أنواع البشر 3 الانتخاب الطبيعي وتأثيره على التنوع البشري والجزء السادس والعشرون
Holy_bible_1
بعد أن عرفنا في الاجزاء السابقة تاريخ سؤال من أين اتى انواع البشر؟ وان هذا سؤال موجه للكل الفكر الخلقي والتطوري سواء لأننا أصبحنا متفقين معا جينيا أن البشر يجمعهم ادم واحد من دراسة كروموزوم Y وتجمعهم ام حواء واحدة من دراسة DNA ميتوكوندريا حواء من زمن قريب. وعرفنا ان تنوع البشر جينيا رغم لأنهم من جد واحد هذا يتفق مع الابحاث العلمية بتأثير البيئة سواء الجينات السائدة والمتنحية والمتراكمة والطفرات وجينات متعددة التعبيرات وتعدد الطرز المظهرية للجينات والبولي بيبتيد المتغير والتأثيرات البيئية المورثة Epigenetics والعلامات الجينية وتغيير بروتينات ربط DNA. كل هذا كافي إلى حد ما لتفسير التنوع البشري المختلفين فقط في نسبة 0.01%. ولكن هذا قد لا يكفي لتفسير الصفات النقية فلهذا عرفنا أنه بينما فشل الفكر التطوري الذي ينادي بتطور البشر وارتحالهم في خطوط متصلة تتناسل معا وهذا يخالف نقاء الصفات الخارجية المختلفة في الاعراق البشرية، نجح الفكر الخلقي بتفوق لأنه تكلم بوضوح عن انعزال البشر في مجموعات صغيرة مستقلة في حادثة برج بابل ووانهم تفرقوا أي انعزلوا بطريقة تخالف كل مجموعة الأخرى وتفرقوا بطريقة صفاتهم الظاهرية مناسبة لتقسيم الارض لهم بظروفها البيئية ولكل مجموعة صغيرة أصبح لهم لسان أي لغة مختلفة أي شبه انعزلوا تماما وهذا ما اثبتته ابحاث جينية ولغوية وبيئية موسعة. ولكن بعد انعزالهم وبدأت تؤثر البيئة على التعبير الجيني أيضا يوجد عامل أخر بدأ يعمل على هذه المجموعات البشرية المنفصلة وهو الانتخاب الطبيعي وأيضا الانتخاب البشري معه.
تكلمت في ثلاث محاضرات سابقة في القسم الرابع عن الانتخاب الطبيعي بشيء من التفصيل
التطور الكبير الجزء الخامس الانتخاب الطبيعي
التطور
الكبير الجزء السادس الانتخاب الطبيعي
ضد التطور
التطور
الكبير الجزء السابع الانتخاب الطبيعي
وتجربة بومبوس واقوال العلماء
وتم توضيح انه ليس قوة خلاقة فهو لا يطور شيء بل يحافظ على سلامة الاجناس واستمرار تاقلمها. فالانتخاب الطبيعي لا يضيف جينات أو صفات جديدة من العدم بل هو ينتخب من الصفات الموجودة بالفعل لو فيها تنوع ينتخب النوع المناسب للبيئة. من يدقق في هذا يجد أن الانتخاب الطبيعي يتفق تماما مع ما قاله الكتاب المقدس أن البشر كانوا معا أي بغناء جيني ثم انعزلوا في مجموعات صغيرة في برج بابل أي بهم محتوى جيني تفرق. ولكن هو يخالف الفكر التطوري الذي ينادي بتطور الصفات وليس وجودها في التصميم الأصلي.
فالانتخاب الطبيعي هو البقاء للأصلح وليس ظهور الاصلح
Survival of the fittest not arrival of the fittest
البقاء للأصلح ليس هو المشكلة فبالفعل الكائنات مناسبة لبيئتها لهذا تبقى فهي أصلح، والمعيوب المخالف الذي حدثت له طفرة يزال أي هو ضد ادعاء التطور في حقيقته. المشكلة للتطور ليست في نجاة الاصلح survival of the fittest ولكن هي كيف أصبح أصلح arrival of the fittest فهل بطفرات عشوائية أصبح أصلح ام بتصميم رائع كجعله أصلح ليستمر والانتخاب الطبيعي يحافظ على صلاحه ومناسبته للبيئة بإزالة المعيوب. أيضا ليس إزالة المعيوب فقط بل هو أيضا يزيل المخالف للمجموعة المناسبة لو رحلت لبيئة جديدة. بمعنى ان لو نتخيل اثناء انعزال البشر لو حدث ان مجموعة صغيرة مثلا من نسل أبناء نوح انعزلت كلهم بهم اللون الأسود ولكن ارتحل معهم بهم فرد ابيض او اصفر صغير في منطقة حارة جدا أو العكس. هذا لن يتحمل ظروف المنطقة وبخاصة نتكلم عن زمن من قرب 4500 سنة مضت لم تكن فيه تكنولوجيا تحسن أحوال المعيشة فهذا الفرد الصغير لن يتحمل الحرارة والاشعة القوية لو كان ابيض في بيئة حارة جدا أو أسود في بيئة باردة جدا. ولن تعمل الأدوات التي تم شرحها سابقا لتغير تعبير الجينات بسرعة لأنها تستغرق أحيانا عدة أجيال فهو سيعاني التهابات مستمرة وقد تصل لسرطان في الجلد ويموت مبكرا في عدد الوفيات التي كانت مرتفعة في الماضي. هذا انتخاب طبيعي يتفق مع الفكر الكتابي ويوضح انه كيف زاد من نقاء المجموعات البشرية التي تفرقت وانعزلت في حادثة برج بابل لو كان بها بعض الاختلاط. ولكن مرة أخرى لابد ان تكون الصفات موجودة بالفعل في التصميم وهذا ما يؤكد صحة الفكر الخلقي عن التطوري.
فأمر أخر وهو ان من يدرس هذا بتدقيق يجد ان الانتخاب الطبيعي يعتمد على عدد الأبناء أي حتى لو اقوى فرد أو أصلح أو أسرع أو في منظور البعض أكثر جاذبية أو غيره ولكن لم ينجب لأنه غير مناسب للبيئة هو لن يبقى ومقابله لو فرد أضعف أو أقصر أو اقل جاذبية أو غيره ولكن بطريقة ما مناسب للبيئة فنجح في إنجاب أكثر يستمر جيناته تنتشر. فلهذا لو قردة تنجب أكثر من قرد مخالف تطور لمراحل الانسان وينجب اقل لأنه مخالف لما انتشرت طفرات تقود للإنسان أصلا فهذا يمكن ان يسمى differential reproduction
وفي نقطة تنوع البشر ليس من هو أفضل في التنوع القمحي أم الأسود أم الأبيض أم الأصفر أم الأحمر فكلهم تنوع متساوي، ولكن بانعزالهم في مناطق مستقلة من كان مناسب للبيئة هو الأفضل في البيئة أي القمحي للمعتدلة والأسود للحارة والأبيض للباردة وهكذا فهو تأقلم أفضل فأنجب أكثر هذا الذي ساد في هذه البيئة وأصبحت هذه الصفة نقية أكثر في هذه البيئة. فلا الأسود تطور للأبيض ولا الأبيض للأسود او الأصفر ولا غيره.
والانتخاب الطبيعي ليس نقطة خلاف بين الخلق والتطور فنحن الاثنين نتفق عليه وهو يحافظ على سلامة الانواع فقط نرفض ادعائهم أنه قوة خلاقة فهو لا يخلق شيء ولكن هو يختار من التصميم الموجود بالفعل. فهو عملية فيها الافراد التي تعبر عن صفات متنوعة ولكن تعطي ميزة نجاة في بيئات مختلفة ففي بيئة محددة بظروف مميزة ينتخب ويقود لنجاة نوع منهم مع اختلاف الظروف ونسله يستمر.
بمعنى الانسان فيه تنوع من الأصل ولكن بانعزاله لمجموعات صغيرة فالمناسب للبيئة التي ذهبت إليها هذه المجموعة هو الذي يستمر فمثلا الذي لونه افتح في بيئة باردة ولونه أغمق في بيئة حارة هذا تنتخبه الطبيعة. ولو استمر ينتج نسل فهو ينتشر في هذه البيئة ويصبح سائد.
هذا أيضا يدمر تماما رد التطوريين الغير علمي في ان البشر رغم ان كلهم أتوا من ادم واحد من دراسة كروموزوم Y واتوا من حواء واحدة من دراسة ميتوكوندريا ايف وكانوا معا من زمن قريب بحجة انهم لم يكونوا اول البشر بل نسلهم الذي نجى، لأن بالانتخاب الطبيعي نسل هؤلاء لو كان معهم بشر اخرين كثيرين لن ينجوا في كل البيئات في نفس الوقت بل سينجو في بيئة واحدة أو اثنين بالكثير فقط. فادعائهم ان البشر كلهم أتوا من امرأة واحدة ولكنها ليست الوحيدة التي كانت موجودة ولكن نسلها هو الذي نجى، هي فرضية خطأ تخالف الانتخاب الطبيعي واختلاف ظروف البيئات المختلفة أي فرضية ضد العلم والصحيح علميا انها فعلا الوحيدة التي كانت موجودة وهي مصدر كل البشرية. وكانت تتمتع بغناء في التنوع بسبب تصميمها فنجنى تنوع نسلها في كل البيئات.
الانتخاب الطبيعي في الحقيقة هو يشهد على روعة التصميم الذي من البداية وضع تنوع مناسب للبيئات المختلفة في التصميم الأصلي فسيستمر جنس الكائن ينجوا حتى لو تغيرت ظروف الطبيعة ورحل لمنطقة أخرى او انعزل. هو بالفعل سيخسر تنوع جيني ولكنه نجى.
أضرب مثال توضيحي على تنوع الصفات مثل لون الجلد وغيره وتأثير البيئة والانعزال بتنوع صفة الشعر بمثال هو ما يحدث لتنوع الكلاب. بمعنى كلاب متنوعة جينات طول الشعر وتنجب جميع الأنواع في بيئة متنوعة
ولكن لو تغير الطقس وهاجمهم فترة برودة أكثر من المعتاد او انعزلت ورحلت مجموعة منها شمالا لمناطق تضرب بشتاء بارد باستمرار ولكن قلة من افرادها كان بها تنوع فستنتخب الطبيعة التي بشعر طويل وتنجو والتي بشعر قصير لن تستطيع ان تنجو فلن تتناسل وتزال هذا التنوع الجيني
وبعد عدة أجيال ستبقى التي بتنوع جينات طويلة الشعر نقية وأصبحت متأقلمة. وتصبح هذه الصفة نقية.
والعكس في المناطق الحارة
فنحن خسرنا تنوع للجين أي انتهى تنوع جين القصر وازيل
ومثل هذا حدث أيضا للبشر بطرق ونسب مختلفة بعد تفرقهم.
فالانتخاب الطبيعي له دور مهم جدا في الانعزال ويعمل بقوة متى تغيرت ظروف الطبيعة ويجعل صفة من الصفات المتنوعة في البيئة الجديدة هي التي تسود وفي أجيال كثيرة تصبح نقية. هذا ليس تطور ولكن روعة التصميم الذي صمم الاجناس بما فيهم البشر أصلا بتنوع رائع الغناء وبهذا أتاح لهذه الاجناس ان تنجوا في البيئات المختلفة متى انعزلت. فبإضافة عامل الانتخاب الطبيعي مع ما درسناه من الانعزال وتنوع التعبير الجيني المناسب للبيئات المختلفة هذا يشرح بوضوح تنوع البشر ونقاء بعض صفات بعضهم.
ولكن هذا أصلا خسارة كما قلت فهو اسوا من النوع الأصلي الغني بتنوعه ففي مثال الكلاب لو حدث ان تغير الطقس مرة أخرى وأصبح حار، النوع الأصلي الذي كان يستطيع ان ينجو ولكن التفرع هذا الذي خسر تنوع جين صغر الشعر سيموت
وبهذا يحدث اندثار لهذا التنوع وقد يندثر الجنس كله
وهكذا حدث للمجموعات البشرية في الصفات المختلفة في البيئات المختلفة بانعزالها. ولو لم نكن توصلنا للتقدم التكنلوجي الشديد الذي نحن فيه الذي يجعل حتى المخالفين للبيئة يستطيعوا ان ينجوا من ملابس وأجهزة تدفئة أو تكييف وفيتامينات وغيره لما كان المخالفين يستطيعوا ان يعيشوا في بيئات مختلفة.
فحتى الانتخاب الطبيعي هو به خسارة جينية رغم انه ساعد على البقاء ولكن الثمن فقد التنوع. فالانتخاب الطبيعي الذي عمل على المجموعات البشرية التي تفرقت في حادثة برج بابل هو أدى لخسارة لغناء التنوع الجيني حتى لو في الظاهر بعض المجموعات تبدوا أطول أو أقوى أو أفضل أو أجمل في صفة ظاهرية ولكن كل المجموعات أصبحت اقل غناء جينيا أي خسارة ولا تنجوا بسهولة في الماضي في باقي البيئات بطريقة طبيعية بدون الوسائل البشرية، فهي في حقيقتها خسارة. ولهذا هو ضد ادعاء تطور البشر.
وملحوظة الانتخاب الطبيعي لا يستطيع ان يزيل الطفرات الضارة ولكن التي لا يظهر تأثيرها مباشرة بمعنى ان الطفرات الضارة التي تأثيرها ضعيف او شبه معدوم لا يزيلها فتتراكم فهو لا يحافظ بطريقة 100% على سلامة الأنواع من الطفرات الضارة بل هو فقط يقلل من الطفرات الضارة المعبرة والمؤثرة ويساعد على التأقلم مع البيئات المختلفة. فالانتخاب الطبيعي لم يمنع تدهور الانسان والحيوانات بالسقوط ولكن فقط قلل من معدل ذلك وساعد البشر على التأقلم بعد الانعزال وازال المخالف في كل مجموعة لان الانتخاب الطبيعي يحافظ على سلامة الأنواع
ولكن التطور المزعوم الذي يستلزم اكتساب جينات وصفات ووظائف جديدة من عدم وجود سابق لتتطور الاجناس من ابسط لأكثر تعقيد. هو خطأ ويخالف الانتخاب الطبيعي لأن ما حدث مع البشر هو عكسه وهو فقد وليس اكتساب. فالأبيض ليس تطور باكتساب من الأسود وهو ليس أفضل منه كما ادعى الفكر التطوري العنصري كذبا. بل الأسود والأبيض والأصفر والأحمر هما انعزال من التنوع الأصلي شبيه القمحي (وليس القمحي الحالي) وحدث سيادتهم في بيئتهم بخسارة تنوع. فالكل من اسود وابيض واصفر واحمر وحتى القمحي الحالي خسروا التنوع بنفس الطريقة والكل أقل من الأصلي.
ملحوظة الانتخاب الطبيعي يعتمد على ثلاث أشياء:
1-وجود تنوع ينتخب منه أي انه لن ينتخب شيء ليس له وجود أو لم يظهر بعد. ولن يخلق شيء من عدم.
2-ثم حدوث الانتخاب بما يناسب الطبيعة أو البيئة الجديدة فيقل التنوع في هذه المجموعة ويساعد على نقاء الصفة.
3-وما انتخبه لابد ان يكون موجود أصلا أي قابل للتوريث ليستمر.
فالانتخاب الطبيعي هو حفاظ على سلامة الأنواع وفي البيئة الجديدة دائما خسارة جينية وليس مكسب أصلا.
فالانتخاب لن يطور كلب لقطة لان لا يوجد في تنوع الكلاب أي صفات قطط أصلا لينتخبها ولن يطور قرد لإنسان بألوانه لان في تنوع القردة لا توجد صفات الانسان أصلا. ولكن في تنوع الكلاب يوجد متبادلات جينية للشعر وحجم الجسم والجمجمة والوان وغيرها من الصفات الكثيرة المتنوعة فسينتخب مثلا من تونع غني في صفة الشعر المصممة أصلا سينتخب فقط نوع وهو الشعر الكثيف للبيئة الباردة ولان هذه الصفة الجينية موجودة به أصلا فهي تستمر تورث وتسود فيصبح عندنا نسل نقي من كلاب طويلة الشعر في المنطقة الباردة. هذا ليس اكتساب بل خسارة جينية أي فقدت التنوع الغني الأصلي وتم الحفاظ على نوع واحد وصفة واحدة. وهكذا الانسان الأصلي شبيه القمحي في المجموعة البشرية حتى بعد الطوفان وقبل حادثة برج بابل به تنوع غني أي كل ألوان البشر كانت فيه. وفقد هذا التنوع بالانعزال وبعد هذا الانتخاب الطبيعي عمل على التنقية أكثر لكل مجموعة في بيئتها الجديدة.
وهذا خطا دارون وكل فكر التطور الذي ظن ان الطبيعة هي التي تجعل الكائن يكتسب صفات جديدة ولكن بالطبع هذا غير صحيح فالطبيعة لا تشكل أي شيء جديد ولكن التصميم الأصلي للكائن هو الذي يمسح بوجود تنوع ينتخب منه المناسب لاحد البيئات.
فهذا يقر به العلماء انه لا يوجد عامل خارجي في الطبيعة ينتج تعبير جيني ولكن هو ينتخب من الجينات المصممة والتعبيرات الجينية الموجودة بالفعل وللأسف التعبير المعتاد انه يجعله يعمل وهذا غير صحيح
فهو لن يجعل جين صفة الشعر يعمل بل جين صفة الشعر يعمل بالفعل بدرجات مختلفة وهو ينتخبه.
ولكن في ظروف أخرى هو يقدر ان يؤثر على الصفة. فمثلا تأثير البيئة بشكل استشعار الكائن نفسه للظروف المحيطة فنفس الجين ينتج تعبير مختلف ولكن الجين بتصميمه موجود اصلا
فمثلا الارنب الذي يتغير لون فروته من الرمادي للأبيض في الشتاء والثلج هو يستشعر هذا وهذا يجعل التعبير الجيني لنفس الجينات المصممة يختلف هذا ليس تطور ولا اكتساب شيء جديد بل تصميم غني من البداية أعطاه هذا وهكذا جينات انتاج الميلانين في جلد الانسان في البيئة الباردة في نطاق قليل يقل فيفتح اللون قليلا ولكن هذا ليس اكتساب جينات او صفات جديدة بل عمل على نفس الجينات المصممة بروعة تجعلها مناسبة للبيئات المختلفة.
وهذا العامل يتغير من زمن قصير لزمن طويل من صفة لأخرى وكائن لأخر. فمثلا في شعر الارنب يتغيل كل موسم شتاء بينما في المقابل الأسد الذي ينتج شعر غزير في بيئة معتدلة هو ينتج شعر اقل لو كان يعيش ويبلغ في بيئة حارة، فهو يحتفظ بهذا حتى مع تغير المناخ ولا يتغير. أي ان التأثير البيئي على التعبير الجيني هو يختلف من صفة لأخرى من جنس لأخر حسب تصميم الجينات لهذه الصفة. فلهذا نجد كائنات مناسبة لبيئتها جدا وتأقلمت عليها هذا ليس لأنها اكتسبت شيء جديد ولكن تأثير البيئة على التنوع الجيني المصمم بالفعل.
فالرب عندما امر الكائنات ومنهم الانسان ان تثمر وتكثر وتملا الأرض هو يعرف احتياجهم لتنوعات لتناسب بيئات مختلفة بل ما سيحدث لهم في المستقبل فوضع التنوع وأيضا أسلوب استشعار لينتج التعبيرات الجينية التي تناسب بيئة مختلفة وأيضا الانتخاب الذي ينتخبهم بطريقة مناسبة للبيئات المختلفة. وهذا أيضا حدث للإنسان فالرب كان يعرف مسبقا ماذا سيحدث من تغير البيئات بعد الطوفان وماذا سيحدث للإنسان وانقسامه مجموعات بشرية مختلفة في حادثة برج بابل فلهذا من البداية صممه بتنوع جيني غني يعطيه صفات ظاهرية مختلفة تصلح كل منها أن تنجوا في كل بيئة من البيئات المختلفة من التي انقسم إليها الإنسان.
فالانتخاب الطبيعي لا يقود للتأقلم لو لم يكن هذا موجود بالفعل وهذا ليس كلامي بل باعتراف علماء التطور المشهورين فمثلا يقول لوانتن
التطور لا يستطيع أن يوصف كعملية للتأقلم لان كل الكائنات متأقلمة بالفعل. التأقلم قاد للانتخاب الطبيعي، الانتخاب الطبيعي ليس بالضرورة يقود الى تأقلم أفضل.
Lewontin, “Adaptation,” in Scientific American, September, 1978.
فهو على عكس التطور الذي لا يوجد فيه مصمم ذكي يعرف هذا من البداية ولهذا التطور يتخيل خطأ اكتساب أشياء جديدة على الجد المشترك ولكن هذا ثبت خطأه كما قدمت سابقا ولهذا بناء على الفكر التطوري لما كان يجب ان ينجوا الانسان في اغلب البيئات الموجود فيها منذ زمن قديم لأنه غير مصمم بتنوع غني من البداية وهذا دليل اخر على خطا التطور.
فالفرق بين الاثنين كمثال لعبة انسان البطاطس الذي تحذف او تضيف اليه صفات
فالفكر التطوري يدعي إضافة في كل بيئة
هذا لا يحدث لأنه لن ينجوا في البيئات المختلفة لعدم وجود الصفات هذه من تصميمه الأصلي لتنتخب ولن يستمر منتظرا انها بالطفرات العشوائية تظهر بطريقة مناسبة لكل بيئة بالصدفة البحتة الخارقة لكي ينتخبها الانتخاب الطبيعي لأنه بدونها غير مناسب فيفنى.
ولكن ما حدث في الحقيقة هو فقد أشياء من التي كانت موجودة في تصميم الجنس الأصلي بالانتخاب والتنوع والانعزال
فالانتخاب يقود لخسارة وليس اكتساب وهذا يناسب التأقلم ولكنه ليس تطور.
فحتى في مثال عصافير دارون الذي تخيل انهم تطور من جد مشترك ولكن الحقيقة هو خسارة فكل عصافير في المنطقة المتنوعين أصلا وتحتوي على غناء جيني وعندما انعزلوا في الجزر المختلفة في جلاباجوس وفقدت كل مجموعة بقية التنوع بسبب نوعية الطعام وأصبحوا نوع واحد في كل جزيرة. فالذي بمنقار حاد مناسب أصبح مناسب لجزيرة بها نوعية الطعام وهو الديدان والذين بمنقار قوي مناسب للجزيرة التي بها بذور قوية وهكذا انعزلت مجموعات العصافير رغم انهم جنس واحد وتأقلمت كل مجموعة بالانتخاب بفقد تنوع. أي خسارة وليس اكتساب.
بل أصلا الانتخاب لن يجعلها مناسبة للبيئة ولكن يجب ان تكون مصممة من الأول بتنوع فيه ما هو مناسب للبيئة ينتخب منها وتدفع الثمن خسارة التنوع الجيني لأجل البقاء في البيئة الجديدة.
ففي مثال الكلاب لو الكلاب هذه مثلا لا يوجد في تنوعها صفة طول الشعر فلا يستطيع ان ينتخبه الانتخاب الطبيعي أصلا للبيئة الباردة. والانسان لو لم يكن في أصله به تنوع في لون الجلد والعين والشعر وغيره لما بالانعزال تفرقت وعمل عليهم الانتخاب الطبيعي في كل بيئة وأصبح كل منهم مناسب للبيئة.
فدقة التصميم التي من البداية أعطت تنوع للبيئات المختلفة وهذا يقوم به الانتخاب الطبيعي وتشهد على التصميم ولا يناسب التطور لان تغير البيئة الفجائي لن يعطي وقت لتطور شيء غير موجود أصلا في تنوعه لينجوا في البيئة. فالانتخاب لن ينتخب شيء ليس له وجود ولن ينتظر حتى يتطور شيء ليس له وجود في البشر. بمعنى الفكر التطوري العنصري الكاذب لا يصلح حتى في ادعاء ان الأسود تطور لابيض لأن في تغير البيئة فجأة في ارتحاله لباردة الانتخاب الطبيعي لن ينتخب صفة اللون الأبيض لو لم تكن موجودة من الأصل. أي بالتطور لا تصلح لأنه لن ينتخب شيء ليس له وجود بعد فلن ينجوا الأسود في بيئة باردة أصلا من البداية منتظرا انه في ألاف الأجيال يطور صفة البياض. ولن ينتخب من الأبيض أو الأسود الأصفر وبعد هذا الأحمر للبيئات المختلفة لو لم يكن هذا موجود من الأصل.
مثال اخر حديث وهو سأتكلم عنه لاحقا ولكن باختصار
مشكلة ويقع فيها علماء التطور وهي متى بدأ الانسان يرتدي ملابس سواء جلود أو غيرها؟ وهذه مشكلة لأنهم تماشيا مع اعمار التطور الخطأ يدعوا أنه فقد فروة القردة من 1,200,000 سنة أو أكثر. ولكن أول أدلة على الجلود من 300,000 سنة أو أقل
https://www.livescience.com/archaeology/when-did-humans-start-wearing-clothes
فكيف نجى لمدة 900,000 ألف سنة أو أكثر عاري في البرد الشديد بما فيها عصور ثلجية؟ هذا كارثة أخرى للتطور. مع ملاحظة أنه تخلل هذا الزمان عدد من العصور الثلجية. فكيف انتخبت الطبيعة الانسان الذي فقد فروة القردة لينجوا وهو عاري بدون فروة في عصور ثلجية وانتظرت عليه الطبيعة حتى بدا يتعلم بعد 900,000 سنة ان يرتدي الجلود ليتدفأ؟ هذا دليل واضح على خطأ الفكر التطوري.
ومن يقول انه كان يتدفأ بالنار فهذا يضيف كارثة وهي ان الانسان اكتشف النار حسب اعمار التطوريين من 300,000 الى 400,000 سنة
https://www.history.com/news/human-ancestors-tamed-fire-earlier-than-thought
وبدأ يتحكم فيها من 125,000 سنة فقط أي نفس المشكلة
https://en.wikipedia.org/wiki/Control_of_fire_by_early_humans
فالانتخاب الطبيعي ضد ادعاء تطور الانسان وضد تنوع الانسان ومناسبة كل نوع لبيئته. هذا يتفق فقط مع الفكر الكتابي.
امر اخر وهو ان ما يفعله الانتخاب الطبيعي يمكن عكسه وهذا ضد التطور الغير عكسي الذي لا بد ان يتجه لاكثر تعقيد وليس العكس
فمثلا في مثال الكلاب بالانتخاب الطبيعي او الصناعي البشري ويشبه ما يحدث في بعض البيئات في زمن طويل ان تحصل من كلاب كبيرة تتنوع نسلها في الحجم ما بين كبير وصغير لأنها تحتوي على هذا الغناء في التنوع الجيني المصمم ولو انتخبت الأصغر حجما لأنها المناسبة أكثر للترويض وتناسلت فانتخبت الأصغر وهكذا تستطيع في النهاية ان تحصل على شيواوا الصغيرة والتي لا يمكن ان تتناسل مع جيرمان شيبيرد لفرق الحجم رغم انهم جينيا واحد
ولكن تستطيع ان تعكس هذا الانتخاب عن طريق ان تنتخب من نسل الشيواوا ما هو أكبر قليلا وتناسله مع حجم أكبر منه بشيء بسيط وتنتخب الأكبر وتناسله مع نوع أكبر قليلا وهكذا حتى في النهاية تستطيع ان تناسل النسل الذي بعد عدة أجيال كبر مع جيرمان شيبرد الكبير. وبهذا تكون عكست الانتخاب الطبيعي وهذا مختبر.
بينما فرضية التطور لا يصلح معها هذا لأنها تفترض طفرات غيرت صفات او اكتسبت صفات جديدة لم يكن لها وجود سابق غير عكسية أي لا يمكن عكسها وهذا ما لا نراه وثبت خطأه لان الانتخاب الطبيعي يمكن عكسه.
وهذا ما نراه في أنواع الانسان أيضا فنرى ان بتزاوج الأسود والأبيض يظهر اللون الملون شبيه القمحي مرة أخرى هذا ضد الفكر التطوري العنصري الكاذب لأنه حسب التطور لو كان الأبيض تطور باكتساب جينات وصفات جديدة وليس تنوع أصلي وانعزال لما كان يصلح عن يعود للقمحي.
وما نراه هو الانتخاب والفقد وإمكانية الاستعادة تدريجيا ولا نرى التطور الغير رجعي.
أي الانتخاب الطبيعي عكس كلام دارون
فلهذا اعترفوا ان الدراسات الجينية للانتخاب الطبيعي عكس التطور
فقالوا ان اغلب الدراسات على التطور الحديث (تنوع وليس تطور لان الكلام في الدراسة عن تنوع الصبغات والوان في نفس الجنس) هو يتضمن خسارة للتنوع ولا زلنا لا نفهم الا القليل عن التغير الجيني المطلوب للتنوع
أي الانتخاب هو خسارة وعكس ما يطلبه التطور وهو اكتساب ولهذا لا يفهموا كيف خسارة تقود لتطور وهم كانوا يحتاجوا اكتساب وليس خسارة
فالعلم الملاحظ في الانتخاب هو عكس التطور ومع التصميم والخلق والانعزال
بل في الدراسة شبه اعترفوا ان كل الأمثلة هي خسارة ولكن هم يستطيعوا ان يتلاعبوا ويلقبوها مكسب فمثلا خسارة جينات تنتج شعر في الحشرات ممكن يسموها اكتساب صفة الصلع
هذا اسميه اعتراف بالخداع فهو للمستمع البسيط سيفتكر اكتساب صفة جديدة ولكن هذا ليس صحيح بل هو خسارة جينية وتشريحية ووظيفية ايضا
فمثلما شخص فقد كل أمواله فيقول انا اكتسب شيء جديد وهو الفقر
بل وحتى خدعة الوقت التي دائما ينادي بها التطور لاحتياجه لها هي ليست عاملا أصلا هنا لان الانتخاب سيستمر يزيل المتغير وسيستمر يحافظ على سلامة الأنواع وأيضا يقلل التنوع الجيني بالانعزال أي خسارة جينية فكلما طال الوقت كلما زادت الخسارة أصلا وزاد التدهور. بمعنى في انعزال المجموعات البشرية ادعاء أن يحدث التنوع بسرعة شديدة غير مناسبة تماما لادعاء التطور التدريجي البطيء الذي يستلزم وقت طويل جدا لم يكن له وجود عندما حدث الانعزال.
ولكن للأسف رغم وضوح هذا بشدة الا لأنهم مصرين على العقيدة التطورية فيفسروا هذا بانه تطور سريع جدا
ولكن لمن يدقق هذا ضد التطور لأن التغير يحدث بسرعة يشهد على التصميم لأنه موجود أصلا ويسمح بهذا فهو كان يجب ان يسمى rapid adaptaion أي تأقلم سريع بسبب التصميم الأصلي
بل الأخطر من هذا ان دراسة جينية وضحت ان جينات الانسان طبيعية ووضحت ان نتكلم عن انتشار الانسان بسرعة وتفرقه في القارات وتشتته قبائل فيها ولكنه بنفس الجينات هذا يخالف فرضية التطور انه ظل يتطور في خروجه من افريقيا تدريجيا وتنوع وهذا ثبت خطؤه لأنه بنفس الجينات هذا ليس كلامي بل اقراء من العلماء أنفسهم.
فيقول ريثيلفورد.
تشير الأدلة الجينية إلى ما لا يزيد عن 10000 بالغ في سن الإنجاب على مدار معظم تاريخ جنسنا البشري. إذا كان هذا صحيحًا، فمن الصعب أن نتخيل كيف يمكن أن ينتشر عدد قليل من الناس عبر عدة قارات وظلوا متصلين عن طريق اتصال الجينات كما هو مطلوب في النموذج متعدد الأقاليم
“The genetic evidence suggests no more than 10,000 reproductive-aged adults throughout much of our species’ history. If true, then it is difficult to imagine how so few people could have been spread out over several continents and remained connected by gene flow as required by the multiregional model. “
John H. Relethford, Genetics and the Search for Modern Human Origins, (New York: Wiley-Liss, 2001), p.146
فكيف الانسان مستمر في رحلة التطور من قردة لمراحل وسيطة أخرجت بشر اوليين نصف انسان نصف قرد خرجت من افريقيا واستمرت في التطور للإنسان الحالي ولكن هم متطابقين جينيا معنا؟
وأيضا أخرى تؤكد نفس الامر
عدد البشر في افريقيا واسيا وأوروبا لم يكونوا معزولين عن بعض جينيا ولكن العكس فهو يتبادلون الجينات (حتى لو تماشينا معهم في فرضية الاعمار الخطأ) انه منذ 600,000 سنة
“”. . . human populations in Africa and Eurasia have not been genetically isolated from one another, but rather have been interchanging genes for least 600,000 years,” Professor Templeton said.”
http://news.independent.co.uk/world/science_medical/story.jsp?story=271688
His original article can be found at: Alan Templeton, “Out of Africa Again and Again,” Nature, 416(2002):45-51
وطبعا هذا كارثة بكل المقاييس ويدمر ادعاء التطور جملة وتفصيل ويثبت الخلق وانتشار الانسان بعد الطوفان بنفس الجينات لوجود تنوع غني من البداية في تصميمه.
فبهذا فهمنا تنوع البشر وتميزهم ونقاء بعض صفاتهم هو يشهد علميا على صحة الخلق والانعزال في برج بابل كما قال الكتاب. فكما درسنا في الثلاث محاضرات أن تاثير البيئة الذي أدى لتغير الصفات في البيئات المختلفة واضافة هذا إلى انعزال البشرية لمجموعات بشرية صغيرة في حادثة برج بابل وتأثير هذا على فقد التنوع الجيني وتميزهم عن بعض ثم وظيفة الانتخاب الطبيعي الذي يعمل مع الانعزال وملائمة كل مجموعة للبيئة الجديدة وفقد أي تنوع اخر حتى ان تصبح الصفات نقية. وبهذا فهمنا من أين اتى أنواع البشر.
والمجد لله دائما