الإصحاح الثالث عشر من سفر الرؤيا

عدد 13 و14



د. غالي

25 أكتوبر 2025













مقدمة

درسنا حتى الأن سباعية الكواكب وسباعية الختوم التي كان في اخر ختم فيها سباعية الابواق التي أستشعر اننا فيها وبدانا في دراسة البوق السابع والذي سيكون فيه السبع جامات غضب الله.

فملخص لما درسناه:

في الاصحاح الاول كان تعريف بالكاتب وهو يوحنا ثم تعريف بالمتكلم وهو الرب يسوع المسيح له كل المجد

ثم في الثاني والثالث درسنا السبع مناير وهي السبع كنائس وهي السباعية الاولي وهم افسس المحبوبة، وسميرنا المرة المتألمة المضطهدة، وبرغامس المرتبطة بالعالم وبالفلسفة والانشقاقات، وثياتيرا المدعية وتمثيل، وساردس رياء التقوى، وفلادلفيا المحبة الاخوية جزء منها كاذب، ولاوكدية المرتدة. والكنائس هي تمثل تاريخ الكنيسة من الداخل في الارض بداية من صعود رب المجد حتى الضيقة من الداخل.

ثم في الاصحاح الرابع نجد المنظر يتغير وإذا باب مفتوح فى السماء ويرى يوحنا عرش الله والمنظر المعزي جدا للنتيجة لما سيتكلم عنه.

ثم تكلمنا في الاصحاح الخامس عن السفر المختوم ثم صفات فاتح الختوم وسبب استحقاقه وهو المسيح بالطبع.

والاصحاح السادس وفيه الختوم. الأربعة الأولي وهم الأربع افراس بما فيهم من الأول الأبيض والمسيح والكنيسة الاولي ثم ثلاث ضربات.

ضربة الاضطهاد وهو الفرس الاحمر الناري وعصر الاضطهاد ثم الهرطقات والفرس الاسود ثم الفرس الاخضر باهت ميت والإسلام.

ثم أكملنا معا الختم الخامس وكنيسة الفردوس ومجيئ العبيد ويتحولون الي رفقاء واخوة وهو زمن العابرين واتعابهم.

والسادس وانتظار العريس والزلزلة وبداية زمن الاتعاب الأرضية وبداية البعد عن المسيح وضعف الكنيسة وتحولها الي دم وتساقط نجوم اي رجال دين وانفلاق السماء كدرج. وعرفنا تداخل زمن الختوم وهم الظروف المحيطة بأزمنة الكنيسة من الخارج. وأن الالمناير هم عصور الكنيسة من الداخل والختوم عصور الكنيسة من الخارج.

وبعدها انتقلنا الي المنظر السماوي الرائع عن الآلوف والرباوات في الاصحاح السابع ليرينا فيه النتيجة قبل ان يتكلم عن الوسيلة التي قادت هؤلاء الجمع الذي لا يحصي الي الملكوت.

وبدا الاصحاح الثامن يتكلم عن الختم السابع وفيه الابواق السبعة وهي ثالث سباعية في أربع سباعيات سفر الرؤيا.

في الاصحاح الثامن بدا يتكلم عن الابواق في الختم السابع ويتكلم عن ستة ابواق انذارية اربعه منهم في الاصحاح الثامن واثنين في الاصحاح التاسع ثم يتوقف في الاصحاح 10 و11 الي الآية 14 وبعدها يبوق البوق السابع ويتكلم عن النهاية.

وانواع الابواق السبعة هي:

اول أربعة انذارات نراها متعلقة بالطبيعة وظروف المعيشة. والابواق الأربعة في الاصحاح الثامن:

البوق الأول: إلقاء برد ونار مخلوطين بدم. وغالبا بدأ زمن النقاد وبداية الاسمية.

 البوق الثاني: إلقاء جبل عظيم متقد. وغالبا زمن الحروب العالمية.

 البوق الثالث: سقوط كوكب عظيم. وهو تحكم المادة في العلم ويصبح جزء من العلم مسير كاذب الاسم.

 البوق الرابع: ظلمة ثلث الكواكب المنيرة. وهي سقوط بعض القادة الدينيين والمبشرين الأقوياء

وبعد الأربع ابواق تبدأ الثلاث ويلات وهم البوق الخامس والسادس والسابع = الويل الأول والثاني والثالث.

والاصحاح التاسع فيه البوق الخامس والسادس.

والبوق الخامس الويل الأول باختصار غالبا يتكلم عن حرب فكرية الحاديه صعبة ودخان الأتون على مستوي لم يعرفه أحد من قبل وهو غالبا زمن بداية الالحاد والارتداد العام او الاعداد له

والبوق السادس هو صراعات مادية عنيفة تتسبب في حروب مدمرة وفيها أو بسببها يظهر ابن الهلاك في نهايتها.

وبين البوق السادس والبوق السابع فاصل مثلما رأينا بين الختم السادس والختم السابع ايضا.

ففي الاصحاح العاشر يكمل البوق السادس والويل الثاني الي 11: 14

ثم يكمل العاشر ويتكلم عن الملاك القوي وهو المسيح كملاك متسربل بالسحاب ممسكًا في يده سفرًا صغيرًا مفتوحًا يعلن مقاصده تجاه البشريّة، خاصة في فترات الضيق، وعلى وجه أكثر تخصصًا في فترة ضد المسيح الشديدة الظلمة التي سيتكلم عنها. وايضا تكلم عن سباعية غير معلنة وهي سباعية الرعود السبعة التي تكلمت ولم نعرف ماذا قالت، فالله منع يوحنا من أن يذكر أو يسجل ما قالته هذه الرعود.

والاصحاح 11 فيه الهيكل وقياس هيكل الله والدار الخارجية المدوسة وشهادة النبيين الزيتونتان والمنارتان ونبوتهما وقتلهما وعن الوحش الصاعد من الهاوية باختصار وقيامتهما باختصار ونهاية الويل الثاني بحدوث الزلزلة وبداية البوق السابع التي ستكون فيه الجامات.

ولكن سنعود من الاصحاح 12 إلى الماضي ونري نظره اخري تعطينا تفاصيل أكثر ويتكلم عن المسيح والبشرية الطفل والمرآه وهي الكنيسة والتنين وهو الشيطان وهذا يجعلنا نفهم لماذا يوجد وحوش تضطهد الكنيسة في أواخر الايام ثم الاصحاح 13 والوحش البحري العالمي والوحش الأرضي أبن الهلاك الخاضعين للتنين الشيطان ثم 14 والتمجيدات والتحذيرات والمناجل ثم في 15 و16 الجامات والتي هي في البوق السابع وهي جامات غضب الله. ويتكلم عن ستة جامات ثم مقطع اعتراضي في 16 عدد 15 ويكمل الجامه السابعة بعد ذلك ثم يتكلم عن هلاك بابل 17 و18 واصحاح 19 نزول الرب وبعد هذا نهاية الاحداث وانتهاء الأيام.

والابواق والجامات بينهم ترابط ففي البوق الله ينذر بضربة وفي الجام الله ينفذ عقاب اشد لمن لم يسمع لصوت البوق.

وأيضا الجامات مثل الابواق تنقسم الي 4 ثم 3 القسم الأول خاص بالناس ولكن محددة الثاني خاص بالويلات التي ليست في منطقة محدودة ولكن غالبا على العالم.

ثم في الاصحاح 20 والتي يعود فيها إلى الماضي مرة أخرى ليوضح سبب معاقبة الشيطان الذي قيد من الصليب وتم حله في زمن الارتداد العام والان وقت عقابه الابدي ثم 21 السماء الجديدة والأرض الجديدة واورشليم الجديدة ثم 22 والختام على اقوال الله.

وبدأنا في الإصحاح الثالث عشر وفيه يتكلم عن وحشين وحش من البحر ووحش من الأرض والاثنين يحاربون الكنيسة والاثنين من أسلحة التنين الذي تكلم عنه الاصحاح 12 الذي من البدء يكره المرأة

ويتكلم من عدد 1 الى 10 عن الوحش البحري العالمي لان البحر إشارة للعالم المضطرب بأمواجه.

ويتكلم من عدد 11 الى 18 عن الوحش الأرضي وهو ابن الهلاك الذي أيضا يعمل مع الوحش الأول وهو ارضي او قد يكون من الأرض أي إسرائيل.

وبهذا يكمل الثالوث الشيطاني التنين والوحش والنبي الكذاب.

وعرفنا في عدد 11 أن الوحش الأرضي يتشبه بالمسيح وكن كلامه يظهره. وأنه سيخدع الأرضيين في أن يخضعوا للوحش العالمي.

الأعداد

13 وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ،

لا يزال الكلام عن الوحش الثاني او الاخر الخارج من الأرض في الثالوث الشيطاني التنين والوحش البحري والوحش الأرضي. ووضحت لماذا اميل انه هو ابن الهلاك لأنه يتظاهر أنه شبه المسيح في عدد 11 وهنا هو يصنع آيات أيضًا فيها يتشبه بالمسيح ولكنها آيات خادعة. فالوحش البحري يصنع حرب والوحش الأرضي يصنع آيات خادعة (ولكن قد يكون العكس هو مساعد لأبن الهلاك كما قال بعض الشراح رغم أنى لا اميل لذلك). وهنا يبدا يوضح سبب خداعه الشديد للكثيرين وكيف يخدعهم بقوة ليخضعوا للوحش البحري او العالمي.

وهنا يوضح ان الوحش الأرضي سواء من ارض اليهودية او مناسب للأرضيين سيظهر بمظهر مناسب لفكر وأسلوب البشر الذي أصبح اغلبهم ارضيين. ولكن أيضا بطريقة بها آيات شيطانية خادعة مما تخدع المنتظرين مسحاء كذبة كيهود وغيرهم الذين ليس عندهم ارشاد الروح القدس.

وهنا أيضا يوضح انه عندما يعمل بكل سلطان الوحش العالمي الذي أصبح يمتلك تكنولوجا متقدمة يتحكم من خلالها في البشر بعد خضوع الارضيين للوحش العالمي الأول، فما للوحش العالمي من سلطان ومراقبة وسيطرة مادية ومعنوية وغيرها ستكون متاحة لابن الهلاك على كل الارضيين. أيضا سيقوم بخدع شيطانية تخدع الكثيرين ولكن قد يكون أيضا يضاف عليها تطور تكنولوجيا ما لا يعرفها البشر البسطاء فيستغلها هذا الأرضي في صنع هذه الآيات التي تبدوا مبهرة رغم انها خادعة. فمثال لشيء قد يكون. نعرف انه حديثا تقدم جدا الهولوجرام ولا ندرك ما وصل اليه حتى الان. فنتعجب انه مع ظهورات السيدة العذراء مريم وغيرها قبل اختراع الهولوجرام أصلا وقبل تطوره قالوا انها هولوجرام بينما عندما يأتي الوحش الأرضي ويقوم خدع ولو بالهولوجرام المتطور سيكونون في اتم الاستعداد ان يعتبروها آيات حقيقية لأنهم رفضوا الرب مصدر النور وقالوا لا حاجة لنا لإله "لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ." (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 17) فهم خضعوا للتنين وأصبحوا باستمرار يقولوا على الخير شر والشر خير. أو البشر يكونوا من السطحية والسذاجة وضحالة الفكر التي نراها تتزايد الأن فسيكونون مستعدين أن ينخدعوا بأي شيء. والسبب فالوحش الاول الذي عرفنا نتيجة انتصاره على المؤمنين جسديا في تعبير غلبهم. وانه قدر ان يظهر في اعين العالم منتصر سواء بسبب تجديفه أي مقاومته او بسبب سيطرته او مناظراته او بكل المقاييس الأرضية المختلفة التي يحكم من خلالها الارضيين انه انتصار. هذا سيكون أيضا لابن الهلاك والنتيجة كما عرفنا ان يسجد له الارضيين وهذا يعني الخضوع وبمعنى عبادة شيطانية موحدة بأي صورة وأيضا خضوع للشيطان بالكامل. وأيضا بنفس المعنى الوحش الثاني سيجعلهم يخضعوا للأول تماما وأصبحوا يتبعوا أوامره بما يشبه العبادة كما لو كانوا أدوات في يده وأصبحوا يتكلوا عليه في أمور حياتهم لأنهم ظنوا انه من مثله ومن يقدر ان يضع لهم نظام موحد وحياة مريحة مثل هذا الوحش العالمي. فكل الارضيين أي كل انسان غير قديس سيخضعون له لأنه أصبحت الساحة معدة له بعد انهزام القديسين وخضوع الارضيين بالكامل للنظام العالمي وهذا ما يسرع الشيطان في الاعداد له الان. أي هو سيجد تأييد لأنهم خضعوا بالفعل ومستعدين ان ينساقوا باي خداع.

وندرس معا كلمات العدد "وَيَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ،" يبدأ بكلمة كاي وهي "و" أي إضافة فهو يكمل في خطته فبعد ان بدأ يعمل بكل سلطان الوحش الأول وبعد ان بدأ يجعل الارضيين يسجدوا للوحش الأول الان يكمل في خطته الشيطانية ليكمل اضلال الباقيين من الساكنين على الأرض عن طريق. أي قد يضل البشر على مراحل او موجات فسيتبعه بسرعة من هم مؤيدين لأجندته ثم الذين مترددين سينخدعون بالأيات.

يصنع آيات عظيمة: وكلمة يصنع وهي بويو وكما شرحتها سابقا في الاصحاح 12 تعني يصنع او يفعل أو يعمل أو يجعل. فهو لن يختلق شيء فهي ليست معجزة حقيقية ولكن خدعة.

آيات في اليوناني سيمياG4592 ومن أصل سيمايون الذي يعني يشير، فلهذا معناها الأساسي علامة فتعني علامات كما ذكرت في "وَفِي الصَّبَاحِ: الْيَوْمَ شِتَاءٌ لأَنَّ السَّمَاءَ مُحْمَرَّةٌ بِعُبُوسَةٍ. يَا مُرَاؤُونَ! تَعْرِفُونَ أَنْ تُمَيِّزُوا وَجْهَ السَّمَاءِ، وَأَمَّا عَلاَمَاتُ الأَزْمِنَةِ فَلاَ تَسْتَطِيعُونَ!" (إنجيل متى 16: 3) وتستخدم عن علامات نهاية الزمان. ولكن من استخداماتها بمعنى آيات أي شيء خارق للطبيعة وعجيبة فلهذا يكون إشارة للفت النظر. فالمعجزات الحقيقية هي علامات ولكن ليس كل العلامات هي معجزات حقيقية.

عظيمة ميجالا G3173 وشرحتها سابقا وأنها بمعنى عظيم او مطاول او ضخم او قوي او لزمن طويل.

حتى = وهي في اليوناني هينا G244 وهي تعني لكي (يدل على الغرض أو النتيجة)، من أجل، إن كان، لأن، لقصد. فهي كلمة تشرح الغرض أو النتيجة. فالمعنى ليس كما هو ظاهر انه يصنع آيات عظيمة حتى أو تدريجيا لدرجة انه ينزل نار من السماء بل الغرض من الآيات العظيمة هو نزول النار من السماء. وسنعرف لماذا.

"يجعل نار تنزل من السماء" = في اليوناني "نار يجعلها تنزل من السماء". فمن الآيات العظيمة هي نار ليجعلها تنزل من السماء

نار = G4442 بور نار أو ناري.

يجعلها= وتتكرر مرة ثانية في العدد في اليوناني وهي نفس كلمة يصنع في بداية العدد.

تنزل = كاتا باينو G2597 من مقطعين كاتا أسفل وباسيس نزول أو قَدَم. فالكلمة تعني نزول من مكان اعلى لمكان أسفل ولكن تحمل في طياتها نزول بالأقدام.

من السماء = أيك تو اورانو. وشرحت سابقا كلمة اورانوس G3772 السماء (سواء السماء المادية) وهي الاشياء المرئية فيها بمعني الفضاء والعالم والغلاف الجوي بمعني سماء وهي المنطقة التي بها السحب ويحدث فيها البرق. وايضا السماء (بمعني السماء الروحية) مكان القوى الروحية والحياة الأبدية. وهنا يقصد شيء مرئي

على الأرض = إيس تين غين. وشرحتها سابقا في هذا الإصحاح أنها من كلمة أولية تعني تربة وتمتد منطقة وجزء صلب او كل الكرة الأرضية بما فيها سكانها بكل تطبيقاته وقطر وارض وقطعة ارض والعالم. وعرفنا انها في سفر الرؤيا تحمل معنى اليهودية عندما يقول الأرض والبحر او يعني الارضيين في كل العالم. فهنا اعتقد يقصد بها اليهود وسكان اليهودية لان الاصحاح يذكر الاثنين.

قدام = تون أي قدام أو أمام وتحمل معنى للرؤية أي قدام بطريقة مرئية.

الناس = أنثروبون أي بشر وهي أتت غير معرفة فهي ناس وليس الناس، فهم مجموعة محددة وليس كل الناس بطريقة عامة.

أي هو يعمل علامات أي آيات لكي تنزل نار من السماء على سطح الأرض قدام ناس معينة.

هذا الجزء فسره كثير من المفسرين على أنه الناس هنا هم اليهود. فهم بعد أن يبنوا هيكلهم يقدمون ذبيحة، ويأتي هذا النبي الكذاب لينزل نارا من السماء علامة على قبول السماء للذبيحة، وبهذا يخدع هؤلاء اليهود. إنزال نار من السماء أمام الناس هذا سيكون تقليدًا لإيليا

سفر الملوك الأول 18: 38

"فَسَقَطَتْ نَارُ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالْحَطَبَ وَالْحِجَارَةَ وَالتُّرَابَ، وَلَحَسَتِ الْمِيَاهَ الَّتِي فِي الْقَنَاةِ."

مع الفارق بالطبع لأن إيليا أعلن قوة الله أما الوحش فيضلّ الناس.

وكخلفية يهودية لفهم هذا. هذه الحالة الوحيدة تُستخدَم بدلًا من غيرها، إذ اعتاد اليهود التعبير عن جميع الأعمال العجيبة والمعجزة بمعجزة إيليا هذه في إنزال نار من السماء. بل الكتاب يشير أنها تكررت في أيام موسى وفي أيام سليمان "وَلَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ الصَّلاَةِ، نَزَلَتِ النَّارُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالذَّبَائِحَ، وَمَلأَ مَجْدُ الرَّبِّ الْبَيْتَ." سفر أخبار الأيام الثاني 7: 1 وهي تستخدم كعقاب "فَأَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ». فَنَزَلَتْ نَارُ اللهِ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ."سفر الملوك الثاني 1: 12

ولهذا قال ابني الرعد للرب يسوع "فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ تِلْمِيذَاهُ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا، قَالاَ: «يَا رَبُّ، أَتُرِيدُ أَنْ نَقُولَ أَنْ تَنْزِلَ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتُفْنِيَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِيلِيَّا أَيْضًا؟»" إنجيل لوقا 9: 54

فهي تستخدم كعلامة رهيبة سواء تأييد لأتباعه وترهيب لأعداؤه، فدائما تعبير تنزل نار من السماء وتحرق الأعداء تعبير يهودي مشهور له خلفية هامة وإعلان قاطع ولهذا سيختار ابن الهلاك هذه العلامة المميزة لهم. فلا نستقل بهذه الخدعة لأنها ستكون مؤثرة جدا عند اليهود لخلفيتهم. وبخاصة في هذا الزمان الذي تقدم فيه جدا وسائل الاتصال فيستطيع كل العالم أن يتابع هذا الحدث ويذاع في بث مباشر في كل مكان فتكون خديعة عالمية. وطبعا كمسيحيين نحن نعرف انه لن تنزل نار من السماء لأن الذبيحة اليهودية اكتملت في الرب يسوع المسيح وبطلت كل الذبائح اليهودية بدخول المسح مرة واحدة قدس الاقداس "وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا." (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9: 12)، ولكن اليهود الذين يترجون هذا حتى الأن لأنهم رفضوا مسيحهم الحقيقي، والامميين الذين لا يتوقعون هذا وليس لهم خبرة روحية وسهل خداعهم فسيصدقون هذه الخديعة.

والتالي تأمل: الروح القدس ظهر أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ (أعمال 2:3) على رؤوسهم، أما نار الوحش فتنزل عند أقدامهم.

14 وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ، قَائِلًا لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ.

لا يزال الكلام عن الوحش الثاني او الاخر الخارج من الأرض في الثالوث الشيطاني التنين والوحش البحري والوحش الأرضي. الذي يَصْنَعُ آيَاتٍ عَظِيمَةً، حَتَّى إِنَّهُ يَجْعَلُ نَارًا تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ قُدَّامَ النَّاسِ. وفي هذا العدد يشرح لماذا يصنع هذه الآيات وغرضه منها هو أن يضل الساكنين على الأرض. الغرض من كل هذه الأعمال هو الإبهار والتخويف حتى يخضع الناس لهذا الكاذب ويصدقونه فتأتى الخطوة الثانية، التي ظهر هذا الوحش من أجلها وهي قيادة الناس بل أمرهم وإجبارهم على عبادة الوحش الأول. فهذا سيكون أمر مهم في هذا الزمان للتفرقة ما هو هدف الآية هل هو للبنيان أم لغرض أرضي شيطاني. وغرضه هنا من اضلال الناس بأن يقنعهم أن يصنعوا صورة للوحش. وفي هذا الحدث للأسف ستتحقق نبوات مثل "لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا." (متى 24: 24)، فتَحدُث الضلالة العظمى. أي استبدال عبادة الله بعبادة الشيطان أو محو صورة الله من أذهان الناس فلا تبقى سوى صورة الوحش في الأذهان. هذه الصورة للوحش الأول أو النظام الشيطاني تبقى في الهيكل في أورشليم، ويدخلها الشيطان، ويحدث فيها أصواتًا وعجائب؛ ليضل الكل.

وندرس معًا كلمات العدد وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ.

ويضل = كاي توضح أن هذا ترتيب فالضلال مبني على الآيات الخادعة. يضل وهي بلانا πλανα من جذر بلاني والذي يعني الابعاد. فلهذا بلانا G4105 تعني البعد سواء عن الحقيقة أو الفضيلة فلهذا تعني يضل يخدع يغوي يتجول يخرج عن الطريق. واليهود عندما اتى إليهم المسيح المخلص الحقيقي اتهموه أنه المضل "قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ." (متى 27: 63). وعندما يأتي المضل سينخدعون وسيصدقونه.

الساكنين= وفي اليوناني جاءت معرفة توس وبضمير التخصيص والملكية إيموس εμους. وكلمة ساكنين وشرحتها في رؤ 12: 12 وتعني يسكن دائما ويستقر ويقيم ويستوطن. فهذه الكلمة يقصد بها المتمسكين بالأرضيات فقط من غير المؤمنين والاسميين. وبخاصة انه في نفس الإصحاح تكلم عن الساكنين في السماء.

على الأرض = إيس تين غيس. وشرحتها سابقا في هذا الإصحاح أنها من كلمة أولية تعني تربة وتمتد منطقة وجزء صلب او كل الكرة الأرضية بما فيها سكانها بكل تطبيقاته وقطر وارض وقطعة ارض والعالم. وعرفنا انها في سفر الرؤيا تحمل معنى اليهودية عندما يقول الأرض والبحر او يعني الارضيين في كل العالم. فهنا اعتقد يقصد بها الإثنين الأرضيين كل العالم وأيضًا اليهود ولكن الأكثر سكان اليهودية لان الاصحاح يذكر الاثنين.

بالآيات = ديا تا سيمييا διὰ τὰ σημεῖα وكما شرحت في العدد السابق ان معناها الأساسي علامة فتعني علامات خارقة للطبيعة وشيء عجيب. وهي التي وصفت في العدد السابق بآيات عظيمة.

الَّتِي أُعْطِيَ = وهي في اليوناني التي أعطيت له تصريف ماضي ناقص أي هذا يعني سيستمر أن يصنعها. فهذا يفهم منه انها لن تكون أية عظيمة واحدة سيقوم بها بل عدة آيات وهذه الخديعة ستستمر فترة وليس موقف واحد وتزداد في القوة والخديعة تدريجيا حتى تصل لآية نزول نار من السماء. ثانيا لأنها أعطيت له مبنية للمجهول فهي أعطيت له من قبل الوحش الأول لأنه يقول في عدد 12 "وَيَعْمَلُ بِكُلِّ سُلْطَانِ الْوَحْشِ الأَوَّلِ أَمَامَهُ، وَيَجْعَلُ الأَرْضَ وَالسَّاكِنِينَ فِيهَا يَسْجُدُونَ لِلْوَحْشِ الأَوَّلِ الَّذِي شُفِيَ جُرْحُهُ الْمُمِيتُ،" فهو يعمل بكل سلطان الوحش الأول البحري او العالمي الذي عرفنا أنه يعمل تحت سلطان التنين الذي عرفنا انه الشيطان.

أن يصنعها = التي عرفنا سابقًا إنها تعني يصنع أو يجعل أو يفعل ولها تطبيقات كثيرة. وهنا يصنع شيء بشكل مطول.

أمام وجه = وهي كلمة واحدة في اليوناني من مقطعين ودرسناها سابقا وتعني عند وجه وفي مقابل أو في محضر. وهي تعبر عن سلطان أو تدعيم.

الوحش = وكما شرحت هي تعني حيوان خطير صفاته وحشية. وتطلق كلمة وحش على القوى التي من شأنها التخريب والتدمير والاستبداد بالشر والتسلط عليهم. ورغم أن العدد لا يذكر انه الوحش الأول لكن العدد 12 أعلن انه يعمل كل هذه الآيات الخادعة بسلطان الوحش الأول العالمي. فرغم ان أسلوبه العالمي وقتها سيخدع الكثيرين بالنظام العالمي والتقدم والشهوات الا ان الكتاب المقدس يعلن بوضوح ان طبيعته وحقيقة جوهره هو وحشي فرمز الوحش دائما يعبر عن القوة والبطش وقد يشير إلى أداة من أدوات الشيطان. فهو يفعل هذا بسلطان القوة العالمية التي تساعد ابن الهلاك.

فهذا يؤكد ان هذه الآيات هي من عمل الشيطان وأيضًا بأسلوب عالمي خادع من الوحش العالمي أو النظام العالمي. فكما أن الوحش العالمي الأول خدع العالميين وجعلهم يسجدوا له بعد ان صنع حرب مع القديسين ويغلبهم فهو أيضًا سيستخدم الوحش الأرضي ابن الهلاك في خداع اليهود والبقية التي تتأثر بالآيات.

قَائِلًا لِلسَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَصْنَعُوا صُورَةً لِلْوَحْشِ الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ. قائلا = هي في اليوناني ليجون من ليجو وكما شرحت سابقا تعني يقول وهي تعني أيضا طرح وتأكيد وتعليم وتوجيه وامر. ففيها تأكيد على الشيء الذي يقال وتعليم وطرح شيء لتنفيذ هذا القول.

الساكنين على الأرض = وهي كما تم شرحها غالبا يقصد بها اليهود رفضوا مخلصهم الحقيقي.

ليصنعوا = نفس الكلمة السابقة في العدد تعني يصنع أو يجعل أو يفعل. فهذا المضل.

صورة = εικονα ايكونا G1504 والتي من مصدر بمعنى تشبه ولهذا هي تعني صورة، أي (حرفيًا) تمثال، صورة جانبية، أو (مجازيًا) تمثيل، تشابه: - صورة. ومرة أخرى نري الشيطان المقلد المفسد سيجعل هذا المضل يقوم بصورة عكسية فبدل من أن نقدس صورة المسيح المصلوب السماوي "أَيُّهَا الْغَلاَطِيُّونَ الأَغْبِيَاءُ، مَنْ رَقَاكُمْ حَتَّى لاَ تُذْعِنُوا لِلْحَقِّ؟ أَنْتُمُ الَّذِينَ أَمَامَ عُيُونِكُمْ قَدْ رُسِمَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ بَيْنَكُمْ مَصْلُوبًا!" (غلاطية 3: 1)، هو سيجعلهم يقدسون صورة الوحش العالمي.

للوحش = وكما شرحت هي تعني حيوان خطير صفاته وحشية. ومقصود به الوحش الأول العالمي.

الذي كان به جرح = في اليوناني الذي يحمل أو يمتلك جرح. فكلمة يمتلك في اليوناني ايخي G2192 التي شرحتها سابقًا وتعني يمسك يقبض على يكون له يمتلك شيء يسيطر على يتملك على . . . ومعناها من سياق العدد الذي يمتلك جرح. وكلمة جرح درسناها سابقا وتعني ضربة بتطبيق جرح.

السيف = درسنا في الاصحاح السادس وعرفنا ان هناك كلمتين للسيف والكلمة المستخدمة هنا وهي ماخيرا، من كلمة حرب وتعني سيف حربي وسكينة او خنجر وسيف العدل وسيف. فالكلمة مقصود بها سيف الحرب. فهو يحمل علامة جرح. وهنا يشرح ان الجرح في الوحش العالمي الذي تكلم عنه في عدد 3 "وَرَأَيْتُ وَاحِدًا مِنْ رُؤُوسِهِ كَأَنَّهُ مَذْبُوحٌ لِلْمَوْتِ، وَجُرْحُهُ الْمُمِيتُ قَدْ شُفِيَ. وَتَعَجَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ وَرَاءَ الْوَحْشِ،" هو جرح من سيف ويعني ان هذا الجرح نتيجة ضربة سيف حربي فهو قد يجرح في حرب.

وعاش = ازيسين εζησεν G2198 وهي فعل بمعنى يعيش او يحيا واتت منها كلمة كائن حي زوون. فهو استمر حي.

فالعددين يتكلمان عن المضل الذي يضل كثيرون في كل مكان وبخاصة اليهود، عندما يرون بأعينهم نزول النار من السماء، والسماء هنا المقصود بها السماء الأولى أو الثانية مثلما يحدث في الشهُب والنيازك، لا سيما أن الشيطان «رئيس سلطان الهواء» (أفسس 2: 2). فلهذا يجب أن نحترث من هذه الضلالة الشيطانية على يد ضد المسيح النبي الكذاب ابن الهلاك. وقد سبق أن تنبأ دانيال عن ضلالته "36 «وَيَفْعَلُ الْمَلِكُ كَإِرَادَتِهِ، وَيَرْتَفِعُ وَيَتَعَظَّمُ عَلَى كُلِّ إِلهٍ، وَيَتَكَلَّمُ بِأُمُورٍ عَجِيبَةٍ عَلَى إِلهِ الآلِهَةِ، وَيَنْجَحُ إِلَى إِتْمَامِ الْغَضَبِ، لأَنَّ الْمَقْضِيَّ بِهِ يُجْرَى. 37 وَلاَ يُبَالِي بِآلِهَةِ آبَائِهِ وَلاَ بِشَهْوَةِ النِّسَاءِ، وَبِكُلِّ إِلهٍ لاَ يُبَالِي لأَنَّهُ يَتَعَظَّمُ عَلَى الْكُلِّ." (دانيال 11: 36-37). فهو يتكبر ويجعل من نفسه إله كما أخبرنا معلمنا بولس الرسول " 3 لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلًا، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ، 4 الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ." (2 تس 2: 3-4).

فالنبي الكذاب يأمر بعمل صورة مضادة للمسيح «الَّذِي كَانَ بِهِ جُرْحُ السَّيْفِ وَعَاشَ»، وهي تُقابل صورة المسيح المجروح. مع صورة القيامة التي تعني كلمة «وعاش». فَضِد المسيح للتضليل يُقلد رب المجد في كل شَيء.

فالشيطان منذ البدء يحاول أن يتألَّه أو يكون في الله، وقد شرح هذا إشعياء النبي قائلًا: «كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ... أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ.» (إش 14: 12-14). ولما فشل الشيطان أن يصير في هذه المكانة، حاول أن يتأله بطرقٍ خفية. فدخل الأصنام، وقاد الناس إلى عبادتها والسجود لها فيسجدون له بطريقةٍ غير مباشرة. كان التألُّه عُقدتَه العميقة. ظَهرت في لقائه بالسيد المسيح على الجبل العالي؛ إذ «أراه جميع ممالك العالم ومجدها وقال له: أُعْطِيكَ هذِهِ جَمِيعَهَا إنْ خَرَرْتَ وَسَجَدْتَ لِي» (متى 4 :8-9). فإبليس مستعد أن يعطي كل شيء في سبيل أن تُحَل عُقدة تألُّهِه. وقد أشار داود النبي إلى هذه «لأن كل آلهة الشعوب أصنام» (مزمور 96: 5)، وهذا ما سيتكرر مستقبلًا فهو ما سيحدث مع صُورَةِ الْوَحْشِ في سفر الرؤيا، ويكون قل جدا المؤمنون الحقيقيون والإيمان المستقيم من الأرض، ويتم الكتاب: «متى جاء ابن الإنسان ألعله يجد الإيمان على الأرض» (لوقا 18: 8) لأنه «يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا» (متى 24: 24؛ مرقس 13: 22).

الخاتمة

قد يتساءل البعض كما شرحت في موضوع "كيف يستطيع الشيطان ان يصنع معجزات وعجائب رغم ان هذا عمل الله" الرد باختصار ان المعجزات التي يصنعها الشيطان هي ليست معجزات حقيقية بالمعني المفهوم ولكن هي معجزات واعاجيب تعتمد اساسا على الخداع بجميع انواعه ولهذا قال معلمنا بولس الرسول "وَلاَ عَجَبَ. لأَنَّ الشَّيْطَانَ نَفْسَهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى شِبْهِ مَلاَكِ نُورٍ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 11: 14) فالشيطان ممكن ان يتشكل بشكل ضفادع او شكل نار نازلة من السماء او بشكل صورة تتكلم او بشكل ملاك نور او غيره من الخداع الكثيرة. العدد 14 يؤكد انه لا يصنع معجزات حقيقية ولكنه يضل اي معجزاته وعجائبه في أصلها هي تضليل وخدع وليست معجزات حقيقية. وهو يضل الارضيين الذين هم ليسوا ابناء الله.

فلهذا الخلاصة لكي نميز ولكيلا نضل يجب أن نحكم هل الآيات للبنيان الروحي والاقتراب من ربنا ام للتضليل والبعد عن ربنا. فدائما ننتبه لهدف الآية وليس الآية نفسها التي قد تكون خادعة.





والمجد لله دائمًا