هل أخطأ يوحنا في قصة ملاك بركة حسدا لأنها أحد معابد أسكليبيوس الاغريقي؟ يوحنا 5



Holy_bible_1

August 24, 2022



الشبهة



بركة بيت حسدا هي أحد معابد أسكليبيوس الشفائية لاله الشفاء عند الاغريق فقام يوحنا باخذ القصه ونسب الشفاء فيها الى ملاك بدلا من أسكليبيوس.



الرد



الرد باختصار شديد هو ان البركة من زمن الرب يسوع المسيح ومن قبله هي يهودية مخصصة كميكفا وأيضا للشفاء بواسطة ملاك كما قال يوحنا في انجيله. ولكن بعد خراب اورشليم 70 م وسيطرة الرومان على المنطقة ولمعرفتهم بما يدور حولها من قصص الشفاء، نسبوها للالة الرومانية مثل فورتون وأسكليبيوس. فأخذ الرومان لها لاحقا بعد خراب اورشليم هي في الحقيقة تؤكد ما قاله يوحنا انها بركة للشفاء لكلاك الرب ولكن حولها الرومان بعد خراب اورشليم بدل من ملاك من الرب الى الهة رومانية

وبعض الأدلة على ما أقول

موضوع بركة بيت حسدا تكلمت عنها في ملفات

الملاك وتحريك المياه يو 5: 3-4

اكتشافات أكثر لبركة بيت حسدا وبركة سلوام تؤكد صدق ما قاله الكتاب المقدس يو 5 و7 و9

وفي الأول تكلمت عن اصالة القصة في انجيل يوحنا من ناحية النقد النصي

وفي الثاني قدمت ادلة اثرية على وجود بركة بيت حسدا تطابق الوصف الكتابي.

ووضحت فيه أنه اعيد الكشف عن الموقع التقليدي القديم، وهو بالقرب من كنيسة القديسة "حنة" وهو عبارة عن بركه محفورة في الصخر تمتلىء بماء المطر، طولها 55 قدما وعرضها 12 قدما، ويهبطون اليها بسلم ملتوية شديدة الانحدار.

وتغطي الكنيسة القديمة التي اعيد اكتشافها، سطح البركة، لأنها تقوم على خمس اقواس معمارية كما وصف الكتاب تخليدا لذكرى الاروقة الخمسة اليهودية

إنجيل يوحنا 5: 2

"وَفِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ الضَّأْنِ بِرْكَةٌ يُقَالُ لَهَا بِالْعِبْرَانِيَّةِ «بَيْتُ حِسْدَا» لَهَا خَمْسَةُ أَرْوِقَةٍ."

وفي الطرف الغربي من البركة ولعله كان موقع النبع توجد لوحة جصية كادت تنطمس معالمها وتنمحي الوانها، تمثل ملاكا يحرك الماء. واعتقد ان هذا دليل تاريخي واضح يثبت صحة العدد ايضا الذي في يوحنا 5

وايضا الاكتشاف الاثري للبركة باسمها واكتشاف الاروقة الخمسة والأعمدة كما وصفها القديس يوحنا يؤكد صدق القصة

http://lfan.info/pages/pg_programs.aspx?pcat=15

وأتضح أنها مكونة من عدة أجزاء بها بركتين الجنوبية للتطهير والشمالية كمخزن مياه

وبالفعل لها خمس منافز

ومدخلها وأيضا كان البيزنطيين يعرفوها فقد بنوا كنيسة بجوارها في القرن الرابع

دليل اخر يهودي وهو الموسوعة اليهودية تقول نفس الامر

http://www.jewishencyclopedia.com/view.jsp?artid=990&letter=B&search=Bethesda#ixzz0XgPiWDGa

ويوسيفوس اليهودي تكلم عن نفس الامر وغيره من الكتاب القدامى

Josephus, Strabo, Dio Cassius, Jewish Literature, archaeology and the Bible. 

http://dqhall59.com/healing_pools.htm

Shape1

http://1.bp.blogspot.com/_nbNVAcrsK3A/SjJxn-qxeGI/AAAAAAAAATI/HFPrkEuwynU/s1600-h/poolbethesda.jpg

هي في البداية بدأت تقريبا في القرن الثامن ق م بعد بناء سد عبر وادي زيتا وفي سنة 200 ق م تقريبا في فترة شمعون الثاني رئيس الكهنة اليهودي تم احاطتها وبناء الجزء الثاني بها للجزء الجنوبي من السد وبدا اليهود استخدامها

Jerome Murphy-O'Connor, The Holy Land, (2008), page 29

Maureen W. Yeung, Faith in Jesus and Paul, page 76

Dave Winter, Israel handbook, page 121

ثم بدأ اليهود من القرن الثاني ق م وتقريبا 150 ق م كميكفا واستمرت حتى 70 م حتى دمر الرومان كل شيء

وكانت تستخدم كميكفا أي مكان للمعمودية اليهودية وبها أسلوب تيار يجعلها دائما نقية

http://www.bible-history.com/sketches/ancient/pool-bethesda.html

واستخدامها كميكفا يهودية من 150 ق م الى 70 م اكدها علماء اثار كثيرين

Gibson, S. (2005). "The Pool of Bethesda in Jerusalem and Jewish Purification Practices of the Second Temple Period". Proche-Orient Chretien. 55: 270–293.



von Wahlde, U.C. (2009). "The Pool(s) of Bethesda and the Healing in John 5: A Reappraisal of Research and of the Johannine Text". Revue Biblique. 116 (1): 111–136.

ولكن الرومان عندما دمروا اورشليم وكل شيء فيها ومحيط بها سنة 70 م ليجعلوها عبرة حاولوا محو هذا

وحسب ما وصف علماء استشهادا بكلام يوسيفوس وغيره

يوسيفوق المؤرخ اليهودي وصف منافسة على طلب تصريح بأن يذهب لكل من يريد ان ينال الشفاء قبل 70 م. ولكن ما بين 200-400 م الرومان بقيادة تيطس الذين أرادوا إخفاء أي معالم يهودية ولكن لأنهم سمعوا عن موضوع الشفاء فبعد خراب اورشليم بنوا بجوارها من الناحية الشرقية انصبة لإله الشفاء عندهم أسكليبيوس بسبب معجزات الشفاء التي كانت تتم فيها بالفعل واستمر حتى 400 م ومنعوا اليهود ان يقتربوا منها

The Jewish historian Josephus described a rival of his who sought permission to go to the hot springs of Tiberias to try to get healed (before 70 AD).  Between 200-400 AD a temple of Aesclepius (Greek god of healing) or perhaps Serapis was built with mosaics and frescos around part of the bath area.  During this period The Romans did not allow Jews to enter Jerusalem.  Jewish culture was yet active in Galilee.  

http://dqhall59.com/healing_pools.htm

والمشناه اليهودية وضحت انه في القرن الثاني أولا خصص الرومان منطقة من البركة للالهة Fortuna الهة

Zabim 1:5

وهادريان في القرن الثاني هو الذي وسع المعابد حولها وحوله الى معبد كبير لأسكليبيوس

Jerome Murphy-O'Connor, The Holy Land, (2008), page 29

وأيضا المتخصصين يوضوحوا ان اول معبد خصص لأسكليبيوس كان Strabo في القرن الأول ق م ولكن تخصيص بركة بيت حسدا له كان بعد القرن الأول الميلادي

An archaeological diagram of the layout – the diagram displayed at the location itself – is visible at this link Archived 4 June 2011 at the Wayback Machine.

فليس كما ادعى المشككين انها كانت رومانية الأصل لاله الشفاء ونسبها يوحنا لملاك الرب بل العكس فالرومان لم يكونوا يستطيعوا بناء شيء كهذا وسط اليهود المتدينين المتعصبين ولكن العكس هي كانت يهودية ولكن بعد خراب اورشليم 70 م حولها الرومان الى الهة الشفاء فورتونا ثم أسكليبيوس

بل كما شرحت سابقا بالأدلة في ملف

هل يحق لبيلاطس ان يطلق سجين بدون الرجوع الي روما وما الدليل التاريخي على هذا

ان الحكام الرومان كانوا قبل 70 م يخافوا من الثورات اليهودية فلن يتجرؤا انشاء معبد وثني بجوار معمودية يهودية مقدسة لديهم

فمن الاحداث التي أخبر بها يوسيفوس عن بيلاطس انه اشيع عن خلافاته الكثيرة مع اليهود وكانوا يتهموه ان لا يحترم عوائدهم رغم محاولاته لكسب رضاهم فمثلا في موضوع تماثيل وصور قيصر التي أقامها في اورشليم التي جعلت اليهود يرفضوا فاضطر ان يزيلها ولكن امر جنوده بإرجاعها لاورشليم في الليل فثار اليهود في اليوم التالي عندما اكتشفوها وبعد خلاف خمس أيام امر جنوده ان يحيطوا جبل الهيكل وهدد اليهود بالموت ولكنهم أعلنوا انهم مستعدين للموت ولا يخالفوا الشريعة فاضطر في النهاية أيضا ان يرضخ لهم ويزيل الصور والتماثيل

Josephus, Jewish War 2.9.2–4

Jewish Encyclopedia article on Pilate, retrieved 5 May 2009

أيضا فيلو اليهودي سجل حادثة مشابهة وهي حادثة الدروع الذهبية التي تم تهديد بيلاطس من قبل الامبراطور طيباريوس بعد خلافه مع اليهود لأنه وضع دروع رومانية مغلفة بالذهب تكريما لطيباريوس في قصر هيرودس الكبير في اورشليم وتظاهر اليهود لدى بيلاطس فرفض فأرسلوا لطيباريوس فأرسل طيباريوس لبيلاطس معنفا له وامرا له ان يخضع لكلام اليهود وإزالة الدروع الذهبية

Philo, On The Embassy of Gauis Book XXXVIII 299–305

أيضا لكيلا يحدث ثورة

أيضا حادثة أخرى يذكرها لنا يوسيفوس وهي حادثة ان بيلاطس أراد أن يأخذ أموال من الهيكل ليبني قناة مائية ولكي يخبر اليهود اخفى جنود تنكروا في ملابس يهودية واندسوا بين جموع اليهود وعندما أخبر بيلاطس وبدأ اليهود كالعادة الاعتراض اعطى بيلاطس العلامة للجنود فبدؤا يهجموا عشوائيا بالضرب ووصل للقتل لبعض اليهود المعترضين لكي يسكت الاعتراض ولكن هذا ازاد من اعتراضات اليهود عليه فاضطر بعدها ان يراضيهم

Josephus, Antiquities of the Jews 18.3.2

فالحكام الرومان الذين يخافوا من الثورات اليهودية لهذه الدرجة قبل 70 م فهل سيصنعون معبد وثني لاله الشفاء الوثني الروماني في قلب اورشليم في مكان ميكفا يهودية مقدسة؟ هذا لو كان حدث لكان اليهود ثاروا ثورة عارمة وسفك دماء كثيرة.

فهي في الحقيقة تؤكد ما قاله يوحنا انها بركة للشفاء ولكن تحولت بخراب اورشليم بدل من ملاك من الرب الى الهة رومانية لانها كان معروف عنها هذا؟

فليس كما ادعى المشككين انها كانت رومانية الأصل لاله الشفاء فالرومان ويوحنا هو الذي حولها بل العكس لان الرومان لم يكونوا يستطيعوا بناء شيء كهذا وسط اليهود المتدينين المتعصبين. فلهذا كما قلت الحقيقة هي عكس ما ادعاه المشككين فهي كانت يهودية ولكن بعد خراب اورشليم حولها الرومان الى إله الشفاء أسكليبيوس

هذا مثال من الكثير الذي يظهر لكم كيف أن العلماء الملحدين يقلبون الحقائق لمهاجمة الكتاب المقدس بأي طريقة. فبركة حسدا في السابق كانوا يدعوا انها ليس لها وجود وأنها اسطورة وخطا من انجيل يوحنا. وعندما اتضح انه تكلمت عنها كتابات تاريخية قديمة واهم من ذلك عند اكتشاف اثار بركة حسدا بنفس الوصف الكتابي، فبدل من ان يعتذر الملحدين قاموا بتغيير شبهتهم انها فعلا بركة تاريخية لها وجود ولكن قصة الشفاء اسطورة ذكرها انجيل يوحنا. فعندما تم اكتشاف وجود لوحة توضح انه فعلا يوجد شيء يدور حول هذه البركة وارتباطها بموضوع الشفاء. فبدل ان يعتذروا قاموا بتغيير شبهاتهم مرة أخرى وادعوا انها فعلا تاريخية وأنها يدور حولها قصص عن الشفاء ولكن هي ليس لها علاقة بملاك الرب بل هي لإله الشفاء الروماني. وها هنا قدمت ادلة خطأ هذا وأنها في الحقيقة يهودية كما قال انجيل يوحنا وان الرومان بعد خراب اورشليم ولمعرفتهم بما يدور حولها من قصص الشفاء فنسبوها لإلههم لاحقا. فهل يعتذر الملحدين؟ لا اعتقد ولكن شبه متأكد انه سيغيرون شبهاتهم مرة أخرى ليخطؤا انجيل يوحنا باي طريقة مهما كانت بلوي عنق الحقيقة عن الأدلة التي تثبت صحته. فهؤلاء لا يبحثوا عن الحقيقة بل مهما وجدت من ادلة قاطعة امامهم سيظلون يرفضوا الكتاب المقدس ويهاجموه لأنهم عن عناد يختاروا رفضه وفقط يثبتوا انهم مهما قدم من ادلة قاطعة على صدقه لن يقبلوا.

ولهذا أرجوا ان لا تصدقوا ما يقال لكم من الملحدين ضد الكتاب المقدس وأن تتأكدوا بأنفسكم أولا.



والمجد لله دائما