. Theodosius, Saturnalia, 106.

6. Pliny the Elder, Natural History: Books XVII–XIX, trans. H. Rackham, vol. 5, ch. 57 (Cambridge, MA; London: Harvard University Press; William Heinemann Ltd, 1961), 323–325, Logos Digital Library System.

7. Declercq Georges, Dionysius Exiguus and the Introduction of the Christian Era, Sacris Erudiri, vol. 41 (Brussels: Academia, 2002), 165.

8. Blackburn, and Holford-Strevens, The Oxford companion to the year, 778-779.

9. Encyclopaedia Britannica, s.v. "Jewish Palestine at the time of Jesus," accessed October 7, 2021, https://www.britannica.com/biography/Jesus/Jewish-Palestine-at-the-time-of-Jesus

10. John P. Meier, A Marginal Jew: Rethinking the Historical Jesus, vol. 1, The Roots of the Problem and the Person, ch. 11, A Chronology of Jesus Life (New York: Bantam Doubleday Dell Publishing Group Inc, 1991), 373. Libronix Digital Library System.

11. Encyclopaedia Britannica, s.v. "Sources used by Roman historians," accessed October 8, 2021, https://www.britannica.com/topic/chronology/Sources-used-by-Roman-historians

12. Jack Finegan, Handbook of Biblical Chronology (Peabody: Hendrickson Publishers, 1998), 16-18.

13. Harold Hoehner, Chronological Aspects of the Life of Christ (Grand Rapids: Zondervan Publishing Co., 1977), 55-60.

14 . القمص تادرس يعقوب ملطي، تفسير إنجيل يوحنا، الإصحاح الخامس (الإسكندرية: كنيسة مارجرجس باسبورتنج، 2002)، 371-372.

15. Leslie Madison, Problems of Chronology in the Life of Christ (Dallas: Theological Seminary, 1963), 148.

16. Samuel Andrews, The life of Our Lord upon the earth; considered in its historical, chronological, and geographical relations (New York: Charles Scribner's sons. 1889), 34-35. Libronix Digital Library System.

17. Andreas J. Kِstenberger, L. Scott Kellum, and Charles L. Quarles, The Cradle, the Cross, and the Crown: An Introduction to the New Testament (Nashville: B&H Academic, 2016), 158–159. Logos Digital Library System.

18. Emil Schürer, A History of the Jewish People in the Time of Jesus Christ, First Division, 1891, Trans. John Macpherson, vol, 1 (Edinburgh: T. & T. Clark, 1990), 400. Logos Digital Library System.

19. Josephus Flavius, The works of Josephus: Jewish Antiquities, Book 17, From Alexander and Aristobulus’s Death to the Banishment of Archelaus, Trans. William Whiston (Peabody: Hendrickson Publishers, 1987), Chapter 6, 4, Logos Digital Library System.

20. Flavius, Jewish Antiquities, 17, 8. 1.

21. Josephus Flavius, The works of Josephus: The Wars Of The Jews, Book 1, From Antichus Epiphanes Taking Jerusalem to the Death of Herod the Great, Trans. William Whiston (Peabody: Hendrickson Publishers, 1987), Chapter 33, 1, Logos Digital Library System.

22. Josephus Flavius, The works of Josephus: Jewish Antiquities, Book 14, From the Death of Queen Alexandra to the Death of Antigonus, Trans. William Whiston (Peabody: Hendrickson Publishers, 1987), Chapter 16, 4, Logos Digital Library System.

23. W.E. Filmer, "The Chronology of the Reign of Herod the Great," The Journal of Theological Studies 17, no. 2 (Oxford University Press, 1966), 283-298.

24. Finegan, 295.

25. Andrew E. Steinmann, From Abraham to Paul: A Biblical Chronology (St. Louis: Concordia Publishing House, 2011), 231.

26. John P. Pratt, Yet Another Eclipse for Herod, International Planetarium Society, vol. 19, no. 4 (Dec. 1990), Chicago, IL: International Planetarium Society, Inc. 8-14.

27. Finegan, 295.

28. Flavius, Jewish Antiquities, 17, 6, 4-6.

29. Flavius, Jewish Antiquities, 17, 6, 4.

30. Steinmann, 231.

31. Flavius, Jewish Antiquities, 14, 16, 4.

32. Finegan, Handbook of Biblical Chronology, 97.

33. Flavius, Jewish Antiquities, 14, 14, 5.

34. Flavius, Jewish Antiquities, 14, 14, 5.

35. William Smith, Dictionary of Greek and Roman Biography and Mythology, vol. 3 (San Francisco; Wayback, 2006), 437–439.

36. Finegan, 97.

37. St. Jerome,Hieronymus, Chronological Tables,” Trans. A. Schoene, Attalus, accessed October 8, 2021, https://www.attalus.org/translate/jerome2.html

38. Finegan, 97.

39. Flavius, Jewish Antiquities, 14. 16. 4.

40. Flavius, Jewish Antiquities, 14. 16. 4

41. Finegan, 104

42. Nadav Sharon, “The Conquests of Jerusalem by Pompey and Herod: on Sabbath or Sabbath of Sabbaths?” Jewish Studies Quarterly 21, no. 3 (2014): 193–220.

43. Flavius, Jewish Antiquities, 17, 8, 1.

44. Bryan Windle, “Herod Antipas: An Archaeological Biography,” Bible Archaeology Report, (Febrauary, 2020), https://biblearchaeologyreport.com/2020/02/21/herod-antipas-an-archaeological-biography/

45. Andrew E. Steinmann, From Abraham to Paul: A Biblical Chronology (St. Louis: Concordia Publishing House, 2011), 237.

46. Mattis Kantor, Codex Judaica Chronological Index of Jewish History (New York: Zichron Press Inc, 2006), 132.

47. Stephen P. Morse, Jewish Calendar Conversions in One Step, San Francisco, accessed October 10, 2021, https://stevemorse.org/jcal/jcal.html

48. Kantor, Codex Judaica Chronological Index of Jewish History, 36, 132.

49. Kantor, Codex Judaica, 132.

50. Morse, Jewish Calendar Conversions in One Step.

51. James Strong, Strong's Greek and Hebrew Dictionary of the Bible (Nashville, Tenn: Thomas Nelson, 2010 (, s.v. “G2230,” E-Sword.

52. Bryan Windle, “Quirinius An Archaeological Biography,” Bible Archeology report, accessed October 10, 2021, https://biblearchaeologyreport.com/2019/12/19/quirinius-an-archaeological-biography/

53. Alex Ramos, “Publicus Sulpicius Quirinius,” The Lexham Bible Dictionary, ed. John D. Barry et al. (Bellingham, WA: Lexham Press, 2016), Logos Bible software.

54. Windle, “Quirinius An Archaeological Biography,” Bible Archeology report.

55. MW. M. Ramsay, The Bearing of Recent Discovery on the Trustworthiness of the New Testament (London: Hodder & Stoughton, 1915), 294-300, Logos Digital Library System.

56. Finegan, 302.

57. Windle, “Quirinius”.

58. Fragment of the sepulchral inscription of Quirinius, Vatican museum, accessed October 10, 2021, https://www.museivaticani.va/content/museivaticani/en/collezioni/musei/lapidario-cristiano/abercio/frammento-dell-iscrizione-sepolcrale-di-quirinius.html

59. Fragment of the sepulchral inscription of Quirinius, Vatican museum.

60. John Argubright, Bible Believer’s Archaeology, vol. 1, Historical Evidence That Proves the Bible (Grand Rapids: Zondervan Publishing House. 2013), 6.

61. Windle, “Quirinius”.

62. Cornelius Tacitus, The Annals, Trans. Alfred John Church, Book III, chapter 48 (New York: Random House Inc. 1942), accessed October 11, 2021, https://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus%3Atext%3A1999.02.0078%3Abook%3D3%3Achapter%3D48

63. Josephus Flavius, The works of Josephus: Jewish Antiquities, Book 18, From the Banishment of Archelaus to the Departure of the Jews from Babylon, Trans. William Whiston (Peabody: Hendrickson Publishers, 1987), Chapter 1, 1. Logos Digital Library System.

64. Vladimir Blaha, Jesus Christ and king Herod, new evidence, trans. Adam Prentis (Academia, 2019), 3.

65. Flavius, Jewish Antiquities, Book 18, 5. 2.

66. Florence M. Gillman, Herodias: At Home in that Fox's Den (Collegeville: Liturgical Press, 2003), 26.

67. Harold W. Hoehner, Herod Antipas: A Contemporary of Jesus Christ (Grand Rapids: Zondervan Academic, 1999), 131.

68. Geoffrey W. Bromiley, The International Standard Bible Encyclopedia, vol. 2, E-J (Grand Rapids: William Eerdmans Publishing, 1982), 694-695.

69. Duane W. Roller, The building program of Herod the Great (Los Angeles: University of California Press, 1998), 67-71.

70. John M. Lundquist, The Temple of Jerusalem: past, present, and future (Westport: Praeger Publishers, 2008), 101-103.

71. David Noel Freedman, Eerdmans Dictionary of the Bible (Grand Rapids: Wm. B. Eerdmans Publishing Co. 2000), 249. Libronix Digital Library System.

72. Köstenberger, Kellum, and Quarles, The Cradle, the Cross, and the Crown: An Introduction to the New Testament, 157–158. Logos Digital Library System.

73. Josephus Flavius, The works of Josephus: Jewish Antiquities, Book 15, From the Death of Antigonus to the Finishing of the Temple by Herod, Trans. William Whiston (Peabody: Hendrickson Publishers, 1987), Chapter 11, 1. Logos Digital Library System.

74. Flavius, Jewish Antiquities, 18, 2, 2.

75 . بطرس عبد الملك وجون ألكسندر وإبراهيم مطر، قاموس الكتاب المقدس، ق، تحت عنوان "قيافا" (القاهرة: مكتبة المحبة، 1972)، 512.

76. Bruce M. Metzger and Michael Coogan, Oxford Companion to the Bible (Oxford: Oxford University Press, 1993), 97.

77. William Wilberforce Rand and others, American Tract Society Bible Dictionary, s.v. “Caiaphas” (Fairfield CA: Truth Be Told Ministry, 2017), C, Libronix Digital Library System.

78. R. E. Brown, The Death of the Messiah (New Haven, NY: Yale University Press, 1994), 404–411.

79. Walter A. Elwell and Barry J. Beitzel, Baker encyclopedia of the Bible, vol. 2, s.v. “Pilate, Pontius” (Grand Rapids: Baker Book House, 1988), 1695. Libronix Digital Library System.

80. بطرس عبد الملك وجون ألكسندر وإبراهيم مطر، قاموس الكتاب المقدس، ه، تحت عنوان "هيرودس أنتيباس" (القاهرة: مكتبة المحبة، 1972)، 657.

81. Flavius, Jewish Antiquities, 18.2.2.

82. Flavius, Jewish Antiquities, 18.5.2.

83. Gillman, Herodias: At Home in that Fox's Den, 30. 

84. Jerry Vardaman, “A New Inscription Which Mentions Pilate as 'Prefect',” Journal of Biblical Literature, vol. 81 (Atlanta, GA: JBL, March, 1962), 70–71.

85. Walter A. Elwell and Barry J. Beitzel, Baker encyclopedia of the Bible, vol. 2, s.v. “Pilate, Pontius” (Grand Rapids: Baker Book House, 1988), 1694. Libronix Digital Library System.

86. Flavius, Jewish Antiquities, 18.3-4.

87. Flavius, Jewish Antiquities, 18, Endnote 9.


88. Philo, The Embassy to Gaius, Trans. F. Colson, (Cambridge: Harvard University Press, 1971), XXXVIII.299ff, Libronix Digital Library System.

89. Paul L. Maier, Harvard Theological Review, vol. 62, No. 1 The Episode of the Golden Roman Shields at Jerusalem (Cambridge: Cambridge University Press, 1969), 109-121.

90. Helen K Bond, Pontius Pilate in History and Interpretation (Cambridge: Cambridge University Press, 1998), 46. Libronix Digital Library System.

91. Elwell, and Beitzel, 1694.

92. Gary DeLashmutt, Sejanus and the Chronology of Christ's Death, Dwell (Columbus, OH: WD), accessed October 13 2021, https://www.dwellcc.org/essays/sejanus-and-chronology-christs-death

93. Philo, In Flaccum i, 1, Trans. C. D. Yonge, University of Chicago (London: Henry G. Bohn, 1855), Libronix Digital Library System.

94. DeLashmutt, Sejanus and the Chronology of Christ's Death.

95. Hoehner, 108-112.

96. Paul Barnett, Jesus & the Rise of Early Christianity, A History of New Testament Times (Downers Grove, IL: InterVarsity Press, 1999) 215. Logos Digital Library System.

97. John McRay, Paul His Life and Teaching (Grand Rapids, Baker Academic, 2003), 61.

98. Philip Schaff, History of the Christian Church, vol 1, 64, The Apostolic Christianity (Oak Harbor: HE’LP, 1997), 403. Logos Digital Library System.

99 . القمص تادرس يعقوب ملطي، تفسير سفر أعمال الرسل، الإصحاح الخامس عشر (الإسكندرية: كنيسة مارجرجس باسبورتنج، 2002)، 634.

100. Ralph Martin Novak, Christianity and the Roman Empire: background texts (London: Bloomsbury T&T Clark, 2001), 18-22.

101. John B. Polhill, Paul and His Letters (Nashville: Broadman & Holman Publishers, 1999), 78. Logos Digital Library System.

102. John F. Walvoord and Roy B. Zuck, The Bible Knowledge Commentary: An exposition of the scriptures (Wheaton, IL: Victor Books, 1983), Act 18:2, 405. Logos Digital Library System.

103. Freedman, Eerdmans Dictionary of the Bible, 1019.

104. George v. Wigram, The Englishman’s Greek Concordance of the New Testament, Coded with Strong’s Concordance numbers, s.v.”G5616,” (Peabody: Hendrickson Publishers Inc, 2009), 815-817, 1019.

105. Joseph H. Thayer, Thayer’s greek-English Lexicon of the New Testament, Coded with Strong’s Concordance numbers, s.v. “G5616,” (Peabody: Hendrickson Publishers Inc, 2012), 682.

106. Encyclopaedia Britannica, s.v. “Tiberius Roman emperor,” accessed October 13, 2021, https://www.britannica.com/biography/Tiberius

107. Finegan, 350-351.

108. Köstenberger, Kellum, and Quarles, 156-157.

109. Donald Wasson, World History Encyclopedia, 2018, s.v. “Tiberius,” accessed October 13, 2021, https://www.worldhistory.org/Tiberius/

110. Alexander Robert and James Donaldson, Ante-Nicene Fathers, vol. 1, The Apostolic Fathers, Justin Martyr, Irenaeus (Peabody: Hendrickson Publishers, Inc. 2004), 178.

111. Christian History Institute, First Apology of Justin, Worcester, 1994, accessed October 13, 2021, https://christianhistoryinstitute.org/store/book/500042/first-apology-of-justin-pocket-classic

112. Encyclopaedia Britannica, s.v. “St. Justin Martyr Christian apologist,” accessed October 13, 2021, https://www.britannica.com/biography/Saint-Justin-Martyr

113. Robert Grant, Greek Apologists of the Second Century (Philadelphia: Westminster Press, 1988), 153-155.

114. Robert and Donaldson, Ante-Nicene Fathers, Vol. 2, 333.

115. San José State University, “The Timeline of the Life of Octavian, Caesar Augustus,” San José, accessed October 14, 2021, https://www.sjsu.edu/faculty/watkins/caesaraugustus.htm

116. Finegan, 162-163.

117. Finegan, 162.

118. Robert and Donaldson, Ante-Nicene Fathers, vol. 1, 452.

119. Robert and Donaldson, Ante-Nicene Fathers, vol. 3, 159.

120. Werner Eck and Sarolta A. Takács, The Age of Augustus, Trans. Deborah Lucas Schneider (Oxford: Blackwell Publishing, 2003), 50.

121. Viktor Gardthausen, Augustus und seine Zeit (Leipzig: B. G. Teubner, 1900-1904), Quoted and translated in California State University, Dates in the life of Augustus, accessed October 14, 2021, https://www.csun.edu/~hcfll004/augdates.html

122. Encyclopaedia Britannica, s.v.Augustus Roman emperor,” accessed October 14, 2021, https://www.britannica.com/biography/Augustus-Roman-emperor

123. Robert and Donaldson, Ante-Nicene Fathers, vol. 3, 159.

124. Encyclopaedia Britannica, s.v. “Cleopatra queen of Egypt,” accessed October 14, 2021, https://www.britannica.com/biography/Cleopatra-queen-of-Egypt

125. Robert and Donaldson, Ante-Nicene Fathers, vol. 3, 160.

126. Encyclopaedia Britannica, s.v. “Augustus Roman emperor”.

127. Finegan, 88.

128. S. A. Cook, F. E. Adcock and M. P. Charlesworth, The Cambridge Ancient History, vol. 10, The Augustan Empire, 44 B.C.-A.D. 70 (Cambridge: Cambridge University Press, 1934), 112.

129. Finegan, 291.

130. John Gill, Gill's Exposition of the Whole Bible, Commentary on Exodus 12 (Hilch: Cele Hamikdash, 1999), Exodus 12:6, E-Sword.

131. Isaac Newton, Observations upon the Prophecies of Daniel and the Apocalypse of St. John (London: J. Darby and T. Browne, 2005), 68, The Project Gutenberg EBook.

132. John Pratt, "Newton's Date for the Crucifixion". Journal of the Royal Astronomical Society, vol. 32 (London: Journal of the Royal Astronomical Society, 1991), 301–304.

133. Colin Humphreys, The Mystery of the Last Supper: Reconstructing the Final Days of Jesus (Cambridge: Cambridge University Press, 2011), 45-48.

134. J. K. Fotheringham, “The Evidence of Astronomy and Technical Chronology for the Date of the Crucifixion,” The Journal of Theological Studies, XXXV 1910, 12 (New York: Journal of Theological Studies, April, 1934), 120-127.

135. Pratt, 301–304.

136. B. E. Schaefer, Lunar Visibility and the Crucifixion, vol. 31, 1, (London: Journal of the Royal Astronomical Society, 1990), 53–67. Libronix Digital Library System.

137 . ايرس حبيب المصري، أخبار الشهداء والقديسين حسب السنكسار الأمين، الجزء الثاني (القاهرة: مكتبة مار جرجس، ب ت)، 112.

138. Robert Candey, Alex Young and Tamara Kovalick, “Eclipses: History” NASA, accessed October 15, 2021, https://eclipse.gsfc.nasa.gov/LEhistory/LEhistory.html

139. Alexander Robert and James Donaldson, Ante-Nicene Fathers, vol. 6, Gregory Thaumaturgus, Dionysius The Great, Julius Africanus (Peabody: Hendrickson Publishers, Inc. 2004), 68.

140. Alexander Robert and James Donaldson, Ante-Nicene Fathers, vol. 7, Lactantius, Venantius, Asterius, Victorinus, Dionysius, Apostolic Yeaching and Constitutions, 2 Clement, Early Liturgies (Peabody: Hendrickson Publishers, Inc. 2004), 495.

141. Nathan P. Feldmeth, Pocket Dictionary of Church History: Over 300 Terms Clearly and Concisely Defined, The IVP Pocket Reference Series s.v. “Epiphany” (Downers Grove, IL: IVP Academic, 2008), 58, Logos Digital Library System.

142. Fred A. Grissom, Holman Illustrated Bible Dictionary, ed. Chad Brand et al. s.v. “Epiphany” (Nashville, TN: Holman Bible Publishers, 2003), 501–502, Logos Digital Library System.

143. Cyril Charles Martindale, The Catholic Encyclopedia: An International Work of Reference on the Constitution, Doctrine, Discipline, and History of the Catholic Church, ed. Charles G. Herbermann, vol. 5, s.v. “Epiphany” (New York: The Encyclopedia Press; The Universal Knowledge Foundation, 1907–1913), Epiphany, Logos Digital Library System.

144. Roland H. Bainton, “Basilidian Chronology and New Testament Interpretation,” Journal of Biblical Literature, vol. 42 (Atlanta, GA: JBL, 1923), 96.

145. T C Schmidt, Hippolytus of Rome's Commentary on Daniel (Piscataway, NJ: Gorgias Press, 2022), 140.

146. Roger Pearse, The Text Tradition of Hippolytus, Commentary on Daniel, accessed October 16, 2021, http://www.dec25th.info/Textual Tradition of Hippolytus Commentary on Daniel.html

147. G. Salmon, Hippolytus, Commentary on Daniel (Dublin: Trinity College 1892), 161.

148. Michael Alan Anderson, Symbols of Saints: Theology, Ritual, and Kinship in Music for John the Baptist and St. Anne, vol. 1 (Ann Arbor, MI: ProQuest LLC, 2008), 42-46.

149. Frederick Holweck, “The Feast of the Annunciation,” The Catholic Encyclopedia, ed. Charles G. Herbermann (New York: The Encyclopedia Press; The Universal Knowledge, 1907–1913). Logos Digital Library System.

150. Catholicism, Feast of the Annunciation,” accessed October 16, 2021, https://www.ewtn.com/library/Liturgy/zlitur109.htm

151. Catholicism, “Feast of the Annunciation”.

152. Catholic News Agency, “Solemnity of the Annunciation of the Lord,” Accessed October 17, 2021, https://www.catholicnewsagency.com/saint/solemnity-of-the-annunciation-of-the-lord-188

153. E-Catholic 2000, “Christmas,” accessed October 17, 2021, https://www.ecatholic2000.com/cathopedia/vol3/volthree625.shtml

154. Frederick Holweck, “The Feast of the Annunciation,” The Catholic Encyclopedia.

155 . ايرس حبيب المصري، أخبار الشهداء والقديسين، 1، 320.

156. Giovanni R. Ruffini, Medieval Nubia: A Social and Economic History, 1st edition (Oxford: Oxford University Press, 2012), 61.

157. New Advent, “Christmas,” accessed October 17, 2021, https://www.newadvent.org/cathen/03724b.htm

158. Encyclopaedia Britannica, s.v. “Annunciation, Christianity,” accessed October 17, 2021, https://www.britannica.com/topic/Annunciation-Christianity

159. Encyclopaedia Britannica, s.v. “Christmas,” accessed October 17, 2021, https://www.britannica.com/topic/church-year/Christmas

160. Fotheringham, “The Evidence of Astronomy and Technical Chronology for the Date of the Crucifixion,” 162.

161. Colin J. Humphreys and W. G. Waddington, “Dating the Crucifixion,” Nature 306, (December 1983): 743.

162. Colin J. Humphreys, The Mystery of the Last Supper: Reconstructing the Final Days of Jesus, 71.