هل معلمنا بطرس الرسول يقتبس من الاساطير في تعبير جهنم تارتاروس؟

2بط 2: 4



Holy_bible_1

22 January 2021









الشبهة

بطرس يقتبس من الاساطير اليونانية التي من قبل الميلاد لأنه استخدم لفظ جهنم تارتاروس في 2 بطرس 2: 4 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ،

وبالعودة لليونانية نجد هذا اللفظ وهو تارتاروس وليس هاديس وهذا اللفظ لم يستخدم في العهد الجديد ولا مرة الا هنا وبالبحث عنه نجد انه ذكر في الاساطير اليونانية مكان محبس الالهة الساقطة. فبطرس بوضوح يقتبس من الاساطير اليونانية.

الرد

الإجابة باختصار شديد جدا في البداية: هذا فقط لفظ يوناني متاح ويعرفه كل من يعرف اليونانية. ولكن هل معلمنا بطرس الرسول قال فكر الاساطير؟ أي هل قال إن مجمع اوليمبس للآلهة تصارعوا مع الالهة الساقطة demigods وانتصروا عليهم وحبسوهم وdemigods ينتظروا فرصة التمرد وان يكسر السجن ليعودوا ينتقموا من مجله الهة اوليمبس؟

الإجابة بوضوح لا لم يقول هذا الفكر على الاطلاق، ولن تجدوا أي من هذا في سياق كلامه. فكيف يدعي هؤلاء المشككين الغير أمناء انه اقتبس من الاساطير اليونانية؟ هل لو قلت لفظ اوليمبس هل هذا معناه أنى اقتبس من الاساطير واؤمن بزيوس؟ ولهذا ندرس لغويا وبيئيا وأيضا سياق الكلام.

لغويا:

معلمنا بطرس يقول "لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ،" (رسالة بطرس الرسول الثانية 2: 4).

ει γαρ ο θεος αγγελων αμαρτησαντων ουκ εφεισατο αλλα σειραις ζοφου ταρταρωσας παρεδωκεν εις κρισιν τετηρημενους”

الكلمة تارتاروساس ταρταρωσαςفي القواميس مثل قاموس سترونج تحت رقم G5020:

ταρταρόω

tartaroō

tar-tar-o'-o

From Τάρταρος Tartaros̄ (the deepest abyss of Hades); to incarcerate in eternal torment: - cast down to hell.

Total KJV occurrences: 1

تارتارو من تارتاروس وهو أعمق هاوية في الجحيم وهو محبس العذاب الابدي وطرح الى الهاوية.

قاموس كلمات الكتاب المقدس G5020

ταρταρόω

tartaróō; contracted tartarṓ, fut. tartarṓsō, from Tártaros (n.f.), the subterranean abyss of Greek mythology where demigods were punished. It is mentioned in the pseudepigraphal book of Enoch as the place where fallen angels are confined. It is found only in its verbal form in 2Pe_2:4 meaning to cast into or consign to Tartarus. It is part of the realm of death designated in Scripture as She’ōl (H7585) in the OT and Hádēs (G86) in the NT. These angels are being held in this netherworld dungeon until the day of final judgment. Peter's usage of this term is not evidence either that Christianity was a syncretistic religion or that Peter himself believed in the pagan myths about Tartarus. Peter has adpated a word and not adopted a theology.

تارتارو مرتبطة ب تارتارو وتارتاروسو من تارتاروس الجزء الجوفي في الهاوية وفي الميثولوجيا اليوناني حيث وضع الالهة المعاقبة. ذكرت في نسخة سودو اخنوخ حيث حجز فيها الملائكة الساقطين. هي وجدت فقط في 2 بط 2: 4 وتعني طرح في او سلم الى تارتاروس. وهو جزء من عالم الموت المحدد في الكتاب شاؤول في العهد القديم وهاديس في العهد الجديد. هذه الملائكة التي حجزت في العالم السفلي حتى يوم الدينونة الأخيرة. استخدام بطرس للتعبير ليس بدليل لا ان المسيحية ديانة توفيقية ولا ان بطرس نفسه يؤمن بالأساطير الوثنية عن تارتاروس. بطرس فقط كيف الكلمة ولم يتبناها لاهوتيا.

اعتقد كلام قاموس الكتاب واضح وفعلا معلمنا بطرس استخدم فقط لفظ يوناني أي اسم يعبر عن الجحيم واقصى مكان في الجحيم ولكن لم يشير لا من قريب ولا من بعيد في سياق كلامه عن أفكار وثنية وهذا ما سنتأكد منه في سياق الكلام. وأيضا تأكيد ان تارتاروس يعني أكثر مكان انخفاض في الجحيم من ليكسيكون:

ταρταροω - Kata Biblon Wiki Lexicon

ταρταροω

 to hold captive in Tartarus (v.) [See BDAG s.v. ταρταρόω, hold captive in Tartarus (the Netherworld), a subterranean place lower than Hades where divine punishment was meted out]

مكان المحبس تارتاروس ويقبض عليه في تراتاروس وتعني العالم المنخفض وهي تعني انها أكثر انخفاض من هاديس الجحيم . . .

وهذه الكلمة برغم انها غير موجودة في أي موضوع اخر في العهد الجديد الذي استخدم هاديس للجحيم ولا أيضا موجودة في السبعينية ولكنها سنعرف انها موجودة في التقليد اليهودي القديم من قبل الميلاد مثل سفر سودو اخنوخ. فعرفنا أن الكلمة لغويا هي في اليوناني تعني فقط أعمق مكان في الجحيم.

بيئيا

الفكر الأسطوري اليوناني كما يشرحه ادم كلارك وايضا كما ذكر الكاتب Aeschylus, Eumen هو متعدد، منه ان مجلس ابولو للآلهة حارب الهة Python وانتصروا عليهم بالقوة واتجهت الأرض الى تارتاروساي ταρταρωσαι لتلقي به في تارتاروس. استخدمت نفس الكلمة تارتارو ταρταροω بمعنى الطرح في تارتاروس. ولكن لها استخدامات أخرى فوتركيب فعل καταταρταρουν أيضا موجود في Apollodorus في ديديموس لهومر Phurnutus, De Nat, Deor., p. 11 وأيضا كتاب Περι Ποταμων بلوتارخ Plutarch. وأيضا استخدم تعبير καταταρταρωθεντας للطرح في تارتاروس وأيضا تعبير ῥιφθεντας εις Ταρταρον الطرح في جهنم. فهذا تعبير أصبح موجود في اليونانية عن الطرح في جهنم بطريقة عامة وليس فقط ميثولوجيا. فحتى هومر أصبح يستخدمه كتعبير للطرح في جهنم بدون أي علاقة لأوليمبس. بل حتى لوسيان أستخدم هذا التعبير Ταρταρος ومقصود به الطرح بمعنى حسي. وأيضا استخدم هذا التعبير عن الطرح لأسفل. فكما يذكر او تارتاروس أي جهنم الداخلية. فكما يذكر ادم كلارك يبدوا ان الكتاب اليونان القدامى نقلوا من الفكر الكتابي عن سقوط الملائكة ولكن حولوها الى صراع الالهة الساقطين وتمردهم على جوبيتر والالهة. فيقول هيسيود عن Titans وتمردهم وتقيدهم بالسلاسل الحديدية. Hesiod, Theogon., lin. 720, 1,

Τοσσον ενερθὑπο γης, ὁσον ουρανος εσταπο γαιης.

Ισον γαρ ταπο γης ες ΤΑΡΤΑΡΟΝ ηεροεντα.

أكثر انخفاضا عن الأرض كبعد الأرض عن السماء لمثل هذه المسافة هي تارتاروس (جهنم). أي ان في اليوناني يعتبر تارتاروس اعمق او أسوأ من هاديس. وهذا يصلح كمعنى صحيح لتارتاروس انها جهنم او هاوية للعقاب.

فبعض الشعراء مثل لين في قصيدته lin. 119,

ΤΑΡΤΑΡΑ τηεροεντα μυχῳ χθονος ευρυοδειης·

تارتاروس السوداء هي داخل رحم الأرض العميق

ولكن فكر الميثولوجيا هذا قاله هوميروس في الاليازة Homer, Iliad viii., lin. 13, يقول ان مجمع الهة اوليمبس يشعر بالتهديد من الالهة ان يساعدوا اما اليونانيين او اهل طروادة فيا اما يعود مجروح للسماء يرسلوا لترتاروس جهنم.

Η μιν ἑλων ῥιψω ες ΤΑΡΤΑΡΟΝ ηεροεντα,

Τηλε μαλ’, ἡχι βαθιστον ὑπο χθονος εστι βερεθρον,

Ενθα σιδηρειαι τε πυλαι, και χαλκεος ουδος,

Τοσσον ενερθαιδεω, ὁσον ονρανος εσταπο γαιης.

اوه بعيدا، بعيدا عن عرش اوليمبس في أسفل العمق خليج تارتاريا يتألم. وهذا الخليج ببوابة حديدة وارض نحاسية في عمق الأرض بلا هوادة في عمق جهنمي.

فهو الذي ربط بين تاتاروس كمكان عميق فيجهنم مع هذا المركز في العالم الاثيري والميثولوجيا. ولكن اللفظ فقط في الكتابات يعني الطرح ويعني مكان منخفض في جهنم.

وأيضا حسب هومير في الاليازة Iliad viii., lin. 480, 1

Ουταυγης ὑπεριονος ηελιοιο

Τερποντ’, ουτανεμοισι· βαθυς δε τε ΤΑΡΤΑΡΟΣ αμφις.

لا أحد يذهل من الفظائع القائمة هناك ولا رياح منعشة مبهجة ولكن تارتاروس القاتمة ممتدة

فواضح ان الثقافة يونانية التي تكلمت عن اساطير مثل صراع مجلس الالهة اوليمبس وجوبيتر مع الالهة الساقطة وانتصروا االهة اوليمبس وحبسوا الالهة الساقطة أيضأ بحثوا عن لفظ يعبر عن أكثر مكان منخفض في جهنم فاستخدموا نفس اللفظ تارتاروس. ولكن نفهم من تعبيراتهم ان ترتاروس معني بها جهنم الاثيرية. ولهذا أيضا في الثقافة اللاتينية القديمة نجد تعبيرات متشابهة ولكن لا علاقة له بالميثولوجيا اليونانية. فمثلا في قصيدة Cicero, Tuscul., lib. i. cap. 15

Ubi rigida constat crassa caligo inferum.

عندما وافق الضباب الهاوية الشديدة القاسية

أي فهمنا ان لفظ ترتاروس في اللغة اليونانية تعني أكثر مكان منخفض في جهنم باختلاف استخدامها في الكتابات المختلفة. بمعنى ان لفظ جهنم في الإسلام والمسيحية هو نفس اللفظ ولكن مفهوم جهنم في المسيحية يختلف تماما عن المفهوم الإسلامي لجهنم بما فيه من شجر الزقوم وماء الصديد وغيره. وكما ضربت مثال وقلت هل لو قلت لفظ اوليمبس هل هذا معناه أنى اقتبس من الاساطير واؤمن بزيوس؟

هل لو قلت ارطميس معناه أنى أؤمن بهذه العبادات الوثنية؟ بالطبع لا بل ارطميس ذكرت في الكتاب المقدس كتماثيل فقط. وكما قلت لو قلت جهنم لا يعني أنى أؤمن بالفكر الإسلامي عن شجر الزقوم وماء الصديد وماء الحميم والثعبان الأقرع والتعليق وغيره من وصف العذابات الإسلامية. فلهذا لفظ ترتاروس في اليوناني يعبر عن أعمق مكان في جهنم ولكن مفهومه يختلف من معتقد لأخر. ولهذا ذكرت هذه اللفظة في كتاب اخنوخ الابوكريفي اليهودي من قبل الميلاد الذي أيضا لم ينقل من الاساطير اليونانية ولكن نقل من الفكر اليهودي عن وجود مكان منخفض في الهاوية. ولكن السبب ان سفر اخنوخ واحد نسخه pseudo قال ان هؤلاء الملائكة الساقطين وأمنعن في ذكر اخطائهم ولهذا سيذهبون لأكثر مكان منخفض في الجحيم فذكر هذا اللفظ توضيحا لمكانتهم المنخفضة. ولكن معلمنا بطرس لم ينقل منه فلا نجد هذا الفكر في رسالة معلمنا بطرس.

سياق الاعداد:

شرحت هذا الامر سابقا في "كيف يجول الشيطان ثم يأتي امام الله رغم انه طرد وقيد بالسلاسل" (drghaly.com)وأيضا "الرد على هل ابناء الله هم ملائكة ساقطين وتاريخ هذا الفكر. تك 6: 2 ويهوذا 1: 6 و2بطرس 2 (drghaly.com)" فلهذا لن أتكلم عن علاقة هذا بموضوع الملائكة الساقطة. ولكن معلمنا بطرس يقول "1 وَلكِنْ، كَانَ أَيْضًا فِي الشَّعْبِ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، كَمَا سَيَكُونُ فِيكُمْ أَيْضًا مُعَلِّمُونَ كَذَبَةٌ، الَّذِينَ يَدُسُّونَ بِدَعَ هَلاَكٍ. وَإِذْ هُمْ يُنْكِرُونَ الرَّبَّ الَّذِي اشْتَرَاهُمْ، يَجْلِبُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ هَلاَكًا سَرِيعًا. 2 وَسَيَتْبَعُ كَثِيرُونَ تَهْلُكَاتِهِمْ. الَّذِينَ بِسَبَبِهِمْ يُجَدَّفُ عَلَى طَرِيقِ الْحَقِّ. 3 وَهُمْ فِي الطَّمَعِ يَتَّجِرُونَ بِكُمْ بِأَقْوَال مُصَنَّعَةٍ، الَّذِينَ دَيْنُونَتُهُمْ مُنْذُ الْقَدِيمِ لاَ تَتَوَانَى، وَهَلاَكُهُمْ لاَ يَنْعَسُ" (رسالة بطرس الرسول الثانية 2: 1-3). الكلام عن دينونة الأشرار في يوم الدينونة. وهنا يضرب مثال مهم وهو ان الرب عادل ليس فقط مع الأشرار بل حتى مع الملائكة الساقطين فالله عادل ولا يتغير. "4 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ، 5 وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى الْعَالَمِ الْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحًا ثَامِنًا كَارِزًا لِلْبِرِّ، إِذْ جَلَبَ طُوفَانًا عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ" (رسالة بطرس الرسول الثانية 2: 4-5). الله من وقت سقوط هؤلاء الملائكة والرب حكم انهم مرفوضين وعرفنا في الموضوع السابق أن هذا ذكر بالماضي تأكيدا لحدوثه في المستقبل. ولكن معلمنا بطرس يقصد فان كان الله حكم على هؤلاء الملائكة إذ أخطأوا بأكثر مكان منخفض في الهاوية وبالتأكيد سيكون هذا مقرهم الأبدي بعد يوم الدينونة، فمن المؤكد أنه سيدين هؤلاء الأشرار الذين أتبعوهم.

المعنى هو تقييدهم ابديا في يوم الدينونة في أكثر مكان منخفض. وايضا العدد يؤكد انهم اخطؤا وبعد هذا في العدد التالي يقدم أيضا مثال من اشرار ما قبل الطوفان. ليؤكد ان الرب سيدين الكل. فالمعنى المقصود واضح ان ملائكة سقطوا فالرب قيدهم انهم ليس لهم سلطان على أبناء الله قيود أي لا يستطيعوا ان يفكوا القيود ويخلصوا أنفسهم. وفي يوم الدينونة سيطرحهم في تارتارس أي أكثر مكان انخفاض في جهنم. وكما قلت استخدم أسلوب الماضي تأكيد لما سيحدث في المستقبل بانه سيدان هو وملائكته ومن اتبعوه.

وأكرر السؤال الفيصلي: هل معلمنا بطرس الرسول قال فكر الاساطير أي ان مجمع اوليمبس للآلهة تصارعوا مع الالهة الساقطة demigods وانتصروا عليهم وحبسوهم و demigods ينتظروا فرصة التمرد وان يكسر السجن ليعودوا ينتقموا من مجله الهة اوليمبس؟ وأيضا هو قال ملائكة وليس الهة demigods.

اضيف شيء مهم وهو من اين اتى هذه الملائكة الساقطين؟ نجد الأجابة في " وحدثت حرب في السماء ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وحارب التنين وملائكته" (سفر الرؤيا 12 :7). يتكلم عن حادثة طرد الشيطان وملائكته من السماء وهو صراع بدا من بداية الخليقة. فما صراع الشيطان مع الكنيسة الآن إلّا امتداد لذلك الصراع القديم. وهذا الصراع لن ينتهي سوى بإلقاء الشيطان وملائكته الساقطة في البحيرة المتقدة بالنار في نهاية الزمان " وابليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبي الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الابدين" (سفر الرؤيا 20 :10). بعد السقوط استمر الشيطان في غواية الإنسان لإسقاطه ثم الشكاية ضده (أى9:1) وهو لم يكتفي بمضايقة الإنسان بل ضايق الملائكة أنفسهم (دا13:10). ورغم تقيده بصليب المسيح "فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطًا مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ." (إنجيل لوقا 10: 18). ولكنه كما عرفنا في الاصحاح التاسع من الرؤيا انه سيحل في الزمان الاخير وهذا سيكون لفترة قليلة وأيضا من رؤيا "وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ، حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. وَبَعْدَ ذلِكَ لاَبُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا." (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20: 3). يقول العدد ان جبرائيل وملائكته حاربوا التنين بالمفرد ولكن يكمل ان حارب التنين وملائكته. قد يكون الامر من الله بطرد التنين عندما تكبر ولهذا يقول حاربوا التنين فقط لكي يطرد ولا يؤثر على بقية الملائكة ولكن واضح ان بالفعل ثلث الملائكة كانت اتخذت قرار بحريتها ان تتبع الشيطان فظهر فسادهم بأنهم اشتركوا مع التنين في حربه ضد ميخائيل وملائكته. قد يكون واحد من اسباب سقوط ثلث الملائكة انهم ظنوا ان الشيطان قوي جدا ومن الممكن ان ينتصر فانضموا له لينالوا مكانة أفضل عندما ينتصر وهذا اظهر عدم محبتهم وعدم خضوعهم لله. ولهذا سيستحقوا أشر عقاب. وهذا ما يقصده معلمنا بطرس من تعبير ترتاروس.

وهذا يوضح ما قاله معلمنا يهوذا في " وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ." (رسالة يهوذا 1: 6). فهم لم يحفظوا رياستهم لأنهم تركوا رؤسائهم وذهبوا بإرادتهم ليحاربوا مع الشيطان وتركوا مسكنهم الموكلين عليه وذهبوا وراء الشيطان بإرادتهم بدون اغواء منه ولهذا ليس لهم خلاص. وتعبير تحت الظلام كما شرحت يفهم منه قيد ظلمة ولكن أيضا قد يفهم منه انه سيكونون في مكان أشر من ظلمة الجحيم. فهؤلاء الملائكة الساقطين هم من اتبعوا التنين الشيطان وحاربوا معه ميخائيل وملائكته ولهذا قيدوا روحيا وحكم عليهم بالفعل ان في يوم الدينونة هم سيطرحون في أسفل مكان في الجحيم الأبدية ولهذا معلمنا بطرس استخدم تعبير تارتاروس ليوضح مكانتهم المنخفضة. ولا نتعجب ان يختار هذا اللفظ ليوضح انهم سيكونوا في أكثر حالة انخفاضا في الهاوية. فكما شرحت عدة مرات سابقا في هذا الجحيم يوجد أماكن مختلفة ودرجات أكثر احتمال من أخرى "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: سَتَكُونُ لأَرْضِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ يَوْمَ الدِّينِ حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً مِمَّا لِتِلْكَ الْمَدِينَةِ." (إنجيل متى 10: 15). "وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ صُورَ وَصَيْدَاءَ تَكُونُ لَهُمَا حَالَةٌ أَكْثَرُ احْتِمَالاً يَوْمَ الدِّينِ مِمَّا لَكُمَا." (إنجيل متى 11: 22). فالشيطان وهؤلاء الملائكة الساقطين سيكونون في أشر مكان أي سيكونون في أصعب درجة وأكثر انخفاض.

فعرفنا ان في اليوناني يعتبر تارتاروس أعمق او أسوأ من هاديس فلهذا معلمنا بطرس الرسول يريد توضيح ان هذه الملائكة الساقطة استحقت أشر مكانة أبدية.

وأيضا كما شرحت في "هل نزل المسيح الي الجحيم ليخرج الاباء واين كان مكانهم قبله؟" يقول يشوع بن سيراخ "25 الموت به موت قاس والجحيم انفع منه 26 لكنه لا يتسلط على الاتقياء ولا هم يحترقون بلهيبه 27 بل الذين يتركون الرب يقعون تحت سلطانه فيشتعل فيهم ولا ينطفئ يطلق عليهم كالأسد ويفترسهم كالنمر" (يشوع ابن سيراخ 28: 25-27). فنفهم ان معلمنا بطرس فقط استخدم هذا التعبير ليوضح مكانتهم الأكثر انخفاض والاصعب في الجحيم ولكن لم يشير الى أي عنصر من العناصر الأسطورية.

ومن يرفض كلامي من المشككين فعليه ان يجيب بوضوح على سؤالي الذي اكرره للمرة الثالثة؛ هل معلمنا بطرس الرسول قال فكر الاساطير أي ان مجمع اوليمبس للآلهة تصارعوا مع الالهة الساقطة demigods وانتصروا عليهم وحبسوهم وdemigods ينتظروا فرصة التمرد وان يكسر السجد ليعودوا ينتقموا من مجله الهة اوليمبس؟ ولان الإجابة أقدر أقول لا من الأعداد كما قدمت. إذا الشبهة ليس لها أصل. بل شرحه لمصير الشيطان رائع ودقيق.









والمجد لله دائما