هل ترتليان وسوستام والاباء اهانوا المرأة في المسيحية؟



Holy_bible_1

July 6, 2023



الشبهة



انتشر في كثير جدا من المواقع الإسلامية النص التالي

"يقول القديس ترتليان: إنها – أي المرأة - مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان، ناقضة لنواميس الله، مشوهة لصورة الله (الرجل) و يقول القديس سوستام من اهم قديسي الكنيسة عن المرأة : إنها شر لا بد منه، و آفة مرغوب فيها، و خطر على الأسرة و البيت، ومحبوبة فتاكة، ومصيبة مطلية مموهة "

الرد

رغم وضوح مكانة المرأة في الكتاب المقدس وإنها نظير الرجل على عكس الإسلام

ولكن لهجوم المسلمين المتكرر فتكلمت سابقا عن مكانة المرأة في الكتاب المقدس في ملفات مختلفة ممن يتصيده المسلمون خطأ مثل

لتصمت نساؤكم في الكنائس هل هذا ضد المساواة بين الرجل والمراه 1 كونثوس 14: 34

هل الكتاب ضد المراه عندما طلب ان تتعلم بسكوت وخضوع ؟ 1 تيموثاوس 2: 11

الرد علي نجاسة المراه في العهد القديم

كيف يقول الكتاب المقدس المراه انها هي الشر

كيف يستخدم الرب المرأة كمثال النجاسة

هل يتفق قداسة الله مع ولادته من امرأة

وكلهم رأينا عدم امانة المشككين في ادعاءاتهم والعكس هو الصحيح وهو ان الكتاب كرم المراة ومجدها وساواها بالرجل من البداية وحتى في هذه الأمثلة التي اقتطعوها من سياقها

وسبب كثرة الملفات ان الإسلام الذي اهان المراة جدا وبوضوح، فكعادة المسلمين عندما يتضح عري ديانتهم بما فيها من فكر مهين فيلجؤون لإلقاء التهمات على الكتاب المقدس كذبا مدعين ان به نفس الامر. رغم ان هذا ليس دفاع بل هروب ومغالطة منطقية.

وهذا الملف هو رد على محاولة أخرى وأقدر أقول كاذبة للتالي

أولا رغم انتشار هذا الاقتباس في كم ضخم من المواقع الإسلامية ورغم هذا لم أجد في أي منهم أي مرجع من اين أتوا بهذه الادعاءات الذي أقدر أقول انها كاذبة. فلم يضع أي موقع منهم مرجع لأي هذا الكلام وهذا يوضح انه رغم ووجود هذا الكلام في كم كثير من المواقع الإسلامية الا انهم مثل البغبغانات ينقلون من بعض دون ان يتحقق أي منهم من صحة الكلام. أقدم مصدر وجدت فيه هذا الادعاء هو كتاب قديمة اسمه الحجاب لأبي الأعلى المودودي وهو لم يقدم مصادر لادعاءاته وكعادة المسلمين نقلوا من بعض دون التأكد لان امة اقراء لا تقرا مثل نبيها الذي لا يقرأ.

ثانيا لم أجد في كل موسوعات الإباء قديس قديم باسم سوستام فلا اعرف من اين اخترعوه؟ من سوستام هذا يا مسلمين؟

ثالثا ترتليان لم يلقب بقديس بل لقبه علامة أي معلم فهو أصلا رفض لأنه سقط في هرطقة في اخر حياته

رابعا وهو الاهم لم أجد مقولة بمثل هذا النص للعلامة ترتليان في كل كتاباته في موسوعة ANF

فكيف نرد على مقولات لم اجدها ولم يقدم المشككين أي مرجع عليها؟

المهم باختصار حتى لو افترضنا جدلا فقط ان ترتليان قال هذا الذي ادعوه

تكلمت عن العلامة ترتليان سابقا في عدة ملفات مثلا

هل العلامة ترتليان سقط في بدعة ماني

ولهذا اكرر أشياء بسيطة باختصار

أولا العلامة ترتليان هو قبل ان يؤمن بالمسيحية عندما كان وثني كان يعيش حياة خطية بما فيها الزنا ولكن عندما امن بالرب يسوع المسيح له كل المجد بدأ العلامة ترتليان حياة التوبة ويحارب الخطية التي كان متعود عليها وان يعيش حياة الطهارة ولهذا كان بالنسبة له الشهوة خطية يحاربها ويعاني منها وقد يكون هذا أحد الأسباب الغير مباشرة لسقوطه في بدعة المونتانيين Montanism التي بسببها طرد من الايمان وأصبح مرفوض فهي في نقطة المرأة ترى ان العلاقة الزوجية شر وتنادي بالنسك الشديد أي هو رفض لأنه سقط في هرطقة من مبادئها كره المرأة

فباختصار

من كتاب سير القديسين والشهداء

"العلاّمة ترتليان العلامة ترتليانوس، ترتليانس، ترتوليانوس

يعتبر العلامة كوينتس سبتيموس فلورنس ترتليانوس Quintus Septimius Floren Tertulianus

كاهن قرطاجنة أب علم اللاهوت في الكنيسة اللاتينية، من حيث فضله على تقدم المصطلحات اللاهوتية، وأحد المدافعين المسيحيين الأوائل.

ولد في قرطاجنة بأفريقيا حوالي سنة 160 م في جوٍ وثني مستهتر وفاسدكان والده يشغل منصب قائد فرقة رومانية في أفريقيا، وكان يلقب "Proconsula Centurion".

عاش في حياة فاسدة اعترف عنها حين صار مسيحيًا، إذ قال: "حقا إنني أعرف أن ذات الجسد الذي مارست به الزنا أبذل كل الجهد ليحفظ الآن العفة"، وقد مارس الرياضة العنيفة في المسارح (دفاعه 15: 5)، وأمور أخرى ارتكبها لا يريد أن يذكرها، إذ قال: "أفضل بالأكثر ألا أتحدث عنها حتى لا أحيي ذكراها فيّ".

نال ثقافة لاتينية ويونانية على مستوى عالٍ، وتُظهر كتاباته معرفة كبيرة بالتاريخ والفلسفة والشعر والأدب القديم والمصطلحات القضائية وكل فنون المحاماةلقد مارس المحاماة بعد تكريس حياته لدراسة القانون، ثم صار فيما بعد أستاذًا للبلاغة في بلده.

بينما كان منهمكًا في الملذات الجسدية وحياة الترف انسحب قلبه نحو حياة المسيحيين المقدسة وثبات شهدائهم واحتمالهم الآلام بصبر وفرح، فاعتنق المسيحية وهو في الثلاثين من عمرهتحولت كل طاقات معرفته وقدراته وفصاحته لخدمة الكنيسة، وصار مجادلاً كل مقاوميها من وثنيين ويهود وهراطقة بغيرة شديدة.

للأسف ما بين سنتي 202، 205 م سقط في بدعة المونتانيين Montanism، إذ ادعى مونتانيوس أنه البارقليط الموعود به في الإنجيل؛ ولا نعرف إن كان قد رجع إلى الكنيسة الجامعة مرة أخرى قبل وفاته أم لا. 

يرى القديس جيروم انه سيم كاهنًا قبل سقوطه في المونتانية، وإن كان بعض الدارسين يظنون انه بقيّ علمانيًا (من الشعب). يرى البعض أنه مات حوالي سنة 225 م وآخرون أنه بقيّ إلى حوالي سنة 240 م .

بعد انحرافه الي هذه الهرطقة هو استقل بمجموعة منها وغير بعض افكارها الي الفكر المستقيم ولكن للأسف احتفظ ببعض أفكار المونتانية الأخرى."

فلهذا كون ان ترتليان الذي حورب بهذه الشهوة بسبب حياته السابقة قبل الايمان قد يكون دفعه ان يتحاشى النساء تماما

واكرر لم أجد المقولة التي قدمها المشككين بدون دليل. ولكن في المقابل العلامة ترتليان تكلم كثيرا عن مكانة الكنيسة للمسيح مثل مكانة المراة للرجل وهذا قاله نصا في

ANF03- Chapter XXI.--As Free-Will Actuates an Individual So May His Character Change. Page 271

وأيضا تكلم بطريقة رائعة عن مكانة السيدة العذراء بل وقال ان نبوة جزع يسى هي مريم العذراء

And that the virgin of whom it behoved Christ to be born (as we have

above mentioned) must derive her lineage of the seed of David, the

prophet in subsequent passages evidently asserts. "And there shall be

born," he says, "a rod from the root of Jesse"--which rod is Mary--"and a flower shall ascend from his root:

ANF03- Chapter IX.-Of the Prophecies of the Birth and Achievements of Christ.Page 217

وتكلم عن المرأة في العهد الجديد والقديم بطريقة رائعة.

فاعتقد الشبهة انتهت واتضح ان ما قاله المشككين هو كذب كالعادة.

اما الان أقدم مفاجأة للمسلمين الذين استشهدوا بسوستام فاكرر لا يوجد قديس ولا أحد الإباء ولا غيره بهذا الاسم ولكن مقولة

a necessary evil, a national temptation, a desirable calamity, a domestic peril, a deadly fascination, and a painted ill

شر لا بد منه، وفتنة قومية، وبلية مرغوبة، وخطر داخلي، وفتنة قاتلة، ومرض مرسوم

فهي تهمة اتهم بها القديس يوحنا ذهبي الفم لاحقا رغم انها غير موجودة في كتاباته

وأول من ادعى هذا شخص في القرن 15 م

Malleus Maleficarum (Part I, Question VI), published by Heinrich Kramer in 1486

أي بعد القديس يوحنا ذهبي الفم بعشر قرون وادعى انه قالها في تفسيره لإنجيل متى 19 ولكن درس العلماء هذا ولم يجدوا هذا الادعاء وبالفعل من يرجع لتفسير القديس يوحنا ذهبي الفم لإنجيل متى 19 بطوله لن يجد هذا التعبير. وارجعوا لكتاب

Nicene and Post-Nicene Fathers. Volume X. Homilies on the Gospel of St. Matthew

Homily LXII. Matt. XIX. 1.

Homily LXIII. Matt. XIX. 16.

Homily LXIV. Matt. XIX. 27.

ولن تجدوا فيه أي شيء من هذا القبيل لا من قريب ولا من بعيد

فلهذا يصنف من الادعاءات المنسوبة كذبا للقديس يوحنا ذهبي الفم Misattributed

https://en.wikiquote.org/wiki/John_Chrysostom

بل القديس يوحنا ذهبي الفم مدح المرأة كثيرا جدا في كتاباته.

فلهذا الشبهة ليس لها أصل وفقط محاولة فاشلة من المسلمين الذين يغشون من بعضهم ويذكرون أسماء ليس لها وجود مثل سوستام ولا يراجعوا المصادر المهم أي شيء حتى لو كذب ليهاجموا به المسيحية وهذا لأنهم يعرفوا ان ديانتهم حقرت من المرأة جدا ورسولهم الذي شبه المرأة باحقر الأشياء ولا اريد ان الوث مسامعكم بهذه الاوصاف الغير لائقة فلن اتطرق اليها ولكن هم يعرفوا هذا جيدا فماذا يفعلوا!!! يخترعوا أشياء كاذبة على العقيدة المسيحية املا ان يضللوا الناس عن فاجعة دياتهم. ولكن العكس صحيح الكتاب المقدس والاباء بل حتى كثير الهراطقة الذين من أصل مسيحي تكلموا عن روعة مكانة المرأة في الايمان المسيحي وتساويها بالكامل مع الرجل

رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 28

لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.

ووجود نبيات مثل بنات فيلبس اعمال 21 وتساوي الرجال مع النساء في كل شيء حتى في الصلاة اعمال 1: 14 بل وتذكر الزوجة قبل اسم زوجها رومية 16: 3 وجعل منها خادمة الكنيسة مثل فيبي رومية 16: 1 وشماسات أيضا. بل وفي العهد القديم قاضيات مثل دبورة قضاة 4:4 وليست قاضية فقط بل قائدة جيش أيضا وغيره. فكل محاولاتهم فاشلة ويبقى الإسلام اهان المرأة جدا وحقر منها لانه ليس من عند الخالق فلهذا يحقر نصف الخليقة. ويبقى الكتاب المقدس الذي كرم المرأة لأنه من عند الاله الحقيقي الذي خلق المرأة من البداية نظير للرجل.



والمجد لله دائما