مقدمة القسم التاسع الأنسان والديناصورات وما يقوله التطور عن اعمار الديناصورات
د. غالي
تم اعداده في 2014
تم عرضه في نوفمبر 2025
مقدمة
سندرس في هذا الجزء زمن الديناصورات، وهل فعلا أتت بالتطور منذ 250 مليون سنة وتطور منها الطيور والثدييات وانقرضت منذ 67 مليون سنة؟ أم خلقت في أسبوع الخلق مع باقي الكائنات واستمرت حتى الطوفان ومات أغلبها في الطوفان؟ والذي نجى اندثر لتغير الظروف البيئية ما بعد الطوفان؟ وما هي الأدلة العلمية المختبرة عن هذا الأمر؟ وتؤيد أي من الفكرين؟
الموضوع
يقول المؤمنين بالتطور أن التطور الذي بدأ من أصل مشترك أو من كائن ينقسم ذاتيًا منذ 4.1 مليار سنة في العصر السابق للكامبري.
وسار في رحلة التطور من خلية بسيطة لمعقدة من 2.1 مليار سنة. ثم من 1 بليون سنة تطور التناسل الجنسي. ثم تطور للمملكة الحيوانية منذ 590 مليون سنة. ثم من وحيد الخلية إلى عديد الخلايا في الماء منذ 570 مليون سنة في نهاية عصر ما قبل الكامبري. إلى الكائنات البحرية القديمة المتحركة في الماء التي بدأت تظهر في العصر الكامبري منذ 540 مليون سنة إلى الأسماك القديمة منذ أكثر من 450 مليون سنة في الأردوفيشيان التي بدأ البعض منها يتطور زعانفه إلى أرجل وبدأ يخرج على شاطئ المياه منذ 370 مليون سنة في نهاية الديفونيان ويتطور إلى برمائيات القديمة. ثم منها تطورت الزواحف الأولية القديمة منذ أكثر من 300 مليون سنة في البريميان. إلى بداية الزواحف العملاقة والديناصورات القديمة منذ 250 مليون سنة في بداية التراياسيك. ثم تنوعت الديناصورات حول 200 مليون مع بداية الجوراسيك. ثم ظهرت منها أجناس أحدث منذ 145 مليون سنة في بداية الكيراتيشيس. وتطور منها الثدييات الأولية القديمة جدًا مثل الميجازوسترودون في هذا الوقت أي 220-200 مليون سنة وأيضا الطيور القديمة جدًا مثل الاركيوبتيركس ومنها تطور أجناس أخرى من الثدييات وهي المشيميات منذ 150 مليون سنة ثم إندثرت الديناصورات منذ أقل من 70 مليون سنة تماما (تقريبا 67- 65 مليون) مع نهاية الكيراتيشيس بسبب النيزك المزعوم أو البركان أو تغير الطقس والظروف أو غيره لتصبح الحياة مناسبة لانتشار الثدييات لأن الظروف المناسبة للثدييات غير مناسبة للديناصورات. وظهر وقتها الرئيسيات من المشيميات الثدييات. ثم بدأت تتطور اجناس أخرى منهم القردة القديمة من 28 مليون سنة ثم تطور إلى القردة العليا منذ 15 مليون سنة إلى تحت الإنسانيات والتي خرج منها الغوريلات منذ 8 مليون سنة إلى أشباه البشر منذ 5 مليون والتي خرج منها الشمبانزي ثم الاسترالوبيثيكس منذ 3.5 مليون إلى أول مراحل الهومو منذ 2.5 مليون سنة في مرحلة البليوسين إلى الإنسان الحديث منذ 250 ألف سنة في مرحلة البليستوسين.
ولهذا لا يوجد أنسان لا حديث ولا قديم ولا حتى مراحل وسيطة رأى ديناصور. لأن بينهم 65 مليون سنة. بل ولا حتى أي جنس من أجناس القردة رأت أي جنس من الديناصورات. ولهذا طبقات حفريات الديناصورات لا يوجد فيها إنسان ولا ادواته ولا قردة ولا ثدييات حديثة ولا نباتات حديثة بل أنواع الديناصورات.
بل قال بعض مؤيدي التطور مثل جاكوب أنه لو ثبت أن الانسان رأي وعاش مع الديناصورات هذا يثبت خطأ التطور. فيقول:
Co-occurrence of men and dinosaurs. Such an association would dispel an Earth with vast antiquity. The entire history of creation, including the day of rest, could be accommodated in the seven biblical days of the Genesis myth. Evolution would be vanquished.1
تزامن البشر والديناصورات. مثل هذا الارتباط من شأنه أن يبدد تاريخ الأرض العتيق (القديم). وسيتيح قبول تاريخ الخلق الكتابي بأكمله، بما في ذلك يوم الراحة، في الأيام السبعة المذكورة في أسطورة سفر التكوين. التطور سيكون هزم تمامًا.
لأنه لو وجد الإنسان مع الديناصورات هذا معناه مباشرة أن هذه الملايين المزعومة والحقب ليس لها وجود. وبهذا تكون الأعمار الكتابية هي الصحيحة.
فلهذا مصرين أن يدعوا فرضيات كثيرة على إن الديناصورات أتت بالتطور وسادت واندثرت قبل أن يتطور الإنسان ب 65 مليون سنة. ولهذا هي في حقب ليس لها علاقة بالإنسان. وهذا ما يتم تدريسه كحقيقة لا تقبل الجدل. ولكن من يدقق يجد ما يقولونه هو فرضيات وأدلة دائرية ولكن الأدلة العلمية الحقيقية وليس الفرضيات الخيال العلمي يثبت عكس ذلك. ولهذا رغم الأدلة الضخمة التي تقدم وسأقدم بعضها هنا سيصر مؤيدي التطور على رفضها لأنها تثبت خطأ التطور. وكما قلت سابقا مؤيدي التطور الذين يدعوا إنهم علميين هم في الحقيقة ضد العلم والملاحظات العلمية لإيمانهم بالإلحاد والتطور.
ملحوظة أن بناء على ساعة التطور وهو شيء توضيحي لان صعب تخيل 4.6 بليون سنة هذا فوق مقدرة الانسان الطبيعي ولكن هو تلخيصها في 24 ساعة يمكن للإنسان تخيلها لأنها في نطاق ادراكه. لو تخيلت ان زمن التطور على الأرض من 4.6 بليون سنة حتى الأن هو يقابل يوم واحد من 24 ساعة فقط من نصف الليل كبداية الكرة الأرضية إلى نصف الليل مقابل للوقت الحاضر أي كل 191.5 مليون سنة يقابل ساعة في هذا اليوم من 24 ساعة وكل 3.2 مليون سنة يقابل دقيقة وكل 53,000 سنة عبرت على الأرض هو يقابل ثانية فقط للتخيل. والأرقام التالية تقريبية للتوضيح وبدأنا منتصف الليل تكونت الكرة الأرضية أي 12 منتصف الليل:
4:00 الرابعة صباحا بعد أربع ساعات من بداية الأرض بدأت الحياة بظهور أول كائن وحيد الخلية بسيط ينقسم.
13:00 الواحدة بعد الظهر تقريبا بعد مرور أكثر من نصف يوم (13 ساعة) تحول من وحيد خلية بسيط إلى وحيد الخلية المعقدة.
18:00 أو السادسة مساء تقريبا بعد عبور ثلاث أربع اليوم عرف هذا وحيد الخلية كيف يتكاثر جنسيًا وبدأ يكون بعدها عديد الخلايا
20:00 أو الثامنة مساء تقريبًا بدأت المملكة الحيوانية وحيدة الخلية
20:30 أو 8:30 مساء تقريبا حدث فجأ الانفجار الكامبري وبدأت كل الشعب الحيوانية
22:00 أو العاشرة مساء تقريبا ظهرت النباتات الأرضية
22:30 او العاشرة ونصف مساء ظهرت الحشرات
23:00 أو قرب 11 مساء تقريبا ظهرت الديناصورات
23:40 أو الثانية عشر الا ثلث قبل منتصف الليل ونهاية هذا اليوم ظهرت أول الثدييات والطيور وبعدها مباشرة اندثرت الديناصورات
23:58 أو 12 الا دقيقة ونصف ظهر الجد الأكبر الى القردة
23:59:30 او نصف دقيقة قبل انتهاء اليوم ظهر الانسان اريكتس
ومن 5 ثواني قبل 12 مساء أو انتهاء اليوم ومقابل الوقت الحاضر ظهر الانسان الحديث
أي أن الموضوع يتسارع وليس يتباطأ. هذا فقط للتوضيح. فالإنسان ظهر في أخر 5 ثواني والديناصورات ظهرت وعاشت 40 دقيقة وانقرضت من ثلث ساعة مضت.
ملحوظة أخرى: الملحدين يعرفوا كيف أن الديناصورات هي أمر غاية في التشويق للأطفال فلهذا يستغلوا موضوع الديناصورات باستمرار لمخالفة الكتاب المقدس ولنشر فكر التطور وقدم عمر الأرض في عقول الأطفال حتى من قبل دخول المدارس ولكي يرفضوا الكتاب المقدس من صغرهم متأثرين بقصص الديناصورات من صغرهم. واهم فكرة دائمًا يقدموها كحقيقة وهي لا يوجد انسان رأي أي ديناصور حي كدليل على التطور.
وللأسف يقنعوا كل الاطفال والصغار بهذا فنراه في كتب الاطفال
والملحدين يستغلوا الديناصورات لأنها مشوقة جدا للطلبة كواحد من أكبر الأدلة على التطور والحقب الزمنية. ويغسلوا عقول الكثيرين بها بداية من أفلام الكرتون في الصغر حتى أفلام الخيال العلمي في الكبر واغلبها إن لم يكن كلها يقدم بطريقة تؤيد التطور. فدائما ما يتساءل البعض بعد هذا بطريقة استنكارية كيف توفق الديناصورات مع الكتاب المقدس؟ لأنهم يظنوا إنهما لا يتوافقان.
ولكن هذا السؤال الذي أحيانا لا يدرك مغزاه هو يسأل كيف توفق الفكر التطوري عن الديناصورات والأعمار والحقب بمئات الملايين من السنين التي كانت فيها الديناصورات وانقراضها قبل ظهور الأنسان مع الكتاب المقدس الذي تكلم عن أسبوع الخلق. وهذا غير صحيح فهذه الفرضيات الخطأ لا تتفق مع الكتاب المقدس. ما يتفق مع الكتاب المقدس هي الملاحظات العلمية وليس فرضيات التطوريين الكاذبة.
هم يدعون هذا بناء على فرضيات الأعمار والحقب وأن حفريات الديناصورات موجود فقط في الميسوزويك (هذه الطبقات الثلاث ترياسيك وجوراسيك وكيراتيشيس). ولهذا لو وجدت حفريات ديناصورات في طبقة ستكون من هذا الزمن أي الميسوزويك وحسب نوع الديناصور قديم أم متوسط ام حديث يحدد عمر الطبقة ترياسيك أو جوراسيك أو كيراتيشيس. فتحديد عمر الطبقة قبل قياسها بالمقياس الإشعاعي يحدد بسبب وجود حفريات ديناصورات فيها وأي نوع. وعندما تقاس بالمقياس الإشعاعي يتم اختيار القياس التي يتناسب مع ما تم تحديده. ويتم التخلص من باقي النتائج ولا تنشر وهذا ليس كلامي بل اعترافات علماء التطور كما قدمتها في "شهادات أخرى من علماء التطور على خطأ المقياس الاشعاعي" فمثلا يقول
“In conventional interpretations of K/Ar age data, it is common to discard ages which are substantially too high or too low compared with the rest of the group or with other available data, such as the geological time scale.”2
من الشائع استبعاد الأعمار الاشعاعية التي تكون مرتفعة أو منخفضة جدًا مقارنةً ببقية المجموعة أو ببيانات أخرى متاحة، مثل المقياس الزمني الجيولوجي.
فيتم اختيار العمر الذي يظهره المقياس الذي يناسب العمر الجيولوجي الذي افترضوه ويحذف الباقي. مع ملاحظة أن كل ما نجده منها هي عظام متحجرة فقط ولا يوجد دليل يقول إنها من 65 مليون ولا يوجد عليها علامة تقول من 65 مليون.
وليس فقط هي لا تأتي بتاريخ مكتوب عليها بل لو لا يوجد طبقة بركانية لكي يقاس العمر من المقياس الإشعاعي. أي يكون عمر فرضي ويقال على انه حقيقة. وعرفنا أخطاء وفرضيات المقياس الإشعاعي سابقا وبالتفصيل. فما يقال من اعمار هو ليس كما يظن البعض أنه علم ملاحظ مختبر بل فرضيات
يوجد أربع نقاط تؤكد ان الديناصورات لم تنقرض من 65 مليون سنة وسندرس أدلتها في الأجزاء القادمة وهي باختصار شديد:
أولا كيف تكون انقرضت منذ 65 مليون وبعض عظام الديناصورات يوجد بها أنسجة طرية واوعية دموية حتى الأن وبعضها لم تتحجر بعد (أي غير قديمة) وهذا سيكون عدة موضوعات لاحقا.
ثانيا كيف تكون عظام الديناصورات منذ 65 مليون وكل العظام بدون استثناء التي قيست بالكربون مشع بها كمية منه وهو لا يبقى له أي أكثر بعد 60 ألف سنة. بل اكتشاف DNA في عظام الديناصورات وعمر النصف له هو 521 سنة فقط فلن يستمر أكثر من بضعة الاف من السنين فهو أقصر بكثير حتى من الكربون المشع فهو بعد 5210 سنة سيتبقى منه فقط 0.01%
ثالثا كيف تكون انقرضت منذ 65 مليون قبل البشر وبعض أثار خطوات الديناصورات هي مع خطوات بشرية وأيضًا حفريات الديناصورات موجودة مع حفريات وأدوات بشرية وأيضًا وجود حفريات الديناصورات مع كائنات أخرى المفترض حديثة؟
رابعا كيف تكون انقرضت منذ 65 مليون ورغم هذا الحضارات القديمة رسمت الديناصورات بدقة وصنعت لها تماثيل ووصفتها وتكلمت عن تواجدها في الحضارات القديمة؟
وهذه فيما بعد سأقدم هذه النقاط بشيء من التفصيل ولكن أولا نتكلم عما هي الديناصورات ونظريات اندثارها وما قاله الكتاب المقدس عنها. الكتاب المقدس بالطبع لم يذكر كلمة ديناصورات وهذا للسبب التالي: أول من اخترع كلمة ديناصور هو سير ريتشارد أوين وهذا سنة 1841م.3 (عالم مسيحي).
وهي من مقطعين دينو صورس. دينو أي حيوان باللاتيني وسورس هي يوناني أي ضخم وبمعنى زاحف ضخم. فالكلمة غير موجودة في الكتاب لأنها كلمة حديثة. مثلما لا يوجد كلمة كمبيوتر في الكتاب المقدس لأنها كلمة مخترعة حديثا ولو قيلت لما كانت فُهمت. فلو كتبت في الماضي كلمة ديناصور لما فهم أحد شيء عن كلمة لم تخترع بعد. فالديناصورات هي من الزواحف ولكن زواحف عملاقة مميزة. مع ملاحظة إنه حديثا بدأ يصنف أنواع من الديناصورات أنها شبيهة بالبرمائيات semi-aquatic مثل Spinosaurus.4 وبالطبع هم يعترفون بوجود ديناصورات بحرية مثل الموساسورس وغيره.
سير ريتشارد أوين الذي اخترع كلمة ديناصور هو مؤسس الذي يعرف الأن بالمتحف الطبيعي في إنجلترا وهو بنفسه وقتها كان يعرف كلمة تنانين. بل نجد حتى وقت قريب في هذا المتحف في الآثار القديمة للديناصورات من زمنه مكتوب تحتها تنين مع كلمة ديناصور. فهو لقب التنين بكلمة ديناصور.5
وقبلها بسنة 1840 الباحث Thomas Hawkins سجل 30 نوع من التنانين البحرية،6 أي زواحف بحرية عملاقة وهم ديناصورات ولكن لقبهم تنانين وليس ديناصورات لأن الكلمة لم تكن اخترعت بعد. فحتي منتصف القرن التاسع عشر لم توجد كلمة ديناصور في القواميس الانجليزية ولا غيرها. فلو لم يخترعون هذه الكلمة لظلت حتى الأن باسم تنانين. بل القواميس الإنجليزية القديمة كانت تشرح كلمة تنين بأنه زاحف عملاق.
الذي لا يعرفه الكثيرين ان ريتشارد اوين الذي سمى التنانين ديناصورات وأنشأ المتحف البريطاني كتب كل هذا لمجد الله to the glory of God وهذا على باب المتحف في الماضي
وكان تمثاله في مدخل المتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي ووضع بعد وفاته وكل هذا بالطبع قبل أن يستولي الملحدين على الإشراف على المتحف. ولكن للأسف استبدل تمثال أوين فيما بعد بتمثال دارون بعد سرقة الملحدين للمتحف فكريا وسيطرتهم عليه.
وتحول المتحف من تمجيد الله إلى تمجيد دارون ونظريته وتمجيد الإلحاد والتطور. المهم الديناصورات هي تنانين ويجب أن نتذكر ذلك عند دراسة الاعداد الكتابية.
1. L. Jacobs, Quest for the African Dinosaurs (Baltimore, Maryland: Johns Hopkins University Press, 2000), 260–261.
2. Hayalsu, A., “K-Ar Isochron Age of the North Mountain Basalt,” Canadian Journal of Earth Sciences, 16: April, 1979, 973-975.
3. Ken Ham, “What Really Happened to the Dinosaurs?” in The New Answers Book 1, ed. K. Ham (Green Forest, Arkansas: Master Books, 2006), p.158.
4 Matt Wood, “Was the mega predator Spinosaurus really an underwater hunter?”, University of Chicago, November 30, 2022, https://biologicalsciences.uchicago.edu/news/spinosaurus-not-aquatic
5 Russell Grigg, Dinosaurs and dragons: stamping on the legends, https://creation.com/dinosaurs-and-dragons-stamping-on-the-legends
6 Dragons, 1840, https://www.geolsoc.org.uk/the-library/online-exhibitions/mary-anning-and-the-geological-society/sea-dragons/