الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى علم التسلسل الزمني الكتابي الجزء الثالث الساعة واليوم
علم التسلسل الزمني الكتابي الجزء الثالث الساعة واليوم
د. غالي
25 يوليه 2025
مفهوم وتعريف الساعة عبر التاريخ
تطور تعريف الساعة بشكل كبير على مدار التاريخ، مما يعكس التغيرات في العلوم والتكنولوجيا والثقافة. فيما يلي لمحة عامة عن كيفية تعريف الساعة:
الحضارات القديمة: الساعات المتغيرة. فقسّم المصريون والبابليون والإغريق والرومان اليوم إلى 12 ساعة نهار و12 ساعة ليل، أي أن طول الساعة يتغير مع تغير الفصول. كانت هذه الساعات تُسمى الساعات الزمنية أو الموسمية. مثال: في الصيف، كانت فترة النهار أطول، لذا كانت كل ساعة أطول؛ وفي الشتاء، أقصر.1
عصر الساعات الميكانيكية (أوروبا في العصور الوسطى، حوالي القرن الرابع عشر): الساعات المتساوية. تطلب اختراع الساعات الميكانيكية تقسيمًا موحدًا للوقت. فكان اليوم مقسمًا إلى 24 ساعة متساوية، كل منها بطول ثابت، بغض النظر عن الفصل. ساد هذا المفهوم في أوروبا الغربية وانتشر تدريجيًا عالميًا.2
التعريف بناءً على متوسط التوقيت الشمسي (القرنين الثامن عشر والتاسع عشر): مع التقدم في علم الفلك، عُرِّفت الساعة بدقة أكبر: الساعة = ربع يوم شمسي متوسط. يُسهِّل متوسط التوقيت الشمسي اختلافات دوران الأرض الناتجة عن الانحراف المداري والميل المحوري.
العمر الذري (من القرن العشرين إلى الوقت الحاضر): تعريف ذري. فوُجِد أن دوران الأرض غير منتظم، لذا كانت هناك حاجة إلى معيار أكثر استقرارًا. في عام 1967، أعاد النظام الدولي للوحدات (SI) تعريف الثانية، وبالتالي الساعة، بناءً على التوقيت الذري:
الثانية = ٩٬١٩٢٬٦٣١٬٧٧٠ دورة إشعاعية تُقابل الانتقال بين مستويين فائقي الدقة للحالة الأرضية لذرة السيزيوم-133. لذلك، الساعة الواحدة = 3600 ثانية، أو الساعة الواحدة = 3600 × ٩١٩٢٦٣١٧٧٠ دورة سيزيوم3.
ملخص التعاريف عبر الزمن:
العصر/الثقافة: تعريف الساعة
مصر القديمة/بابل: 1/12 من ضوء النهار أو الليل (طول متغير)
أوروبا في العصور الوسطى: 1/24 من يوم كامل (طول ثابت)
القرنان 18-19: 1/24 من متوسط اليوم الشمسي الفلكي
1967-الحاضر: 3600 ثانية نظام دولي (بناءً على ذرة السيزيوم-133)
اليهود.
أما عن اليهود فأيضًا تغير مفهوم الساعة عبر الزمن: فتلقب بساعة زمنية (שעות זמניות) شاعوت زمانيوت. في الحلاخة هي ساعات موسمية. يتغير طول كل ساعة بتغير الفصول، اعتمادًا على مدة ضوء النهار ومنسوب الشمس في السماء. فكان في الماضي يقسم اليوم لأربع ساعات صباحية باكر وهو من شروق الشمس وتقريبًا السادسة صباحًا إلى ربع السماء. والثالثة من ربع السماء أي تقريبًا التاسعة صباحًا إلى قرب منتصف السماء. والسادسة من منتصف السماء أي الثانية عشر ظهرًا إلى قرب الربع الأخير من السماء. والتاسعة من الربع الأخير من السماء وتقريبًا الثالثة بعد الظهيرة إلى بداية الغروب. ثم وقت الغروب وبعد هذا ثلاث أو أربع ساعات مسائية. هزيع أول وأوسط وهزيع الصباح أو هزيع أول وثاني وثالث ورابع.
العهد القديم: مع ملاحظة أنه لا ترد كلمة ساعة بمعناها المعروف كوحدة زمنية فى العهد القديم، لأن بني إسرائيل لم يكن لديهم نظام لتقسيم اليوم إلى وحدات منتظمة. وكانت أقسام النهار عندهم هي الصباح والمساء "وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا." (تك 1: 5)، والظهر "فَلَمَّا رَأَى يُوسُفُ بَنْيَامِينَ مَعَهُمْ، قَالَ لِلَّذِي عَلَى بَيْتِهِ: «أَدْخِلِ الرِّجَالَ إِلَى الْبَيْتِ وَاذْبَحْ ذَبِيحَةً وَهَيِّئْ، لأَنَّ الرِّجَالَ يَأْكُلُونَ مَعِي عِنْدَ الظُّهْرِ»." (تك 43: 16) كما كانوا يقسمون الليل إلى ثلاث أقسام هي: أول الهزع "قُومِي اهْتِفِي فِي اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ الْهُزُعِ. اسْكُبِي كَمِيَاهٍ قَلْبَكِ قُبَالَةَ وَجْهِ السَّيِّدِ. ارْفَعِي إِلَيْهِ يَدَيْكِ لأَجْلِ نَفْسِ أَطْفَالِكِ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِمْ مِنَ الْجُوعِ فِي رَأْسِ كُلِّ شَارِعٍ." (مراثي 2: 19)، هزيع الليل الاوسط، "فَجَاءَ جِدْعُونُ وَالْمِئَةُ الرَّجُلِ الَّذِينَ مَعَهُ إِلَى طَرَفِ الْمَحَلَّةِ فِي أَوَّلِ الْهَزِيعِ الأَوْسَطِ، وَكَانُوا إِذْ ذَاكَ قَدْ أَقَامُوا الْحُرَّاسَ، فَضَرَبُوا بِالأَبْوَاقِ وَكَسَّرُوا الْجِرَارَ الَّتِي بِأَيْدِيهِمْ." (القضاة 7: 19)، وهزيع الصبح "وَكَانَ فِي هَزِيعِ الصُّبْحِ أَنَّ الرَّبَّ أَشْرَفَ عَلَى عَسْكَرِ الْمِصْرِيِّينَ فِي عَمُودِ النَّارِ وَالسَّحَابِ، وَأَزْعَجَ عَسْكَرَ الْمِصْرِيِّينَ،" (خروج 14: 24). ولا تذكر كلمة "الساعة" في العهد القديم إلا بقلة في سفر أيوب "صَوْتُ رُعُوبٍ فِي أُذُنَيْهِ. فِي سَاعَةِ سَلاَمٍ يَأْتِيهِ الْمُخَرِّبُ." (أيوب 15: 21)، وسفر دانيال "فَإِنْ كُنْتُمُ الآنَ مُسْتَعِدِّينَ عِنْدَمَا تَسْمَعُونَ صَوْتَ الْقَرْنِ وَالنَّايِ وَالْعُودِ وَالرَّبَابِ وَالسِّنْطِيرِ وَالْمِزْمَارِ وَكُلَّ أَنْوَاعِ الْعَزْفِ إِلَى أَنْ تَخِرُّوا وَتَسْجُدُوا لِلتِّمْثَالِ الَّذِي عَمِلْتُهُ. وَإِنْ لَمْ تَسْجُدُوا فَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ تُلْقَوْنَ فِي وَسَطِ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ. وَمَنْ هُوَ الإِلهُ الَّذِي يُنْقِذُكُمْ مِنْ يَدَيَّ؟»" (دانيال 3: 6، وأيضًا 4: 33، 5: 5) "ساعة" שצה (شعاه) وتعنى "في الحال أو فوراً"، كما قد تعني فترة "حِينَئِذٍ تَحَيَّرَ دَانِيآلُ الَّذِي اسْمُهُ بَلْطَشَاصَّرُ سَاعَةً وَاحِدَةً وَأَفْزَعَتْهُ أَفْكَارُهُ. أَجَابَ الْمَلِكُ وَقَالَ: «يَا بَلْطَشَاصَّرُ، لاَ يُفْزِعُكَ الْحُلْمُ وَلاَ تَعْبِيرُهُ». فَأَجَابَ بَلْطَشَاصَّرُ وَقَالَ: «يَا سَيِّدِي، الْحُلْمُ لِمُبْغِضِيكَ وَتَعْبِيرُهُ لأَعَادِيكَ." (دانيال 4: 19). 4وأيضًا تكررت كثيرًا في الأسفار القانونية الثانية.
ويبدو أن اليهود كانوا من أوائل الشعوب التي قسمت النهار إلى اثني عشر قسمًا متساويًا، مثل مصر القديمة والبابليين، ولكن التقسيم البابلي هو الذي انتشر بعد السبي، إذ يقول هيرودوت إن اليونانيين أخذوا هذا النظام عن البابليين (2: 109). والدليل على هذا ساعة آحاز الشمسية "فَقَالَ إِشَعْيَا: «هذِهِ لَكَ عَلاَمَةٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ عَلَى أَنَّ الرَّبَّ يَفْعَلُ الأَمْرَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ: هَلْ يَسِيرُ الظِّلُّ عَشْرَ دَرَجَاتٍ أَوْ يَرْجعُ عَشْرَ دَرَجَاتٍ؟»" (2مل 20: 9، ومثله إشعياء 38: 8). 5 في بلاد ما بين النهرين، كان اليوم كله مُقسّمًا إلى اثنتي عشرة فترة، كل منها يُسمى ساعتين.6 ولكن كانت هناك محاولات تقسيم اليوم إلى أربعة وعشرين ساعة متساويين، حيث يُقسّم اليوم بأكمله (νυχθήμερον) إلى أربع وعشرين فترة متساوية الطول. ويتحدث الفلكي هيبارخوس (حوالي 150 قبل الميلاد) عن هذه "الساعات الاعتدالية" (ὧραι ἰσημεριναί)،7 كانت هناك ساعة مائية (κλεψύδρα)، والتي ذكرها أرسطو.8
وكان اليهود يحسبون ساعات النهار من شروق الشمس (netz hachamah) وينتهي عند غروبها (shkiah)، ولما كان شروق الشمس وغروبها يختلفان باختلاف أيام السنة، فلا يمكن اعتبار الساعات عندهم مطابقة لحسابنا الآن، وبخاصة أنه لم تكن عندهم الأجهزة الدقيقة لحساب مرور الوقت كما هو الحال معنا الآن، فكانت "ساعتهم" – كوحدة زمنية – تطول وتقصر بحسب موقع اليوم من السنة.9 في الصيف، تكون كل ساعة أطول (لأن النهار أطول)؛ وفي الشتاء، تكون كل ساعة أقصر. يُشار إلى هذا النظام صراحةً في المشناه والتلمود، على سبيل المثال في:
برخوت 1: 2-5: يتناول أوقات تلاوة الشيما.
بيساخيم 3: 1: يتناول أوقات محرقة الخميتز.
العهد الجديد: تستخدم كلمة "ساعة" فى العهد الجديد بمعان مختلفة:
(1) للدلالة على فترة قصيرة من الزمن سواء بتحديد فترة قرب ساعة. "ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَامًا. فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «َهكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟" (مت 26: 40) أو بدون تحديد.
(2) استخدمت بالارتباط بأقسام زمنية أكبر ، فتذكر الساعة الثالثة ، "وَكَانَتِ السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ فَصَلَبُوهُ." (مرقس 15: 25) والساعة السادسة والساعة التاسعة "وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ السَّادِسَةُ، كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ." (مرقس 15: 33)، والتى تقابل بحسابنا الحالي التاسعة صباحاً، والثانية عشر ظهرًا، والثالثة بعد الظهيرة. وكانت الساعتان الثالثة والتاسعة ساعتي الصلاة فى الهيكل "لأَنَّ هؤُلاَءِ لَيْسُوا سُكَارَى كَمَا أَنْتُمْ تَظُنُّونَ، لأَنَّهَا السَّاعَةُ الثَّالِثَةُ مِنَ النَّهَارِ." (أعمال 2: 15، ومثلها أعمال 3: 1، 10: 30) وفيها كانت تقدم ذبائح الصباح والمساء.
(3) للدلالة على فترة محددة من الزمن هى 12/1 من النهار ، فيذكر في العهد الجديد أن ساعات النهار هي "اثنتا عشرة ساعة" "أَجَابَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَمْشِي فِي النَّهَارِ لاَ يَعْثُرُ لأَنَّهُ يَنْظُرُ نُورَ هذَا الْعَالَمِ،" (يوحنا 11: 9)، ولكن هناك أيضا إشارات إلى مدة ساعتين (أع 19: 34)، والساعة السابعة (يو 4: 52)، والساعة العاشرة (يو 1: 39)، والساعات الثالثة والسادسة والتاسعة والحادية عشرة (مت 20: 3-11).
(4) للدلالة على اللحظة الزمنية التي وقع فيها حادث من الأحداث، مثلما يقال حاليا في نفس اللحظة (مت 8: 13 ، 9: 22 ، 15: 28).
(5) للدلالة على الوقت المحدد لعمل الله فى التاريخ (مت 24: 50.44.36 ، 25: 13 ، مرقس 13: 32 ، لو 12: 46.39.12 ، 22: 53 ، رؤ 3: 10.3 ، 9: 14.15: 15.7 ، 18: 10).
(6) للدلالة على الوقت المحدد لأحداث معينة في حياة الرب يسوع المسيح له كل المجد، فقد أكد الرب يسوع المسيح مراراً أن الآب قد حدد كل أحداث حياته. ويظهر ذلك في إنجيل يوحنا بخاصة (يو 2: 4، 12: 27.23، 13: 1، 17: 1) ولكنها واضحة أيضا في سائر الأناجيل (مت 26: 45، مرقس 14: 35، لو 22: 53) وقد أدرك تلاميذه ذلك (يو 7: 30، 8: 20)، فلم يحدث أي أمر في حياته عرضًا، بل كل ما فعله إنما كان يفعله حسب مشيئة أبيه.
(7) للدلالة على توقيت سيأتي في فترة محددة أو غير محددة، كما في قول الرب يسوع المسيح له كل المجد للسامرية: تأتي ساعة لا في هذا الجيل ولا في أورشليم تسجدون للآب … تأتي ساعة وهى الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق" (يو 4: 21-23، يو 5: 28-25، أيضاً 1يو 2: 18).
ولهذا بالفعل القواميس اليونانية لكلمات العهد الجديد في شرح كلمة ساعة مثل قاموس سترونج تحت كلمة "ὥρα هورا" وضحت أنها تستخدم كساعة سواء حرفيًا ساعة زمنية أو مجازيًا بمعنى موسم وزمن ونقطة زمنية وقد يكون نقطة في زمن غير محدد.10
في اللغتين السومرية والأكادية، تعني كلمة "يوم" أيضًا "الريح". وبالمثل، ورد "ريح النهار"، في "وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ، فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ." (سفر التكوين 3: 8). أو حرفيًا أنه يهب، مما قد يوحي بأن نسمات البر والبحر اليومية في سواحل بلاد ما بين النهرين واليهودية كانت مرتبطة بفكرة "النهار". لتعبير عن الظواهر الطبيعية المتكررة. وكان الأكثر تأثيرًا في مفهوم "النهار"، هو شروق الشمس وغروبها مع ما يترتب على ذلك من تناوب بين فترة نور وفترة ظلام. وهكذا، في " 3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. 4 وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5 وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا." (سفر التكوين 1: 3-5)، كان أول أعمال الخلق هو "النور" تمييزًا عن "الظلام"، وكان النور يُسمى نهارًا، بالعبرية יוֹם (يوم)، والليل الظلام، לילה (ليلاه). وهكذا، يمكن أن يكون لكلمة "يوم" معنى النهار، مُميزةً عن الليل، ولكن الكلمة نفسها قد تشمل أيضًا الدورة الكاملة التي تشمل كلاً من النهار والليل: " وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا." (تكوين 1: 5). في اليونانية، تُستخدم الكلمة المقابلة ἡμέρα إيميرا للإشارة إلى النهار، كما في متى ٤: ٢، على سبيل المثال، حيث صام الرب يسوع المسيح له كل المجد "أربعين يومًا وأربعين ليلة". وللإشارة إلى الدورة الكاملة للنور والظلام، توجد كلمة νυχθήμερον نيخثيميرون، تجمع بين "الليل" (νύξ) نيكس و"النهار" (ἡμέρα) إيميرا في مصطلح واحد. وقد استُخدمت هذه الكلمة νυχθήμερον في الكتاب في "ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ضُرِبْتُ بِالْعِصِيِّ، مَرَّةً رُجِمْتُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ انْكَسَرَتْ بِيَ السَّفِينَةُ، لَيْلًا وَنَهَارًا قَضَيْتُ فِي الْعُمْقِ." (رسالة بولس الريول إلى أهل كورنثوس الثانية 11: 25)، حيث تُرجمت إلى "ليل ونهار". عادةً، يُشار إلى "اليوم" الذي يشمل الليل والنهار ببساطة بكلمة ἡμέρα إيميرا، ويوضح السياق المقصود، على سبيل المثال، أيام عديدة في وَبَعْدَ هذَا انْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، هُوَ وَأُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ وَتَلاَمِيذُهُ، وَأَقَامُوا هُنَاكَ أَيَّامًا لَيْسَتْ كَثِيرَةً. (يوحنا 2: 12) أو "وَتَنَاوَلَ طَعَامًا فَتَقَوَّى. وَكَانَ شَاوُلُ مَعَ التَّلاَمِيذِ الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ أَيَّامًا." (أعمال الرسل 9: 19). حيث تُشير "الأيام" العديدة بالتأكيد إلى عدة فترات متتالية تشمل كل منها النهار والليل متتابعة.11
ويُمكن اعتبار "اليوم" بمعنى فترة كاملة من النور والظلام بدايةً من ظهور النور أو حلول الظلام، وكذلك، نظريًا، في أي نقطة أخرى. في مصر القديمة، كان اليوم يبدأ على الأرجح عند الفجر، وفي بلاد ما بين النهرين القديمة، يبدأ في المساء.12 كان اليوم يُحسب عند الإغريق من غروب الشمس إلى غروبها، بينما كان الرومان يبدأونه بالفعل على الطريقة "الحديثة" عند منتصف الليل.13 ولكن ذكر انه من الظهيرة للظهيرة. ولتلخيص الحسابات المختلفة بين مختلف الشعوب في عصره، كتب بليني: يحسب البابليون الفترة بين شروقين للشمس، والأثينيون الفترة بين غروبين، والرومان الفترة من الظهر إلى الظهر، وعامة الناس في كل مكان من الفجر إلى الغسق، والكهنة الرومان والسلطات التي حددت اليوم الرسمي، وكذلك المصريون وهيبارخوس، الفترة من منتصف الليل إلى منتصف الليل. ولم يطلق العبرانيون أسماء على أيام الأسبوع، ماعدا يوم السبت (اليوم السابع يوم الراحة)، بل كانوا يشيرون إلى اليوم بترتيبه في أيام الأسبوع: "اليوم الأول"، اليوم الثاني" وهكذا. وظلوا على هذا المنوال حتى عصور العهد الجديد "وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!»" (يوحنا 20: 19). وللأهمية البالغة ليوم السبت عند العبرانيين، كان من أهم الأمور عندهم أن يعرفوا متى يبدأ السبت، لذلك قرر الفريسيون أن ظهور ثلاث نجوم بعد غروب الشمس، هو الذي يحدد بداية السبت، كما كانوا يسمون اليوم السابق للسبت، يوم الاستعداد "وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ، إِذْ كَانَ الاسْتِعْدَادُ، أَيْ مَا قَبْلَ السَّبْتِ،" (مرقس 15: 42)، "وَكَانَ يَوْمُ الاسْتِعْدَادِ وَالسَّبْتُ يَلُوحُ." (لوقا 23: 54)، بل أحيانا يسمى يوم السبت يوم ما بعد الإستعداد "وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ" (متى 27: 62). ويوم الاستعداد هو يوم الجمعة حاليًأ.
في العهد القديم، واضح أن اليوم يبدأ في المساء. في تكوين 1: 5 ومثله "إِنَّهُ سَبْتُ عُطْلَةٍ لَكُمْ، فَتُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ. فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ عِنْدَ الْمَسَاءِ. مِنَ الْمَسَاءِ إِلَى الْمَسَاءِ تَسْبِتُونَ سَبْتَكُمْ». (لاويين 32: 32)، ورد أنه يُحتفل به "في اليوم التاسع من الشهر، ابتداءً من المساء، من المساء إلى المساء". وبهذا تُحدد ببساطة ما كان عليه اليوم العاشر من الشهر في الوقت الذي كان يُحسب فيه على أنه يبدأ في المساء: فاليوم العاشر من الشهر هو اليوم الذي يبدأ مساء اليوم التاسع ويستمر حتى المساء التالي. وبالتالي، عند الانتقال من الحساب الصباحي إلى الحساب المسائي، تم تأخير "اليوم" بحيث بدأ قبل نصف يوم مما يستخدم حاليًا. أي السابق هو متقدم بست ساعات تقريبًا عن الحالي.
في العهد الجديد، في الأناجيل وسفر أعمال الرسل، يبدو أن اليوم عادةً ما يُعتَبَر مجازًا بدايةً من الصباح. يذكر العدد " فَدَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ وَالْهَيْكَلَ، وَلَمَّا نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ إِذْ كَانَ الْوَقْتُ قَدْ أَمْسَى، خَرَجَ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ." (مرقس 11: 11)، أن يسوع دخل أورشليم، ودخل الهيكل، وبعد أن تفقّد كل شيء، بعد كل هذا الوقت فأصبح "مساءً" أو "متأخرًا"، خرج إلى بيت عنيا مع الاثني عشر؛ وتُكمل الآية التالية السرد "12 وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ،" وتخبر أنهم في "الغد" عادوا إلى المدينة. ولكن من الواضح أن اليوم الجديد رسميًا بدأ مع المساء السابق. “فَرَجَعْنَ وَأَعْدَدْنَ حَنُوطًا وَأَطْيَابًا. وَفِي السَّبْتِ اسْتَرَحْنَ حَسَبَ الْوَصِيَّةِ." (لوقا 23: 56)، جميعها أن اليوم الأول من الأسبوع يبدأ مع الليل الذي يلي نهار السبت السابق. وأعمال الرسل 4: 3، على سبيل المثال، تخبرنا كيف أُودع بطرس ويوحنا الحبس "إلى الغد، لأنه كان قد حلّ المساء "فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ." مما يشير بوضوح إلى أن اليوم الجديد سيبدأ في ليل قبل صباح اليوم التالي. وقد قيل إن هذا الحساب لليوم على أنه يبدأ من المساء هو استمرار لممارسة العهد القديم لحساب يوم على أنه ينتهي واليوم التالي على أنه يبدأ بعد غروب الشمس ينعكس بوضوح في حقيقة أن أهل كفر ناحوم كانوا أحرارًا في إحضار المرضى إلى يسوع عند غروب الشمس عندما انتهى نهار السبت. وأيضًا في "وَفِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ جَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ إِلَى الْقَبْرِ بَاكِرًا، وَالظَّلاَمُ بَاق. فَنَظَرَتِ الْحَجَرَ مَرْفُوعًا عَنِ الْقَبْرِ." (يوحنا 20: 1)، تأتي مريم المجدلية إلى القبر بينما لا يزال الظلام دامسًا، ومع ذلك يلقب "في أول الأسبوع". يمكن تفسير ذلك بافتراض أن المقصود هو الاستخدام اليهودي للعهد القديم، والذي ينص على أن اليوم الجديد قد بدأ عند غروب الشمس السابق، بدأ قبل منتصف الليل. فكان اليوم الجديد قد بدأ بالفعل قبل شروق الشمس.
إن ظهور النور وظهور الظلام، بطبيعة الحال، حدثان تدريجيان، ولذلك فإن مصطلحي "الصباح" و"المساء"، وكذلك "الفجر" (مثل قض 19: 25 وما يليه) و"الشفق" (مثل صمويل الأول 30: 17)، يُشيران إلى فترات انتقالية غير محددة بدقة. أو يمكن تحديد ذلك من خلال شدة الضوء أو اكتمال الظلام. على سبيل المثال، رأى الراباوات اليهود أن تُلزم تلاوة الشماع في المساء والصباح ويحدد بقوة الضوء، ويوجد في التلمود نقاشٌ مُطوّلٌ حول الأوقات المقصودة بذلك تحديدًا. أُعلن أن التلاوة يمكن أن تبدأ في الصباح بمجرد التمييز بين الأزرق والأبيض (أو بين الأزرق والأخضر، كما علّم راباوات أخر)، ويجب أن تنتهي قبل شروق الشمس.14 أما بالنسبة للمساء، فقد استُشهد بالتالي "كُنَّا نَحْنُ نَعْمَلُ الْعَمَلَ، وَكَانَ نِصْفُهُمْ يَمْسِكُونَ الرِّمَاحَ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى ظُهُورِ النُّجُومِ." (نحميا 4: 21)، حيث استمر العمل "حتى ظهرت النجوم"، ومن هذا التشبيه تبيّن أن ظهور النجوم كان علامة على انتهاء اليوم وبدء التلاوة حسب شرح الراباوات.15 وفي الصباح كان إما بزوغ الفجر أو شروق الشمس التالي، وفي المساء كان إما غروب الشمس أو حلول الليل أو بداية ظهور النجوم، عندما أصبحت النجوم مرئية، هو الذي شكّل خط الترسيم.
أيضًأ وُصفت أجزاء من اليوم في وقت مبكر من حيث العمل المعتاد الذي كان يُؤدى آنذاك، على سبيل المثال، "وقت جمع الحيوانات" "فَقَالَ: «هُوَذَا النَّهَارُ بَعْدُ طَوِيلٌ. لَيْسَ وَقْتَ اجْتِمَاعِ الْمَوَاشِي. اِسْقُوا الْغَنَمَ وَاذْهَبُوا ارْعَوْا»." (تكوين 29: 7)، أو "وقت خروج النساء لأستقي الماء" "وَأَنَاخَ الْجِمَالَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ وَقْتَ الْمَسَاءِ، وَقْتَ خُرُوجِ الْمُسْتَقِيَاتِ." (تكوين 24: 11). وقُسّم الليل إلى هزيع. كما تم شرحه في الجزء السابق المتعلق بساعات النهار وساعات الليل. وقد جادل الراباوات حول وجود ثلاثة هزائع أم أربعة.16
في العهد الجديد، نجد أربعة هزائع لليل: المساء، ومنتصف الليل، وصياح الديك، والصباح “وَفِي الْهَزِيعِ الرَّابعِ مِنَ اللَّيْلِ مَضَى إِلَيْهِمْ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلَى الْبَحْرِ.” (متى 14: 25(؛ "اِسْهَرُوا إِذًا، لأَنَّكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ مَتَى يَأْتِي رَبُّ الْبَيْتِ، أَمَسَاءً، أَمْ نِصْفَ اللَّيْلِ، أَمْ صِيَاحَ الدِّيكِ، أَمْ صَبَاحًا." (مرقس 13: 35). وكان للنهار فترات مميزة مثل "حر النهار" " وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا وَهُوَ جَالِسٌ فِي بَابِ الْخَيْمَةِ وَقْتَ حَرِّ النَّهَارِ،" (تكوين 18: 1)، كما كان يُقسّم بشكل عام إلى صباح، وظهر، ومساء في "مَسَاءً وَصَبَاحًا وَظُهْرًا أَشْكُو وَأَنُوحُ، فَيَسْمَعُ صَوْتِي." (مزمور 55: 17). فيوجد تقسيم النهار إلى ثلاثة أو أربعة أجزاء، والليل إلى ثلاثة أو أربعة أجزاء.
من بين أجزاء اليوم، كان "المساء" ذا أهمية خاصة. سبق كما تم شرحه كيف كان اليوم المُستخدم عادةً في العصور اليهودية يبدأ في المساء بدلًا من الصباح حاليًا، وكيف كان غروب الشمس أو ظهور النجوم يُعتبران الوقت المحدد لبدايته. كان المساء مهمًا أيضًا بسبب الذبائح التي كانت تُقدم في ذلك الوقت، وفي هذا الصدد، دار نقاش حول الفترة الزمنية المقصودة بدقة. وفقًا للتالي " وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ." (سفر الخروج 12: 6)، كان يُفترض ذبح حملان الفصح "مساءً" في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول، ويحدد فِي "الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ." (سفر اللاويين 23: 5)، التاريخ نفسه لـ "فصح الرب". في المقاطع الثلاثة، تُرجمت الكلمة العبرية حرفيًا "بين العشاءين" (أي مساءين)، مع أن الترجمة السبعينية في الحالتين الأوليين تُرجمت ببساطة إلى πρός ἑσπέραν، أي "نحو المساء"، وفي مقطع سفر اللاويين فقط تُرجمت إلى ἀνὰ μέσον τῶν ἑσπερινῶν، أي "بين المساءين". تنص المشناه على أن المحرقة المسائية اليومية كانت تُذبح في الساعة الثامنة والنصف،17 أي الثانية والنصف بعد الظهيرة، وتُقدم في الساعة التاسعة والنصف، أي الثالثة والنصف. إذا كان عشية الفصح، فقد ذبح في الساعة السابعة والنصف، الواحدة والنصف، وقُدّم في الساعة الثامنة والنصف، الثانية والنصف، سواء في يوم من أيام الأسبوع أو يوم السبت؛ وإذا كان عشية الفصح وصادف ذلك عشية سبت، أي يوم جمعة، فقد ذبح في الساعة السادسة والنصف، الثانية عشرة والنصف، وقُدّم في الساعة السابعة والنصف، الواحدة والنصف؛ ثم ذبحت ذبيحة الفصح بعد ذلك. ويحدد العشائين ما بين الثالثة عصرًا إلى الخامسة في نهاية نهار 14 نيسان.18
في شرح هذا الإجراء، في الجمارا على أن "بين العشاءين" تعني "من الوقت الذي تبدأ فيه الشمس في الغروب في الغرب"، وأن "العشاءين" تعطيان "ساعتين نصف قبل ونصف بعد وساعة واحدة للتحضير" للذبيحة.19 وهكذا، تُذبح محرقة المساء اليومية عادةً في الساعة الواقعة بين هاتين الأمسيتين، ولكن عندما يجب ذبح الفصح أيضًا في نفس فترة ما بعد الظهر، تُقدم الذبيحة اليومية. في فقرة أخرى من المشناه يتناول شرط الفصح بعد الذبيحة المسائية "لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي، وَلاَ تَبِتْ إِلَى الْغَدِ ذَبِيحَةُ عِيدِ الْفِصْحِ." (خروج 34: 25) بعدم تقديم ذبيحة الفصح بالخميرة، وينص على أنه يجب يبدأ حرق كل شيء مخمر في بداية الساعة السادسة، أي بعد الساعة الثانية عشرة ظهرًا.20 وكما يوضح النقاش المصاحب في الجمارا، فإن هذا يشير إلى أنه في وقت الفصح يمكن أن تبدأ الذبيحة المسائية بعد الظهر مباشرة.21 وفقًا ليوسيفوس،22 كانت ذبائح الفصح تُقدّم من الساعة التاسعة إلى الساعة الحادية عشرة، أي من الساعة الثالثة إلى الخامسة عصرًا، ويُفترض أن هذه كانت الممارسة المعتادة في القرن الأول الميلادي. وكما تم توضيحه أن في الفصح تقدم الذبيحة المسائية مكرا بعد الظهيرة ثم بعدها يتم ذبح الفصح في هذا التوقيت المسمى بالعشائين. ويأكلوه في وقت المساء إلى ثلث الليل" وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ." (تكوين 12: 8). كما ترجم ترجوم أونكيلوس "بين المساءين" بناء على "وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ." (خروج 12: 6) إلى "بين الشمسين"،23 وفُسِّر هذا بعد ذلك على أنه يعني الوقت بين غروب الشمس وظهور النجوم.24
أيضًا كلمة يوم أيضًا في الكتاب المقدس لها معان أخرى، وبالفعل القواميس العبرية للعهد القديم واليونانية لكلمات العهد الجديد تذكر هذه المعاني المختلفة لكلمة يوم مثل قاموس ثيور لشرح كلمة ἡμέρα هيميرا.25 فهي للدلالة على عدة معان منها:
(1) كثيراً ما تستخدم كلمة "يوم" للدلالة على ساعات النهار من الفجر إلى المساء، كما في "ودعا الله النور نهاراً" (تكوين 1: 18.16.14، 3: 8) فكلمة نهار" هي في العبرية "يوم". أي اثني عشر ساعة.
(2) تستخدم أيضاً للدلالة على اليوم الكامل المحدد من "الليل والنهار". كما في وكان مساء وكان صباح يوماً وأحداً" (تكوين 1: 5 و8 و13. . .). أي أربع وعشرين ساعة. ولم يتسخدم هذا التعبير من يوم مساء وصباح إللا على اليوم المحدد أربعة وعشرين ساعة.
(3) كثيراً ما تستخدم أيضاً كلمة "يوم" للدلالة على مدة من الزمن غير محددة، مثل يوم عند الرب كألف سنة. "وَلكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ: أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ." (رسالة بطرس الرسول الثانية 3: 8).
(4) كتعبير عام عن توقيت. أي حدث توقيته غير محدد كحادثة مثل تعبير يوم غضب "تَزُولُ غَلَّةُ بَيْتِهِ. تُهْرَاقُ فِي يَوْمِ غَضَبِهِ." (أيوب 28:20)، "وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ،" (رومية 2: 25)، "ويوم الضيق" "لِيَسْتَجِبْ لَكَ الرَّبُّ فِي يَوْمِ الضِّيقِ. لِيَرْفَعْكَ اسْمُ إِلهِ يَعْقُوبَ." (مزمور 20: 1)، ويوم رب الجنود "فَإِنَّ لِرَبِّ الْجُنُودِ يَوْمًا عَلَى كُلِّ مُتَعَظِّمٍ وَعَال، وَعَلَى كُلِّ مُرْتَفِعٍ فَيُوضَعُ،" (إشعياء 2: 12)، "ويوم الخلاص" (2كو 6: 2)، ويوم المسيح" (فى 1: 6).
(5) وتستخدم كلمة "أيام" (جمع يوم) بمعنى عصر أو زمن، كما في تعبير "أيام إبراهيم" "وَكَانَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ، فَذَهَبَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِلَى جَرَارَ." (تكوين 26: 1)، وأيام نوح (متى 24: 37)، أو للتعبير عن مدة حياة الإنسان، كما في "وكانت أيام آدم. ثماني مئة سنة" (تكوين 5: 4)، "وأطيل أيامك" (1مل 3: 14). ويقال عن الله الأزلي: قديم الأيام "(دانيال 7).
(6) وكثيراً ما تستخدم أيضاً كلمة "يوم" أو "نهار" بمعنى وقت متاح، فيقول الرب يسوع: ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني مادام نهار" (يو9: 4). فكلمة "نهار" تشير إلى الفرصة أو الزمن المتاح للخدمة. ويقول معلمنا بولس الرسول "جميعكم أبناء نور وأبناء نهار" (وهي أيضاً "يوم homer فى اليونانية) بالمقارنة مع الذين من "ليل وظلمة" (1تس 5: 5). وعندما يقول الرسول بولس: "قد تناهى الليل وتقارب النهار" (وهي أيضاً "يوم في اليونانية، رو3: 12)، فهو يعني "بالنهار" "يوم الخلاص" الأبدي حيث النهار الدائم. والنسبة للمؤمنين في العهد الجديد فإن الفترة من مجيء المسيح في الجسد ليصلب، ومجيئه الثاني، يسمى "يوم الخلاص" لأَنَّهُ يَقُولُ: «فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ». هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ. (2كو 6: 2)، وهو زمن النعمة، والخلاص بالإيمان بالرب يسوع المسيح له كل المجد، وهو نهار العمل" (يو 4:9، 9:11، رو 13: 13.12).
ملحوظة رغم استخدام كلمة يوم في الكتاب المقدس بمعنى ألف سنة وفترة زمنية طويلة، ولكن لم يستخدم الكتاب كلمة يوم مرقم (أول ثاني ثالث. . .) أو بترتيب للتعبير عن حقبة تلو الثانية. ولم يستخدم ولا مرة تعبير يوم كمساء وصباح بمعنى حقبة بل بمعنى يوم محدد.
جزء من يوم هو يوم.
مع ملاحظة شيء مهم في الفكر اليهودي وهو أن جزء من يوم هو يوم في الفكر اليهودي، كما تذكر الموسوعة اليهودية أن يوم الجنازة، حتى لو كان ذلك في وقت متأخر من بعد الظهر، أول أيام الحداد السبعة؛ ويُحسب وقت قصير من صباح اليوم السابع يومًا سابعًا؛ ويُجرى الختان في اليوم الثامن، حتى لو لم يتبقَّ من اليوم الأول سوى بضع دقائق بعد ولادة الطفل، فتُحسب هذه الدقائق يومًا واحدًا. فتقول الموسوعة اليهودية: 26
In the bible, a ‘day’ refers to the season of light, from dawn until the coming forth of the stars. Also, a “day” is used in the sense of twenty- four hours’ period in some contexts. Sometimes, part of day counts as a full day, as in Jewish communal or legal life.
وترجمته "في الكتاب المقدس تُشير كلمة يوم إلى فترة نور، من الفجر حتى ظهور النجوم، كما تُستخدم كلمة يوم للتعبير عن فترة أربع وعشرين ساعة. أحيانًا، يُعتبر جزء من اليوم بمثابة يوم كامل، كما في الحياة الجماعية أو القانونية اليهودية". ثم بعد هذا تذكر الموسوعة اليهودية مثال الجنازة والختان.
أيضًا ذكر التلمود هذا في جزء الحلاخة تعبير Miktzat ha-yom ke-kulo” principle: partial day is legally considered a full day أي جزء من يوم يحسب يوم كامل قانونيًا.27 فجزء من يوم هو يوم وذكر ذلك في المشناه.28
والمجد لله دائمًا
1. William J. H. Andrewes, “A Chronicle of Timekeeping,” Scientific American, February 1, 2006, https://www.scientificamerican.com/article/a-chronicle-of-timekeeping-2006-02/
2 William J. H. Andrewes, “Timekeeping Has a Long, Colorful History,” Scientific American, October 24, 2014, https://www.scientificamerican.com/article/timekeeping-has-a-long-colorful-history/
3. A. Swenson, "NIST-F1 Cesium Fountain Clock". NIST, December 29, 1999, https://www.nist.gov/news-events/news/1999/12/nist-f1-cesium-fountain-clock
4. Chabad.org, “Jewish Timekeeping,” accessed Jun 6, 2025, https://www.chabad.org/library/article_cdo/aid/526874/jewish/How-Jewish-Time-Works.htm
5. MyZmanim, “Practical halachic time calculator,” accessed Jun 6, 2025, https://www.myzmanim.com
6. Georges Contenau, Everyday Life in Babylon and Assyria (London: E. Arnold, 1954), 11.
7. Hipparchus 2.4.5, ed. C. Manitius (Leipzig: Teubner, 1894), 184.
8. Athenian Constitution 67.2, tr. H. Rackham (LCL, 1952), 187.
9. Sefaria, Mishnah Berakhot, accessed Jun 6, 2025, https://www.sefaria.org/Mishnah_Berakhot.1.2?lang=bi
10. James Strong, Strong's Greek and Hebrew Dictionary of the Bible (Nashville, Tenn: Thomas Nelson, 2010 (, s.v. “G5610,” E-Sword.
11. Solomon Zeitlin, “The Beginning of the Jewish Day during the Second Commonwealth,” JQR 36 (1945–46): 403–414.
12. James Gow, A Companion to School Classics (3d ed.; London: Macmillan, 1893), 78, 147.
13. Leonard Whibley, ed., A Companion to Greek Studies (3d ed.; Cambridge: Cambridge University Press, 1916), 589.
14. Berakot 1:2; Danby 2.
15. Berakot 2b; Epstein, BT 3.
16. Berakot 3a–b.
17. Pesakhim 5:1, Danby 141.
18. John Gill, Gill's Exposition of the Whole Bible, Commentary on Exodus 12 (Hilch: Cele Hamikdash, 1999), Exodus 12:6, E-Sword.
19. Pesakhim 58a, Epstein, BT 287–288.
20. Pesakhim 1:4, Danby 137.
21. Pesakhim 5a, Epstein, BT 17.
22. Josephus Flavius, The works of Josephus: The Wars Of The Jews, Book 6, From the Great Extremity to which the Jews were reduced to the taking of Jerusalem by Titus, Trans. William Whiston (Peabody: Hendrickson Publishers, 1987), Chapter 4, 23, Logos Digital Library System.
23. J. W. Etheridge, ed., The Targums of Onkelos and Jonathan ben Uzziel on the Pentateuch: With the Fragments of the Jerusalem Targum from the Chaldee (2 vols.; London: Longman, Green, Longman, and Roberts, 1862–1865), 1: 370.
24. S. R. Driver, The Book of Exodus (The Cambridge Bible for Schools and Colleges; Cambridge: Cambridge University Press, 1911), 89.
25. Joseph H. Thayer, Thayer’s greek-English Lexicon of the New Testament, Coded with Strong’s Concordance numbers, s.v. “G2250,” (Peabody: Hendrickson Publishers Inc, 2012), E-sword.
26. Isidore Singer, The Jewish Encyclopedia: A Descriptive Record of the History, Religion, Literature, and Customs, vol. 4, s.v. “DAY Hebrew, yom” (New York; London: Funk & Wagnalls, 1901–1906), 475, Logos Digital Library System.
27. Jacob Neusner, The Babylonian Talmud a Translation and Commentary, vol. 2, " Shabbat " (Peabody: Hendrickson Publisher, 2011), 114b.
28. Yehuda Gottlieb, “Miktzat Hayom Kekulo”, Mishnah Yomit, accessed November 23, 2018, https://www.mishnahyomit.com/articles/Nazir/Miktzat%20Hayom%20Kekulo