الرد على اين قبور شعب إسرائيل في البرية في رحلة الخروج



Holy_bible_1

27 June 2020



في استمرار هجوم البعض على الكتاب المقدس ومحاولة ادعاء ان به اساطير مثل قصة الخروج وانكار حدوثها تاريخيا فيقولوا لو كانت قصة الخروج حدثت وعاش شعب إسرائيل في البرية 40 سنة ومات الكثير منهم فاين قبورهم في البرية؟

فهؤلاء يتجاهلوا كل ادلة الخروج الضخمة عن رحلة الخروج وقدمت بعض منها في

رحلة الخروج

كمالة رحلة الخروج

اسماء اماكن رحلة الخروج والرد على شبهة اختلاف اسماء واعداد اماكن رحلة الخروج؟ العدد 21 العدد 33

رحلة الخروج وزمن الخروج وطريق الخروج والرد على بعض شبهات الخروج ومقارنه بالفكر الاسلامي عن الخروج

هل رحلة الخروج في جنوب سيناء

الرد على ادعاء ان خطابات تل العمارنة تثبت خطأ قصة الخروج

اكتشاف اسم موسى في سيناء من القرن 15 ق م

بردية ايبوير والضربات العشرة

هل اللوحة التي تمثل عجلة حربية تطارد عبراني من القرن 15 ق م هي خطأ

كيف يغرق جيش مصر ولا تتكلم عنه أي حضارة أخرى

وغيرها الكثير

فيتركوا كل هذا الكم من الأدلة ويبحثوا عن أي نقطة يظنوا انهم يقدروا ان يهاجموا من خلالها مثل ادعاء لو كان قصة الخروج حقيقة تاريخية فاين قبور شعب إسرائيل في البرية؟

لمن يهاجم بهذا هو يعتمد على مغالطة منطقية وهي غياب الأدلة وليس ما ثبت من ادلة أي الدليل السلبي وليس الايجابي. فالاعتماد في الهجوم على غياب الأدلة هذا واهي.

ولكن أيضا من يقول هذا هو لا يعرف الفكر اليهودي. فالفكر اليهودي يوجد فيه نقل عظام الموتى لما يسموه انضم الى قومه

سفر التكوين 49: 29

وَأَوْصَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا أَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِي. اِدْفِنُونِي عِنْدَ آبَائِي فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ.

وهذا معناه الأصلي الموت وينضم الى المنتقلين وأيضا ماديا الانسان يضم عظامه الى عظام اباؤه حتى لو مات في مكان اخر. فاليهود عندهم دفن الانسان في قبور اباؤه وأيضا عندهم الدفنة الثانية وهي العودة الى جسد الميت بعد سنة ويكون تحول لعظام جافة ويضعونه في عظامة مع بقية افراد الاسرة وهذا ما يقال عنه ضم الى اباؤه. وفقط للتشبيه مثلما يفعل البعض حاليا بان يحرقوا جثة قريبهم ويحتفظوا بالرماد في قنينة معهم. اليهود في هذا الوقت لم يكونوا يحرقوا بالطبع هذا مرفوض ولكن ينتظروا سنة ويجمعوا العظام في انية صغيرة تسمى الكدس

سفر ايوب

5: 26 تدخل المدفن في شيخوخة كرفع الكدس في اوانه

هذه الطريقة هي من أكثر من 3000 سنة ق م وهي وضع الجسد في قبر ملفوف في التكركيم ويوضع ويترك حتى يتحلل وبعد فترة كافية يكون تحلل كل الانسجة ولا يكون هناك أي رائحة غير لائقة لكيلا يعتبر إهانة للميت فتقريبا قرب السنة ثم بعدها يجمع العظم ويوضع في صندوق صغير مع عظام قومه

له عدة اشكال منها مثل شكل البيت كمكان استقرار ما يفتح من الجنب بما يناسب الجمجمة بعد وضع بقية العظام في الداخل

واخر في شكل وعاء مفتوح من الجنب ليمثل مثل الحبوب ستقوم بعد دفنها هكذا الانسان

وبعضها له اشكال غريبة

وهذه الطريقة أيضا موجودة في زمن المسيح وكان يفتح القبر بعدها بسنة لوضع العظام في الصندوق

فالدفنة الثانية هذه معروفة من القديم. فقد يكون في الأماكن التي اقام فيها شعب إسرائيل أكثر من سنة فهم كانوا يجمعوا العظام وحملوها معهم الى ارض إسرائيل.

وهذا واضح تماما فيما أوصى به يوسف

سفر التكوين 50: 25

وَاسْتَحْلَفَ يُوسُفُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: «اللهُ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا».

سفر الخروج 13: 19

وَأَخَذَ مُوسَى عِظَامَ يُوسُفَ مَعَهُ، لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اسْتَحْلَفَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِحَلْفٍ قَائِلًا: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا مَعَكُمْ».

سفر يشوع 24: 32

وَعِظَامُ يُوسُفَ الَّتِي أَصْعَدَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ دَفَنُوهَا فِي شَكِيمَ، فِي قِطْعَةِ الْحَقْلِ الَّتِي اشْتَرَاهَا يَعْقُوبُ مِنْ بَنِي حَمُورَ أَبِي شَكِيمَ بِمِئَةِ قَسِيطَةٍ، فَصَارَتْ لِبَنِي يُوسُفَ مُلْكًا.

مع ملاحظة ان فعلا في شكيم فيما يسمى منطقة قبر يوسف ما بين عيبال وجرزيم يوجد قبور بها عظام قديمة جدا من زمن يوسف

The officials had to excavate the general area where graves abound and, on finding an intact marble sepulchre beneath an empty coffin, concluded that it must contain Joseph's bones,

Crown, Alan David (1989). "The Byzantine period and Moslem Period". In Alan David, Crown (ed.). The Samaritans. Mohr Siebeck. pp. 55–81.



Schenke, Hans-Martin (1967). "Jacobsbrunnen-Josephsgrab-Sychar. Topographische Untersuchungen und Erwägungen in der Perspektive von Joh. 4,5.6". Zeitschrift des Deutschen Palästina-Vereins. 84 (2): 159–184.

ويفهم هذا من موقف هارون

سفر العدد 20

23 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ فِي جَبَلِ هُورٍ عَلَى تُخُمِ أَرْضِ أَدُومَ قَائِلًا:
24
يُضَمُّ هَارُونُ إِلَى قَوْمِهِ لأَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكُمْ عَصَيْتُمْ قَوْلِي عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةَ.
25
خُذْ هَارُونَ وَأَلِعَازَارَ ابْنَهُ وَاصْعَدْ بِهِمَا إِلَى جَبَلِ هُورٍ،

أي لا يدخل حي ارض الموعد ولكن عظامه يأخذ الى ارض الموعد مع اباؤه

Gonen, Rivka1985 Was the Site of the Jerusalem Temple Originally a Cemetery? Biblical Archaeology Review 9/3: 44-55.

فنفس الامر واضح انه كان يصنعه شعب إسرائيل مع ابائهم المتوفيين فيدفنوهم وبعد فترة يستخرجون العظام ويضعونها في عظامة ويحملونها لكي يدفن في ارض الموعد الذاهبين اليها

وبالفعل في ارض الموعد ليس فقط عند قبر يوسف بل في مناطق أخرى يوجد مقابر قديمة جماعية لعظام قديمة جدا وكثيرة جدا وحتى يطلق عليها العرب مقابر بني إسرائيل

Finkelstein, Israel; and Magen, Yitzhak, eds.1993 Archaeological Survey of the Hill Country of Benjamin. Jerusalem: Israel Antiquities Authority.63*, 371-372, site 479;

Hareuveni, Nogah 1991 Desert and Shepherd in Our Biblical Heritage. Trans. by Helen Frenkley. Kiryat Ono: Neot Kedumim.64-71

فغالبا شعب إسرائيل نقلوا عظام اباؤهم الذين سقطوا في البرية وكل عائلة احتفظت في عظامة بعظام هؤلاء ودفنوهم في هذه الأماكن الجماعية القديمة الكثيرة في ارض الموعد.

فاين عظام شعب إسرائيل في رحلة الخروج؟ هم موجودين في ارض الموعد

وهذا كافي للرد على الشبهة

ولكن هناك نقاط كثيرة أيضا تضيف بعض المعلومات

ثانيا فمثلا الإشكالية ان في هذا الوقت بسبب الترحال كانوا يدفنوا مثل البدو حاليا فيما يسمى حفر غير معلمة أي لا يتركوا علامة على القبر لأنهم لا ينوا الرجوع لزيارتها. وهذا إشكالية كبيرة في اكتشافه وتحديده لأنه لا يعرف ان كان تحت هذه التربة هياكل عظمية ام لا ونحن نتكلم عن صحراء شاسعة تحتاج البحث فيها أموال طائلة وقرون طويلة جدا فاكتشاف بقعتين صغيرتين في اريحا استغرق عشرات السنوات فكم قرن يحتاج استكشاف هذه المناطق الصحراوية الشاسعة جدا؟

وحتى لو اكتشفت تحديد عمرها سيكون صعب بسبب أخطاء الكربون المشع ووجودها في نظام بيئي مفتوح. لان شعب إسرائيل بدأ يمارس الدفن في مناطق محددة ومقابر بعد دخول ارض الموعد.

الامر الثالث يجب ان نضع في ذهننا ان كثير من علماء الاثار الملحدين الذين يجاهدوا لأثبات خطأ الكتاب المقدس أي غير حيادين مثل كاثرين كينون وتلاميذها مثل هؤلاء ينكروا ويهاجوا الخروج من طريقين أولا تحديد زمان خطأ للخروج وهو القرن الثالث عشر وهذا ليس زمن الخروج بل الخروج قبله بقرنين أي يبحثوا عن قبور تحديدا في قرن خطا ويتجاهلوا ما يجدونه أقدم من هذا. ولو لم توجد قبور جماعية من القرن الثالث العشر فيدعوا ان الخروج اسطورة. ويتجاهلوا أي قبور من القرن 15

والامر الثاني المكان الخطأ وهو تحديد ان الخروج كان في جنوب شبه جزيرة سيناء وهذا مكان خطا فهو كان في ارض مديان أي عندما لا يجدوا قبور كثيرة في جنوب سيناء يقولوا الخروج خطأ

فبكل سهولة يهاجموا الكتاب عن طريق تحديد زمان خطا ومكان خطأ وبالطبع لن يجدوا قبور جماعية فيقولوا ان الخروج اسطورة. ولا يبحثوا في المكان الصحيح والزمان الصحيح.

رابعا معلمنا بولس الرسول يقول بوضوح

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 10: 5

لكِنْ بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِي الْقَفْرِ.

وتعبير طرحوا في القفر أي القوا او دفنوا بدون عناية للظروف الصعبة فهؤلاء لن نجد لهم قبور سهلة الاكتشاف

خامسا ونحن نتكلم عن حدث من 3500 سنة فكم احداث غيرت معالم الأرض مثل الكثير من الأعاصير والفيضانات وعوامل تعرية دمرت هذا وكم حيوان بري استخرج عظام وهكذا.

ولكن الذي قلته هو مكملا لما قلته أولا وهو حمل العظام لأرض الموعد

فاعتقد انها شبهة تعتمد على عدم معرفة بالفكر اليهودي وأيضا على مغالطة الاعتماد على غياب وليس ادلة إيجابية. وأيضا عن عمد تحديد زمان خطأ ومكان خطأ.



والمجد لله دائما