المسيحية وأديان العالم:

مقدمة











د. غالي















جامعة هولي صوفيَّا

المسيحية وأديان العالم:

مقدمة









إعداد

د. غالي



15 أبريل 2022

(الطبعة الأولى كانت بتاريخ 30 مارس 2013)













Copyright 2022

Dr. Ghaly ©

ALL RIGHTS RESERVED







حقوق الطبع والنشر 2024

د. غالي ©

جميع حقوق الطبع محفوظة





في هذا الموضوع ندرس فكرة مختصرة عن اديان العالم ثم بعد هذا نبدأ نقارن بعضهم بالمسيحية، وسيتم التركيز على ادعاءات التشابه أو النقل. فسيتم التوضيح أن المسيحية لم تنقل من أي من هذه الديانات وبحاصة السابقة لها. هناك اديان مختلفة في العالم البعض يحصيها بأنها 4200 عقيدة وديانة وفرع.1 البعض يغالي في هذا ويجعلها 10,000 عقيدة وفرع،2 ولكن البعض يقدر عددها بمقدار 25 عقيدة فقط متفرعة،3 والخمس وعشرين عقيدة أساسيين الأن حتى 2022م وهم:

المسيحية

2.382 billion

31.0%

الإسلام

1.907 billion

24.9%

لا دينية ولا أدرية وإلحاد

1.193 billion

15.58%

هندوسية

1.161 billion

15.2%

بوذية

506 million

6.6%

عبادات شعبية صينية

394 million

5.6%

عقائد مكانية ومعها اديان عرقية 

300 million

3%

تقاليد افريقية

100 million

1.2%

السيخية

26 million

0.30%

النفسية

15 million

0.19%

اليهودية

14.7 million

0.2%

البهائية

5.0 million

0.07%

الجانيسيزم

4.2 million

0.05%

الشنتو

4.0 million

0.05%

كاو داي

4.0 million

0.05%

الزارشتية

2.6 million

0.03%

التينريكيو

2.0 million

0.02%

الانية

1.9 million

0.02%

الوثنية الجديدة

1.0 million

0.01%

العمومية

0.8 million

0.01%

الرستفاري

0.6 million

0.007%

وعبر التاريخ كان هناك أكثر من هذا بكثير. فإن كان هناك عقائد كثيرة فما الذي يميز المسيحية بين كل هذه العقائد؟ سنترك العقيد المسيحية للنهاية فهي ليس فقط أكبر ديانة في العالم بل هي محور المقارنة هنا. ولكن أسلوب البحث هنا لن يتكلم بأسلوب مسيحي بل سيكون بأسلوب عام عن كل ديانة كما يصفها أتباع كل ديانة وستسمعون تعبيرات محايدة. ونبدأ ندرس معا بعض من هذه العقائد.

فكرة عن بعض العقائد المختلفة المشهورة.

الإسلام Islam:

هي ثاني عقيد عالميا، والأن يُقدر عدد أتباعه بـ 1.9 مليار إنسان بنسبة 24.9% من سكان الأرض. الإسلام مقسم طوائف كثيرة، ولكن معظم المسلمين ينتمون لإحدى طائفتين؛ أهل السنة والجماعة (85%) أو الشيعة (10%) والباقي طوائف صغيرة.

كلمة الإسلام تعني لُغويًا بأنه الاستسلام. وهي عقيدة تصف نفسها بأنها عقيدة توحيدية وأنه هناك إله واحد هو الله وله رسول واحد خاتم وهو محمد. وأتباعه يعرفون باسم مسلمين. بحسب القرآن، يؤمن المسلمون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويعبرونه مكمل للتوراة والإنجيل. ولكن رغم هذا يرفض أتباعه التوراة والإنجيل. النصوص الأساسية في الإسلام هو القرآن والذي مفترض أنه أوحي به الله إلى محمد عبر ملاك اسمه جبريل نقلًا عن اللوح المحفوظ ومواقع النجوم خلال 23 عامًا في مكة والمدينة، وينظر إليه المسلمون على أنه كلمة الله الحرفية والمعصومة عن الخطأ. وهو مقسم سور. الفرقة السنية تؤمن بمقدار 114 سورة أما الشيعية تؤمن بمقدار 116 سورة. أيضا الفرقة السنية تؤمن بالسنة والأحاديث النبوية الخاصة بمحمد. أما الشيعية فتؤمن بأهل البيت وتضيف كذلك الإمامة. يؤمن الإسلام أنه هناك ثواب وعقاب في الأخرة بناء على الحسنات والسيأت ومصير الصالحون هو الجنة وغير الصالحين الجحيم (جهنم). تشمل المفاهيم والممارسات الدينية أركان الإسلام الخمسة، وهي فروض أي عبادات إجبارية، واتباع الشريعة الإسلامية، التي تمس كل جوانب الحياة. مكة والمدينة والقدس هي ثلاثة مواقع مقدسة في الإسلام.

لا دينية ولا أدرية وإلحاد Nonreligious/Agnostic/Atheist:

يصنفوا معا كثالث عقيدة من حيث العدد رغم ان كل منهم على حدى ليس بنسبة مرتفعة. هم فقط أكبر عقيدة او توجه في تزايد في العالم. اللا دينيين هم الذين لا يؤمنون بأي عقيدة ولكن يعتقدوا أن هناك أله خالق. أما اللا أدريين وهم الذين لا يرفضون الله ولكن لا يعترفون بوجوده أيضًا. فهم كما من اسمهم لا ادريين أي لا يعرفون، أي قد يكون هناك خالق أو لا. أما الملحدين وهم المجموعة الذين لا يؤمنون بوجود الله. مع ملاحظة وجود أنواع مختلفة من الملحدين، فبعضهم يؤمن أن العالم غير مخلوق وهو أبدى أو مادته أزلية والبعض يقول إنه وجد من العدم. ومشكلتهم في المسبب الأول لكل المسببات من أين أتي. وهم بالرغم من رفضهم لوجود الإله؛ فهم يعترفون بالشر بل يقولوا إن الشر دليل علي عدم وجود الإله، لأنه لو وجد إله خالق فهو خير لما كان هناك شر.

وقد تم عدة ملفات للرد على أفكارهم وبخاصة مشكلة الألم وأضيف شيء صغير للرد هنا الشر ليس بدليل قاطع على عدم وجود إله بل بالاحتمالات: أولا لا يوجد إله لهذا يوجد شر وهذا لا يتفق مع التصميم. أو ثانيًا يوجد إله لوجود التصميم ولكنه إله شرير فقط لهذا يوجد شر ولكن يتعارض مع هذا وجود الخير أيضًا. أو ثالثًا يوجد إله خير فقط لوجود الخير ولكن هذا يتعارض مع الشر. أو رابعًا يوجد إله عادل سيكافئ من تعرض للشر وسيعاقب من تسبب في الشر فلهذا يوجد الخير والشر.

الهندوسية Hinduism:

وتُسَمَّى أيضاً البراهمية، هي ديانة دارمية قومية غير تبشيرية تُشكل معتقدات وثقافة الشعب الهندي، وهي ثالث أكبر ديانة في العالم بعد المسيحية و‌الإسلام (أو الرابعة بعد المجموعة السابقة التي لا تحسب ديانة)، مع أكثر من 1.2-1.35 مليار مُتبع، أو 15-16٪ من سكان العالم. هي ديانة تعدد آلهة لا تنتسب إلى مؤسس محدد شخصياً وإنما تشكلت وتطورت عبر امتداد كثير من القرون، أحد أصولها المباشرة هي ديانة فيدا التاريخية.

وتضم الديانة الهندوسية القيم الروحية والخُلقية إلى جانب المبادئ القانونية التشريعية والتنظيمية متخذة عدة آلهة بحسب الأعمال المتعلقة بها، فلكل منطقة إله ولكل عمل أو ظاهرة إله. وأبرز الألهة التي يعبدونها هم براهما الخالق أو المولى وفيشنو الحافظ وشيفا المدمر. وأحد التصنفيات المنهجية للنصوص الهندوسية هي النصوص الشروتية (الإلهام)، والنصوص السيريتية (المحفوظ). وتناقش هذه النصوص اللاهوت، الفلسفة، الأساطير، وطقوس وبناء المعابد. وأحد النصوص العظمى الفيدا، الأبانيشاد، البوراناس، رامايانا، البهاغافاد غيتا، و‌الآجاما. بالإضافة إلى مهابهارت ويعني تاريخ الهند الكبرى ورامايانا، ويعادلان الإلياذة عند الإغريق. سلّم المولى براهما الفيدا إلى ولده نارد موني الذي سلمها إلى مريده فياس دف.

وللهندوسية مشكلةٌ في تعريفها، إذ لها أكثر من مؤسس فليس الطريق طريقًا واحدًا للخلاص بل تتعدد أهدافها تبعا للأجزاء المختلفة في النص التي كُتبت على مر العصور. الغورو هو لقب رجل الدين في الهندوسية ويعني "المعلم" في اللغة السنسكريتية.

نقلا بالنص عن المحكمة العليا بالهند «الديانة الهندوسية لا تتبع نبيا بعينه، لا تعبد إله واحد، لا تؤمن بمفهوم فلسفي واحد، لا تتبع نمطاً موحداً للشعائر الدينية، بل في الواقع لا تمثّل المظاهر المتعارف عليها للأديان، إنما هي أسلوب حياة. يقول أيضا نائب رئيس الهند سارفيبالي راداكريشنان «أن الهندوسية لا يمكن تعريفها، يمكن فقط اختبارها» وهذا يجعل تعريفَ الهندوسية بأنها ديانة صعبًا على المعايير الغربية. (في أبحاث أخرى قدمت مقارنات بين بعض من هذه الديانات الهندوسية مع المسيحية لتأكيد أن المسيحية لم تقتبس شيء من الهندوسية).

البوذية Buddhism:

البوذية هي ديانة دارميَّة وتعتبر من الديانات الرئيسية في العالم، حيث تعتبر رابع أكبر ديانة في العالم بعد المسيحية والإسلام والهندوسية. ويصل تعداد أتباعها إلى أكثر من 520 مليون نسمة، أي أكثر من 7% من سكان العالم. ويعرف أتباعها باسم البوذيين؛ وجذر كلمة بوذية تأتي من كلمة البوذية نسبة إلى مؤسسها جوتاما أو غوتاما بودا. أُسست عن طريق التعاليم التي تركها بوذا 'المتيقظ". نشأت في شمال الهند كحركة رهبانية صوفية في القرن الخامس قبل الميلاد، وتدريجياً انتشرت في أنحاء آسيا والتيبت فسريلانكا ثم إلى الصين ومنغوليا وكوريا فاليابان عبر طريق الحرير.

البوذية لا تؤمن بوجود إله ولا أنبياء ولا وحي بل تؤمن بالاستنارة حتى الوصول لحالة النيرفانا وهذا يستغرق عدة أعمار فلهذا تؤمن البوذية بتناسخ الأرواح والكرمة. تتمحور العقيدة البوذية حول 3 أمور (الجواهر): أولها، الإيمان ببوذا معلّمًا مستنيرًا للعقيدة البوذية، ثانيها، الإيمان بـ «دارما»، وهي تعاليم بوذا وتسمّى هذه التعاليم بالحقيقة، ثالثها وآخرها، المجتمع البوذي. تؤكد تعاليم بوذا المركزية على هدف تحقيق التحرر من التعلق أو التشبث بالوجود، والذي يقال إنه يتميز بعدم الثبات (أنيتيا)، وعدم الرضا / المعاناة (دحخا)، وغياب الجوهر الدائم (أناتمان). أيد الطريق الأوسط، وهو طريق التطور الروحي الذي يتجنب كل من الزهد المتطرف ومذهب المتعة. يتم التعبير عن ملخص لهذا المسار في الطريق النبيل الثماني، وهو تنمية للعقل من خلال مراعاة التأمل والأخلاق البوذية. تشمل الممارسات الأخرى التي لوحظت على نطاق واسع: "اللجوء" إلى بوذا، والدارما، والصاغا؛ وزراعة الكماليات ( باراميتا).

تختلف المدارس البوذية في تفسيرها لمسارات التحرر (مارغا) بالإضافة إلى الأهمية النسبية المخصصة للعديد من النصوص البوذية، وتعاليمها وممارساتها المحددة. تم التعرف على مذهبين رئيسيين من البوذية عمومًا من قبل العلماء: ثيرافادا (بمعنى "مدرسة الحكماء") وماهايانا (مشتعلة"السيارة الكبرى"). يؤكد تقليد ثيرافادا على أن الهدف هو بلوغ نيرفانا (مضاءة "إطفاء") كوسيلة لتجاوز الذات الفردية وإنهاء دورة الموت والولادة الجديدة أي التناسخ (سامسارا)، بينما يؤكد تقليد الماهايانا على نموذج بوديساتفا، حيث يعمل المرء من أجل تحرير جميع الكائنات. القانون البوذي واسع، مع العديد من المجموعات النصية المختلفة بلغات مختلفة (مثل السنسكريتية والبالية والتبتية والصينية).

عبادات شعبية صينية Chinese traditional religion:

هو مصطلح تعدد الأعراق يُستخدم لوصف الممارسات المتنوعة في مجالات عند الأشخاص المنحدرين من أصل صيني، بمن فيهم الشتات الصيني، وهي تحتها أعداد بالمئات من الفروع المتشابهة. وصفها بعض العلماء بأنها «أنية فارغة، يمكن ملؤها على وجوه مختلفة بمضامين ديانات مؤسسية كالبوذية، أو الطاوية، أو الكونفوشية، أو ديانات صينية توفيقية، أو حتى المسيحية (الكاثوليكية) والهندوسية». قد يتضمن هذا تبجيل قوى الطبيعة والأسلاف، وطرد القوى المؤذية، والاعتقاد بالنظام العقلاني للطبيعة، والكون واليقين بقدرة البشر وحكامهم على التأثير عليه، فضلًا عن الأرواح والآلهة. العبادة مكرسة لعدد من الآلهة والخالدين (شن)، الذين من الممكن أن يكونوا آلهة للظواهر، أو للسلوك البشري، أو آباء أنساب (مؤسسي خطوط نسب). القصص المتعلقة ببعض من هذه الآلهة مجموعة في مَجمَع الميثولوجيا الصينية. بحلول القرن الحادي عشر (فترة سونج)، اندمجت هذه الممارسات مع الأفكار البوذية كالكارما (عاقبة عمل المرء) وتناسخ الأرواح، والتعاليم الطاوية المتعلقة بالتسلسل الهرمي للآلهة، لينتج عنها النظام الديني الشعبي الذي بقي بطرق شتى متعددة إلى يومنا هذا.

للديانات الصينية القديمة مصادر متعددة، وقوالب محلية، وأصول مؤسِسة، وتقاليد شعائرية وفلسفية. على الرغم من هذا التنوع، هناك نواة مشتركة يمكن تلخيصها في أربعة مفاهيم لاهوتية، وكونية، وأخلاقية: تيان العلو، المنبع الفائق للمعنى الأخلاقي، وتشي النَفَس أو الطاقة التي تُحيي الكون، وجينغزو تبجيل الأسلاف؛ وباو يينغ التبادل (الأخذ والعطاء) الأخلاقي، إلى جانب مفهومين تقليديين للقدر والمعنى: مينغ يَن المصير الشخصي أو النماء، ويوان فِن المصادفة المقدرة، فرص جيدة وسيئة وعلاقات مُحتملة. يعني اليين واليانغ القطبية التي تشرح نظام الكون.

ينظر العديد من الباحثين الآن إلى الديانة الشعبية نظرة إيجابية. شهدت الديانة الصينية القديمة عملية إحياء في كل من الصين وتايوان في الآونة الأخيرة. حظيت بعض الأشكال بفهم رسميّ أو اعتراف باعتبارها حفاظًا على الثقافة الصينية التقليدية القديمة، كالعبادات المازيوية والتعاليم السانية في فويجان وعبادة هوان جي دي، وأشكال أخرى من العبادة المحلية، كعبادة لونغ وانغ، أو بان كو، أو كاي شين.

أديان عرقية Ethnic religions:

في الدراسات الدينية الدين العرقي أو الدين الإثني هو دين أو معتقد مرتبط بمجموعة عرقية معينة. غالبًا ما يتم تمييز الأديان العرقية عن الأديان العالمية التي تدعي أنها غير محدودة في النطاق العرقي أو الوطني، مثل المسيحية أو الإسلام، حيث يكون اكتساب المتحولين هدفًا أساسيًا، وبالتالي لا يقتصر انتشارها على النطاق الإثني أو القومي أو العرقي. لأديان العرقيَّة متميزة في علاقتها مع مجموعة عرقية معينَّة وغالباً في تشكيل تضامن المرء مع الهوية العرقية. ويُستخدم عدد من المصطلحات البديلة بدلاً من الدين العرقي. مصطلح آخر يُستخدم في كثير من الأحيان هو الدين الشعبي. في حين أنَّ للدين العرقي والدين الشعبي استخدامات متداخلة، فإن المصطلح الأخير يُشير إلى «تخصيص المعتقدات والممارسات الدينية على مستوى شعب معين» أو حتى مجموعة من عرق معين أو في مكان معين. وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها جزء محدد من ثقافة ولغة وعادات هذا العرق. وغالباً ما تحتفظ مجموعات الشتات بالأديان العرقيَّة كوسيلة للحفاظ على هوية عرقية مميزة. ومثيل لها التقاليد الأفريقية African traditional religions.

السيخية Sikhism:

السيخية وجزء كبير منها بنجابية وأنواع أخرى. هي ديانة توحيدية دارميَّة كتوحيد عدة ديانات. نشأت في شمال الهند في نهاية القرن الخامس عشر، قامت معتقداتها عبر مزج الإسلام مع الهندوسية وشعارها «لا هندوس ولا مسلمون»، وتأتي كلمة «سيخية» من كلمة «سيخ» وهي بدورها تأتي من الجذر السنسكريتي التي تعني التلميذ وفي اللغة البالية المريد أو التابع. وهي واحدة من أحدث الأديان الرئيسية في العالم. وتتضمن المعتقدات الأساسية للسيخية، والتي وضِحَت في كتابهم الديني جورو جرانث صاحب، الإيمان والتأمل في اسم الخالق، والمساواة للبشرية جمعاء، والانخراط في خدمة نكران الذات، والسعي لتحقيق العدالة لمصلحة الجميع وازدهارها، وإتباع سلوك معيشة يوصف بأنه صادق. وفي أوائل القرن الواحد والعشرين كان هناك حوالي 25 مليون سيخي في جميع أنحاء العالم، وتعيش الغالبية العظمى أو 76% (20 مليون) من السيخ في البنجاب، موطن السيخ في شمال غرب الهند، ويعيش حوالي مليوني في الدول الهندية المجاورة، والتي كانت جزءاً من ولاية البنجاب الهندية سابقاً. وسبب انتشارها في العالم هو اعتماد الإنجليز عليهم في بعض الحروب وهجرات السيخ خارج بلادهم، حيث بدأت الهجرة السيخية من الهند البريطانية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عندما أكمل البريطانيون ضمهم للبنجاب.

تستند السيخية على التعاليم الروحية لمؤسس الديانة وهو الغورو ناناك، وخلفائه التسعة من الغورو البشر. لقب غورو يعني بالهندية المعلم. أما الغورو غورو جوبيند سينغ الملقب بالعاشر، ساهم في الكثير من أجل السيخية، وكان إسهامه في الإضفاء المستمر للطابع الرسمي على الديانة التي أسسها أولًا الغورو السيخ ناناك ديف جي في القرن الخامس عشر إسهامًا جديرًا بالملاحظة. وسمى الكتاب الديني للسيخ جورو جرانث صاحب كخليفة له، وبالتالي أنهى خط الغورو البشر وجعل أن الكتاب الديني للسيخ جورو جرانث صاحب الدليل الروحي الديني والدينوي للسيخ. وترفض الديانة السيخية الادعاءات بأن أي تقليد ديني معين له احتكار للحقيقة المطلقة. وتطورت السيخية في أوقات الاضطهاد الديني. حيث تعرض اثنان من أتباع السيخ وهم الغورو أرجان والغورو تيج بهادور للتعذيب وأعدم من قبل حكام المغول بعد رفضهم اعتناق الإسلام. وأثار اضطهاد السيخ تأسيس الخالسا كطلب لحماية حرية الضمير والدين.

السيخ عندهم لا فرق بين لفظ الله وفشنو الإله الحافظ عند الهندوس. وهم يؤمنوا بالوهم الدنيوي مايا، الذي يُعرَّف على أنه وهم مؤقت أو " غير واقعي "، هو أحد الانحرافات الأساسية عن السعي وراء الله والخلاص: حيث لا تمنح عوامل الجذب الدنيوية سوى إشباع مؤقت وهمي وألم يصرف الانتباه عن عملية تكريس الله. ومع ذلك، أكد ناناك أن مايا ليس إشارة إلى واقعية العالم، ولكن لقيمه. في السيخية، يُعتقد أن تأثيرات الأنا، والغضب، والجشع، والتعلق، والشهوة، المعروفة باسم بانج كور (اللصوص الخمسة)، تشتت الانتباه وتؤذي بشكل خاص. يعتقد السيخ أن العالم حاليًا في حالة كالي يوجا (عصر الظلام) لأن العالم يضل بسبب حب مايا والتعلق بها. مصير الأشخاص المعرضين أمام اللصوص الخمسة هو الانفصال عن الله، ولا يمكن معالجة الوضع إلا بعد تكريس مكثف لا هوادة فيه. والنهائية ليست للنعيم أو الجحيم، ولكن على اتحاد روحي مع الله (فشنو)، مما ينتج عنه الخلاص أو ("التنوير/التحرر في حياة المرء")، وهو مفهوم موجود أيضًا في الهندوسية. ولهم قواعدة أساسية منها إطالة الشعر ولبس سروال متسع وحمل خنجر.

وغيرها من الديانات والمعتقدات.

تقسيم الأديان من ناحية المعبود فلسفيا:

يوجد افكار مختلفة عن الله. أول مجموعة الذين يؤمنون باله وهم الذين يتبعوا منهج الالوهية Theism وهو من لفظ ثيؤوس أي إله في اليوناني. أما الذين لا يؤمنون بعقيدة إله فمنهجهم هو Atheism والفا في اليوناني قبل الاسم هي أداة نفي فهي تعني من الاسم لا إله.

ثانيا الذين يتبعون مبدأ الالوهة المنفصلة Deism. وهم يؤمنوا بان الله خلق العالم وتركه يسير لوحده. فهم لا يؤمنون بالمعجزات لان الله لا يتدخل ابدا في العالم. وهذه حركة فكرية بدأت في القرن 17 وانتشرت في القرن 18 أنهم يعترفوا بوجود إله لا يتدخل في الكون. ولهذا فهم لا يطلبون شيء من الله رغم ايمانهم بوجوده وايضا لا يؤمنون ان يسوع المسيح هو الله. ويمنون ان العالم هو اعلان الله الوحيد عن قدرته. وايضا يؤمنون ان الشر هو من افعال الانسان ولا علاقة له بالله المنفصل عن العالم.

وهذا الفكر الرد عليه سهل لان ان كان خلق الكون هو معجزه؛ إذًا فالله يصنع معجزات. وان كان الله صنع الكون بمعجزة من العدم؛ فأسهل عليه بكثير ان يصنع معجزات من اشياء اي يحول شيء لأخر.

ثالثا الوجوديين الذين يؤمنوا بحدة الوجود Pantheismوهم الذين يؤمنون ان الكل هو الله والله هو الكل (هي اساس عبادات شرقية وهندية كثيرة) فالله هو الكيان المطلق مركب من اشياء كثيره. وهو اعلى من ان يعرف فلا حاجه للبحث عن حقيقته. ولأن الانسان جزء من تركيب الله فالإنسان ايضا إله. ولان الكون من مركبات الله فالكون في نظرهم ازلي لأنه جزء من الله وهم يؤمنون أن الله أحضر الكون في وقت من ذاته فهو يحضر اجزاء الكون من نفسه ولا يخلقه فيهBring not create. ولان الله هو العالم وهو في العالم فهو لا يصنع معجزات. ويؤمنون لان الكون هو اجزاء من الله فهو ليس حقيقي ولكن خيالي ولكي ترتفع عن الالم لابد ان تؤمن بان الكل هو الله وبهذا لن يؤثر عليك الالم لان حتى الالم هو وهم.

والرد بسهوله لو كنت جزء من تركيب الله ولست مخلوق؛ فكيف اكون مخدوع بهذا الوهم ولا أدركه؟ فهل جزء من الله لا يدرك الحقيقة؟ وهل جزء من الله يتغير؟ وايضا حتى أقوى من فيهم امن بان الكل هو الله لازال يحتاج ان يأكل ويشرب وايضا يتألم ويموت فهل أعظم اجزاء الله ايمانًا لم يتخطى حاجز الوهم؟ وإن كان العالم هو الله والعالم به أشياء شريرة وقذرة وملوثة فكيف يكون الله به أجزاء شريرة وقذرة وملوثة؟ ويوجد نوع اخر يشبههم مع اختلافات بسيطة وهم.

جسم الله Panentheism. فهم يؤمنون ان الله للعالم هو مثل الروح للجسد. فالله هو العالم ايضا وهو اعلي من العالم في ذات الوقت لان العالم جسده وهو روح العالم. ويؤمن بهذا الكثيرين في افريقيا وامريكا الجنوبية والديانات العرقية. فهم يؤمنون ان الله هو العالم وهو ذات مميز ايضا ويتغير.

والرد عليه هو من هو الاول روح الله ام جسده فان كان العالم هو جسد الله فهل هو خلق جسده؟ وكيف يكون خلق جسده وهو ناقص لأنه بدون جسد؟ وأيضًا هل العالم هو جسد الله وهو مملوء بهذه الشرور والقاذورات؟ فكيف يكون جسد الله الفعلي بهذا السوء؟

الله المحدود Finite Godism. هم يؤمنون ان الله هو الخالق ولكنه محدود في قدرته وطبيعته. فهو في نظرهم غير كامل لأنهم يقولوا ان الكون المحدود يحتاج الي إله محدود فقط والكون الغير كامل يحتاج الي إله غير كامل. وهم يفسرون نقص الكون والكوارث الطبيعية وكل الألآم بهذا المنطق لان العالم غير كامل مخلوق بإله غير كامل فتوجد به بعض النقص والمشاكل. ولا يؤمنون بالمعجزات.

تعدد الالهة Polytheism. هم يؤمنون بتعدد الالهة ولان الالهة متخصصة فهم غير كاملين بل محدودين. وكل إله له متطلباته ويجب عبادته. ويختلفون كثيرا في افكارهم فبعضهم يعبر ان هناك إله ام أنجب باقي الالهة والاخر يؤمن بالإله الذي ينبعث منه ايونات وبعضهم يقول بان العالم أنتج الالهة او بشر تحولوا الي الهة ومن يؤمنوا بأنصاف ألهة demigods وغيرهم. وهم يؤمنون ان الكوارث هي بسبب خلافات بعض الالهة وبعضهم يؤمن ان الشر هو ضروري ليقابل الحق وللاستمرارية (ويصنف المورمون من هؤلاء وكل من أمن بالمسيح إله مخلوق).

والرد عليها حسب كل نوعها فمن يؤمن بان الطبيعة هي التي انتجت الالهة فيجب ان يعتبر الطبيعة هي الاله الأكبر؛ فكيف مخلوق ينتج خالق.

تميز المسيحية عن كل هذه العقائد بوجه عام.

باختصار المسيحية متميزة وتختلف عن كل هذه العقائد جملة وتفصيلا في أشياء كثيرة. ولكن بوجه عام يوجد نقاط تميز المسيحية عن كل هذه العقائد. فمثلا:

أولًا النبوات: فالعقيدة المسيحية وكتابها الوحيد وهو الكتاب المقدس وضح أن أحد النقاط الهامة التي تميزه وتميز العقيدة المسيحية عن الباقي وهي النبوات. لأنها تشهد أنها خارجة من فم الإله الحقيقي " بِالأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ زَمَانٍ أَخْبَرْتُ، وَمِنْ فَمِي خَرَجَتْ وَأَنْبَأْتُ بِهَا. بَغْتَةً صَنَعْتُهَا فَأَتَتْ" (سفر إشعياء 48: 3). بل أيضاً اعتبرها إشعياء إنها تحدي لأي عقيدة أخرى " 22 لِيُقَدِّمُوهَا وَيُخْبِرُونَا بِمَا سَيَعْرِضُ. مَا هِيَ الأَوَّلِيَّاتُ؟ أَخْبِرُوا فَنَجْعَلَ عَلَيْهَا قُلُوبَنَا وَنَعْرِفَ آخِرَتَهَا، أَوْ أَعْلِمُونَا الْمُسْتَقْبِلاَتِ. 23 أَخْبِرُوا بِالآتِيَاتِ فِيمَا بَعْدُ فَنَعْرِفَ أَنَّكُمْ آلِهَةٌ، وَافْعَلُوا خَيْرًا أَوْ شَرًّا فَنَلْتَفِتَ وَنَنْظُرَ مَعًا." (سفر إشعياء 41: 22-23). وهذا الذي أشارت إليه دائرة المعارف البريطانية في تعريفها للنبوة، أن إشعياء وضع أهمية خاصة للنبوة على إبراز أوجه الفرق بين آلهة بابل وبين يهوه، في أن يهوه ينفّذ ما سبق أن أنبأ به. والنبوات أمر هام فلا يمكن أن تكتب نبوات دقيقة محددة وتنطبق وبدقة إلا بوجود إله يعرف المستقبل وعلمه غير محدود. فالنبوات الكثيرة التي أثبتت بالفعل تحقيقها على سبيل المثال التي تكلمت عن مجيء المسيح هي تؤكد أن الكتاب المقدس هو فعلاً وحي الله، وهذا تميز في المسيحية لا يوجد في أي عقيدة أخرى.

فلا يوجد كتاب أو شخص أخر كُتبت نبوات عنه، نبوات في كتابه قبل مجيؤه إلا الرب يسوع المسيح له كل المجد فقط. لا بوزا ولا كريشنا ولا حورس ولا زراديشت ولا محمد ولا ديونيسوس ولا أبولونيوس ولا أدونيس ولا ميرزا ولا غيرهم. لا يوجد نبوات قيلت عن الشخصية الأساسية في هذه العقيدة قبل مجيؤه بمئات واّلاف السنين إلا الرب يسوع المسيح فقط. بل لم تنتقل شفهياً فقط ولكن كتابة أيضاً. ومحفوظ كتابة من قبل مجيؤه. ولا يمكن أن بالصدفة أن تكتب نبوات بمثل هذه الدقة مثل الموجودة في الكتاب المقدس قبل مجيء المتنبأ عنه بمئات السنين وبالصدفة تنطبق عليه تفصيلاً. فهذا مثال فقط من الكثير جداً من الأدلة أن هناك إله المسيحية علمه غير محدود والمستقبل مكشوف أمامه. فأخبر بالوحي أنبياؤه أن يكتبوا هذه النبوات الدقيقة عن مجيؤه قبل أن يتجسد بمئات السنين بدقة. فهذه شهادة قوية عن وجود إله خالق وأن وحيه مكتوب فقط في الكتاب المقدس. أنواع النبوات الكتابية مشروحة بشيء من التفصيل أكثر في موضوعات أخرى مثل:

انواع نبوات الكتاب المقدس 1

انواع نبوات الكتاب المقدس 2

النبوات عن المسيح في العهد القديم والوهيته

نبوات العهد القديم كاملة مرتبة حسب أحداث حياة الرب يسوع المسيح

معايير مصداقية الكتاب المقدس 7

ثانيًا علم الأثار: فلا يوجد عقيدة أخرى مثبت صحتها من علم الأثار مثل العقيدة المسيحية والكتاب المقدس. بل أغلب باقي العقائد أما لها قلة من الأثار مختلف عليها أو لا يوجد له أي أدلة من الأثار ولهذا يصنف الكثير منها أساطير. فلا يوجد أثار كثيرة لفترات زمنية مئات والاف السنين التي تكلم عنها الكتبة الدينية لتؤكد مصداقيته إلا الكتاب المقدس. فالكتب الهندوسية مثل الفيدا التي كتبت أحدث بكثير من تاريخ العقيدة ولا يوجد أثار تغطي فترة زمنية طويلة لتشهد على مصداقية أي منهم بل لعدم وجود أثار لقصص الهندوسية فهي تصنف أساطير. ولا القرآن الذي تكلم عن قصص الأولين فلا نجد أي أثار لهذه القصص والأثار الإسلامية من بداية الإسلام وليس لقصص الأولين. والكتب البوذية المتعددة والمختلفة مثل التيبيتاكا والسووترا وغيرهم التي كتبت أحدث بكثير والبوذية ليس لها تاريخ سابق أصلًا وحتى الأحداث اللاحقة أثارها قليلة ومختلف عليها.

ثالثًا المعجزات: لا يوجد في أي عقيدة شهادات خارجية من المضادين لهذه العقيدة على حدوث معجزات بها إلا العقيدة المسيحية فلا بوزا ولا كريشنا ولا حورس ولا زراديشت ولا محمد ولا ديونيسوس ولا أبولونيوس ولا أدونيس ولا ميرزا ولا غيرهم يوجد شهادة من غير المؤمنين أن أي منهم فعل معجزات إلا الرب يسوع المسيح فقط له كل المجد الذي يوجد الكثير من غير المسيحيين مثل مؤرخين يهود ورومان شهدوا بأنه فعلا كان يصنع معجزات مبهرة.

رابعًا العلوم الحديثة: على عكس ما يعتقد الكثيرين بسبب ما ينشر من اعلام غير صادق وشائعات ولكن الإيمان المسيحي والكتاب المقدس هو العقيدة الوحيدة التي العلوم الحديثة ليس فقط توافقها بل بنيت على أساس العقيدة المسيحية. لا يوجد عقيدة أخرى بني على أساسها ومن نصها أي علم حديث إلا المسيحية فقط. وهذا تم شرحه بالتفصيل في سلسلة الرد على الألحاد والتطور وبخاصة القسم الثامن وعلم الجينات. وأيضا تم تلخيص بعض منه في:

معايير مصداقية الكتاب المقدس 1.

معايير مصداقية الكتاب المقدس 2

وفيهما تم شرح معيار دقة ومصداقيته علميا في 20 نقطة رائعة وهذه كانت امثلة كعينات فقط من الكثير جدا أي منهم كافية لإثبات دقته ومصداقيته بما فيها شهادات علماء من رموز التاريخ تؤكد مصداقيته فيما يذكره من معلومات الهمت العلماء على مدار العصور البحث والاكتشاف بل بسببه بحث علماء عما يقوله واكتشفوا ان ما يقوله صحيح ولم تكن البشرية تعرف هذه المعلومة من قبل. فالكتاب المقدس الذي يقيس بحيادية ما يقول يجد انه دقيق علميا بل هو الذي الهم علماء مسيحيين كثيرين ان يكتشفوا ما اكتشفوه واسسوا كل العلوم الحديثة.

وباقي ما قدم في موضوعات معايير مصداقية الكتاب المقدس كلها تتميز فيها العقيدة المسيحية على كل العقائد الأخرى بطريقة مميزة مقاسة بمعايير أكاديمية.

خامسًا مبدا عطية الخلاص: أيضا تميز فكر الخلاص في العقيدة المسيحية، فالمسيحية أساسها صليب المسيح والفداء والخلاص ونناله بالإيمان العامل بالمحبة. عطية مجانية مسبقا ينالها بالإيمان العامل وليس يبدأ بالأعمال لكي ينجح لاحقا. فالمسيحي أسمه كتب بالفعل في سفر الحياة ولن يمحي إلا لو أصر على حياة الخطية ورفض التوبة. أي أن أختار أن يمحي أسمه. أي الأساس هو انه مكتوب. اي للتشبيه أنا ناجح إلا لو أصريت إلا أنجح باختياري. مثال العروس اختيرت وفقط متوقف على قبولها ولو قبلت تؤمن أيمان عامل بالمحبة واستعداد. وليس متوقف على ان تعبر اختبارات. وليس مثل باقي العقائد حسنات وسيئات ليدفع بها ثمن الجنة أو بحث عن معرفة او زهد او فلسفة ليصل بها الشخص للاستنارة او غيره. أو محاولات متعددة في تناسخ الأرواح ويفشل في أغلبها بالكارما. فالمسيح فدانا واعطي الفداء مجانا رغم انه لا يقدر بثمن أي الفداء قدم أولا وفقط نؤمن إيمان عامل بالمحبة.

أيضًأ هي عقيدة إله واحد وليس توحيد وليس تعدد الهة ولا ألهه محددة وليست مثل بعض العقائد الغير محددة. وليس أله كتلة مصمتة صنم أو غيره. هذه أمثلة قليلة من الكثير جدا من تميز المسيحية وسيأتي مقارنات تفصيلية أكثر في الأجزاء التالية في موضوعات هل المسيحية اقتبست من كذا او كذا.

شهادات منطقية على وجود أله المسيحية باختصار:

أولا الشهادة الكونية الدقيقة: فالمنطق يقر أن بوجود عالم دقيق لابد ان يكون هناك ما هو اعلي من هذا الكون وهو الذي خلقه. وهذا المبدأ الذي استشهد به بولس الرسول "19 اذ معرفة الله ظاهرة فيهم لان الله اظهرها لهم 20 لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى انهم بلا عذر" (رسالة بولس الرسول الي أهل رومية 1)

أيضا المنطق يقر بأن كل شيء محدود له واجد خارج حدوده. والبعض يستغل بخبث هذه النقطة فيسال من هو واجد الله بناء على منطق كل شيء له خالق. فالإجابة بسهوله هذا يسأل لمن يؤمن بإله محدود Finite Godism لان الله في المسيحية غير محدود فهو لا تنطبق عليه هذه القاعدة لان لا يمكن لكائن يخلق كائن آخر غير محدود لأنه لا يوجد خارج حدوده فهو غير محدود. فلهذا الله لا يوجد واجد له لان الله غير محدود. ولكن لا تزال القاعدة من أوجد الكون وهو خارج حدوده؟ هو الإله.

وايضا يقر المنطق أن كل شيء له بداية يوجد من اوجده في البداية ولان الكون له بداية حتى لمن يستشهد بنظرية الانفجار الاولي او غيرها المهم ان العلم لا يجادل كثيرا في ان الكون له بداية بدليل ابحاث ناسا عن توسع الكون والمقاييس الكونية المتغيرة ولهذا فالكون له واجد. وايضا بنفس مقياس المبدأ السابق لان الله ليس له بداية فلا واجد له لان الواجد له يحتاج بداية لله ليوجده في بدايته والله بدون بداية. ولكن لا تزال القاعدة فمن كان موجود منذ الأزل ليوجد الكون ويوجد البداية؟ هو الإله.

ثانيا الشهادة الغائية او الهدف: ما هو هدف استمرار الكون؟ بدون كيان يجعل الكون مستمر بإرادته كيف نفسر عدم اختفاء الكون فجاه؟ فهنا لا نتكلم عن وجود كيان عاقل اوجد الكون بل ايضا هذا الكيان العاقل يحافظ على استمرار الكون. وهذا هو المبدأ الذي تكلم عنه معلمنا بولس الرسول بقول "17 الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل" (رسالة بولس الرسول الي أهل كولوسي 1) فالعالم يريد مصدر ويريد غاية للاستمرار لأنه بدون هذا يخضع لقاعدة لماذا يتجه للبقاء بدل من الاتجاه الي الاختفاء والفناء. وايضا لا يستطيع شيء فاني ان يحافظ على شيء محدود من عدم الفناء لان الفناء أقوى واوسع من عدم الفناء ولهذا يتطلب كيان اعلي من الفناء ليحافظ على العالم الفاني من ان يسقط حتى الان في الفناء. وهذا الكيان هو ايضا يتطلب وجوده ليبقي الفاني في الزمن بمعني ان الفناء هو اعلي من الزمن لان الفناء قادر ان يبتلع الزمن ولكن لبقاء الفاني من عدم الفناء يحتاج من هو اعلي من الفناء واعلي من الزمن بالطبع ليحافظ على الزمن من الفناء.

ثالثا شهادة القيم: العالم مادي ولكن يوجد فيه جانب اخلاقي في الانسان. ولان الانسان مخلوق والعالم المادي لا يوجد به اخلاق لأنه مادة غير حية. ولهذا مستحيل ان يكون المادة او الطبيعة او غيرها من المواد الغير حية اعطت للإنسان الطبيعة الأخلاقية لان المبدأ المعروف يقول فاقد الشيء لا يعطيه فالمادة بدون أخلاق لن تعطي أخلاق للإنسان. لابد ان يكون هناك كائن اخلاقي وبه قيم ليمنح القيم للإنسان ليسير عليها. وهذا ايضا يتبع قانون السببية مع ملاحظة ان قوانين القيم تختلف عن قوانين الطبيعة فمثلا الحجر لن ينقذ كائن حي من الموت والحجر لن يفني نفسه فداء عن أخر. بل لو اخذنا مقياس أكثر من ذلك وهو الشعور بالخطأ بمعني الانسان يشعر بالذنب بنسب مختلفة لو قتل او سرق. وهذا الشعور لم يمنحه المادة لأنه لا يشعر بها ولا الحيوان. فلا بد ان يكون هناك من هو يمنح هذا الشعور وهو ليس الطبيعة بل كائن عاقل أخلاقي مانح القيم.

بل حتى وجود الشر هي تشهد على وجود الله لأنه ليكون عندنا القدرة على معرفة الخير من الشر لا بد من مقياس لأقول إن هذا خير أو شر مثل لكي أقول ان الخط هذا معوج لا بد ان تكون عرفت مسبقا الخط المستقيم. العالم المادي والحيواني لا يعرف شيء اسمه خير أم شر فلن يعطي العالم المادي والحيواني مقياس الخير والشر فالحيوان المفترس لا يعتبر الافتراس شر والفيروسات والبكتريا والفطريات لا تعتبر قتل العائل هو شر. وحتى لكي يتطور قليلًا لا بد ان تكون له بداية من معرفة خير وشر ولن تعرفه من الطبيعة بدون مقياس اخلاقي اعلي. فمثلا حسب فرضية التطور الخطأ لو كنا فعلا تطورنا من قردة وتطورت الأخلاق من القردة لكان الماهر في الخطف مثل القردة يمدح لأنه أصلح والبقاء للأصلح، والأكثر جبنا وأسرع في الهرب هو الأفضل. ولكن البشرية من بدايتها في كل الحضارات المختلفة ترفض السرقة والجبن والقتل وتمدح الأمانة والشجاعة والدفاع عن المستضعفين. لو كان الضمير غريزة لما ساعد أحد الآخر لكيلا يتعرض لخطر ولكن الضمير الذي وضعه الإله الأخلاقي يدفع الإنسان تلقائيا لمساعدة أخر وحمايته من في خطر. فبدون الله لا يوجد مقياس خير او شر. فالخير والشر أصلا ضد ادعاء المصدر الطبيعي.

بل حتى الخير والشر والضمير هو يؤكد ان هناك دينونة مثل الذي يقرأ حبا للقراءة لو لم يقرأ لا يتعبه ضميره فهو للتسلية اماً الذي يقرأ لأجل امتحان فيتبعه ضميره لو أضاع الوقت. فالضمير الذي يبكت على الخطأ هو ليس دليل فقط علي وجود مصدر للأخلاق الله بل ايضاً دليل علي دينونته. والدينونة العادلة كافية للرد على مشكلة الشر.

ما هو وجود الله؟

من القواعد المنطقية السابقة أدركنا أن كيان الله هو.

1 هو كيان قوي. ليكون خالق كل القوي الموجودة في العالم بأنواعها المختلفة يجب ان تكون قوته فائقة. ولأنه لا يوجد من اعطاه قوه فهو قوته غير محدودة.

2 هو غير محدود. لكي يخلق اشياء رغم انها محدودة وهو غير مخلوق بل خالقها فهو غير محدود لأنه خارج هذه الحدود.

3 هو لا بداية له ولا نهاية. لان هو ضابط الزمن وواجد الزمن فهو اعلي من الزمن.

4 له هدف من استمرار الانسان. لأنه يحافظ على الانسان واستمراريته ومنع فناء الانسان من البداية وهذا له هدف وهو أقوى من الفناء.

5 كيان مليء بالقيم. لأنه واهب القيم للإنسان.

6 عاقل. ليكون خالق للأشياء العاقلة مثل الانسان لابد ان يكون أكثر حكمة من كل كائناته ولأنه لا يريد من يعطيه حكمه فهو حكمته غير محدودة.

7 هو كائن. وهذا اسم يهوه الذي يعني "الكائن يهوه".

لو نظرنا الي هذا الامر من زاوية اخري وهو بناء على قوانين نيوتن لكل فعل رد فعل وكل شيء له سبب. فمثلا الكون يتوسع ويتحرك فلا بد ان يكون هناك سبب دفعه ليتحرك ويتوسع. والشيء العكسي هو نتيجة سلبية لغياب الأمر الإيجابي.

السبب الاول ان الكون والفضاء بدون حدود حتى الان لا بد ان يكون غير محدود.

السبب الاول ان الوقت لا ينتهي لا بد ان يكون أبدى.

السبب الاول في انواع القوي والحركة المختلفة الكثيرة لا بد ان يكون قوي بلا حدود.

السبب الاول في الانواع اللانهائية حتى الأرقام لا بد او يكون كيان لا نهائي شامل لكل شيء.

السبب الاول في تكوين تعقيدات ومركبات تصل الي الذكاء لا بد ان يكون لا محدود في الكيان والعقل.

السبب الاول في الوعي الشخصي لا بد ان يكون شخص واعي.

السبب الاول في المشاعر لا بد ان يكون حساس.

السبب الاول في الارادة لا بد ان يكون اختياري.

السبب الاول في المبادئ لا بد ان يكون أخلاقي.

السبب الاول في العقيدة لا بد ان يكون روحي.

السبب الاول في الجمال المبهر لا بد ان يكون فائق الجمال.

السبب الاول في العدل لا بد ان يكون عادل.

السبب الاول في الرحمة لا بد ان يكون رحيم.

السبب الاول في الحنان لا بد ان يكون حنون.

السبب الاول في الحب لا بد ان يكون محب.

السبب الاول في الحياة لا بد ان يكون حي.

السبب الأول في الكينونة لا بد أن يكون الكائن.

هذه هي صفات الهنا الرب الاله يهوه ايلوهيم الكائن والذي اتي وتجسد وهو الرب يسوع المسيح.



والمجد لله دائما

1. Adherents, "World Religions Religion Statistics Geography Church Statistics," 5 March 2015, https://web.archive.org/web/19990422162501/http://www.adherents.com/

2. African Studies Association; History in Africa. Vol. 32. (University of Michigan, 2005), 119.

3. Pew Research Center, “The Global Religious Landscape,” 18 December 2012, https://www.pewresearch.org/religion/2012/12/18/global-religious-landscape-methodology/