متى تم التجلي وعلاقتها بالمظال؟ متي 17: 1 ومرقس 9: 2 ولوقا 9: 28

Holy_bible_1

August 19, 2023

في هذا الملف لا أتكلم عن موضوع الثلاث اناجيل وست أيام ام ثمان أيام فهذه تطرقت اليها في ملف

هل حادثة التجلي كانت بعد ستة ايام ام بعد ثمانية ايام من كلام المسيح؟ متي 17: 1 ومرقس 9: 2 ولوقا 9: 28

ولكن إجابة لسؤال عن توقيت حادثة التجلي متى حدثت او في أي شهر.

في التقليد القبطي الأرثوذكسي تحتفل الكنيسة وكل الكنائس الأرثوذكسية التي تتبع التقويم اليولياني بعيد التجلي في 13 مسرى القبطي وهو يوافق عادة 19 من شهر أغسطس او ايليول اليهودي. واعتقد ان هذا التوقيت صحيح ولكن سنعرف هذا أكثر من الكتاب المقدس ولكن الكنيسة السريان الأرثوذكس والكاثوليك والانجليكان يحتفلوا به 6 أغسطس او 6 أب والسبب هو أيضا الفرق بين التقويم الغروغوري والتقويم اليولياني الذي جعل هناك فرق بين عيد الميلاد مما بين 7 يناير اليولياني و25 أغسطس الغريغوري. ولكن الاثنين قبل 1582 قبل افتراق التقويمين كان نفس التقويم وهو 13 مسرى القبطي. وهذا يرجع لاقوال الإباء والتقليد جيل عن جيل ويمكن رصده مما يرجع للقرن الثاني الميلادي ومن أقدم المصادر المتبقية بعد الثلاث اناجيل وأيضا رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 16-18 هو كتابات القديس ايرينيؤوس

Louth, Andrew (2003). "Holiness and the Vision of God in the Eastern Fathers". In Stephen C. Barton (ed.). Holiness: Past and Present. A&C Black. pp. 228–234.

ومن هذا التوقيت غالبا يحتفل به ان لم يكن من قبله.

توقيت حادثة التجلي حسب الكتاب المقدس

حادثة التجلي كما ذكرتها الثلاث اناجيل بعد ست أيام (كفرق او اجمالي 8 أيام) من حديث الرب يسوع المسيح مع تلاميذه عن ان من القيام ها هنا لا يذوقون الموت حتى يرون ابن الانسان اتيا في ملكوته ولكن هذا زمنه غير محدد وما قبله ارساليات التلاميذ ورحلات كثيرة غير محددة التوقيت بدقة فقد لا نستطيع ان نحدده مما سبقه ولكن يوجد حادثة بعد حادثة التجلي قد تفيدنا وهي التالية

بعد نزولهم من الجمع ثم مقابلته للجموع اليوم التالي وإخراج الشيطان من الابن المتالم التي ذكرها الثلاث اناجيل ثم ذهبوا لكفرناحوم في منطقة الجليل وهنا حدثت الحادثة التالية التي يذكرها متى البشير

انجيل متى 17

24 وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرَنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟»

25 قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلًا: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟»

26 قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذًا الْبَنُونَ أَحْرَارٌ.

27 وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلًا خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَارًا، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».

وهنا يتكلم عن توقيت دفع الدرهمين فما هما جباية الدرهمين؟

كان هناك نوعين من الضرائب يدفعهم اليهودي

ضريبة الهيكل: كان على كل فرد ذكر سنه أكبر من 20 سنة من بني إسرائيل أن يدفع نصف شاقل فضة ضريبة سنوية للهيكل (خر30: 13 - 16). وكانت هذه الأموال التي تجمع من ضريبة الهيكل تستخدم في الصرف على احتياجات الهيكل مثل الذبائح اليومية الصباحية والمسائية، وكل الذبائح التي تقدم عن كل شعب إسرائيل وهكذا. ونصف الشاقل هذا يعادل درهمين من العملة اليونانية (درهم = دراخما، واثنين دراخما = نصف شاقل، الأستار = 4 دراخما). ومع أن النص الكتابي لم يطالب أن هذه الضريبة تدفع سنويا بل هي كانت مرة واحدة في زمن موسى إلا أن اليهود في كل مكان حتى في الشتات الشرقي أو الغربي حسبوا هذه الضريبة فرضا دينيا أبائيا سنويا ألزموا أنفسهم به غالبا من بعد الرجوع من السبي كما شرح مفسرين كثيرين

Aben Ezra In Neh. x. 32.

هذه غالبا الضريبة اليهودية وبخاصة اللفظ المستخدم هي تساوي في التلمود اللفظ العبري جوبين هشيكليم גובין השקלים.

Maimon. Hilch. Shekalim, c. 2. sect. 4.

ملحوظة هذه الجباية بعد خراب الهيكل على يد تيطس الروماني هو اجبر اليهود ان يدفعوها كجزية كل سنة للرومان بدل من الهيكل الخرب كما ذكر يوسيفوس

De Bello Jud. l. 7. c. 20.

وكانوا يدفعون هذه الضريبة او الجباية في 15 ادار السابق لشهر نيسان أي قبل الفصح هذا لمن في اليهودية وكانوا يضعوا موائد في كل مدينة في اليهودية.

Misn. Shekalim, c. 1. sect. 3. Maimon. Hilch. Shekalim, c. 1. sect. 9.

ومن هم في الأراضي المجاورة يدفعونها قبل عيد الأسابيع، أما من هم في الشتات أي منطقة الجليل وغيرها من الشتات فيدفعونها قبل عيد المظال.

النوع الثاني الجزية للدولة الرومانية: وكان هناك ضريبة أخرى تُحَصَّل من قبل السلطات الرومانية بحسب التعداد، وعلى كل شخص أن يدفع درهمين.

والنوع الثاني أشار له المبشرين في حادثة تجريب اليهود له في متى 22 ومرقس 12 ولوقا 20

انجيل متى 22

17 فَقُلْ لَنَا: مَاذَا تَظُنُّ؟ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ؟»

18 فَعَلِمَ يَسُوعُ خُبْثَهُمْ وَقَالَ: «لِمَاذَا تُجَرِّبُونَنِي يَا مُرَاؤُونَ؟

19 أَرُونِي مُعَامَلَةَ الْجِزْيَةِ». فَقَدَّمُوا لَهُ دِينَارًا.

20 فَقَالَ لَهُمْ: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟»

وهناك رأيين هل الذين سألوا بطرس عن الضريبة هل كانوا يحصلونها للدولة أم للهيكل.

ولكن كثير من المفسرين وأيضا ضعفي مع ترجيح انها للهيكل ولعدة أسباب

أولا رغم ان ما ذكره متى البشير لم يحدد اسمها ولكن ضريبة قيصر تسمى فقط جزية كما ذكرها في متى 22 وبقية الثلاث اناجيل اما الهيكل فتلقب بجباية وأيضا تلقب بجزية

ثانيا جباية الهيكل هي اختيارية وليست اجبارية بل دليلا على اهتمام اليهودي بخدمة الهيكل وعبادته ولهذا اليهود يدفعوها عن اختيار وتقوى او تمثل بتقوى وليس عن اجبار. ويوجد نقاط كثيرة في سياق الكلام تشير انه يسألوا ان كان سيدفعها ام لا أي له حق الاختيار مثل تعبير (أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ). اما جزية قيصر فهي اجبارية ولا يوجد فيها اختيار

ثالثا جباية الهيكل لا تأخذ من الكهنة واللاويين والمعلمين وهنا المسيح لقبه معلم ولهذا له الحق ألا يدفعها ولكن سيدخل النقاش ألى اتجاه اخر.

رابعا الرب يسوع المسيح عندما سأل بطرس من البنين ام من الأجانب فهو ابن بالنسبة لليهود ولكنه أجنبي بالنسبة للرومان فسؤاله لبطرس حسب مفهوم ضعفي ينطبق على الجباية اليهودية وليس الجزية الرومانية

خامسا كما وضحت الكلمة المستخدمة هي تساوي في التلمود نفس اللفظ المستخدم عن جباية الهيكل

وهذا ما اتفق معه اغلب المفسرين مثل جيل وغيره انها جباية الهيكل

ولهذا فهي كانت تتم قبل عيد المظال او الشهر السابق لعيد المظال وعيد المظال في منتصف تسري. إذا هذه الحادثة التي تلت حادثة التجلي بقليل تجعل حادثة التجلي فعلا في شهل ايليول او أغسطس ويناسب هذا تماما التقليد الذي يحتفل بها في 19 أغسطس

فلهذا حادثة التجلي قبل عيد المظال بأسابيع.

انتقل لنقطة أخرى بعد ان عرفنا توقيتها قد يفيدنا التوقيت في فهمها

بطرس الرسول قال التالي للرب يسوع

إنجيل متى 17

4 فَجَعَلَ بُطْرُسُ يَقُولُ لِيَسُوعَ: «يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ».

فلماذا يقول بطرس للرب يسوع المسيح نصنع هنا ثلاث مظال؟

قيل تأملات كثيرة رائعة ليس مجالها الان. ولكن البعض فسر وقال ان بطرس يقول هذا لكي يحمى المسيح من الحر. ولكن أي حر والوقت في النصف الثاني من أغسطس في الجليل ليس حر بل توقيت حادثة التجلي كما اتفق كثير من المفسرين انها حدثت منتصف الليل تقريبا لهذا كانوا مثقلين بالنوم

انجيل لوقا 9

32 وَأَمَّا بُطْرُسُ وَاللَّذَانِ مَعَهُ فَكَانُوا قَدْ تَثَقَّلُوا بِالنَّوْمِ. فَلَمَّا اسْتَيْقَظُوا رَأَوْا مَجْدَهُ، وَالرَّجُلَيْنِ الْوَاقِفَيْنِ مَعَهُ.

فهذا ليس نهار ولكن ليل. فالأمر ليس حر الشمس ولكن الامر له بعد أخر

في هذا التوقيت يبدأ اليهود الاستعداد لثلاث أعياد الخريف وهما الابواق اول تسري (منتصف سبتمبر تقريبا) والكفارة 10 تسري والمظال 15 تسري

وهذا يوضح لماذا يقول بطرس الرسول للرب يسوع المسيح له كل المجد نصنع ثلاث مظال لان هذا التوقيت قرب عيد المظال فهم في ذهنهم المظال ومعانيها اليهودية وقدمت بعضها في ملف

ملخص الأعياد اليهودية السبعة

والمظال سوكات، اخر عيد يهودي وهو يرمز للحياة الأبدية وهذا كان تعبير يهودي ولهذا استخدمه الرب يسوع المسيح

إنجيل لوقا 16: 9

"وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اصْنَعُوا لَكُمْ أَصْدِقَاءَ بِمَالِ الظُّلْمِ، حَتَّى إِذَا فَنِيتُمْ يَقْبَلُونَكُمْ فِي الْمَظَالِّ الأَبَدِيَّةِ."

كان هذا العيد يستغرق سبعة أيام مع يوم أخير راحة ويُسمى العظيم من العيد (يو37:7). تبدأ في الخامس عشر من شهر "ايثانيم" الموافق "تسرى"، وهو الشهر السابع من شهور السنة الدينية اليهودية، أي بعد عيد الكفارة بأربعة أيام. ومن أهم سماته اتسامه بالفرح الشديد، فقد عُرف هذا العيد بكثرة الذبائح والعطايا من الأغنياء للفقراء ليفرح الكل (تث14:16). وكذلك السُكنى في المظال لمدة سبعة أيام يليها اليوم الثامن الذي يُحسَب عيدًا مستقلًا بذاته له طقسه الخاص به ذبائحه

وإذ رأى بطرس الرسول الحصاد الحقيقي قد تم وأيضا صاحب المظال الأبدية اتى إذ ظهر السيد المسيح في بهاءه وحوله موسى وإيليا، اشتهى أن يقيم عيد مظال لا ينقطع، سائلًا السيد المسيح أن يصنع ثلاث مظال، واحدة للمسيح وأخرى لموسى النبي وثالثة لإيليا، ليبقى التلاميذ في هذا العيد أبديًا (مت6:17).

يؤيد ما جاء في سفر الرؤيا عن المتسربلين بثيابٍ بيض وفي أيديهم سعف النخل، أن عيد المظال يرمز إلى نهاية العالم ومجيء المسيح الثاني: (رؤ10،9:7). بل ارتباطه بظهور شخصين أحدهما إيليا او الزيتونتان او ابني الزيت وهذا له خلفية يهودية كما جاء في

سفر زكريا 4

14 فَقَالَ: «هَاتَانِ هُمَا ابْنَا الزَّيْتِ الْوَاقِفَانِ عِنْدَ سَيِّدِ الأَرْضِ كُلِّهَا».

وبالطبع كان بطرس غير عالم ما يقول حسب تعبير الكتاب فهو لا يزال يتمنى الملك الأرضي للمسيا ويبدأ ملكه على الجبل ومعه الزيتونتان بل أيضا قال ثلاث مظال وليس واحدة وأيضا يحاول جعل موسى وايليا يبقيان فهما كانوا على وشك الفراق لأنه حسب انجيل لوقا 9: 33 "وفيما هما يفارقانه" فهو لا يريدهما ان يفارقان ويستمران معهما مثل المسيح مساويا لأهميتهما مع الرب يسوع المسيح له كل المجد. ولكن لان المسيح لن يقيم ملك أرضي ولان المسيح اعلى من موسى وايليا ولان المظال الأبدية اعلى من المظال الأرضية فلهذا ظللته سحابة اعلانا للسماويات والصوت من السماء

فهذا قد يكون سبب تعبير بطرس مع اقتراب عيد المظال هو يريد ان يكون الثلاثة مقيمين في مظال مع التلاميذ لكي يبدا المظال الأبدية مع الرب يسوع المسيح.

واعتذر لو كنت أخطأت

والمجد لله دائما