الجزء الثلاثين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح لأنه لم يعزي صهيون إشعياء 51: 3



Holy_bible_1



الشبهة



يقول بعض اليهود لأن يسوع لم يعزي صهيون ولم يعزي كل خربها كما قال إشعياء 51 :3 فان الرب قد عزى صهيون عزى كل خربها ويجعل بريتها كعدن وباديتها كجنة الرب الفرح والابتهاج يوجدان فيها الحمد وصوت الترنم

ولان هذا لم يحدث في زمن يسوع فيقولوا إذا يسوع الناصري ليس هو المسيح



الرد



هذه الشبهة هي جزء من بقية شبهات يقولها اليهود ويرددها غير المسيحيين ليدعوا ان الرب يسوع ليس هو المسيح الذي انتظروه اليهود بدليل انه لم يتمم بعض النبوات المهمة التي ينتظروا تحقيقها متى جاء المسيح الملك الأرضي

ولكن من قال ان هذه النبوة لم تنطبق على الرب يسوع المسيح في مجيؤه الأول؟ فهي بالفعل انطبقت وبوضوح وسأشرح هذا

مع ملاحظة رغم انها انطبقت على المسيح في مجيؤه الأول لفظيا وأحيا المفديين وجدد له صهيون اورشليم السماوية. ولكن لها مستوى روحي في المجيء الثاني والأخير.

وفي البداية تكلمت عن شبهة مشابهة جدا في ملف

الجزء الثامن والعشرين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع لأنه لم يرجع المفديين إشعياء 35

وأيضا

الجزء التاسع والعشرين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع لأنه لم يرجع المفديين إشعياء 51

ونفس الفكرة في

الجزء الرابع والعشرين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع انه ليس المسيح لأنه لم يستدعي شعبه من القبور حزقيال 37: 12

وأيضا

الجزء السابع والعشرين من الرد على شبهات ادلة رفض اليهود ليسوع لأنه لم يقيم الجثث إشعياء 26

وندرس ما قاله إشعياء النبي

سفر إشعياء 51

الاصحاح السابق تكلم عن المسيح المخلص الذي فدانا والذي بذل نفسه للضاربين لكي يفدينا. وفي هذا الاصحاح يتكلم عن بركات الفداء الذي أعطاه لنا

وفي البداية اتفق مع اليهود ان الكلام عن المسيح بالطبع. ولكن هل يصل الوصف ان ينطبق على مسيح ملك ارضي محارب اقل من موسى ام عن المسيح وهو تجسد يهوه نفسه؟

نري سياق الكلام في البداية

51 :1 اسمعوا لي ايها التابعون البر الطالبون الرب انظروا الى الصخر الذي منه قطعتم والى نقرة الجب التي منها حفرتم

51 :2 انظروا الى ابراهيم ابيكم والى سارة التي ولدتكم لأني دعوته وهو واحد وباركته واكثرته

51 :3 فان الرب قد عزى صهيون عزى كل خربها و يجعل بريتها كعدن و باديتها كجنة الرب الفرح و الابتهاج يوجدان فيها الحمد و صوت الترنم

51 :4 انصتوا الي يا شعبي و يا امتي اصغي الي لان شريعة من عندي تخرج و حقي اثبته نورا للشعوب

51 :5 قريب بري قد برز خلاصي و ذراعاي يقضيان للشعوب اياي ترجو الجزائر و تنتظر ذراعي

51 :6 ارفعوا الى السماوات عيونكم و انظروا الى الارض من تحت فان السماوات كالدخان تضمحل و الارض كثوب تبلى و سكانها كالبعوض يموتون اما خلاصي فالى الابد يكون و بري لا ينقض

51 :7 اسمعوا لي يا عارفي البر الشعب الذي شريعتي في قلبه لا تخافوا من تعيير الناس و من شتائمهم لا ترتاعوا

51 :8 لانه كالثوب ياكلهم العث و كالصوف ياكلهم السوس اما بري فالى الابد يكون و خلاصي الى دور الادوار

فالاعداد تتكلم عن ان الذي يخلص هو ذراع الرب نفسه وان ذراع الرب يأتي بطريقة منظورة أي يتجسد ذراع يهوه نفسه

وليس بشر مسيح ملك ارضي محارب اقل من موسى. فذراع يهوه نفسه يلبس صورة بشرية قوية فالمسيح قوة الله وحكمة الله

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 1: 24


وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ.

فالمسيح ليس انسان والوصف لا يصلح على بشر كمسيح ارضي ملك محارب اقل من موسى. ولكن الوصف هو ان المسيح هو قوة يهوه نفسه وذراع يهوه

وهذا بالفعل ما فعله الرب يسوع المسيح بفداؤه وهذا ما قاله اشعياء نفسه في

سفر إشعياء 9: 2


اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلاَلِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ.

سفر إشعياء 42: 7


لِتَفْتَحَ عُيُونَ الْعُمْيِ، لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ.

فطريق العبور بفداء المسيا هو ان يفتح باب المحبس لأسرى الرجاء ويفتح الطريق الى الفردوس وهذا ما فعله المسيح

رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 19


الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ،

سفر زكريا 9: 12


ارْجِعُوا إِلَى الْحِصْنِ يَا أَسْرَى الرَّجَاءِ. الْيَوْمَ أَيْضًا أُصَرِّحُ أَنِّي أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ.

فالنبوة في سياقها بالفعل عن المسيح بوضوح ولا تصلح عن ملك ارضي

أيضا بوضوح في الاصحاح لا يصلح ان يكون الكلام عن صهيون واورشليم الأرضية لانه في نفس الاصحاح يقول

51 :17 انهضي انهضي قومي يا اورشليم التي شربت من يد الرب كاس غضبه ثفل كاس الترنح شربت مصصت

فلا يصلح ان اورشليم الخاطئة تكون مكان المفديين وبخاصة انه يؤكد ان الأرض بما عليها سيفنى كما رأينا في سياق الكلام فان السماوات كالدخان تضمحل و الارض كثوب تبلى

ولهذا

51 :3 فان الرب قد عزى صهيون عزى كل خربها و يجعل بريتها كعدن و باديتها كجنة الرب الفرح و الابتهاج يوجدان فيها الحمد و صوت الترنم

فكيف يتوقعون ان صهيون الجديدة التي بها تعزية وابتهاج وحمد وترنم فقط تكون صهيون القديمة الأرضية؟

حالهم انهم في ابتهاج وحمد وترنم كجنة الرب. هذا لا يصلح لوصف مكان ارضي لأنه لا يصلح ان يقول ان المفديين يستمروا الى الابد في فرح بدون أي حزن ولا تنهد. فموت شخص عزيز هو حزن. أي جرح او إصابة او حتى كلمة غير لائقة تسبب حزن بل في الحياة اليومية لكل انسان هناك حزن وتنهد. فهذا يؤكد انه ليس عن اورشليم الأرضية بل اورشليم السماوية

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 12


مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.

وهي تبدأ من قلب كل من يقبل الرب يسوع ربا ومخلصا

إنجيل لوقا 17: 21


وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا ههُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ».

فهذا لا ينطبق لا عن مسيح ملك ارضي محارب اقل من موسى ولا يصلح عن صهيون الأرضية بل انطبق بوضوح شديد عن الرب يسوع المسيح الذي بالفعل بسفك دمه فدى المفديين وفتح باب المسبيين من أسري الرجاء وأدخلهم اورشليم الجديدة وهناك لا يوجد حزن ولا تنهد

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 21: 4


وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».

فالعدد انطبق وبدقة على الرب يسوع المسيح الذي هو يهوه الظاهر في الجسد

وبالفعل أكد اليهود ان هذا عن المسيح

Isaiah 51:3.

Pəsiqtâ də-Ra Kahănâ, Supplement 5, 3.

R. Hiyya bar Abba said in the name of R. Johanan: It is written Hope deferred maketh the heart sick; but desire fulfilled is a tree of life (Prov. 13:12). When a man waits for a particular thing to happen, and what he awaits is not brought about for him, his heart is sick. But when what he awaits is brought about for him, it seems to him as though new life had been given him. And so the congregation of Israel says: Master of universes, every hope in the world has a set time for its fulfillment, but the hope for the Messiah has no such set time. The Holy One answers: Come, and I will reassure thee, as is said The Lord will comfort Zion, He will comfort all her waste places (Isa. 51:3).

وبالطبع هذا عن اورشليم الجديدة وهي الكنيسة رمز لاورشليم السماوية في الملكوت

فنبوة إشعياء 51: 3 انطبقت بوضوح على الرب يسوع المسيح

وتطبيقها الحقيقي سيحدث في اورشليم السماوية

فالمؤمن في العهد القديم او أسري الرجاء الأرواح الذين في السجن قام أولا عند فداء المسيح وادخله الى الفردوس صهيون وسيقوم مرة ثانية ليس بالروح فقط بل بأجساد نورانية ليرثوا الملكوت في اورشليم الجديدة. وهذا من روعة النبوة وهذا ما لم يدركه الذي البرقع لا يزال على عيونهم من اليهود

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3:

13 وَلَيْسَ كَمَا كَانَ مُوسَى يَضَعُ بُرْقُعًا عَلَى وَجْهِهِ لِكَيْ لاَ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهَايَةِ الزَّائِلِ.
14
بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءَةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاق غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ.
15
لكِنْ حَتَّى الْيَوْمِ، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ.
16
وَلكِنْ عِنْدَمَا يَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ الْبُرْقُعُ.

الذين لم يعرفون زمن افتقادهم

إنجيل لوقا 19: 44


وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ».

فالكلام واضح جدا انه عن الرب يسوع المسيح الذي حقق هذا

فالحقيقة النبوة روحيا ولفظيا تحققت عن المسيح في مجيؤه الأول وقيامة ثانية في أواخر الأيام



فالنبوة صحيحة وتحققت ولكن العيب في بعض اليهود الذين لم يؤمنوا ولم يفهموا النبوة حينما تحققت امام الجميع. ورؤوا قيامة الأموات وتم الخلاص والفداء بالفعل



فلو قلة من اليهود لم يفهموا النبوة جيدا بمستواها الروحي ولم يقروا عندما رؤها تتحقق امام اعينهم بهذا المعنى الحقيقي فهو خطأ منهم وليس عيب في النبوة الواضحة وانطبقت بالفعل على المسيح وكنيسته.



والمجد لله دائما