ملخص ملف أحدث الأبحاث عن الكفن المقدس في تورين 2024 مع ملخص السابق






د. غالي

8 نوفمبر 2024






أولا تعريف مختصر جدًا بتاريخ كفن تورينو وقدمته سابقًا.

كفن تورينوا يشكك البعض في تاريخه لما هو قبل 1390م. ولكن يوجد شواهد تاريخية كثيرة قبل هذا بكثير. فيمكن تقسيمه إلى عدة مراحل:

المرحلة الأولى: من قبر أورشليم إلى الوصول للقسطنطينية (من 33م حتى 944).

أول إشارة للكفن المقدس خارج الأناجيل في الإنجيل المنحول بحسب العبرانيين، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني، حيث ورد: "حين أعطى الرب كفنه، توجَّه إلى قرب يعقوب وظهر له..."i. هذا مسجل بوضوح وأن الكفن حتى هذا الوقت محفوظ في أورشليم وأنه كان عند التلاميذ. وروايات أخرى كثيرة عن الملك أبجر والصورة غير المصنوعة بيد إنسان acheiropita والمعجزات المرتبطة بها ورحلاتها وغيرها. بما فيها أيقونات نقلًأ عن أيقونات قديمة.

أيقونة محفوظة في دير القديسة كاترينا في سيناء، وتعود إلى الأعوام 945 – 975م، تمثل استلام أبجر "الصورة" منقولة عن صور أقدم. ثم ينتقل إلى أديسا في اليونان.

المرحلة الثانية: في القسطنطينية (944-1204).

مذكور في مخطوطات كيف اشترى إمبراطور بيزنطيا الكفن من أديسا سنة 944م:

أ-عظة غريغوريوس Grégoire le Référendaire

ب-أخبار جان سكيليتزيس Jean Skylitzes المزيّنة بالرسوم

ج-مخطوط پراي Codex Pray

وكان آخر ظهور مسجل للكفن في القسطنطينيّة، في العام 1204، وذلك استنادًا إلى شهادة الفارس روبير دي كلاري Robert de Clari. فهذه المرحلة موثقة جيدًا تاريخيًا. وهذا هام ويثبت وجود الكفن قبل القرن الثالث عشر والرابع عشر. ويستمر التاريخ يسجل بدقة بعد هذا انتقالات الكفن المقدس.

معالم ووصف الكفن:

وصف كفن تورينو: هو قطع واحدة طولية.

آثار جسم الإنسان تعرض للجلد وإكليل شوك والصلب بالتعليق بالمسامير والطعن

ومن الملاحظة أن له لحية منتوفة. في موضوع اللحية المنتوف جزء كبير منها يتطابق مع نبوة إشعياء النبي في "6 بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ." (سفر إشعياء 50: 6 فان دايك).


كما نراه كاملاً من الوراء، تنتشر على طول جسمه بقعٌ حمراء من الدم، فإنّه شكل إنسان مصلوب، في يداه ورجلاه أثرٌ لمسامير. وعلى رأسه آثار نزيف في بقع متعددة ناتجة عن غرز أشياء حادة أي أشواك حادّة في فروة الرأس

لم يكن إكليل الشوك من العذابات التقليديّة التي يتلقّاها المحكوم عليه بالصلب، إذ لم يذكر التاريخ حالة مماثلة إلا في حادثة صلب الرب يسوع. هذه الأشواك في مناطق سببت نزيف أشدّ كثافة عند مؤخّر الرأس (إنجيل متى 27: 30). فهو ليس فقط اكليل من شوك بل تعرض لشيء مثل الضرب عند مؤخرة الرأس جعل الأشواك تنغرز أـكثر فسببت نزيف أكثر. هذا لوحده يرجح وبشدة أن المصلوب في هذا الكفن هو شخص الرب يسوع المسيح.


أيضًا المصلوب على ظهره علامات جَلد تصل من الكتف للفخذين


وهذا يناسب الوصف الكتابي (إنجيل مرقس 15: 15). وهذا أمر مهم لأن عقوبة الصلب تختلف عن عقوبة الجلد والإنسان الذي يحكم عليه بالصلب لا حاجة لجلده ولكن كما يشرح إنجيل لوقا 23 وإنجيل يوحنا 19 أن بيلاطس كان لا يريد أن يصلبه بل يريد يقنع اليهود انه يؤدبه بالجلد ويطلقه (إنجيل لوقا 23: 22). وهذا يزيد التأكيد من أنه كفن الرب يسوع.

وفي جنبه الأيمن أثر طعنة حربة وهذا يطابق الوصف الكتابي (إنجيل يوحنا 19: 34). وقد أكّد ذلك أطباء الأدلّة الجنائية المتخصّصون بتشريح الجثث.

وهو لم تُكسر ساقاه لأننا نراها كاملة ومستقيمة، من دون أيّ تشويه.

عِلم التشريح:

اكتشفوا أثار السياط الرومانية التي تنتهي بثلاث سيور كل منهم به كرتين معدنيتين بها بروزات حادة تسبب جروح قطعية في أنسجة الجلد. وهذه لم تكن معروفة أصلًا في القرون الوسطى التي يعرفوا الجلد بسير جلدي فقط يترك علامة طولية واحدة وليس إصابتين في ثلاث خطوط.

وأيضًا هذا ينفي احتمالية تزوير في عصور وسطى لأنه كان سيقوم بأربعين علامة طولية فقط.


غُرزت مسامير اليدين في مكان الرسغ، وليس في راحة اليد كما تخيلها الرسّامون القدامى، وسار بها الاعتقاد الشعبيّ. فلهذا لو كان تزوير من عصور وسطى لكان الكفن حمل هذه الصور.

أم أخر، تصيب المسامير تجويف في الرسغ ما يجعل المصلوب يثني إبهامه، لذلك هو غير مرئي في يد رجل الكفن.

وهذا يلغي أيضًا احتمالية التزوير لأنه لو تم تزويره لكان وضعت الأصابع الخمسة مثل أي إنسان ميت ولكن ما حدث هو شيء أكتشفه علم التشريح الحديث.

الپوسيتيف / النيجاتيف:

نعرف أن التصوير لم يكن مخترع قبل القرن التاسع عشر فلن يزور أحد بطريقة موجب وسالب في القرن الثالث عشر لشيء لم يخترع بعد. ولكن اكتشاف أن الكفن أوضح في النيجاتيف أنهي على فرضية التزوير في العصور الوسطى. فهو واضح في الأصل ولكن أكثر وضوحا في النيجاتيف. وهو يتكون بسبب تأثير طاقة ضوئية قوية.


الكفن ثلاثي الأبعاد:

آثار الجسم على الكفن تحتوي على عناصر الشكل ذي الأبعاد الثلاثة، مما يؤكد انها تكونت بطريقة طاقة ضوئية ثلاثية الأبعاد من جسد حقيقي وليس تزوير في القرن الثالث عشر.

عِلم النسيج:

نوع النسيج هو شكل مميز قديم من خيوط متعرّجة بنسبة ثلاث خيوط إلى واحدة، معروفًا في العصر القديم وليس العصور الوسطى، ويوضح أنّ الكفن تبدو كلفة صنعه مرتفعة، وهذا يناسب الوصف الكتابي (إنجيل متى 27: 59).

هناك عنصر صغير ولكنّه مهمّ، ويساعد على تحديد التاريخ التقريبيّ لصنع الكفن: إنّه طريقة التبييض. لم تستطع المناويل القديمة حياكة الوتر المبيّض، ولم تعمل التقنيات اللازمة للنّسج بطريقة جيّدة، إلاّ منذ القرون الوسطى. إضطّر الحاكة، في العصور القديمة، إلى تبييض الكتّان بعد نسجه، ممّا كان يترك بصمة. بما أنّ الكفن يَحمل مثل هذه الآثار، فهو يعود حتماً إلى عصرٍ قديم جدا سابقٍ للعصور الوسطى. فهو ليس صناعة القرن الثالث عشر ولكن قبل هذا بكثير.

إنّ الكفن مصنوع من كتّان، والكتان أنواع. النوع الذي استُعمل في نسيج الكفن هو كتّان برّي Linum angustifolium ، وهو غير الكتّان شائع Linum usitissimum ، المعروف بالكتّان الزراعي الصناعي المشهور في العصور الوسطى. فهو كتان بري نقي قديم وهذا يناسب الوصف الكتابي كما قلت (إنجيل متى 27: 59). النسيج الذي لا يوجد به دم أو أثار صورة الشخص هو كالتالي

أما الجزء الذي عليه صورة الشخص وليس الدم هو كالتالي:

اللييفات السطحية المواجهة لجلد الإنسان هي فقط التي تغير لونها بسمك لييفة فقط 200 إلى 500 نانومتر، وهي لم يتغير لونها بسبب عامل كيميائي فهي لا تحتوي على أي اصباغ ولا دهانات من أي نوع ولكن تغير لونها كما وضح العلماء بسبب تأثير طاقة ضوئية قوية مفاجئة لوقت قصير عليها. ولهذا أمر مستبعد أن يكون بحدث طبيعي منذ ألفي سنة ولا بتزوير من القرن الثالث عشر لأنهم في هذا الزمان لم يكونوا يعرفوا الطاقة الضوئية القوية. ولكن هذا يناسب أن يكون في لحظة قيامة الرب يسوع خرج من جسده نور عظيم كما هو موصوف في الكتاب وأقوال الآباء.

أما التي عليها لون الدموي وهي كالتالي

وهذه عينة من التي بها بقع دموية في منطقة جروح الصدر. واللون المائل للصفار هو من البلازما أما اللون المحمر هو الدم والذي تم اختباره بالفعل وهو هيموجلوبين بشري والبيومين وهو يتفاعل S positive antigens. والذي لم يتغير كثيرا لأن الشخص الذي يتعرض لعذابات كثيرة قبل الموت تخرج مادة تجعل لون الدم لا يتحول للبني بشدة بل يحتفظ بدرجة من اللون الأحمر.

الخلو من بقايا اهتراء الجسد:

التحلل يبدا مباشرة بعد الموت. أمّا في كفن تورينو، فلا نجد فيه شيئًا من هذا القبيل، ولا أدنى أثر للإفرازات وللمواد المعروفة التي تبقى عادة بعد تحلّل الجسد. إنّ الرجل الذي لُفَّ به كفن تورينو، لم يتعرض جسده للتلف، وهذا يناسب الوصف الكتابي أيضًا "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا." (سفر أعمال الرسل 2: 27). ولا يصلح أن يكون هذا تزوير بجسد رجل ميت من العصور الوسطى ولا لشخص أخر في زمن الرب يسوع المسيح لأنه لم يكن معروف هذا وكان سيترك أثار تحلل. بل هذا يصنف معجزة.

عِلم حبوب اللقاح:

تم التعرّف على 58 نوعًا من اللقاح، 45 منها في منطقة القدس وبينها 6 لقاحات لأزهار لا تنبت إلاّ في ضواحي البحر الميت وفلسطين فقط. ومنهم نوع بالفعل من منطقة أورشليم ويزهر في فترة عيد الفصح من أخر فبراير إلى أول مايو. وهذا أضاف دليل أخر قاطع على أنه ليس تزوير.

الأتربة والمتعلقات:

تم ايضا اكتشاف وجود متعلقات وجزئيات واتربة


وهي من الحجر الجيري Limestone (calcium carbonate). ووجد بتحليلها كيميائيا وبعد معرفة نسب عناصرها وجد انها هي عينات من الحجر الجيري من القدس القديمة من موقع قرب الجلجثة في القدس.

بحوث الدم:

لقد وجدوا مادة البورفيرين Porphyrine وهي أساسيّة في تكوين الدم. واتضح أن هذا الدم هو من فئة AB. وتمكنوا من اكتشاف وجود هيموجلوبن وهو بالطبع من أحد المكونات الاساسية لكرات الدم الحمراء ووجدوا معها بروفرين وبيلوروبين والبيومين. واكد ان البقع هي دم قديم.

علم الكيمياء:

يُظهر عدم وجود اتجاهات محدّدة في البقع، وهذا يعني استحالة استعمال ريشة فنّان. وليس من تطابق مع أيّ مادّة تلوينيّة استُعملت منذ آلاف السنين حتّى اليوم. بل من مصدر عضوي يحتوي على الهيم وهو الحديد في مركبات الدم وايضا كربوهيدرات ولا يمكن ان تكون طلاء.

منديل رأس المسيح وعلاقته بالكفن المقدس:

تكلمت سابقا عن موضوع منديل رأس المسيح المذكور في يوحنا 20 في بحث "منديل راس المسيح يوحنا 20". وباختصار شديد:

أيضا على المنديل تُركت بقايا وجه انسان من شكل النزيف. الطبقة الأولى التي بها البقع الأكثر هي تطابق اغلب بقع كفن تورينو واحصوها تقريبا 70 نقطة تطابق.

Perfect fit of Sudarium of Oviedo (right) to the face on the Shroud of Turin (left), in Bennett, J., "Sacred Blood, Sacred Image," 2001, plate 20.

بشكل غير محتمل ان يكون صدفه فهو منديل وجه وضع على نفس الوجه الذي كفن بعد هذا في كفن تورينو. الجزء الثاني من المنديل بقعه اقل من الأول ولكن أيضا يطابق كفن تورينو في 50 نقطة إضافية. فالمنديل يتفق مع الكفن في 120 نقطة أو أكثر، وهذا ينفي تمامًا فرضية تزوير العصور الوسطى. أيضا تحليل الدم على الاثنين اظهر انه نفس فصيلة الدم AB+. فصائل الدم لم تكتشف الا حديثا فالتزوير لن يستخدم في عصرين مختلفين في مكانين مختلفين نفس فصيلة الدم التي لا يعرفها. أيضا الاثنين يتفقان في ان البلازما تتضح عند راسته تحت UV. أيضا تحليل الدم اظهر نسبة مرتفعة من البليروبين على الاثنين وهذا يحدث عندما يتعرض الشخص لإصابات كثيرة extreme trauma بل يؤكد انه لم يستخدم دم مستنزف من شخص للتزوير أو شخص ميت لأنه لن يكون به هذه النسبة المرتفعة من البليروبين. أيضا تم دراسة العينات من مواد نباتية وحبوب لقاح على المنديل وطابقت نفس ما تم اثباته في كفن تورينو من انها أنواع من منطقة فلسطين.

تأريخ الكفن بواسطة الكربون 14:

في 1988، فحص الكربون 14 وقيل أنّ الكفن صُنع ما بين العام 1260 والعام 1390.

لكن نشر سنة 2005، بحثا حاسمًا تفصيلا، بَرهن فيه أنّ المكوّنات الكيميائيّة للعيّنة التي اقتُطعت من الكفن لإجراء فحص الكاربون 14 عليها، تختلف عن المكوّنات الكيميائيّة لباقي نسيج الكفن، وأنّ عمر النّسيج الأساسيّ يتراوح ما بين 1300 سنة و3000 سنة. فاستنتج المجتمع العلمي أنّ عيّنة الكربون 14 لم تكن جزءًا من الكفن في الاساس، ولكن من الرقع التي أُضيفت لاحقًا بطريقة دقيقة. ونشر التالي في ساينس دايركت:

ولكن يوجد أمر أخر أهم وهو اتضح ان ما تم ذكره ليس كل النتائج بل اتضح ان النتائج هي كانت ما بين 1300 سنة إلى 3000 سنة. فما نشر عن انه بين العام 1260 والعام 1390 هو بعض النتائج وليس كلها. ولكن بقية النتائج التي اهملت تخطئ هذا ومتوسطها يعطي تاريخ من 2000 سنة فالمتوسط يؤكد عمر الكفن وليس ينفيه.

تحديد الكفن عن طريق مقياس زاوية متسعة لقياس تشتت اشعة اكس:

أخر ما تم من أبحاث وأكد أصالة الكفن المقدس في تورين هو أبحاث باستخدام Wide-Angle X-ray Scattering هو طريقة تستخدم لتحديد عمر المواد الصلبة بما فيها الأنسجة عن طريق دراسة التركيب البلوري وعمرها من مقدار تشتت الموجات لأشعة أكس أي الاشعة السينية. لكل مادة بصمة لمقياس تشتت الأشعة مميزة تشبه بصمة الأصبع المميزة لكل إنسان. ولكن تتغير بمرور الزمن بطريقة محسوبة. في سنة 2019 عندما قاسوا الياف الكفن المقدس أعطت 20 قرن (لأنه يقيس قرون) أي أن هذا النسيج عمره بدقة من 2000 سنة. وهذا نشر في العديد من الأبحاث.

وأيضا

هذه الطريقة ادق من الكربون المشع بكثير. وهذه النتيجة تتفق مع باقي النتائج من عمر ونوعية حبوب اللقاح وعمر النسيج المحدد بعلم الانسجة وعلم المسبوكات وغيرها من القياسات. وهذا ما قاله العلماء ان عمر الكفن بهذا المقياس يتفق تماما مع نظرية ان عمره 2000 سنة من باقي القياسات. أيضًا للتأكد أكثر تكررت هذه التجارب في 2024 فمجموعة علماء ايطاليين ينشروا بحث اخر يثبت أيضا بتصوير تشتت اشعة اكس لتحديد الاعمار ان كفن تورين يعود لزمن المسيح وأكدت نفس النتائج وأصبح مؤكد بطريقة علمية قاطعة ان عمر كفن تورين هو منذ 2000 سنة. وهذا نشر في مجلات منهم مجلات غير مسيحية.

فمتى أضيف على الأدلة السابقة هذا المقياس الأخير بالأشعة السينية لأصبح هو كفن الرب يسوع المسيح بطريقة قاطعة علميًا.



والمجد لله دائمًا


i