هل اثار اريحا تشهد مع ام ضد الكتاب المقدس الجزء الاول؟ يشوع 6



Holy_bible_1

2\3\2018



شرحت سابقا موضوع اثار سور مدينة اريحا في ملف

سقوط اسوار اريحا

وتكلمت باختصار عن تاريخ التنقيب الاثري في اريحا. الذي يؤكد بوضوح دقة الوصف الكتابي في موضوع سقوط اريحا.

ولكن لان البعض من غير المسيحيين يستشهدون بكلام كاثرين كينون في ادعاء ان تاريخ تخريب اريحا أقدم بكثير من التاريخ الذي حدده الكتاب المقدس في القرن 15 ق م تقريبا وان في زمن الخروج (1400 ق م ) لم تكن مسكونة أصلا فيقولوا ان اثار اريحا هو يثبت خطا الكتاب المقدس.

أي هم لا يشككوا في أمور كثيرة مثل سقوط السور من نفسه ولا حرق المدينة ولا وجودها أصلا ولا مجيء شعب جديد متدين سكان خيام ولكن فقط التشكيك في التاريخ فقط. لان الكثيرين لن يقدموا الصورة كاملة ولكن يدعوا ان علماء الاثار اثبتوا خطا الكتاب في سقوط اريحا ولكن الحقيقة الخلاف فقط على التاريخ لان بقية الوصف يتفق مع الكتاب بدقة.

فهذا سيكون التركيز عليه وتوضيح لماذا هو يتفق مع زمن يشوع مع محاولة لتوضيح الصورة الإجمالية التي ستؤكد ان اثار اريحا تتفق تماما مع الوصف الكتابي وتؤكد دقته.

اول شيء يخبرنا به الكتاب المقدس ان سقوط اسوار اريحا هو حادث تاريخي حقيقي لمدينة في وسط ارض الموعد قرب من نهر الأردن

سفر يشوع 6

6: 1 و كانت اريحا مغلقة مقفلة بسبب بني اسرائيل لا احد يخرج و لا احد يدخل



6: 20 فهتف الشعب و ضربوا بالابواق و كان حين سمع الشعب صوت البوق ان الشعب هتف هتافا عظيما فسقط السور في مكانه و صعد الشعب الى المدينة كل رجل مع وجهه و اخذوا المدينة

6: 21 و حرموا كل ما في المدينة من رجل و امراة من طفل و شيخ حتى البقر و الغنم و الحمير بحد السيف

6: 22 و قال يشوع للرجلين اللذين تجسسا الارض ادخلا بيت المراة الزانية و اخرجا من هناك المراة و كل ما لها كما حلفتما لها

6: 23 فدخل الغلامان الجاسوسان و اخرجا راحاب و اباها و امها و اخوتها و كل ما لها و اخرجا كل عشائرها و تركاهم خارج محلة اسرائيل

6: 24 و احرقوا المدينة بالنار مع كل ما بها انما الفضة و الذهب و انية النحاس و الحديد جعلوها في خزانة بيت الرب

6: 25 و استحيا يشوع راحاب الزانية و بيت ابيها و كل ما لها و سكنت في وسط اسرائيل الى هذا اليوم لانها خبات المرسلين اللذين ارسلهما يشوع لكي يتجسسا اريحا

6: 26 و حلف يشوع في ذلك الوقت قائلا ملعون قدام الرب الرجل الذي يقوم و يبني هذه المدينة اريحا ببكره يؤسسها و بصغيره ينصب ابوابها

وبالفعل المدينة استمرت خربة حتى زمن اخاب أي بعد يشوع بزمن قدره 550 سنة تقريبا

سفر الملوك الأول 16

16 :34 في ايامه بنى حيئيل البيتئيلي اريحا بابيرام بكره وضع اساسها و بسجوب صغيره نصب ابوابها حسب كلام الرب الذي تكلم به عن يد يشوع بن نون

والاعتراض على هذه القصة امر قديم كعادة المهاجمين الغير مسيحيين ان كل شيء في أي كتابة تاريخية صحيح حتى يثبت خطأه فيما عدا الكتاب المقدس الذي يتعاملوا معه بدون منطق وان كل شيء فيه خطأ حتى يثبت صحته بل وحتى لو ثبت صحته سيستمرون في رفضهم ومقاومتهم له وادعاء انه خطا.

فكان تشكيكهم في الماضي ان القصة الكتابية عن اريحا اسطورة بالكلية ولا يوجد شيء اسمه اريحا القديمة لأنه بنيت مدينة اريحا الحديثة في مكان مختلف ولم تكتشف اثار قديمة. وظلت هذه القصة تهاجم انها اسطورة وليست حقيقة. ولكن الاثار القديمة التي ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين قضت على هذا الادعاء ووضحت انه بالفعل يوجد مدينة اريحا القديمة التي كانت بأسوار قوية وانهارت الاسوار كالوصف الكتابي. فانتهى ادعاء بعدم وجود اريحا تاريخيا وادعاء ان الكتاب تكلم عن مدينة اسطورية لأنها اكتشفت فعلا.

فبدل من يعترفوا بصحة الكتاب في قصة اريحا الذي بالفعل ثبت صحته اتجهوا لهجوم اخر. فالان وجود اريحا كمدينة قديمة ذات اسوار قوية من قبل الخروج ليس محل خلاف وان سورها انهار من نفسه للخارج بالفعل وسمح لدخول شعب اخر ذو ثقافة وأساليب مختلفة هاجم المدينة أيضا لا خلاف عليه وان المدينة أحرقت بكل ما فيها وتركت طبقة من الرماد تشهد على هذا بوضوح فهو أيضا لا خلاف عليه. الخلاف كله في محاولة اثبات ان هذا حدث قبل زمن الخروج بعدة قرون فالخروج تقريبا 1446 ق م إذا بعده بأكثر من أربعين سنة تكون اريحا خربت 1400 ق م تقريبا ويستشهدوا بخبيرة الاثار كاثرين كينون التي قالت إن سقوط اريحا هذا قبل هذا بكثير تقريبا 1550 ق م في العصر البرونزي ووقت الخروج كانت أصلا خربة إذا الكتاب المقدس أخطأ وهم ليسوا شعب اسرائيل، هذا فقط ما يعتمد عليه المشككين. فهل تحديد التاريخ قبل زمن الخروج صحيح ام مخطئ؟ هذا هو أساس الموضوع

فالقصة كما نشرت عدة مرات وتتكرر وعلى سبيل المثال ما كتب في مجلة التايمز في 18 ديسمبر 1995 ان كاثرين كينون لم تجد أي اثار للتخريب في زمن الخروج

Kathleen Kenyon, who excavated at Jericho for six years, found no evidence for destruction at that time.

Time, 18 December 1995, p. 54.

وقبل ان أتكلم عن كاثرين كينون ومن هي وما اكتشفته وما اخفته والتي اكملت اكتشاف اريحا ندرس معا الاكتشافات السابقة.

رغم انه ينسب لكاثرين الكثير من الاكتشافات في اريحا الا ان مكان اريحا الاثري مكتشف من قبلها بكثير فأول من عثر على المكان هو شارلز وارين Charles Warren الذي كان يعمل إحصاء للأراضي في سنة 1867

Underground Jerusalem, p. 196

وفي منطقة تل السلطان حفر في عدة أماكن وفي الطرف الجنوبي حفر 3 متر ثم اصطدموا بعوائق وتوقفوا.

في سنة 1908 بعثة المانية سويدية نقبت في هذا المكان بقيادة سلينجر وواتزنجر L. Sellinger and T. Watzinger واكتشفوا المكان ولكن لم يحددوا أي تواريخ ولم يحددوا عمر طبقات ولا أنواعها ولم يكن ظهر تحديد اعمار الاوعية الفخارية بعد

Ernst Sellin and Carl Watzinger, Jericho: Die Ergebnisse der Ausgrabungen (Jericho) (Leipzig: J.C. Hinrichs, 1913).

جون جارستانج

من سنة 1930 حتى 1936 بروفيسور جون جارستانج John Garstang من جامعة ليفربول قام هو وفريقه ببعثة علمية استكشافية بأدوات أكثر وأصدر كتاب بعنوان قصة اريحا وقدم فيه بوضوح الأدلة العلمية على ان السور انهار من ذاته وان المدينة تم احراقها بالكلية وان المعتدين هم شعب اخر

Garstang, J., The Story of Jericho, Marshall, Morgan and Scott, London, 1948.

بل وضح في نفس المرجع أيضا ان السور لم يعاد بناؤه والمدينة لم تعمر مرة ثانية الا بعد 500 سنة او أكثر

ومنها بحث يوضح ان السور القديم مال بالفعل للخارج وسقط

وميله اقترب من 45 درجة تقريبا مما أدى لانهياره للخارج وهذا يسمح للمعتدين بدخول المدينة.



ملحوظة هامة وهي ان بروفيسور جون جارستانج وفريقه من المعاونين والخبراء هو بعثة علمية بتمويل من جامعة ليفربول لبحث اثار وليس مؤسسة مسيحية لبحث امر يتعلق بالكتاب المقدس ولم يكن لأبحاثه علاقة لإثبات صحة أو خطأ الكتاب فهذا لم يكن من اهداف البعثة أصلا لان الملحدين كذبا يحاولوا ادعاء عكس ذلك وادعوا انه مسيحي ذهب ليثبت صحة الكتاب وهذا غير صحيح. بل هو بنفسه أكد ذلك لمن تكلم عن ابحاثه موضحا التالي

كثير من العمل في الأرض المقدسة قد تم نزع قيمته العلمية عن طريق افتراض ان الكتاب اعلى من النقد وبالضرورة كل تفصيل. البحث عن الحقيقة هو الوسيلة الحقيقية في هذه الحالة ونحن قدمناها عن طريق تقديم الحقائق أولا وبعد هذا اختبار الاعداد المتعلقة في الكتاب المقدس لنرى الى أي حد تتفق او لا تتفق مع الأدلة المادية وايما كانت النتائج تقدم بدون تحامل او إخفاء

Much of the work done in the Holy Land has been stripped of its scientific value by the assumption that the scriptures are above criticism and necessarily exact in every detail … . In the search for truth the only safe procedure in such a case, we submit, is to present the facts first, and then to examine the relevant passages in the Bible, to see to what extent they agree or disagree with the material evidence, and whatever the result to state it without prejudice or concealment.

Garstang, J., The Story of Jericho, Marshall, Morgan and Scott, London, 1948. P. 133.

فهذا العالم هو ومجموعته أكد ان هو قدم الأدلة العلمية والحقائق المكتشفة بحيادية وشفافية علمية أولا واما عن مقارنتها بالأعداد من الكتاب بعد هذا هو مقارنة لتظهر سواء اتفاق او اختلاف بحيادية كوثيقة تاريخية تكلمت عن هذا الحدث. ولم يكن لها أي علاقة بإثبات الكتاب المقدس من عدمه.

فكونه انه بعد هذا يقر بان كل الأدلة التي وجدوها من انهيار السور واثار الحريق العام وغيرها والحقائق العلمية عن الشعب المهاجم وغيره كلها اتفقت مع الوصف الكتابي كما قال في ص 20 هذا لا يعني ان هذا هو غرض البعثة. فلو عالم هو ومجموعته في بحث علمي دقيق حيادي وجد شيء يتفق مع الكتاب المقدس فهل مطلوب منه ان يخفيه؟ او يزور الحقائق؟ لكيلا يتهم انه يريد ان يثبت الكتاب المقدس؟ ما يقوله الملحدين هو الغير حيادي وغير علمي بالمرة. فالحقائق حقائق ولا تخفى لأنها تتفق مع الكتاب. وعكس ذلك هو ضد العلم واغراض سيئة.

الامر الثاني أن المتخصصين في الاثار من الملحدين حتى رغم انهم غير حياديين وهدفهم واضح في تخطيء الكتاب المقدس بأي طريقة ورغم هذا لم يستطع أي منهم ان ينكر الأدلة المقدمة من انهيار السور من ذاته واثار الحريق العام وغيره من الأمور التي تثبت صحة وصف الكتاب. بما فيهم الملحدة كاثرين كينون.

ولكن بروفيسور جارستانج هو ومجموعته وضحوا ان الاثار تشير الى نهاية العصر البرنزي او العصر البرونزي المتأخر (ما بين 1550 ق م الى 1200 ق م) والتحطيم بأكثر تحديد في نهاية الفترة الأولى في العصر البرونزي المتأخر (هو ما بين 1550 الى 1400 ق م ونهايته يكون تقريبا 1400 ق م)

Garstang, J., The Story of Jericho, Marshall, Morgan and Scott, London, 1948. P. 46.

ووضح ان تحديد انهياره بوضوح تم في نهاية الفترة الأولى من العصر البرونزي المتأخر وتقريبا 1400 ق م من تحليل الاثار التي وجدوها هناك وأيضا من الذي وجد في القبور

he city was destroyed by fire, about 1400 B.C. These are the basic facts resulting from our investigations. The link with Joshua and the Israelites is only circumstantial but it seems to be solid and without a flaw.

John Garstang, "Jericho and the Biblical Story," p. 1222.

وهو مناسب لزمن الخروج

مع ملاحظة أيضا ان جارستانج أيضا أشار الى انه حدث بعد تخريب المدينة أيضا تغيير عام في حضارة المنطقة والمدن المحيطة لاستبدال الشعوب بشعب اخر جديد على المنطقة ولم يكن له مصادر دخل ولم يكن يبني بشكل مميز.

About 2000 BC, or rather later, a major catastrophe overwhelmed the aged city … . An entirely new culture, that of the middle Bronze Age [MB], replaced the old. Moreover the change was general, and it affected in similar fashion all the great cities of the highlands above the Jordan Valley … . These traces of occupation, to quote from our formal report at this time, indicate the incoming of a people without resources or aptitude for building.

Garstang, J., The Story of Jericho, Marshall, Morgan and Scott, London, 1948. P. 91.

وهذا أيضا مناسب لشعب إسرائيل الذي عاش في خيام 40 سنة في البرية ودخل ارض الموعد بجيل جديد لم يكن له معرفة بالبناء ولم يكن له نمط معين.

وبالطبع وجدوا أدلة كثيرة على ان المدينة كانت في حصار وكانوا مخزنين المحاصيل ولكن الحصار كان في زمن قصير جدا لان المدينة كانت مليئة بالغلال ولم تستهلك المحاصيل المخزونة ولم تصل لحد المجاعة من الحصار وهذا يناسب تماما ما قاله الكتاب في موضوع الحصار القليل لمدة 7 أيام او أكثر بقليل

وتم حرق الكل بعد الاستيلاء على المدينة ووجد مخازن بها محاصيل مثل بارلي وأوت وشعير وسمسم بل وبقايا اوعية خمر كثيرة

Garstang, J., The Story of Jericho, Marshall, Morgan and Scott, London, 1948. P. 101.

أي لم تدخل في حصار طويل بل فترة قصيرة

وهذا ما قاله الكتاب

6: 1 و كانت اريحا مغلقة مقفلة بسبب بني اسرائيل لا احد يخرج و لا احد يدخل

6 :15 و كان في اليوم السابع

ولا يزال حتى الان عينات من محاصيل مثل بارلي وغيرها في متحف ليفربول جلبوها من اريحا شاهدا على هذا

وبقايا الاوعية الفخارية موجودة حتى الان