من أين أتى أنواع البشر 1 والجزء الرابع والعشرون والفرق بين الإنسان والقردة جينيًا
Holy_bible_1
May 8th, 2024
بعد أن عرفنا اختلاف الانسان عن القردة جينيا وعرفنا تميز الانسان وعرفنا من علم الجينات ان البشرية أتت من حواء واحدة وادم واحد من ستة الاف سنة. فدائما يتكرر سؤال وهو لو كان الله خلق ادم وحواء فقط فمن أين أتى كل أنواع البشر المميزين بأشكالهم والوانهم؟
مصدر هذا السؤال هو مع بداية الاحتلال الأوروبي لقارات جديدة مكتشفة حديثاً فبدأ البعض يتخبط ويقول من أي اتى هؤلاء البشر سواء السود أو الحمر؟
وفي هذا الوقت بدأت تظهر فكرة خطأ وهي محاولة تفسير البعض بما يسمى تكوينات متعددة Polygenesis أي ليس تكوين واحد أي ليس ادم وحواء فقط بل أفراد كثيرين. وهذا خطأ من المسيحيين لأن هذا ضد الكتاب. وهم فقط يقولوا هذا لأنهم يظنوا خطأ ان تعدد أنواع البشر ينفي ادم وحواء رغم ان الحقيقة علم الجينات يثبت العكس كما درسنا تفصيلا في الأجزاء السابقة.
ولكن بعد هذا بدأ يظهر الفكر الإلحادي التطوري وبدا يعتبر ان هذا يخطئ الكتاب المقدس رغم هو سؤال للفكرين التطوري والخلقي بطريقة متساوية ولكن عن عمد أو جهل هذا السؤال غالبا يستمر يتكرر من ملحدين فقط للتشكيك في الكتاب المقدس ولأنهم يؤمنوا بالتطور وان الانسان تطور من افريقيا وكان اسود وبدات يتطور للقمحي والاحمر والاصفر وأخيرا الأبيض. فادعوا كذبا أن الأبيض أكثر تطور من الأسود وترتب على هذا فظائع بشعة قام بها ادعياء التطور من اصطياد السود وسيتم تقديم امثله من هذا في أجزاء لاحقة. وهذا طبعاً مرفوض ولا دليل عليه.
وأيضا الأصعب من ذلك انهم يعترضوا ان ادم وحواء فقط أعطوا كل هذه الجينات بتنوعها لأنهم كانوا أغنياء جينيا ولكن يقبلوا ان قرد وقردة جنوبيين (استرالوبيثيكس) بطفرات أي أخطاء جينية أعطوا كل هذه الصفات البشرية. وأيضا القرد والقردة اصلات أتوا من سمكة من وحيد خلية اتي من شربة عضوية أي ان جد اجناس الانسان كلها شربة وهذه الشربة أتت من صخور. أي الجد الأكبر للإنسان صخرة. ولكن هذا ليس مجالي الأن فهذا تم الرد عليه في القسم الرابع والسادس والسابع. فأركز على الرد مع فقط ملاحظة ان المهاجم ليس عنده حل بديل وما يقوله اسطوري وليس علمي بل وعنصري جدا.
مع ملاحظة ان اتفاق علماء الجينات ان مصدر البشر الحداثى سيبيان هم من حواء واحدة وادم واحد، فهذا أيضا يؤكد ان هذا السؤال ليس للخلقيين فقط بل للتطوريين أيضا. لان الاثنين يتفقوا من الأدلة الجينية اننا كلنا اتينا من حواء واحدة وادم واحد من عصر قريب. فمن اين اتى التنوع البشري ان كان حتى في الفكر التطوري يقر أنه تجمعنا ام واحدة حواء واب واحد ادم من زمن قريب؟
وسأحاول اعرض هذا الامر علميا على قدر ضعفي ومن الكتاب المقدس أيضا. التنوع البشري يمكن تفسيره من خلال أشياء كثيرة جينية ولكن سأقسمهما مجموعتين
أولا مجموعة عوامل بسبب تفاعل البيئة مع الجينات. وعلى سبيل المثال
تأثير الطبيعة على التعبير الجيني بمرور الوقت بعدة طرق
الجينات متعددة التعبيرات
الانحراف الجيني
الانتخاب الطبيعي
الطفرات
وغيرها الكثير وهذه سأشرح أمثلة منها في هذا الجزء
وثانيا انعزال البشر عن بعض وانقسامهم الذي أدى الى انقسام التنوع الجيني
وهذه سيتم شرحها في المحاضرة القادمة وانقسام البشر.
أولا مجموعة عوامل بسبب تفاعل البيئة مع الجينات.
ودرسنا سابقا الطفرات والانتخاب الطبيعي. فندرس معا تأثير الطبيعة على التعبير الجيني بمرور الوقت. في البداية لا أفضل تعبير اجناس البشر لان البشر كلهم جنس واحد وهو الانسان بل وهذا ما اتفق عليه العلم الحديث لأن الاختلافات في جينات البشر لا تذكر واقل بكثير جدا مما يصلح أن يلقب اجناس. ولهذا أفضل تعبير أنواع (تنوع بشري). ومع هذا سأستخدم تعبير اجناس مجازا لأنه للأسف المتعارف عليه.
ولكن لنعرف اختلاف البشر نحتاج تحديد. فما هو الفرق بين الأبيض والأسود والاحمر والاصفر؟ او القوقازي والافريقي والمغولي والهندي او الابواوريجنال. هو بتلخيص شديد الملامح الخارجية فقط ولا يوجد اختلاف داخلي مميز. فالاختلافات في الهيكل العظمي مثل قصر نوع وطول قامة نوع اخر هو ليس أساسي وليس مميز لأنه فقط نسب أي نوع بشري قصير القامة نسبة مرتفعة عن طول القامة ونوع أخر طويل القامة بنسبة مرتفعة عن قصر القامة ولكن في داخل نفس النوع يوجد تنوع في هذه الصفة. فليست صفة تسبب فروق. ولهذا الاختلافات المميزة هي الملامح الخارجية بمعنى لون جلد لون عين لون وملمس الشعر وبعض الصفات الفرعية مثل شكل الانف وشكل جفون العين بسبب ترسيب دهون وغيرها. كل هذا هو صبغات وأنسجة رخوة فقط واغلبها تعتمد على جينات تراكمية. اما الهيكل العظمي والأعضاء الداخلية وكل شيء اخر هو واحد ولا يوجد اختلاف الا تقريبا في اللون.
فمعظم صفات الانسان وهي تعبير عن جينات توجد في أكثر من جين بمعني الصفة الواحدة يتحكم فيها أكثر من جين وأيضا جينات في أكثر من مستوي فليست كل جينات الانسان معبرة أي تنتج بروتينات بل فقط 2% والباقي جينات متحكمة تجعل جينات تعمل وجينات لا تعمل وهي التي كانت تفترض بانها جينات نفايات حسب اراء مدعي التطور.
الجينات السائدة والمتنحية والمتراكمة وغيرها الكثير من انواع الجينات هي التي تعطي التنوع وهو في النهاية انسان وليس جنس اخر ولكن على اختلاف الصفات الموجودة في المحتوي الجيني فهو يعبر عن صفات الانسان. سأشرح هذه الأنواع باختصار شديد جدا لكيلا أثقل على المستمع.
الجينات التراكمية: فمثلا لون العين وغيره من الصفات هي بها بعض الجينات التراكمية بمعني اللون يوجد به جينات تراكمية تجمع الصفات المختلفة. هذه الجينات متى عملت كلها التي تنتج الألوان المختلفة تصل للون العين البني الغامق او الاسود وهو يعتبر الاصح لو كانت تعمل كل الجينات. ولكن لو لم تكن تعمل كلها فلا تتراكم بطريقة كافية للوصول للون الاسود فتتوقف عند مرحلة صبغيات افتح فتعطي العيون الملونة. ومثلها جينات لو الشعر التي تعمل معا لتعطي اللون الاسود ولكن لو تعطل بعضها أو استبدلت بمتنحية فقط فلا تصل للون الاسود فتنتج فقط البني او الاصفر او الأحمر ولو تعطلت بشكل خاطئ لا تنتج لون فيكون الشعر ابيض ونراه باستمرار في Abino
تعدد الطرز المظهرية للجينات: ففي بعض الصفات مثل لون الجلد والعينين يتعدى عشر جينات (لون العين 27 جين والجلد 11 جين). يعطوا تنوع قبل الانعزال ولكن كلهم ممكن يكونوا في ادم وحواء فقط. فبدل ما نتكلم عن الجينات الكثيرة للصفة الواحدة كمثال في لون الجلد لأنه سيصبح معقد جدا فلو اختصرناهم الي ثلاثة للتبسيط والتوضيح سائد ومتنحي
فلو ادم وحواء مثلا
AaBbCc
سيحمل في طياته كل الأنواع. فيخرج منه النوع الأول الأسمر والثاني الأبيض والثالث الأحمر والرابع الأصفر والخامس القمحي. هذا فقط للتوضيح ولكن اللون يتحكم بها 11 جين لهم 13 تنوع قادر على إعطاء كل تنوع البشر.
تعدد الاشكال: وايضا يوجد في الجينات ما يسمي polymorphism تعبيرات أو اشكال متعددة لنفس الجين. هي ظاهرة وجود طرز مظهرية متعددة مختلفة مرتبطة بإنتاج نفس الجين بين افراد المختلفة للمجموعة الواحدة او بين افراد العشائر المختلفة. وتنتج هذه الظهارة من ظاهرة تعدد التعبيرات أي الصفات لنفس الجين. أفضل نموذج ندرسه ليشرح هذا هو المناعة في الانسان الذي بنفس الجينات ينتج اجسام مضادة مختلفة باختلاف الانتيجينات بكم ضخم من التنوع.
يوجد صفة اعادة اتحاد genetic recombination وهو نموذج رائع التصميم. فمثلا في تكوين بعض خلايا كرت الدم البيضاء lymphocytes نوعين خلايا مناعة T &B وبسببهم ينتج تنوع ضخم في الاجسام المضادة immunoglobulins أي Igs وهو استمرارية تغيير ترتيب الاحماض الامينية عن طريق تغيير ترتيب أجزاء تعبير الجين الى RNA التي ينتجها نفس الجينات (الجين DNA لا يتغير ولكن ينتج RNA مختلف عن طريق يستمر في تغيير ترتيب ما ينتجه من RNA) فبه أجزاء ثابته وأجزاء متغيرة (2 ثابت و 44 متغير و27 متنوع و6 ملتحقين) وهذا له القدرة ان يعطي تنوع كثير جدا في انتاج RNA فينتج اجسام مضادة antibodies مختلفة ممكن يصل تنوعها الى 3 * تعبير مختلف كانتجين مختلف في خلايا B cell
Matsuda, F; Ishii, K; Bourvagnet, P; Kuma, K; Hayashida, H; Miyata, T; Honjo, T (1998). "The complete nucleotide sequence of the human immunoglobulin heavy chain variable region locus". The Journal of experimental medicine 188 (11): 2151–62.
هذا تصميم رائع ليناسب عدد كبير من الاجسام المهاجمة كفيروسات وغيرها. ولهذا نظام المناعة قادر على انتاج اجسام مضادة لملايين من الميكروبات والاجسام الغريبة. هذا يجعل نفس الجينات بنفس تصميماتها تنتج في ظروف مختلفة تعبيرات مختلفة. وبما فيها الانسان فمثلا ينتج عين متسعة في ظروف بيئية نقية وعين أضيق في ظروف بيئية مختلفة. او أنف أكبر في مناطق حارة تسمح بتقلقل حرارة الجسم أسرع ولكن تنتج انف أصغر في مناطق باردة يحتاج الجسم ان يحافظ على الحرارة ولا تبرد الشعيرات الدموية رغم ان الجينات شبه متطابقة.
تغير الببتيد: وايضا يوجد شيء اخر يسمي جزء البيبتيد المتغير وهو إلى حد ما يشبه السابق وهو يتكون من عدد صغير من الأحماض الأمينية وهذا الجزء قادر على إخراج أنواع كثيرة من المتغيرات من نفس الجينات ونري هذا المثال واضح أيضا في المناعة وانتاج الاجسام المضادة بنفس الجين الذي لم يتغير.
بمعني ان نفس الانسان بنفس المحتوي الجيني والمعلومات الجينية ولم يتغير فهو نفس الانسان ونفس جيناته بالكامل لم تتغير بل نفس الفرد الواحد جيناته الثابتة بدون طفرات ولا انعزال ولا فقد محتوى ولا غيره تنتج بروتينات مختلفة في ظروف مختلفة. وهذا بسبب وجود مستويات اخري من الجينات التي كانوا يدعوا علماء التطور ان 98% من جينات الانسان هي مهملات ولكن ثبت انها لها دور مهم فبعضها مثلا لا ينتج بروتينات ولكن يتحكم في جينات اخري لتغير من انتاج بعض البروتينات التي تنتجها واعادة تركيبها لتناسب الظروف البيئية المختلفة. وهذا ما نسميه بالتنوع وليس تطور لأنه انتاج صفات مختلفة من نفس الجين وليس اكتساب جينات من العدم. وهذا روعة تصميم لتجعل الانسان بنفس التصميم الجيني يعطي تعبيرات مختلفة مناسبة لبيئات مختلفة تتيح له القدرة على التأقلم.
بل كما شرحت سابقا في موضوعات "اكتشاف مستويات اعلى للدي ان ايه يثبت صحة التصميم وخطا التطور" وجود مستويات أعلى للجينات بالفعل تتحكم فيما هو أكثر من ذلك ولا اريد ان ازيد الامر تعقيدا الان وهو ايضا ما كانوا يدعوا علماء التطور انه جينات مهملات. وهذا ليس تطور ولكنه تنوع واكرر لان الفرق بين التنوع والتطور باختصار شديد ان التنوع هو وجود محتوي تعبيرات مختلفة للجين الواحد الموجود بالفعل من البداية في نفس الجنس حتى لو انتجت قله من الصفات المختلفة مثل الالوان او الاحجام ولكن هو جنس واحد لن يتغير ولكن التطور هو المفروض اكتساب صفات وراثية جديدة اي جينات ومعلومات جينية جديدة من العدم ليس لها وجود سابق ويتحول من جنس لأخر وهذا ما اثبت العلم خطؤه بوضوح.
هذه الأنواع من تغير التعبير الجيني وجد انها تورث. بمعنى أن تغير التعبير الجيني لنفس الجين في ظروف مختلفة هو يورث في بعض الأحوال بعد استمرار تعرض نفس المجموعة البشرية لنفس الظروف لعدة أجيال وتصبح صفة سائدة فينتج مجموعة بشرية مختلف فيهم شكل الانف او العين أو لون أو غيره رغم انهم متشابهين جينيا وتصبح هذه الصفات سائدة.
أيضًا تأثير البيئة بشكل استشعار الكائن نفسه للظروف المحيطة فنفس الجين ينتج تعبير مختلف ولهذا يتشابه البشر في الصفة لوجودهم في نفس الظروف البيئية ويختلفوا عن مجموعة بشرية أخرى في ظروف بيئية مختلفة رغم ان جيناتهم شبه متطابقة.
فمثلا يتغير لون جلد الأنسان بنسب مختلفة في البيئات المختلفة وهذا ظاهرة معروفة ولتوضيحها أضرب مثل مرئي. الارنب الذي يتغير لون فروته من الرمادي للابيض في الشتاء والثلج هو يستشعر هذا وهذا يجعل التعبير الجيني لنفس الجينات المصممة يختلف هذا ليس تطور ولا اكتساب شيء جديد بل تصميم غني من البداية أعطاه هذا المقدرة على تغير التعبير الجيني في البيئات المختلفة.
وهذا العامل يتغير من زمن قصير لزمن طويل أي صفة تحتاج لاجيال طويلة لتتغير وأيضا أجيال طويلة مثلها لتعود وصفة أخرى ممكن تتغير في زمن قصير. فمثلا في شعر الارنب يتغير كل موسم شتاء بينما في المقابل الأسد الذي نمى وبلغ في بيئة معتدلة ينتج شعر غزير ويحتفظ بهذا وهو ينتج شعر اقل لو كان يعيش ويبلغ في بيئة حارة ويحتفظ بهذا حتى مع تغير المناخ.
أيضا الانسان في المنطقة الحارة ينتج ميلانين أكثر فيصبح أغمق أو في المنطقة الجافة لفترة زمنية طويلة يتغير طبيعة البشرة ومسام البشرة عن الذين في منطقة رطبة وهذا لو تكرر في أجيال متلاحقة تصبح سائدة. وكلما طال عدد الأجيال المتعرضة لهذه الظروف كلما ازدادت سيادة الصفة وثباتها بل قد يكون في بعض الصفات ثابتة صعب تغيرها irreversible. بل نفس الامر على ترسيب الدهون في مناطق وقلتها في مناطق أخرى من الجسم وهكذا.
أي ان التأثير البيئي على التعبير الجيني هو يختلف من صفة لأخرى حسب تصميم الجينات لهذه الصفة ويجعل التعبير الجيني مختلف من منطقة لأخرى فيحدث تنوع ظاهري رغم انها نفس الجينات. فلهذا نجد كائنات مناسبة لبيئتها جدا وتأقلمت عليها هذا ليس لأنها اكتسبت شيء جديد ولكن تأثير البيئة على التنوع الجيني المصمم بالفعل وهذا ينطبق على الإنسان أيضا.
فالرب عندما امر الكائنات بما فيهم الإنسان ان تثمر وتكثر وتملا الأرض هو يعرف احتياجهم لتنوعات لتناسب بيئات مختلفة فوضع هذا التصميم الرائع ليسمح بالتنوع. وأيضا أسلوب استشعار لينتج التعبيرات الجينية التي تناسب بيئة مختلفة بما فيهم الأنسان. ولهذا الانسان القمحي متى عاش في بيئة حارة يتغير لونه قليلا ولكن في عدة أجيال يصبح اللون الغالب هو الأسمر. والعكس أيضا الانسان القمحي الذي يعيش في بيئة باردة واشعة شمس اقل يفتح لونه قليلا ولكن بعد العديد من الأجيال يصبح الغالب اللون الفاتح. هذا لا يعمل لوحده بالطبع بل يتأثر بعوامل كثيرة أخرى بما فيها ما يقلل من التعبير الجيني وهو ما نسميه feedback mechanism الذي يوقف التعبير في وقت مناسب
وهذا نراه في حتى انتاج انزيمات وهرمونات لكيلا تستمر وظيفة تعمل باستمرار بدون توقف فتبدأ من مستشعر له تصميمات مختلفة ليحث على بداية العمل ولو وصل لحد كافي من انتاج بروتين او وظيفة يرسل مرة أخرى لكي يتوقف. وهذه منظومة رائعة ولا تصلح على الاطلاق ان تتطور تدريجيا لأنها أي عدم اكتمال فيها هلاك للخلية والكائن ولكن هي تعطي نسب تعبيرات مختلفة في ظروف مختلفة. كل هذا قادر على تفسير التنوع البشري حسب البيئات. ولا اريد ان اعقد الامر أكثر من هذا.
تأثيرات تورث: أيضا تاثير البيئة الذي يورث اختلاف التعبير الجيني لنفس الجين من خلال مجموعات الميثيل فينتج اشكال مختلفة. وشرحت هذا سابقا موضوع ابيجينيتكس في موضوع
اكتشاف مستويات اعلى للدي ان ايه يثبت صحة التصميم وخطا التطور 2 والجزء السادس عشر
ومن يريد التفصيل يستطيع ان يعود لهذا الملف ولكن هو باختصار.
يوجد شيء جيني عجيب وهو لوحده كافي للتفسير التنوع في البشر وغيرهم من الكائنات بغض النظر عن كل ما قلته حتى الان، وايضا يصلح ان يكون مكمل لهم وهو من خلال تأثير البيئة على التعبير الجيني المصمم بطريقة رائعة وتصميمه يسمح بهذا التفاعل ليناسب تأقلم الكائنات في البيئات المختلفة ومنهم الانسان. بل وتورث وايضا وتصبح صفة سائدة مستديمة. وهذا دليل على ان الجينات مصممة بطريقة غاية في الذكاء وهو يسمى Epigenetics او epigenome. وباختصار شديد هو ان هناك مستوى اخر للتعبير الجيني مصمم بطريقة اخرى رائعة تجعله مناسب للبيئة وتغيرها. فالجينات نعرف انها تعبيرية وتحكمية هوكس وتنتج RNA Introns transposones وغيرها. والتعبيرية تعبر بإنتاج بروتينات. ولكن لان هناك جينات كثيرة تتداخل في نفس الصفة او الوظيفة سواء سائدة ومتنحية او تراكمية او متعددة التعبيرات او غيره من الاساليب الكثيرة (كلون البشرة والشعر والعين وغيره من الصفات المميزة) فاكتشف ان هناك طرق اخرى مصممة تساعد على تغيير التعبير الجيني المصمم ليناسب بيئات مختلفة. أحدهم هي ان تأثير العوامل الطبيعية تتدخل عن طريق انه الجين عندما يرى ان الظروف الطبيعية المحيطة تغيرت وليس مناسب أن يبقى نفس تعبيره بالأسلوب السابق ويحتاج تغيير فهو ينتج مجموعة من المركبات الكيميائية توضع على الدي ان ايه نفسه فمثلا منها ينتج مجموعة ميثيل methyl group توضع على المنطقة الجينية. وتسمى وقتها methyl tags علامة او ما يشبه العلم تجعل الوظيفة الجينية المصممة يتغير تعبيرها أي تجعله يبدا يعبر او يتوقف عن التعبير أو ينتج تعبير مختلف أو نسبة اعلى او أقل بما هو مناسب للظروف المحيطة. فهي تقوم بوظائف سواء لتنشيط أو التثبيط أو التغيير وغيره