الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى حتمية الميلاد من عذراء
أش 7
حتمية الميلاد من عذراء
د. غالي
27 أبريل 2022
مقدمة
لماذا كان يجب أن يولد الرب يسوع المسيح له كل المجد من عذراء؟ البعض عادة يقول لتحقيق النبوات؛ ولكن لماذا النبوات أعلنت أنه سيولد من عذراء؟
الرد
أولًا في البداية النبوات أوضحت أن المسيح هو ابن الإنسان أي يحمل الطبيعة البشرية وهذا مهم للفداء أن يكون من نفس طبيعتنا البشرية. ولكن أيضًا النبوات وضحت أنه بلا خطية، أي لا يحمل الطبيعة الساقطة من آدم. فهذا يستلزم أن يكون يولد من الطبيعة البشرية ليشابهنا ولكن في نفس الوقت بدون الخطية أي بدون زرع بشر لكيلا يحمل طبيعة الخطية من آدم التي تم شرحها في "الخطية الأصلية". وهذا الذي استلزم أن يولد من عذراء بدون زرع بشر وبهذا يحقق أن يكون شابهنا في الطبيعة البشرية ولكن بلا خطية لأنه لم يحمل طبيعة الخطية من آدم.
أيضًا في ميلاده من عذراء إثبات لأنه الخالق وهو الذي صمم الأجساد ليصنع لنفسه شيء مميز. وهذا أشار إليه البابا اثناسيوس في كتاب تجسد الكلمة الفصل 18 عندما قال:
"ولذلك فإن وهو نازِل إلينا، صَوَّر لنفسه جسدًا من عذراء، لكي يقدم للجميع برهانًا قويًا على لاهوته، باعتبار أن مَنْ صور هذا الجسد هو أيضًا مُكَوِّن سائر الأشياء. لأنه مَنْ ذا الذي يرى جسدًا يخرج من عذراء وحدها بدون رجل، ولا يدرك أن مَنْ ظهر فيه لا بُد أن يكون صانِع ورب باقي الأجساد أيضًا."
آدم الأول هو الكائن البشري الوحيد الذي لم يكون استمرارية حياة بمعنى أن أي بشر هو استمرار حياة من آدم. فحتى حواء أُخذت من خلايا حية من جنب آدم وبناها الرب بطريقة خلق معجزية مناسبة أن تكون امرأة تختلف في جيناتها عن آدم. فآدم هو الوحيد الذي المادة الخام التي خلق منها هي التراب، أما حواء فالمادة الخام التي خلقت منها في خلايا آدم. وأبناءهم هم باستمرار خلايا حية تتحد وتستمر الحياة (منوي حي وبويضة حية تكون زيجوت حي ينمو لإنسان حي. ولهذا تعبير يخرج الحي من الميت هو خرافة وخطأ علميًا) فطبيعة الخطية تنتقل من آدم بالتناسل البشري. ولهذا بولادة الرب يسوع المسيح له كل المجد من عذراء، يُعتبر الرب يسوع هو الوحيد بلا خطيئة منذ لحظة الحمل به، مما يجعله الذبيحة الكاملة النقية الوحيدة بدون خطية لفداء البشرية. فالمسيح هو الوحيد الذي جسده ليس من زرع بشر بل بداية بشرية جديدة بدون زرع بشر في سر التجسد "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16). فيكون ليس من زرع بشر بل بسر التجسد "فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَها: «اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذلِكَ أَيْضًا الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ." (إنجيل لوقا 1: 35). وهو سر من حيث كيف بدأت أول خلية في لحظة التجسد، وسر في الكيفية التي أعلى من مفهومنا في اتحاد اللاهوت بالناسوت. وهذا ما يقوله العدد في جزء "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ،". ولكن المهم بداية الجسد وأول خلية في هذا الجسد هو تكون بدون زرع بشر. لهذا هو لا يحمل الخطية الاصلية لأنه ليس اتصال لنسل آدم وحواء. ولكن لأنه أبن عذراء أي بعد سر التجسد بدون زرع بشر وبدون الخطية التي دخلت للعالم من آدم "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 12). ولكنه ما بعد سر التجسد أخذ مكونات جسده مثل أي جنين من أحشاء السيدة العذراء مريم. فلهذا شابها في كل شيء "مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا للهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ." (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 2: 17). ولكن بلا خطية "لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ." (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4: 15). فأصبح جسده شبه جسد خطيتنا ولكن بلا خطية. ولهذا فعلا هو الوحيد الحمل بلا عيب ولا حتى الخطية الجدية "بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَل بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ،" (رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 19).
فكون أنه لا يحمل خطية هذا ذكره الكتاب المقدس بعهديه فمثلا نبوة أن جسد المسيح سيكون غير مدنس أي بلا خطية وسيدفع ثمن خطايا الأخرين وليس خطيته هو لأنه بدون خطية:
4 لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً. 5 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. 6 كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. 7 ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 8 مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ الأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ 9 وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. . . 12 لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من أجل أنه سكب للموت نفسه وأحصى مع أثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (سفر إشعياء 53: 4-12)
أيضًا نبوة " ثم بازديادي صلاحًا حصلت على جسد غير مدنس" (سفر الحكمة 8: 20). والعهد الجديد فقط أمثلة "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ، فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟" (إنجيل يوحنا 8: 46). "لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزًا عَنْهُ، فِي مَا كَانَ ضَعِيفًا بِالْجَسَدِ، فَاللهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ، وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ، دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 3) "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 5: 21). "لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ." (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 4: 15). "هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ." (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9: 28). 22 الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر 24 الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ. (رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 22-24)
بالطبع أيضًأ كل الاعداد التي تتكلم عن لاهوت المسيح في العهد القديم والجديد تؤكد أنه بلا خطية لأن الكيان الوحيد الذي بلا خطية هو الله. لهذا بناء على هذه النقطة كان لا بد ان يأتي مولودًا من عذراء أي من طبيعتنا البشرية ولكن ليس من زرع بشر لكي يكون بدون طبيعة الخطية الجدية. ولهذا جاءت النبوات أنه يولد من عذراء "نبوات ميلاد المسيح من عذراء". وهذه النبوات التي حققها بميلاده من عذراء.
ثانيًا لكي يكون كهنوته بلا وراثة. فالمسيح لو كان من زرع بشر لكان كهنوته وراثة بشرية. فكان سيرث أخر مراحل الكهنوت ومثله أو أقل منه وهو كهنوت أبناء لاوي. ولكن بدون زرع بشر فهو ليس مقيد بمرتبة بل له أن يكون كهنوته على أعلى مرتبة "أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ»." (سفر المزامير 110: 4). "حَيْثُ دَخَلَ يَسُوعُ كَسَابِق لأَجْلِنَا، صَائِرًا عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ، رَئِيسَ كَهَنَةٍ إِلَى الأَبَدِ." (سالة بولس الرسول إلى العبرانيين 6: 20). "فَلَوْ كَانَ بِالْكَهَنُوتِ الّلاَوِيِّ كَمَالٌ إِذِ الشَّعْبُ أَخَذَ النَّامُوسَ عَلَيْهِ مَاذَا كَانَتِ الْحَاجَةُ بَعْدُ إِلَى أَنْ يَقُومَ كَاهِنٌ آخَرُ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ؟ وَلاَ يُقَالُ عَلَى رُتْبَةِ هَارُونَ." (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 7: 11). فلهذا لكي يكون كهنوته بلا وراثة سابقة فهذا يؤكد حتمية الميلاد من عذراء بدون زرع بشر.
ثالثًا لكي يكون ملكه بلا وراثة رغم أنه ابن داود بالفعل بالحقيقة من ابنة داود وبالنسب من ابن داود، فهو لو ولد من زرع بشر من نسل داود بالتناسل البشري يكون فعلا ابن داود ولكن هذا يجعله اقل مكانة من داود، ولكن لو ولد من عذراء من نسل داود بدون تناسل بشري بهذا يكون رغم انه ابن داود ولكنه ليس بلاهوته فقط بالجسد المعجزي رب داود وأعلى منه في الملك رغم أنه ابن داود. "قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: «اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ»." (سفر المزامير 110: 1). "42 قَائلًا: «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ». 43 قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلًا: 44 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. 45 فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟» (إنجيل متى 22: 42-45). ولهذا ملكه أعلى من الوراثة ولهذا كما تم شرحه سابقًا في موضوع " هل المسيح لابد ان يكون ابن داود أي ابن رجل من نسل داود؟" لأنه يعتبر اليهودي هو ابن امرأة يهودية. فالجنسية اليهودية تأتي من الأم. كما شرح موقع Judaism 101 تحت عنوان " Who is a Jew?" المسيح ابن داود هو يجب أن يكون من أم من بنات داود. وأيضا شريعة مخلوع النعل الشهيرة لإقامة نسل فالأم تنقل له النسب. فالمسيح ينسب لليهودية لو كانت امه يهودية وبنفس الأسلوب ينسب لداود لو كان امه أحد بنات داود. فالمسيح ابن داود جسديًا عن طريق مريم بنت داود من نسل كل من سليمان وناثان اللذان تلاقيا في شلتائيل وزربابل. هذا هام فرغم كونه ابن بنت داود هذا كافي ولكن هذا أيضا يثبت حقه أكثر لأنه يوضح أن الرب يسوع المسيح لم يكن له أب شرعي من خارج نسل داود يعطيه نسب آخر بل نسب لأب هو ابن لداود يعطيه رسميًا وقانونيًا الحق في كرسي داود. ولكن يكون ابن عذراء فليس من زرع بشر فلهذا يكون رب داود أيضًا. الأمر الاخر المهم في هذه النقطة وهو الإعلان الواضح أن المسيح يولد من عذراء وهذا بوضوح عدة مرات وتم شرحها في "نبوات ميلاد المسيح من عذراء" ولكنه في نفس الوقت ابن داود بوضوح شديد في أعداد كثيرة. فابن عذراء وفي نفس الوقت ابن داود فبالتأكيد سيكون ابن عذراء بنت داود. ومن هذا نفهم جيدًا لماذا قال عنه أنه نسل المرأة وليس الرجل "واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها هو يسحق راسك وانت تسحقين عقبه" (سفر التكوين 3: 15). وللدقة لم يقل نسلهم أو نسله ولكن قال نسلها أي المرأة فهو من نسل المرأة ابن المرأة فقط وهذه المرأة بنت داود. فكل هذا يؤكد حتمية أن يكون ابن عذراء. وأيضًا نبوات كثيرة انه سيكون من نسل داود فهو بالتأكيد سيكون ابن العذراء بنت داود. وبهذا يكون ابن داود ورب داود وملكه أعلى من ملك داود.
رابعًا وهو المهم وهو إثبات لسلطان ولاهوت الرب يسوع المسيح. لأن يسوع المسيح هو الرب نفسه رب المجد فهو لا يظهر في جسد من زرع بشر أي ليس من إرادة إنسان بل إرادة الله فقط بدون إرادة إنسان. " وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16). فلهذا أعلنت النبوات أنه من عذراء " وَلكِنْ يُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ»." (سفر إشعياء 7: 14). وليس بإرادة امرأة سعت لهذا مثل بقية بنات أورشليم بل من عذراء لم تسع لهذا ولكن قبلت ما أعلنه لها الرب "فَقَالَتْ مَرْيَمُ: «هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ». فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا الْمَلاَكُ." (إنجيل لوقا 1: 38). وبقيتهم في "نبوات ميلاد المسيح من عذراء". فميلاده لابد أن يكون معجزي ليس بإرادة بشرية كزرع بشر بل السيد نفسه يجعل من نفسه آية ويأتي بإرادة نفسه بمعجزة فوق كل معجزة وليس إرادة إنسان. فهو لم يفعل آية بكلمة بل هو نفسه الآية ولهذا هي أعظم من أي آية أخرى. وبهذا يثبت أنه الله الظاهر في الجسد ويثبت طبيعته الإلهية التي فوق إرادة ومعرفة وإدراك البشر ويثبت أن ابن الله الوحيد بالفعل "اَللهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ." (إنجيل يوحنا 1: 18). وهذا إثبات تمييزه وتفرده وليس مثل أي إنسان ولا نبي ولا شخص أخر. يُنظر إلى الولادة من عذراء أيضًا كوسيلة لإعلان بداية جديدة في علاقة الله بالبشرية. فكما جلب عصيان آدم وحواء الخطيئة إلى العالم، يُنظر إلى ميلاد يسوع من عذراء على أنه خلق جديد، يُشير إلى إمكانية الخلاص وبداية جديدة للبشرية. فالرب الإله عندما يتجسد لابد أن يتجسد من عذراء.
خامسًا الميلاد من عذراء حتمية مناسبة تظهر خطة الخلاص لمحبته للبشر "بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ." (رسالة يوحنا الرسول الأولى 4: 9). وأن الخلاص هبة من الله، وليس شيئًا يمكن للبشر اكتسابه بأنفسهم بفعل يقوموا به. بل أعطاه لنا مجانًا "مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 3: 24). وبهذا يتم تأكيد دور الرب يسوع المسيح المميز ويعلن بها الرب يسوع المسيح له كل المجد أنه هو إله كامل وإنسان كامل، إله وإنسان قادر على أن يكون وسيطًا بين البشرية والله. "لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ،" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 5). ويضع يديه على الإثنين "لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا." (سفر أيوب 9: 33). ليتمم المصالحة. "وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا بِاللهِ، بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 5: 11). وبهذه الطبيعة الفريدة التي له أساسية لقدرته على خلاص البشرية. وليس بتدخل بشر فلهذا كان من الحتمية أن يولد من عذراء وليس من فعل بشر ولا إرادة بشر.
وفي النهاية أتمنى أن تكون الإجابة باختصار كافية.
والمجد لله دائمًا