الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى هل الثالوث تعدد، وهل الحوار والمشورة في الثالوث تعدد؟
هل الثالوث تعدد، وهل الحوار والمشورة في الثالوث تعدد؟
د. غالي.
4 سبتمبر 2024.
شرح مبسط متدرج للثالوث من الايمان المسيحي والكتاب المقدس:
في البداية لتوضيح أن الثالوث ليس تعدد آلهة. ويجب أن نفهم الثالوث حسب ما نؤمن به كمسيحيين من البداية وحسب ما أعلنه الله بوضوح عن نفسه في الكتاب المقدس، وليس حسب ما قيل من اخرين وديانات أخرى من مفاهيم خطأ عن الثالوث.
أولا لا نؤمن بأن الله ثالث ثلاثة. أي فرد ثالث في ثلاث ألهه. ولا نؤمن بأن هناك تعدد ولا ثلاث ألهه منفصلين. هذا لم يقوله الكتاب المقدس ولا أي أحد من الآباء الأوائل. ومن سيصر على تكرار هذا الاتهام عليه ان يقدمه لفظا واضحا من الكتاب المقدس.
وثانيا لا نؤمن كمسيحيين بأننا قررنا ان نتخذ من المسيح عيسى بن مريم وأمه ألهين من دون الله. هذا لم يحدث فلم نؤله مريم على الإطلاق. ولا نؤمن بان الرب يسوع المسيح إنسان تأله. بل نؤمن بانه الله تجسد وهذا عكس ما يدعيه الإسلام علينا كذبا.
وسأحاول ان اتدرج من تبسيط الى تعبيرات لاهوتية اعلى مؤيدة بأعداد كتابية مختصرة جدا لان هناك الكثير. فمن يشعر ان الموضوع وصل بالنسبة له تعبيرات معقدة يكتفي بالجزء المبسط الكتابي فقط أولا.
في البداية الهنا الاله الحقيقي وحده خالق الكل الغير محدود "هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ" (سفر الملوك الأول 8: 27). هو فوق أي قياس "مَنْ قَاسَ رُوحَ الرَّبِّ، وَمَنْ مُشِيرُهُ يُعَلِّمُهُ؟" (سفر إشعياء 40: 13) ولا يستطيع أحد محدود ان يدرك الغير محدود. "هكَذَا أَيْضًا أُمُورُ اللهِ لاَ يَعْرِفُهَا أَحَدٌ إِلاَّ رُوحُ اللهِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 11). فالله الغير محدود لا تستطيع ان تحتويه حتى في عقلك. فاذا كان عقلنا البشري لا يستوعب كل شيء من العلوم البشرية المحدودة فكيف يستوعب الله الغير محدود. ولكن الهنا الأب المتواضع المحب بسط لنا الامر بطريقة نستطيع ان نفهمها بطبيعتنا المحدودة مثل أي اب يبسط لابنه الصغير امر حتى لو كان اعلى من مستوى الابن. ولم يقل على الاطلاق السؤال عنه بدعة. ففي كتابه المقدس قدم شرح مبسط لطبيعته.
فوضح لنا الكتاب أن الأمر الأساسي أنه إله واحد واساس ايماننا أن نؤمن باله واحد، وتسمى وحدانية (وليس توحيد)، "«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ." (سفر التثنية 6: 4). "فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ." (إنجيل مرقس 12: 29). فهو إله واحد غير محدود ازلي أبدى غير متجزئ موجود لكماله في كل مكان. وأي أحد يحاول ان يتقول على إلهنا أنه ليس واحد هو يسيء لإلهنا ويخالف نص الكتاب الواضح.
فالله واحد وهو موجود عاقل حي. والثالوث واضح في الكتاب المقدس بعهديه بأعداد كثيرة جدا قدمت بعض منها في:
الجزء الثاني من الرد على التشكيك في الثالوث واثني عشر حقيقة ايمانية كتابية عن الله الثالوث.
فيكفي وضوحه في "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ." (إنجيل متى 28: 19). فنحن نؤمن باسم واحد إله واحد وهو الآب والابن والروح القدس في ذات وجوهر واحد. وأول شيء ملاحظة أن تصريف أسم هو مفرد وهذا لا يصلح على تعدد الاله على الإطلاق. فلا يستخدم تصريف مفرد لو كان هناك ثلاث ألهه منفصلين وتعددية. بل حتى لو استخدم الكتاب تعبير ثلاثة يؤكد الوحدانية مثل في "فَإِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ." (رسالة يوحنا الرسول الأولى 5: 7). فاله واحد وهو الآب والابن والروح قدس ثالوث في إله واحد. وهؤلاء الثلاث أقانيم هم ليسوا ثلاث الهة بل إله واحد. لأنه هو جوهر أي كيان واحد. ومثلها " أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»." (إنجيل يوحنا 10: 30). اليوناني أكثر دقة فيقول
εγωG1473 I καιG2532 AND οG3588 THE πατηρG3962 FATHER ενG1520 ONE εσμενG2070 [G5748] EXIST.
ايغو كاي او باتير اين اسمين I AND THE FATHER ONE EXIST. . فنلاحظ في اليوناني كلمة أخرى بعد كلمة واحد وهي كلمة اسمين. كلمة اسمين التي تعني كيان ووجود. فهو حرفيا في اليوناني " انا والاب كيان واحد " فكلمة " اسمين " في اليوناني هو فعل كينونة فهو يتكلم عن كينونته والاب واحد وليس اثنين او اتحاد او توحيد بين ثلاث أشياء فهو كيان واحد. فهو يتكلم عن الوحدانية فلهذا هو كيان واحد وليس توحيدOne not union.
ثلاث اعداد تؤكد ان الثالوث هو وحدانية في كل شيء حتى في العمل لان الآب عامل بالابن في الروح القدس.
الآب: "19 فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، 20 لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ." (انجيل متي 10: 19-20).
الروح القدس: "فَمَتَى سَاقُوكُمْ لِيُسَلِّمُوكُمْ، فَلاَ تَعْتَنُوا مِنْ قَبْلُ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ وَلاَ تَهْتَمُّوا، بَلْ مَهْمَا أُعْطِيتُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَبِذلِكَ تَكَلَّمُوا. لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلِ الرُّوحُ الْقُدُسُ." (إنجيل مرقس 13: 11).
الابن:
"14
فَضَعُوا
فِي قُلُوبِكُمْ أَنْ لاَ تَهْتَمُّوا
مِنْ قَبْلُ لِكَيْ تَحْتَجُّوا، 15
لأَنِّي
أَنَا
أُعْطِيكُمْ فَمًا وَحِكْمَةً لاَ
يَقْدِرُ جَمِيعُ مُعَانِدِيكُمْ أَنْ
يُقَاوِمُوهَا أَوْ يُنَاقِضُوهَا."
(انجيل
لوقا 21:
14-15).
وأيضا
ما يؤكد ان ثالوث في اله واحد "4
فَأَنْوَاعُ
مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرُّوحَ
وَاحِدٌ.
5
وَأَنْوَاعُ
خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرَّبَّ
وَاحِدٌ.
6
وَأَنْوَاعُ
أَعْمَال مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ اللهَ
وَاحِدٌ،
الَّذِي
يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ"
(.رسالة
بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 12:
4-6).
وحتى في الخلق إله واحد خالق فالأب خالق بالابن في الروح القدس وهذا بوضوح كتابيا من أول الكتاب في: "1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.3 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ." (سفر التكوين 1: 1-3). والمسيحيين واليهود متفقين ان "قال" هو الدبار أي الكلمة اللوغوس كلمة الله وقدمت هذا في "اقوال الربوات اليهود عن الثالوث". وهذه الاعداد الثلاث تحتوي على الثالوث بوضوح فعندنا وجود ايلوهيم وروح ايلوهيم وكلمة ايلوهيم.
وعدد مهم لان المتكلم هو الله الواحد ولكنه يؤكد انه به ثلاث أقانيم كتابيا "12 «اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ، وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ: أَنَا هُوَ. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، 13 وَيَدِي أَسَّسَتِ الأَرْضَ، وَيَمِينِي نَشَرَتِ السَّمَاوَاتِ. أَنَا أَدْعُوهُنَّ فَيَقِفْنَ مَعًا. 14 اِجْتَمِعُوا كُلُّكُمْ وَاسْمَعُوا. مَنْ مِنْهُمْ أَخْبَرَ بِهذِهِ؟ قَدْ أَحَبَّهُ الرَّبُّ. يَصْنَعُ مَسَرَّتَهُ بِبَابِلَ، وَيَكُونُ ذِرَاعُهُ عَلَى الْكَلْدَانِيِّينَ. 15 أَنَا أَنَا تَكَلَّمْتُ وَدَعَوْتُهُ. أَتَيْتُ بِهِ فَيَنْجَحُ طَرِيقُهُ. 16 تَقَدَّمُوا إِلَيَّ. اسْمَعُوا هذَا: لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنَ الْبَدْءِ فِي الْخَفَاءِ. مُنْذُ وُجُودِهِ أَنَا هُنَاكَ» وَالآنَ السَّيِّدُ الرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ." (سفر إشعياء 48: 12-16). هو جوهر واحد إله واحد وهو فيه الوجود والكلمة المولود المرسل والروح المنبثق. فهو إله واحد واسم لأله واحد وهو وجود وابن وروح.
مفاهيم أكثر عن الثالوث
نتدرج شوية لأعلى. اما عن كلمة اقنوم فنفضلها لأنها الكلمة الارامي التي نطق بها الرب فهي في الكتاب لفظا وقدمتها تفصيلا في ملف "الرد على اين قال المسيح انا هو الاقنوم الثاني". وقدمت امثلة لأعداد كثيرة منها ما قالها الرب يسوع بالأرامي وبها كلمة اقنوم فهي لفظ كتابي. وعلى سبيل المثال فقط استخدمت في عدد واحد اقنوم على الآب وأيضا على الابن "لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ،" (إنجيل يوحنا 5: 26). "John 5:26 - ܐܰܝܟ݁ܰܢܳܐ ܓ݁ܶܝܪ ܕ݁ܠܰܐܒ݂ܳܐ ܐܺܝܬ݂ ܚܰܝܶܐ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܗܳܟ݂ܰܢܳܐ ܝܰܗ݈ܒ݂ ܐܳܦ݂ ܠܰܒ݂ܪܳܐ ܕ݁ܢܶܗܘܽܘܢ ܚܰܝܶܐ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܀". "John 5:26 - اَيكَنَا جِير دلَابَا اِيت خَيِا بَقنُومِه هَاكَنَا يَهب اَڥ لَبرَا دنِهوُون خَيِا بَقنُومِه." هذا العدد يقول لفظا ان الأب اقنوم وان الابن أيضا اقنوم. وشرحت هذا العدد تفصيلا في "هل تعبير كذالك اعطي الابن ان تكون له حياة في ذاته تشهد على انفصال اقنوم الابن وعدم مساواته للاب (drghaly.com)" فلهذا نستخدم كلمة اقنوم لأنها كتابية نطق بها الرب يسوع.
ولشرح ذات الله أقدر ان اقول لا يقدر أحد ان يعرف الله كل المعرفة لأننا مقيدين بنطاق المحدود لأننا في قيد المادة فلن نستطيع ان ندرك إدراك كامل للغير محدود لان المادة لا تحده وحتى اللغة البشرية غير كافيه للتعبير عن الله الغير محدود وهي عاجزه عن ان تصفه لأنها لغة محدودة لا تكفي ان تعطي مدلولات تشرح اللامحدود ولكن الرب بتواضعه بسط لنا الامر في الكتاب المقدس بطريقة نستطيع ان نفهمها بطبيعتنا المحدودة. فالحقائق اللاهوتية هي فوق مستوى العقل ولكن ليست ضد العقل. بمعنى دراسة علوم كلية الطب هي فوق عقل طفل الابتدائي ولكن ليست ضد العقل ولكن يمكن تبسيط شيء منها له على قدر الإمكان ليستوعب ما يقدر ان يستوعبه. وهكذا طبيعة الله الغير محدود اعلى من عقولنا المحدودة ولكن ليست ضد العقل ولكن تبسط بأمثلة فتفهم بأمثلة مع فرق التشبيه وفرق الحقائق العلمية عن الحقائق الايمانية. وهذا ما قاله معلمنا بولس "فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ، فِي لُغْزٍ، لكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهًا لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 13: 12). فأستطيع ان أصف الله بعقلي المحدود بانه إله واحد وحيد وحدانية في ثالوث. فهو إله واحد ازلي غير متجزئ موجود لكماله في كل مكان. فالله واحد موجود واحد عاقل واحد حي. الآب المصدر والأبن المولود والروح القدس المنبثق. فنؤمن بان الله الواحد هو له ثلاث خواص ذاتيه او اقانيم قائم عليها الذات الالهية الوجود والعقل الناطق والحياة وتعبير قائم عليه الذات هذا كتابي اتى في عبرانيين، "الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الاعالي" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 3). كلمة جوهره υποστασεως هيبوستيزيس او ὑπόστασις كما يخبرنا القواميس على سبيل المثال سترونج تحت رقم G5287:
ὑπόστασις
hupostasis
hoop-os'-tas-is
From a compound of G5259 and G2476; a setting under (support), that is, (figuratively) concretely essence, or abstractly assurance (objectively or subjectively): - confidence, confident, person, substance.
Total KJV occurrences: 5
مكونة من مقطعين ὑπό (هيبو) وتعنى تحت، و (ستاسيس) او ἵστημι (هيستيمي) وتعنى قائم أو واقف او كيان قائم مستمر. وتعني يجلس أسفل او دعامة ومجازيا جوهر ثابت او دعامة مجردة وموضوعية تعني ثقة ثبات شخص جوهر
وبهذا فإن كلمة (هيبوستاسيس) تعنى تحت القائم ولفظيا ولاهوتياً معناها ما يقوم فيه وعليه الجوهر أو طبيعة. وأيضا قاموس ثيور يقول نفس الكلام G5287
ὑπόστασις
hupostasis
Thayer Definition:
1) a setting or placing under
1a) thing put under, substructure, foundation
2) that which has foundation, is firm
2a) that which has actual existence
2a1) a substance, real being
2b) the substantial quality, nature, of a person or thing
2c) the steadfastness of mind, firmness, courage, resolution
2c1) confidence, firm trust, assurance
Part of Speech: noun feminine A Related Word by Thayer’s/Strong’s Number: from a compound of G5259 and G2476
الجالس او الموضوع أسفل وهو الشيء يوضع أسفل كبناية تحتية أي أساس
وهو الشيء الذي له أساس وهو ثابت وهو له وجود فعلي وجوهر له وجود حقيقي وكيان....
أي الثلاث اقانيم أساس يقوم عليه الجوهر الواحد فشرح الثالوث الذي نقوله إله واحد في ثالوث وجوهر واحد قائم على ثلاث اقانيم هو موجود لفظيا في الكتاب المقدس وليس تأليف حديث. وجوهر إلهي واحد يقوم على ثلاث خواص ذاتية هذا ابعد ما يكون عن التعدد الذي يتهموننا به باستمرار فمثال للتوضيح مع فرق التشبيه الضخم: لا يقول أحد عن كيان يقوم على ثلاث خواص او ثلاث قواعد انه ثلاثة كيانات. هذا جهل أو كذب. مع فرق التشبيه أيضا لا يقول أحد عن الانسان الذي هو روح ونفس وجسد انهم ثلاثة من البشر بل انسان واحد. وأكرر للمرة الثالثة مع فرق التشبيه. لأنه على عكس الأمثلة السابقة فهو إله واحد غير مجزء وغير مركب. بل حتى هذا العدد في عبرانيين هو أيضا في الارامي به كلمة اقنوم "الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 3). (Hebrews 1:3) "ܕ݁ܗܽܘܝܽܘ ܨܶܡܚܳܐ ܕ݁ܫܽܘܒ݂ܚܶܗ ܘܨܰܠܡܳܐ ܕ݁ܺܐܝܬ݂ܽܘܬ݂ܶܗ ܘܰܐܚܺܝܕ݂ ܟ݁ܽܠ ܒ݁ܚܰܝܠܳܐ ܕ݁ܡܶܠܬ݂ܶܗ ܘܗܽܘ ܒ݁ܰܩܢܽܘܡܶܗ ܥܒ݂ܰܕ݂ ܕ݁ܽܘܟ݁ܳܝܳܐ ܕ݁ܰܚܛܳܗܰܝܢ ܘܺܝܬ݂ܶܒ݂ ܥܰܠ ܝܰܡܺܝܢܳܐ ܕ݁ܪܰܒ݁ܽܘܬ݂ܳܐ ܒ݁ܰܡܪܰܘܡܶܐ " (" "Hebrews 1:3 " دهُويُو صِمخَا دشُوبخِه وصَلمَا دِايتُوتِه وَاخِيد كُل بخَيلَا دمِلتِه وهُو بَقنُومِه عبَد دُوكَايَا دَخطَاهَين وِيتِب عَل يَمِينَا درَبُوتَا بَمرَومِا ." وهذا العدد يقول "الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الاشياء بكلمة قدرته بعدما صنع باقنومه تطهيرا لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي." فهذا العدد يوضح ان اقنوم الابن هو بهاء مجد ورسم جوهر الله وهو اقنوم من ثلاث اقانيم يقوم عليها الجوهر الإلهي الواحد. فنؤمن باله واحد في ثلاث اقانيم في جوهر واحد. لا نؤمن لا بتعدد ولا غيره من هذه التهم الباطلة الكاذبة التي يدعي بها المسلمون علينا.
نتدرج وتعقيد أكثر. لمن لا يريد يكتفي بهذا. فعرفنا أن الاقنوم هو أساس يقوم عليه الذات الإلهي فالاوسيا او الجوهر واحد لإله واحد يقوم على ثلاث اقانيم أي ثلاث خواص ذاتية مثل الأساس مع فرق التشبيه. وكل خاصية هو ليس نفسه الاخر ولكن خواص ذاتية أي اقانيم لذات إلهي واحد وحيد وبدون أي خاصية من الثلاث اقانيم يكون إله ناقص وهذا خطأ. فالاقانيم:
الآب المصدر والوجود وهو غير مولود وغير منبثق. لان بدون وجود يصبح في فكرنا إله واحد غير موجود وهذا خطأ.
والابن المولود العقل هو الكلمة وغير منبثق. وبدون العقل يصبح في فكرنا إله واحد غير عاقل وهذا خطأ.
والروح القدس المنبثق هو الحياة وغير مولود. وبدون الروح القدس يصبح في فكرنا إله واحد غير حي وهذا ايضا خطأ.
وايمانا بالله الواحد في الثالوث لا يعني اننا نؤمن بثلاث الهة لأنه إله واحد ذات واحد جوهر واحد كائن واحد بخواصه الذاتية الثالوث في الجوهر الإلهي الواحد.
الوجود واصل الوجود هو الاب هذا لقبه غير مولود وغير منبثق وهو ليس إله مستقل بدون عقل وروح ولا يتم توحيده مع اخر وليس جزء بل هو الله.
والعقل هو الابن هو مولود باستمرار من الوجود اي الاب فهو الابن الوحيد وهو ليس إله مستقل بدون وجود وروح ولا يتم توحيده مع اخر وليس جزء بل هو الله.
والحياة وهو الروح القدس منبثق من الوجود اي الاب وهو ليس إله مستقل بدون وجود وعقل ولا يتم توحيده مع اخر وليس جزء بل هو الله.
فالآب لا يصلح أصلا ان يكون إله مستقل لأنه سيكون غير عاقل وغير حي والابن لا يصلح ان يكون إله مستقل لأنه سيكون مولود غير موجود وغير حي والروح القدس لا يصلح ان يكون إله مستقل لأنه سيكون منبثق غير موجود وغير عاقل وكل هذا بالطبع لا يصلح فهو إله واحد جوهر واحد في ثلاث اقانيم لا يتجزأ وغير مركب. مع ملاحظة حقيقة مهمة وهي أن الاب وجود عاقل حي والابن وجود عاقل حي والروح القدس وجود عاقل حي لأنه إله واحد وجوهر واحد وكل اقنوم ملء الآهوت ""فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا."" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 9). والتميز أن الآب غير مولود ولا منبثق والابن مولودج غير منبثق والروح القدس منبثق غير مولود. فهو إله واحد في ثالوث يقوم على الثالوث الجوهر الإلهي الواحد وليس توحيد وليس تجميع وليس أجزاء ولكن واحد. فالهنا في المسيحيّة واحد، وإن كان اللاهوت الواحد الجوهر الواحد قائم على ثلاثة أقانيم: الآب والابن والروح القدس، أي جوهر واحد وثلاثة أقانيم، غير أن الجوهر غير مقسم وليس تجميع. فليس لكلٍ من الأقانيم جزء خاص منه، بل لكل أقنوم كمال الجوهر الواحد. فالله لا يتجزأ وغير مركب او توحيد من أجزاء. ولهذا كل ما للآب هو للابن وللروح القدس "كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ." (إنجيل يوحنا 16: 15). والابن له كل ما للاب وللروح القدس والآب له كل ما للابن والروح القدس والروح القدس له كل ما للاب والابن. ولكن الابن ليس الآب ولا الروح القدس والآب ليس الابن ولا الروح القدس والروح القدس ليس الآب ولا الابن لأنه ليس نفس الأقنوم والا أصبح اقنوم واحد وهذه هرطقة مرفوضة منذ زمن الآباء. ولكن ثلاث اقانيم أي خواص ذاتية لذات إلهي واحد وحدانية واحد. فان كان خاصية الوجود هو نفسه خاصية العقل هو نفسه خاصية الحياة لما كانوا ثلاث خواص ولكن خاصية واحدة وهذا خطأ فهو إله واحد ذات واحد له ثلاث خواص ذاتية مميزة اقانيم
فالأب هو الله من حيث الجوهر وهو الأصل من حيث الاقنوم
والابن هو الله من حيث الجوهر وهو المولود من حيث الاقنوم
والروح القدس هو الله من حيث الجوهر وهو المنبثق من حيث الاقنوم
والأب والابن والروح القدس إله واحد جوهر واحد ولكن الاب غير الابن غير الروح القدس. فهم ثلاث خواص ذاتية في جوهر واحد، وكل منهم ملء الجوهر.
فالاقنوم هو ليس جزء من الجوهر بل ملء الجوهر أي ملء اللاهوت كما في كولوسي 2: 9 فلهذا الاقنوم هو الجوهر ولكن الجوهر ليس اقنوم واحد فقط بل ثلاث اقانيم فأستطيع ان اقول ان الهيبوستيزيس (اقنوم) مرادف اوسيا (جوهر) ولكن ان تكلمت علي الجوهر؛ فالجوهر (اوسيا) لا يساوي اقنوم لان الجوهر قائم على ثلاث اقانيم وليس اقنوم الواحد ولهذا لا أستطيع ان اقول ان الجوهر مرادف للاقنوم. إذا الاقنوم مرادف للجوهر ولكن الجوهر غير مرادف لاقنوم. ففي الثالوث نؤمن بجوهر إلهي واحد وليس بأقنوم واحد بل إله واحد وحدانية بثلاثة أقانيم نفس الجوهر الإلهي الواحد. وكل ما قدمته حتى الان لا يصف حقيقة الله بالكامل لأنه اعلي من ان ندركه ولهذا قال المسيح "إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟" (إنجيل يوحنا 3: 12). ولكن فقط نفهم ما بسطه لنا الكتاب.
ولكن لماذا الكتاب شرح لنا ان الله واحد في ثالوث؟ ما كان يكتفي بانه إله واحد؟ لا هذا مهم جدا لان الثالوث أهميته في فهم عمل الله للتقرب من الله. ولهذا من لا يفهم الثالوث لا يفهم الخلق أيضا ولا يفهم الخلاص بالصلب والفداء ولا يفهم عمل الله في حياتنا والأب العامل بالابن في الروح القدس، ولا يفهم كيف كان الله موجود بكماله ولا حاجة له للخليقة فلم يكن محتاجا لشيء ولم يكن ينقصه شيء. فأمر هام هو أن الثالوث يوضح كيف ان صفات الله فعالة قبل الخلق. فالثالوث هو يشهد ان الله موجود عاقل حي وأيضا بكل صفاته فعالة منذ الازل حتى قبل الخليقة. فهو محب لو بدون الثالوث كيف كان محب منذ الازل؟ كان يحب من؟ نفسه؟ يسمع من؟ نفسه؟ يكلم من؟ نفسه؟ لكن الثالوث في وحدانية يؤكد فعالية كل صفاه الله حتى قبل الخليقة. فالثالوث لان الله كل صفاته فعالة منذ الازل. ومكتفي بذاته وغير مجبر على خليقة.
ولهذا لندرك هذه الأمور أعلن لنا الثالوث وبسط لنا. ولهذا من لا يعرف الله لا يفهم الثالوث. فالروح القدس هو الذي أرشد كتاب الوحي وارشد الآباء في هذه الشروحات لان "فَأَعْلَنَهُ اللهُ لَنَا نَحْنُ بِرُوحِهِ. لأَنَّ الرُّوحَ يَفْحَصُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَعْمَاقَ اللهِ." (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 10). من قبل الروح القدس هو من يقدر ان يفهم بعض الأشياء عن الله بحسب قدرة تحمله وما يعلنه له الروح القدس اما من رفض روح الله فلا يفهم شيء عن الله. وبالطبع من امن بالرب يسوع المسيح ربا ومخلصا ويريد ان يعرف الابن يعلن له، " كُلُّ شَيْءٍ قَدْ دُفِعَ إِلَيَّ مِنْ أَبِي، وَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الابْنَ إِلاَّ الآبُ، وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ وَمَنْ أَرَادَ الابْنُ أَنْ يُعْلِنَ لَهُ." (إنجيل متى 11: 27). ومن رفض الابن لا يفهم هذه الإعلانات. ولكن كل هذا فقط ندرك بعض الادراك ونعرف بعض المعرفة اما كل المعرفة فستكون في ملكوت السماوات لان الله غير محدود ولإدراك الله الغير محدود سنحتاج زمن لا محدود لمعرفة الغير محدود ومعرفة علاقة الاب والأب والروح القدس، الإله الغير محدود والأبن المولود المرسل بدون انفصال الغير محدود والروح القدس المنبثق المرسل بدون انفصال الغير محدود. فلإدراكه سنحتاج زمن لا محدود وهو الأبدية كما قال الكتاب (العدد الذي يسيء فهمه المشككون) " وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ." (إنجيل يوحنا 17: 3). لأنه مرسل من ذات الله كما قال أرسل كلمته "يُرْسِلُ كَلِمَتَهُ فِي الأَرْضِ. سَرِيعًا جِدًا يُجْرِي قَوْلَهُ." (سفر المزامير 147: 15). وتكررت كثيرا تأكيدا للكلمة الذاتي الغير منفصل عن الآب. المهم هذه هي الحياة الأبدية معرفة الاله وكلمته الذاتية وروحه. فمعرفة الله هو أجمل واحلي وأعظم متعه وهي التي سنقضي فيها الأبدية الغير محدودة. هذه فقط مقدمة.
الرد على المعترضين بطريقة عامة
دائما المسلمين يكرروا أن "الآب والأبن والروح القدس ثلاث ألهه وهذا تعدد ألهه" ويستشهدوا بأي عدد في حوار بين الأقانيم أو تعبير جمع على انه دليل تعدد. ولو حاولنا نشرح لهم يكرروا "انه لا يمكن ان يفهم إذا هو غير منطقي وغير صحيح" ولا ينتبه المشككين المسلمين أنهم يبنون كل شبهاتهم على مغالطة منطقية fallacy وهي argument from incredulity او اسم اخر personal incredulity او التشكيك من خلال صعوبة فهم الشخص فشيء لم تفهمه فتدعي انه غير صحيح وغير منطقي هذا خطأ منطقي. فلو شيء لم تفهمه قد يكون صحيح وانت الذي لم تفهم. أي فكرة شبهتهم هي اصلا مغالطة منطقية بشعة بنوا عليها كل الموضوع وسيكرروها عدة مرات وهي انهم لو لا يفهموا الثالوث (او يصروا على عدم فهمه) فيدعوا أنه خطأ وهذا قاعدة منطقية خطأ فعدم فهمه لأمر لا يعني ان هذا الامر خطأ فالعيب فيهم لأنهم لم يفهموا او يرفضوا بعناد ان يفهموا. وطالما الموضوع مبنى على مغالطة منطقية إذا لا يوجد دليل حقيقي يثبت الخطأ. فيجب ان يقولوا انهم لا يفهموا.
البعض الأخر الذي يأخذ أي عدد يعبر عن الثالوث بوضوح فيدعي أن هذا يعني الانفصال وتعدد الآلهة ويضيف تعبيرات من عنده توحي بالتعدد فهو أيضا يرتكب مغالطة منطقية، لأن من يضيف هذا من عنده هو يقوم بمغالطة منطقية أسمها Misrepresentation أي يقول المراجع ما لم تقوله. وهذه المغالطة هي نوع من أنواع الكذب. فلا يوجد مرجع مسيحي واحد معتمد وبخاصة الآباء قال إنهم ثلاث ألهه منفصلين أو أن الثالوث تعدد الهة. ومن يدعي غير هذا يقدم مراجل تقول لفظا تعدد ألهه أو ألهه منفصلة أو يعتذر عن كذبه.
وللأسف المشكلة في أصلها تكون في التعود على التوحيد والهجوم على الآخر بدون تفكير في اغلاط التوحيد. فهو فكر تربى على تكفير الاخر وافكار مغلوطة عن معتقد الاخر ولا يدرك أن فكره هو الخطأ. مثل أن الله اتخذ صاحبه وغيره من الأفكار الخطأ الكاذبة عن الإيمان المسيحي. فنجد الكثيرين يسألون عن الثالوث بمنهج اتخاذ الصاحبة والإنجاب منها وتأليه هذه الصاحبة وابنها. وهذا كذب على المسيحية.
فرغم ان الإسلام هو توحيد وليس وحدانية ولكن حتى فكرة الوحدانية بدون ثالوث في وحدانية هو خطأ. لان هذا ينسب النقص والتعطيل لله. بمعنى أن قبل الخليقة هل كان الله وحدانية فقط بدون تفعيل صفات أي بدون كلام ولا حياة ولا مشاعر؟ فبدون الثالوث وقبل الزمن هل لم يكن أي شيء في الله ولا حتى صفات فعالة في الله؟ لا مشاعر مثل المحبة ولا كلام ولا أي شيء؟ فالثالوث هو يشهد ان الله حي عاقل وأيضا بكل صفاته فعالة منذ الازل حتى قبل الخليقة لأنها فعالة بين الثالوث. فهو محب لو بدون الثالوث كيف كان محب منذ الازل؟ كان يحب من؟ يحب نفسه؟ يسمع من؟ يسمع نفسه؟ يكلم من؟ يكلم نفسه؟
لكن الثالوث في وحدانية يؤكد فعالية كل صفاه الله حتى قبل الخليقة. فالثالوث لان الله كل صفاته فعالة منذ الازل. ومكتفي بذاته وغير مجبر على خليقة ولهذا أعلن الكتاب مثلا ان الاب يحب الابن "وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلًا: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»." (إنجيل متى 3: 17). هذا تأكيد على أن مشاعر الله فعالة منذ الازل ولا يحتاج للخليقة لكي يفعلها. فأي عقيدة مثل الإسلام ترفض الوحدانية في ثالوث وتنادي باله صمد أي لم يكن صفاته فعالة كيان لا يوجد فيه شيء ولا عقل ولا حياة ولا حتى صفات مثل محبة او سماع او كلام او غيره فكان مجبر ان يخلق الانسان ليفعل صفاته المعطلة من رحمة وسمع وبصر وكلام وغيره.
فالسؤال الذي ينبغي ان نفكر فيه ماذا لو لم يخلق إله الإسلام الخليقة في الإسلام؟ فكيف سيكون ودود بصير سميع كليم؟ فحاشا لله ان يحتاج. واضطر للخلق لكي تصبح صفاته العاطلة عاملة، وهذا يصيب الله بالتغيير. وهذا أيضا كارثة فمن اسماؤه الكليم وهنا السؤال كان يكلم من قبل ان يخلق كان كيان صمد يكلم نفسه؟ ولا كان اخرس واضطر للخلق ليصبح الكليم وليفعل هذه الصفة التي كان يتمناها ولكن كان اخرس؟
تعبير الحوار والمشورة بين الأقانيم في الذات الإلهي الواحد.
لن أحتاج ان اعرض كتاب تلو الأخر مما يتم الاستشهاد بهم في الشبهات المتكررة من المسلمين لإثبات ان هناك حوار بين الأقانيم في الذات الإلهي الواحد فالمشككين يحضروا كتب كثيرة قديمة وحديثة تتكلم عن الثالوث وفقط بكذب يضيفوا تعبيرات مضللة من عندهم انهم ثلاث الهة وتعبير تعدد الهة. وهذا تعبير غير مكتوب في أي كتاب من التي يستشهدوا بهم. واتحداهم ان يخرجوا من الكتب التي استشهدوا بها تعبير ثلاث الهة او تعبير تعدد ألهه أو انفصال الهة. وان فشلوا فيكونوا كشفوا كذبهم.
فالهنا جوهر واحد به ثلاث أقانيم ويوجد حوار بين الاقانيم. وهذا الحوار يلقب بمشورة وهو الحوار في الذات الإلهي الواحد ولكن هذا ليس تعدد فالهنا صفاته مفعلة بما فيها التكلم حتى قبل الخليقة ولم يكن يحتاج أو مجبر على للخلق على عكس إله الإسلام. فنعم الحوار بين الاقانيم في الذات الإلهي الواحد من الكتاب المقدس "تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ، قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا،" (إنجيل يوحنا 17: 1). والآب يتكلم بالابن "كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ،" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 2). هذا نؤمن به وهذا دليل على ان الثالوث حقيقة وليس اختراع كما كانوا يتهمونا كثيرا.
بل حتى اضرب مثال بسيط واعرف انه سيحاول البعض تحريفه ولكن هو للتوضيح من زاوية واحدة فحتى الانسان يوجد في داخله حوار بين الطبيعة الروحية والطبيعة الجسدية "لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 17). ولا يقول أحد ان هذا تعدد في الانسان الواحد. فهذا لا يعني الانفصال والتعدد. ومن يضيف هذا من عنده هو يقوم بمغالطة Misrepresentation أي يقول المراجع ما لم تقوله.
فالهنا كيان واحد "«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ." (سفر التثنية 6: 4). والعدد ينطق في العبري "شماع يسرائيل يهوه ايلوهينو يهوه احاد" وكلمة ايلوهينو من ايلوهيم جمع فهي تنتهي بيود ميم ولكن ليست للتعظيم لأنه لا يوجد صيغة تعظيم في العبري وصيغة التعظيم يكون اسم جمع معه تصريف جمع مثل ""نحن أمرنا" ولكن هو حالة خاصة، بل كما شرحت في ملف الثالوث في العهد القديم وقدمت من المراجع العبرية ان هذا اللفظ ورغم انه اسم جمع ولكنه يأخذ تصريف مفرد في النحو العبري ومعني عام مفهوم هو اسم إله إسرائيل الوحيد الشامل. فهذا تأكيد على الجمع في الوحدانية اي الثالوث في الله الواحد.
وهذه الصيغة لا تصلح أصلا للتعبير عن تعدد ألهه لأن التعدد يستلزم صيغة فاعل جمع والفعل بصيغة الجمع أيضا ولا يستخدم مع التعدد صيغة المفرد على الإطلاق. ولكن إيلوهيم اسم جمع يأخذ تصريف مفرد فهو اسم مهم ويعبر عن الاقانيم.
وتعبيرات مثل "نعمل الانسان" وغيره من تعبيرات الجمع التي ذكرتها في "الثالوث في العهد القديم" ومثل في "وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»." (تكوين 1: 26). فالله هنا يقول نعمل الانسان علي صورتنا كشبهنا وهو جاء في العبري بالجمع فتعبير نعمل هذا التعبير الذي لم يستخدمه الله على اي من الخلائق الأخرى واستخدمه مع الانسان فقط وهذا لان التعبير واضح انها اشاره للثالوث الآب يريد والابن يخلق والروح يعطى حياة وهذا حوار ومشورة بين الثالوث في الذات الإلهي الواحد. لذلك ففي الخلقة الجديدة بالمعمودية ظهر الثالوث القدوس (عيد الظهور الإلهي) فالابن في الماء والروح القدس على هيئة حمامة والآب يقول "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" إعلانًا عن فرحة الآب بعودة البشر إلى حضنه في ابنه الوحيد بتقديس الروح القدس وهذا مشورة الهية في الثالوث.
بمعني ان الذي خلق هو الاب العامل بالابن في الروح القدس ولكن لان هذا خلق مميز سواء في طريقة خلقه او في تكوينه فوضح ان الذي اشترك في هذا الخلق هو الله بثالوث اقانيمه فالآب قرر والابن خلق والروح القدس اعطي حياه وشخصية الاب اراد الانسان وشخصية الابن أحب الانسان وشخصية الروح القدس احتضن الانسان وهذا مشورة وحوار في الجوهر الإلهي الواحد.
وقد اشار فيلو اليهودي ان هذا التعبير يوضح الجمع في الوحدانية. وابونا انطونيوس فكري الذي استشهدوا به قال ان هذا دليل ان الله ثالوث في واحد وأيضًا البابا أثناسيوس قال نفس الأمر. بل يوجد عدد يعبر عن المشورة بين الأقانيم في الذات الإلهي الواحد "ثُمَّ سَمِعْتُ صَوْتَ السَّيِّدِ قَائِلًا: «مَنْ أُرْسِلُ؟ وَمَنْ يَذْهَبُ مِنْ أَجْلِنَا؟» فَقُلْتُ: «هأَنَذَا أَرْسِلْنِي»." (سفر إشعياء 6: 8). فإشعياء الذي في هذا العدد يقول هأنذا أرسلني هو سمع الآب والابن والروح القدس في هذا الحوار في الذات الإلهي الواحد بدليل أن المتكلم واحد، فالمتكلم ادوناي وهو بالمفرد ويقول من يذهب لأجلنا لان هذا الكلام يدور بين الثالوث الاب والابن والروح القدس في الذات الإلهي الواحد. ولهذا يقال له في نفس الاصحاح الذي أكد وحدانية الله من اول عدد أيضا يقال عن الله قدوس قدوس قدوس " وَهذَا نَادَى ذَاكَ وَقَالَ: «قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ الأَرْضِ». " (سفر إشعياء 6: 3) لأنه ثالوث قدوس ورغم هذا يلقبه بالمفرد رب الجنود. وبعد ان يقول لأجلنا يقول بالمفرد فقال لي بالمفرد. وهذا يؤكد عدم وجود تعدد ولا غيره ولكن مع ملاحظة أن رغم انه ذات إلهي واحد ولكن هناك حوار في الثالوث. واعداد كثيرة جدا تؤكد هذا. فنحن نؤمن باله واحد ولكن في الاله الواحد ثالوث الاب والابن والروح القدس ثلاث اقانيم في الجوهر الواحد وبينهم كل صفات الله مفعلة بما فيها صفة التكلم والحوار والمشورة. وهذا لا يوجد فيه أي من التعبيرات الغير أمينة التي يتهمونا بخا فلا يوجد في هذا لا تعدد ولا انفصال.
المشكلة أن المسلمين لا يفهموا سبب اننا نعبد ثالوث في ذات إلهي واحد لان ربنا الذي اختبرنا عمله في حياتنا وأمنا به هذا هو ما أخبرنا به. فنحن لو كان الرب الي اختبرناه قال لنا انه ثلاث الهة منفصلين لما كان عندنا أي إشكالية في هذا. ولو كان أخبرنا أنه واحد وحيد بدون ثالوث أيضًا لكنا أمنا بذلك. لأننا نؤمن بما قاله لأننا اختبرناه في حياتنا وهذا هو حياة الاختبار أو الخبرة الروحية واساس الايمان. ولهذا نؤمن بما يقوله لنا. فهو قال انه ثالوث في وحدانية فنؤمن بثالوث في وحدانية.
فهو ليس انه أخبرنا انه واحد صمد ونحن حولناها في نقية الى ثالوث كما اتهمونا سابقا، ولا انه أعلن انه ثلاث الهة منفصلين واحنا حورناها لواحد خشية مما قد يقال علينا. نحن اختبرنا عمله في حياتنا وامنا به ولهذا تؤمن بما يقوله لنا عن طبيعته.
وأيضا كمسيحيين فعلا نرفض لفظ التوحيد فنحن لا يوجد عندنا توحيد آلهة أو تعدد الهة لنوحدها لتكون توحيد ولكن نؤمن باله واحد ونؤمن بثالوث في إله واحد فهو واحد وليس توحيد والفرق ضخم بينهما. نحن نؤمن باله واحد في ثالوث وليس توحيد الهة. ولا يوجد تعبير توحيد الهة على الاطلاق ليس في المسيحية فقط بل في اليهودية أيضا.
الفكر الإسلامي
واعيب على المشككين ان يقارنوا الثالوث في المسيحية بالتوحيد الإسلامي ولهذا سأضطر ان أرد على المقارنة فاعتذر مرة أخرى لإخوتي الأحباء المسلمين. لا يوجد في الإسلام وحدانية مطلقة بل إله الإسلام مكتوب عنه نصا انه أحد وتوحيد. فالقواميس تشرح الفرق بين وحدانية وبين توحيد. فالوحدانية من مصدر فعل وَحَدَ وأيضا وَحُدَ تعني تفرد واحد وحيد
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/وحدانية/
اما التوحيد من وَحَّدَ (بالشدة وليس الضم). وهو جعل المتعدد واحد (وحد يوحد توحيدا)
فهو يجمع أشياء في شيء واحد مثل توحيد النماذج المتعددة في نموذج واحد