«  الرجوع   طباعة  »

ما معنى إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح؟ يوحنا 8: 56



Holy_bible_1

9/8/2018



السؤال



في تفسير يوحنا 8: 56 "أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح" يوجد اختلاف في التفسير فالبعض يقول انه دليل على ان الرب يسوع هو يهوه عندما ظهر لابراهيم ودليلهم انه المرة الوحيدة التي ظهر الرب لابراهيم عند بلوطات ممرا في تكوين 18

ولكن اخرين يرفضوا هذا ويقولوا انه إبراهيم رأي يوم المسيح بعين الايمان عندما وعد الرب إبراهيم ان يأتي المسيح من نسله في تكوين 22: 18 كما قال غلاطية 3: 16

واخرين يقولوا انه رأه في الذبيحة في موقف ذبيحة الكبش بدل إسحاق ولقب المكان يهوه يريه أي رأي يهوه في تكوين 22: 14 وأدرك مفهوم ذبيحة المسيح

فأيهم الصحيح؟ وهل هو دليل علا لاهوت المسيح ام لا؟



الرد



في البداية باختصار شديد لا يوجد أي إشكالية في الثلاث تفسيرات بل انا اتفق مع الثلاثة والعدد يعني الثلاثة لأنهم مكملين لبعض لان العدد لم يقول على الاطلاق ان إبراهيم رأي الرب مرة واحدة بل الكلام في العدد عن يوم المسيح وانه رأي وفرح وهذا يصلح ان يطبق على ما قاله سفر التكوين عن تعامل الرب مع إبراهيم عدة مرات ولهذا اكتملت خبرة إبراهيم من ظهورات الرب له واعلاناته المختلفة عن معنى يوم الرب او يوم المسيح. الامر الثاني هذا العدد ليس في ذاته هو الذي يشهد على لاهوت المسيح رغم انه كافي ولكن في سياقه وبخاصة عندما يكمل ويقول قبل ان يكون إبراهيم انا كائن. فهو بالفعل دليل على لاهوت المسيح في سياقه.

بل اضيف وأقول ان الإباء قالوا الثلاث تفسيرات ولم يعترض ايهم على تفسير الاخر

فمتى رأي إبراهيم يوم الرب يسوع المسيح؟

لكي نعرف متى رأه نعرف ما هو يوم الرب

يوم الرب يسوع هو يعرف بمعنى يوم يعلن الرب عن ذاته وهو يوم الخلاص أي المجيء الأول

سفر صفنيا 1: 7

« اُسْكُتْ قُدَّامَ السَّيِّدِ الرَّبِّ، لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ. لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَعَدَّ ذَبِيحَةً. قَدَّسَ مَدْعُوِّيهِ.

سفر إشعياء 49: 8

هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «فِي وَقْتِ الْقُبُولِ اسْتَجَبْتُكَ، وَفِي يَوْمِ الْخَلاَصِ أَعَنْتُكَ. فَأَحْفَظُكَ وَأَجْعَلُكَ عَهْدًا لِلشَّعْبِ، لإِقَامَةِ الأَرْضِ، لِتَمْلِيكِ أَمْلاَكِ الْبَرَارِيِّ،

ويوم الدينونة والمجيء الأخير

سفر إشعياء 2: 11

تُوضَعُ عَيْنَا تَشَامُخِ الإِنْسَانِ، وَتُخْفَضُ رِفْعَةُ النَّاسِ، وَيَسْمُو الرَّبُّ وَحْدَهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ.

سفر إشعياء 13: 6

وَلْوِلُوا لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَرِيبٌ، قَادِمٌ كَخَرَابٍ مِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.

سفر يوئيل 1

1 :15 اه على اليوم لان يوم الرب قريب ياتي كخراب من القادر على كل شيء

سفر يوئيل 2: 1

اِضْرِبُوا بِالْبُوقِ فِي صِهْيَوْنَ. صَوِّتُوا فِي جَبَلِ قُدْسِي! لِيَرْتَعِدْ جَمِيعُ سُكَّانِ الأَرْضِ لأَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ قَادِمٌ، لأَنَّهُ قَرِيبٌ:

سفر ملاخي 4: 5

«هأَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا النَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الْيَوْمِ الْعَظِيمِ وَالْمَخُوفِ،

سفر أعمال الرسل 2: 20

تَتَحَوَّلُ الشَّمْسُ إِلَى ظُلْمَةٍ وَالْقَمَرُ إِلَى دَمٍ، قَبْلَ أَنْ يَجِيءَ يَوْمُ الرَّبِّ الْعَظِيمُ الشَّهِيرُ.

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 5: 5

أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ، لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي 5: 2

لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِالتَّحْقِيقِ أَنَّ يَوْمَ الرَّبِّ كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ هكَذَا يَجِيءُ.

فعندما يتهلل فهو يتكلم عن يوم المسيح الأول بالطبع يتكلم عن رؤية مجيء المسيح الأول والفداء التي قال عنها إشعياء

سفر إشعياء 61: 2

لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ.

الامر الثاني يقول إبراهيم وهذا حدث عدة مرات بداية من

سفر التكوين 12: 7

وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: «لِنَسْلِكَ أُعْطِي هذِهِ الأَرْضَ». فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ.



سفر التكوين 15

15 :1 بعد هذه الامور صار كلام الرب الى ابرام في الرؤيا قائلا لا تخف يا ابرام انا ترس لك اجرك كثير جدا

15 :2 فقال ابرام ايها السيد الرب ماذا تعطيني و انا ماض عقيما و مالك بيتي هو اليعازر الدمشقي

15 :3 و قال ابرام ايضا انك لم تعطني نسلا و هوذا ابن بيتي وارث لي

15 :4 فاذا كلام الرب اليه قائلا لا يرثك هذا بل الذي يخرج من احشائك هو يرثك

15 :5 ثم اخرجه الى خارج و قال انظر الى السماء و عد النجوم ان استطعت ان تعدها و قال له هكذا يكون نسلك

15 :6 فامن بالرب فحسبه له برا



15 :12 و لما صارت الشمس الى المغيب وقع على ابرام سبات و اذا رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه

15 :13 فقال لابرام اعلم يقينا ان نسلك سيكون غريبا في ارض ليست لهم و يستعبدون لهم فيذلونهم اربع مئة سنة



15 :17 ثم غابت الشمس فصارت العتمة و اذا تنور دخان و مصباح نار يجوز بين تلك القطع

15 :18 في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات



سفر التكوين 17

17 :1 و لما كان ابرام ابن تسع و تسعين سنة ظهر الرب لابرام و قال له انا الله القدير سر امامي و كن كاملا

17 :2 فاجعل عهدي بيني و بينك و اكثرك كثيرا جدا

17 :3 فسقط ابرام على وجهه و تكلم الله معه قائلا

17 :4 اما انا فهوذا عهدي معك و تكون ابا لجمهور من الامم

17 :5 فلا يدعى اسمك بعد ابرام بل يكون اسمك ابراهيم لاني اجعلك ابا لجمهور من الامم

ولكن هذه الظهورات كلها لا يخبرنا ما هو صورة الرب ولكن تعبير ظهوره يؤكد انه بطريقة مرئية في صورة انسان فهو ظهور مسياني. فهو ليس ظهور منهم بل كلهم ولكن في كل هذه الظهورات رغم انها مسيانية الا ان الكلام عن رؤية عينية

فمتى رأى إبراهيم الرب في صورة مثل انسان واعطاه وعد؟

هذا بالطبع في يوم ظهور الرب لإبراهيم

سفر التكوين 18

18 :1 و ظهر له الرب عند بلوطات ممرا و هو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار

18 :2 فرفع عينيه و نظر و اذا ثلاثة رجال واقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة و سجد الى الارض



18 :9 و قالوا له اين سارة امراتك فقال ها هي في الخيمة

18 :10 فقال اني ارجع اليك نحو زمان الحياة و يكون لسارة امراتك ابن و كانت سارة سامعة في باب الخيمة و هو وراءه

18 :11 و كان ابراهيم و سارة شيخين متقدمين في الايام و قد انقطع ان يكون لسارة عادة كالنساء

18 :12 فضحكت سارة في باطنها قائلة ابعد فنائي يكون لي تنعم و سيدي قد شاخ

18 :13 فقال الرب لابراهيم لماذا ضحكت سارة قائلة افبالحقيقة الد و انا قد شخت

18 :14 هل يستحيل على الرب شيء في الميعاد ارجع اليك نحو زمان الحياة و يكون لسارة ابن



18 :17 فقال الرب هل اخفي عن ابراهيم ما انا فاعله

18 :18 و ابراهيم يكون امة كبيرة و قوية و يتبارك به جميع امم الارض

18 :19 لاني عرفته لكي يوصي بنيه و بيته من بعده ان يحفظوا طريق الرب ليعملوا برا و عدلا لكي ياتي الرب لابراهيم بما تكلم به

ولكن العدد لا يكمل ويخبرنا ما قاله الرب لإبراهيم عما سيفعله الرب لأنه بعد هذا يتكلم عن سدوم وعمورة

ولكن ان هذا هو اعلان الرب لإبراهيم عن خطة الخلاص لان إبراهيم سيوصي أبناؤه وهذا فهمه مفسرين كثيرين مثل ادم كلارك في تفسيره ليوحنا 8: 56 ان المسيح سياتي من نسله وهو رأي يهوه كما قال كثيرين في تكوين 18: 17 ان هو ظهور للرب يسوع

that the Messiah should spring from his family; but he saw this day especially when Jehovah appeared to him in a human form, Gen_18:2, Gen_18:17, which many suppose to have been a manifestation of the Lord Jesus.

وأيضا كما قال ويزلي ان الرب يهوه ظهر له ليخبره ان في نسله سيتبارك جميع قبائل الأرض وأخبره عن مجيء المسيح

and in the promise that in his seed all the nations of the earth shall be blessed. Possibly he had likewise a peculiar revelation either of Christ's first or second coming.

وأيضا بارنز

God foretold his advent clearly to him, Gen_12:3; Gen_18:18. Compare Gal_3:16; “Now to Abraham and his seed were the promises made. He saith not, And to seeds, as of many; but as of one, and to thy seed, which is Christ.”

ويشرح ان ما قاله غلاطية 3: هو يقصد به رؤية إبراهيم للمسيح

ومن هذا يوم المسيح هو القصد بوعد الرب لإبراهيم انه في يوم بدل من ظهوره المسياني المؤقت سياتي بصورة المسيح متجسدا من نسل إبراهيم ويحقق الخلاص والبركة

فلهذا ندرك جيدا انه عندما ظهر له يهوه في صورة جسده الرب يسوع

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3

3 :16 و اما المواعيد فقيلت في ابراهيم و في نسله لا يقول و في الانسال كانه عن كثيرين بل كانه عن واحد و في نسلك الذي هو المسيح

3 :17 و انما اقول هذا ان الناموس الذي صار بعد اربع مئة و ثلاثين سنة لا ينسخ عهدا قد سبق فتمكن من الله نحو المسيح حتى يبطل الموعد

وهنا معلمنا بولس الرسول يوضح ان وعد الرب لإبراهيم وأدراك إبراهيم ان الكلام هو عن المسيح قبل 430 سنة أي قبل ميلاد إسحاق وليس ما تم في تكوين 22 عندما كبر إسحاق بل قبل هذا من وقت ما ظهر له في حاران عندما كان ابرام 70 سنة قبل الناموس بمقدار 430 سنة وما بعدها من بقية الظهورات. ولهذا واضح ان كلام معلمنا بولس الرسول عندما يقول فتمكن من الله نحو المسيح وان الناموس لا يبطل وعد الرب لإبراهيم عن المسيح. فرؤية إبراهيم للمسيح كان من خلال الظهورات المسيانية التي تكلم عنها بداية عدة مرات عندما يقول ظهر الرب (يهوه) لإبراهيم هذه هي التي فيها يقول المسيح ان إبراهيم رأه

فاعتقد تأكدنا ان الكلام عن ان إبراهيم رأي يوم الرب يسوع المسيح هو انه في ظهورات الرب المسيح لإبراهيم أعلن له عن يوم يتجسد فيه الرب من نسل إبراهيم. وهذا ما حدث وهذا ما يؤكد المسيح لليهود انه تم.

ولكن لم تتوقف خبرة إبراهيم عند هذا الحد فحدث امتحان الرب لإبراهيم

سفر التكوين 22

22 :11 فناداه ملاك الرب من السماء و قال ابراهيم ابراهيم فقال هانذا

22 :12 فقال لا تمد يدك الى الغلام و لا تفعل به شيئا لاني الان علمت انك خائف الله فلم تمسك ابنك وحيدك عني

22 :13 فرفع ابراهيم عينيه و نظر و اذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنيه فذهب ابراهيم و اخذ الكبش و اصعده محرقة عوضا عن ابنه

22 :14 فدعا ابراهيم اسم ذلك الموضع يهوه يراه حتى انه يقال اليوم في جبل الرب يرى

22 :15 و نادى ملاك الرب ابراهيم ثانية من السماء

22 :16 و قال بذاتي اقسمت يقول الرب اني من اجل انك فعلت هذا الامر و لم تمسك ابنك وحيدك

22 :17 اباركك مباركة و اكثر نسلك تكثيرا كنجوم السماء و كالرمل الذي على شاطئ البحر و يرث نسلك باب اعدائه

22 :18 و يتبارك في نسلك جميع امم الارض من اجل انك سمعت لقولي

وكما شرحت سابقا في ملف

معني ملاك الرب وهل هو ظهور مسياني ام لا

فهو ظهور مسياني أيضا ورأي فيه إبراهيم الرب المسيح بوضوح ليس فقط كظهور بل وضح له الفداء بمثال واضح وهو فداء إسحاق بالحمل. ولهذا اكتملت أكثر خبرة وأدراك ومعرفة وبصيرة إبراهيم للرب يسوع المسيح فهو لم يكن ظهور مؤقت واخبار بل الان بمثال واضح للفداء وعلاقة الفداء بان جميع الأمم تتبارك في نسل إبراهيم وهو تجسد يهوه في صورة الرب يسوع المسيح وفداؤه للبشرية.

فلهذا كما قلت ان ما يقوله الرب يسوع في يوحنا 8 لا يقصد أحد الثلاثة اختيارات بل كلهم معا

ما قلته قاله الإباء مثلما قدم ابونا تادرس يعقوب من اقوال الإباء

متى رأى إبراهيم يوم الرب فتهلل؟

1. يقول القديس بولس أن إبراهيم رأى يومه، إذ نال وعدًا بمجيئه من نسله (غل ٣: ١٦)، أي مجيء المسيح ليبارك جميع قبائل الأرض (أع ٣: ٢٥ - ٢٦).

2. يرى العلامة أوريجينوس أنه رآه حين سار مسيرة ثلاثة أيام ورفع عينيه وأبصر موضع الذبيحة من بعيد (تك ٢٢: ٤)، فبسيره ثلاثة أيام اختبر طريق القيامة في اليوم الثالث فتمتع بمفهوم جديد للذبيحة، ذبيحة الابن الوحيد الجنس.

3. يرى القديس أمبروسيوس أنه رآه حين أقسم بذاته أنه بالبركة يباركه ويكثر نسله كنجوم السماء وكالرمل على شاطئ البحر (تك (٢٢: ١٦).

*     إنه ذاك الذي أقسم بذاته هو الذي رآه إبراهيم[1010].

القديس أمبروسيوس



اما عن ان كان هذا اثبات لاهوت ام لا فسياق الكلام يؤكد انه اثبات لاهوت واضح جدا

وشرحت بشيء من التفصيل في ملف

هل العدد : قبل ان يكون ابراهيم انا كائن يو 8: 58 اثبات الوهية ؟

وشرحت فيه سياق الكلام الذي يؤكد ان تعبير أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح وأيضا قبل ان يكون إبراهيم انا كائن كل منهما اعلان لاهوت

ولهذا اكتفي بهذا القدر



والمجد لله دائما