هل الرابع عشر من نيسان والفصح هو خميس العهد أم الجمعة العظيمة؟

متى 26 ومرقس 14 ولوقا 22 ويوحنا 13





د. غالي

June 23, 2015



الاعتراض:

العشاء الأخير الذي أقامه المسيح مع تلاميذه والمسجل في الثلاث اّناجيل متى ومرقس ولوقا بأنه عشاء الفصح. ويقول عنه المسيحيين هو الرابع عشر من نيسان وأن يوم أحد الشعانين هو اليوم العاشر من نيسان وقت اختيار خروف الفصح للحفظ فيكون الخميس هو الرابع عشر من نيسان. ولكن الجمعة العظيمة هي التي ذبح فيها الفصح، والمفترض أن الفصح يذبح في الرابع عشر من نيسان أي الجمعة كان المفروض هو الرابع عشر من نيسان فيكون أحد الشعانين ليس العاشر من نيسان وعشاء المسيح ليس الفصح. فأي منهما هو الرابع عشر من نيسان الصحيح ولماذا التناقض؟

















الرد:

تم التطرق لفكرة مشابهة في موضوع "الرد على ادعاء اختلاف بين الثلاث اّناجيل مع إنجيل يوحنا في توقيت عشاء الفصح." ولهذا ما سيقدم هنا هو تلخيص لبعض النقاط وإضافة نقاط أخرى.

وباختصار بدراسة التاريخ اليهودي سيتضح أنه لا يوجد تناقض رغم أنه يبدوا ظاهريًا. لأن ذبح الفصح هذا مثبت أنه يحدث في نهاية اليوم الرابع عشر من نيسان. ولكن أيضاً ما أكله الرب يسوع المسيح مع تلاميذه يوم خميس العهد مساء اليهود يلقبونه بوضوح عشاء الفصح. ولكن لو الفصح هو الجمعة العظيمة الذي صلب فيه الرب يسوع المسيح هو 14 نيسان وقت ذبح خروف الفصح، فيصبح خميس العهد هو 13 نيسان والأربعاء 12 نيسان والثلاثاء 11 نيسان والإثنين 10 نيسان وأحد الشعانين هو 9 نيسان وفي نهايته ليلة 10 نيسان. وفي 10 نيسان تبدأ شريعة الحفظ بعد ان يكون تم اختيار الرب يسوع المسيح (سواء يوم أحد الشعانين أو يوم الإثنين الذي كان الرب يسوع المسيح أيضًا في الهيكل).

ولكن لو كان الفصح الذي وقت عشاء الفصح يوم الخميس مساء الذي حول فيه الرب يسوع المسيح الفصح إلى سر التناول أي هو 14 نيسان فيكون الرب يسوع المسيح صلب الجمعة 15 نيسان ويكون الأربعاء 13 نيسان والثلاثاء 12 نيسان والإثنين 11 نيسان وأحد الشعانين 10 نيسان. لمعرفة هذا يجب أن يتم تأكيد هل البداية هي الصلب الجمعة العظيمة وذبح خروف الفصح 14 نيسان، أم 15 نيسان. والرسم التالي يوضح الفرق بين الإثنين

شكل 1. العشاء الأخير نهاية 14 نيسان والصلب 15 نيسان.

شكل 2. العشاء الأخير نهاية 13 نيسان أي بداية ليلة 14 نيسان والصلب 14 نيسان.

وسيتم تقسيم الرد عدة أجزاء، ما قاله العهد القديم والتاريخ والتقليد اليهودي وما قاله المبشرين الأربعة. وكيف كلامهم يتطابق مع الفكر اليهودي. وبهذا سيتضح الموقف بالكامل.

أولا ما قاله العهد القديم:

ما هو توقيت عيد الفصح والفطير باختصار مؤكدًا بآيات من العهد القديم. اليوم اليهودي هو مساء وصباح بدليل: " وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلًا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا." (سفر التكوين 1: 5). فهو يبدأ ببداية المساء وينتهي بنهاية النهار.1 أي بعد اختفاء أخر شعاع شمس لليوم السابق ويسود الظلام هو بداية اليوم ويستمر حتى أخر شعاع شمس النهار التالي. فعندما يقال يوم 14 نيسان يقصد به مساء ثم نهار. وعندما يقال يوم 15 يقصد به مساء ونهار أي الليلة التي بعد انتهاء نهار 14 نيسان ونهار 15 حتى انتهاء الغروب.

الفصح كان يذبح بين العشاءين " فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ." (سفر اللاويين 23: 5). وتعبير العشاءين له قصة كبيرة سيتم شرحها أكثر في التقليد اليهودي. ولكن هو باختصار ساعتين ونصف بعد انتصاف الشمس في النهار وبعد الذبيحة المسائية.2 أي لو انتصفت الشمس الساعة الثاني عشر ظهرًا يكون بعد الثانية ونصف ظهرًا (أي نهاية الساعة السادسة ونحو الساعة التاسعة). وأيضًا يوجد عدة تنظيمات لها مرتبط بالتقدمة المسائية ومرتبط بهل اليوم سبت أم جمعة سابق لليلة السبت وأمور أخرى كثيرة.

ومع الفصح لا يؤكل مختمر بل فقط فطير " وَقَالَ مُوسَى لِلشَّعْبِ: «اذْكُرُوا هذَا الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَا. وَلاَ يُؤْكَلُ خَمِيرٌ." (سفر الخروج 13: 3). فلا يؤكل خمير مع الفصح، " لاَ تَذْبَحْ عَلَى خَمِيرٍ دَمَ ذَبِيحَتِي، وَلاَ تَبِتْ إِلَى الْغَدِ ذَبِيحَةُ عِيدِ الْفِصْحِ." (سفر الخروج 34: 25). وهو أول أيام الفطير أي الذي يؤكل فيها الفطير، " سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيرًا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ" (سفر الخروج 12: 15). ولا يؤكل أي مختمر بداية من قرب انتهاء يوم 14 نيسان " وَأَكَلُوا مِنْ غَلَّةِ الأَرْضِ فِي الْغَدِ بَعْدَ الْفِصْحِ فَطِيرًا وَفَرِيكًا فِي نَفْسِ ذلِكَ الْيَوْمِ." (سفر يشوع 5: 11). ويلقب عيد الفصح مع عيد الفطير " فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، يَكُونُ لَكُمُ الْفِصْحُ عِيدًا. سَبْعَةَ أَيَّامٍ يُؤْكَلُ الْفَطِيرُ." (سفر حزقيال 45: 21). لأن في الفصح أيضَا لا يؤكل فطير. ثم بعد ذلك يستمر سبعة أيام عيد الفطير من الخامس عشر إلى الحادي والعشرين. وعيد الفطير فيه يومين عظيمين اليوم الأول وفيه يؤكل الفصح في نهاية 14 نيسان واليوم الأخير محفل مقدس. وأيضًا أي سبت يأتي في عيد الفطير يعتبر سبت عظيم. أعداد أكثر من العهد القديم،

"1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي أَرْضِ مِصْرَ قَائِلاً:2 «هذَا الشَّهْرُ يَكُونُ لَكُمْ رَأْسَ الشُّهُورِ. هُوَ لَكُمْ أَوَّلُ شُهُورِ السَّنَةِ. (هذا شهر نيسان ويعرف بدايته من رؤية هلال الشهر وعندما يرى الهلال يعتبر هذه ليلة أول يوم في الشهر) 3 كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ: فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الآبَاءِ، شَاةً لِلْبَيْتِ.4 وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيرًا عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْوًا لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أُكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. 5 تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَرًا ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. 6 وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ". (يبقي من اليوم العاشر إلى اليوم الرابع عشر. ويوم الرابع عشر قبل نهايته يذبح خروف الفصح بين العشاءين). 7 وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. 8 وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. (أي يؤكل بعد ذبحه بساعات قليلة فقد تكفي لرش الدم ثم شويه فيذبح قبل أخر نهار 14 نيسان ويؤكل ومع بداية ليل 15 نيسان. واليوم الرابع عشر قبل نهايته مع عشاء الفصح لا يكون خمير. وأول يوم الخامس عشر مساء أول يوم يؤكل فيه الفطير فقط لمدة سبع أيام من 15 نيسان إلى 21 نيسان).9 لاَ تَأْكُلُوا مِنْهُ نِيئًا أَوْ طَبِيخًا مَطْبُوخًا بِالْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. 10 وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. (أي ما يتبقى من خروف الفصح إلى صباح 15 نيسان يحرق بالنار) 11 وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 12 فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَامًا بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. 13 وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. 14 وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَارًا فَتُعَيِّدُونَهُ عِيدًا لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. 15 «سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. الْيَوْمَ الأَوَّلَ تَعْزِلُونَ الْخَمِيرَ مِنْ بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ خَمِيرًا مِنَ الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْيَوْمِ السَّابعِ تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. 16 وَيَكُونُ لَكُمْ فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. لاَ يُعْمَلُ فِيهِمَا عَمَلٌ مَا إِلاَّ مَا تَأْكُلُهُ كُلُّ نَفْسٍ، فَذلِكَ وَحْدَهُ يُعْمَلُ مِنْكُمْ. 17 وَتَحْفَظُونَ الْفَطِيرَ لأَنِّي فِي هذَا الْيَوْمِ عَيْنِهِ أَخْرَجْتُ أَجْنَادَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فَتَحْفَظُونَ هذَا الْيَوْمَ فِي أَجْيَالِكُمْ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً. 18 فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، مَسَاءً، تَأْكُلُونَ فَطِيرًا إِلَى الْيَوْمِ الْحَادِي وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ مَسَاءً.19 سَبْعَةَ أَيَّامٍ لاَ يُوجَدْ خَمِيرٌ فِي بُيُوتِكُمْ. فَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ مُخْتَمِرًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ، الْغَرِيبُ مَعَ مَوْلُودِ الأَرْضِ. 20 لاَ تَأْكُلُوا شَيْئًا مُخْتَمِرًا. فِي جَمِيعِ مَسَاكِنِكُمْ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا». (سفر الخروج 12: 1-20).

في نهاية اليوم الرابع عشر الوقت الذي يذبح فيه الفصح لا يجب أن يكون هناك أي خمير متبقي في البيت أي يكون تم نزعه قبل ذلك وهذا المساء هو بداية عيد الفطير لأن الفصح هو أول أيام الفطير فعيد الفطير من 15 إلى 21 ولكن يوم 14 يعتبر أول أيام الفطير لأنهم قبل عشاء الفصح لابد أن ينزعوا الخمير من البيت. ويستمروا أسبوع لا يأكلون الخمير بل فقط فطير وهو من نهاية اليوم الرابع عشر وقبل بداية الخامس عشر وقت ذبح خروف الفصح والسبعة أيام التاليين هم 15 و16 و17 و18 و19 و20 و21.

نفس الشرح يتكرر في "6 سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ فَطِيرًا، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ عِيدٌ لِلرَّبِّ. 7 فَطِيرٌ يُؤْكَلُ السَّبْعَةَ الأَيَّامِ، وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ مُخْتَمِرٌ، وَلاَ يُرَى عِنْدَكَ خَمِيرٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ." (سفر الخروج 13: 6-7). وأيضًا "14 «ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تُعَيِّدُ لِي فِي السَّنَةِ. 15 تَحْفَظُ عِيدَ الْفَطِيرِ. تَأْكُلُ فَطِيرًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرْتُكَ فِي وَقْتِ شَهْرِ أَبِيبَ، لأَنَّهُ فِيهِ خَرَجْتَ مِنْ مِصْرَ. وَلاَ يَظْهَرُوا أَمَامِي فَارِغِينَ. 16 وَعِيدَ الْحَصَادِ أَبْكَارِ غَلاَّتِكَ الَّتِي تَزْرَعُ فِي الْحَقْلِ. وَعِيدَ الْجَمْعِ فِي نِهَايَةِ السَّنَةِ عِنْدَمَا تَجْمَعُ غَلاَّتِكَ مِنَ الْحَقْلِ." (سفر الخروج 23: 14-16). وعيد الباكورة هو يوم 16 من نيسان وهو ثاني أيام الفطير أو ثالث يوم من ذبح خروف الفصح. والفصح مؤكد أنه في نهاية نهار اليوم الرابع عشر.

"4 «هذِهِ مَوَاسِمُ الرَّبِّ، الْمَحَافِلُ الْمُقَدَّسَةُ الَّتِي تُنَادُونَ بِهَا فِي أَوْقَاتِهَا: 5 فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، بَيْنَ الْعِشَاءَيْنِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 6 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ عِيدُ الْفَطِيرِ لِلرَّبِّ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُونَ فَطِيرًا. 7 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ يَكُونُ لَكُمْ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا. وهو محفل مقدس لأنه يأكل في الفصح بعد ذبحه في نهاية اليوم الرابع عشر 8 وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تُقَرِّبُونَ وَقُودًا لِلرَّبِّ. فِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَكُونُ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا»." (سفر اللاويين 23: 4-8)

فكما شرح سفر الخروج وسفر اللاويين أن بين العشاءين توقيت ذبح الفصح هو نهاية نهار الرابع عشر قبل بداية ليلة الخامس عشر ويبدأ الاستعداد قبل نهار الرابع عشر. وبعد هذا يأتي اليوم الخامس عشر الذي هو مساء وصباح هو أول أيام عيد الفطير ولكن أكل الفطير بدأ من عشاء الفصح نهاية يوم 14 نيسان فيحسب أيضًا أنه أول أيام الفطير. واليوم السابع كما تم تقديمه هو نهاية عيد الفطير الذي بدايته أكل الفصح ونهايته اليوم 21 نيسان محفل مقدس. وهذا يتكرر عدة مرات للتأكيد:

1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِخُرُوجِهِمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ قَائِلاً: 2 «وَلْيَعْمَلْ بَنُو إِسْرَائِيلَ الْفِصْحَ فِي وَقْتِهِ. 3 فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ تَعْمَلُونَهُ فِي وَقْتِهِ. حَسَبَ كُلِّ فَرَائِضِهِ وَكُلِّ أَحْكَامِهِ تَعْمَلُونَهُ». 4 فَكَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا الْفِصْحَ. 5 فَعَمِلُوا الْفِصْحَ فِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ بَيْنَ الْعَشَاءَيْنِ فِي بَرِّيَّةِ سِينَاءَ، حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى هكَذَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ. (سفر العدد 9: 1-5).

"16 «وَفِي الشَّهْرِ الأَوَّلِ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. 17 وَفِي الْيَوْمِ الْخَامِسَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ عِيدٌ. سَبْعَةَ أَيَّامٍ يُؤْكَلُ فَطِيرٌ. 18 فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ مَحْفَلٌ مُقَدَّسٌ. عَمَلاً مَا مِنَ الشُّغْلِ لاَ تَعْمَلُوا" (سفر العدد 28: 16-18).

1 «اِحْفَظْ شَهْرَ أَبِيبَ وَاعْمَلْ فِصْحًا لِلرَّبِّ إِلهِكَ، لأَنَّهُ فِي شَهْرِ أَبِيبَ أَخْرَجَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ مِصْرَ لَيْلاً. 2 فَتَذْبَحُ الْفِصْحَ لِلرَّبِّ إِلهِكَ غَنَمًا وَبَقَرًا فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ لِيُحِلَّ اسْمَهُ فِيهِ. 3 لاَ تَأْكُلْ عَلَيْهِ خَمِيرًا. سَبْعَةَ أَيَّامٍ تَأْكُلُ عَلَيْهِ فَطِيرًا، خُبْزَ الْمَشَقَّةِ، لأَنَّكَ بِعَجَلَةٍ خَرَجْتَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لِكَيْ تَذْكُرَ يَوْمَ خُرُوجِكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. 4 وَلاَ يُرَ عِنْدَكَ خَمِيرٌ فِي جَمِيعِ تُخُومِكَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَلاَ يَبِتْ شَيْءٌ مِنَ اللَّحْمِ الَّذِي تَذْبَحُ مَسَاءً فِي الْيَوْمِ الأَوَّلِ إِلَى الْغَدِ. (سفر التثنية 16: 1-4)

فمن وقت ذبح الفصح في نهاية اليوم الرابع عشر لا يؤكل خمير ويكون نزع من قبله. ومن اليوم الخامس عشر إلى اليوم 21 وهو سبعة أيام عيد الفطير ولكن العيدين يلقبان بعيد الفطير لأن من بداية الفصح ينزع خمير. من هذا ظهر بوضوح العهد القديم الذي وضح أن خروف الفصح يذبح يوم 14 في نهايته ويؤكل في نهاية يوم 14 نيسان وبداية ليلة يوم 15 نيسان وهذا هو التوقيت الذي كان المسيح فيه على عود الصليب وقدم الكفارة عنا لأنه فصحنا. ولكن أرجو ألا يتسرع أحد ويقول إن هذا يعني أن العشاء الأخير كان قبل الفصح. لأن مع دراسة التاريخ اليهودي سيتضح مفاجئات لا يدركها المعترضين. وهي توضح ما فعل المسيح وتلاميذه اليهود أنه هو الأمر المعتاد والطقس اليهودي.

ثانيًا التاريخ والتقليد اليهودي:

محتوى عشاء الفصح اليهودي هذه تم إفراد مستقل به وصف عشاء الفصح بشيء من التفصيل لما بها من رموز كثيرة عن المسيح بعنوان " بعض معاني عشاء الفصح اليهودي".

باختصار شديد أولًا قطعة الفطير وهي خبز غير مختمر به ثقوب وهذه تسمى ماتزا matzah وهي هامة جدًا بما فيه المنديل التي توضع فيه وهو المصنوع من كتان بثلاث تجاويف وهو يعتبر ثاني أهم شيء بعد خروف الفصح. وحاليًا هي الأهم لأنه لا يوجد ذبح لخروف الفصح من وقت هدم الهيكل. وهي تكسر نصفين يأكلون نصف ويتركون الثاني في التجويف الأوسط في المنديل الذي يلقب عندهم بالدفن The horseradish. وهي ترمز لجسد المسيح والمنديل بثلاث طبقاته يرمز للثالوث. وبقية المائدة بقدونس – الأعشاب المرة – خليط المكسرات المطحون مع تفاح – بيض مشوي مكسور – ماء بملح – برتقال -مع إضافة عظمة مشوية لخروف في الطبق ذكرى لخروف الفصح الذي لا يذبحوه لأنه لا يوجد هيكل حاليًا. وكل شيء منهم له رمزه لكن لا يتسع له المجال الأن. وبالطبع مع هذا أربع كؤوس من النبيذ (عصير الكرمة).

يوم الاحتفال بعيد الفصح: بينما يوم السبت اليهودي سهل تحديده لكل أسرة يهودية لأنه اليوم السابع من كل أسبوع. ولكن تحديد بداية شهر نيسان والأعياد المعتمدة على يوم محدد في الشهر هو يعتمد على تحديد رسميًا بداية الشهر. ولأن الشهور العبرية هي شهور قمرية وليست عدد ثابت فهو يبدأ من رؤية الهلال لبداية الشهر القمري. وهذا كان مسؤولية الكهنة والمجمع في أورشليم الذين يراقبون متى يظهر هلال بداية الشهر. وعندما يظهر الهلال ينفخون في الأبواق إعلانًا أن الشهر بدأ هذه الليلة. وبناء عليه يبدأ الشعب يحسبون الأيام للعيد. فهذه الليلة ليلة أول أيام الشهر وفي شهر نيسان يحسبون أربعة عشر ليلة وتكون الليلة رقم أربعة عشر هي ليلة يوم 14 نيسان يوم ذبح الفصح الذي يذبح الفصح في بعد منتصف نهار التالي لهذه الليلة. فقبل تحديد بداية الشهر من غير المستطاع تحديد متى سيكون العيد بالضبط. لأنه صعب في بعض الأحوال تخمين متى سيظهر هلال الشهر التالي وهل سيكون هذا الشهر القمري تسعة وعشرون يوم أم ثلاثون يوم. لأن ممكن يختفي القمر ولا يري له أي هلال في نهايته لمدة يوم أو أثنين قبل أن يظهر هلال الشهر الجديد كما تم شرحه سابقًا. ولكن برؤية الهلال يعلنوا بداية الشهر الجديد وبهذا يعلنوا أن الشهر الماضي كان تسعة وعشرون يوم أي شهر ناقص chaser أم ثلاثون يوم شهر كامل malei. لأنه شهر قمري يستغرق فلكيا 29.5 يوم تقريبًا. وأول يوم يسمى رأس الشهر وهو Rosh Chodesh وهو عيد " انْفُخُوا فِي رَأْسِ الشَّهْرِ بِالْبُوقِ، عِنْدَ الْهِلاَلِ لِيَوْمِ عِيدِنَا." (سفر المزامير 81: 3). مع ملاحظة أن اليهود أحيانًا كانوا يحتفلون برأس الشهر يومًا واحدًا، وأحيانًا كانوا يحتفلون به يومين وهذا لو الشهر تسعة وعشرون يوم يحتفلون برأس الشهر يوم واحد وهو أول يوم في الشهر ولو كان ثلاثون يوم يحتفلوا برأس الشهر يومين وهو يوم 30 من الشهر السابق ويوم 1 من الشهر الجديد. 3

السبب في الاحتفال يومين برأس الشهر هو التالي: قديمًا متى عرفوا إنها أول ليلة في الشهر وهي بداية أول يوم في الشهر (مساء وصباح) يعلنوا بالأبواق هذا ليعرف الشعب في أيام موسى في البرية لم يكن هناك أي إشكالية لأن عندما يعلنون بالأبواق وخيمة الاجتماع في الوسط كل الشعب في المحلة يعرف. ولكن بعد يشوع وتقسيم أرض الموعد وأصبح هناك أسباط في أماكن بعيدة جدًا مثل أسباط الشمال مثل إفرايم (الجليل)، بل وعبر النهر رأُوبين وجاد ونصف سبط منسى. وأيضًا بعد هذا بناء الهيكل في زمن سليمان وما بعده. هؤلاء الأسباط بالطبع لن يسمعون صوت الأبواق فهم يبعدون 170 كم وأكثر عن أورشليم. وهؤلاء أيضًا لا يصلح أن يرسل لهم مرسال أو خطاب لأنه سيستغرق مشي أسبوع من أورشليم للشمال أو بالخيل أكثر من ثلاث أيام. فكان المجمع في أورشليم بعد معاينة هلال بداية الشهر لكي يخبر الأسباط البعيدة بخبر بداية الشهر مباشرة كانوا يشعلون النار في كومة خشبية كبيرة فوق قمم الجبال. وكل مجموعة حراس على رأس الجبال الأخرى يرون النار اشتعلت فيشعلون النار مباشرة وبهذا ينتقل الخبر من جبل لأخر مما يخلق سلسلة من الاتصالات تقود إلى مجتمعات أبعد. وبهذا يرى الأسباط الشمالية والمجتمعات في جميع أنحاء إسرائيل وفي الشتات أيضًا ستعرف أنه بداية الشهر في نفس الليلة ويبدؤون احتفالات بداية الشهر كما يشرح موقع شاباد.4

شكل 3. صور توضيحية لنظام اشعال النيران فوق الجبال للإعلام.

وهذا النظام استمر حتى بعد السبي والرجوع من بابل. بل استمروا يفعلوا هذا حتى للذين بقوا في بابل ليخبروهم ببداية الشهر وحتى زمان الرجوع من السبي كانوا يحتفلون بعيد الفصح بداية من يوم الاستعداد اليوم الذي يبدؤا فيه ينزعون أي خميرة من البيت وهو يوم 14 نيسان قبل ذبح خروف الفصح بعد الظهر أي بعد عبور 14 مساء وصباح. فيعتبرون من أول 14 نيسان العيد بدأ ثم ذبح الفصح في نهاية يوم 14 نيسان بين العشاءين قبل بداية ليلة يوم 15 نيسان في كل مكان سواء في أورشليم واليهودية في الجنوب والجليل في الشمال وغيرها من المناطق ويستمر حتى يوم 21 نيسان. وكل هذا يعتمد على معرفة بداية الشهر وإعلان المجمع في أورشليم لباقي المناطق.

ولكن بدأت تحدث إشكالية كبيرة لليهود بعد الرجوع من السبي بفترة ما بين القرن الخامس والرابع ق م وهي أن السامريين الذين يقعون في منتصف الطريق بين اليهودية والجليل.