لماذا تكلم الكتاب المقدس عن اقنوم الحكمة أحيانا بصيغة المؤنث؟ أمثال 8 سيراخ 24



Holy_bible_1

June 11, 2023



السؤال



عندما يتكلم في العهد القديم كأقنوم الحكمة يتكلم مرة بصيغة المؤنث ومرة بالمذكر مثل أمثال 8 الي فيها يقول (منذ الأزل مسحت) يقول: (كنت عنده صانعا) ويقول:(وكنت كل يوم لذته، فَرِحَة دائما قدامه. فَرِحَة في مسكونة ارضه، ولذاتي مع بني آدم.) وفي سفر يشوع بن سيراخ 24 يقول: (وسكنت في الأعالي، وجعلت عرشي في عمود الغمام) والرب يقول للحكمة:(اسكني في يعقوب، ورثي في اسرائيل) و(انا ام المحبة البهية) اليس هذه حجة لليهود انهم يقولوا الشكينة بصيغة المؤنث؟



الرد



في البداية لا يوجد مشكلة ان يعبر عن الحكمة بلفظ مذكر او مؤنث فالقصة كلها ان سفر الامثال العربي مترجم من النص العبري اما سفر يشوع بن سيراخ العربي هو مترجم من اليوناني السبعينية والقصة كلها اختلاف لغات. فالامر لا مشكلة في الترجمات ولكن المشكلة في الفكر الشرقي الإسلامي الذي يجعل الشرقيين ينظرون بطريقة دونية ويحتقروا أي شيء مؤنث حتى لو كان لفظ في اللغة. ولكن الوحي الإلهي والكتاب المقدس لا ينظر هذه النظرة المتخلفة الإسلامية فحتى الشكينة التي تعبر عن محضر الله ذاته هو لفظ في العبري مؤنث يعبر عن السكنى ورغم هذا لا يوجد أي إشكالية في استخدامه عند اليهود انه عن الرب نفسه وانه يشير للمسيا ولا عند المسيحيين أيضا. وكثير من صفات الله هي في اللفظ بصيغة المؤنث مثل محبة الله ورحمة الله ولا يوجد إشكالية ان يرتبط لفظ مؤنث بالله او الرب ومثلها حكمة الله وهو اقنوم الحكمة رغم ان لفظ الحكمة مؤنث.

فلا يوجد إشكالية استخدام لفظ مؤنث مع تصريف مذكر ويشير لفاعل مذكر

وبالفعل لفظ الحكمة في العبري هو خوكماه חכמה في صيغة المؤنث الذي يقر به اليهود والمسيحيين انه عن الله لأنه كتب لفظا حكمة الله في العهد القديم

سفر الملوك الأول 3: 28

"وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ بِالْحُكْمِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ الْمَلِكُ خَافُوا الْمَلِكَ، لأَنَّهُمْ رَأَوْا حِكْمَةَ اللهِ فِيهِ لإِجْرَاءِ الْحُكْمِ."

ولكن رغم انه لفظ مؤنث الا لأنه يتكلم عن اقنوم حكمة الله فهو اخذ تصريف مذكر وليس مؤنث فقط فنجد في عدد 22 تحول التصريف للمذكر رغم انه قبل ذلك في أوائل الاصحاح يتكلم بصيغة المؤنث

فنجد من عدد 22

Pro 8:22 «الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم.

Pro 8:23 منذ الأزل مسحت منذ البدء منذ أوائل الأرض

Pro 8:24 إذ لم يكن غمر أبدئت. إذ لم تكن ينابيع كثيرة المياه

Pro 8:25 من قبل أن تقررت الجبال قبل التلال أبدئت.

Pro 8:26 إذ لم يكن قد صنع الأرض بعد ولا البراري ولا أول أعفار المسكونة.

Pro 8:27 لما ثبت السماوات كنت هناك أنا. لما رسم دائرة على وجه الغمر.

Pro 8:28 لما أثبت السحب من فوق. لما تشددت ينابيع الغمر.

Pro 8:29 لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه لما رسم أسس الأرض

Pro 8:30 كنت عنده صانعا وكنت كل يوم لذته فرحة دائما قدامه.

Pro 8:22 יהוהH3068 The LORD קנניH7069 possessed ראשׁיתH7225 me in the beginning דרכוH1870 of his way, קדםH6924 before מפעליוH4659 his works מאז׃H227 of old.

Pro 8:23 מעולםH5769 from everlasting, נסכתיH5258 I was set up מראשׁH7218 from the beginning, מקדמיH6924 or ever ארץ׃H776 the earth

Pro 8:24 באיןH369 When no תהמותH8415 depths, חוללתיH2342 I was brought forth; באיןH369 when no מעינותH4599 fountains נכבדיH3513 abounding מים׃H4325 with water

Pro 8:25 בטרםH2962 Before הריםH2022 the mountains הטבעוH2883 were settled, לפניH6440 before גבעותH1389 the hills חוללתי׃H2342

Pro 8:26 עדH5704 While as yet לאH3808 he had not עשׂהH6213 made ארץH776 the earth, וחוצותH2351 nor the fields, וראשׁH7218 nor the highest part עפרותH6083 of the dust תבל׃H8398 of the world.

Pro 8:27 בהכינוH3559 When he prepared שׁמיםH8064 the heavens, שׁםH8033 there: אניH589 I בחוקוH2710 when he set חוגH2329 a compass עלH5921 upon פניH6440 the face תהום׃H8415 of the depth:

Pro 8:28 באמצוH553 When he established שׁחקיםH7834 the clouds ממעלH4605 above: בעזוזH5810 when he strengthened עינותH5869 the fountains תהום׃H8415 of the deep:

Pro 8:29 בשׂומוH7760 When he gave ליםH3220 to the sea חקוH2706 his decree, ומיםH4325 that the waters לאH3808 should not יעברוH5674 pass פיוH6310 his commandment: בחוקוH2710 when he appointed מוסדיH4144 ארץ׃H776 of the earth:

Pro 8:30 ואהיהH1961 Then I was אצלוH681 by אמוןH525 him, one brought up ואהיהH1961 and I was שׁעשׁעיםH8191 delight, יוםH3117 daily יוםH3117 daily משׂחקתH7832 rejoicing לפניוH6440 before בכלH3605 always עת׃H6256 always

Pro 8:31

فمسحت هو بالمذكر وابدئت بالمذكر ويكمل هكذا ويقول صانعا بالمذكر ويستمر بصيغة المذكر رغم ان الكلام عن الحكمة وفي العبري لفظ مؤنث

ولهذا في العربي عندما ترجم من العبري كتب لفظ حكمة في العربي مؤنث لأنه في العربي مؤنث ولكن وضع التصريفات مذكر مثلما جاء في العبري في الاعداد التي بها تصريف مذكر وتصريف مؤنث في الاعداد التي في العبري تصريف مؤنث

لكن نلاحظ أن في عدد 30 رغم انه في العبري مذكر ولكن السبعينية كتبته مؤنث وتماشت مع تصريف ان لفظ الحكمة في اليوناني مؤنث أي السبعينية خالفت العبري.

اضيف ملحوظة جانبية هامة جدا هنا:

لماذا غير الوحي الإلهي تصريف الكلمات؟ سفر الامثال 8 عندما تكلم عن الحكمة كصفة في اول الاصحاح تكلم عنها بصيغة المؤنث وتصريفات مؤنث كأي صفة ولكن عندما بدأ يتكلم عن الحكمة كأقنوم بوضوح تغير التصريف الى المذكر وهذا دليل قاطع ان أمثال 8 بداية من 22 يتكلم عن اقنوم الحكمة الخالق في الذات الإلهي وهذا دليل اخر يضاف على ادلة ان أمثال 8 يعلن بوضوح عن لاهوت الرب يسوع المسيح اقنوم الحكمة الازلي الخالق في الاب.



هذا عن سفر الامثال

اما سفر يشوع بن سيراخ

فهو رغم انه كتب في الأصل بالعبري كما ذكرت في ملف قانونيته

قانونية سفر يشوع ابن سيراخ وكاتبه

الا انه موجود في السبعينية باليوناني كترجمة ولفظ الحكمة في اليوناني صوفيا هو مؤنث فمثلما فعلت السبعينية في أمثال 8 كتبت تصريفاته مؤنث فأيضا في يشوع بن سيراخ السبعينية كتبت تصريفاته مؤنث. ولان الترجمة العربي هي من السبعينية وليس العبري فكتبته مؤنث مثل السبعينية

رغم ان ترجمات انجليزية مثل القديمة ويكليف كتبت الترجمة مذكر. فالقصة كلها ان سفر يشوع بن سيراخ ترجم من السبعينية وليس العبري.

فالملخص لان العبري فيه الحكمة لفظ مؤنث ولكن مع أمثال 8 اتخذ تصريفات أحيانا مذكر فترجمت في العبري مذكر رغم ان السبعينية مؤنث ولكن في سيراخ 24 لأنه النص هو السبعيني الذي كتب بالمؤنث أيضا والتصريفات مؤنث فلهذا الترجمة العربي كتبته مؤنث.

وفي الحالتين لا يوجد أي اشكالية في هذا فاللفظ مقصود به حكمة الله أي اقنوم حكمة الله.

اما بالنسبة للشكينة فالشكينة كمحضر الله رغم انه لفظ في اغلب استخداماته مؤنث وأيضا في بعض الأحوال مذكر ولكن هو باعتراف اليهود مقصود به المسيا ومحضر الله نفسه الميمرا وقدمت هذا في ملف

تعبيرات قالها المسيح عن نفسه وأطلقت عليه تؤكد انه هو الشكينة مجد الله وحضور الله وظهور الله

فأكرر لا يوجد إشكالية ان لفظ الحكمة مؤنث ومقصود به اقنوم الحكمة المسيح سواء اخذ تصريف مذكر او مؤنث مثل الشكينة هو محضر الله ذاته وعن المسيح سواء اخذ تصريف مذكر او مؤنث



والمجد لله دائما