الرجوع إلى لائحة المقالات الرجوع إلى الجولة الأخيرة للشيطان

تك 2رؤ 12أش 14حز 28







الجولة الأخيرة للشيطان







د. غالي

May 6, 2024





بعد أن قدمت في ملف الشيطان التعريف به وبصفاته وتاريخ سقوطه واسماؤه واسلحته وكيف نتعامل معه. وفي ملف لماذا لم يغفر الرب للشيطان خطيته ويفديه عرفنا لماذا لا يوجد خلاص للشيطان. في هذا الموضوع هو به أجزاء عن تاريخ الشيطان وأبني عليها تخيل عن أهداف الشيطان وتطور علاقته بالبشر وبخاصة ما نحن متجهين إليه وما لم يعلن عنه الكتاب بالتفصيل. فهو على عكس السابقين المشروحين بوضوح في الكتاب المقدس هذا البحث فيه أجزاء تخيل ويحتمل الخطأ.

الله كامل وقدرته كامله مطلقة، وقدرته على الخلق مطلقة ولكنه لا يخلق كائنات كاملة مطلقة لأنه لا يحتاج أن يخلق ألهه مطلقة غير محدودة لأنه هو الوحيد المطلق الغير محدود الذي يملأ الكل ولا يوجد مكان غيره. "الَّتِي هِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 1: 23 فان دايك) وأيضا "لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللهُ حَقًّا عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟" (سفر الملوك الأول 8: 27) فلا يوجد مكان اخر ليخلق الله كائنات مطلقة كاملة غير محدودة أي الهة لأنه يملأ الكل. فمخلوقاته هي أقل منه رغم قدرته الكاملة على الخلق. فهو يخلق الكائنات بدون عيب ولكن ليست كامله مثل الله وليست مطلقة مثل الله. فلان الله مطلق لا يوجد فيه شر ولا يختار الشر. ولكن الكائنات غير مطلقة فرغم روعة خلقتها لكن هي ناقصة، والنقص يسمح بدخول الشر. ولهذا الله خلق الشيطان بصوره رائعة بدون عيب خلقي ولكنه غير كامل فهو ليس مثل الله. فالله لأنه كامل فهو لا يخطئ ولا يحتاج أن يختار بين الخير والشر فهو كامل والكمال من صفاته عدم الخطأ. ولكن الغير كامل الحر بسبب النقص الذي فيه ممكن يختار أن يخطئ وممكن أن يختار ألا يخطئ حسب حريته. وهذا موقف الشيطان الذي اختار بحريته أن يخطئ. أيضًا الله لأنه محبة مطلقة فيعطي لخليقته الحرية لأن المحبة تعطي الحرية. فالله خلق الشيطان حر والحرية رائعة وخير ولكن هي ممكن تتحول لشر لو اختار أي مخلوق مثل الشيطان بحريته ذاته بدل الله، فالحرية هي خلقت من الله ولكن تحولها للشر ليس عيب من الله ولكن هي امكانيه لمن يستخدمها خطأ. مثل اكتشاف الديناميت ليس شر ولكن تحويله لقنابل قاتلة شر واكتشاف الانشطار النووي ليس شر ولكن تحويله لقنابل نووية تقتل الناس بدل من طاقة هو شر. ومثال اخر حكمة الشيطان حكمه رائعة ولكن ليست مطلقه مثل الله فالله لم يخطئ في خلق حكمة الشيطان ولكن الشيطان لأن حكمته غير كامله ليس مثل حكمة الله ولأنه بحريته اختار بحكمته أن يختار ذاته وليس الله فوجد فيه إثم "أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ." (سفر حزقيال 28: 15) وأفسد حكمته "قَدِ ارْتَفَعَ قَلْبُكَ لِبَهْجَتِكَ. أَفْسَدْتَ حِكْمَتَكَ لأَجْلِ بَهَائِكَ. سَأَطْرَحُكَ إِلَى الأَرْضِ، وَأَجْعَلُكَ أَمَامَ الْمُلُوكِ لِيَنْظُرُوا إِلَيْكَ." (سفر حزقيال 28: 17). وبدأ بإثمه وفساده وتكبره يتعامل مع البشر.

الجولة الأولى:

الشيطان بعد أن كان مُسبح "عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعًا، وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟" (سفر أيوب 38: 7). فهو مع تأسيس الأرض كان موجود ويترنم لأنه هو كرئيس ملائكة أي أحد الرؤساء في كواكب الصبح. ويطلق عليه زهرة بنت الصبح. ولكنه سقط بعد خلقة جنة عدن كما قدمت سابقًا:

13 كُنْتَ فِي عَدْنٍ جَنَّةِ اللهِ. كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُكَ، عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيكَ صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْتَ. 14 أَنْتَ الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَمْتُكَ. عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ كُنْتَ. بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيْتَ. 15 أَنْتَ كَامِلٌ فِي طُرُقِكَ مِنْ يَوْمَ خُلِقْتَ حَتَّى وُجِدَ فِيكَ إِثْمٌ. 16 بِكَثْرَةِ تِجَارَتِكَ مَلأُوا جَوْفَكَ ظُلْمًا فَأَخْطَأْتَ. فَأَطْرَحُكَ مِنْ جَبَلِ اللهِ وَأُبِيدُكَ أَيُّهَا الْكَرُوبُ الْمُظَلِّلُ مِنْ بَيْنِ حِجَارَةِ النَّارِ. (سفر حزقيال 28: 13-16).

إذا حتى تكوين الجنة في اليوم السادس كان الشيطان موجود كرئيس ملائكة لم يسقط بعد. وهي تكونت في نهاية أيام الخليقة الست " 7 وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً. 8 وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. " (سفر التكوين 2: 7-8). وبعدها حدث شيء وهو بدأ يرى الشيطان مكانة الإنسان عند الرب. وما سأقوله هنا هو تخيل فقط. الشيطان رأي أن الرب خلق الإنسان على صورته واعطاه سلطان "وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ»." (سفر التكوين 1: 26). وهذا قد يكون دافع لهذا الكيان المتكبر أن تبدأ الغيرة في قلبه. فالشيطان قد يكون رأي أن الرب الإله ليس فقط يحب الإنسان ويتمشى مع الإنسان عند هبوب ريح النهار (سفر التكوين 3: 8) وبخاصة أن الرب نفخ في أنف الانسان نسمة حياة "وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً." (سفر التكوين 2: 7) وهذا لم يحدث مع الشيطان. وليس فقط أدرك ان الإنسان أعلى منه مكانة رغم ضعفه لأن مهما كانت قوة الشيطان هو لا يزال ملاك خادم "وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 7) فالإنسان المخلوق من تراب يحبه الرب والشيطان المخلوق من نار هو فقط خادم. وبالطبع أن الإنسان بمكانته يخضع للشيطان ويعبده هذه ترضي غروره وتكبره جدًا. ولكن أيضًا قد يكون أدرك أن هناك مُلك معد للإنسان منذ بداية الخليقة "ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ." (إنجيل متى 25: 34). بل هذا الملك في بيت الأب نفسه. "فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا،" (إنجيل يوحنا 14: 2). وهذه مكانة لا توصف ولا نستطيع ان نتخيلها حتى الأن من عظمتها. فالشيطان بدأ يغير من هذه المكانة العالية جدًا المعدة للإنسان فهو رغم أنه رئيس ملائكة لكن مرتبته خادم "وَعَنِ الْمَلاَئِكَةِ يَقُولُ: «الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ»." (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1: 7). فهو عندما رأي هذا وقد يكون فهم ولو شيء بسيط أن هذه المكانة هي فيها شركة في الطبيعة الإلهية "اللَّذَيْنِ بِهِمَا قَدْ وَهَبَ لَنَا الْمَوَاعِيدَ الْعُظْمَى وَالثَّمِينَةَ، لِكَيْ تَصِيرُوا بِهَا شُرَكَاءَ الطَّبِيعَةِ الإِلهِيَّةِ، هَارِبِينَ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي فِي الْعَالَمِ بِالشَّهْوَةِ." (رسالة بطرس الرسول الثانية 1: 4). وهذا ما قد يفسر أنه أراد ان يصير مثل العلي "أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ."(سفر إشعياء 14: 14). وتعبير مثل العلي ادماه لعيليون وعليون تعني العلي ويقصد بها الله متى أتت مع لفظ ايلوهيم الله العلي أو سياق الكلام يوضحها ولكن تعني أيضًا مكان أو مكانة مرتفعة، مثلما أتى نفس اللفظ عن حورون العليا يشوع 16: 5 البركة العليا 2 ملوك 18: 17 وغيره الكثير والمقصود بها مكان مرتفع أو مكانة مرتفعة. فلا اعترض على التفسير الشائع ولكن أرجح انه قد يقصد أن يقول أصير مثل العُلى وليس العلي. أي يكون له مكانة عليا مثل أو بدل مكانة البشر. لأن الشيطان ليس بغبي لكي يعرف أنه مستحيل أن يصير مثل الله العلي الغير محدود فهذا غير متاح له ولكنه يريد هذه المكانة العليا. فهو أراد أن يتكبر لمكانة عليا فعقابه كان بعكس ما أراد بتكبره وهو الطرح لأسفل مكان فالعقاب مناسب للفعل. سواء هذا صحيح أم لا فهو يكره البشرية من وقت طرحه "وَذَنَبُهُ يَجُرُّ ثُلْثَ نُجُومِ السَّمَاءِ فَطَرَحَهَا إِلَى الأَرْضِ. وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 4) و"وَلَمَّا رَأَى التِّنِّينُ أَنَّهُ طُرِحَ إِلَى الأَرْضِ، اضْطَهَدَ الْمَرْأَةَ الَّتِي وَلَدَتْ الابْنَ الذَّكَرَ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 13).

فلهذا الشيطان قد يكون غرضه (وأكرر قد أي ما أقوله هنا هو احتمالية) من اسقاط الإنسان في الخطية هو ألا ينال الإنسان هذه المكانة التي يطمع فيها الشيطان أي غيرة شديدة تسببت في كره شديد. وقد يكون حروبه البشعة للسيطرة على الأنسان هي خطة ليصل لهذه المكانة التي يريدها لأن هذه المكانة لن تظل خالية في الله. فيريد أن يصل إليها من خلال سيطرته على الإنسان. أو فرضية انه يستغلهم للمقايضة أو المجادلة والمحاجاة على هذه المكانة أو شيء مثل هذا متعلق بهدفه ان يصل لهذه المكانة التي لا يزال يطمع فيها ولا يريد أن يتنازل لعناده وتكبره الشديد. فلهذا أغوى حواء وأدم. وسقطوا في الخطية الأولى وبالخطبة دخل الموت إلى العالم "مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية5: 12). وبهذا ظن الشيطان خطًأ أنه فاز لأن الإنسان أصبح مبيع تحت الخطية ""فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 7: 14) وأصبح علينا صك "إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِالصَّلِيبِ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 14) فأصبح كل الأرواح تذهب إلى المحبس. رغم اختلاف مكانة الأبرار عن الأشرار ولكن حتى الابرار هم أسرى "ارْجِعُوا إِلَى الْحِصْنِ يَا أَسْرَى الرَّجَاءِ. الْيَوْمَ أَيْضًا أُصَرِّحُ أَنِّي أَرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفَيْنِ." (سفر زكريا 9: 12). وأصبح البشر بالسقوط تحت رئاسته لأنه رئيس هذا العالم "لاَ أَتَكَلَّمُ أَيْضًا مَعَكُمْ كَثِيرًا، لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ." (إنجيل يوحنا 14: 30) "وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ." (إنجيل يوحنا 16: 11) وهو رئيس سلطان الهواء الذي يعمل في الأشرار "الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 2) وأصبحت البشرية كلها في سلطان الظلمة "الَّذِي أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ، وَنَقَلَنَا إِلَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 13). فهو قد يكون ظن خطأ أنه بهذا فاز وأقترب من تحقيق هدفه في الوصول لهذه المكانة من خلال أسر الانسان تحت قبضته. ولكنه غالبًا بدأ يدرك من النبوات أن هناك جولة ثانية. ففوزه لن يكفي أن يحتل المكانة التي يريدها من خلال الإنسان الساقط بطريق أو أخر. وهذه الجولة الثانية قد يكون فيها يوم انتقام "لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ." (سفر إشعياء 61: 2). فهو أغوى الإنسان ولم ينبع السقوط من داخل الإنسان فسيتاح للإنسان أن يختار الخلاص.

الجولة الثانية:

هنا بدأ الشيطان يستعد لمسيح النبوات. أولا بمحاولات متكررة لإبادة اليهود لإعلان النبوات عن مجيء المسيح منهم. وكاد أن ينجح عدة مرات في ابادتهم ولكن أبقى الرب لهم بقية. ثم بدأ يستعد لشخص المسيح نفسه ولكنه لم يدرك بعض الاسرار وهذا تم شرحه في ملف هل عرف الشيطان لاهوت السيد المسيح أم لا ؟ (drghaly.com). وتم توضيح أن الشيطان عرف أن يسوع هو المسيا ابن الله الحي" وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟»" (إنجيل متى 8: 29) ولكن لم يفهم سر التجسد لأنه مكتوب وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ. (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3: 16)، وأيضا "6 لكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةٍ بَيْنَ الْكَامِلِينَ، وَلكِنْ بِحِكْمَةٍ لَيْسَتْ مِنْ هذَا الدَّهْرِ، وَلاَ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، الَّذِينَ يُبْطَلُونَ. 7 بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ فِي سِرّ: الْحِكْمَةِ الْمَكْتُومَةِ، الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، 8 الَّتِي لَمْ يَعْلَمْهَا أَحَدٌ مِنْ عُظَمَاءِ هذَا الدَّهْرِ، لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ. (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 2: 6-8). وهذا يعني أن المسيا هو ابن الله هذا معلوم من النبوات (الرجاء الرجوع الي ملف المسيا في الفكر اليهودي القديم والحديث ومكتبة قمران). فكل من انتظر المسيح انتظر ابن الله وظهور كلمة الله ومجد الله واللوغس. ولكن لم يعرف أحد ولا الشياطين ولا حكماء الأرض تفاصيل سر التجسد وكيفية ظهور الله في الجسد والاتحاد. وحتى لقب ابن الله رغم انه واضح لكن قد يكون يعني مثلما أطلق على شعب إسرائيل ابن الله "22 فَتَقُولُ لِفِرْعَوْنَ: هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ: إِسْرَائِيلُ ابْنِي الْبِكْرُ.23 فَقُلْتُ لَكَ: أَطْلِقِ ابْنِي لِيَعْبُدَنِي، فَأَبَيْتَ أَنْ تُطْلِقَهُ. هَا أَنَا أَقْتُلُ ابْنَكَ الْبِكْرَ»." (سفر الخروج 4: 22-23) وأيضا على أدم "بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ." (إنجيل لوقا 3: 38). ولم يعرف ان هذا لقب أطلق عليهم لمجيء المسيح من نسلهم وهذا هو سر التجسد الذي لم يعلمه الشيطان. وأيضا لم يعلم أحد كيفية هذا الاتحاد بين اللاهوت والجسد لأنهم لو عرفوها لما صلبوا رب المجد.

البعد الثاني ايضا الشيطان تخيل أن مجيء المسيا مجيء واحد وليس مرتين أو أثنين متتاليين في أثناء حياته وهذا كان المفهوم اليهودي كما قدمته سابقا في ملفي نبوات من العهد القديم توضح مجيء المسيح مرتين الأول للفداء والثاني للدينونة 2 (drghaly.com) نبوات من العهد القديم توضح مجيء المسيح مرتين الأول للفداء والثاني للدينونة 1 (drghaly.com). وفهم أنه مجيء خلاص الأمم ونور للشعوب وسحق رأس الحية "لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ." (سفر إشعياء 61: 2). فظن أن المجيء مجيء واحد أو متتالي ويبدأ بسنه مقبولة وتنتهي بيوم انتقام وظن أنه جاء لسحق راسه "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ»." (سفر التكوين 3: 15). ومن هذا نفهم رد فعل الشياطين عندما قالوا "أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا" ومن هذا نبدأ ان نعرف أن الشيطان عرف أن يسوع هو المسيح ابن الله. ولكن لم يعرف كل المعرفة وسر التجسد وسر الاتحاد وتفصيلات سر الفداء لم يدركه. وهذا أهمية أنه كانت بعض الأجزاء غامضة في النبوات لإفساد خطته. فأخطر شيء أن يعرف العدو كل الأسرار. فلعدم فهمه الكامل للنبوات فيتخيل أن مجيء المسيح هو الزمان. ولو انتصر المسيح معناه هلاك الشيطان وعذابه الابدي. ولهذا كما أسقط ادم وحواء كان يريد اسقاط المسيح لأنه ظن أن اللاهوت لن يستمر في داخل جسد إنسان خاطي. فهذا المتكبر وضع في قلبه أن يصير مثل العلي أو العلى فبعد سقوطه هل نتخيل أنه تنازل عن هذه الفكرة وهو المعاند؟ اعتقد لم يتنازل عن هذه الفكرة وظل متكبر وزاد امله عندما استطاع ان يسقط ادم واصبحت البشرية في قبضته وتلاعب ببني ادم كما يحلوا له. فيما عدا القلة الذين ابقوا الله في قلوبهم ورقدوا على الرجاء حتى هؤلاء لم يكن له سلطان مطلق عليهم ولكنهم أيضا لازالوا في الهاوية في محبس عنده في مكان منفصل الذي يطلق عليه حضن أبونا إبراهيم. واثناء هذه الفترة ظلت وعود ربنا مستمرة بالخلاص الابدي ولكن ايضا ظل الشيطان الذي ظن انه انتصر في جولة وهي اسقاط ادم والبشرية وفصلهم عن الله يحلم بانه قد تأتي له فرصه اخري ليعود إلى العرش الذي تمناه كثيرا وأن يصير مثل العلى. فعندما تجسد المسيح وتعمد يسوع وعرف أن يسوع هو المسيح ابن الله الحي ادم الجديد فهو راي أن له سلطان وهو ابن الله الحي ولكن واقع تحت قيد المادة. لأن الرب يسوع المسيح ليس إله كامل فقط ولكن أيضا إنسان كامل. ولكن لم يعرف أنه في اتحاد كامل مع الإله الكامل الذي اخلى نفسه بإرادته "لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 2: 7) فهو يرى ضعف الطبيعة البشرية فيه والتي الشيطان له سلطان عليها واجاد طرق اسقاطها واستغلال هذا الضعف البشري في التحكم فيها. وراي يسوع تحت الضعف وهذه فرصته لإسقاط ادم الجديد. وهذا في رائي الذي دفع الشيطان أن يجرب ادم الجديد في البرية أثناء وبعد أن راه ضعيفا جدا بالجسد بعد أن صام اربعين يوم. وفي نهاية الأربعين يوم لم يحدث شيء ولم يتجلى الله على الجبل مثل موسى. ولكن يسوع جاع فقط "فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا." (إنجيل متى 4: 2). فاعتقد الشيطان أن هذه هي الفرصة المناسبة لإسقاط ابن الله الضعيف الجائع الذي لم يستعلن له الله ولهذا جربه بنفس الفكر الذي أسقط فيه ادم الاول شهوة الاكل (حجارة لخبز) وشهوة التملك (أعطيك ممالك العالم) وتجربة كلمة الله (اطرح نفسك). لان في هذه التجارب الثلاث يقع تحتها تقريبا جميع انواع الخطية. فالشيطان كما أسقط ادم الاول بشهوة الاكل والتملك وتجربة كلمة الله، وانفصل عن الله اعتقد أنه لو أسقط ادم الأخير يسوع الناصري فهو أيضًا سيجعله ينفصل عن الله ولا يحل فيه اللاهوت بل يفارقه الله ولا يسكن فيه فيما بعد لأنه يعرف ان الله لن يكون في جسد خاطئ وهذا لأنه لا يفهم سر التجسد. ولهذا كان غرض الشيطان من التجربة في البرية هو اسقاط يسوع الناصري في الخطية والله لن يسكن في جسد خاطي وبهذا يكون فصله عن اللاهوت ويكمل الشيطان في طريقه. ولكن المسيح انتصر فماذا كان رد فعل الشيطان بانتصار يسوع في التجربة في البرية وبخاصه أنه وجد شيئين حدثوا "وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ." (إنجيل مرقس 1: 13). فيسوع رجّع سلطان الانسان على الوحوش. وصارت هناك شركه مره اخري بين الانسان وطغمات الملائكة فتخيل الشيطان أنه انهزم ففارقه لحين ليعيد حساباته "وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ" (إنجيل لوقا 4: 13). ولكنه وجد شيء سر قلبه وهو رفض اليهود للمسيح فعلم أنه بالمواجهة لم ينتصر علي يسوع ولكن باستغلال نسل أدم القديم الساقط قد يستطيع أن ينتصر على يسوع أدم الأخير ويقتله وبهذا أيضا يتخلص من أدم الأخير. ولو قتل يسوع الناصري الانسان فبالطبع يفارقه اللاهوت لأن كان يتخيل أن اللاهوت لن يبقى في جسد ميت. ومرة أخرى لم يفهم هذا بسبب عدم فهمه الكامل لسر التجسد. وبالطبع يكون الشيطان أجل يوم الانتقام أو منعه ويكمل في انتصاره على البشر حتى يكمل وصوله إلى المكانة العليا لأنه المتحكم في كل البشر الميتين بالخطية أي منفصلين عن الله "وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا،" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 2: 1). فشعر الشيطان بأن نصرته ستكون باستخدام البشر اتباعه الذي له سلطان عليهم بأن يتخلصوا من الإنسان يسوع فقد يقوده هذا إلى التخلص من سلطانه الذي كان يتخيل أنه سلطان أبدى بداية من يوم الانتقام. فاغوي اتباعه أن يحاولوا كثيرا أن يتخلصوا من يسوع بقتله مرة محاولة القاؤه من على الجبل ومرة محاولة رجمه وهكذا ولكن لم تنجح. وخبرة أخرى وهي حادثة التجلي التي جعلت الشيطان يعرف أن هذا له سلطان عظيم روحي. لأنه عرف أنه ادم الجديد ابن الله المسيا (ولكن حتى الان لم يعرف معني سر التجسد ولا سر الحكمة المكتومة فيه ولم يظن أن لاهوت الابن أخلى ذاته لهذه الدرجة فيضعف ويجوع بالجسد ويكون متحد اتحاد كامل هكذا لأن الشيطان متكبر وحكمته فسدت فلا يفهم التواضع) ولهذا بعد أن حاولوا ان يرجموا يسوع او يقتلوه مرارا وتكرارا حتى دبروا في النهاية مكيدة الصلب.

ولكن لو كان يريد أن يقتله لماذا طلب منه أن ينزل من على الصليب؟ لان الشيطان الذي لا يعرف المستقبل ورغم أنه ملأن حكمه ولكنه لا يعلم كل العلم فلم يفهم معني المسيح المثقوب يديه ورجليه إلا لما رائي المنظر الذي وصفه داوود في مزموره وينطبق عليه أيضًا وصف إشعياء النبي فبدأ يشعر بالخطر والغموض ولهذا أغرى اليهود أن يقولوا له ذلك "قَائِلِينَ: «يَا نَاقِضَ الْهَيْكَلِ وَبَانِيَهُ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ، خَلِّصْ نَفْسَكَ! إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَانْزِلْ عَنِ الصَّلِيبِ!»" (إنجيل متى 27: 40). فلو نزل من على عود الصليب فهو لم يمت بهذه الطريقة التي تشبه وصف النبوة ويكون أفسد خطة الفداء التي لا يعلمها تفصيلًا لكنه بدأ يشعر بها وأيضًا رأى الإنسان يسوع يريد أن تعبر الكاس ولو نزل فهو تخلى عن مهمته وبهذا يكون أخطأ واسقطه. ولو رفض فهو أفضل أن يموت بالجسد ليتخلص منه لأنه يتخيل ان اللاهوت لن يبقى في جسد ميت. أي في الحالتين يفوز ويكون انتصر للمرة الثانية ويزداد اقترابا من المكانة التي يتمناها. فهو يتخيل نبوات انتصاره على الموت أي لا يموت. أمر أخر ثالث خطير وهو أن الرب يسوع المسيح قال جملة خطيرة على عود الصليب فرحت الشيطان جدا الذي أخطأ في فهمها وهي إلهي إلهي لماذا تركتني. وهذه شرحتها في "إلهي إلهي لما تركتني هل هذا ينكر لاهوت المسيح؟" فرغم ان الرب يقولها ممثلا للبشرية وتحقيق المصالحة لأنه بجسده نائب عن البشرية ولكن الشيطان فهمها أنه حقق غرضه وهو أن يجعل الله يفارق هذا الإنسان يسوع الذي أصبح مهان ومقيد على الصليب، فها هو يقول تركتني وبهذا يكون انتصر في تأجيل يوم الانتقام. وعندما أسلم يسوع الروح هذه كانت المفاجئة الكبرى للشيطان عندما اتي ليقبض روحه فوجئ بأن هذه الروح البشرية متحد باللاهوت بطريقه فوق ما تخيلها الشيطان "فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ،" (رسالة بطرس الرسول الأولى 3: 18). "فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ للهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 9: 14). فبدل من ان يقبض على روح يسوع البشري كباقي البشري فوجئ بالعكس وأن الرب يسوع المسيح ذهب إلى الجحيم وسبي سبيا "صَعِدْتَ إِلَى الْعَلاَءِ. سَبَيْتَ سَبْيًا. قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ، وَأَيْضًا الْمُتَمَرِّدِينَ لِلسَّكَنِ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ" (سفر المزامير 68: 18). وانتصر على الموت والهاوية «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 55). وَالْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ (إنجيل متى 27: 52). وانتصر على الشيطان ومملكته "إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 2: 15). وقيد يسوع المسيح الشيطان زمانا حتى يأتي زمن الضيقة العظيمة. وهنا خسر الشيطان كثيرًا. وأصبح غضبه عظيم "مِنْ أَجْلِ هذَا، افْرَحِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ وَالسَّاكِنُونَ فِيهَا. وَيْلٌ لِسَاكِنِي الأَرْضِ وَالْبَحْرِ، لأَنَّ إِبْلِيسَ نَزَلَ إِلَيْكُمْ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ! عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَلِيلًا»." (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 12: 12).

الجولة الثالثة:

أغلب ما سيقال هنا هو فقط تخيل لأن لا أحد يعلم المستقبل. الشيطان خسر في معركة الصليب وقيد ولكنه بسبب غضبه لا يزال يغوي البشر وحارب المسيحية كثيرا جدا ليفنيها بعد أن أدرك ان يوم الانتقام ليس الأن فحاربها بالاضطهاد البشع ثم الهرطقات ثم الانشقاقات ثم الإسلام وهكذا ومستمر بعنف متزايد. وأيضا الكتاب أعلن أن الشيطان سيحل زمانًا يسيرًا "وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ، حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ. وَبَعْدَ ذلِكَ لاَ بُدَّ أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا." (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 20: 3). فهنا يبرز سؤال لماذا لا يزال يضل البشر ولو أمكن المختارين أيضا ولماذا لا بد ان يحل من قيده زمانا يسيرا سيضل فيها شبه الكل؟ "لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا." (إنجيل متى 24: 24) "وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟" (إنجيل لوقا 18: 8).

ما اتخيله هو التالي الشيطان مثل الأسد المقيد بسلسلة يزأر ولكن لن يستطيع أن يجرح أو يقتل إلا الذي يدخل في نطاق سلسلته. ولكن الشيطان يسيطر على قلوب من يرفضوا الرب. فكما شرح الرب يسوع المسيح له كل المجد في مثل خروج الروح الشرير من الإنسان والعودة له "43 إِذَا خَرَجَ الرُّوحُ النَّجِسُ مِنَ الإِنْسَانِ يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ، يَطْلُبُ رَاحَةً وَلاَ يَجِدُ. 44 ثُمَّ يَقُولُ: أَرْجعُ إِلَى بَيْتِي الَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ. فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ فَارِغًا مَكْنُوسًا مُزَيَّنًا. 45 ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ مَعَهُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذلِكَ الإِنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ! هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا لِهذَا الْجِيلِ الشَّرِّيرِ»." (إنجيل متى 12: 43-45). فكما شرحت في ملف "لماذا يفعلون ذلك" قلب الإنسان عرش سيسكن فيه من يتسلط عليه. الرب يسوع المسيح له كل المجد يحترم حرية الإرادة "وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ." (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 3: 17)، فهو لا يجبر أي انسان على قبوله. فقط يطلب قبوله "هنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 20). أما الشيطان على عكس ذلك فكما فهمنا من المثال السابق هو لا يحترم حرية إرادة الإنسان. فلو اختار الإنسان بإرادته الرب يسوع المسيح له كل المجد بإيمان حقيقي ويفتح الباب بإرادته للرب يسوع المسيح سيسكن ويملك المسيح على قلبه وبهذا سيكون محمي. أما لو رفض إنسان المسيح لأنه اختار أي طريق أخر، فالشيطان سيملك على قلبه قبل أو لم يقبل، أدرك او لم يدرك. ولهذا في أواخر الأيام أخبرنا الكتاب أن الشيطان الذي قيد سيحل زمانا يسيرا ويخرج من البئر "1 ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الْخَامِسُ، فَرَأَيْتُ كَوْكَبًا قَدْ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَأُعْطِيَ مِفْتَاحَ بِئْرِ الْهَاوِيَةِ. 2 فَفَتَحَ بِئْرَ الْهَاوِيَةِ، فَصَعِدَ دُخَانٌ مِنَ الْبِئْرِ كَدُخَانِ أَتُونٍ عَظِيمٍ، فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَالْجَوُّ مِنْ دُخَانِ الْبِئْرِ." (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 9: 1-2). فالسبب أن الشيطان الذي مثل الكلب المسعور أو أسد مفترس "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ." (رسالة بطرس الرسول الأولى 5: 8). فهو لأنه قيد من قبل صليب الرب يسوع المسيح فلم يكن له أن يضل كل البشرية مثل العهد القديم ولكن يغربل البشر "وَقَالَ الرَّبُّ: «سِمْعَانُ، سِمْعَانُ، هُوَذَا الشَّيْطَانُ طَلَبَكُمْ لِكَيْ يُغَرْبِلَكُمْ كَالْحِنْطَةِ!" (إنجيل لوقا 22: 31). ولكن تدريجيا في هذا الزمان يزداد رفض البشر بإرادتهم للرب يسوع المسيح له كل المجد فيتزايد سلطان الشيطان عليهم فيتزايد سلطانه في كل مكان من خلالهم أي يحل لأن دائرة سلطانه تتسع. أي للتشبيه مع كل إنسان يسلم نفسه للشيطان بطريق او أخر تزداد سلسلته حلقه وهذا شرحته في ملف "ما الذي يحجز استعلان ابن الهلاك" فلهذا لو تماشينا مع أفعال البشر الخطأ أو الشريرة المتزايدة هذه الأيام هو بسبب رفضهم المتزايد للرب يسوع. والمتآمر هو الشيطان يستخدمهم ليخربوا أنفسهم وأولادهم ويتزايد الفساد. لأن تزايد في هذا الجيل رفضهم للرب يسوع المسيح له كل المجد في الغرب والشرق سواء إلحاد أو لا أدرية أو إسلام أو مسيحية إسمية أو خطايا، فيخرج الرب خارجا. وبهذا الشيطان حتى لو غير ظاهر يمتلك عليهم ويسخرهم بطرق مختلفة لصنع أشياء تضر الجيل لكي يصبح أكثر شر وفسق ويضر نفسه وأبناء الجيل أكثر ويتزايد دخان الأتون. فكلما ابتعد بشر عن الله ومحبته الشيطان يتملك عليهم فتمتد سلسلته أكثر. فالبشرية بحريتها لكثرة رفض الرب يسوع المسيح يسمحوا له أن يتحكم فيهم أكثر وأكثر وبطرق مختلفة وفي أوقات مختلفة وأصبحوا وسائل كثيرة ومتنوعة في يده مثل قطع الشطرنج التي يحركها كما يشاء في الوقت الذي يشاء لتحقيق خطته ليزيد من شره وتدميره للبشرية. وللأسف هذا سيزيد ولن يقل. في نهاية الأيام سيزداد الارتداد والإثم والفتور، "وَلِكَثْرَةِ الإِثْمِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ الْكَثِيرِينَ." (إنجيل متى 24: 12) بل كما قلت إن المسيح تساءل: "أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنْصِفُهُمْ سَرِيعًا! وَلكِنْ مَتَى جَاءَ ابْنُ الإِنْسَانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإِيمَانَ عَلَى الأَرْضِ؟»" (إنجيل لوقا 18: 8). 1 وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 4: 1) وخطايا كثيرة ذكرها الكتاب في رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3. بل إن المسيح لن يأتي إلا بعد أن يأتي الارتداد العام أولًا "لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ أَحَدٌ عَلَى طَرِيقَةٍ مَا، لأَنَّهُ لاَ يَأْتِي إِنْ لَمْ يَأْتِ الارْتِدَادُ أَوَّلًا، وَيُسْتَعْلَنْ إِنْسَانُ الْخَطِيَّةِ، ابْنُ الْهَلاَكِ،" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 2: 3) ومع كثرة الإثم لن يعود أحد من البعيدين يطلب المسيح أو يريده أو حتى يريد ان يفكر فيه أو يضعه كاحتمالية. كل هذا يعتقد فيه الشيطان انه يتحكم في البشر أكثر حتى يتحكم فيهم كلهم مرة أخرى، فقد يكون بهذا يظن انه يقترب أكثر لتحقيق هدفه من المكانة العليا. وحتى لو كان فرضيتي أو تخيلي خطأ ولكن هناك شيء مميز أو غريب لا نفهم أبعاده ممكن أن يحدث للشيطان لو سيطر على كل البشرية وله علاقة بمصيره الابدي أو على الأقل هذا في تخيله. فالشيطان عبر تاريخه وصراعه مع البشرية دائما هدفه السيطرة على كل البشرية بالكامل وفصلهم تمامًا عن الرب. فهو كاد ان ينجح في هذا فيما قبل الطوفان ولولا الطوفان لكان تحقق هدفه. وأيضًا مرة ثانية كان ان ينجح في هذا في برج بابل ويضل كل البشر وبخاصة أنه معتمد على وعد الرب انه لن يعود ويفني البشرية ولكن فوجئ بحادثة بلبلة الألسن التي أفسدت خطته بتفرق البشرية والشر. ثم حاول مرة أخرى في خطية سدوم وعمورة التي أصبحت بؤرة شريرة لينطلق منها هدفها اغواء الكل بهذه الخطية البشعة والتمرد على الله والتي من السهل انتشارها ولكن أفسد الرب خطته بحرق سدوم وعمورة بؤرة الشر المعدة لتنتشر في العالم القديم كله. ثم نجح في إغواء البشرية كلها عدة مرات فيما عدا اليهود والتي استمرت محاولاته أما اغوائهم أو ابادتهم لا تتوقف. ولكن أفسد الرب كل حيله عبر التاريخ وأبقى اليهود حتى مجيء الرب يسوع المسيح.

ولكن أكرر السؤال لماذا يفعل الشيطان كل هذا ان كان هزم في معركة الصليب ويعرف أنه سيدان؟ بالطبع هو يكره البشر جدا ويريد هلاكهم. ولكن الفكرة المفترضة هنا بالإضافة لذلك هي نفس الهدف الأصلي مرتفعات السحاب ويصير في العلى. وقد يتعجب البعض مما سأقوله ولكن لأني أومن بأن القرأن ليس من عند الرب وانه كتاب به أشياء شيطانية في بعض مما نجى من التحريف والحرق. وبخاصة أن المتكلم في سورة النجم ليس إله ولا جبريل كملاك بل الشيطان نفسه الذي يرد على كلمات الرب في إشعياء 14 وهذا قدمته في ملف مقارنة بين إشعياء 14 و سورة النجم فهذا النص الذي يرد فيه الشيطان النجم الهاوي (والنجم إذا هوى) أنه ليس فقط قال في قلبه يصعد إلى مرتفعات السحاب (سدرة المنتهى) بل هو يظن أنه كاد أن يحقق غرضه (9 فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) فهو يسعى لأن تكون له مرة أخرى يصعد فوق مرتفعات السحاب (13 وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى 14 عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى15 عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى) ويقول عنها المفسرين أنها يمين العرش. وأكرر استشهد بهذا فقط لاعتقادي بأن الشيطان هو المتكلم هنا في هذا الجزء. فهو لا يزال عنده أمل في العودة لمرتفعات السحاب. بمعنى أنه بالفعل يظن أنه كسب الجولة الأولى وكسب بشر كثيرين في قبضته، ولكنه خسر الجولة الثانية وخسر قلة من العهد القديم الذين هم ابرار العهد القديم وخسر نسبة لا يستهان بها في الأجيال المسيحية الأولى ثلث البشرية في كل جيل سواء بالاضطهاد الذي كان يريد فيه محو المسيحية ولكنه فشل فانتشرت أكثر. ولكن لا يزال عنده أمل لتكبره الذي يعمي عينه وعجرفته وحكمته الفاسدة أن يسيطر على نسبة مرتفعة من البشر أو الأغلبية أو الكل فيكون له استحقاق للمكانة أو بطريقة جدل مثلما عمل في موضوع أيوب وغيره. بدليل انه عندما سيسيطر على أغلب البشرية سيحل فماذا لو سيطر على كل البشرية؟؛ وهنا نبدأ نفهم أن الشيطان يهمه النسبة العددية جدًا.

وهنا يأتي الزمن الأخير الذي حدث فيه شيء هام جدًا وهو تغير في معدل نمو البشر. فالبشر يتزايدوا وتعداد البشر حدثت فيه قفزة.

ملحوظة عدد البشر لم يبدأ من 10000 ق م ولكن من 4000 ق م. ولم يتزايد من قبل الميلاد بل بدا يتزايد من بعد الميلاد. أي هناك علاقة بين قيد الشيطان وتزايد عدد البشر.

فعدد البشرية الذي كان 100 مليون لأكثر من 4000 سنة ولكن هم في تزايد منذ زمن الميلاد وزادوا من ربع إلى نصف بليون من 1000 م إلى 1500 م واستمر يتزايد ووصل إلى أول بليون سنة 1804 م ومستمر في النمو

World population milestones (USCB estimates)

Population
(in billions)

1

2

3

4

5

6

7

8

9

Year

1804

1927

1960

1974

1987

1999

2012

2024

2036

فما يعيش في الجيل الحالي من 8 بليون ويتزايدوا هم يمثلوا من عاشوا في أكثر من 5100 سنة. فهذا الجيل قيمته مرتفعة جدًا عدديا ونسبة وتناسل فهو أهم من أكثر من 70 جيل من قبل الميلاد ومن 30 جيل من أجيال بداية المسيحية. فلهذا الشيطان يركز جدا في هذا الجيل ليحصد أغلبه أو كله لو استطاع وما يوازي مجهوده في أكثر من 5100 سنة. ويريد أن يقلل عدد البشرية بأي طريقة. فكما قلت نلاحظ ان عدد البشرية بدأ يتزايد بعد تقييده لأنه باستمرار قتال للبشر "أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ." (إنجيل يوحنا 8: 44). بالإضافة إلى الاسقاط في الخطية من اول ادم وهو قتل روحي "في آدم مات الجميع" (1 كو 15: 22) ولكن هو أيضا قتال جسديا من بداية قايين فكل القتل الذي تم عبر تاريخ البشرية كان بسبب الشيطان سواء حروب أو غزوات او صراعات وغيرها والان سواء امراض من فعل البشر أو غيره بل هو المصدر الوحيد لكل الصراعات والحروب، وإثارة الكثيرين على قتل إخوتهم وشعوبهم. وقوله قتالًا وليس قاتلًا تفيد استمراريته في قتل الناس. فمن من تعداد البشر وثبات عددهم 4000 سنة يوضح ان الشيطان كان ناجح الى حد ما في تقليل وقمع عددهم بعد فداء المسيح تزايد جدا عدد البشر ولكن هذا يغضب الشيطان ويريد باي شكل تقليل عددهم وهذا ما يريد ان يفعله مع بداية انحلاه قيده. لان زيادة عدد البشر يزداد فيه عدد المؤمنين كنسبة فيزداد فرصة ان يملؤوا المكانة المعدة لهم ولكن تقليل عددهم يطول الزمان ويتيح له فرصة يخطط للسيطرة أكثر.

فالفكرة باختصار الشيطان يريد أن يسيطر على أغلب البشر ويقلل عددهم. وعالم أن له زمان يسير ويريد أن يطيله بتقليل عددهم وقبل أن ينتهي الزمان يسيطر على الكل ولا يوجد بار ولا واحد ووقتها يصبح لا فائدة في البشر. والرب وعد انه لن يفني البشرية بالطوفان مرة أخرى "فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضًا مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ، لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضًا أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ." (سفر التكوين 8: 21). فالشيطان في سباق مع الزمن ليفسد الكل قبل أن يتزايد العدد وتكتمل النبوات ويكون له فرصة محاجاة على البشرية الفاسدة. ولكن الرب كما وعد سيقصر الأيام "وَلَوْ لَمْ يُقَصِّرِ الرَّبُّ تِلْكَ الأَيَّامَ، لَمْ يَخْلُصْ جَسَدٌ. وَلكِنْ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ، قَصَّرَ الأَيَّامَ." (إنجيل مرقس 13: 20). ولهذا الرب طلب من البشر أن يثمروا "وَبَارَكَ اللهُ نُوحًا وَبَنِيهِ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ." (سفر التكوين 9: 1). ولكن في المقابل الشيطان قتال فالشيطان يستغل اتباعه في محاولة تقليل عدد البشرية بأي شكل. وهذا تحته أو ليحققه يستخدم اتباعه ليحققوا عدة اهداف تخدم الهدف الأساسي تقليل العدد ولكن في نفس الوقت الاضلال وابعاد البشرية عن الله. فهدف الدعاية للشذوذ لتقليل الإنجاب وأيضا يصبحوا مرفوضين من الله. وهدف التشجيع على قتل الرحمة والانتحار نفس الامر. وهدف نشر الإجهاض لتقليل الانجاب ونفس الأهداف. وهدف نشر أوبئة أو أمراض أو كيماويات تقتل الأضعف صحيا لتقليل العدد وتقليل الرعاية الصحية. وأيضا التشجيع على حروب كما حدث وكما قد يحدث. وفي نفس الوقت هو منع البشر من مخالفته ومخالفة اتباعه الذين ينفذوا خطته. أي التحكم في الرأي والتحكم في كل عنصر من عناصر حياة البشر. فهم يريدوا تحويل السلطة من الشعوب الى أياديهم رغم انهم غير منتخبين ليفقد الشعوب الحرية التي اعطاهم لهم الله. والوسائل التي يستخدموها حجة عدم وجود مصادر كافية للبشر فنشر مبيدات حشرية واطعمة معدلة جينية وكل هذا بحجة انتاج أكثر رغم أنه يميت البشر ولكن في نفس الوقت منع السماد ومحاربة المزارعين والاشياء الحقيقية التي تزيد من الزراعة. حجة البيئة وبالطبع نعرف ابعادها. حجة منع المعلومات الخطأ. حجج صحية مثل منع اوبئة بفرض تطعيمات ضارة وغيره كما حدث. حجة حقوق الأقليات مثل الشواذ واللاجئين وغيرهم ليدمر المجتمعات وتنتشر الحروب الاهلية. للأسف من خلال اتباعه شبه تحكموا في الهيئات العالمية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وتقريبا كل المنظمات تحت مظلة الأمم المتحدة. أيضا عقدوا اتفاقيات مع الحزب الشيوعي الصيني وغيره من القوى الديكتاتورية الخاضعة لسلطانه.

فبتقليل عددهم يطيل الزمان وبتقييدهم والتحكم فيهم يسيطر تماما لأنه يظن أنه حصد الكثير بالفعل في الجيل السابق وهذا الجيل والقادم أسوأ ولو قلل عددهم جدًا واخضعهم وقضى تماما على المؤمنين سيكون فاز في السباق في أن يجعل الكل يفسدوا. وبهذا قد يكون أنه يظن أنه لا يوجد عدد أبرار كافيين ليحلوا في المكانة المعدة في بيت الاّب. فبهذا يكون له فرصة مرة أخرى. أو قد يكون يظن انه بهذا يهرب من العقاب الأبدي بطريقة ما.

فيجب أن ننتبه فإن محاربتنا معه وليس مع البشر الخاضعين له "فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 6: 12). ننتصر إن استطعنا ان نربح نفوس ونخرجها من بين مخالبه "نَائِلِينَ غَايَةَ إِيمَانِكُمْ خَلاَصَ النُّفُوسِ." (رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 9). وهو يعلم هذا لهذا يحاربنا بمنتهى العنف ويريد قطع لساننا والتشتيت بالهرطقات والأفكار الكاذبة الكثيرة واللاهوت اللبرالي والذئاب الذين بثياب حملان. ولكن لا نقلق فإن كان الله معنا فمن علينا ""فَمَاذَا نَقُولُ لِهذَا؟ إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا، فَمَنْ عَلَيْنَا؟"" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 31). ومهما يفعل، فبالرب يسوع المسيح سننتصر "وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا." (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 37). ولا تستسلموا لأنه يهرب مننا متى قاومناه "فَاخْضَعُوا للهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ." (رسالة يعقوب 4: 7). ومملكته لا تصمد أمامنا "وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضًا: أَنْتَ بُطْرُسُ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِي، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا." (إنجيل متى 16: 18). فيجب أن نكون نحن أيضًا في سباق معه "مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 16) بأن نخطف أرواح من مخالبه وبسرعة. فخاصة هذه الأيام الحصاد كثير جدا جدا والفعلة قليلون جدا جدا "فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ الْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلكِنَّ الْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاطْلُبُوا مِنْ رَبِّ الْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ." (إنجيل لوقا 10: 2). فصلوا.



والمجد لله دائما